استعراض 14 يوليو العسكري

إستعراض 14 يوليو العسكري هو عرض عسكري فرنسي يقام كل سنة منذ عام 1880 في العاصمة باريس في فرنسا بمناسبة العيد الوطني الفرنسي.[1][2][3] عادة ما يتم إستدعاء وحدات من قوات عسكرية أجنبية لتسير بجانب القوات المسلحة الفرنسية.
جرت العادة أن يكون الإستعراض مكون من وحدات مترجلة و راكبة (محمولة) و وحدات على دراجات نارية و وحدات جوية و تسير كلها في شارع الشانزلزيه من ساحة شارل ديغول إلى ميدان الكونكورد أين يحي العسكريون رئيس الجمهورية و حكومته و كبار و أهم رجال الدولة إضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي و أيضا الضيوف السياسيين الأجانب.
يذكر أنه في نفس اليوم تقام عدة إستعراضات صغيرة من قبل عدة قوات عسكرية جهوية في بعض المدن التي تحتوي قواعد عسكرية مثل تولون وبلفور ونيم.

إستعراض 14 يوليو العسكري
Défilé militaire du 14 Juillet
الشعار
نوع الفعالية عرض عسكري
تأسست عام 1880
المكان الشانزلزيه، باريس،  فرنسا
تكرارها كل سنة

التاريخ

عدل
 
إستعراض عسكري على مضمار لونغشون في باريس حوالي سنة 1900.

كان هذا الإستعراض في الأصل في شكل مهرجان و احتفال شعبي في سنة 1790، احتفالات 14 يوليو أصبحت عسكرية منذ انتصاب حكومة مديرين في الجمهورية الفرنسية الأولى. ثم تحت حكم نابليون الأول فقد هذا الاحتفال جزء من أهميته، و وجب الانتظار حتى نهاية القرن التاسع عشر و تحت الجمهورية الفرنسية الثالثة ليعود هذا الإستعراض لهيبته و شرفه. في 1880 أصبح يوم الإتحاد اليوم الوطني بعد موافقة مجلس الشيوخ الفرنسي عليه في 28 يونيو و لكن مرسوم أخر أصدر في 6 يوليو ينص على إلزامية وجود إستعراض عسكري موازي.
سياسيا، هذا الإستعراض كان يراد منه إظهار القوة العسكرية لفرنسا بعد هزيمة فرنسا في الحرب الفرنسية البروسية و الحفاظ على التعبئة الشعبية العامة لإسترداد المقاطعات المفقودة في الحرب (ألزاس و جزء من اللورين).
في 1880، إستعراض عسكري أجمع عدة عشرات ألاف من المتفرجين بحضور رئيس الجمهورية أنذاك جول كريفي في مضمار لونغشون، و حتى سنة 1914، بقت أحداث الإستعراض تدور في مضمار لونغشون.
بعد الحرب العالمية الأولى، جرى الموكب لأول مرة في شارع الشانزلزيه، و في 1919، المارشالات الفائزين في الحرب نزلوا من أعلى شارع الشانزلزيه على الخيول و هم جوزيف جوفري وفرديناند فوش وفيليب بيتان و أسموه «إستعراض النصر». وحدات لقدامى محاربي الحرب مع الحلفاء شاركت أيضا في العرض العسكري، حيث مر الإستعراض من تحت قوس النصر في الشانزلزيه (ضريح الجندي المجهول تم وضعه إلا في سنة 1921).
من 1940 إلى 1944، لم يتم تنظيم أي إستعراض عسكري بسبب الاحتلال الألماني لفرنسا. و في 14 يوليو 1940، أول الفرنسيون الأحرار قاموا بإستعراض متواضع في شوارع لندن، و في سنة 1942، قام البعض من المنتسبين إلى قوات فرنسا الحرة الجوية بتأمين سير الإستعراض في لندن. و في 1945، وقع أول إستعراض عسكري بعد الاستقلال و التحرر، حيث دارت أحداثها في ساحة الباستيل و لكن الدرجات النارية و المركبات مرت من شارع الشانزلزيه مرورا بالعاصمة باريس. احتفال أخر كبير وقع بعد شهر في شارع الشانزلزيه لإحياء ذكرى خطاب 18 جوان (يونيو) 1940. في 1946، الرئيس الفيتنامي هو تشي منه الذي كان يقوم بزيارة لفرنسا للمشاركة في مؤتمر فونتانبلو استدعي ليجلس في المدرج الشرفي (الفخري أو الرئاسي).
تحت رئاسة فاليري جيسكار ديستان تم تغيير مكان الإستعراض عدة مرات من ساحة الباستيل إلى ساحة الجمهورية (1974)، ثم إلى مسار فينسان (1975)، في الشانزلزيه (1976، 1978، 1980المدرسة العسكرية (1977)، و مرة أخرى ساحة الباستيل و الجمهورية في 1979.
الرؤساء اللاحقين فرنسوا ميتيران (1981 إلى 1994) و جاك شيراك (1995 إلى 2006) و نيكولا ساركوزي (2007 إلى 2011) و فرانسوا أولاند (2012 إلى 2016) أبقوا على الإستعراض في شارع الشانزلزيه.

