جهاز مناعي

أحد أجهزة جسم الانسان

الجهاز المناعي[1] هو شبكة من العمليات البيولوجية [الإنجليزية] التي تحمي الكائن الحي من الأمراض. يكتشف ويستجيب لمجموعة واسعة من مُسببات الأمراض، من الفيروسات إلى الديدان الطفيلية، وكذلك الخلايا السرطانية، ويميزها عن الأنسجة السليمة للكائن الحي. العديد من الكائنات الحية لديها نظامين فرعيين رئيسيين من الجهاز المناعي. يوفر الجهاز المناعي الفطري استجابة مسبقة التكوين لمجموعات واسعة من الحالات والمحفزات. ويوفر جهاز المناعة التكيفي استجابة مصممة لكل منبه من خلال تعلم التعرف على الجزيئات التي صادفها من قبل. كلاهما يستخدم الجُزيئات والخلايا لأداء وظائفها.

صورة مجهرية إلكترونية لخلية متعادلة (باللون الأصفر) تهاجم بكتيريا الجمرة الخبيثة باللون البرتقالي.

تمتلك جميع الكائنات الحية تقريبًا نوعًا من جهاز المناعة. البكتيريا لديها جهاز مناعة أولي على شكل إنزيمات تحمي من عدوى الفيروسات. تطورت آليات المناعة الأساسية الأخرى في النباتات والحيوانات القديمة ولا تزال في أحفادها الحديثة. وتشمل هذه الآليات البلعمة، ببتيدات مضادة للميكروبات التي تُسمى ديفنسين، والنظام المتمم. تمتلك الفقاريات ذوات الفك، بما في ذلك البشر، آليات دفاعية أكثر تطورًا، بما في ذلك القدرة على التكيف للتعرف على مسببات الأمراض بشكل أكثر كفاءة. تخلق المناعة التكيفية (أو المكتسبة) ذاكرة مناعية تؤدي إلى استجابة معززة لمواجهة لاحقة مع نفس الممرض. هذه العملية من المناعة المكتسبة هي أساس التطعيم.

يُمكن أن يتسبب خلل في الجهاز المناعي إلى أمراض المناعة الذاتية والأمراض الالتهابية والسرطان. يحدث نقص المناعة عندما يكون الجهاز المناعي أقل نشاطًا من المعتاد، مما يؤدي إلى عدوى متكررة ومهددة للحياة. في البشر، يُمكن أن يكون نقص المناعة نتيجة لمرض وراثي مثل نقص المناعة المشترك الحاد، أو حالات مكتسبة مثل فيروس العوز المناعي البشري/الإيدز، أو استخدام الأدوية المثبطة للمناعة. تنتج المناعة الذاتية من جهاز مناعي مفرط النشاط يهاجم الأنسجة الطبيعية كما لو كانت كائنات حية غريبة. تشمل أمراض المناعة الذاتية الشائعة التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو والتهاب المفاصل الروماتويدي ومرض السكري النوع الأول، والذئبة الحمامية الشاملة. يغطي علم المناعة دراسة جميع جوانب الجهاز المناعي.

دفاع متعدد الطبقاتعدل

يحمي نظام المناعة مضيفه من اصابتهِ بالأمراض بواسطة عدد من خطوط الدفاع التي يزداد تخصصها بعد كل خط. تمنع الحواجز البدنية مثل الجلد الكائنات الممرضة مثل البكتيريا والفيروسات من الدخول إلى الكائن الحي.[2] وإذا تمكن الممراض من اختراق هذه الحواجز يقوم جهاز المناعة الفطري باستجابة فورية لكنها غير متخصصة. تتواجد أنظمة المناعة الفطرية لدى جميع الحيوانات،[3] وإذا تمكن الممراض من تجنب الاستجابة المناعية الفطرية بنجاح فإن الفقاريات تملك خطا ثانيا من الحماية هو جهاز المناعة التكيفي الذي يُنشّط بواسطة استجابة المناعة الفطرية.[4] حيث يقوم جهاز المناعة بتكييف استجابته أثناء الإصابة لتحسين التعرف على الممراض، وبعد القضاء على هذا الأخير يحتفظ بهذه الاستجابة المحسنة على هيئة ذاكرة مناعية تسمح لجهاز المناعة التكيفي بالاستجابة على نحو أسرع وأقوى في المرات القادمة التي يوافق فيها تعرضهُ لنفس الممراض.[5][6]

مكونات جهاز المناعة
جهاز المناعة الفطري جهاز المناعة التكيفي
استجابة غير متخصصة استجابة متخصصة للمستضدات والممراضات
التعرض للإصابة يؤدي إلى استجابة فورية وقصوى الاستجابة القصوى تستغرق وقتا بعد التعرض للإصابة
مناعة خلوية ومكونات المناعة الخلطية مناعة خلوية ومكونات المناعة الخلطية
لا توجد ذاكرة مناعية التعرض للإصابة يؤدي إلى ذاكرة مناعية
توجد لدى جميع أشكال الحياة تقريبا توجد لدى الفقاريات الفكية فقط

تعتمد كلا المناعتان الفطرية والتكيفية على قدرة جهاز المناعة على التمييز بين الجزيئات الذاتية وغير الذاتية. في علم المناعة، الجزيئات الذاتية هي جزيئات من مكونات جسم الكائن ويمكن تميزها عن المواد الغريبة بواسطة جهاز المناعة.[7] وبالعكس الجزيئات غير الذاتية هي جزيئات ليست من مكونات الجسم ويتم التعرف عليها بأنها جزيئات غريبة. أحد أقسام الجزيئات غير الذاتية هو المستضدات (سميت كذلك لأنها تتسبب في توليد الأجسام المضادة) وتُعرف على أنها مواد ترتبط بمستقبلات مناعية خاصة وتثير استجابة مناعية.[8]

أعضاء المناعة في الإنسانعدل

أعضاء مناعية أولية وتمثل المكان الذي نشأت أو نضجت فيه الخلايا المناعية وتشمل:[9]

أعضاء مناعية ثانوية هي المكان الذي تتواجد فيه الخلايا المناعية بعد أن انتقلت من الأعضاء المناعية الأولية وتمثل المكان الذي ستواجه فيها الخلايا المناعية الأنتجين لاحداث استجابة مناعية وتشمل:[9]

الحواجز السطحيةعدل

 
رسم تخطيطي مبسط للوظيفة المناعية لحاجز فيزيائي (أمعاء بشرية)، المدعمة بوظيفة خلايا متغصنة.

تحمي حواجز عديدة الكائنات من الإصابة بالممرضات ومنها: الحواجز الميكانيكية، الكيميائية والبيولوجية. الإهاب الشمعي لمعظم الأوراق، الهيكل الخارجي الخاص بالحشرات، أغشية وقشور [الإنجليزية] البيوض المودعة خارجيا، والجلد هي أمثلة عن الحواجز الميكانيكية التي تعتبر خط الدفاع الأول ضد الإصابة.[10] لا يمكن للكائنات الانغلاق كليا عن بيئاتها الخارجية، لذلك توجد آليات تعمل على حماية فتحات الجسم مثل الرئتين والأمعاء والجهاز البولي التناسلي. يقوم السعال والعطاس بإخراج الممراضات ميكانيكيا من الرئتين وكذلك تفعل حالات التهييج الأخرى التي تحدث في السبيل التنفسي. تطرح وظيفة الصرف الخاصة بالدموع والبول الممرضات خارجا، ويعمل المخاط الذي يفرزه السبيل التنفسي والقناة الهضمية كمصيدة لحجز الكائنات الدقيقة.[11]

تحمي الحواجز الكيميائية ضد الإصابة بالممراضات كذلك، إذ يفرز الجلد والسبيل التنفسي ببتيدات مضادة للميكروبات مثل: β-ديفنسين.[12] الإنزيمات مثل الليزوزيم والفسفو ليباز A2 في اللعاب والدموع وحليب الأم هي مضادات للجراثيم كذلك.[13][14] تعمل الإفرازات المهبلية كحاجز كيميائي بعد بدء الإحاضة حين تصبح حمضية قليلا، ويحتوي المني على الديفنسينات والزنك للقضاء على الممرضات.[15][16] يعمل الحمض المعدي في المعدة كدفاع كيميائي ضد الممرضات المبتلعة.[17]

داخل الجهاز البولي والتناسلي والقناة الهضمية، يعمل النبيت المُطاعم كحاجز بيولوجي من خلال التنافس مع البكتيريا الممرضة على الطعام والمكان، ويقوم في بعض الأحيان بتغيير الظروف في بيئته مثل الأس الهيدروجيني والحديد المتوفر ونتيجة لذلك تنقص احتمالية بلوغ الممراضات أعدادا كافية قادرة على التسبب في المرض.[18]

الجهاز المناعي الفطريعدل

الكائنات الدقيقة أو الذيفانات التي تنجح في الدخول إلى الكائن الحي تواجه خلايا وآليات الجهاز المناعي الفطري. وتبدأ الاستجابة الفطرية عادةً عندما تُحدد الميكروبات بواسطة مستقبل التعرف على الأنماط، التي تتعرف على المكونات المحفوظة بين مجموعات واسعة من الكائنات الدقيقة، [19] أو عندما ترسل الخلايا التالفة أو المصابة أو المجهدة إشارات إنذار، تتعرف على الكثير منها نفس المستقبلات التي تتعرف على مسببات الأمراض.[20] الدفاعات المناعية الفطرية غير نوعية، مما يعني أن هذه الأنظمة تستجيب لمسببات الأمراض بطريقة عامة.[21] هذا النظام لا يمنح مناعة طويلة الأمد ضد مسببات الأمراض. جهاز المناعي الفطري هو النظام المهيمن للدفاع عن المضيف في معظم الكائنات الحية،[3] وهو الجهاز الوحيد في النباتات.[22]

الاستشعار المناعيعدل

تستخدم الخلايا في الجهاز المناعي الفطري مستقبلات التعرف على الأنماط للتعرف على التراكيب الجزيئية التي تنتجها مسببات الأمراض.[23] وهي بروتينات تُعبّر عنها أساسًا، بواسطة خلايا الجهاز المناعي الفطري، مثل الخلايا المتغصِّنة والخلايا البلعمية والخلايا الوحيدة والكريات العدلة الطبيعية والخلايا الظهارية،[21][24] لتحديد فئتين من الجزيئات: الأنماط الجزيئية المرتبطة بمسببات الأمراض (PAMPs)، التي ترتبط بمسببات الأمراض الميكروبية، والأنماط الجزيئية المرتبطة بالضرر (DAMPs)، التي ترتبط بمكونات خلايا المُضيف التي تُطلَق أثناء تلف الخلايا أو موتها.[25]

تُعرف الأنماط الجزيئية المرتبطة بمسببات الأمراض خارج الخلية أو الجسيم الداخلي عن طريق بروتينات عبرالغشائي تعرف باسم المستقبلات الشبيهة بالتول (TLRs).[26] تتشارك المستقبلات الشبيهة بالتول في نمط هيكلي نموذجي، وهو التكرار الغني باللوسين (LRRs)، الذي يعطيها شكلاً منحنيًا.[27] اكتُشفت مستقبلات الشبيهة بالتول لأول مرة في ذبابة الفاكهة الشائعة وتحفز تركيب وإفراز السيتوكينات وتنشيط برامج الدفاع المضيفة الأخرى الضرورية لكل من الاستجابات المناعية الفطرية أو التكيفية. وقد وُصفت عشر مستقبلات شبيهة بالتول في البشر.[28]

تحتوي خلايا الجهاز المناعي الفطري على مستقبلات التعرف على الأنماط، والتي تكتشف العدوى أو تلف الخلايا الداخِلِيّة. وهناك ثلاث فئات رئيسية من هذه المستقبلات «العصارية الخلوية» هي: المستقبلات الشبيهة بنود، والمستقبلات الشبيهة بريغ، ومستشعرات الدنا العصارية الخلوية.[29]

الخلايا الفطرية المناعيةعدل

 
صورة بالمجهر الإلكتروني الماسح لدم الإنسان. يمكن للمرء أن يرى خلايا الدم الحمراء والعديد من خلايا الدم البيضاء بما في ذلك الخلايا الليمفاوية و وحيدات النوى و الخلية المتعادلة والعديد من الصفائح الدموية الصغيرة ذات الشكل القرصي.

تعمل بعض الكريات البيضاء (خلايا الدم البيضاء) مثل كائنات مستقلة وحيدة الخلية وهي الذراع الثاني للجهاز المناعي الفطري. تشمل الكريات البيضاء الفطرية الخلايا البلعمية «الوظيفية» (البلعمية، والعدلة، والخلايا التغصنية). هذه الخلايا تحدد مسببات الأمراض وتعمل على القضاء عليها، إما عن طريق مهاجمة مسببات الأمراض كحل الأكبر من خلال الاتصال أو عن طريق ابتلاع الكائنات الحية الدقيقة ثم قتلها. تشمل الخلايا الأخرى التي تشارك في الاستجابة الفطرية الخلايا الليمفاوية الفطرية والخلايا البدينة والخلايا الحمضية، والخلايا القاعدية والخلايا القاتلة الطبيعية.[30]

البلعمة هي إحدى السمات المهمة في المناعة الفطرية الخلوية التي تؤديها الخلايا البلعمية بحيث تبتلع مسببات الأمراض أو الجسيمات. تقوم الخلايا البلعمية عمومًا بدوريات في الجسم بحثًا عن مسببات الأمراض، ولكن يمكن للسيتوكينات استدعاؤها إلى مواقع محددة.[31] بمجرد أن تبتلع الخلية البلعمية مسبب المرض، فإنه يصبح محاصرًا في حويصلة داخل الخلايا تُسمى الجسيم البلعمي والتي تندمج فيما بعد مع حويصلة أخرى تُسمى اليَحلُول لتكوين الجسيم الحال البعلمي. يُقتل مسبب المرض بسبب نشاط إنزيمات الهضم أو بعد الهبة التنفسية [الإنجليزية] التي تطلق الجذور الحرة في الجسيم الحال البعلمي.[32][33] تطورت البلعمة لتصبح كوسيلة للحصول على العناصر الغذائية، ولكن هذا الدور توسع في الخلايا البلعمية ليشمل ابتلاع مسببات الأمراض كآلية دفاعية.[34] وربما تمثل البلعمة أقدم شكل من أشكال دفاع المُضِيف، كما توجد البلعميات في كل من الحيوانات الفقارية واللافقارية.[35]

