نشبت حرب العراق بمحافظة الأنبار، والتي تُعرف كذلك باسم حملة الأنبار، بين كل من جيش الولايات المتحدة الأمريكية وقوات الحكومة العراقية بالإضافة إلى الجماعات السنية المسلحة بمحافظة الأنبار، غرب العراق. استمرت حرب العراق منذ عام 2003 وحتى عام 2011، بينما وقعت معظم أحداث القتال وأعمال مكافحة التمرد بمحافظة الأنبار بين أبريل/نيسان 2004 و سبتمبر/أيلول 2007. على الرغم أن القتال أظهر في بادئ الأمر حرب المدن الكثيفة بين الجماعات المسلحة وقوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، في المقام الأول، وجهت الجماعات المسلحة تركيزها في السنوات اللاحقة إلى التربص بقوات الأمن الأمريكية والعراقية من خلال استخدام العبوات الناسفة (IEDs). كما ارتكب كلا الطرفان عدة انتهاكات لحقوق الإنسان؛ مما أسفر عن مقتل فيما يقرب من 9,000 عراقي و1,335 أمريكي في تلك الحملة، لقى العديد منهم حتفهم في المثلث السني حول مدينتي الفلوجة والرمادي[1].

شهدت الأنبار (المحافظة الوحيدة التي تقع تحت سلطة الجماعات السنية بالعراق) مناوشات طفيفة في بداية الغزو. وفي أعقاب سقوط بغداد، احتلت الفرقة الجوية رقم 82 لجيش الولايات المتحدة الأمريكية محافظة الأنبار. وقد بدأت أعمال العنف في الثامن والعشرين من أبريل/نيسان 2003، عندما أسقط جنود أمريكيون سبعة عشر عراقيًا بالفلوجة خلال مظاهرة مناهضة للولايات المتحدة. وفي أوائل عام 2004، تخلى الجيش الأمريكي عن الإشراف على محافظة الأنبار إلى قوات المارينز. ثم شاهدت المحافظة بحلول شهر أبريل/نيسان 2004 ثورة واسعة النطاق. كما شاهدت كل من الفلوجة والرمادي بنهاية عام 2004 أحداث قتال وحشي، تضمنت معركة الفلوجة الثانية. ثم زادت أعمال العنف حدةً خلال عامي 2005 و2006، حيث ناضل كلا الطرفان لتأمين الوادي الغربي لنهر الفرات. خلال هذه الفترة، أصبح تنظيم القاعدة بالعراق أهم جماعة سنية مسلحة بالأنبار، محولة الرمادي (العاصمة الإقليمية) إلى معقل خاص بالقاعدة. وفي أواخر عام 2006، أصدرت قوات المارينز تقريرًا للمخابرات، تعلن فيه عن احتمالية فقدان السيطرة على المحافظة ما لم يُدعموا بقوات إضافية كبيرة.

وفي أغسطس/آب 2006، ثارت عدة قبائل تقع بالقرب من الرمادي بقيادة الشيخ عبد الستار أبو ريشة ضد تنظيم القاعدة بالعراق. أدت هذه القبائل إلى صحوة الأنبار كما ساهمت في قلب دفة الأمور ضد المسلحين. في أوائل عام 2007، استعادت القواى القبلية الأمريكية والعراقية السيطرة على الرمادي، بجانب مدن أخرى مثل: هيت وحديثة والرطبة. في يونيو/حزيران 2007، وجهت الولايات المتحدة اهتمامها إلى شرق محافظة الأنبار، كما قامت بتأمين مدينتي الفلوجة والكرمة.

بحلول شهر سبتمبر/أيلول 2007، كان قد انتهى القتال تقريبًا، ومع ذلك واصلت الولايات المتحدة دورها الاستشاري وإحلالها للاستقرار حتى ديسمبر/كانون الأول 2011. احتفالًا بالنصر، توجه الرئيس جورج دبليو بوش إلى الأنبار في سبتمبر/أيلول 2007، ليهنئ الشيخ عبد الستار وغيره من الشخصيات القبيلة البارزة. وبعد أيام قامت قوات تنظيم القاعدة بإغتيال الشيخ عبد الستار. وانتقلت السلطة السياسية إلى العراق في سبتمبر/أيلول 2008، والسلطة العسكرية في يونيو/حزيران 2009، بعدما انسحبت القوات القتالية الأمريكية من المدن. وقد حل الجيش الأمريكي محل قوات المارينز في يناير/كانون الثاني 2010. ثم سحب الجيش وحداته القتالية بحلول شهر أغسطس 2010، ولم يترك سوى الوحدات الاستشارية ووحدات الدعم.و في السابع من ديسمبر/كانون الأول 2011، خلت الأنبار تمامًا من أية قوات أمريكية.

نظرة عامة عدل

انظر أيضًا: محافظة الأنبار

 
خريطة محافظة الأنبار عام 2004، موضحة التقسيمات الفرعية التي قام بها الجيش الأمريكي

تعد الأنبار أكبر محافظة عراقية من ناحية المساحة تقع أقصى غرب البلاد. تتألف من 32% من مجموع كتلة الأرض في العراق؛ أي حوالي 53,208 ميل2 (137,810 كم2)، تماثل غالبًا مساحة ولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية، وتكبر قليلًا مساحةً اليونان. وتحدها المملكة العربية السعودية والأردن وسوريا. ويعد كل من نهر الفرات وبحيرة الحبانية وكذلك بحيرة القادسية الاصطناعية من أهم المعالم الجغرافية بمحافظة الأنبار. خارج حدود نهر الفرات، تغطي الصحراء أغلب المنطقة، حيث تمثل الجزء الشرقي من بادية الشام. أما عن درجات الحرارة بها، فتترواح درجات الحرارة بمحافظة الأنبار بين أعلى مستويات لها، أي 115 °F (46 °C) في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب إلى أقل من 50 °F (10 °C) في شهر نوفمبر/تشرين الثاني وحتى شهر مارس/آذار. تفتقر المحافظة إلى الموارد الطبيعية الهامة، فكثير من السكان ينتفعون من نظام الرعاية لحكومة التيار البعثي، بتمويل من عائدات النفط الواردة من مناطق أخرى بالعراق.[2]

حسب تقديرات سلطة الائتلاف المؤقتة، أقام فيما يقرب من مليون ومئتي ألف مواطن عراقي بالأنبار عام 2003؛ أي أكثر من ثلثي عدد السكان في مدينتي الفلوجة والرمادي.[3] تعد الأنبار المحافظة الوحيدة بالعراق التي تفتقر إلى عدد كبير من الشيعة والأكراد، حيث يمثل أهل السنة 95 % من سكان المحافظة، فضلًا عن العديد من أفراد قبيلة الدُليم. يقيم 95 % من سكان محافظة الأنبار على بعد خمسة أميال (8.0 كم) من نهر الفرات. عُرفت مدينة الفلوجة أثناء الغزو بأنها منطقة محاصرة، معادية دينيًا للغرباء، بينما ظلت الرمادي (العاصمة الإقليمية) أكثر علمانية. بعيدًا عن المدن، شغل النظام القبلي القديم الذي يديره الشيوخ نفوذًا كبيرًا.[4]

