اللغة الإنجليزية

لغة جرمانية غربية

الإنْجِلِيزِيَّةُ أو الإنْكِلِيزِيَّةُ (English) لُغَةٌ جِرْمَانِيَّةٌ غربيةٌ ظهرتْ في إنْجِلْتِرَا العصورِ الوسطى، وأضحتْ في القرنِ الـ21 مـ (الـ15 هـ) وبفعلِ العَوْلَمَةِ لغةً دوليةً واسعةَ الانتشارِ. هي أكبرُ لغةٍ في العالمِ من حيثُ عددِ الناطقينَ، وثالثُ أكبرِ لغةٍ في العالمِ من حيثُ عددِ المتحدثينَ الأصليينَ بعد اللغتينِ الصينيةِ المعياريةِ والإسبانيةِ. يُقدَّرُ حاليًّا وجودُ أكثرِ من مليارَيْ متحدثٍ بالإنجليزيةِ.[2] بدأَ انتشارُ الإنجليزيةِ الحديثةِ في العالمِ منذُ القرنِ الـ17 مـ (الـ11 هـ) نتيجةً للنفوذِ العالميِّ للإمْبَراطوريةِ البريطانيةِ وبعدها الولايات المتحدة الأمريكية. تُعَدُّ الإنجليزيةُ اللغةَ الأجنبيةَ الأولى في عددٍ من الدولِ العربيةِ، خاصةً دولُ المشرقِ العربيِّ، بينما تُعَدُّ اللغةَ الأجنبيةَ الثانيةَ بعدَ الفرنسيةِ في دولِ المغربِ العربيِّ.

الإنجليزية
الاسم الذاتي English
لفظ الاسم /ˈɪŋɡlɪʃ/[1]

  الدولُ والولاياتُ حيثُ اللغةُ الإنجليزيةُ لغةٌ وطنيةٌ رسميةٌ واللغةُ الأمُّ لغالبيةِ السكان
  الدولُ والولاياتُ حيثُ اللغةُ الإنجليزيةُ لغةٌ رسميةٌ، لكنها ليستْ لغةَ الأغلبية

الناطقون لغة أولى عند 360–400 مليون شخص؛
لغة ثانية عند 750 مليون شخص؛
لغة أجنبية عند 600–700 مليون شخص
الكتابة كتابة لاتينية (ألفبائية إنجليزية)
النسب هندية أوروبية
ترسيم
رسمية في 55 دولة
27 دولة بلا سيادة
ترميز
أيزو 639-1 en
أيزو 639-2 eng
أيزو 639-3 eng 
س‌ال ENG
قائمة اللغات
 ويكيبيديا هذه اللغة
يونيكود قد تحتوي هذه الصفحة على حروف يونيكود.

الإنجليزيةُ، خلافًا لما يعتقدُه كثيرونَ، لم تنشأْ عن اللغةِ اللاتينيةِ، وإنما هي إحدى اللغاتِ الجرمانيةِ، كالألمانيةِ. تنتمي هذه اللغاتُ كلُّها إلى العائلةِ اللغويةِ الهنديةِ الأُورُبِّيَّة. هذا الاعتقادُ لا شكَّ أن مردَّه تأثرُ الإنجليزيةِ الشديدُ باللغتينِ الفرنسيةِ وأمِّها اللاتينيةِ، اللتينِ تُسْهِمانِ معًا بثلثيِ المعجمِ الإنجليزيِّ.

تاريخ مختصر عدل

بدأَ تاريخُ اللغةِ الإنجليزيةِ في الجزيرةِ البَرِيطَانِيَّةِ بقدومِ قبائلَ جرمانيةٍ ابتداءً من القرنِ الـ5 مـ (الأولِ قبلَ الهجرة) لتَحِلَّ مَحَلَّ القبائلِ القِلْطِيَّةِ الأصيلةِ التي نزحتْ نحوَ المرتفعاتِ في غربيِّ الجزيرةِ، ويحلَّ لسانُهم محلَّ اللسانِ القلطيِّ. كانتْ هذه القبائلُ المهاجرةُ مكونةً أساسًا من الأَنْجِلِيِّينَ، الذين بهم تَسَمَّتِ الإنجليزيةُ، والصَاقِسِيِّينَ، واليُوطِيِّينَ. اِتحدتْ لهجاتُهم الجرمانيةُ لتشكلَ الصورةَ الأولى للغةِ الإنجليزيةِ، والتي اصطُلِحَ في العصرِ الحديثِ على تسميتِها الإنجليزيةَ القديمةَ.