الكريات العدلة الطبيعية والبَلاعِم هي خلايا بلعمية تنتقل في جميع أنحاء الجسم بحثًا عن مسببات الأمراض الغازية.[36] تتواجد الكريات العدلة الطبيعية عادةً في مجرى الدم وهي أكثر أنواع الخلايا البلعمية وفرة، حيث تمثل 50% إلى 60% من إجمالي الكريات البيضاء المنتشرة.[37] خلال المرحلة الحادة من الالتهاب، تهاجر الكريات العدلة الطبيعية نحو موقع الالتهاب في عملية تسمى الانجذاب الكيميائي، وعادةً ما تكون الخلايا الأولى التي تصل إلى مكان الإصابة. الخلايا البلعمية هي خلايا متعددة الاستعمالات توجد داخل الأنسجة وتنتج مجموعة من المواد الكيميائية بما في ذلك الإنزيمات والبروتينات المكملة والسيتوكينات، في حين يمكنها أيضًا أن تعمل كقمامات (منظفات) تخلص الجسم من الخلايا الميتة وغيرها من الأنسجة الخلوية، تعمل كذلك كخلايا مقدمة للمستضد (APCs) تنشط الجهاز المناعي التكيفي.[38]

الخلايا التغصنية هي خلايا بلعمية تكون في الأنسجة التي تتلامس مع البيئة الخارجية؛ ولذلك، فإنها توجد أساسًا في الجلد والأنف والرئتين والمعدة والأمعاء.[39] سُميت بهذا الاسم بسبب تشابهها مع التغصنات العصبية، حيث أن كلاهما لديه العديد من النتوآت الشبيهة بالعمود الفقري. الخلايا التغصنية هي حلقة الوصل بين أنسجة الجسم والجهاز المناعي الفطري والتكيفي، لأنها تقدم مولدات ضد للخلايا التائية، وهي أحد أنواع الخلايا الرئيسية في جهاز المناعة التكيفي.[39]

الخلايا المُحببة هي كريات الدم البيضاء التي تحتوي على حبيبات في السيتوبلازم. في هذه المجموعة توجد الكريات العدلة الطبيعية والخلايا البدينة وخلايا الدم البيضاء القاعدية والخلايا الحمضية. تتواجد الخلايا البدينة في الانسجة الضامة والأغشية المخاطية، وتنظِّم الاستجابة الالتهابية.[40] وهي ترتبط في أغلب الأحيان بالحساسية وصدمة الحساسية.[41] ترتبط الكريات البيضاء القاعدية والخلايا الحمضية بالكريات العادلة الطبيعية. وهي تفرز وسائل كيميائية تساهم في الدفاع عن نفسها ضد الطفيليات وتؤدي دورًا في ردود الفعل التحسسية، مثل الربو.[42]

الخلايا اللمفاوية الفطرية (ILCs) هي مجموعة من الخلايا المناعية الفطرية المشتقة من السلف اللمفاوي المشترك وتنتمي إلى السلالة اللمفاوية. تُعرف هذه الخلايا من خلال عدم وجود مستقبلات الخلايا البائية أو التائية الخاصة بالمستضد (TCR) بسبب عدم وجود جين منشط لإعادة التركيب [الإنجليزية]. لا تُظهِر الخلايا اللمفاوية الفطرية علامات للخلايا النخاعية أو التغصنية.[43]

الخلايا القاتلة الطبيعية (خلايا NK) هي خلايا ليمفاوية وأحد مكونات جهاز المناعة الفطري الذي لا يهاجم الميكروبات الغازية مباشرةً.[44] وبدلاً من ذلك، فإن الخلايا القاتلة الطبيعية تدمر الخلايا المضيفة المعرضة للخطر، مثل الخلايا السرطانية أو الخلايا المصابة بالفيروس، وتتعرف على هذه الخلايا من خلال حالة تعرف باسم «الذات المفقودة». يصف هذا المصطلح خلايا ذات مستويات منخفضة من علامة على سطح الخلية تدعى MHC I (معقد التوافق النسيجي الكبير) -وهي حالة يمكن أن تنشأ في حالات العدوى الفيروسية للخلايا المضيفة.[45] خلايا الجسم العادية لا يتم التعرف عليها ومهاجمتها من قبل الخلايا القاتلة الطبيعية لأنها تعبر عن مستضدات معقد التوافق النسيجي الكبير الذاتية. تُعرف مستضدات معقد التوافق النسيجي الكبير هذه بواسطة مستقبلات الغلوبولين المناعي للخلايا القاتلة التي تكبح الخلايا القاتلة الطبيعية بشكل أساسي.[46]

الالتهابعدل

الالتهاب هو أحد استجابات الجهاز المناعي الأولى للعدوى.[47] أعراض الالتهاب هي الاحمرار والتورم والحرارة والألم، التي تنجم عن زيادة تدفق الدم إلى الأنسجة. يُنتج الالتهاب عن طريق إيكوزانويدات والسيتوكينات، التي تفرزها الخلايا المصابة أو المُعدَى. وتشمل الإيكوزانويد البروستاغلاندين التي تسبب الحمى وتوسع الأوعية الدموية المرتبطة بالالتهاب، واللوكوترايينات التي تجذب بعض خلايا الدم البيضاء (الكريات البيضاء).[48][49] السيتوكينات الشائعة تشمل الإنترلوكينات المسؤولة عن الاتصال بين خلايا الدم البيضاء؛ الكيموكين التي تعزز الانجذاب الكيميائي، والإنترفيرون التي لها تأثيرات مضادة للفيروسات، مثل وقف تصنيع البروتين في الخلية المضيفة.[50] كما يُمكن إطلاق عوامل النمو والعوامل السامة للخلايا. وهذه السيتوكينات وغيرها من المواد الكيميائية تُجند خلايا مناعية في موقع الإصابة وتعزز شفاء أي أنسجة تالفة بعد إزالة مُسببات الأمراض.[51] مستقبلات التعرف على النمط التي تسمى الجسيم الالتهابي هي مركبات متعددة البروتين (تتكون من NLR [الإنجليزية] والبروتين المكيف ASC والجزيء المؤثر كاسباز 1) التي تتشكل استجابةً للأنماط الجزيئية المرتبطة بمسببات الأمراض والأنماط الجزيئية المرتبطة بالضرر الخلوية، العُصارة الخلوية التي تتمثل وظيفتهما في توليد أشكال نشطة من السيتوكينات الالتهابية IL-1β و IL-18.[52]

الدفاعات الخليطيةعدل

نظام المتممات هو سلسلة كيميائية حيوية تهاجم أسطح الخلايا الدَخِيلة. يحتوي على أكثر من 20 بروتينًا مختلفًا، وقد سمي لقدرته على «استكمال» قتل مسببات الأمراض بواسطة الأجسام المضادة. الاكتمال هو المكون الخلطي الرئيسي للاستجابة المناعية الفطرية.[53][54] العديد من الأنواع لديها أنظمة تكميلية، بما في ذلك غير الثدييات مثل النباتات والأسماك وبعض اللافقاريات.[55] في البشر، تُنشط هذه الاستجابة عن طريق ربط الأجسام المضادة التي ارتبطت بهذه الميكروبات أو ربط البروتينات المتممة بالكربوهيدرات على أسطح الميكروبات. تثير إشارة التعرف هذه استجابة سريعة للقتل.[56] سرعة الاستجابة هي نتيجة لتضخيم الإشارة الذي يحدث بعد التنشيط البروتيني المتسلسل للجزيئات المتممة، والتي هي أيضًا بروتياز. بعد ارتباط البروتينات المتممة في البداية بالميكروب، تقوم بتنشيط نشاط البروتياز الخاص بها، والذي بدوره ينشط البروتياز المتممة الأخرى، وهكذا. ينتج عن ذلك سلسلة تحفيز تضخيم الإشارة الأولية عن طريق التغذية الراجعة الإيجابية المتحكم بها.[57] ينتج عن السلسلة المتتالية إنتاج الببتيدات التي تجذب الخلايا المناعية، وتزيد من نفاذية الأوعية الدموية، وتغليف سطح مسببات الأمراض، وتمييزها لتدميرها. هذا الترسيب من المكملات يمكن أيضًا أن يقتل الخلايا مباشرةً عن طريق تعطيل غشائها البلازمي.[53]

الجهاز المناعي التكيفيعدل

 
نظرة عامة مبسطة للعمليات التي تحدث خلال الاستجابة المناعية الأولية.

تطور جهاز المناعة التكيفي في الفقاريات البدائية ويتيح استجابة مناعية أقوى وكذلك ينشط الذاكرة المناعية، حيث كل ممرض «يُتذكر» بواسطة مولد مضاد مميز.[58] الاستجابة المناعية التكيفية خاصة بالمستضد وتتطلب التعرف على مستضدات «غير ذاتية» محددة خلال عملية تسمى عرض المُستضد. تسمح خصوصية المستضد بتوليد استجابات مصممة خصيصًا لمسببات أمراض معينة أو خلايا مُصابة بالأمراض. يُحافظ على قدرة تكوين هذه الاستجابات المخصصة في الجسم عن طريق «خلايا الذاكرة». إذا أصاب أحد مسببات المرض الجسم أكثر من مرة، فتتذكره خلايا الذاكرة المخصصة له وتعمل على القضاء عليه بسرعة.[59]

التعرف على المستضدّعدل

خلايا الجهاز المناعي التكيفي هي أنواع خاصة من الكريات البيضاء، تُسمى الخلايا الليمفاوية. الخلايا البائية والخلايا التائية هما النوعان الرئيسيان من الخلايا الليمفاوية، وهي مُشتَقّة من الخلايا الجذعية المكونة للدم الموجودة في النخاع العظمي.[60] تشارك الخلايا البائية في الاستجابة المناعية الخلطية، في حين تشارك الخلايا التائية في الاستجابة المناعية الخلوية. الخلايا التائية القاتلة تتعرف فقط على المستضدات المقترنة بجزيئات معقد التوافق النسيجي الكبير من الفئة الأولى، في حين أن الخلايا التائية المساعدة والخلايا التائية التنظيمية تتعرف فقط على المستضدات المقترنة بجزيئات معقد التوافق النسيجي الكبير من الفئة الثانية. تعكس هاتان الآليتان لعرض المستضد الأدوار المختلفة لنوعي الخلايا التائية. وهناك نوع فرعي ثالث ثانوي هو الخلايا التائية غاما دلتا التي تتعرف على المستضدات السليمة غير المرتبطة بمستقبلات معقد التوافق النسيجي الكبير.[61] تتعرض الخلايا التائية مزدوجة الإيجابية لمجموعة واسعة من المستضدات الذاتي في الغدة الصعترية، حيث يكون اليود ضروريًا لنمو الغدة الصعترية ونشاطها.[62] في المقابل، المستقبل النوعي للمستضد في الخلية البائية هو جزيء جسم مضاد على سطح الخلية البائية ويتعرف على المستضد الأصلي (الأوَّلِيّ) دون أي حاجة لمعالجة المستضد [الإنجليزية]. قد تكون هذه المستضدات جزيئات كبيرة توجد على أسطح مسببات الأمراض، ولكنها يمكن أن تكون أيضًا هابتينات صغيرة (مثل البنسلين) مُتصلة بالجزيء الناقل.[63] تُعبِّر كل سُلاَلَة من الخلايا البائية عن جسم مضاد مختلف، لذلك تمثِّل المجموعة الكاملة من مستقبلات المستضد في الخلايا البائية كل الأجسام المضادة التي يمكن أن يصنعها الجسم.[60] عندما تواجه الخلايا البائية أو التائية المستضدات المرتبطة بها فإنها تتكاثر وتنتج العديد من «نسخ» الخلايا التي تستهدف نفس المستضد. وهذا ما يسمى بالانتقاء النسيلي [الإنجليزية].[64]

عرض المستضد على الخلايا اللمفاوية التائيةعدل

تحمل كل من الخلايا البائية والتائية جزيئات مستقبلات تتعرف على أهداف محددة. تتعرف الخلايا التائية على الهدف «غير الذاتي»، مثل مُسبب المرض، فقط بعد معالجة المستضدات (أجزاء صغيرة من مسبب المرض) وتقديمها مع مستقبِل «ذاتي» يُدعى جزيء معقد التوافق النسيجي الكبير (MHC).[65]

المناعة الخلويةعدل

هناك نوعان فرعيان رئيسيان من الخلايا التائية: الخلية التائية القاتلة والخلية التائية المساعدة. بالإضافة إلى ذلك هناك الخلايا التائية التنظيمية التي لها دور في تنظيم الاستجابة المناعية.[66]

الخلية التائية القاتلةعدل

الخلايا التائية القاتلة هي مجموعة فرعية من الخلايا التائية التي تقتل الخلايا المصابة بالفيروسات (ومسبِّبات الأمراض الأخرى)، أو التالفة أو التي اختُلَّت وظيفتها.[67] كما هو الحال مع الخلايا البائية، كل نوع من الخلايا التائية يتعرف على مستضد مختلف. تُنشط الخلايا التائية القاتلة عندما ترتبط مستقبلات الخلايا التائية الخاصة بها بهذا المستضد المحدد الذي يكون في معقدٍ مع مستقبلات معقد التوافق النسيجي الكبير من الفئة الأولى في خلية أخرى. التعرف على معقد التوافق النسيجي الكبير: المستضد يحدث بواسطة مستقبلات مساعدة للخلية التائية، تُسمى كتلة التمايز 8. تنتقل الخلية التائية بعد ذلك في جميع أنحاء الجسم بحثًا عن الخلايا حيث تحمل مستقبلات معقد التوافق النسيجي الكبير من الفئة الأولى هذا المستضد.عندما تتصل الخلية التائية المنشطة بهذه الخلايا فإنها تقوم باطلاق سموم خلوية، مثل البيرفورين، حيث يقوم هذا الأخير بتشكيل مسامًا في الغشاء البلازمي للخلية المستهدفة، ممَّا يسمح بدخول الأيونات والماء والسموم. فدخول سمّ آخر يدعى الغرانيوليسين (انزيم بروتيني) يدفع الخلية المستهدفة إلى الموت (الموت الخلوي المبرمج عند الإنسان).[68] قتل الخلايا التائية للخلايا المضيفة مهم بشكل خاص في منع تكاثر الفيروسات. كما يكون التحكم في تنشيط الخلايا التائية مُحكمًا ويتطلب عمومًا إشارة تنشيط قوية جدًا من معقد التوافق النسيجي الكبير/المستضد، أو إشارات تنشيط إضافية توفرها الخلايا التائية «المساعدة» (انظر أدناه)[68]

الخلايا التائية المساعدةعدل

تقوم الخلايا التائية المساعدة بتنظيم كل من الاستجابات المناعية الفطرية والتكيفية وتساعد على تحديد الاستجابات المناعية التي يجب أن يقوم بها الجسم لمُمرِض معين.[69][70] هذه الخلايا ليس لها نشاط مسمِّم للخلايا ولا تقتل الخلايا المصابة بالعدوى أو تزيل مسبِّبات الأمراض مباشرةً. بدلًا من ذلك، فإنها تتحكم في الاستجابة المناعية عن طريق توجيه الخلايا الأخرى لأداء هذه المهام.[71]