في هذا الوقت، اتجهت الأنبار تحديدًا إلى حالة من التمرد؛ حيث يقطن غالبية الأنبار أهل السنة، وهم جماعة تمثل أقلية دينية فقدت السلطة والنفوذ في العراق بعد حكم صدام حسين. ضمت الفلوجة ما يُقدر بأربعين ألف من العملاء السريين لتيار البعث ومسئولي الاستخبارات وكذلك الضباط الجيش.[5] وأكد الصحفي توم ريكس، أن الغزو لم ير صراعًا بين العديد من الأطراف (مما يسمح لهم بالإدعاء بأنهم لم يتعرضوا للهزيمة)، "وأن الأمر ما زال يتطلب شد وجذب بين جميع الأطراف".[6] أثناء حكم صدام حسين للعراق، تأدية الخدمة العسكرية كانت أمرًا إجباريًا، كما احتوت منطقة العامرية جزءًا ضخمًا من صناعة الأسلحة في العراق في ذاك الوقت.[7][8] إثر سقوط حكم صدام حسين، قامت الجماعات المسلحة وغيرها بنهب العديد من مراكز الذخيرة المعروفة بالعراق، والتي بلغ عددها ستة وتسعين مركزًا، بالإضافة إلى العديد من مستودعات ومخزونات الأسلحة المحلية. اُستخدَمت هذه الأسلحة لتدعيم الجماعات المسلحة بالأنبار وغيرها من المناطق.[7] كذلك شكلَّ قلة من السنيين في بداية الأمر جماعات مسلحة، إلا أن العديد من السنيين قاموا أما بتدعيم تلك القلة أو التغاضي عن أفعالها.[9] قام بعض المتعاطفين مع الأمر من البعثيين والمسئولين السابقين بحكم صدام في المنفى بإمداد الجماعات المسلحة بالمال والملاذ والمقاتلين الأجانب. أما فيما يتعلق بأبو مصعب الزرقاوي، من سيتولى قيادة تنظيم القاعدة بالعراق لاحقًا، فقد أمضى فترة من عام 2002 بوسط العراق، بما في ذلك محافظة الأنبار يقيم الاستعدادات للمقاومة.[10]. ثم في غضون عدة شهور من الغزو، أصبحت الأنبار معقلًا للمقاتلين في وجه الاحتلال.[11]

2003 عدل

الغزو عدل

المقال الرئيسي غزو العراق عام 2003

شهدت الأنبار مناوشات طفيفة نسيبًا خلال المرحلة الأولى من غزو العراق، حيث شنت الولايات المتحدة هجومًا رئيسيًا عبر المناطق الشيعية بجنوب شرق العراق، من الكويت وحتى مدينة بغداد. في عام 2002، كُلفَت فرقة مشاة بتأمين محافظة الأنبار خلال الغزو. ومع ذلك، قررت وزارة الدفاع الأمريكية في أوائل عام 2003 أن تتعامل مع محافظة الأنبار بيد من حديد.[12] وكانت كل من القوات الخاصة الأمريكية والاسترالية أول من يدخل الأنبار من قوات الائتلاف، والتي استطاعت أن تضع يدها على بعض المواقع الحيوية، مثل قاعدة الأسد الجوية وسد الحديثة، كذلك استطاعت أن تقف إطلاق صواريخ من طراز سكود على إسرائيل.[13] [14] في ظل هذه المناوشات الطفيفة، وقع أهم اشتباك حينما قامت عناصر من الكتيبة الثالثة للجيش الأمريكي وكذلك كتيبة الكوماندوز رقم 75 بالاستيلاء على سد حديثة في الحادي والثلاثين من مارس/آذار 2003. بعدما أحاطتهم قوة عراقية فاقت حجمهم، اضطر الكوماندوز إلى رفع الحصار عن السد بعد ثمانية أيام من الاحتلال. ولكن أثناء الحصار، دمر الكوماندوز تسعة وعشرين دبابةً عراقية، كما أسقطوا فيما يترواح بين 300-400 جندي عراقي. من ثم مُنح أربعة من الكوماندوز وسام النجمة الفضية، كمكافأة لهم على هذا العمل.[15] [16]. علاوة على ذلك، لقى أربعة أخرون مصرعهم في نقطة تفتيش تابعة لهم قرب مدينة الحديثة إثر تفجير انتحاري.[17]

وفي نهاية الغزو، بقى كل من القوات الموالية لصدام بالأنبار- من حزب البعث والحرس الجمهوري وفدائيو صدام وجهاز المخابرات العراقي- على حالها، غير متضررة،[18] حيث وجد صدام لنفسه مخبأً بالرمادي وهيت في أوائل أبريل/نيسان،[19] بينما استطاع أخرون من القوات الموالية لصدام أن تغادر الأنبار متجهة إلى سوريا ببعض الأموال والأسلحة، حيثما أقاموا مقرًا جديدًا لهم. وقد شكل وجود القوات الموالية لصدام في الأنبار وسوريا تربة خصبة لبداية ظهور حركة التمرد. وعلى نقيض عمليات النهب التي شهدتها بغداد وغيرها من المدن العراقية، لم يُمَس إلى حد كبير مقر حزب البعث وغيره من منازل كبار الزعماء السنة.[20] كذلك أعلن اللواء محمد جراوي، قائد سلاح المشاة بالأنبار، استسلامه رسميًا إلى عناصر من الفرقة الثالثة مشاة بالرمادي، وذلك في الخامس عشر من أبريل/نيسان 2003.[21]

بداية العمليات المسلحة عدل

المقالتين الرئيستين عمليات القتل بمدينة الفلوجة في أبريل/نيسان 2003 (Fallujah killings of April 2003) و القرار رقم 2 لسطلة الائتلاف المؤقتة (Coalition Provisional Authority Order Number 2)

وبعد فترة قصيرة من سقوط بغداد، قام الجيش الأمريكي بتسليم المحافظة إلى كتبية واحدة، ألا وهي الكتيبة الثالثة من سلاح الفرسان المدرعة (ACR). تلك القوة التي لم تمتلك سوى عدة آلاف جندي، كان لديها أمل ضعيف في السيطرة على الأنبار على نحو فعال.[22]

يرجع السبب الرئيسي لنشوب أعمال العنف بمنطقة الفالوجة إلى "المذبحة" التي شهدتها هذه المدينة، كما أطلق عليها الكثير من العراقيين والصحفيين الأجانب[23][24] فشهد مساء الثامن والعشرين من أبريل/نيسان 2003، والموافق ذكرى مولد صدام حسين، حشدًا يقرب من مئة فرد، يضمون رجالًا ونساءًا وأطفالًا، نظموا احتجاجات مناهضة للولايات الأمريكية خارج المراكز العسكرية بالفلوجة. أنكر المواطنون العراقيون تسلحهم،[25] بينما صرح الجيش أن بعض الأفراد قامت بإطلاق بعض الأعيرة النارية من أسلحة كلاشنكوف إيه كيه-47. كما أطلق بعض الجنود، الذين يحرسون واحدًا من المراكز العسكرية، النيران على هذا الحشد، مما أدى إلى مقتل أكثر من أثنى عشر فردًا، وإصابة العشرات غيرهم.[26] ولم يعتذر الجيش عن أعمال القتل تلك وكذلك لم يقدم أي تعويضات.[27] في الأسابيع اللاحقة، نبه محافظ المدينة -الموالي للولايات المتحدة- الأمريكان إلى ضرورة رحيلهم.[28]