أحداث الإستعراض

عدل
 
الرئيس نيكولا ساركوزي بجانب رئيس أركان القوات المسلحة جان لويس جورجلين في افتتاح الإستعراض العسكري في 14 يوليو 2008.
 
دورية فرنسا في سماء باريس فوق الشانزلزيه خلال الإستعراض العسكري.

يبدأ الإستعراض العسكري بحضور رئيس الجمهورية و رئيس مجلس الشيوخ و رئيس الجمعية العامة و أعضاء الحكومة إضافة إلى سفراء الدول الأجانب و كبار رجال الدولة و كبار المسؤولين في الرئاسة و الدفاع و كلهم يجلسون في المدرج الشرفي (الفخري أو الرئاسي) الذي يقع على منصة موضوعة أمام مسلة الأقصر في قلب ميدان الكونكورد أسفل شارع الشانزلزيه. يمكن أيضا إستدعاء شخصيات عالمية مرموقة كرؤساء الدول و رؤساء المنظمات الدولية الكبيرة و يجلسون بجانب الرئيس في وسط المنصة.
الوحدات العسكرية التي تكون مترجلة و على درجات نارية و على مركبات تسير في شارع الشانزلزيه و تنقسم إلى نصفين أمام المدرج الشرفي بإستثناء الفيلق الأجنبي الفرنسي الذي يستدير يسارا و فرقة فرسان الحرس الجمهوري الذي يستدير يمينا، موسط السرعة لقائدي الدرجات النارية هو 14 كم/س. عرض جوي يقام أيضا فوق هذا الشارع يفتتح عبر طائرات تخرج ألوان العلم الفرنسي و التي تسمى دورية فرنسا. تحضيرات محاكاة إستعراض 14 يوليو تقام يوم 12 يوليو. الموكب الرسمي يأخذ مكانه في صباح 14 يوليو، هذا الأخير يتقدمه القادة العامين للموكب، و هنا يأتي دور رئيس الجمهورية حيث يخرج من قصر الإليزيه في سيارة الرئاسة وصولا إلى قوس النصر ليركب في شاحنة أكمات ليبدأ رسميا الاحتفال حيث ينزل من أعلى شرع الشانزلزيه وصولا إلى المنصة الشرفية في ساحة الكونكورد محاطا بعدد كبير من فرسان الحرس الجمهوري، و عندما يصل للمنصة الشرفية يحي الحاضرين ثم يستمع و الحاضرون إلى النشيد الوطني الفرنسي ثم إلى موسيقية افتتاحية. يفتح المهرجان بإستعراض جوي ثم يليه المشاة على الأرض.
يختتم الإستعراض بالفيلق الأجنبي الفرنسي الذي يمشي ببطأ أكثر من البقية حيث يقوم ب88 خطوة في الدقيقة على خلاف بقية الوحدات التي تقوم ب120 خطوة في الدقيقة و 140 للألبيني. دورية فرنسا التي تطلق الغازات الملونة التي تمثل علم فرنسا الأزرق، الأبيض و الأحمر تفتح الموكب الجوي. حاكم باريس العسكري يأتي أمام المنصة و يحي رئيس الجمهورية و يرد عليه الرئيس بالتحية كذلك، و بهذا يترك الرئيس الموكب.
عادة ما يستدعي رئيس الجمهورية شخصيات سياسية عالمية، إلى جانب عدة وحدات عسكرية أجنبية تابعة لدول أخرى للمشاركة في الإستعراض، مثلا سنة 1994 مع الفيلق الأوروبي أو سنة 2007 حين استدعى نيكولا ساركوزي ملحق من كل 26 دولة من الاتحاد الأوروبي حيث يشاركون في الموكب عبر الأحرف الأبجدية متبعين بأعلام الدول الأوروبية ال27 و علم الاتحاد. و في سنة 2008، وحدة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة عبرت شارع الشانزلزيه. و كذلك لأول مرة سنة 2008 نزل المظليون أمام المنصة الشرفية في ساحة الكونكورد و منذ هذه السنة أصبح المظليون ينزلون كل سنة في ختام الإستعراض مع علم فرنسا و يقومون بحركات إستعراضية حيث ينزلون فرادى ثم يلتصقون ببعضهم عموديا حتى ينزلوا كذلك فرادى و يقفون بالعلم أمام المنصة الشرفية.