تُعبرالخلايا التائية المساعدة عن مستقبلات الخلايا التائية التي تتعرف على المستضد المرتبط بجزيئات معقد التوافق النسيجي الكبير من الفئة الثانية. يُعرف معقد التوافق النسيجي الكببر:المستضد أيضًا من قبل مستقبلات CD4 للخلية المساعدة، والتي تجند الجزيئات داخل الخلية التائية (مثل Lck [الإنجليزية]) المسؤولة عن تنشيط الخلية التائية. الخلايا التائية المساعدة لها ارتباط أضعف مع معقد التوافق النسيجي الكبير:المستضد مقارنةً بالخلايا التائية القاتلة، وهذا يعني أن العديد من مستقبلات الخلية التائية المساعدة (حوالي 200-300) يجب أن تكون مرتبطة بمعقد التوافق النسيجي الكبير: المستضد لتنشيط الخلية المساعدة، في حين يمكن تنشيط الخلايا التائية القاتلة عن طريق إشراك جزيء واحد من معقد التوافق النسيجي الكبير:المستضد. كما يتطلب تنشيط الخلايا التائية المساعدة مدة أطول من الارتباط مع الخلية المقدمة للمستضد.[72] يؤدي تنشيط الخلية التائية المساعدة أثناء الراحة إلى إطلاق السيتوكينات التي تؤثر على نشاط العديد من أنواع الخلايا. تعمل إشارات السيتوكين التي تنتجها الخلايا التائية المساعدة على تعزيز وظيفة البلعميات المبيدة للميكروبات ونشاط الخلايا التائية القاتلة.[73] بالإضافة إلى ذلك، يؤدي تنشيط الخلايا التائية المساعدة إلى زيادة تنظيم الجزيئات المعبر عنها على سطح الخلية التائية، مثل ربيطة CD40 (وتسمى أيضا CD154)، التي توفر إشارات تحفيزية إضافية مطلوبة عادةً لتنشيط الخلايا البائية المنتجة للأجسام المضادة.[74]

الخلية التائية غاما دلتاعدل

تمتلك الخلايا التائية غاما دلتا (خلايا تي γδ) مستقبلات خلايا تي بديلة (TCR) بدلًا من الخلايا تي CD4+ و CD8+ (αβ) وتتقاسم خصائص خلايا تي المساعدة وخلايا تي السَّامة والخلايا القاتلة الطبيعية. الظروف التي تنتج استجابات من خلايا تي غاما دلتا غير مفهومة تمامًا. مثل غيرها من المجموعات الفرعية للخلايا التائية «غير المألوفة» التي تحمل مستقبلات الخلايا التائية ثابتة، مثل الخلايا التائية القاتلة الطبيعية [الإنجليزية] المحدودة CD1D [الإنجليزية]، تمتد الخلايا تائية غاما دلتا على الحدود بين المناعة الفطرية والتكيفية.[75] من ناحية، خلايا تائية غاما دلتا هي مكون من مكونات المناعة التكيفية لأنها تعيد ترتيب جينات مستقبل خلية تائية لإنتاج تنوع المستقبلات ويمكن أيضًا أن تطور الذاكرة النمط الظاهري. من ناحية أخرى، فإن المجموعات الفرعية المختلفة هي أيضًا جزء من الجهاز المناعي الطبيعي، حيث يمكن استخدام مستقبلات الخلايا التائية أو مستقبلات الخلية القاتلة الطبيعية كمستقبلات التعرف على الأنماط. على سبيل المثال، تستجيب أعداد كبيرة من الخلايا التائية البشرية Vγ9 / Vδ2 في غضون ساعات للجزيئات الشائعة [الإنجليزية] التي تنتجها الميكروبات، وتستجيب خلايا التائية Vδ1 + المحدودة جدًا في النسيج الطلائي للخلايا الظهارية المجهدة.[61]

الاستجابة المناعية الخلطيةعدل

 
يتكون الجسم المضاد من سلسلتين ثقيلتين وسلسلتين خفيفتين. تسمح المنطقة المتغيرة الفريدة للجسم المضاد بالتعرف على مستضده المطابق.[76]

تُحدد الخلية البائية مسببات الأمراض عندما ترتبط الأجسام المضادة الموجودة على سطحها بمستضد أجنبي معين.[77] تمتص الخلية البائية مركب المستضد/الأجسام المضادة ومعالجته عن طريق التحلل البروتيني إلى ببتيدات. ثم تعرض الخلية البائية هذه الببتيدات المستضدية على جزيئات معقد التوافق النسيجي الركبير من الفئة الثانية على سطحها. يجذب هذا المزيج بين معقد التوافق النسيجي الركبير والمستضد خلية تائية مساعِدة مطابقة تُطلِق الليمفوكاتين [الإنجليزية] وتُنشِّط الخلية البائية.[78] عندما تبدأ الخلية البائية المنشَّطة بالانقسام، تفرز نسلها (خلايا البلازما) ملايين النسخ من الجسم المضاد الذي يتعرف على هذا المستضد. تنتشر هذه الأجسام المضادة في بلازما الدم واللمف، وترتبط بمسببات الأمراض التي تعبر عن المستضد وتؤشر على تدميرها عن طريق التنشيط المتمم أو لامتصاصها وتدميرها بواسطة الخلايا البلعمية. ويمكن للأجسام المضادة أيضًا أن تُبطل مفعول التحديات مباشرة، وذلك بالارتباط بالتوكسينات البكتيرية أو بالتدخل في المستقبلات التي تستخدمها الفيروسات والبكتيريا لإصابة الخلايا بالعدوى.[79]

لا يتعرض الأطفال حديثي الولادة للميكروبات لكن هم معرضون بشكل خاص للإصابة بالعدوى. تُوفر عدة طبقات من الحماية السلبية من قبل الأم. وأثناء الحمل، ينتقل نوع معين من الأجسام المضادة، يسمى الغلوبولين المناعي ج (IgG)، من الأم إلى الطفل مباشرةً عن طريق المشيمة، لذلك يكون لدى الأطفال الرضع مستويات عالية من الأجسام المضادة حتى عند الولادة، مع نفس النطاق من الخصائص التي تتميز بها أمهاتهم.[80] ويحتوي حليب الأم أو اللبأ أيضًا على أجسام مضادة تنتقل إلى أمعاء الطفل وتحميه من العدوى البكتيرية إلى أن يتمكن المولود من تصنيع الأجسام المضادة الخاصة به.[81] هذه مناعة سلبية لأن الجنين لا يصنع في الواقع أي خلايا ذاكرة أو أجسام مضادة، بل يستعيرها فقط. هذه المناعة السلبية عادةً ما تكون قصيرة الأجل، تستمر من بضعة أيام حتى عدة أشهر. في الطب، يمكن أيضًا نقل المناعة السلبية الواقية اصطناعيًا من فرد إلى آخر.[82]

الذاكرة المناعيةعدل

عندما تُنشط الخلايا البائية والخلايا التائية وتبدأ في التضاعف، يُصبح بعض نسلها خلايا ذاكرة طويلة العمر. طوال حياة الحيوان، يمكن لخلايا الذاكرة تذكر كل ممرض محدد واجهته ويمكنها أن تحدث استجابة قوية إذا دخل هذا الممرض مرة أخرى للجسم. يسمى «تكيُّفيّ» أو «المناعة التكيفية» لأنها تنشأ خلال حياة الفرد كتكيف مع العدوى بهذا الممرض ويهيئ الجهاز المناعي لمواجهة التحديات المستقبلية. يمكن أن تكون الذاكرة المناعية في شكل ذاكرة سلبية قصيرة المدى أو ذاكرة نشطة طويلة المدى.[83]

التنظيم الفسيولوجيعدل

 
يبدأ المسار الزمني للاستجابة المناعية بالمواجهة الأولى مع الممراض (أو اللقاح الأول) ويؤدي ذلك إلى تكوين وصيانة ذاكرة مناعية نشطة. تشمل الإستجابة الأولية أجساما مضادة وخلايا تائية مستفعلة، وتستمر الحماية المناعية لعدة أسابيع أما الذاكرة المناعة فتستمر لعدة سنوات.

لجهاز المناعة دور في عدة نواحٍ تخص التنظيم الفسيولوجي في الجسم، ويتآثر بشكل وثيق مع أجهزة أخرى مثل جهاز الغدد الصماء[84][85] والجهاز العصبي.[86][87][88] ويلعب دورا حاسما في تطور الجنين وكذلك في إصلاح الأنسجة وإعادة تجديدها.[89]

الهرموناتعدل

تعمل الهرمونات كمعدلات مناعية، وتغير حساسية جهاز المناعة. على سبيل المثال يُعرف بأن الهرمونات التناسلية الأنثوية هي منشطات مناعية لكل من للاستجابة المناعية الفطرية والاستجابة المناعية التكيفية.[90] تصيب بعض أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمامية النساء بشكل تفضيلي، وفي الغالب يصادف بدء الإصابة بها سن البلوغ. وفي المقابل تبدو الهرمونات التناسلية الذكرية مثل التستوستيرون بأنها مثبطات للمناعة.[91] تنظم هرمونات أخرى النظام المناعي كذلك، ومن أبرزها: البرولاكتين وهرمون النمو وفيتامين د.[92][93]

فيتامين دعدل

رغم أن الدراسات الخلوية تشير إلى أن فيتامين د يملك مستقبلات وأن له وظائف محتملة في جهاز المناعة، إلا أنه لا يوجد دليل سريري يثبت أن نقص فيتامين د يزيد من خطر الإصابة بأمراض المناعة أو أن مكملات فيتامين د تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض المناعة.[94] ذكر تقرير صادر عن معهد الولايات المتحدة للطب عام 2011 أن "النتائج المتعلقة بـ ... عمل المناعة واضطرابات المناعة الذاتية والالتهابات ... لا يمكن ربطها بنحو موثوق مع مقدار تناول الكالسيوم أو فيتامين د وأن هذه النتائج كانت غالبا متضاربة.[95]:5

النوم والراحةعدل

يتأثر جهاز المناعة بالنوم والراحة والحرمان من النوم يضر بوظيفته.[96] يبدو أن حلقات تغذية راجعة معقدة تشمل سيتوكيناتٍ مثل: الإنترلوكين 1 وعامل نخر الورم ألفا التي تُنتَج بسبب الإصابة بالممراضات تلعب دورا كذلك في تنظيم نوم حركة العين غير السريعة.[97] وبالتالي يمكن أن تسبب الاستجابة المناعية ضد الإصابة في تغييرات في دورة النوم، بما في ذلك زيادة في نوم الموجة البطيئة مقارنة بنوم حركة العين السريعة.[98]

لدى الأفراد الذين يعانون من الحرمان من النوم، يمكن أن يكون للتمنيع الفاعل تأثير منخفض وقد يودي إلى انخفاض إنتاج الأجسام المضادة وإلى استجابة مناعية منخفضة مقارنة بالأفراد الذين يأخذون قسطا جيدا من النوم والراحة.[99] فضلا عن ذلك، يمكن لبروتينات مثل NFIL3 التي اتضح أن لها علاقة وثيقة بتمايز الخلايا التائية والنظم يوماوي أن يتأثر عملها بسبب اضطرابات دورات الضوء والظلام الناتجة عن حالاتٍ من الحرمان من النوم. يمكن أن تؤدي هذه الاضطرابات إلى زيادة في الأمراض المزمنة مثل: مرض القلب والألم المزمن والربو.[100]

فضلا عن النتائج السلبية للحرمان من النوم، ثبت أن النوم والنظم اليوماوي -المرتبطان ببعضهما- لهما تأثيرات تنظيمية قوية على الوظائف المناعية التي تؤثر على كلا المناعتين الفطرية والتكيفية. فخلال المرحلة المبكرة من نوم الموجة البطيئة، يسبب انخفاضٌ مفاجئ لمستويات الكورتيزول والأدرينالين والنورإبينفرين في الدم ارتفاع مستويات هرمونات اللبتين وهرمون النمو 1 والبرولاكتين فيه، وتسبب هذه الهرمونات حالة محفزة للالتهاب عبر إنتاج سيتوكينات محفزة للالتهاب: الإنترلوكين 1، الإنترلوكين 12، عامل نخر الورم ألفا والإنترفيرون غاما. بعد ذلك تحفز هذه السيتوكينات وظائف المناعة مثل تنشيط الخلايا المناعية وتكاثرها وتمايزها. أثناء هذا الوقت من التطور البطيء للاستجابة المناعية التكيفية، توجد ذروة في الخلايا غير المتمايزة أو غير مكتملة التمايز مثل الخلايا التائية غير البالغة أو الخلايا التائية الذاكرة المركزية. علاوة على هذه التأثيرات، تدعم بيئة الهرمونات المنتجة في هذا الوقت (لبتين، هرمون النمو 1، برولاكتين) التآثرات بين الخلايا المقدمة للمستضد والخلايا التائية، كما يحدث ميلان في ميزان السيتوكينات المحفزة لتمايز الخلايا التائية المساعدة 1 أو 2 نحو السيتوكينات التي تدعم الخلايا التائية المساعدة 1، كما تحدث زيادة عامة في تكاثر الخلايا التائية المساعدة وهجرة الخلايا التائية غير البالغة إلى العقد اللمفاوية. ويُعتقد أن كل هذا يدعم تكوين ذاكرة مناعية طويلة الأمد عبر بدء استجابات مناعية بواسطة الخلايا التائية المساعدة.[101]

أثناء فترات اليقظة، تبلغ الخلايا المستفعَلة المتمايزة مثل: الخلايا الفاتكة الطبيعية أو الخلايا التائية القاتلة ذروتها لتقوم باستجابة فعالة ضد أي من الممرضات الدخيلة. تبلغ الجزيئات المضادة للالتهاب مثل الكورتيزول والكاتيكولامين ذروتها كذلك خلال فترات اليقظة والنشاط. كان الالتهاب ليسبب اعتلالات جسمية وإدراكية جدية لو حدث أثناء فترات اليقظة، ويمكن أن يحدث الالتهاب أثناء فترات النوم بسبب تواجد الميلاتونين. تسبب الالتهابات قدرا كبيرا من الإجهاد التأكسدي وتواجد الميلاتونين أثناء النوم يمكن أن يناهض بنشاط إنتاج الجذور الحرة أثناء ذلك الوقت.[101][102]

التمرين البدنيعدل

للتمرينات البدنية تأثير إيجابي على جهاز المناعة، وحسب تواترها وشدتها يمكن أن تخفف من التأثيرات الإمراضية التي تسببها البكتيريا والفيروسات.[103] مباشرة بعد تمرين بدني شديد يحدث تخميد مناعي مؤقت تنقص فيه الخلايا اللمفاوية المتجولة وتنقص كمية إنتاج الأجسام المضادة. يمكن أن يمنح هذا الأمر فرصة سانحة للفيروسات الكامنة لكي تعيد نشاطها وتسبب أمراضا،[104] لكن الأدلة غير حاسمة بهذا الشأن.[105][106]