عَرَفَتِ اللغةُ الإنجليزيةُ القديمةُ بعد ذلك تحولاتٍ مهمةً، أولًا مع قدومِ مهاجرينَ إسْكَنْدِنافيِّينَ يتحدثون الإسكندنافيةَ القديمةَ، وهي لغةٌ جرمانيةٌ شماليةٌ، وثانيًا مع الغزوِ النُرْمَنْدِيِّ لإنجِلترا في عامِ 1066 مـ (458 هـ)، الذي يتخذُه الدارسونَ لحظةَ بدايةِ اللغةِ الإنجليزيةِ الوسيطةِ، والذي جلبَ للجزيرةِ اللغةَ الفرنسيةَ القديمةَ، وبالتحديدِ اللهجةَ النرمنديةَ القديمةَ. كانَ للفرنسيةِ النرمنديةِ أثرٌ بالغٌ في معجمِ اللغةِ الإنجليزيةِ التي اقترضتْ منها الكلماتِ المتعلقةَ بالحقلِ السياسيِّ والتشريعيِّ. وكانَ للإنجليزيةِ بدورِها أثرٌ على الفرنسيةِ المَحْكِيَّةِ في إنجلترا، التي صارتْ لهجةً مستقلةً يُطلَقُ عليها اسمُ النرمنديةِ الإنجليزيةِ.

أكبرُ حدثٍ جعلَ اللغةَ الإنجليزيةَ أقربَ لما هي عليه الآنَ من الناحيةِ الصوتيةِ هو التَغَيُّرُ الصائتيُّ الكبيرُ، الذي انطلقَ جنوبيَّ الجزيرةِ البريطانيةِ في مطلعِ القرنِ الـ15 مـ، واستمرَّ تدريجيًّا ليشملَ جميعَ اللهجاتِ الإنجليزيةِ بحلولِ القرنِ الـ18. هذا التغيرُ الصائتيُّ شملَ أساسًا الصوائتَ الطويلةَ (حروفَ المدِّ) التي صَيَّرَها لَيِّنَةً. على سبيلِ المثالِ، كانتْ كلمةُ «mouth» (فم) تُقرَأُ في الأصلِ /مُوث/، فأصبحتْ بفعلِ التغيرِ الصائتيِّ الكبيرِ وإلى هذا الحينِ تقرأُ /مَوْث/. ومثلُ ذلك أيضًا كلمةُ «time» (وقت، زمن) التي كانتْ تقرأُ /تِيم/ وأصبحتْ تقرأُ /تَيْم/. ويُعَدُّ هذا الحدثُ أبرزَ ما يميزُ الإنجليزيةَ الحديثةَ الناشئةَ، وهو اسمُ طورِ اللغةِ الإنجليزيةِ الذي تَبِعَ الإنجليزيةَ الوسيطةَ. أهمُّ الأعمالِ الأدبيةِ في هذه الفترةِ ما ألّفَه شاكِسْبِير، الذي تُنسَبُ إليه أحيانًا اللغةُ الإنجليزيةُ فتدعى لغةَ شاكسبير، وترجمةُ الإنجيلِ إلى الإنجليزيةِ التي أمرَ الملكُ جامِس بإنجازِها. واسم «جامِس» هنا هو النطقُ القديمُ لـ«James» قبلَ تمامِ التغيرِ الصائتيِّ الكبيرِ، ليصبحَ نطقُه «جَيْمِس»؛ كذلك اسمُ «شاكِسْبِير» (Shakespeare) الذي أصبحَ يُقرَأُ «شَيْكِسْبِير».

