مستخدم:م. نجاح السلامي/ملعب

السلامي (بنو سلمة)

سلمة (بكسر اللام) قبيلةٌ عربية أزدية قحطانية، يرجع نسبهم الى خزرج، وهم احد اكبر بطون خزرج، موطنهم شمالي المدينة المنورة، غرب جبل سلع. وفيه حصون بني سلمة التي سنتحدث عنها لاحقا في فقرة (حصون بني سلمة)، حيث كانت لهذه الحصون أهمية بالغة في حماية الحدود الشمالية للمدينة المنورة المتاخمة ليهود خيبر.

مسجد بني سَلِمة (مسجد القبلتين) بناه أبناء قبيلة سلمة سنة 2 هجرية وفيه تم تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة المشرفة

نصروا النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد البعثة (مع باقي أبناء عمومتهم من الأوس والخزرج)، امتدحهم الله عز وجل وسماهم بالأنصار في القرآن الكريم قائلاً: [والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا] [سورة الانفال: ٧٥]، [والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه] [سورة الانفال: ١٠٠].

وفي آية: [نكتب ما قدّموا وآثارهم] [سورة يس: 12] يقول ابن حجر قال مجاهد: خُطاهُم. أي خطى بني سلمة.

نسبهم

يرجع نسبهم الى سَلِمة بن سعد بن علي بن أسد بن راشد بن يزيد بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأزدي القحطاني.

معنى سَلِمة

السَلِمة تعني الحجر، والجمع سِلام، وليس في العرب سَلِمة بكسر اللام سواهم.

الاحاديث الشريفة في بني سَلِمة الانصار

1. أول من بايع النبي في بيعة العقبة هو نقيب بني سَلِمة البرّاء بن معرور السَّلِمي وأخذ بيد النبي قائلاً: والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا يا رسول الله فنحن أهل الحرب والحلقة ورثناها صاغرا عن كابر، فقال رسول الله: (أسالم من سالمتم، وأحارب من حاربتم).

2. يقول جابر بن عبد الله الانصاري السَّلِمي أنه مرض ذات مرة، فأتاه النبي يزوره، ومعه أبو بكر الصديق، وكانا يمشيان على أقدامهما، وكان هذا في عام حجة الوداع في العام العاشر من الهجرة، فوجداه قد أغشي عليه لا يعقل شيئا من شدة المرض، فتوضأ النبي، ثم صب الماء الذي توضأ به على جابر، فأفاق من ذلك الإغماء. فوجد رسول، فسأله جابر: يا رسول الله، كيف أصنع في مالي؟ كيف أقضي في مالي؟ يعني: ماله الذي سيخلفه من ورائه عند موته.

فلم يجبه النبي بشيء حتى نزلت آية الميراث، وهي قوله تعالى: [يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم] [النساء: 176].

3. حديث أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (حب الأنصار آية الإيمان ، و بغض الأنصار آية المنافق).

4. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (خلتِ البقاعُ حول المسجد، فأراد بنو سلِمةَ أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، فبلغ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: إنَّهُ بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قربَ المسجد، قالوا: نعم يا رسول الله! قد أردنا ذلك، فقال: يا بني سلِمة، ديارَكم تُكتبُ آثارُكم، ديارَكم تُكتبُ آثارُكم).

ويروي الإمام أحمد لفظ آخر لرواية جابر بن عبد الله إذ قال: هممنا أن ننتقل من دورنا لقرب المسجد، فزجرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال: (لا تعرُّوا المدينة)، يعني: أطراف المدينة يكون سكانها من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من أن ينتقلوا إلى قرب المسجد، وتبقى أطراف المدينة للمنافقين، ويجيء الكفار من هذه الأماكن. وفي هذه الرواية دلالة واضحة لموقع قبيلة سلِمة في الدفاع عن حدود المدينة الشمالية.

حصون وآطام بني سلمة

كملة (أطم) تعني: الحصن المبني من الحجارة.

كان لديار بني سلمة أهمية كبيرة كما ذكر النبي محمد في الحديث أعلاه (دياركم تكتب آثاركم)، حيث كان لبنوا سلمة حصون شأنهم شأن بقية قبائل الأوس والخزرج، لحماية حدود المدينة المنورة، ونختص بالذكر الحدود الشمالية المتاخمة لمدينة يهود خيبر، واشتهر لقبيلة بنو سلمة آطام وحصون، منها: آطام بنو حرام و بنو عبيد من بني سلمة، وآطام بنو مري بن كعب بن سلمة، وآطام بنو سواد بن غنم بن كعب بن سلمة. التي ذكرها عبد العزيز الكعكي في كتابه (معالم المدينة المنورة بين العمارة والتاريخ، الجزء الثالث). وسنذكرها كما أوردها المؤلف:

- حصن (الأشنق): أحد حصون بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، كان للبراء بن معرور بن صخر بن حسان بن سنان بن عبيد، بناه في منازلهم التي كانت عند مسجد الخربة إلى الجبل الذي يقال له (الدويخل).

- أطم (الجيش): هو أحد آطام بني عبيد من بني سلمة، بني في منازلهم في الشمال الغربي من المدينة عند جبل فتى (المظاهر الحضرية للمدينة المنورة في عصر النبوة، د. خليل السامرائي و ثامر محمد- ص ٢٣).

- حصن (الأطول): من أشهر حصون بني عبيد بن عدي من بني سلمة وهو من حصونهم العامة التي يلجأون إليها عند الخطر، ويعد من أقدم الحصون التي بنتها قبائل الخزرج في المدينة.