تغيرات على المستوى الخلويعدل

تحدث أثناء التمرين زيادة في عدد جميع أنواع الكريات البيضاء المتجولة، ويحدث هذا بسبب قوة احتكاك الدم المتدفق مع سطح خلايا البطانة وكذلك الكاتيكولامينات المؤثرة على المستقبلات الأدرينالينية-β.[104] يرتفع عدد الخلايا المتعادلة في الدم ويبقى مرتفعا لمدة ست ساعات مع تواجد الخلايا غير الناضجة منها. رغم أن زيادة الخلايا المتعادلة (كثرة العدلات) مماثلة للزيادة التي تحدث أثناء الإصابة بالكتيريا، إلا أن أعدادها ترجع للمستويات الطبيعية بعد حوالي 24 ساعة.[104]

ينخفض عدد الخلايا اللمفاوية المتجولة (بالتحديد الخلايا الفاتكة الطبيعية) أثناء التمرين الشديد لكنه يعود لمستواه بعد 4-6 ساعات. رغم أن حوالي 2% من الخلايا تموت، إلا أن معظمها ينتقل إلى الأنسجة وبشكل أساسي الأمعاء والرئتين وهي الأمكنة التي يزيد فيها احتمال تواجد الممرضات.[104]

تغادر بعض الخلايا الوحيدة الدورة الدموية وتنتقل إلى العضلات أين تتمايز وتصبح بلعميات كبيرة.[104] تتمايز هذه الخلايا إلى نوعين: البلعميات الكبيرة المتكاثرة وهي المسؤولة على زيادة عدد الخلايا العضلية، والبلعميات الكبيرة المرمِمة والتي لها دور في نضوج الخلايا العضلية المتكونة.[107]

الترميم والتجديدعدل

يلعب جهاز المناعة -المناعة الفطرية تحديدا- دورا حاسما في ترميم الأنسجة بعد تأذيها، ومن العناصر الأساسية في ذلك: البلعميات الكبيرة والخلايا المتعادلة، كما أن الخلايا التائية غاما دلتا والخلايا اللمفاوية الفطرية والخلايا التائية المنظمة لها أدوار مهمة كذلك. مطاوعة الخلايا المناعية والتوازن بين الإشارات المحرضة للالتهاب والإشارات المضادة له جوانب حاسمة في فعالية ترميم الأنسجة. لمكونات جهاز المناعة ومساراته دور في التجديد كذلك، على سبيل المثال تجديد الأطراف لدى عفريت الماء. تبعا لإحدى الفرضيات: يمكن أن تكون الكائنات التي يمكنها التجديد (مثل عفريت الماء) أقل في الكفاءة المناعية من الكائنات التي لا يمكنها التجديد.[108]

الفروق بين الجنسينعدل

الرجال والنساء لديهم نفس الجهاز المناعيّ. ومع ذلك، فإن طبيعة وقوة الاستجابات المناعية في الجنسين مُختلفة. وهذا يؤدي إلى انتشار الأمراض الخبيثة ومظهرها وعلاجها حسب نوع الجنس، كذلك أمراض المناعة الذاتية والأمراض المُعدية.[109]

الالتهاباتعدل

وجد أن الجهاز المناعي يعتمد جزئيًا على هرمون الإستروجين،[110] لذلك قد تكون النساء أكثر حماية ضد بعض الأمراض الفيروسية، مثل فيروس الأنفلونزا A[111] (على الرغم من أن العوامل الأخرى تلعب دورًا أيضًا [112]). تنتج خلايا الجهاز المناعي الفطري الخاصة بالنساء عددًا أكبر بكثير من الإنترفيرون ألفا أثناء التعرض لفيروس نقص المناعة البشرية مقارنةً بخلايا الرجال. مرة أخرى، يُطرح سؤال ما إذا كان هذا هو تأثير هرمون الاستروجين.[113] ومع ذلك، فإن أمراض التهاب الكبد B (مثل سرطان الخلايا الكبدية) تُظهر انتشارا واضحًا للجنس الذكري، حيث يعتبر التأثير المباشر للهرمونات الجنسية مسؤولاً على تكاثر الفيروس.[114]

ليس فقط شدة الأمراض الفيروسية، ولكن أيضًا حدوث الأمراض الطفيلية وعلاجها (داء الأميبات، وداء الليشمانيات، والتهابات الديدان الطفيلية) تظهر اعتمادًا على حساب الجنس الذكري، والذي يُعزى إلى تأثير الأندروجين المباشر على جهاز المناعة.[115]

يعد السل أحد أكثر أنواع العدوى البكتيرية شيوعًا بين البشر، حيث يصيب عددًا كبيرًا من الرجال والذي تكون نسبة نجاح علاجه قليلة أيضًا. ويجري التحقيق في أسباب ذلك.[116] في السنوات الأخيرة، اجتذب التعديل المعتمد على الجنس للاستجابة المناعية الناتجة عن التطعيم أيضًا اهتمام علماء المناعة [117]

اضطرابات المناعة البشريةعدل

يمكن أن يفشل جهاز المناعة في الدفاع عن المضيف وقد تحدث فيه اضطرابات تنقسم إلى ثلاث فئات رئيسية: نقص المناعة،[118] المناعة الذاتية،[119] وفرط الحساسية.[120]

نقص المناعةعدل

يحدث نقص المناعة حين يكون مكون أو أكثر من مكونات جهاز المناعة غير نشط. تتقلص قدرة جهاز المناعة في الاستجابة للممراضات لدى كل من الصغار وكبار السن، وتبدأ الاستجابات المناعية في الانخفاض عند بلوغ الخمسينات من العمر وذلك بسبب التشيخ المناعي.[121][122] في الدول المتقدمة تُعتبر السمنة ومعاقرة الكحول وتناول المخدرات من الأسباب الشائعة لضعف وظيفة المناعة، في حين أن سوء التغذية هو أكثر الأسباب شيوعا لنقص المناعة في البلدان النامية.[122] للأنظمة الغذائية التي لا تحتوي على كميات كافية من البروتين صلة بالاعتلالات التي تصيب: المناعة الخلوية، نشاط الجهاز المتمم، وظيفة الخلايا البلعمية، تراكيزالجسم المضاد الغلوبولين المناعي أ، وإنتاج السيتوكينات. يؤدي فقدان الغدة الزعترية في مرحلة مبكرة من العمر بسبب طفرة جينية أو إزالتها جراحيا إلى نقص مناعة حاد وقابلية عالية للإصابة بالأمراض.[123] يمكن لنقص المناعة أن يكون وراثيا أو مكتسبا.[124] عوز المناعة المشترك الشديد هو اضطراب جيني نادر يتميز باعتلال نمو وتطور الخلايا التائية والبائية الوظيفية بسبب حدوث عدة طفرات جينية.[125] داء الورم الحبيبي المزمن الذي تنخفض فية قدرة البلعميات على تدمير الممراضات هو مثال نقص المناعة الوراثي أو الخلقي. يسبب الإيدز وبعض أنواع السرطان عوز المناعة المكتسب.[126][127]

المناعة الذاتيةعدل

 
تورمت مفاصل اليد وتشوهت بسبب التهاب المفاصل الروماتويدي وهو مرض مناعة ذاتية.

الاستجابات المناعية المفرطة وخاصة أمراض المناعة الذاتية نوع آخر من اختلال وظيفة المناعة، وفيها يفشل جهاز المناعة في التمييز بشكل سليم بين أنسجة ومكونات الكائن الذاتية وغير الذاتية ويقوم بمهاجمة جزء من الجسم. تحت الظروف الطبيعية، تتآثر العديد من الخلايا التائية والأجسام المضادة مع الببتيدات الذاتية.[128] إحدى وظائف الخلايا المتخصصة (المتواجدة في الغدة الزعترية ونخاع العظم) هي تقديم المستضدات الذاتية التي تُنتَج في أنجاء الجسم للخلايا اللمفاوية الناشئة والقضاء على الخلايا التي تتعرف على المستضدات الذاتية، الأمر الذي يمنع حدوث المناعة الذاتية.[129] من أمراض المناعة الذاتية الشائعة: التهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو،[130] التهاب المفاصل الروماتويدي،[131] سكري النوع الأول،[132] والذئبة الحمامية الشاملة.[133]

فرط التحسسعدل

فرط التحسس هو استجابة مناعية تسبب الضرر لأنسجة الجسم الذاتية، ويُقسَّم إلى أربعة أقسام تبعا للآلية المستخدمة والمدة الزمنية لردة الفعل فرط التحسسية. فرط التحسس من النمط الأول هو ردة فعل مباشرة أو صدمة حساسية ترتبط غالبا مع الحساسية، ويمكن أن تترواح أعراضه من الشعور بالضيق إلى الوفاة، ويحدث بواسطة الغلوبيولين المناعي هـ (IgE) الذي يثير زوال تحبب الخلايا الصارية عندما تُربط تصالبيا مع المستضد.[134] يحدث فرط التحسس عندما ترتبط الأجسام المضادة بالمستضدات الموجودة على خلايا الذاتية للفرد وتسمها من أجل التدمير، ويسمى هذا النوع كذلك بفرط التحسس المعتمد على الجسم المضاد، ويحدث بواسطة الأجسام المضادة: الغلوبيولين المناعي ج (IgG) والغلوبيولين المناعي م (IgM).[134] تثير المعقدات المناعية (تراكمات المستضدات، بروتينات الجهاز المتمم، الأجسام المضادة IgG وIgM) المودَعة في مختلف الأنسجة ردات فعل النوع الثالث من فرط الحساسية.[134] يستغرق النوع الرابع من فرط التحسس (الذي يعرف كذلك بفرط التحسس المؤجل أو المتواسط بالخلية) حوالي يومين وثلاثة أيام ليتطور، وردات الفعل اتجاهه لها دور في المناعة الذاتية والأمراض المعدية، ويمكن أن يكون لها دور في التهاب الجلد التماسي. تحدث ردات الفعل هذه بواسطة الخلايا التائية، الخلايا الوحيدة والخلايا البلعمية الكبيرة.[134]

الالتهاب مجهول السببعدل

الالتهاب هو إحدى الاستجابات الأولى للجهاز المناعي عند الإصابة بالعدوى،[47] لكن يمكن أن يحدث من دون سبب واضح. يحدث الالتهاب بواسطة الإيكوزانويدات والسيتوكينات التي تفرزها الخلايا المصابة أو المجروحة. تشمل الإيكوزانويدات: البروستاغلاندينات التي تسبب الحمى وتوسع الأوعية الدموية المرتبطين بالالتهاب، واللوكوترايينات التي تهاجم بعض الخلايا البيضاء.[48][49] من السيتوكينات الشائعة التي تسبب الالتهاب: الإنترلوكينات المسؤولة على الاتصالات بين خلايا الدم البيضاء، الكيموكينات التي تحفز الانجذاب الكيميائي، والإنترفيرونات التي لها تأثيرات مضادة للفيروسات مثل إيقاف تخليق البروتين في الخلية المضيفة.[50] يمكن أن يتم إفراز عوامل النمو والعوامل السامة للخلايا كذلك.[51] تجنِّد هذه الستوكينات الخلايا المناعية إلى موقع الإصابة وتحفز شفاء أي نسيج تضرر نتيجة القضاء على الممراضات.[52]

التلاعب بالمناعة في الطبعدل

يمكن التلاعب بآليات عمل جهاز المناعة لتثبيط الاستجابات المناعية غير المرغوب فيها والتي تنتج عنها مناعة ذاتية أو حساسية أو رفضٌ للأعضاء المزروعة، وتحفيز الاستجابات التي تحمي ضد الممراضات التي تتجنب جهاز المناعة بفعالية وضد السرطان.[135]

تثبيط المناعةعدل

تُستخدم الأدوية المثبطة للمناعة للتحكم في اضطرابات المناعة الذاتية أو الالتهابات حين يحدث ضرر كبير للأنسجة الذاتية، ولمنع رفض الأعضاء بعد زراعتها.[136][137]

غالبا ما تُستعمل الأدوية المضادة للالتهاب للتحكم في تأثيراته. تعتبر الهرمونات القشرية السكرية أقوى هذه الأدوية تأثيرا ويمكن أن تسبب عدة تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها مثل: السمنة البطنية، فرط سكر الدم وهشاشة العظام.[138] واستخدامها يخضع لرقابة محكمة. غالبا ما تُستخدم جرعات منخفضة من الأدوية المضادة للالتهاب بالتزامن مع أدوية سامة للخلايا أو مثبطة للمناعة مثل ميثوتركسيت وآزاثيوبرين.

تثبط الأدوية السامة للخلايا جهاز المناعة عبر قتل الخلايا المنقسمة مثل الخلايا التائية المنشطة. هذا القتل عشوائي حيث تتأثر الخلايا الأخرى دائمة الانقسام وأعضاؤها به كذلك وهو ما يسبب التأثيرات الجانبية السامة.[137] تمنع الأدوية المثبطة للمناعة مثل سيكلوسبورين الخلايا التائية من الاستجابة للإشارات بشكل صحيح عبر تثبيط مسارات نقل الإشارة.[139]

تنشييط المناعةعدل

تفتقر الادعاءات التي يصرح بها المسوِّقون لمختلف المنتجات ومقدمو العلاجات البديلة مثل: المعالجة اليدوية والمعالجة المثلية والوخز بالإبر بأنها قادرة على تحفيز أو تعزيز ودعم جهاز المناعة إلى شرح مفيد ودليل على الفعالية.[140]

التلقيحعدل

 
التلقيح ضد شلل الأطفال في مصر.