الدول الأكثر نطقًا بالإنجليزية عدل

الدولة العدد الكلي النسبة من السكان لغة أولى كلغة إضافيَّة تعداد السكان
  الولايات المتحدة 267,444,149 94% 225,505,953 41,938,196 280,950,438
  الهند 125,344,736 12% 226,449 86,125,221 كلغة ثانية
38,993,066 كلغة ثالثة
1,210,193,422
  باكستان 88,690,000 49% 88,690,000 180,440,005
  نيجيريا 79,000,000 53% 4,000,000 >75,000,000 148,000,000
  المملكة المتحدة 59,600,000 98% 58,100,000 1,500,000 60,000,000
  الفلبين 48,800,000 58%[3] 3,427,000[3] 43,974,000 84,566,000
  كندا 25,246,220 85% 17,694,830 7,551,390 29,639,030
  أستراليا 18,172,989 92% 15,581,329 2,591,660 19,855,288
  جنوب أفريقيا 9.6% 4,892,623 51,770,560
  إيرلندا 94% 4,588,252
  نيوزيلندا 3,673,626 91.2% 3,008,058 665,568 4,027,947

أصواتها عدل

أصوات الإنكليزية كما يلي:

شفتاني أسناني شفوي أسناني لثوي غاري لثوي غاري طبقي حنجري
انفجاري پ p ب b ت t د d ك k گ g
أنفي م m ن n نگ (ڭ) ng
احتكاكي ف f ڤ (ڥ) v ث th ذ th س s ز z ش sh ژ zh, j, si
(خ ch)
1
ه h
مزجي چ ch ج j
شبه صامت
(هْو wh)
2
و w ر r ي y
شبه صامت جانبي ل l
  1. صوت الخاء كان أصلاً موجود في الإنجليزية القديمة، والآن موجود في اسكتلندا فقط.
  2. صوت «هْو» كانت موجودة في كل اللهجات، ولا تزال في بعضها.

كتابة عدل

تكتب الإنجليزية بالأبجدية اللاتينية، وقد كان للتحول من الحروف الأنجلوساكسونية إلى اللاتينية تأثيره البالغ في صعوبة الإملاء. تكتب حروف الإنكليزية كالتالي:

الحرف طريقة نطقه بالعربية الحرف طريقة نطقه بالعربية
A أَي N أَن
B بي O أُو
C سي P بي
D دي Q كيو
E إي R أَر
F أَف S أس
G جي T تي
H إتش U يو
I آي V في
J جاي W دابُلْيُو
K كاي X أَكْس
L أَل Y وَاي
M أَم Z زِي أو زَد

نحوها وصرفها عدل

في الإنجليزية الترتيب العادي هو الفاعل، ثم الفعل، ثم المفعول به. والصفة تأتي قبل الاسم الموصوف. كما توجد صفة الفعل Adverb وتأتي بعد الفعل غالباً لها ثلاثة أنواع أحدها فقط يمكن تغيير موقعه من الجملة.

الاسم عدل

يُصرَّفُ الاسمُ في الإنغليزيةِ لغايتين فقط: للدلالة على العدد (مفرد أو جمع)، وللدلالة على الإضافة.

جمع الاسم بزيادة ـسْ s -أو ـزْ - z مثلا، جمع «كَات» (cat قط) هو «كَاتْسْ» (cats). لكن بعض الكلمات لها ما يشبه جمع التكسير: «مَان» (man رجل) تصبح «مَن» (men). وتضيف السين أيضاً بعد الاسم في حالة الجر بعد اسم (ليس حرف)، لكن تكتبه بشكل آخر، مثلا: مَانْز (man's) تعني الرجلِ أو شيء يملكه الرجل. كما أيضاً يمكننا تحويل الأفعال إلى أسماء أو مصادر بإضافة ing مثل watching تصبح بمعنى مشاهدة ونستخدم ال ing أيضاً في الأفعال المضارعة.

الفعل عدل

الفعل الإنجليزي بسيط بالمقارنة إلى الفعل العربي. له ثلاثة صيغ عادية: المضارع وهي جذر الكلمة، والماضي بزيادة ـدْ أو ـتْ (ed)، والاسم المفعول التي تشبه الماضي في معظم الكلمات. وأيضا نذكر اسم الفاعل التي دائما هي المضارع بإضافة ـِنْگ (ing). ويمكن الحصول على صيغ أخرى بتركيب هذه الصيغ مع أفعال مساعدة، مثلا للحصول على المجهول تضيف الاسم المفعول بعد «بِي» (be كن)، فتقول «هِي وُوْز كِلْدْ» (He was killed هو قُتل) من «كِلْ» (kill اقتل).

