أرقام عربية

الرموز من 0 إلى 9

هذه نسخة قديمة من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عنقر (نقاش | مساهمات) في 09:14، 23 سبتمبر 2023 (لا تستعد التعديلات إلا وتذكر سببك.). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة، وقد تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الحالية.


الأرقام العربية هي تلك الأرقام المرسومة هكذا (٠، ١، ٢، ٣، ٤، ٥، ٦، ٧، ٨، ٩)، وقد استخدمتها العرب في كتاباتها وحساباتها، فترى آيات القرآن وصفحاته ترقَّم بها، وترى المطابع قديمًا ترسمها في ما طبعت، وقد شاع بين الناس تسميتها أرقامًا مشرقيةً أو عربيةً مشرقيةً، وذلك لأنهم يظنون أنهم يبيِّنون الفرق بينها وبين أرقام الغبار (التي هي بدورها سموها أرقامًا عربيةً أو عربيةً مغربيةً تبعًا للغرب)، وأرقام الغبار هي (0، 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9)، والعرب لم تسمِّها أرقامًا عربيةً إلا حديثًا، وأفتى الكثير من العلماء بوجوب استخدام الأرقام العربية المشرقية وعدم استبدالها أرقامًا مغربيةً (وبعضهم يسميها أرقامًا أوروبيةً)[1][2][3][4][5][6]

تاريخ الأرقام العربية

حساب الجُمَّل

عرف العرب الترقيم قبل أن يعرفوا أشكال الأرقام المعروفة الآن، وكانوا في ترقيمهم يستخدمون الحروف، وكانوا يسمون هذا النظام حساب الجُمَّل، واختلف عرب المشرق وعرب المغرب في قيمة كلِّ حرف، وهي عند أهل المشرق هكذا: «أَبْجَد هَوَّز حُطِّي كَلَمُنْ سَعْفَص قَرَشَتْ ثَخَذْ ضَظَعْ»، ومعناها كالتالي:

الحرف أ ب ج د ه‍ و ز ح ط
قيمته ١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨ ٩
الحرف ي ك ل م ن س ع ف ص
قيمته ١٠ ٢٠ ٣٠ ٤٠ ٥٠ ٦٠ ٧٠ ٨٠ ٩٠
الحرف ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ
قيمته ١٠٠ ٢٠٠ ٣٠٠ ٤٠٠ ٥٠٠ ٦٠٠ ٧٠٠ ٨٠٠ ٩٠٠
الحرف غ
قيمته ١٠٠٠

وعند أهل المغرب هي: «أَبْجَد هَوَّز حُطِّي كَلَمُنْ صَعْفض قَرَسَتْ ثَخَذْ ظَغش»، ومعناها كالتالي:

الحرف أ ب ج د ه‍ و ز ح ط
قيمته ١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨ ٩
الحرف ي ك ل م ن ص ع ف ض
قيمته ١٠ ٢٠ ٣٠ ٤٠ ٥٠ ٦٠ ٧٠ ٨٠ ٩٠
الحرف ق ر س ت ث خ ذ ظ غ
قيمته ١٠٠ ٢٠٠ ٣٠٠ ٤٠٠ ٥٠٠ ٦٠٠ ٧٠٠ ٨٠٠ ٩٠٠
الحرف ش
قيمته ١٠٠٠

ولاحظ أنهم في كلا الترتيبين لم يعرفوا الصفر، وبقي العرب يستعملون هذا الترقيم حتى عرفوا صور الأرقام التي نعرفها الآن.[6]

الأرقام العربية (وتسمى عربيةً مشرقيةً وهنديةً)

إن أغلب الظن يدلُّ على أن نظام العدِّ العشريِّ بابليُّ الأصل أو عرفته العرب من غير تواصل مع غيرها من الأمم، ولا يُستبعد أن الهنود أخذوه عن البابليين، ولما تواصلت العرب مع الهند وجدوا أنهم يرسمون أعدادهم من صفر إلى تسعة، وكان عندهم أكثر من رسم لها، فأخذ العرب تلك الفكرة، ولم يأخذوها صورةً، فيقول أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني المتوفى سنة ٤٤٠ ه‍ (١٠٤٨ م):