في السادس عشر من مايو/آيار 2003، أصدرت سلطة الائتلاف المؤقتة قرار رقم 1 بحل حزب البعث، وبدأت عملية استبعاد البعثيين، والتي تُعرف باسم "اجتثاث حزب البعث". وكذلك أصدرت في الثالث والعشرين من مايو/آيار 2003، قرار رقم 2، بحل الجيش العراقي وغيره من الأجهزة الأمنية. ويعد كلا القراران بمثابة معاداة للجماعات السنية بالأنبار؛[29] حيث أن الكثير من الجماعات السنية تفتخر بالجيش العراقي، لذلك رأت قرار حله فعلًا مهينًا للشعب العراقي بأكمله.[30] وقد خلفت هذه القرارات بحل الحزب والجيش المئات من سكان الأنبار عاطلين عن العمل، حيث كان يعمل الكثير منهم بتلك المؤسستين.[31] و بعد ثلاثة أيام من القرار رقم 2 لسلطة الائتلاف المؤقتة، أي في السادس والعشرين من مايو/آيار، تعرض موكب الرائد ماثيو شرام لهجوم بالقذائف الصاروخية (RPG) قرب حديثة ، أسفر عن وفاته، ويعد الرائد شرام أول أمريكي يُقتل منذ بداية غزو الأنبار.[32][33]

من يونيو/حزيران حتى أكتوبر/تشرين الأول 2003 عدل

ما قمنا به على مر الشهور الستة الماضية في الأنبار لم يسفر إلا عن عدم الاستقرار.

ـــ الدبلوماسي كيث ماينز بسلطة الائتلاف المؤقتة، نوفمبر/تشرين الثاني 2003.[34]

عقب حل الجيش العراقي، زاد نشاط المسلحين، ولاسيما في مدينة الفلوجة. ففي بداية الأمر، كانت تنتمي جماعات المقاومة المسلحة، أما إلى القوميين السنة الذين يرغبون في استرجاع كل من حزب البعث وحكم صدام حسين، أو إلى المقاتلين المناهضين لصدام.[35] ويعد خميس سرحان المحمد أول قائد بارز للجماعات المسلحة في الأنبار، الرئيس الإقليمي لحزل البعث بمحافظة كربلاء، والذي يحتل المركز رقم 54، في قائمة الولايات المتحدة للعراقين المطلوبين. وفقًا للجيش الأمريكي، كان يتلقى خميس، الذي لايزال هاربًا، كل من التمويل والأوامر من صدام مباشرة.[36][37][38]

وفي يونيو/حزيران، قامت القوات الأمريكية بعملية عقرب الصحراء، المحاولة الأكثر إخفاٌقًا للقضاء على التسلح المتزايد. وإنما أحزر الجنود الأمريكان نجاحًا غير مسبق قرب راوة، عندما أسقطوا أكثر من سبعين مقاتلًا بعد محاصرتهم في الثاني عشر من يونيو/حزيران، كما عثروا على مخبئًا كبيرًا للأسلحة.[39]

واجهت القوات الأمريكية بشكل عام صعوبة في التمييز بين العراقيين المدنيين والمسلحين، زادت الخسائر المدنية التي وقعت خلال عملية المسح، من دعم الجماعات المسلحة.[40] وفي الخامس من يوليو/تموز، لقى خمسة أشخاص مصرعهم إثر انفجار قنبلة قرب الرمادي، في حفل تخرج دفعة طلاب الشرطة المدربين على أيدي أمريكية.[41] ثم في السادس عشر من يوليو/تموز، اُغتيل محافظ الحديثة، الموالي للحكومة وكذلك ابنه الأصغر.[42][43]

ومع تفاقم أعمال العنف، تعامل الأمريكان مع الموقف بما أطلق عليه الكثير من العراقيين "الاستخدام الأحمق للنيران" و "غارات نصف الليل تُشن على الأبرياء من الرجال".[44] ومن ثم وجهت هيومن رايتس ووتش اتهامًا للجيش الأمريكي باستخدام نمط من "التكتيكات أكثر عدوانية والإطلاق العشوائي للنيران على المناطق السكنية والاعتماد بشكل كبير على القوة المميتة"[45] ذلك إلى جانب استخدام "القوة غير المتكافئة"."[46] على سبيل المثال، في حال قيام مجموعة من المسلحين العراقين بتفجير لغم، يتعامل الجيش الأمريكي مع ذلك بإلقاء قنابل على المنازل التي تحتوي على مخابئ للأسلحة، عندما أطلق المسلحون قذيفة هاون حول مراكز الجيش الأمريكي بالقرب من الفلوجة، رد الأمريكان على الموقف بالمدفعية الثقيلة.[47] شنت القوات الأمريكية بعض الضربات العنيفة على السكان المحليين قرب مدينة القائم، حيث أخذ الجنود الأمريكان يركلون الأبواب ويعاملون المواطنين العراقيين بمنتهى القسوة، ولن يكشف ذلك شيئَا سوى أنهم أشخاص أبرياء.[48] كما شهد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول حادثة قيام بعض الجنود الذين يحرصون نقطة تفتيش قرب الفلوجة بإطلاق عدة قذائف على كل من سيارة شرطة عراقية ومستشفى مجاور، مما أسفر عن مصرع سبعة أشخاص.[49] كذلك كان الجنود الأمريكان يستخدمون القوة في معاملة المعتقليين العراقيين.[50] [51]شهدت المحافظة تناوب مستمر بين الوحدات، مما أدى إحداث الإرباك بين صفوف القوات الأمريكية؛ حيث تناوبت خمس كتائب المهام بالفلوجة خلال خمسة أشهر.[52] تلخيصًا للموقف الأمريكي المبدئي من محافظة الأنبار، صرح كيث ماينز، الدبلوماسي بسلطة الائتلاف المؤقتة بمحافظة الأنبار:

ما قمنا به على مر الشهور الستة الماضية بالأنبار لم يسفر إلا عن عدم الاستقرار. أدت العدوانية التي يتبعها الائتلاف في اجتثاث حزب البعث، وحل قوات الجيش العراقي وإغلاق المصانع، إلى استبعاد عشرات الآلاف من الأشخاص من الحياة السياسية والاقتصادية للعراق. [53]