في المضارع، تضيف ـس أو ـز (s) إلى الفعل إذا كان الفاعل الغائب.

فعل كان لها صيغ أكثر من أي فعل أخرى: مثلا: بِي (be) «كُن، أن يكُون»، آم (am) «أكون»، إز (is) «يكون»، وُوْز (was) «كان» وغيرها.

الضمائر عدل

الضمائر في حال الفاعل هي:

'في حال الفاعل' 'في حال المفعول (به أو له)' 'وفي حال الإضافة'
هو هِي (he)
هي شِي (she)
هو، هي (لشيء غير عاقل) إِتْ (it)
هم، هن ذَيْ (they)
أنت، أنتم، أنتن يُو (you)
أنا آي (I)
نحن وِي (we)
إياه، له هِم (him)
إياها، لها هر (her)
هو، هي (لشيء غير عاقل) إِتْ (it)
إياهم، لهم ذَم (them)
إياك، إياكم، إياكن، لك، لكم، لكن يُور (your)
إياي، لي مِي (me)
إيانا، لنا أس (us)
له هِز (his)
لها هر (her)
هو، هي (لشيء غير عاقل) إِتْسْ (its)
لهم ذَير (their)
لك، لكم، لكن يُور (your)
لي مَاي (my)
لنا أَوَر (our)

أشهر النحاة عدل

صاحب كتاب المباني التحويلية الذي نشر عام 1957م، وبعد أن أصدر ما يقارب من العشرة كتب أصبح إمامًا لحركة لسانية كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية تسمى: (حركة النحو التحويلي التوليدي).

تفرغ بلومفيلد لدراسة الألسنة وتحديدًا ألسنة الهنود الحمر، ولاحظ الفروقات بينها وبين الألسنة الأوروبية الأخرى، وكان يطمح كغيره من النحويين الغربيين إلى إيجاد قواعد عالمية للألسنة أو لسان عالمي موحد للبشر.

هو صاحب كتاب (دراسة في اللسانيات العامة)، وقد قسم اللسان إلى قسمين: (الكلام والحديث)، كما قسم العلاقة اللسانية إلى قسمين: (المدلول: وهو الأشياء التي نراها مثل: البيت والكتاب وغيرهما) و (الدال: ويقصد به الاسم الذي يطلق على المدلول).[4]

اللهجات والأصناف عدل

كان انتشار اللغة الواسع سبباً في وجود لهجات عديدة لها، كما أنها مكون أساسي في العديد من اللغات الهجينة.

غابت الراء الساكنة في الإنجليزية البريطانية والأسترالية، لكنها بقيت في معظم اللهجات الأمريكية والكندية والاسكتلندية والأيرلندية. في إنجلترا، الفرق الأكبر هو بين لهجات الشمال والجنوب، وفي أمريكا تختلف لهجات الشمال الشرقي والجنوب الشرقي عن لهجة المناطق الأخرى. لهجة اسكتلندا التقليدية تختلف كثيراً عن اللهجات الأخرى في الأصوات والمفردات، ففي رأي البعض أصبحت لغة مختلفة وليست لهجة، ولهجة البحر الكاريبي الكريولية كذلك.

يتكلم الناس الإنجليزية في بلدان متعددة وإنها لغة رسمية في 54 بلداً، وبنسبة طريقة اللفظ توجد لهجات فريدة كثيرة، مثل أنواع الإنجليزية في إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا، والأنواع في الولايات المتحدة (اللحظ العادي ولحظ الشمال الشرقي والجنوب الشرقي والغرب الأوسط)، والإنجليزية الهندية، والإنجليزية الأسترالي.

بالنسبة للكتابة، يوجد نظامان أساسيان، النظام الإنجليزي والنظام الأمريكي. الاختلافات بينها ليست عديدة ومعظمها تقع في طريقة متوقعة، وبسبب ذلك من السهل أن يقرأ أي متكلم نصوص بأي نظام. على العموم تكتب الإنجليزية في الولايات المتحدة وكندا بالنظام الأمريكي، وفي بريطانيا ومستعمراتها بالنظام البريطاني.