الوحدات التي تعبر الشانزلزيه

عدل

يوجد أسفله قائمة غير حصرية بالوحدات التي تعبر الشانزلزيه يوم 14 يوليو :

وحدات المترجلين (المشاة)

عدل
 
تلامذة المدرسة العسكرية المشتركة في 2007.
 
تلامذه المدرسة الوطنية لضباط الصف النشطين سنة 2008.

حوالي 4000 عسكري و مدني (منهم شرطة و رجال إطفاء) يترجلون:

وحدات الخيالة

عدل

حوالي 240 حصان يسيرون مع فرسانهم:

وحدات الدرجات النارية و المركبات

عدل
 
إي أر سي 90 ساغاي تسير فوق الشانزلزيه 2005.

حوالي 460 مركبة منهم 80 دراجة نارية تسير في الموكب :

الوحدات الجوية

عدل
 
عدة طائرات فوق الشانزلزيه في 2012

موكب الافتتاح يحتوي إلى جانب طائرات ألفا جت التسعة التي تكون دورية فرنسا على حوالي 60 طائرة:

إمتيازات بعض السنوات

عدل
 
أربعة طائرات داسو ميراج 2000 مع طائرة مجرية ساب جاس-39 غربين
 
مظلي يحمل علم الأمم المتحدة بصدد النزول في ساحة الكونكورد في 14 يوليو 2008

حوادث

عدل
  • حتى سنة 1984، مرور المدرعات و المركبات المصفحة و الثقيلة، تأثر سلبا على الأثار و المنحوتات الموجودة في ساحة الكونكورد مثل خيول مارلي و تم نقل الأثار الأصلية إلى متحف اللوفر و وضع نسخ منقولة في أمكنة النسخ الأصلية المنقولة.
  • 14 يوليو 2002، رئيس الجمهورية الفرنسية جاك شيراك ينجو من الاغتيال من طرف اليميني المتطرف ماكسيم برونيري الذي أطلق النار عليه من وسط الجماهير استعمال بندقية.
  • 14 يوليو 2012، عند أول إستعراض بحضور رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا أولاند، المظلي الفرنسي جان ميشال بوليه أصيب أثناء هبوطه أمام المنصة الرئاسية و نقل المظلي بعيد بأمتار عن المنصة و لكن الرئيس أولاند تبعه و حياه و تكلم معه كبقاي زملائه الذين قفزوا معه.

معرض الصور

عدل

مقالات ذات صلة

عدل

مراجع

عدل
  1. ^ "Afghanistan: Sarkozy veut revoir les conditions de sécurité". L'Express. مؤرشف من الأصل في 2018-07-14.
  2. ^ www.consulfrance-sanfrancisco.org. The Trooping of the Colour or Queen's Birthday Parade in London has been held regularly since 1820: نسخة محفوظة 15 July 2014 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ "Trump to visit France for Bastille Day" ("Trump says ‘oui’ to Macron’s Bastille Day invitation"). detroitnews.com. 28 يونيو 2017. مؤرشف من الأصل في 2017-10-02. اطلع عليه بتاريخ 2017-06-28.