من نوفمبر/تشرين الثاني حتى ديسمبر/كانون الأول عدل

خلال الهجوم الذي قامت به الجماعات المسلحة بشهر رمضان، أسقط صاروخٌ SA-7 مروحية نقل عسكرية من طراز شينوك تحمل اثنين وعشرين جنديًا قرب الفلوجة في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، مما أسفر عن مقتل ثلاثة عشر شخصًا، وإصابة الباقي.[54][55] ثم عم السكون الفلوجة لعدة أشهر عقب إسقاط المروحية.[56] في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، أعلن دونالد رامسفيلد، وزير الدفاع الأمريكي أن قوات المارينز ستعود إلى العراق لتتولى عملها في محافظة الأنبار، في بداية العام القادم.[57] وعندما استعدت قوات المارينز للتحرك متوجهة إلى العراق، كان يوجد إجماع متزايد على أن الفرقة الجوية رقم 82، فقدت السيطرة على المنطقة، ومع ذلك كانت المشكلة الوحيدة الحقيقية التي واجهتهم هي منطقة الفلوجة.[58] وجه بعض قادة البحرية الأمريكية، مثل اللواء جايمس ماتيس والمقدم كارل ماندي عدة انتقادات إلى عنف تكتيكات الجيش الأمريكي المستخدمة مع السكان السنة وإهانتهم، كما تعهدوا أن قوات المارينز ستتعامل بشكل مختلف.[59][60] شهدت كل من الفلوجة والرمادي أعمال شغبٍ عقب إلقاء القبض على صدام حسين في ديسمبر.[61] أدى القبض على صدام إلى مشاكل كبيرة بمحافظة الأنبار، فبدلًا من إضعاف حركة التسلح، أثار ذلك غضب أهل الأنبار تجاه المعاملة المهينة الذي يتلقاها صدام. سمح إسقاط حكم صدام للحركات المسلحة بأن تقوم بتجنيد المقاتلين الذين ناهضوا الأمريكان في السابق، ولكنهم ظلوا مكتوفي الأيدي نتيجة كرههم لصدام.[62] علاوة على ذلك، بدأت عمليات القتل والقبض تتوجه نحو مؤيدي صدام، وتولى المتطرفون التابعون لتنظيم القاعدة في العراق مثل عبد الله عزام العراقي المناصب القيادية، وهو المسئول الرئيسي عن مقتل أعضاء الحكومة في عام 2004.[63][64] على الرغم أنه ظل حزب البعث يلعب دورًا أساسيًا في العمليات المسلحة، مال ميزان القوى إلى العديد من القيادات الدينية، الذين دعوا إلى الجهاد ضد القوات الأمريكية.[65]

2004 عدل

من يناير/كانون الثاني حتى مارس/آذار عدل

وفي أوائل عام 2004، زعم اللواء ريكاردو سانشيز، رئيس القوات متعددة الجنسيات في العراق (MNF–I) أن الولايات المتحدة قد "أحرزت تقدمًا هائلًا بمحافظة الأنبار"،[66] على الرغم أن تمويل سلطة الائتلاف المؤقتة لم يكن بالقدر الكافي. فقد تم تخصيص فيما يقرب من مئتي ألف دولار بالشهر لقائد اللواء، حينما قدر حجم المبالغ المتطلبة لإعادة تشغيل المصانع بأكثر من خمسة وعشرين مليون دولار والتي توظف عشرات الآلاف من العمال.[67] بحلول شهر فبراير/شباط، زادات هجمات الحركات المسلحة بشكل كبير. ففي الثاني عشر من فبراير/شباط، تعرض كل من جون أبي زيد، القائد العام للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) ، واللواء تشاك سواناك، الضابط المسئول عن الفرقة الجوية رقم 82، لهجومٍ أثناء تجولهم بسياراتهم عبر أنحاء الأنبار.[68][69] وفي الرابع عشر من فبراير/شباط، في حادثة أُطلق عليها "مذبحة عيد الحب" اجتاح مجموعة من المسلحين مخفر للشرطة يقع بوسط الفلوجة، مما أدى إلى مصرع ما يتراوح بين 23 إلى 25 شرطيًا وهروب 75 جنديًا. وفي اليوم التالي، أطلقت القوات الأمريكية النيران على قائد شرطة الفلوجة، لرفضه ارتداء زيه الرسمي، وكذلك ألقت القبض على محافظ المدينة.[70][71] أما في مارس/آذار، أعلن كيث ماينز، أنه "لم يوجد ضابط أمن عراقي واحد مُدرب ومُجهز على نحو سليم بمحافظة الأنبار بأكملها"، مضيفًا أنه وقع أمر تأمين المدينة كاملًا على عاتق الجنود الأمريكان، ومع ذلك أثار هؤلاء الجنود غضب القوميين السنة.[72] وفي نفس الشهر، أصدر اللواء سواناك بيانًا موجزًا بشأن الأنبار، حيث تحدث فيه عن تحسن الأوضاع الأمنية في الأنبار، مُعلنًا أن الحركات المسلحة كانت تغمر الأنبار بأسرها، إلا أنه تم القضاء عليها، ثم اختتم حديثه قائلًا: "ولا يزال مستقبل الأنبار في العراق مشرقًا".[73]

وفي الرابع والعشرين من مارس/آذار، سلمت الفرقة الجوية رقم 82 أمر قيادة الأنبار إلى قوات الاستطلاع البحرية الأمريكية الأولى (I MEF) والذي تعرف كذلك باسم القوات الغربية متعددة الجنسيات (MNF-W). شارك فيما يقرب من ثلثي جنود المارينز، بما في ذلك قادتهم (جيمس كونواي وجيمس ماتيس) في غزو 2003.[74] وضع كونواي خطة لإعادة السيطرة تدريجيًا على الأنبار، من خلال البرنامج المنهجي لمكافحة الجماعات المسلحة، وإبداء الاحترام للشعب العراقي وتدريب الجيش والشرطة العراقية باستخدام الفرق العسكرية الانتقالية، (استنادًا إلى برنامج العمل المشترك الذي اتبعته قوات المارينز خلال حرب فيتنام.[75] خلال انتقال السلطة من الفرقة الجوية رقم82 إلى قوات الاستطلاع البحرية الأمريكية، اتضح أن المارينز سيواجهون صعوبة في غرب العراق أكثر من جنوبه.[76]

وفي الخامس عشر من مارس/آذار، وقعت الكتيبة الثالثة من قوات المارينز السابعة، القائمة بالقرب من القائم، في اشتباك ناري مع قوات حرس الحدود السورية. أما في الرابع والعشرين من مارس/آذار، أُصيب عدد من قوات المارينز وقوات المظلات في هجوم لمجموعة من المسلحين على حفل مراسم انتقال السلطة بمدينة الفلوجة.[77]

بعد مرور أسبوع واحد على تسليم قوات الاستطلاع البحرية مقاليد السيطرة على الأنبار، وفي الحادي والثلاثين من مارس/آذار، قام مسلحون في الفلوجة بنصب كمين لقافلة تحمل أربعة من المرتزقة الأمريكان من بلاك ووتر بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث لقوا مصرعهم إثر هذا الحادث.[78] ثم قام حشد غاضب من الجماهير بإضرام النيران بجثث المرتزقة وسحلها في الشوارع، قبل التمثيل بها فوق جسر يعبر نهر الفرات.[79] شبهت وسائل الإعلام الأمريكية هذا الهجوم بمعركة مقديشيو التي وقعت عام 1993، عندما سُحلت صور الجنود الأمريكان عبر شوارع الصومال، مما دفع الولايات المتحدة على الفور إلى سحب قواتها.[80]

في نفس اليوم، لقى خمسة جنود مصرعهم قرب الحبانية في حادث انفجار لغم بناقلة جند مدرعة من طراز M113.[81] حسب تصريحات اللواء كونواي، يعد هذا اللغم هو أكبر الألغام التي استخدمت في الأنبار حتى وقتنا هذا، فلم يتبقى سوى صندوق الناقلة وبابها الخلفي.[82]