تُكتسب المناعة النشطة طويلة الأمد عقب الإصابة بالعدوى عبر تنشيط الخلايا التائية والبائية. يمكن توليد المناعة النشطة بطريقة غير طبيعية كذلك عبر التلقيح. مبدأ التلقيح (ويسمى أيضا التطعيم أو التمنيع ) هو إدخال مستضدٍ من ممراض ما في الجسم لتحفيز جهاز المناعة لتطوير مناعة مخصصة ضد ذلك الممراض من دون التسبب في المرض الذي يحدثه.[141] ينجح التحفيز المتعمد لاستجابة مناعية لأنه يستغل التخصصية الطبيعية لجهاز المناعة وكذلك قابليته للتحفيز. مع بقاء الأمراض المعدية أحد الأسباب الرئيسية للوفاة لدى البشر، تمثل اللقاحات الحل الأكثر فعالية للتلاعب بجهاز المناعة الذي توصل الإنسان إليه.[60][142]

العديد من اللقاحات مبنية على المكونات اللاخلوية للكائنات الدقيقة، بما في ذلك الذيفانات غير المؤذية.[141] بما أن العديد من المستضدات المشتقة من لقاحات لاخلوية لا تثير استجابة مناعية تكيفية قوية، توفر معظم اللقاحات ضد البكتيريا مساعِدات إضافية تنشط الخلايا المقدمة للمستضد الخاصة بجهاز المناعة الفطري وتزيد توليد المناعة للحد الأقصى.[143]

علم المناعة الورميعدل

أحد الأدوار المهمة الأخرى التي يقوم بها جهاز المناعة هو التعرف على الأورام والقضاء عليها، ويسمى ذلك بالمراقبة المناعية. تعبِّر الخلايا الورمية المتحولة عن مستضدات لا تتواجد لدى الخلايا العادية، ويعتبر جهاز المناعة هذه المستضدات بأنها دخيلة، وتواجدها يجعل الخلايا المناعية تهاجم الخلايا الورمية المتحولة. للمستضدات التي تعبر عنها الأورام مصادر عدة،[144] فبعضها مشتق من فيروسات مسرطنة مثل فيروس الورم الحليمي البشري الذي يسبب سرطانات: عنق الرحم،[145] الفرج، المهبل، القضيب، الفم والحلق.[146] بينما مستضدات أخرى هي بروتينات الكائن الذاتية التي تظهر بمستويات منخفظة في الخلايا العادية لكنها تبلغ مستويات عالية في الخلايا الورمية. أحد الأمثلة عليها هو إنزيم يسمى تايروسيناز والذي يقوم بتحويل بعض خلايا الجلد (مثل الخلايا الميلانينية) إلى أورام تسمى الأورام الميلانينية إذا عُبّر عنه بمستويات عالية.[147][148] مصدر ثالث محتمل لمستضدات الأورام هو البروتينات التي تكون في الحالة العادية مهمة لتنظيم نمو الخلايا وبقائها، لكنها تتطفر بشكل شائع إلى بروتينات مسببة للسرطان ومن الأمثلة عليها الجزيئات الناتجة عن الجينات الورمية.[144][149][150]

 
تعرفت البلعميات الكبيرة على خلية سرطانية (الكتلة الكبيرة الشائكة). عند الاندماج مع خلية سرطانية، تحقن البلعميات الكبيرة (الخلايا البيضاء الأقل حجما) ذيفانات لقتل الخلية الورمية. العلاج المناعي لمعالجة السرطان مجال نشط للبحث الطبي.[151]

الاستجابة الرئيسية لجهاز المناعة ضد الأورام هي تدمير الخلايا غير الطبيعية باستخدام الخلايا التائية القاتلة، بدعم من الخلايا التائية المساعدة في بعض الأحيان.[148][152] تُعرض مستضدات الورم على جزيئات معقد التوافق النسيجي الكبير القسم 1 بطريقة مماثلة للمستضدات الفيروسية. يسمح هذا العرض للخلايا التائية القاتلة بالتعرف على خلايا الورم بأنها غير طبيعية.[153] تقتل الخلايا الفاتكة الطبيعية الخلايا الورمية بطريقة مماثلة، خاصة إذا كانت الخلايا الورمية تحتوي على سطحها جزيئات أقل من العادة من معقد التوافق النسيجي الكبير القسم 1، وهي ظاهرة شائعة في الأورام.[154] في بعض الأحيان يتم توليد أجسام مضادة للخلايا الورمية وهو ما يسمح للجهاز المناعي المتمم بتدميرها.[149]

تتجنب بعض الأورام جهاز المناعة وتتطور لتصبح سرطانات.[155][156] تملك الخلايا الورمية في الغالب أعدادا منخفضة من جزيئات معقد التوافق النسيجي الكبير القسم 1 على سطحها، وبالتالي تتجنب رصدها بواسطة الخلايا التائية القاتلة.[153][155] تفرز بعض الخلايا الورمية جزيئات تثبط الاستجابة المناعية، على سبيل المثال إفراز السيتوكين عامل النمو المحول بيتا (TGF-β) الذي يمنع نشاط البلعميات الكبيرة والخلايا اللمفاوية.[155][157] فضلا عن ذلك، يمكن أن يتطور تحمل مناعي ضد مستضدات الأورام فيتوقف جهاز المناعة عن مهاجمة الخلايا الورمية.[155][156]

من المفارقات أن البلعميات الكبيرة يمكن أن تحفز نمو الورم[158] حين ترسل الخلايا الورمية سيتوكينات تجذب البلعميات الكبيرة التي تقوم بدورها بإفراز سيتوكينات وعوامل نمو مثل عامل نخر الورم ألفا الذي يرعى ويعمل على تطور الورم أو يحفز مطاوعةً مماثلة لنظيرتها لدى الخلايا الجذعية.[155] تجعل توليفةٌ من نقص التأكسج في الورم والسيتوكينات المنتجة بواسطة البلعميات الكبيرة الخلايا الورميةَ تخفض من إنتاج بروتين يمنع الانبثاث وبالتالي تساهم في انتشار الخلايا السرطانية.[155] تُجنَّد البلعميات الكبيرة M1 المضادة للورم في المراحل الأولى من تطور الورم لكنها تتمايز مع الوقت إلى النوع M2 الذي له تأثير مؤيد للورم وهي مثبطة للمناعة. يخفض نقص التأكسج من إنتاج السيتوكينات التي تعمل على إحداث استجابة مضادة للورم، وتكتسب البالعات الكبيرة تدريجيا وظائف النوع M2 المؤيدة لنمو الورم التي تُحدثها البيئة المكروية للورم، بما في ذلك: الإنترلوكين 4 والإنترلوكين 10.[159] تشمل المعالجة المناعية للسرطان السبل الطبية لتحفيز جهاز المناعة لمهاجمة الأورام السرطانية.[160]

التنبؤ بتوليد المناعةعدل

يمكن أن تسبب بعض الأدوية استجابة مناعية محيِّدة، حيث يقوم جهاز المناعة بإنتاج أجسام مضادة محيِّدة تناهض تأثير الأدوية، وخاصة الأدوية التي يتم تناولها بشكل متواتر أو بجرعات كبيرة. يحدّ هذا الأمر من فعالية الأدوية المبنية على ببتيدات كبيرة وبروتينات (التي يزيد حجمها عادة على 6000 دالتون).[161] في بعض الحالات، يكون الدواء في حد ذاته غير مولد للمناعة لكن يتم تناوله جنبا إلى جنب مع مكونات مولدة للمناعة كما هو الحال بالنسبة لتاكسول. طُورت أساليب حاسوبية للتنبؤ باستمناعية (القدرة على توليد المناعة) الببتيدات والبروتينات، وهي مفيدة بشكل خاص في: تصميم الأجسام المضادة العلاجية، تقييم احتمالية الطفرات في زيادة حدة إمراض الفيروسات والتحقق من فعالية علاجات الأدوية المبنية على الببتيد التي يتم اقتراحها. اعتمدت التقنيات القديمة أساسا على ملاحظة أن الأحماض الأمينية المحبة للماء تتواجد بشكل أكبر بكثير في مناطق الحواتم من الأحماض الأمينية الكارهة للماء،[162] لكن التطورات الحديثة تعتمد على تعلم الآلة للتقنيات باستخدام قواعد بيانات الحواتم المعروفة مسبقا التي تخص البروتينات الفيروسية المدروسة جيدا كمجموعة تتدرب عليها الآلة.[163] تم إنشاء قاعدة بينات متاحة للعموم لفهرسة الحواتم التي تخص الممراضات المعروفِ بأن الخلايا البائية قادرة على التعرف عليها.[164] يسمى المجال الجديد الذي يقوم بدراساتٍ معلوماتية حيوية حول توليد المناعة بعلم المناعة الحاسوبي.[165] البروتيوميات المناعية هي دراسة مجموعات كبيرة من البروتينات (بروتيوميات) التي لها دور في الاستجابة المناعية.[166]

التطور وآليات أخرىعدل

تطور جهاز المناعةعدل

من المحتمل أن يكون جهاز المناعة التكيفي متعدد المكونات قد نشأ لدى الفقاريات أولا، لأن اللافقاريات لا تخلِّق خلايا لمفاوية ولا تولِّد استجابة مناعية خلطية مبنية على الأجسام المضادة.[167] تستخدم العديد من الكائنات والأنواع آليات يبدو أنها سلفٌ للآليات التي تستخدمها مناعة الفقاريات. يوجد جهاز المناعة لدى جميع أشكال الحياة وحتى البسيطة منها، وتستخدم البكتيريا آلية دفاع فريدة تسمى نظام تعديل التقييد لتحمي نفسها من ممراضات فيروسية تسمى العاثيات.[168] تملك بدائيات النوى (البكتيريا والعتائق) جهاز مناعة تكيفي كذلك، من خلال نظام يستخدم تسلسلات كريسبر لإبقاء قطع من جينومات العاثيات التي أصابتها في الماضي في جينومها، وهو ما يتيح لها منع تضاعف الفيروس عبر نوعٍ من تدخل الرنا.[169][170] تملك بدائيات النوى آليات دفاع أخرى كذلك،[171][172] وتتواجد العناصر المهاجمة من جهاز المناعة لدى حقيقيات النوى وحيدة الخلية لكن الدراسات حول أدوارها في الدفاع قليلة.[173]

مستقبلات التعرف على النمط هي بروتينات تُستخدم بواسطة جميع الكائنات تقريبا للتعرف على الجزيئات ذات الصلة بالممراضات. الببتيدات المضادة للميكروبات التي تسمى الديفنسينات هي مكون تطوري محفوظ لجهاز المناعة الفطري وتوجد لدى جميع الحيوانات والنباتات، وتمثل الهيئة الرئيسية لجهاز المناعة لدى اللافقاريات.[167] الجهاز المتمم والخلايا البلعمية هي أكثر أنواع المناعة المستخدمة بواسطة هيئات الحياة اللافقارية. الريبونوكليازات ومسار تدخل الرنا محفوظان لدى جميع حقيقيات النوى، ويُعتقد أنهما يلعبان دورا في الاستجابة المناعية ضد الفيروسات.[174]

على خلاف الحيوانات لا تملك النباتات خلايا لمفاوية، لكن العديد من الاستجابات المناعية للنباتات تتضمن إشارات كيميائية نظامية يتم إرسالها عبر مختلف أنحاء جسم النبات.[175] تستجيب الخلايا النباتية الفردية للجزيئات ذات الصلة بالفيروسات عبر التعرف على الأنماط الجزيئية المرتبطة بالممراض (PAMPs).[176] حين يصاب جزء من النبات بالعدوى، يُحدِث النبات استجابة فرط تحسسية موضعية، تخضع فيها الخلايا الموجودة في موقع العدوى إلى استماتة سريعة لمنع انتشار المرض إلى أجزاء أخرى من النبات. المقاومة المكتسبة النظامية هي نوع من الاستجابة المناعية المستخدمة بواسطة النباتات لجعل كامل جسم النبتة مقاوم لعامل ممرض محدد.[175] آليات إسكات الرنا مهمة بشكل خاص في هذه الاستجابة النظامية لأن بإمكانها منع تضاعف الفيروس.[177]

جهاز مناعة تكيفي بديلعدل

حدث تطور جهاز المناعة التكيفي لدى سلفٍ من الفقاريات الفكية. العديد من الجزيئات الخاصة بجهاز المناعة التكيفي مثل (الغلوبولينات المناعية (Igمستقبلات الخلايا التائية (TCR) ومعقد التوافق النسيجي الكبير(MHC)) تتواجد لدى الفقاريات الفكية فقط. مع ذلك، تم اكتشاف جزئيات مميزة تفرزها الخلايا اللمفاوية لدى الفقاريات اللافكية مثل: الجلكيات والأسماك المخاطية. تمتلك هذه الحيوانات مجموعة كبيرة من الجزيئات تسمى مستقبلات الخلية اللمفاوية المتغيرة (VLRs) والتي -على غرار مستقبلات المستضد الخاصة بالفقاريات الفكية- يتم إنتاجها من عدد قليل (واحد أو إثنين) من الجينات. يُعتقد بأن هذه الجزيئات ترتبط بمستضدات الممراض بطريقة مشابهة للأجسام المضادة، وبنفس الدرجة من التخصصية.[178]

التلاعب بواسطة الممراضاتعدل

يعتمد نجاح أي ممراض على قدرته في تفادي الاستجابات المناعية للمضيف الذي يصيبه، لذلك طورت الممراضات طرقا عديدة تسمح لها بإصابة المضيف بنجاح مع تجنب اكتشاف أو تدمير جهاز المناعة لها.[179] تتغلب البكتيريا على الحواجز الفيزيائية غالبا عبر إفراز إنزيمات تهضم هذه الحواجز، على سبيل المثال: عبر استخدم نظام الإفراز النوع 2.[180] وفي طريقة أخرى تستخدم نظام الإفراز النوع 3، حيث تُدخل أنبوبا أجوفا داخل الخلية المضيفة يتيح طريقا مباشرا للبروتينات كي تنتقل من الممراض إلى المضيف. تُستخدم هذه البروتينات في الغالب لإيقاف دفاعات المضيف.[181]

إحدى استراتيجيات التجنب المستخدمة بواسطة العديد من الممراضات لتفادي جهاز المناعة الفطري هي الاختباء ضمن الخلايا الخاصة بالمضيف (ويسمى كذلك الإمراض بين الخلوي)، وفيه يقضي الممراض معظم دورة حياته داخل خلايا المضيف، أين يكون محميا من التآثر المباشر مع الخلايا المناعية والأجسام المضادة والجهاز المتمم. من الأمثلة على الممراضات بين الخلوية: الفيروسات، بكتيريا التسمم الغذائي السلمونيلا والطفيليات حقيقية النوى التي تسبب المالاريا (المتصورة) وداء الليشمانيات (ليشمانيا). تعيش بعض البكتيريا الأخرى مثل المتفطرة السلية داخل كبسولات واقية تحميها من التحلل بواسطة الجهاز المتمم.[182] تفرز العديد من الممراضات مركبات تُضعف الاستجابة المناعية للمضيف أو تعمل على تضليلها.[179] تشكل بعض البكتيريا أغشية حيوية رقيقة لحماية أنفسها من خلايا وبروتينات الجهاز المناعي. وتتواجد مثل هذه الأغشية الرقيقة في العديد من الإصابات بالعدوى الناجحة، كما هو الحال عند الإصابة بالزائفة الزنجارية والبيركهولدرية البصلية الجديدة التي هي من سمات التليف الكيسي.[183] تخلِّق بعض البكتيريا بروتينات سطحية تقوم بالارتباط بالأجسام المضادة وتجعلها غير فعالة، ومن الأمثلة عليها: العقدية (البروتين غالمكورة العنقودية الذهبية (البروتين أ) والهضمونية العقدية ماغنوس (البروتين ل).[184]

الآليات المستخدمة لتفادي جهاز المناعة التكيفي أكثر تعقيدا. أبسط الطرق هي التغيير السريع للحاتمات غير الأساسية (أحماض أمينية و/أو سكريات) على سطح الممراض، مع إبقاء الحاتمات الأساسية مستورة. يسمى هذا بالتغير المستضدي. أحد الأمثلة هو فيروس الإيدز الذي يتطفر بسرعة، لكي تتغير باستمرار البروتينات الموجودة على سطح غلافه الفيروسي التي يستخدمها للدخول إلى المضيف. يمكن أن تفسِّر هذه التغيرات المتواترة في المستضدات فشل اللقاحات المطورة ضد هذا الفيروس.[185] يستخدم الطفيلي المثقبية البروسية استراتيجية مماثلة، حيث يغير باستمرار بروتيناته السطحية من نوع لآخر، وهو ما يمنحه السبق ويمكنه من تجنب استجابة الأجسام المضادة.[186] إخفاء المستضدات بجزيئات المضيف هي استراتيجية شائعة أخرى لتجنب الانكشاف لجهاز المناعة. في فيروس الإيدز، الغلاف الذي يغطي الفيروس مصنوع من الغشاء الخارجي للخلية المضيفة، وهذا «الستر الذاتي» للفيروسات يصعِّب مهمة الجهاز المناعي في اكتشاف وتحديد الجزيئات والبُنى «غير الذاتية».[187]