أمثلة عن الاختلافات في الكتابة:

العربية الأمريكية البريطانية
وسط center centre
لون color colour
حَلَّلَ analyze analyse
فهرس catalog catalogue
موسوعة encyclopedia encyclopaedia أو encyclopædia
من القرون الوسطى medieval mediaeval
حَقَّقَ realize realise

تأثير اللغة العربية عليها عدل

إذا ما نظرنا تاريخياً، نجد أن مقداراً كبيراً من المفردات[5] جراء الاحتكاك المباشر، الذي زاد الالتماس اللغوي الإنجليزي مع جملة المفردات العربية التي رست في صلب لغات أوروبا.[5] غير أن السنوات اللاحقة، لاسيما بدءاً من القرن الثامن عشر، حتى القرن العشرين[5]، شهد مزيداً من الالتماس اللغوي.[5] كان هو الآخر مصدراً لدخول بعض الكلمات العربية في اللغة الإنجليزية.[5] صحيح أن التبادل اللغوي في العصر الحديث، أخذ ينشط في الاتجاهين، لا سيما من الإنجليزية إلى العربية، لكن اللغة الإنجليزية اكتسبت حديثاً بعض المفردات العربية. وهذه الظاهرة قد تكون مستمرة إلى يومنا هذا.[5]

ليس هناك إجماعٌ أكاديمي حول عدد المفردات ذات الأصل العربي في الإنجليزية. في دراستة الشهيرة (1933) حول هذه الظاهرة، قدم الباحث الإنجليزي والت تايلور التقدير الأعلى، وهو حوالي الألف مفردة، غير أنه نفسه أشار إلى أن أغلب هذه المفردات قد خرجت من التداول، وأن عدد المفردات التي لا تزال شائعة إلى حد ما يناهز 260 مفردة لا غير. بعد ذلك بأربعين سنة تماماً، أحصت ساهرة عبدالحميد السيد عدد المفردات العربية التي لا تزال على قيد التداول في الإنجليزية فوجدتها 515 مفردة. من المفيد في هذا السياق أن نذكر الدراسة التي وضعها تشارلز أوغاستوس فنل عام 1892، والتي أحصت في الإنجليزية 225 مفردة ذات أصل عربي، ذلك لأنها لم تكتفِ بإحصاء المفردات العربية بل قامت أيضاً بمقارنة باقي اللغات على الإنجليزية. وقد أتت العربية حسب هذه الدراسة في المرتبة السابعة (مسبوقةً من قِبل اللاتينية فالفرنسية والإيطالية والإسبانية واليونانية والهندية). بعد ذلك بحوالي قرن، أي عام 1987، قام ديفيد بارنهرت بمقارنة مماثلة، وأتت النتيجة شبيهة، حيث حلّت العربية في المرتبة السادسة (بعد الفرنسية فاليابانية والإسبانية والإيطالية واللاتينية) (المرجع نفسه).[6]

فضلاً عن ذلك، فقد شغفت العربية العقول الإنجليزية في العلم والأدب، وهناك العديد من الأمثلة التاريخية على ذلك. فقد سافر الباحث الإنجليزي أدلر أوف باث في أوائل القرن الثاني عشر إلى جنوب مضيق المانش لكي يدرس العربية، وقام بترجمة لوائح الخوارزمي الفلكية إلى اللاتينية، إلا أنه لم يكن وحيداً في نشاطه هذا، بل كان عدد لا يستهان به من الأكاديميين الإنجليز يقومون باستطلاعات نحو القارة الأوروبية سعياً وراء مخطوطات عربية يقومون بترجمتها إلى اللاتينية، وكانت الدراسات العربية -أو الـ Arabum studia مثلما كانت تُعرف باللاتينية- حقلاً أكاديمياً هاماً. حتى أن جامعة أوكسفورد استحدثت منصبها الأول للبروفيسور اللاودي للغة العربية عام 1636، وقد شغله آنذاك إدوارد بوكوك الذي كان قد ألف كتاباً اسمه «نبذة عن تاريخ العرب» (وِلسن 2001).[6]