معركة الفلوجة الأولى عدل

المقال الرئيسي معركة الفلوجة الأولى

لقد أطاحت بنا شبكة الجزيرة

ــــــ اللواء جايمس كونواي بمعركة الفلوجة الأولى

ردًا على أعمال القتل، أصدر اللواء سانشيز أمرًا إلى قوات المارينز بالهجوم على الفلوجة، بناءًا على أوامر مباشرة صادرة من الرئيس جورج بوش ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد.[83][84][85] في بادئ الأمر، حث اللواء كونواي وفرقته على توخي الحذر، في إشارة إلى أن قوات الاستطلاع البحرية الأمريكية قد وضعت خطة طويلة المدى أكثر دقة، لإعادة السيطرة على الفلوجة، وكذلك أن استخدام القوة المفرطة من المحتمل أن يزيد من زعزعة الاستقرار بالمدينة. كما ذكروا أن الجماعات المسلحة على وجه التحديد تحاول "الإيقاع بنا في رد فعل مبالغ فيه".[86] وبرغم هذه الاعتراضات، سعى اللواء سانشيز إلى وجود مستمر لقوات المارينز خلال 72 ساعة.[87]

بدأت قوات المارينز شن هجومها في الخامس من أبريل/نيسان ، في عملية أطلق عليها اسم الإصرار على الحذر.[88] في أول الأمر، نوى قائد القوات البرية العامة بالأنبار، اللواء جيمس ماتيس، قائد الفرقة الأولى لقوات المارينز، أنه لن يستخدم سوى القوات المتاحة له، ألا وهي الكتيبة الأولي بالفرقة الخامسة لقوات المارينز والكتيبة الثانية بالفرقة الأولى لقوات المارينز. وكان من المقرر لها أن تدخل هذه القوات من الشرق متجهة إلى الغرب لتحتوي الجماعات المسلحة بطريقة منظمة.[89] هذه الخطة جارية التنفيذ منذ أن أصدر اللواء سانشيز أمرًا بالتوقف الفوري في التاسع من أبريل/نيسان.[90]

يكمن السبب الرئيسي وراء هذا الأمر في التغطية التي قامت بها شبكتي الجزيرة والعربية، فتلك الشبكتين هم فقط من يُسمح لهما بالدخول المدينة. فقد أعلنتا مرارًا وتكرارًا عن استخدام قوات المارينز للقوة المفرطة والعقاب الجماعي، كما أثارت اللقطات التي اتخذتها الشبكتان للأطفال القتلى بالمستفيات كل من الرأي العام العراقي والعالمي.[91] كما لخص اللواء كونواي لاحقًا أثرهما على المعركة قائلًا: "لقد أطاحت بنا الجزيرة."[92] عندما صُدر أمر للكتيبة العراقية الثانية بالذهاب إلى الفلوجة، رفض 30% من جنود الكتيبة الذهاب كما أنهم فروا من مسؤليتهم الجندية، وفي غضون أيام، فر أكثر من 80% من قوات الشرطة والحرس الوطني العراقي بمحافظة الأنبار.[93] وبعد أن استقال عضوان من مجلس الحكم العراقي خلال الهجوم وهدد خمسة أخرون بالقيام بذلك، شعر كل من قائد سلطة الائتلاف المؤقتة، بول بريمر ورئيس القيادة المركزية الأمريكية، اللواء جون أبي زيد بالقلق من أن تتسبب الفلوجة في إسقاط الحكومة العراقية كذلك أصدروا أمرًا بوقف إطلاق النار من جانب واحد.[94]

عقب وقف إطلاق النار، احتفظت قوات المارينز بمواقعها كما استدعت وحدات إضافية، في انتظار استئناف هجومهم، كما كانوا يتمنون. قام اللواء ماتيس بعملية الاجتياح الخارق، بينما كانت قوات المارينز قيد النتظار، دافعة بكتيبة الاستطلاع الأولى المدرعة الخفيفة (LAR) وكذلك الكتيبة الثانية بالفرقة السابعة لقوات المارينز إلى الأراضي الزراعية المحيطة بالفلوجة بالإضافة إلى تحييدها للعديد من العصابات المسلحة التي تعمل على طول امتداد الطرق السريعة المحلية.[95] علاوة على ذلك، شنت الكتيبة الثالثة بالفرقة الرابعة لقوات المارينز غارة بالقرب من الكرمة التي تسيطر على الجماعات المسلحة، امتدت إلى اشتباك كبير دام لنهاية الشهر.[96] ثم استطاعت قوات المارينز أن تحافظ على خطوط إمداداتها مفتوحة، ولكنها انسحبت لأسبابٍ سياسية. كما رفض الرئيس بوش استئناف الهجوم، ومع ذلك لم يكن راضيًا عن الوضع الراهن، مطالبًا القادة العسكريين بـ"خيارات بديلة".[97]

وأخيرًا، اقترح اللواء كونواي ما رآه بمثابة حل وسط عملي، ألا وهو لواء الفلوجة.[98] كان من المفترض أن يقوم لواء الفلوجة بقيادة مجموعة من العراقيين السنة البعثيين سابقًا، أمثال جاسم محمد صالح ومحمد لطيف والذي تكون بشكل كبير من المسلحين الذين كانوا يقاتلون قوات المارينز بالمحافظة على النظام بالمدينة مع السماح للولايات المتحدة بالانسحاب وحفظ ماء الوجه.[99][100] ولكن في العاشر من مايو/آيار، قلب الللواء ماتيس المدينة رأسًا على عقب وانسحب في اليوم التالي.[101] أسفرت معركة الفلوجة الأولى عن مقتل 51 جنديًا أمريكيًا وإصابة 476 أخرين.[102] ومع ذلك كانت الخسائر العراقية أكبر بكثير. وفقًا لتقديرات قوات المارينز والجماعات المستقلة، فيما يقرب من 800 عراقي قد لقوا مصرعهم إثر المعركة.[103] اختلفت التقارير في تقديرها لعدد المدنيين القتلى: وفقًا للمارينز، بلغ العدد 300، بينما صرحت المنظمة المستقلة لهيئة الإحصاء العراقية أن أعداد المدنيين بلغت 600 فرد.[104][105]

مُنح أربعة جنود من المارينز وسام صليب البحرية أو ما يساويه وهو صليب الخدمة المميزة لدورهم في المعركة.[106] كذلك عُرف القبطان دوجلاس زمبياك قائد سرية الصدى - كما تعرف- بالكتيبة الثانية بالفرقة الأولى لقوات المارينز بلقب "أسد الفلوجة" نسبة إلى أداءه أثناء الاعتداء.[107]


الرمادي وشرق الأنبار في عام 2004 عدل

المقال الرئيسي القتال بالعراق في ربيع 2004 (Iraq spring fighting of 2004)

بعيدًا عن الفلوجة، كانت تُشن المزيد من الهجمات على المراكز الأمريكية في الأنبار خلال ربيع وصيف 2004.[108] تعد هذه الهجمات جزءًا من "موجة جهادية" على نطاق أكبر اجتاحت المحافظة في منتصف شهر أبريل/نيسان، حين نزلت عصابات من الشباب المسلح إلى الشوارع، تنصب الحواجز على نحو عشوائي وتهدد طرق الإمدادات في غرب محافظة الأنبار وحول بغداد.[109][110] ساور اللواء ماتيس في وقت من الأوقات الشعور بالقلق من أن تقود الطائفة السنية انتفاضة عامة، تشبه احتجاجات طهران 1978.[111] و في السادس من أبريل/نيسان، شنت قوة تتألف من 300 مسلح مجموعة من الهجمات على دوريات المارينز في سائر أنحاء الرمادي، في محاولة لتخفيف الضغط على الفلوجة. ومن ثم أسفر قتال عنيف بالشوارع دام لأربعة أيام عن مصرع ستة عشر جنديًا من قوات المارينز وفيما يقدر بمائتي وخمسين عنصر مسلح.