وليس يجرون على حروفهم شيئًا من الحساب كما نجريه على حروفنا في ترتيب الجمل، وكما أن صور الحروف تختلف في بقاعهم كذلك أرقام الحساب وتسمى ‹أنك›، والذي نستعمله مأخوذ من أحسن ما عندهم ولا فائدة في الصور إذا عرف ما وراءها من معاني، وأهل كشمير يرقمون الأوراق بأرقام هي كالنقوش أو كحروف أهل الصين ولا تعرف إلا بالعادة وكثرة المزاولة، ولا تستعمل في الحساب على التراب.[7]

وصارت صور الأرقام عند العرب تختلف عن تلك الهندية، فيذكر الدكتور عدنان الخطيب أن منشأ الأرقام العربية كان صور الحروف العربية، وليس كما يقول البعض أنها قائمة على عدد الزوايا التي تحتويها صورة كلِّ حرف[8]. ويقول أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة محمد السيد الجليند:

وقف العرب على نظام الأعداد والترقيم للأمم المجاورة، واستحسنوا فيها الأرقام الهندية فأخذوا بها وطورها ونظموا أشكالها حيث لم تكن موحدة بالشكل الذي نعرفه الآن، فوحدها العرب وهذبوها وتفرع عنها نوعان من الأرقام عرفت إحداهما بالأرقام الهندسية وهي التي يستعملها أكثر شعوب العالم العربي الآن، كما عرفت الثانية بالأرقام الغبارية أو الأرقام "الفاسية" نسبة إلى فاس بالمغرب واشتهرت هذه الأرقام الأخيرة ببلاد المغرب والأندلس ولا زالت تستعمل بها حتى الآن، وهي التي تعرف في أوربا بالأرقام العربية.[9]

يذكر الركن سالم محمد الحميدة أن الخوارزميَّ أول من ألَّف كتبه بأرقام أصلها هندي، وشهرته وأهمية مؤلفاته هي ما نشرها في المشرق العربي والبلدان الإسلامية الأخرى، إذ أن الدولة العباسية كانت تعمل بها، ويعني ذلك أن الأرقام المستعملة في مشرق العرب والدول الإسلامية في غرب آسيا هي الأشكال الأصلية وليست الغبارية كما يقول البعض.[10]

ولا يصحُّ قول أن استخدام الأرقام المشرقية انحصر في مشرق العرب، بل إن طالعت التاريخ قبل الاستعمار الأوروبي للمغربين الأدنى والأوسط (أي ليبيا وتونس والجزائر) لوجدت أن جُلَّ رسمهم كان رسمًا مشرقيًّا، وكان أغلب الرسم الغباري في بعض مناطق المغرب (أي المملكة المغربية)، وعادت بعض هذه الدول بعد استقلالها لاستخدام الأرقام المشرقية، حتى أن الجزائر صكت عملتها بها، ويقول الدكتور حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة أنه قد عمل في الجزائر، فرأى أن صحفهم ومجلاتهم وكثيرًا من معاملاتهم تكتب بالأرقام المشرقية.[3]

ووجب التنبيه على أن الأرقام العربية اُستخدمت في أغلب كتابات العرب، وأغلب المسلمين قديمًا استخدموها ماضيًا ولا زالوا يستخدمونها حاضرًا، فترى اللغات التركية والفارسية والأردية والمالاوية والسواحلية والأمازيغية والفلانية والهوسا استخدمتها قبل مجيء الاستعمار.[3]

من الكتب التي استخدمت فيها كتاب «رفع الإشكال في مساحة الأشكال» ليعيش بن إبراهيم بن يوسف الأموي الأندلسي المتوفى بعد سنة ٧٧٢ ه‍ (١٣٨٠ م)، وكذلك كتاب «تلخيص المفتاح» لغياث الدين بن مسعود بن محمد الكاشي المتوفى ٨٣٢ ه‍ (١٤٢٩ م).

أرقام الغبار

ويقال لها أيضا أرقام إفرنجية وأوروبية ومغربية[3]، وسميت أرقام غبار لأن بعض الهنود الذين كانوا يكتبون ما شابه أشكال هذه الأرقام كانوا يبسطون غبارًا لطيفًا على لوح، ويرسمون بأصابعهم عليه هذا الشكل من الأرقام، وهي التي انتشر استعمالها في بلاد المغرب والأندلس، وعن طريق الأندلس دخلت صور هذه الأرقام إلى أوروبا، وعرفت لدى الأوروبيين باسم الأرقام العربية،[11] يُذكر أيضًا أن الأرقام الغبارية عربية الأصل، إذ يذكر ابن الحجاج الأوزني البربري المعروف بابن الياسمين:

اعلم أن الرسوم التي وضعت للعدد تسعة أشكال يتركب عليها جميع العدد وهي تسمى أشكال الغبار وهي هذه (ويرسم الأرقام الغبارية) وقد تكون أيضًا هكذا (ويرسم الأرقام المشرقية) ولكن الناس عندنا على الوضع الأول، ولو اصطلحت مع نفسك على تبديلها أو عكسها لجاز، ووجه العمل على حاله لا يتبدل.[12]

يُلاحظ من كلام ابن الياسمين أن الوضع الأول هو ما انتقل إلى أوروبا، وأن كلا الرسمين كانا يسميان أرقام غبار، ولكن إن طالعت في مخطوطة كتابه وجدت رسمه للأرقام الغبارية يختلف عن ذلك السائد في زماننا، فترى الأربعة والخمسة تشذان عنه، وهذا لأن هذه الأرقام انتقلت إلى أوروبا وتطوَّرت لتناسب كتاباتهم هناك.

وكان الخوارزمي قد ذكر نوعين لشكل الأرقام، فذكر الأرقام الغبارية، ولكنها في تختلف عن تلك التي في عصرنا هذا، فقد طرأت عليها تغييرات لتناسب الحرف الأجنبي، أي الحروف اللاتينية، فإن طالعت في رسم الأرقام العربية المشرقية وجدت أغلبها تُرسم يمينًا فيسارًا موافقةً الكتابة العربية، وإن طالعت في أرقام الغبار وجدت أغلبها تُرسم يسارًا فيمينًا مخالفةً العربية.

وصف القلصادي الأندلسي (ت. ٨٩١ ه‍) شكل هذه الأرقام في شرح له على «تلخيص أعمال الحساب» لابن البناء المراكشي، ونقل وصفه لاحقًا حسين بن محمد المحلي الشافعي المصري (ت. ١١٧٠ ه‍) في شرحه على متن السخاوي في علم الحساب. وجاء هذا الوصف على النحو الآتي:

ألِفٌ وَحَاْءٌ ثُمَّ حَجٌّ بَعْدَهُ
عو وبعد العو عين ترسم
هَاءٌ وَبَعْدَ الهَاءِ شكْلٌ ظَاهِرٌ
يَبْدُوْ كَمخطّاف إِذَا هُوَ يُرقم
صِفْرانِ ثَامِنُهَا إذا ما ركبا
والواو تَاسِعُهَا بذلك تُخْتَمُ

انتقالها إلى أوروبا

درس البابا سيلفيستر الثاني في جامعة القرويين وأدخل أرقام الغبار إلى أوروبا، فمن أجل ذلك يطلق عليه أحيانًا بابا الأرقام[13]، وكانت أوروبا حينها تستعمل الأرقام الرومانية التي لا تساعد على إنجاز أبسط العمليات الحسابية. وقد وجد سيلفيستير الثاني صعوبة في إدخال أرقام الغبار إلى أوروبا، فالكتاب، اعتقادًا منهم بتفوق الثقافة الرومانية واليونانية على كل الثقافات، لم يكونوا مستعدين لتقبل أهمية الصفر ولا أرقام الغبار؛ فقد كانوا يعتبرون كل الحضارات الأخرى متخلفة، لذلك قام جيربير (سيلفيستر الثاني) باختراع لوح أباكوس جديد سمي بأباكوس جيربير، وهو لوح مطور عن اللوح أباكوس الروماني وأكثر فاعلية، استعمل فيه أرقام الغبار دون الصفر، لذلك تجد الصفر غير ظاهر في مخطوطات القرن العاشر والحادي عشر الميلادي.[14]

أقدم مخطوطة أوربية مؤرخة تحتوي على أرقام الغبار هي مخطوطة (فجيليانس). وقد كُتِبت في الأندلس في شرق إسبانيا في سنة ٩٧٥ م. وهي محفوظة اليوم في مكتبة مدريد. ولا تحوي الصفر (0).

