مستخدم:ناصح 1000/ملعب12 صيحة
جزء من سلسلة مقالات حول |
الإسلام |
---|
بوابة الإسلام |
الصيحة من الألفاظ التي وردت في القرآن الكريم ،وتمثل _غالباً_ بداية أحداث عظيمة عند المسلمين ، فمنها الصيحة التي أهلك الله تعالى بها قوم ( ثمود) لمَّا كذّبوا صالحًا ، وعقروا الناقة، بصيحة عظيمة من السماء في قوله تعالى :﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وٰحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ ﴾ ، قال ابن كثير[1] : فبادوا عن آخرهم لم تبق منهم باقية ، وخمدوا وهمدوا كما يهمد يبيس الزرع والنبات . قاله غير واحد من المفسرين . والمحتظر - قال السدي - : هو المرعى بالصحراء حين يبس وتحرق ونسفته الريح . والمعنى الثاني الذي جاءت به الصيحة من الأحداث العظام التي كشف عنها القرآن :النفخة (أو الصيحة)الأولى والثاني في الصور عند بداية يوم القيامة كما قال تعالى ﴿إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون﴾ ، وكذلك قوله تعالى ﴿ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون﴾ ،وفيها يموت الخلائق...وأما الصيحة الثانية فهي التي يُبعث عندها الخلائق والتي قال الله تعالى عنها:﴿إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون ﴾ و ﴿يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج﴾( )[2].
من هم الأقوام الذين أهلكوا بالصيحة؟
عدلجاء في القرآن أن الصيحة نزلت كعقاب لأقوام خالفوا أمر ربهم وعصوا رسلهم ومنهم : قوم ثمود (نبيهم صالح)، وأهل مدين (نبيهم شعيب) ، وأصحاب القرية (ثلاثة من المرسلين لم تحدد أسماؤهم في القرآن).فأماثمود فقوله تعالى : ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وٰحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ ﴾ ، وأما مدين وهو قوم نبي الله شعيب فقال الله تعالى فيهم:﴿وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ﴾.وكذلك أصابت الصيحة أصحاب القرية ، التي أرسل اللّه لهم ثلاثةً من رسله ، فكذّبوهم ، فحذّرهم رجل صالح منهم عاقبة فعلهم ونصحهم باتباع هديهم ، فردّوا نصيحته وقتلوه ،وقال السدي وقتادة [3] : ( كانوا يرجمونه بالحجارة وهو يقول : اللهم اهد قومي ، اللّهم اهد قومي ، حتَّى قتلوه) فأهلكهم الله بصيحة واحدة ، لم تبق منهم أحداً. (إن كانت الا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإذَا هُمْ خَامِدُونَ) ؛ خامدين أي ميتين [4][5]. والخمود الهمود كخمود النار إذا طفئت فشبّه خمود الحياة بخمود النار .