وفي نفس السياق، فيما يقرب من جميع أعضاء الكتيبة الثانية بالفرقة الرابعة لقوات المارينز قد لقوا حتفهم في كمين نُصِب لعربات الهامفي غير المدرعة، وكانت تلك المرة الأولى التي تخسر فيها قوات المارينز معركة بالأسلحة النارية في العراق.[112][113] وفي السابع عشر من أبريل/نيسان، هجم مجموعة من المسلحين على دورية للمارينز في مدينة حصيبة الحدودية، مما أدى إلى سلسلة من الاشتباكات استمرت طوال اليوم وأسفرت عن مقتل خمسة من جنود المارينز وفيما لا يقل عن 120 عنصر مسلح.[114][115][116] وفي نفس الوقت تقريبًا، في الرابع عشر من أبريل/نيسان، تعرضت فرقة بقيادة جندي أول جيسون دنهام تعمل بالقرب من حصيبة إلى انفجار قذيفة يدوية ألقاها عضو بجماعة عراقية تبحث عنها هذه الفرقة. على الفور ألقى دنهام بنفسه على القذيفة، ليتلقى جرحًا مميتًا إثر انفجارها، بل لينقذ بقية رفاقه بالفرقة. من ثم أصبح دنهام لاحقًا أول جندي من قوات المارينز منذ حرب فيتنام ينال وسام الشرف.[117]

في محاولة لمحاكاة النجاح الملحوظ بالفلوجة، رد القادة العسكريون الأمريكان بالأنبار على أمر نقل السيطرة من سلطة الائتلاف المؤقتة إلى الحكومة العراقية المؤقتة بالثامن والعشرين من يونيو/حزيران، بسحب أغلب القوات ثانيةً إلى المعسكرات التي تقع خارج المدينة والتركيز على تأمين الطريق السريع الذي يمر بمركز المدينة.[118][119] كما ظل القتال يحتدم في أنحاء الأنبار، ففي الحادي والعشرين من يونيو/حزيران، لقى فريق قناصة مكون من أربعة أعضاء، يعمل مع الكتيبة الثانية بالفرقة الرابعة لقوات المارينز بالرمادي حتفه على يد مجموعة من المسلحين استطاعوا أن يتسللوا إلى موقع المراقبة الخاص بالفريق.[120][121][122] أما في منتصف شهر يوليو/تموز، تنبأ اللواء ماتيس بأن الأنبار ستذهب إلى الجحيم، إن لم تحتفظ قوات المارينز بالرمادي.[123] وفي الخامس من أغسطس/آب، استقال محافظ الأنبار، السيد عبد الكريم برجاس من منصبه عقب اختطاف أبو مصعب الزرقاوي لابنيه. ظهر برجاس على التلفاز وأبدى اعتذاره علانية "لتعاونه مع الكافرين".[124] ثم حل محله محافظ مؤقت شغل المنصب حتى يناير/كانون الثاني 2005.[125][126][127] ثم أُلقي القبض لاحقًا على رئيس جهاز الشرطة بالرمادي لتواطئه مع المختطِفين.[128]

وفي نفس الشهر، أُلقي مجموعة من المسلحين بالفلوجة القبض على قائد كتيبة عراقية الذي تعرض للضرب حتى الموت.[129] عقب وفاته، فرت على الفور كتيبتان بالحرس الوطني العراقي قرب الفلوجة، تاركة أسلحتها ومعداتها ليستولى عليها المسلحين.[130] كما صرح خبير مكافحة الجماعات المسلحة، جون ناغل، الذي يعمل بالقرب من الخالدية، أنه وحدته على علم بأن رئيس الشرطة المحلية يدعم الجماعات المسلحة، "ولكن يُفترض أنه اضطر للقيام بذلك ليحافظ على حياته."[131] أسقط مفجرون انتحاريون سبعة من الجنود التابعين للكتيبة الثانية بالفرقة الأولى للمارينز في السادس من سبتمبر/أيلول، و11 شرطيًا عراقيًا بالقرب من بغدادي في الثالث والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول، ليعقبهم بأسبوع واحد ثمانية جنود تابعين للكتيبة الأولى بالفرقة الثالثة لقوات المارينز ، والتي كانت قد وصلت لتوها الأنبار.[132][133][134][135] فقد شهدت الأنبار مصرع أكثر من مائة أمريكي بداية من شهر مايو/آيار وحتى أكتوبر/تشرين الأول.[136]

قبل حلول شهر نوفمبر/تشرين الثاني، دعا رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي ممثلين من الرمادي والفلوجة، في محاولة للتفاوض حول إنهاء القتال، على غرار تعاملاته السابقة مع القائد الشيعي مقتدى الصدر.[137] ففي شهر سبتمبر/أيلول، وبمباركة الأمريكان، حل علاوي لواء الفلوجة والذي أساء بسمعته، ثم سمح لقوات المارينز سرًا ببدء التخطيط لهجمة لتستعيد بها الفلوجة.[138][139] أما في أوائل أكتوبر/تشرين الأول، كثف علاوي جهوده، مطالبًا ممثلي الفلوجة بتسليم الزرقاوي أو مواجهة اعتداء مجدد، ولكنهم رفضوا.[140] وقبل بدء هجوم قوات المارينز بوقت قصير، صرح الشيخ حارث الضاري، قائد جمعية العلماء المسلمين الموالية للجماعات المسلحة، قائلًا: "أن الشعب العراقي يرى الفلوجة رمزًا لصمودهم ومقاومتهم واعتزازهم."[141][142]