في الأدب، يمكن الحديث عن جفري تشوسر في القرن الرابع عشر باعتباره أول كتاب إنكلترا الكبار الذين بدؤوا باستعارة المفردات العربية واستخدامها في مؤلفاتهم، ذلك أنه كان شديد الاهتمام بالعلوم والفلسفة القرْوَسطية التي كانت تعتمد بشكلٍ كبير على العربية. في الواقع فإن الإنكليزية تدين لـ تشوسر بكلمة Arabic نفسها، غير أنها تدين له بما مجموعه 24 كلمة ذات أصلٍ عربي استعارها عبر الفرنسية إجمالاً، نذكر منها almanac (التقويم) التي تأتي من كلمة «المناخ» وnadir (الحضيض) التي تأتي من كلمة «النظير»، وalkali (القِلي)، sating (الساتان) التي تأتي من كلمة «زيتوني» (نسبةً إلى بلدة تسنكيانغ في الصين).[6] استمر تداول الكلمات العربية في الأدب الإنجليزي خلال عصر التنوير، وإن اُستُخدم لا لخلق كلمات جديدة بل لإشاعة جو إكزوتيكي في عدد من المؤلفات المتعلقة بالشرق. كان هذا حال «مؤلفات السير وليام دجونز في سبعينات وثمانينات القرن الثامن عشر، ووليام بكفورد في روايته «ڤاتِك» (1784)، ولورد بايرون في عدد من القصائد، وتوماس مور في «لالاّ رُخ» [رواية] (1817) وبالضرورة في الترجمة الأكاديمية التي قام بها إ.و.لاين لكتاب «تسالي الليالي العربية» (40-1838)» (كاي 1994).[7]

اليوم، توجد المفردات العربية في شتى المجالات في اللغة الإنجليزية، وللعد لا للحصر نذكر بأن المتكلم بالإنجليزية يستخدم كلماتٍ عربية عن قصد أو بغير قصد كما يلي: في العمارة، وفي علوم الحيوان والطير، وفي الملابس والقماش، وفي علوم الكيمياء والألوان والمعادن، وفي ميدان الطعام والشراب، وفي الجغرافيا والسفر وعلم الفلك، وفي الأمور المنزلية والحياة اليومية، وفي الغناء والموسيقى، وفي المسرح، وفي مجال التبرج والتزيّن، وفي عالم النبات، وفي العلوم والرياضيات، وفي الرياضة، وفي التجارة والمال.[7]

وهي حاضرة خصوصًا في حقل الفلك، إذ إن كتاب «أسماء النجوم: معرفة متوارثة ومعنى» لرتشارد هنكلي آلن اختتم بقاموس مصغر للمصطلحات العربية نظراً لغزارة أسماء النجوم ذات الأصل العربي المتداولة بشكل طبيعي في الإنجليزية. فضلاً عن ذلك، فقد أحصى ماريو بيي في كتابه «قصة اللغة الإنجليزية» 183 إسماً من أسماء النجوم، منها 125 إسماً -أي %68.3- ذو أصل عربي (كاي 1994).[7]

في الجغرافيا أيضاً للعربية أثرٌ كبيرٌ على الإنجليزية، وهناك 94 مصطلحاً جغرافياً ذا أصل عربي على وجه التحديد (المرجع نفسه). المثير للاهتمام هو أنه من أصل هذه المصطلحات الـ 94، فأن 25 منها قد وفدت إلى اللغة الإنجليزية خلال القرن التاسع عشر، وأن 16 منها قد وفدت خلال القرن العشرين، مايعني أن العربية -وإن كانت قد توقفت فعلياً عن إمداد الإنجليزية بالمفردات المتعلقة بالفلك- لم تتوقف عن مد الإنجيزية فيما يختص بالمصطلحات الجغرافية.[7]

أخيراً، لا بد لنا من الالتفات إلى حقل الرياضيات لأنه حالة خاصة في اللغويات العربية-الإنجليزية: لا يتجاوز عدد المفردات العربية المتعلقة بالرياضيات الـ9 مفردات، إلا أن معظمها لا يزال قيد التداول، كما أنه يحتل مكانة مركزية في حقل الرياضيات نفسه. من المعروف أن العرب هم الذين أدخلوا مفهوم وكلمة «الصفر» إلى الرياضيات الغربية، ومنها الإنجليزية، إلا أنهم أدخلوا أيضاً كلمات algebra (الجبر), وcipher (العمل على الرياضيات) وsineg (الجيب) (كاي 1994)؛ والواقع هو أن كلمة algorithm نفسها تعود لإسم الخوارزمي، وأن هذا الأخير لم يكتفِ بإعطاء إسمه لعنصر مفتاح الرياضيات، بل أعطى أيضاً نظام الأرقام العربي للحضارة الغربية بعد أن كانت تعتمد نظام الترقيم الروماني.[8] وتمت ترجمة كتابه «كتاب الجمع والطرح ووفقا للحساب الهندي» إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر، وكانت تلك هي الخطوة الأولى نحو اعتماد نظام الترقيم العربي في المغرب.