تاريخ علم المناعةعدل

 
حصل بول إيرليش (1854-1915) على جائزة نوبل عام 1908 لمساهماته في علم المناعة.[188]

علم المناعة هو العلم الذي يدرس بنية ووظيفة الجهاز المناعي. ينبع من الطب والدراسات المبكرة حول أسباب المناعة ضد الأمراض. أقرب إشارة معروفة إلى الحصانة كانت خلال طاعون أثينا في 430 قبل الميلاد. لاحظ ثوقيديدس أن الأشخاص الذين تعافوا من نوبة سابقة للمرض يمكنهم الاهتمام بالمرضى وخدمتهم دون أن يصابوا بالمرض مرة ثانية.[189] في القرن الثامن عشر، جرب بيير لوي موبرتوي سم العقرب ولاحظ أن بعض الكلاب والفئران محصنة ضد هذا السم.[190] في القرن العاشر، كتب الطبيب الفارسي أبو بكر الرازي (المعروف أيضًا باسم الرازي) أول نظرية مسجلة عن المناعة المكتسبة[191][192] مشيرًا إلى أن الأشخاص الذين نجوا من وباء الجدري لديهم حصانة ضد الإصابة بالجدري مستقبلًا. على الرغم من أنه شرح المناعة من خلال طرد «الرطوبة الزائدة» من الدم -ومنه منع حدوث المرض مرة ثانية- فقد فسرت هذه النظرية العديد من الملاحظات حول الجدري المعروفة خلال هذا الوقت.[193]

وقد استغل لويس باستور هذه الملاحظات وغيرها المتعلقة بالمناعة المكتسبة في تطويره للتطعيم ونظريته الجرثومية للمرض المقترحة.[194] كانت نظرية باستور تختلف تمامًا عن النظريات المعاصرة للمرض، مثل نظرية ميازما. ولم يثبت أن الكائنات المجهرية هي سبب الأمراض المعدية إلا بعد أن أثبت ذلك روبرت كوخ في عام 1891 وحصل على جائزة نوبل في عام 1905 م.[195] وتأكدت الفيروسات باعتبارها من مسببات الأمراض البشرية في عام 1901، مع اكتشاف فيروس الحمى الصفراء بواسطة ولتر ريد.[196]

حقق علم المناعة تقدمًا كبيرًا في نهاية القرن التاسع عشر، من خلال التطورات السريعة التي حصلت على دراسة المناعة الخلطية والمناعة الخلوية.[197] وممَّا يكتسي أهمية خاصة العمل الذي قام به بول إرليش، الذي اقترح نظرية السلسلة الجانبية لتوضيح خصوصية تفاعل الجسم المضاد والمستضد؛ وقد اعتُرف بمساهماته في فهم المناعة الخلطية بحصوله على جائزة نوبل في عام 1908 بالاشتراك مع إيليا ميتشنيكوف مؤسس علم المناعة الخلوية.[188] في عام 1974، طور نيلس كاي يرني نظرية الشبكة المناعية [الإنجليزية]؛ حصل على جائزة نوبل في عام 1984 مع جورج كوهلر وسيزار ميلشتاين عن نظريات تتعلق بجهاز المناعة.[198][199]