- آطام (الأعماد): تتكون الأعماد من أربعة آطام، و تعود هذه الآطام لبني عبيد و بني حرام، وقد بنيت في شمال غرب المدينة، فيما بين بستان المذاد وجبل الدويخل.

- حصن (المذاد): أحد حصون بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، بني في منازلهم التي كانت عند مسجدهم الذي بين القاع و بين الأرض التي كانت لجابر بن عتيك، و كانوا بين مقبرة بني سلمة - عند مسجد بني سلمة (القبلتين) - إلى بستان المذاد.

- حصن (جاعس): أحد آطام بني حرام من بني سلمة، وقد كان هذا الحصن لعمرو بن الجموح، ويقع في السهل بين الأرض التي كانت لجابر بن عتيك، وبين العين التي عملها معاوية بن أبي سفيان.

- أطم (الأخنس): هو أحد آطام بني مري بن كعب من بني سلمة بنوه في منازلهم غربي الحائط الذي كان لجابر بن عتيك مما يلي جبل بني عبيد.

- حصن (الأغلب): حصن الأغلب من أشهر حصون بني سواد بن غنم من بني سلمة، بنوه في منازلهم التي كانت حول مسجد القبلتين عند طرف الحرة الغربية من جهة الشمال.

- حصن (الخيط): هو أحد حصون بني سواد بن غنم من بني سلمة، بنوه في منازلهم التي كانت عند مسجد القبلتين، و قد بني هذا الحصن شرقي مسجد القبلتين.

- حصن (المنيع): من حصون بني سواد بن غنم من بني سلمة، ويذكر السمهودي: بني لبني سواد أطماً في يماني مسجد القبلتين على ظهر الحرة يمين المخزن الذي في أرض ابن ايبان، أو دون ذلك قليلا.

أبرز الصحابة من بني سَلِمة

1. الصحابي البراء بن معرور الانصاري السَّلِمي. (وكان البراء ليلة العقبة هو أجل السبعين المبايعين، وهو نقيب بني سَلِمة، وأوصى بثلث أمواله لرسول الله).

2. عمرو بن الجموح بن حرام الأنصاري السَّلِمي. (صحابي جليل، وأحد زعماء المدينة وسيد من سادات بني سَلِمة، وأحد أجواد المدينة، كان آخر الأنصار اسلاماً، استشهد في يوم أحد وبشره النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم وقال: " يا بني سلمة ، من سيدكم ؟ قالوا: الجد بن قيس، قال: بل سيدكم الجعد الأبيض عمرو بن الجموح " .).

3. عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السَّلِمي. (وكان أحد نُقباء الأنصار مع البراء بن معرور عن بني سلمة، ثم شهد مع النبي محمد غزوة بدر، واستشهد يوم أحد، كلمه الله كفاحا بعد شهادته، ونزلت في شهادته آية [ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون]).

4. الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري السَّلِمي. (صحابيا جليلا روى الف وخمسمائة وأربعون حديثاً، لم يتخلف جابر عن اي غزوة للنبي الا بدرا وأحد حيث منعه ابوه).

5. أبو قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري السَّلِمي. (الملقب بفارس رسول الله، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (خير فرساننا أبو قتادة)).

6. كعب بن مالك الأنصاري السَّلِمي. (شاعر الإسلام، وهو من أوائل الأنصار الذين أسلموا، احد المشاركين في بيعة العقبة الثانية، امتدح جهاده الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: «أنت تحسن صنعة الحرب»)، واليكم بعضاً من شعره:

ويـومَ بَـدْرٍ لقينـاكم لنـا مَــدَد *** فيه مع النصر ميكـــالٌ وجبريـلُ

إن تقتلونـا فدين الله فطْرَتُنا *** والقتلُ في الحقِّ عندَ اللهِ تفضيلُ

ويمتزج فخره بذاته بحماسة الفارس الشجاع المقاتل، ويتضح هذا في قوله:

قـد علمـت خيبــر أنـي كعــبُ *** مُفَـرِّجُ الغُمَّـى جـريءٌ صُلْـبُ

إن شبَّت الحربُ تليها الحربُ *** معـي حسام كالعقيـق عضـب

7. ثعلبة بن غنمة بن عدي بن غنم الأنصاري السَّلِمي. (شهد العَقبة في السَّبْعِين، وشهد بَدْرًا، وهو أحَدُ الذين كسروا آلهةَ بني سلمة. وقُتل يوم الخندق شهيدًا).

8. أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري السَّلِمي. (عقبي بدري، وَهُوَ الَّذِي انتزع راية المشركين يوم بدر وكانت بيد أبي عزيز بْن عمير، ثم شهد صفين مَعَ علي رضي اللَّه عنه).

9. قطبة بن عامر بن حديدة بن غنم الأنصاري السَّلِمي. (كان واحدًا من ستة من الأنصار أسلموا في مكة قبل بيعتي العقبة، ثم شهد بيعتي العقبة، ومن بعدها شهد مع النبي محمد المشاهد كلها، وكانت معه راية بني سلمة يوم الفتح، وجُرح يوم أحد تسع جراحات).

10. يزيد بن عامر بن حديدة الأنصاري السَّلِمي. (صحابي جيلي، شهد العقبة، وبدرا، وأحدا).

11. الطُفيل بن مالك بن غنم الأنصاري السَّلِمي. (شهد بيعة العقبة الثانية، وشهد غزوة بدر وغزوة أحد، وقتله وحشي بن حرب في غزوة الخندق).

12. سليم بن عمرو بن غنم الأنصاري السَّلِمي.

13. خويلد بن عمرو الأنصاري السَّلِمي.

المراجع

ّّّ م. نجاح السلامي (نقاش) 09:26، 28 يونيو 2022 (ت ع م)