مراجع عدل

  1. ^ Jump up to: a b c d e f g "Iraq Coalition Casualties: Fatalities by Province". Operation Iraqi Freedom. Iraq Coalition Casualty Count (iCasualties.org). Retrieved 10 December 2011.
  2. ^ ^ Estes 2009, pp. 14, 27–29
  3. ^ "Al-Anbar Province". South-Central Region. Coalition Provisional Authority. Retrieved 10 December 2011
  4. ^ Michaels 2010, p. 54
  5. ^ Ricks 2006, p. 138
  6. ^ Ricks 2006, p. 142
  7. ^ أ ب a b McWilliams 2009, p. 33 (Vol. 2)
  8. ^ a b c Estes 2009, p. 158
  9. ^ Ricks 2006, p. 216
  10. ^ Gambill, Gary. "Abu Musaab Al-Zarqawi: A Biographical Sketch". Terrorism Monitor. Jamestown Foundation. Archived from the original on 30 September 2007. Retrieved 10 December 2011
  11. ^ a b c Estes 2009, p. 158
  12. ^ Ricks 2006, p. 84
  13. ^ Struck, Doug (8 August 2004). "The Coolest Posting In a Hot War Zone". Washington Post. Retrieved 27 December 2009.
  14. ^ Gresham, John D. (May 2010). "Hold Until Relieved: The Haditha Dam Seizure". www.defensemedianetwork.com. The Year in Special Operations: 2006. Defense Media Network. Retrieved 4 December 2011.
  15. ^ Gresham, John D. (May 2010). "Hold Until Relieved: The Haditha Dam Seizure". www.defensemedianetwork.com. The Year in Special Operations: 2006. Defense Media Network. Retrieved 4 December 2011.
  16. ^ Bahmanyar, Mir. "The Battle of Hadithah Dam". Modern Rangers. Sua Sponte. Retrieved 4 December 2011
  17. ^ Cox, Matthew (8 April 2004). "Ranger competition trophy to carry fallen hero's name". Army Times. Retrieved 10 December 2011.
  18. ^ Estes 2009, p. 158
  19. ^ Gordon 2007, pp. 497–498
  20. ^ West 2005, p. 380
  21. ^ "16,000-Troop Command Formally Surrenders". Agence France Presse via Arab News. 16 April 2003. Retrieved 8 October 2011.
  22. ^ Estes 2009, p. 14
  23. ^ .Reeves, Phil (4 May 2003). "Iraqi rage grows after Fallujah massacre". The Independent on Sunday. Archived from the original on 10 March 2010. Retrieved 10 December 2011.
  24. ^ Bouckaert 2003, p. 11
  25. ^ Bouckaert 2003, p. 4
  26. ^ West 2005, pp. 11–13
  27. ^ McWilliams 2009, pp. VII–VIII (Vol. 2)
  28. ^ West 2005, pp. 11–19
  29. ^ "Coalition Provisional Authority Order Number 1: De-Ba'athification of Iraqi Society" (PDF). Coalition Provisional Authority. 16 May 2003. Retrieved 9 December 2008.
  30. ^ McWilliams 2009, pp. VII–VIII (Vol. 2)
  31. ^ McWilliams 2009, pp. 8–9 (Vol. 2)
  32. ^ "Iraq Coalition Casualties: Fatalities by Province". Operation Iraqi Freedom. Iraq Coalition Casualty Count (iCasualties.org). Retrieved 10 December 2011.
  33. ^ "Major Mathew Schram's Memorial Day". Blackfive. Retrieved 10 December 2011.
  34. ^ Ricks 2006, p. 165
  35. ^ McWilliams 2009, pp. 8–9 (Vol. 2)
  36. ^ "Military: Arrests may reduce anti-coalition attacks". Cable News Network (CNN). 14 January 2004. Retrieved 6 December 2011.
  37. ^ "Khamis Sirhan al-Muhammad". Rewards for Justice. United States Department of State. Retrieved 6 December 2011.
  38. ^ "Tipster helped US soldiers catch Iraq insurgency leader". Associated Press via Boston Globe. 16 January 2004. Retrieved 4 December 2011.
  39. ^ Sherwell, Philip (15 June 2003). "Foreigners aid Iraqi fighters". Washington Times. Retrieved 10 December 2011.
  40. ^ Lobe, Jim (17 June 2003). "U.S. Account of Fallujah Killings Contradicted by Rights Group". OneWorld.net via Common Dreams. Retrieved 10 December 2011.
  41. ^ Dewan, Shaila K; Tyler, Patrick E. (6 July 2003). "Latest Bombing Strikes At Iraqis Working With U.S.". New York Times. Retrieved 10 December 2011.
  42. ^ "New casualties test US resolve". British Broadcasting Corporation (BBC). 16 July 2003. Retrieved 10 December 2011.
  43. ^ Chandrasekaran, Rajiv (18 July 2003). "Iraqi Mayor's Killing Reinforces Fear". Washington Post. p. Page A08. Retrieved 10 December 2011.
  44. ^ McWilliams 2009, pp. VII–VIII (Vol. 2)
  45. ^ "Summary". Hearts and Minds. Human Rights Watch. Retrieved 10 December 2011.
  46. ^ "Summary". Hearts and Minds. Human Rights Watch. Retrieved 10 December 2011.
  47. ^ West 2005, p. 33
  48. ^ Rosen, Nir (30 October 2003). "Every Time the Wind Blows". Asia Times. Retrieved 10 December 2011.
  49. ^ West 2005, pp. 27–28
  50. ^ Fair, Eric (9 February 2007). "An Iraq Interrogator's Nightmare". Washington Post. Retrieved 6 December 2011.
  51. ^ Schmitt, Eric (24 September 2005). "3 in 82nd Airborne Say Beating Iraqi Prisoners Was Routine". New York Times. Retrieved 6 December 2011.
  52. ^ West 2005, p. 26
  53. ^ Ricks 2006, p. 165
  54. ^ "U.S. helicopter shot down in Iraq". Cable News Network (CNN). 2 November 2003. Retrieved 5 February 2010.
  55. ^ Sennott, Charles M. (3 November 2003). "US copter shot down; 16 die". Boston Globe. Retrieved 19 November 2011.
  56. ^ "Violent Fallujah Becomes Quiet". Associated Press via Fox News. 22 November 2003. Retrieved 10 December 2011.
  57. ^ Estes 2009, pp. 10, 147
  58. ^ Ricks 2006, p. 319
  59. ^ West (2008), pp. 29–30.
  60. ^ Mundy III, Carl E. (30 December 2003). "Spare the Rod, Save the Nation". New York Times. Retrieved 28 November 2011.
  61. ^ Aneja, Atul (18 December 2003). "Rallies, rioting rock Iraq". The Hindu. Retrieved 23 November 2011.
  62. ^ Ricks 2006, p. 264
  63. ^ Alexander, Caroline (27 September 2005). "Aide to Al-Qaeda's Zarqawi Killed in Iraq, U.S. Says". Bloomberg. Retrieved 4 December 2011.
  64. ^ Roggio, Bill (26 September 2005). "The Demise of Abu Azzam". Long War Journal. Retrieved 4 December 2011.
  65. ^ West 2005, p. 35
  66. ^ West 2005, p. 37
  67. ^ West 2005, pp. 36–44
  68. ^ Patrick, Graham (June 2004). "Beyond Fallujah: A year with the Iraqi resistance". Harper's Magazine. Retrieved 23 November 2011.
  69. ^ "Abizaid, Swannack Escape Injury in Fallujah Attack" (Press release). United States Department of Defense. 12 February 2004. Retrieved 10 December 2011.
  70. ^ West 2005, pp. 46–47
  71. ^ "Disastrous raid on Iraqi police station prompts review of training". World Tribune. 16 February 2004. Retrieved 10 December 2011.
  72. ^ West 2005, pp. 51–52
  73. ^ "82nd Airborne Division Commanding General's Briefing from Iraq" (Press release). United States Department of Defense. 10 March 2004. Retrieved 24 November 2010.