وقد أخذت أوروبا اللاتينية تعتمد نظام العد العربي ببطء شديد، بين القرنين الثالث عشر والسابع عشر الميلاديين. ويعزى هذا الاعتماد المتدرج إلى تعاظم التبادل التجاري بين العالمين.[9] وقد استغرق الانتقال النهائي من نظام العد الروماني إلى نظام العد العشري، خمسة قرون طويلة. ففي سنه 1202م اعتمد ليوناردو دي بيزا الإيطالي، وفي سنة 1480م استخدمه بيارو بورجي، أما في فرنسا، فاعتُمد نظام العد الهندو-عربي سنة 1485م. ولم تعتمده إنجلترا إلا سنة 1604م. ومع هذا، ظل استخدامه نادراً قبل سنة 1800م.[9]

إذا ما أردنا تلخيص حكاية اللغة العربية مع[10] اللغة الأنجليزية، فإن النتيجة كالتالي: أتى تأثير العربية نتيجة لغات وسيطة كاللاتينية القرَوسطية والفرنسية، وعدد المفردات العربية فيها التي لا تزال على قيد التداول يقارب 400 مفردة. إتجاهياً، الوجود اللغوي العربي في الإنكليزية إلى تضاؤل.[10]

حدث الجزء الأكبر من تأثير العربية في لغات العالم القديم، على الأخص، بين القرنين الثامن والثاني عشر ميلاديين، غير أن اللغة العربية ظلت تقريباً هي اللغة الأولى في العالم، في مجالات التجارة والعلوم والدبلوماسية، نحواً من ألف سنة.[11] تمت ترجمة معظم المؤلفات الإغريقية الكلاسيكية العلمية والفلسفية إلى العربية في القرن التاسع. وانطلاقاً من هذا الأساس، حقق العلماء العرب في مجالات الدراسات الثقافية أو الإنسانية والعلوم والطب والرياضيات تقدماً كبيراً في المعرفة.[12] ومن خلال هذا التواصل، والإنصهار المعرفي، والتلاقي بين حضارات وثقافات متنوعة، قدم العرب إسهاماتهم التي نُقلت بعد ذلك إلى أوروبا، مما أتاح لهذا الأثر اللغوي البقاء في اللغة الإنجليزية بشكل مباشر أو غير مباشر. إِلاّ أن النتاج البشري المادي أو المعنوي؛ كونية إنسانية عامة، لا تقتصر على فئة أو حضارة بشرية دون أخرى. ومن خلال المكانة التي تتمتع بها اللغة الإنجليزية في وقتنا الحاضر، على الصعيد الدولي في الحياة السياسية والتجارية والأمنية والإتصالات والترفيه والتواصل ووسائل الإعلام والسياحة والتعليم ومجالات أخرى متعددة، مما يمنح الإنجليزية مناخ التأثير اللغوي وقد أصبحت اللغة العالمية الأولى والأسرع انتشاراً في العالم.

تأثير اللغة العربية على اللغة الإنجليزية يظهر في العديد من الدخائل ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

  • Paradise وأصلها الفرودس [8]
  • Coffin وأصلها كفن [8]
  • Sugar وأصلها سكر [8]
  • Lemon وأصلها ليمون [8]
  • Merge وأصلها مرج [8]
  • Gazelle وأصلها غزال [8]
  • Rice وأصلها رز [8]
  • Cotton وأصلها قطن [13]
  • Magazine وأصلها مخازين[14]
  • Hazard وأصلها الزّهر[15]
  • Caliber وأصلها قالب[16]
  • Trafalgar وأصلها طرف الغرب[17][18]
  • Arsenal وأصلها دار الصناعة[19]
  • Cipher وأصلها صفر
  • Racquet وأصلها راحة اليد[20]
  • Lute وأصلها العود[21]
  • tariff بقيت كما هي تعرفة[8]
  • Race وأصلها راس [8]

إضافة إلى كلمات أصلها هندي (شطرنج - نرنج) أو فارسي (جيب) أو حبشي (قهوة) وانتقلت إلى الإنجليزية عبر اللغة العربية.