انظر أيضًاعدل

المراجععدل

  1. ^ محمد هيثم الخياط (2006). المعجم الطبي الموحد (بالعربية والإنجليزية) (ط. 4). بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، منظمة الصحة العالمية. ص. 723. ISBN 978-9953-33-726-5. OCLC 192108789. ويكي بيانات Q12193380.
  2. ^ Sompayrac 2019، صفحة 1.
  3. أ ب "Reconstructing immune phylogeny: new perspectives". Nature Reviews. Immunology. 5 (11): 866–79. نوفمبر 2005. doi:10.1038/nri1712. PMC 3683834. PMID 16261174.
  4. ^ Sompayrac 2019، صفحة 4.
  5. ^ "Lineage relationship of effector and memory T cells". Current Opinion in Immunology. 25 (5): 556–63. أكتوبر 2013. doi:10.1016/j.coi.2013.09.003. PMC 3858177. PMID 24148236.
  6. ^ "Memory B cells". Nature Reviews. Immunology. 15 (3): 149–59. مارس 2015. doi:10.1038/nri3802. PMID 25677494. S2CID 20825732.
  7. ^ Sompayrac 2019، صفحة 11.
  8. ^ Sompayrac 2019، صفحة 146.
  9. أ ب What are the organs of the immune system? (بالإنجليزية). Institute for Quality and Efficiency in Health Care (IQWiG). 30 Jul 2020.
  10. ^ Alberts et al. 2002، sec. "Pathogens Cross Protective Barriers to Colonize the Host".
  11. ^ "Pulmonary defences to acute respiratory infection". British Medical Bulletin. 61 (1): 1–12. 2002. doi:10.1093/bmb/61.1.1. PMID 11997295.
  12. ^ "Host antimicrobial defence peptides in human disease". Current Topics in Microbiology and Immunology. 306: 67–90. 2006. doi:10.1007/3-540-29916-5_3. ISBN 978-3-540-29915-8. PMID 16909918.
  13. ^ "Phospholipase A(2) in rabbit tears: a host defense against Staphylococcus aureus". Investigative Ophthalmology & Visual Science. 42 (10): 2347–54. سبتمبر 2001. PMID 11527949.
  14. ^ "Lysozyme in human body fluids". Clinica Chimica Acta; International Journal of Clinical Chemistry. 57 (3): 205–09. ديسمبر 1974. doi:10.1016/0009-8981(74)90398-2. PMID 4434640.
  15. ^ "Prostatic antibacterial factor. Identity and significance". Urology. 7 (2): 169–77. فبراير 1976. doi:10.1016/0090-4295(76)90305-8. PMID 54972.
  16. ^ "Antibacterial properties of the sperm-binding proteins and peptides of human epididymis 2 (HE2) family; salt sensitivity, structural dependence and their interaction with outer and cytoplasmic membranes of Escherichia coli". The Biochemical Journal. 372 (Pt 2): 473–83. يونيو 2003. doi:10.1042/BJ20030225. PMC 1223422. PMID 12628001.
  17. ^ "The role of gastric acid in preventing foodborne disease and how bacteria overcome acid conditions". J Food Prot. 66 (7): 1292–1303. 2003. doi:10.4315/0362-028X-66.7.1292. PMID 12870767.
  18. ^ "Lactic acid bacteria and human health". Annals of Medicine. 22 (1): 37–41. فبراير 1990. doi:10.3109/07853899009147239. PMID 2109988.
  19. ^ "Recognition of microorganisms and activation of the immune response". Nature. 449 (7164): 819–26. أكتوبر 2007. Bibcode:2007Natur.449..819M. doi:10.1038/nature06246. PMID 17943118. S2CID 4392839.
  20. ^ "The danger model: a renewed sense of self" (PDF). Science. 296 (5566): 301–05. أبريل 2002. Bibcode:2002Sci...296..301M. doi:10.1126/science.1071059. PMID 11951032. S2CID 13615808.
  21. أ ب Alberts et al. 2002، Chapter: "Innate Immunity".
  22. ^ Iriti 2019، صفحة xi.
  23. ^ "Pathogen recognition by the innate immune system". International Reviews of Immunology. 30 (1): 16–34. فبراير 2011. doi:10.3109/08830185.2010.529976. PMID 21235323. S2CID 42000671.
  24. ^ "The inflammasomes". Cell. 140 (6): 821–32. مارس 2010. doi:10.1016/j.cell.2010.01.040. PMID 20303873. S2CID 16916572.
  25. ^ Sompayrac 2019، صفحة 20.
  26. ^ "Genetic analysis of host resistance: Toll-like receptor signaling and immunity at large". Annual Review of Immunology. 24: 353–89. 2006. doi:10.1146/annurev.immunol.24.021605.090552. PMID 16551253. S2CID 20991617.
  27. ^ "The structural biology of Toll-like receptors". Structure. 19 (4): 447–59. أبريل 2011. doi:10.1016/j.str.2011.02.004. PMC 3075535. PMID 21481769.
  28. ^ "Toll-like receptors in immunity and inflammatory diseases: Past, present, and future". Int Immunopharmacol. 59: 391–412. يونيو 2018. doi:10.1016/j.intimp.2018.03.002. PMC 7106078. PMID 29730580.
  29. ^ "Pattern recognition receptors and the innate immune response to viral infection". Viruses. 3 (6): 920–40. يونيو 2011. doi:10.3390/v3060920. PMC 3186011. PMID 21994762.
  30. ^ Sompayrac 2019، صفحات 1–4.
  31. ^ Alberts et al. 2002، sec. "Phagocytic Cells Seek, Engulf, and Destroy Pathogens".
  32. ^ "Relationship between ultrastructure and specific functions of macrophages". Comparative Immunology, Microbiology and Infectious Diseases. 8 (2): 119–33. 1985. doi:10.1016/0147-9571(85)90039-6. PMID 3910340.
  33. ^ "Antimicrobial functions of mononuclear phagocytes". Journal of Immunological Methods. 174 (1–2): 185–94. سبتمبر 1994. doi:10.1016/0022-1759(94)90021-3. PMID 8083520.
  34. ^ "Phagocytosis and the actin cytoskeleton". Journal of Cell Science. 114 (Pt 6): 1061–77. مارس 2001. doi:10.1242/jcs.114.6.1061. PMID 11228151. مؤرشف من الأصل في 2020-03-31. اطلع عليه بتاريخ 2009-11-06.
  35. ^ "Innate immunity in lophotrochozoans: the annelids" (PDF). Current Pharmaceutical Design. 12 (24): 3043–50. 2006. doi:10.2174/138161206777947551. PMID 16918433. S2CID 28520695. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2020-03-31.
  36. ^ "Leukocyte-epithelial interactions". Current Opinion in Cell Biology. 15 (5): 557–64. أكتوبر 2003. doi:10.1016/S0955-0674(03)00103-0. PMID 14519390.
  37. ^ Stvrtinová, Jakubovský & Hulín 1995، Chapter: Inflammation and Fever.
  38. ^ "Elucidation of monocyte/macrophage dynamics and function by intravital imaging". Journal of Leukocyte Biology. 98 (3): 319–32. سبتمبر 2015. doi:10.1189/jlb.4RI0115-006RR. PMC 4763596. PMID 26162402.
  39. أ ب "Antigen presentation and T cell stimulation by dendritic cells". Annual Review of Immunology. 20 (1): 621–67. 2002. doi:10.1146/annurev.immunol.20.100301.064828. PMID 11861614.
  40. ^ Krishnaswamy, Ajitawi & Chi 2006، صفحات 13–34.
  41. ^ Stvrtinová, Jakubovský & Hulín 1995، Chapter: Inflammation and Fever.
  42. ^ "The eosinophil: the cell and its weapons, the cytokines, its locations". Seminars in Respiratory and Critical Care Medicine. 27 (2): 117–27. أبريل 2006. doi:10.1055/s-2006-939514. PMID 16612762.
  43. ^ "Innate lymphoid cells: emerging insights in development, lineage relationships, and function". Annual Review of Immunology. 30: 647–75. 2012. doi:10.1146/annurev-immunol-020711-075053. PMID 22224763.
  44. ^ "The Memories of NK Cells: Innate-Adaptive Immune Intrinsic Crosstalk". Journal of Immunology Research. 2016: 1376595. 2016. doi:10.1155/2016/1376595. PMC 5204097. PMID 28078307.
  45. ^ Bertok & Chow 2005، صفحة 17.
  46. ^ Rajalingam 2012، Chapter: Overview of the killer cell immunoglobulin-like receptor system.
  47. أ ب "Innate immune recognition of viral infection". Nature Immunology. 7 (2): 131–37. فبراير 2006. doi:10.1038/ni1303. PMID 16424890. S2CID 9567407.
  48. أ ب "Prostaglandins in health and disease: an overview". Seminars in Arthritis and Rheumatism. 36 (1): 37–49. أغسطس 2006. doi:10.1016/j.semarthrit.2006.03.005. PMID 16887467.
  49. أ ب "The role of leukotrienes in airway inflammation". The Journal of Allergy and Clinical Immunology. 118 (4): 789–98, quiz 799–800. أكتوبر 2006. doi:10.1016/j.jaci.2006.08.009. PMID 17030228.
  50. أ ب "Chemokines and chemokine receptors: their manifold roles in homeostasis and disease" (PDF). Cellular & Molecular Immunology. 1 (2): 95–104. أبريل 2004. PMID 16212895.
  51. أ ب "Inflammatory cells during wound repair: the good, the bad and the ugly". Trends in Cell Biology. 15 (11): 599–607. نوفمبر 2005. doi:10.1016/j.tcb.2005.09.002. PMID 16202600.
  52. أ ب "NOD-like receptors and inflammasomes: A review of their canonical and non-canonical signaling pathways". Archives of Biochemistry and Biophysics. 670: 4–14. فبراير 2019. doi:10.1016/j.abb.2019.02.008. PMID 30772258. S2CID 73464235.
  53. أ ب "The role of the complement system in innate immunity". Immunologic Research. 33 (2): 103–12. 2005. doi:10.1385/IR:33:2:103. PMID 16234578. S2CID 46096567.
  54. ^ "Humoral pattern recognition and the complement system". Scandinavian Journal of Immunology. 78 (2): 181–93. أغسطس 2013. doi:10.1111/sji.12070. PMID 23672641.
  55. ^ Bertok & Chow 2005، صفحات 112–113.
  56. ^ "Control of the complement system". Advances in Immunology. 61: 201–283. 1996. doi:10.1016/S0065-2776(08)60868-8. ISBN 978-0-12-022461-6. PMID 8834497.
  57. ^ "Proteases of the complement system" (PDF). Biochemical Society Transactions. 32 (Pt 1): 21–27. فبراير 2004. doi:10.1042/BST0320021. PMID 14748705. S2CID 24505041. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-03-02.
  58. ^ "The evolution of adaptive immunity". Annual Review of Immunology. 24 (1): 497–518. 2006. doi:10.1146/annurev.immunol.24.021605.090542. PMID 16551257.
  59. ^ Sompayrac 2019، صفحة 38.
  60. أ ب ت Janeway 2005.
  61. أ ب "gammadelta T cells link innate and adaptive immune responses". Chemical Immunology and Allergy. 86: 151–83. 2005. doi:10.1159/000086659. ISBN 3-8055-7862-8. PMID 15976493.
  62. ^ "Iodine, thymus, and immunity". Nutrition. 25 (9): 977–79. سبتمبر 2009. doi:10.1016/j.nut.2009.06.002. PMID 19647627.
  63. ^ Janeway, Travers & Walport 2001، sec. 12-10.
  64. ^ Sompayrac 2019، صفحات 5–6.
  65. ^ Sompayrac 2019، صفحات 51–53.
  66. ^ Sompayrac 2019، صفحات 7–8.
  67. ^ "CD8+ T cell effector mechanisms in resistance to infection". Annual Review of Immunology. 18 (1): 275–308. 2000. doi:10.1146/annurev.immunol.18.1.275. PMID 10837060.
  68. أ ب "T-cell receptor signaling events triggering granule exocytosis". Critical Reviews in Immunology. 26 (3): 265–90. 2006. doi:10.1615/CritRevImmunol.v26.i3.40. PMID 16928189.
  69. ^ "Functional diversity of helper T lymphocytes". Nature. 383 (6603): 787–93. أكتوبر 1996. Bibcode:1996Natur.383..787A. doi:10.1038/383787a0. PMID 8893001. S2CID 4319699.
  70. ^ "Helper T cell-regulated B cell immunity". Current Topics in Microbiology and Immunology. 311: 59–83. 2006. doi:10.1007/3-540-32636-7_3. ISBN 978-3-540-32635-9. PMID 17048705.
  71. ^ Sompayrac 2019، صفحة 8.
  72. ^ "Human CD8+ T cells do not require the polarization of lipid rafts for activation and proliferation". Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America. 99 (23): 15006–11. نوفمبر 2002. Bibcode:2002PNAS...9915006K. doi:10.1073/pnas.232058599. PMC 137535. PMID 12419850.
  73. ^ Alberts et al. 2002، Chapter. "Helper T Cells and Lymphocyte Activation".
  74. ^ "CD40 and CD154 in cell-mediated immunity". Annual Review of Immunology. 16 (1): 111–35. 1998. doi:10.1146/annurev.immunol.16.1.111. PMID 9597126.
  75. ^ Girardi M (يناير 2006). "Immunosurveillance and immunoregulation by gammadelta T cells". The Journal of Investigative Dermatology. 126 (1): 25–31. doi:10.1038/sj.jid.5700003. PMID 16417214.
  76. ^ "Understanding the Immune System: How it Works" (PDF). National Institute of Allergy and Infectious Diseases (NIAID). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2007-01-03. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-01.
  77. ^ Sproul TW، Cheng PC، Dykstra ML، Pierce SK (2000). "A role for MHC class II antigen processing in B cell development". International Reviews of Immunology. 19 (2–3): 139–55. doi:10.3109/08830180009088502. PMID 10763706. S2CID 6550357.
  78. ^ Parker DC (1993). "T cell-dependent B cell activation". Annual Review of Immunology. 11: 331–60. doi:10.1146/annurev.iy.11.040193.001555. PMID 8476565.
  79. ^ Murphy & Weaver 2016، Chapter 10: The Humoral Immune Response.
  80. ^ Saji F، Samejima Y، Kamiura S، Koyama M (مايو 1999). "Dynamics of immunoglobulins at the feto-maternal interface" (PDF). Reviews of Reproduction. 4 (2): 81–89. doi:10.1530/ror.0.0040081. PMID 10357095. S2CID 31099552. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2021-01-30.
  81. ^ Van de Perre P (يوليو 2003). "Transfer of antibody via mother's milk". Vaccine. 21 (24): 3374–76. doi:10.1016/S0264-410X(03)00336-0. PMID 12850343.
  82. ^ Keller MA، Stiehm ER (أكتوبر 2000). "Passive immunity in prevention and treatment of infectious diseases". Clinical Microbiology Reviews. 13 (4): 602–14. doi:10.1128/CMR.13.4.602-614.2000. PMC 88952. PMID 11023960.
  83. ^ Sompayrac 2019، صفحة 98.
  84. ^ "Immunoendocrine communication via the hypothalamo-pituitary-adrenal axis in autoimmune diseases". Endocrine Reviews. 14 (5): 539–63. أكتوبر 1993. doi:10.1210/edrv-14-5-539. PMID 8262005.
  85. ^ "Physiology and pathology of an immunoendocrine feedback loop". Immunology Today. 9 (6): 163–5. يونيو 1988. doi:10.1016/0167-5699(88)91289-3. PMID 3256322.
  86. ^ "Immunology. Neuroimmune communication". Science. 334 (6052): 47–8. أكتوبر 2011. Bibcode:2011Sci...334...47T. doi:10.1126/science.1213099. PMID 21980100. S2CID 36504684.
  87. ^ "Neuro-Immune Interactions at Barrier Surfaces". Cell. 165 (4): 801–11. مايو 2016. doi:10.1016/j.cell.2016.04.041. PMC 4871617. PMID 27153494.
  88. ^ "Neuroimmune communication". Nature Neuroscience. 20 (2): 127. فبراير 2017. doi:10.1038/nn.4496. PMID 28092662.
  89. ^ "The role of the innate immune response regulatory gene ABCF1 in mammalian embryogenesis and development". PLOS ONE. 12 (5): e0175918. 2017. Bibcode:2017PLoSO..1275918W. doi:10.1371/journal.pone.0175918. PMC 5438103. PMID 28542262.
  90. ^ "Estrogen as an immunomodulator". Clinical Immunology. 113 (3): 224–30. ديسمبر 2004. doi:10.1016/j.clim.2004.05.011. PMID 15507385.
    "Secretory leukocyte protease inhibitor (SLPI) concentrations in cervical mucus of women with normal menstrual cycle". Molecular Human Reproduction. 5 (7): 656–61. يوليو 1999. doi:10.1093/molehr/5.7.656. PMID 10381821.
    "Sex hormones influence on the immune system: basic and clinical aspects in autoimmunity". Lupus. 13 (9): 635–38. 2004. doi:10.1191/0961203304lu1094oa. PMID 15485092. S2CID 23941507.
    "Presence of secretory leukocyte protease inhibitor in human endometrium and first trimester decidua suggests an antibacterial protective role". Molecular Human Reproduction. 6 (2): 191–96. فبراير 2000. doi:10.1093/molehr/6.2.191. PMID 10655462.
  91. ^ "Influence of physiological androgen levels on wound healing and immune status in men". The Aging Male. 8 (3–4): 166–74. 2005. doi:10.1080/13685530500233847. PMID 16390741. S2CID 1021367.
  92. ^ "The roles of prolactin, growth hormone, insulin-like growth factor-I, and thyroid hormones in lymphocyte development and function: insights from genetic models of hormone and hormone receptor deficiency". Endocrine Reviews. 21 (3): 292–312. يونيو 2000. doi:10.1210/edrv.21.3.0397. PMID 10857555.
  93. ^ "Noncalcemic actions of vitamin D receptor ligands". Endocrine Reviews. 26 (5): 662–87. أغسطس 2005. doi:10.1210/er.2004-0002. PMID 15798098.
  94. ^ "Vitamin D - Fact Sheet for Health Professionals". Office of Dietary Supplements, US National Institutes of Health. 17 أغسطس 2021. مؤرشف من الأصل في 2023-02-19. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-31.
  95. ^ Institute of Medicine (2011). "8, Implications and Special Concerns". Dietary Reference Intakes for Calcium and Vitamin D. The National Academies Collection: Reports funded by the National Institutes of Health. National Academies Press. doi:10.17226/13050. ISBN 978-0-309-16394-1. PMID 21796828. S2CID 58721779.
  96. ^ "Sick and tired: Does sleep have a vital role in the immune system?". Nature Reviews. Immunology. 4 (6): 457–67. يونيو 2004. doi:10.1038/nri1369. PMID 15173834. S2CID 29318345.
  97. ^ "Humoral links between sleep and the immune system: research issues". Annals of the New York Academy of Sciences. 992 (1): 9–20. مايو 2003. Bibcode:2003NYASA.992....9K. doi:10.1111/j.1749-6632.2003.tb03133.x. PMID 12794042. S2CID 24508121.
  98. ^ "Links between the innate immune system and sleep". The Journal of Allergy and Clinical Immunology. 116 (6): 1188–98. ديسمبر 2005. doi:10.1016/j.jaci.2005.08.005. PMID 16337444.
  99. ^ "Is Insomnia a Risk Factor for Decreased Influenza Vaccine Response?". Behavioral Sleep Medicine. 15 (4): 270–287. 2017. doi:10.1080/15402002.2015.1126596. PMC 5554442. PMID 27077395.
  100. ^ "The role of cytokines in sleep regulation". Current Pharmaceutical Design. 14 (32): 3408–16. 2008. doi:10.2174/138161208786549281. PMC 2692603. PMID 19075717.
  101. أ ب "Sleep and immune function". Pflügers Archiv. 463 (1): 121–37. يناير 2012. doi:10.1007/s00424-011-1044-0. PMC 3256323. PMID 22071480.
  102. ^ "Can Better Sleep Mean Catching fewer Colds?". مؤرشف من الأصل في 2014-05-09. اطلع عليه بتاريخ 2014-04-28.
  103. ^ "Physical exercise as a tool to help the immune system against COVID-19: an integrative review of the current literature". Clinical and Experimental Medicine. 21 (1): 15–28. فبراير 2021. doi:10.1007/s10238-020-00650-3. PMC 7387807. PMID 32728975.
  104. أ ب ت ث ج "Recovery of the immune system after exercise" (PDF). Journal of Applied Physiology (Bethesda, Md. : 1985). 122 (5): 1077–1087. مايو 2017. doi:10.1152/japplphysiol.00622.2016. PMID 27909225. S2CID 3521624.