الفرق بين العدد والرقم

 
دور الأرقام العربية في النهضة الإنسانية

الأرقام ليست أعدادًا وإنما هي أشكال تكتب بها رموز الأعداد، وإذا كانت الأعداد ليس لها آخر فإن الأرقام عددها عشرة، والأرقام العربية المشرقية اسم يطلق على سلسلة الأرقام المستخدمة في بلاد العرب، والأرقام الغبارية تسمى في المخطوطات الغربية أرقامًا عربيةً، وقد تقدَّم ذكر الرسمين، ورمز العدد اثنان يتكون من رقم واحد من الأرقام العربية المشرقية وهو ٢، ورمز العدد خمسة وعشرون يتكون من رقمين من الأرقام العربية المشرقية هما الرقمان ٥ و ٢، ونقول: العدد ٢٥ ولا نقول: الرقم ٢٥.

أنواع الأرقام

 
الصفحة [ظ١٣٢] من كتاب عمدة الطلاب في علم الحساب، لإبراهيم بن محمد قباقبي (حيث تظهر الأرقام العربية (وهو سماها هنديةً)، والأرقام الغبارية.

تجد أدناه أنواع الأرقام المستخدمة عند العرب وغيرهم، وقد تقدَّم ذكر الأرقام العربية المشرقية وأرقام الغبار.

العربية المشرقية ٠ ١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦ ٧ ٨ ٩
الغبارية (العربية المغربية) 0 1 2 3 4 5 6 7 8 9
الفارسية والأردية ۰ ۱ ۲ ۳ ۴ ۵ ۶ ۷ ۸ ۹
الهندية (الهند الحالية)
البنغالية
التاميلية  
الرومانية (الأوروبية) I II III IV V VI VII VIII IX

صور الأرقام العربية في المخطوطات

انظر أيضًا

المراجع

  1. ^ "مجمع اللغة العربية يوصي باستخدام الأرقام "المشرقية" في المناهج". albosala.com. 20 فبراير 2020. مؤرشف من الأصل في 2021-01-18. اطلع عليه بتاريخ 2023-04-25.
  2. ^ محمد بن سالم المعشني (٢٠٠٤). إماطة اللثام عن أصول الأرقام (ط. ١). سلطنة عمان. ص. ٥٧.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  3. ^ ا ب ج د أحمد بن سعود السيابي (٢٠٢١). الأرقام الحسابية بين الهند والعرب (ط. ١). مؤسسة الرؤية للصحافة والنشر.
  4. ^ محمد صالح المنجد (٢٠٠٩). كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب. جمَّعته المكتبة الشاملة من موقع الإسلام سؤال وجواب. ص. ١٠٧٧.
  5. ^ محمد بن عبد العزيز بن عبد الله المسند. فتاوى إسلامية. دار الوطن للنشر. ص. ٥٢٨.
  6. ^ ا ب قاسم علي سعد (٢٠٠٢). الأرقام العربية تاريخها وأصالتها وما استعمله المحدثون وغيرهم منها (ط. ١). دبي، الإمارات العربية المتحدة: دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث. ص. ٣١–٣٨.
  7. ^ أحمد مطلوب (١٩٨٣). الأرقام العربية (ط. ٢). مؤسسة الرسالة. مؤرشف من الأصل في 2015-03-23.
  8. ^ عدنان الخطيب (١٩٧٥). الأرقام العربية. http://arabacademy.gov.sy/ar/page17133/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF_51_-_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A1_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A: مجمع اللغة العربية بدمشق. ج. ٥١. {{استشهاد بكتاب}}: روابط خارجية في |مكان= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: مكان (link)
  9. ^ أ. د. محمد السيد الجليند. كتاب الاستشراق والتبشير. دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع. ص. ٦٧.
  10. ^ مدقق.، ترجمة Hunke, Sigrid, 1913- Allahs sonne uber dem Abendland Unser Arabisches erbe علي، فؤاد حسنين، مترجم معلق محقق. أبو قاسم، معتز حسن،. شمس العرب تسطع على الغرب : فضل العرب على أوروبا. ISBN:978-65-89090-80-9. OCLC:1103821021.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  11. ^ عبد الرحمن حبنكة الميداني (١٩٩٨). الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم. دار القلم. ص. ٥٥٧.
  12. ^ م، ابن الياسمين, 601 هـ / 1204. تلقيح الأفكار في العمل برسوم الغبار. [s.n.] OCLC:929513107.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  13. ^ (بالفرنسية) بابا الأرقام نسخة محفوظة 25 يوليو 2008 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ (بالفرنسية) أباكوس نسخة محفوظة 6 نوفمبر 2012 على موقع واي باك مشين.


وصلات خارجية