صيحة البعث من القبور
عدلومن الأحداث العظيمة التي تبدأ بالصيحة البعث من القبور ،إذ يعتقد المسلمون أن الله تعالى سيبعث من في القبور ، وأن هناك صيحة يسمعها من في القبور فيبعثون على إثرها من قبورهم ،وهذا ما جاء في القرآن في قوله تعالى : ﴿ واستمع يوم ينادي المنادي من مكان قريب ( 41 ) يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج﴾ ، قال الطبري : يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد : واستمع يا محمد صيحة يوم القيامة ، يوم ينادي بها منادينا من موضع قريب ، عن ابن عباس قال : هي الصيحة ، وذكر أنه ينادي بها من صخرة بيت المقدس .. وقوله ( يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج) ؛أي يوم يسمع الخلائق صيحة البعث من القبور بالحق ، يعني بالأمر بالإجابة لله إلى موقف الحساب . وقوله ( ذلك يوم الخروج ) يقول - تعالى ذكره - . يوم خروج أهل القبور من قبورهم . [6]
عدد الصيحات يوم القيامة
عدلهناك صيحتان يوم القيامة كما يعتقد المسلمون، ورد تسميتهما بالنفختين في القرآن ،إحداهما يموت فيها جميع البشر ، والآخرى لبعثهم مرة أخرى ، وهي المذكورة في قوله تعالى: { ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } وبسماع النفخة الأولى (الصيحة) يموت كل من في السموات والأرض إلا من شاء الله أن يبقيه .و تأتي هذه الصيحة فجأة وفي غفلة من الناس وانشغالهم بأمور دنياهم ، كما قال تعالى : ﴿ ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون (49) فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون﴾ ، روى الطبري في تفسيره عن عبد الله بن عمرو قال : لينفخن في الصور ، والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم ، حتى إن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان ، فما يرسله أحدهما من يده حتى ينفخ في الصور ، وحتى إن الرجل ليغدو من بيته فلا يرجع حتى ينفخ في الصور ، وهي التي قال الله ﴿ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية﴾ ، وعن قتادة ( ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ) وذكر لنا أن النبي كان يقول : " تهيج الساعة بالناس والرجل يسقي ماشيته ، والرجل يصلح حوضه ، والرجل يقيم سلعته في سوقه والرجل يخفض ميزانه ويرفعه ، وتهيج بهم وهم كذلك ، فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون " .[7]
الفترة بين الصيحتين (أو النفختين)
عدلالفترة الزمنية الفاصلة بين النفختين ، جاء فيها حديث عن أبي هريرة ،أن النبي قال : ( بين النفختين أربعون ، قالوا : يا أبا هريرة أربعون يوما ، قال : أبيت ، قال : أربعون سنة ، قال : أبيت ، قال : أربعون شهرا ، قال : أبيت ،.. ).[8] قال النووي : (أبيت) معناه : أبيتُ أن أجزم أن المراد أربعون يوماً ، أو سنةً ، أو شهراً ، بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة ، وقد جاءت مفسرة من رواية غيره في غير مسلم أربعون سنة .[9]
آيات ورد فيها الصيحة
عدل- ﴿وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ ﴾﴿٦٧ هود﴾
- ﴿وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾ ﴿٩٤ هود﴾
- ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ﴾ ﴿٧٣ الحجر﴾
- ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ ﴾ ﴿٨٣ الحجر﴾
- ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ﴾﴿٤١ المؤمنون﴾
- ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ ﴾ ﴿٤٠ العنكبوت﴾
- ﴿يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ﴾﴿٤٢ ق﴾
- ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾ ﴿٢٩ يس﴾
- ﴿مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ﴾ ﴿٤٩ يس﴾
- ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾﴿٥٣يس﴾
- ﴿وَمَا يَنْظُرُ هَٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ﴾ ﴿١٥ ص﴾
- ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ ﴾﴿٣١ القمر﴾
- ﴿يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ﴾﴿٤ المنافقون﴾
مواضيع ذات صلة
عدلالمراجع
عدل- ^ تفسير ابن كثير ، 7 / 481
- ^ أنظر : نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر ، ابن الجوزي،ت : الراضي، مؤسسة الرسالة ،ص 389 - 390
- ^ أنظر : تفسير ابن كثير ، 6 / 571 ،تفسير القرطبي ، 15 / 20
- ^ تفسير الطبري ، 20 / 510 .
- ^ الجامع لأحكام القرآن ، القرطبي، 15 / 16
- ^ تفسير الطبري ، 22 / 382 .
- ^ تفسير الطبري ، 20 / 528.
- ^ رواه البخاري ( 4651 ) ومسلم ( 2955 ) .
- ^ شرح مسلم ، النووي ، ( 18 / 92 ) .
تصنيف:مصطلحات إسلامية تصنيف:البعث بعد الموت تصنيف:حياة بعد الموت تصنيف:معتقدات إسلامية تصنيف:يوم القيامة