  105. ^ "Debunking the Myth of Exercise-Induced Immune Suppression: Redefining the Impact of Exercise on Immunological Health Across the Lifespan". Frontiers in Immunology. 9: 648. 2018. doi:10.3389/fimmu.2018.00648. PMC 5911985. PMID 29713319.
  106. ^ "Can exercise affect immune function to increase susceptibility to infection?". Exercise Immunology Review. 26: 8–22. 2020. PMID 32139352.
  107. ^ "From skeletal muscle damage and regeneration to the hypertrophy induced by exercise: what is the role of different macrophage subsets?". American Journal of Physiology. Regulatory, Integrative and Comparative Physiology. 322 (1): R41–R54. يناير 2022. doi:10.1152/ajpregu.00038.2021. PMID 34786967. S2CID 244369441.
  108. ^ "Chasing the recipe for a pro-regenerative immune system". Seminars in Cell & Developmental Biology. Innate immune pathways in wound healing/Peromyscus as a model system. 61: 71–79. يناير 2017. doi:10.1016/j.semcdb.2016.08.008. PMC 5338634. PMID 27521522.
  109. ^ Hanna Lotter, Marcus Altfeld: Sex differences in immunity. Seminars in Immunopathology 41 (2019), S. 133–135. doi:10.1007/s00281-018-00728-x
  110. ^ C. J. Thaler, W. Samtleben: Einfluss von Sexualsteroiden auf physiologische und pathologische Reaktionen des Immunsystems. Der Gynäkologe 33 (2000), S. 393–401.
  111. ^ Jackye Peretz, Andrew Pekosz, Andrew P. Lane, and Sabra L. Klein: Estrogenic compounds reduce influenza A virus replication in primary human nasal epithelial cells derived from female, but not male, donors. American Journal of Physiology-Lung Cellular and Molecular Physiology 310, 5 (1. März 2016) doi:10.1152/ajplung.00398.2015
  112. ^ Landon G. vom Steeg, Sabra L. Klein: Sex and sex steroids impact influenza pathogenesis across the life course. Seminars in Immunopathology 41 (2019) S. 189–194.
  113. ^ A. Rechtien, M. Altfeld: Sexual dimorphism in HIV-1 infection. Seminars in Immunopathology 41 (2019), S. 195–202. doi:10.1007/s00281-018-0704-y
  114. ^ N. Büttner, R. Thimme: Sexual dimorphism in hepatitis B and C and hepatocellular carcinoma. Seminars in immunopathology 41 (2019) S. 203–211. doi:10.1007/s00281-018-0727-4
  115. ^ J. Sellau, M. Groneberg, H. Lotter: Androgen-dependent immune modulation in parasitic infection. Seminars in Immunopathology 41 (2019), S. 213–224. doi:10.1007/s00281-018-0722-9
  116. ^ D. Hertz, B. Schneider: Sex differences in tuberculosis. Seminars in Immunopathology 41 (2019), S. 225–237. doi:10.1007/s00281-018-0725-6
  117. ^ S. Fischinger et al.: Sex differences in vaccine-induced humoral immunity. Seminars in Immunopathology 41 (2019), S. 239–249. doi:10.1007/s00281-018-0726-5
  118. ^ Sompayrac 2019، صفحات 120–24.
  119. ^ Sompayrac 2019، صفحات 114–18.
  120. ^ Sompayrac 2019، صفحات 111–14.
  121. ^ "Immunosenescence: emerging challenges for an ageing population". Immunology. 120 (4): 435–46. أبريل 2007. doi:10.1111/j.1365-2567.2007.02555.x. PMC 2265901. PMID 17313487.
  122. أ ب "Nutrition and the immune system: an introduction". The American Journal of Clinical Nutrition. 66 (2): 460S–63S. أغسطس 1997. doi:10.1093/ajcn/66.2.460S. PMID 9250133.
  123. ^ "The discovery of thymus function and of thymus-derived lymphocytes". Immunological Reviews. 185 (1): 7–14. يوليو 2002. doi:10.1034/j.1600-065X.2002.18502.x. PMID 12190917. S2CID 12108587.
  124. ^ Reece 2011، صفحة 967.
  125. ^ "Educational paper: The expanding clinical and immunological spectrum of severe combined immunodeficiency". Eur J Pediatr. 170 (5): 561–571. 2011. doi:10.1007/s00431-011-1452-3. PMC 3078321. PMID 21479529.
  126. ^ "Breakdown of pulmonary host defense in the immunocompromised host: cancer chemotherapy". Proceedings of the American Thoracic Society. 2 (5): 445–48. 2005. doi:10.1513/pats.200508-097JS. PMID 16322598.
  127. ^ "T helper cell activation and human retroviral pathogenesis". Microbiological Reviews. 60 (4): 722–42. ديسمبر 1996. doi:10.1128/MMBR.60.4.722-742.1996. PMC 239461. PMID 8987361.
  128. ^ "Self-nonself discrimination and tolerance in T and B lymphocytes". Immunologic Research. 12 (2): 115–30. 1993. doi:10.1007/BF02918299. PMID 8254222. S2CID 32476323.
  129. ^ How the immune system works. Hoboken, NJ: Wiley-Blackwell. 2019. ISBN 978-1-119-54212-4. OCLC 1083261548.
  130. ^ "Human CD8+ T cells do not require the polarization of lipid rafts for activation and proliferation". Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America. 99 (23): 15006–11. نوفمبر 2002. Bibcode:2002PNAS...9915006K. doi:10.1073/pnas.232058599. PMC 137535. PMID 12419850.
  131. ^ "Rheumatoid arthritis" (PDF). Lancet. 388 (10055): 2023–2038. أكتوبر 2016. doi:10.1016/S0140-6736(16)30173-8. PMID 27156434. S2CID 37973054.
  132. ^ "Glucagon - the new 'insulin' in the pathophysiology of diabetes". Current Opinion in Clinical Nutrition and Metabolic Care. 18 (4): 407–14. يوليو 2015. doi:10.1097/mco.0000000000000192. PMID 26049639. S2CID 19872862.
  133. ^ "Handout on Health: Systemic Lupus Erythematosus". www.niams.nih.gov. فبراير 2015. مؤرشف من الأصل في 2016-06-17. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-12.
  134. أ ب ت ث "Immunology – Chapter Seventeen: Hypersensitivity States". Microbiology and Immunology On-line. University of South Carolina School of Medicine. 2006. مؤرشف من الأصل في 2023-02-20. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-29.
  135. ^ Sompayrac 2019، صفحات 83–85.
  136. ^ Ciccone 2015، Chapter 37.
  137. أ ب "Immunosuppressive agents in solid organ transplantation: Mechanisms of action and therapeutic efficacy". Critical Reviews in Oncology/Hematology. 56 (1): 23–46. أكتوبر 2005. doi:10.1016/j.critrevonc.2005.03.012. PMID 16039869.
  138. ^ "Corticosteroids: the drugs to beat". European Journal of Pharmacology. 533 (1–3): 2–14. مارس 2006. doi:10.1016/j.ejphar.2005.12.052. PMID 16436275.
  139. ^ "The mosaic of immunosuppressive drugs". Molecular Immunology. 39 (17–18): 1073–77. يوليو 2003. doi:10.1016/S0161-5890(03)00075-0. PMID 12835079.
  140. ^ "How You Can Really Boost Your Immune System". Skeptical Inquirer. Amherst, New York: Center for Inquiry. يوليو–أغسطس 2020. مؤرشف من الأصل في 2021-01-21. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-21.
  141. أ ب Reece 2011، صفحة 965.
  142. ^ Death and DALY estimates for 2002 by cause for WHO Member States. نسخة محفوظة 21 October 2008 على موقع واي باك مشين. World Health Organization. Retrieved on 1 January 2007.
  143. ^ "Advances in vaccine adjuvants". Nature Biotechnology. 17 (11): 1075–81. نوفمبر 1999. doi:10.1038/15058. PMID 10545912. S2CID 21346647.
  144. أ ب "Cytotoxic T cells". The Journal of Investigative Dermatology. 126 (1): 32–41. يناير 2006. doi:10.1038/sj.jid.5700001. PMID 16417215.
  145. ^ "Human tumor antigens recognized by T lymphocytes". The Journal of Experimental Medicine. 183 (3): 725–29. مارس 1996. doi:10.1084/jem.183.3.725. PMC 2192342. PMID 8642276.
  146. ^ "HPV-associated diseases". Clinics in Dermatology. 32 (2): 227–34. 2014. doi:10.1016/j.clindermatol.2013.08.007. PMID 24559558.
  147. ^ "T-cell recognition of melanoma-associated antigens". Journal of Cellular Physiology. 182 (3): 323–31. مارس 2000. doi:10.1002/(SICI)1097-4652(200003)182:3<323::AID-JCP2>3.0.CO;2-#. PMID 10653598. S2CID 196590144.
  148. أ ب "The human T cell response to melanoma antigens". Advances in Immunology. 92: 187–224. 2006. doi:10.1016/S0065-2776(06)92005-7. ISBN 978-0-12-373636-9. PMID 17145305.
  149. أ ب "Immunity to cancer through immune recognition of altered self: studies with melanoma". Advances in Cancer Research. 90: 157–77. 2003. doi:10.1016/S0065-230X(03)90005-4. ISBN 978-0-12-006690-2. PMID 14710950.
  150. ^ "A listing of human tumor antigens recognized by T cells". Cancer Immunology, Immunotherapy. 50 (1): 3–15. مارس 2001. doi:10.1007/s002620000169. PMID 11315507. S2CID 42681479.
  151. ^ "Cancer Regression in Patients After Transfer of Genetically Engineered Lymphocytes". Science. 314 (5796): 126–29. أكتوبر 2006. Bibcode:2006Sci...314..126M. doi:10.1126/science.1129003. PMC 2267026. PMID 16946036.
  152. ^ "CD4 T cells in tumor immunity". Springer Seminars in Immunopathology. 27 (1): 37–48. يونيو 2005. doi:10.1007/s00281-004-0193-z. PMID 15965712. S2CID 25182066.
  153. أ ب "Molecular mechanisms of HLA class I antigen abnormalities following viral infection and transformation". International Journal of Cancer. 118 (1): 129–38. يناير 2006. doi:10.1002/ijc.21312. PMID 16003759. S2CID 5655726.
  154. ^ "Innate immune recognition and suppression of tumors". Advances in Cancer Research. 95: 293–322. 2006. doi:10.1016/S0065-230X(06)95008-8. ISBN 978-0-12-006695-7. PMID 16860661.
  155. أ ب ت ث ج ح "De-novo and acquired resistance to immune checkpoint targeting". The Lancet. Oncology. 18 (12): e731–e741. ديسمبر 2017. doi:10.1016/s1470-2045(17)30607-1. PMID 29208439.
  156. أ ب "Strategies of tumor immune evasion". BioDrugs. 19 (6): 347–54. 2005. doi:10.2165/00063030-200519060-00002. PMID 16392887. S2CID 1838144.
  157. ^ "Targeting tumor-related immunosuppression for cancer immunotherapy". Endocrine, Metabolic & Immune Disorders Drug Targets. 6 (3): 233–7. سبتمبر 2006. doi:10.2174/187153006778250019. PMID 17017974.
  158. ^ "A malignant flame. Understanding chronic inflammation, which contributes to heart disease, Alzheimer's and a variety of other ailments, may be a key to unlocking the mysteries of cancer" (PDF). Scientific American. 297 (1): 60–67. يوليو 2007. Bibcode:2007SciAm.297a..60S. doi:10.1038/scientificamerican0707-60. PMID 17695843. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2011-07-16.
  159. ^ "Tumor-induced Neurogenesis and Immune Evasion as Targets of Innovative Anti-Cancer Therapies". Signal Transduct Target Ther. 5 (1): 99. 18 يونيو 2020. doi:10.1038/s41392-020-0205-z. PMC 7303203. PMID 32555170.
  160. ^ "Cancer immunotherapy: harnessing the immune system to battle cancer". The Journal of Clinical Investigation. 125 (9): 3335–7. سبتمبر 2015. doi:10.1172/JCI83871. PMC 4588312. PMID 26325031.
  161. ^ "Immunogenicity of protein therapeutics: The key causes, consequences and challenges". Self/Nonself. 1 (4): 314–322. أكتوبر 2010. doi:10.4161/self.1.4.13904. PMC 3062386. PMID 21487506.
  162. ^ "Prediction of sequential antigenic regions in proteins". FEBS Letters. 188 (2): 215–18. سبتمبر 1985. doi:10.1016/0014-5793(85)80374-4. PMID 2411595.
  163. ^ "Machine learning approaches for prediction of linear B-cell epitopes on proteins". Journal of Molecular Recognition. 19 (3): 200–08. 2006. doi:10.1002/jmr.771. PMID 16598694. S2CID 18197810.
  164. ^ "Bcipep: a database of B-cell epitopes". BMC Genomics. 6: 79. 2005. doi:10.1186/1471-2164-6-79. PMC 1173103. PMID 15921533.
  165. ^ "Immunoinformatics and the prediction of immunogenicity". Applied Bioinformatics. 1 (4): 167–76. 2002. PMID 15130835.
  166. ^ "From hepatitis C virus immunoproteomics to rheumatology via cross-reactivity in one table". Current Opinion in Rheumatology. 31 (5): 488–492. سبتمبر 2019. doi:10.1097/BOR.0000000000000606. PMID 31356379. S2CID 198982175.
  167. أ ب "Origin and evolution of the adaptive immune system: genetic events and selective pressures". Nature Reviews. Genetics. 11 (1): 47–59. يناير 2010. doi:10.1038/nrg2703. PMC 3805090. PMID 19997068.
  168. ^ "Biology of DNA restriction". Microbiological Reviews. 57 (2): 434–50. يونيو 1993. doi:10.1128/MMBR.57.2.434-450.1993. PMC 372918. PMID 8336674.
  169. ^ "CRISPR provides acquired resistance against viruses in prokaryotes". Science. 315 (5819): 1709–12. مارس 2007. Bibcode:2007Sci...315.1709B. doi:10.1126/science.1138140. hdl:20.500.11794/38902. PMID 17379808. S2CID 3888761.
  170. ^ "Small CRISPR RNAs guide antiviral defense in prokaryotes". Science. 321 (5891): 960–64. أغسطس 2008. Bibcode:2008Sci...321..960B. doi:10.1126/science.1159689. PMC 5898235. PMID 18703739.
  171. ^ "CRISPR-Cas: biology, mechanisms and relevance". Philosophical Transactions of the Royal Society of London. Series B, Biological Sciences. 371 (1707): 20150496. نوفمبر 2016. doi:10.1098/rstb.2015.0496. PMC 5052741. PMID 27672148.
  172. ^ "Evolution of RNA- and DNA-guided antivirus defense systems in prokaryotes and eukaryotes: common ancestry vs convergence". Biology Direct. 12 (1): 5. فبراير 2017. doi:10.1186/s13062-017-0177-2. PMC 5303251. PMID 28187792.
  173. ^ "Origins and evolutionary relationships between the innate and adaptive arms of immune systems". Integr. Comp. Biol. 43 (2): 293–99. 2003. doi:10.1093/icb/43.2.293. PMID 21680436.
  174. ^ "Inhibition of viruses by RNA interference". Virus Genes. 32 (3): 299–306. يونيو 2006. doi:10.1007/s11262-005-6914-0. PMC 7088519. PMID 16732482.
  175. أ ب immunity.pdf "Innate Immunity – Lecture 4: Plant immune responses" (PDF). Stanford University Department of Microbiology and Immunology. مؤرشف من immunity.pdf الأصل (PDF) في 2023-01-16. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-01. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة) وتحقق من قيمة |مسار= (مساعدة)صيانة CS1: ref duplicates default (link)
  176. ^ "The plant immune system". Nature. 444 (7117): 323–29. نوفمبر 2006. Bibcode:2006Natur.444..323J. doi:10.1038/nature05286. PMID 17108957.
  177. ^ "RNA silencing in plants". Nature. 431 (7006): 356–63. سبتمبر 2004. Bibcode:2004Natur.431..356B. doi:10.1038/nature02874. PMID 15372043. S2CID 4421274.
  178. ^ "Diversity and function of adaptive immune receptors in a jawless vertebrate". Science. 310 (5756): 1970–73. ديسمبر 2005. Bibcode:2005Sci...310.1970A. doi:10.1126/science.1119420. PMID 16373579.
  179. أ ب "Anti-immunology: evasion of the host immune system by bacterial and viral pathogens". Cell. 124 (4): 767–82. فبراير 2006. doi:10.1016/j.cell.2006.01.034. PMID 16497587. S2CID 15418509.
  180. ^ "Type II secretion: a protein secretion system for all seasons". Trends in Microbiology. 13 (12): 581–88. ديسمبر 2005. doi:10.1016/j.tim.2005.09.005. PMID 16216510.
  181. ^ "Type III secretion systems and pathogenicity islands". Journal of Medical Microbiology. 50 (2): 116–26. فبراير 2001. doi:10.1099/0022-1317-50-2-116. PMID 11211218.
  182. ^ "Common themes in microbial pathogenicity revisited". Microbiology and Molecular Biology Reviews. 61 (2): 136–69. يونيو 1997. doi:10.1128/mmbr.61.2.136-169.1997. PMC 232605. PMID 9184008.
  183. ^ "Airway biofilms: implications for pathogenesis and therapy of respiratory tract infections". Treatments in Respiratory Medicine. 4 (4): 241–53. 2005. doi:10.2165/00151829-200504040-00003. PMID 16086598. S2CID 31788349.
  184. ^ "Immunoglobulin-binding domains: Protein L from Peptostreptococcus magnus" (PDF). Biochemical Society Transactions. 31 (Pt 3): 716–18. يونيو 2003. doi:10.1042/BST0310716. PMID 12773190. S2CID 10322322. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-03-02.
  185. ^ "Antibody vs. HIV in a clash of evolutionary titans". Proceedings of the National Academy of Sciences of the United States of America. 102 (42): 14943–48. أكتوبر 2005. Bibcode:2005PNAS..10214943B. doi:10.1073/pnas.0505126102. PMC 1257708. PMID 16219699.
  186. ^ "Switching trypanosome coats: what's in the wardrobe?". Trends in Genetics. 22 (11): 614–20. نوفمبر 2006. doi:10.1016/j.tig.2006.08.003. PMID 16908087.
  187. ^ "Plunder and stowaways: incorporation of cellular proteins by enveloped viruses". Journal of Virology. 79 (11): 6577–87. يونيو 2005. doi:10.1128/JVI.79.11.6577-6587.2005. PMC 1112128. PMID 15890896.
  188. أ ب "The Nobel Prize in Physiology or Medicine 1908". The Nobel Prize. مؤرشف من الأصل في 2023-03-07. اطلع عليه بتاريخ 2007-01-08.
  189. ^ Retief FP، Cilliers L (يناير 1998). "The epidemic of Athens, 430–426 BC". South African Medical Journal = Suid-Afrikaanse Tydskrif vir Geneeskunde. 88 (1): 50–53. PMID 9539938.
  190. ^ Ostoya P (1954). "Maupertuis et la biologie". Revue d'histoire des sciences et de leurs applications. 7 (1): 60–78. doi:10.3406/rhs.1954.3379.
  191. ^ Silverstein 1989، صفحة 6.
  192. ^ Silverstein 1989، صفحة 7.
  193. ^ Plotkin SA (أبريل 2005). "Vaccines: past, present and future". Nature Medicine. 11 (4 Suppl): S5–11. doi:10.1038/nm1209. PMC 7095920. PMID 15812490.
  194. ^ The Nobel Prize in Physiology or Medicine 1905 نسخة محفوظة 10 December 2006 على موقع واي باك مشين. Nobelprize.org Retrieved on 8 January 2009.
  195. ^ Major Walter Reed, Medical Corps, U.S. Army Walter Reed Army Medical Center. Retrieved on 8 January 2007.
  196. ^ Metchnikoff E (1905). Immunity in Infective Diseases (Full Text Version: Internet Archive). ترجمة: Binnie FG. Cambridge University Press. LCCN 68025143. history of humoral immunity.
  197. ^ "Niels K. Jerne". The Nobel Prize. مؤرشف من الأصل في 2023-03-08. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-27.
  198. ^ Yewdell J (4 أكتوبر 2003). "He put the Id in Idiotype". EMBO Reports (Book review). 4 (10): 931. doi:10.1038/sj.embor.embor951. PMC 1326409.