  74. ^ "Global War on Terrorism: 2001–2008". Campaign Chronologies of the United States Marine Corps. History Division, United States Marine Corps. Archived from the original on 11 January 2013. Retrieved 11 December 2011.
  75. ^ Estes 2011, pp. 31, 150
  76. ^ Estes 2011, pp. 149–150
  77. ^ Estes 2009, p. 30
  78. ^ Producer: Marcela Gaviria and Martin Smith (21 June 2005). "Private Warriors". Frontline. PBS.
  79. ^ Gettleman, Jeffrey (31 March 2004). "Enraged Mob in Falluja Kills 4 American Contractors". New York Times. Retrieved 10 December 2011.
  80. ^ "U.S. expects more attacks in Iraq". Cable News Network (CNN). 6 May 2004. Retrieved 2 May 2010.
  81. ^ Gettleman, Jeffrey (31 March 2004). "Enraged Mob in Falluja Kills 4 American Contractors". New York Times. Retrieved 10 December 2011.
  82. ^ McWilliams 2009, p. 49 (Vol. 1)
  83. ^ Estes 2009, p. 33
  84. ^ Rubin, Alissa J.; McManus, Doyle (24 October 2004). "Why America Has Waged a Losing Battle on Fallouja". Los Angeles Times. Retrieved 10 December 2011.
  85. ^ West 2005, pp. 6–7, 59–60
  86. ^ Estes 2009, p. 33
  87. ^ McWilliams 2009, p. 34 (Vol. 1)
  88. ^ Estes 2009, p. 34
  89. ^ McWilliams 2009, pp. 34–36 (Vol. 1)
  90. ^ Estes 2009, p. 37
  91. ^ Waterman, Shaun (2 January 2008). "Analysis: U.S. lost Fallujah's info war". United Press International (UPI). Retrieved 10 December 2011.
  92. ^ West 2005, p. 380
  93. ^ West 2005, pp. 68–73, 118
  94. ^ West 2005, pp. 119–120
  95. ^ Estes 2009, pp. 41–43
  96. ^ West 2005, pp. 144–148
  97. ^ West 2005, pp. 158–159
  98. ^ West 2005, pp. 213–14
  99. ^ Filkins, Dexter (4 May 2004). "The General in Charge of Iraqi Force Is Replaced". New York Times. Retrieved 4 January 2012.
  100. ^ Zoroya, Gregg (13 June 2004). "Fallujah Brigade tries U.S. patience". USA Today. Retrieved 10 December 2011.
  101. ^ West 2005, pp. 218–220
  102. ^ Estes 2009, p. 41
  103. ^ Estes 2009, p. 41
  104. ^ West 2005, p. 185
  105. ^ "No Longer Unknowable: Falluja's April Civilian Toll is 600" (Press release). Iraq Body Count project. 26 October 2004. Retrieved 31 December 2009.
  106. ^ Dorell, Oren; Zoroya, Gregg (9 November 2006). "Battle for Fallujah forged many heroes". USA Today. Retrieved 15 March 2012.
  107. ^ "Defense Secretary Honors Marine Corps' 'Lion of Fallujah'" (Press release). United States Department of Defense. 19 July 2007. Retrieved 3 April 2012.
  108. ^ Gunnery Sgt. Mark Oliva (20 April 2004). "Marines fight enemy across western Iraq" (Press release). United States Marine Corps. Retrieved 12 January 2013.
  109. ^ Estes 2009, pp. 41–43
  110. ^ West 2005, pp. 161–164
  111. ^ West 2005, pp. 162, 347
  112. ^ Morris, David J. "The Big Suck: Notes from the Jarhead Underground". Virginia Quarterly Review (Winter 2007): 144–169. Retrieved 11 December 2011
  113. ^ West 2005, pp. 105–110
  114. ^ Gunnery Sgt. Mark Oliva (20 April 2004). "Marines fight enemy across western Iraq" (Press release). United States Marine Corps. Retrieved 12 January 2013.
  115. ^ Estes 2011, p. 48
  116. ^ "Marines Recount Fierce Battle" (Press release). United States Marine Corps. 15 September 2004. Retrieved 3 May 2012.
  117. ^ "Cpl Jason L. Dunham". Who's Who in Marine Corps History. History Division, United States Marine Corps. Retrieved 10 December 2011.
  118. ^ Tyson, Ann Scott (23 July 2004). "Fallujah parallels in Ramadi". Christian Science Monitor. Retrieved 10 December 2011.
  119. ^ West 2005, pp. 237, 245–246
  120. ^ Morris, David J. "The Big Suck: Notes from the Jarhead Underground". Virginia Quarterly Review (Winter 2007): 144–169. Retrieved 11 December 2011.
  121. ^ Lowe, Christian (5 August 2006). "Rooftop Execution: NCIS report provides details of sniper deaths". Marine Corps Times. Retrieved 10 December 2011.
  122. ^ accessdate =12 January 2013 "Darkhorse snipers kill insurgent sniper, recover stolen Marine sniper rifle" (Press release). United States Department of Defense. 22 June 2006.
  123. ^ Zoroya, Gregg (11 July 2004). "If Ramadi falls, 'province goes to hell'". USA Today. Retrieved 15 December 2011.
  124. ^ "Al-Zarqawi group releases sons of Al-Anbar governor, threatens Allawi". British Broadcasting Corporation (BBC). 5 August 2004. Retrieved 24 December 2011.
  125. ^ "Fierce Fighting Escalates In Iraq". Radio Free Europe / Radio Liberty. 6 August 2004. Retrieved 10 December 2011.
  126. ^ West 2005, p. 238
  127. ^ Johnson, Kimberly (27 June 2006). "Governor not backing off in violent Anbar". USA Today. Retrieved 10 December 2011.
  128. ^ West 2005, pp. 245–246
  129. ^ Ives 2007, pp. 6–7
  130. ^ West 2005, pp. 240–242
  131. ^ Ives 2007, pp. 6–7
  132. ^ West 2005, pp. 248, 251
  133. ^ "Eight Marines Killed, Nine Wounded in Al Anbar Fighting" (Press release). United States Department of Defense. 30 October 2004. Retrieved 31 December 2009.
  134. ^ Tavernise, Sabrina (6 September 2004). "Car Bomb Kills 7 U.S. Marines and 3 Iraqi Soldiers Near Falluja". New York Times. Retrieved 10 December 2011.
  135. ^ "11 dead in Iraq suicide attacks". Cable News Network (CNN). 23 October 2004. Retrieved 10 December 2011.
  136. ^ "Iraq Coalition Casualties: Fatalities by Province". Operation Iraqi Freedom. Iraq Coalition Casualty Count (iCasualties.org). Retrieved 10 December 2011.
  137. ^ Chandrasekaran, Rajiv (30 August 2004). "Iraqi Premier Meets Militants, Pushes Amnesty". Washington Post. p. A18. Retrieved 10 December 2011.
  138. ^ Rubin, Alissa J.; McManus, Doyle (24 October 2004). "Why America Has Waged a Losing Battle on Fallouja". Los Angeles Times. Retrieved 10 December 2011.
  139. ^ West 2005, pp. 248–249
  140. ^ Rubin, Alissa J.; McManus, Doyle (24 October 2004). "Why America Has Waged a Losing Battle on Fallouja". Los Angeles Times. Retrieved 10 December 2011.
  141. ^ Rubin, Alissa J.; McManus, Doyle (24 October 2004). "Why America Has Waged a Losing Battle on Fallouja". Los Angeles Times. Retrieved 10 December 2011.
  142. ^ Ghosh, Bobby (14 May 2007). "Al-Qaeda Loses an Iraqi Friend". Time. Retrieved 27 August 2012.