انتشارها في العالم العربي عدل

اللغة الإنجليزية بات لها انتشار واسع وملحوظ في العالم العربي بسبب انها لغة عالمية ونظرًا أيضًا لفقر المحتوى العربي من العلم فتعلمها أساسيٌ ويُدَرَّسُ في الكثير من البلدان العربية لمواكبة العصر وتطوراته كما يوجد العديد من المدارس والجامعات والكليات التي تدرس بها فقط.

اختبارات دولية لإتقان اللغة الإنجليزية عدل

انظر أيضًا عدل

المراجع عدل

  1. ^ صفة الإنجليزية-قاموس أكسفورد المتقدم للمتعلم-مطبعة جامعة أكسفورد © 2010. نسخة محفوظة 20 فبراير 2014 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  2. ^ كريستال، ديفيد (2008). "Two thousand million?" [ألفا مليون؟]. English Today. DOI:10.1017/S0266078408000023. مؤرشف من الأصل في 2021-05-06.
  3. ^ أ ب "Ethnologue report for Philippines". Ethnologue.com. مؤرشف من الأصل في 2013-01-25. اطلع عليه بتاريخ 2010-01-02.
  4. ^ أئمة النحاة في التاريخ، محمد محمود غالي، دار الشروق، جدة، الطبعة الأولى، 1396هـ/1979م، ص9-34
  5. ^ أ ب ت ث ج ح دراسة/ فريق المحترف السعودي/ أحمد عثمان/ مراجعة فكتور سحاب، العربية في اللغات العالميّة (مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، مبادرة من أرامكو السعودية) 27
  6. ^ أ ب ت دراسة/ فريق المحترف السعودي/ أحمد عثمان/ مراجعة فكتور سحاب، العربية في اللغات العالميّة (مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، مبادرة من أرامكو السعودية) 28
  7. ^ أ ب ت ث دراسة/ فريق المحترف السعودي/ أحمد عثمان/ مراجعة فكتور سحاب، العربية في اللغات العالميّة (مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، مبادرة من أرامكو السعودية) 29
  8. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر دراسة/ فريق المحترف السعودي/ أحمد عثمان/ مراجعة فكتور سحاب، العربية في اللغات العالميّة (مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، مبادرة من أرامكو السعودية) 30
  9. ^ أ ب دراسة/ فريق المحترف السعودي/ أحمد عثمان/ مراجعة فكتور سحاب، العربية في اللغات العالميّة (مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، مبادرة من أرامكو السعودية) 31
  10. ^ أ ب دراسة/ فريق المحترف السعودي/ أحمد عثمان/ مراجعة فكتور سحاب، العربية في اللغات العالميّة (مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، مبادرة من أرامكو السعودية) 56
  11. ^ دراسة/ فريق المحترف السعودي/ أحمد عثمان/ مراجعة فكتور سحاب، العربية في اللغات العالميّة (مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، مبادرة من أرامكو السعودية) 4
  12. ^ د. أنور محمود زناتي، التواصل الحضاري بين الشعوب: أثر اللغة العربية في اللغة الإنجليزية (2015) (http://www.alukah.net/literature_language/0/43171/#ixzz3XJVubw8g) 4 نسخة محفوظة 2020-06-05 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ Online Etymology Dictionary نسخة محفوظة 26 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ معجم التأثيل على الإنترنت نسخة محفوظة 26 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ معجم التأثيل على الإنترنت نسخة محفوظة 26 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ معجم التأثيل على الإنترنت نسخة محفوظة 26 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ جريدة الغارديان نسخة محفوظة 6 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ عرض تقديمي من مركز الدراسات المتقدمة للعالم العربي نسخة محفوظة 18 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
  19. ^ معجم التأثيل على الإنترنت نسخة محفوظة 27 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  20. ^ معجم التأثيل على الإنترنت نسخة محفوظة 26 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  21. ^ Online Etymology Dictionary نسخة محفوظة 02 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.