ويكيبيديا:مقالة الصفحة الرئيسية الجيدة/206

أحد الحصون القديمة في بارق يعود للقرن 11هـ
أحد الحصون القديمة في بارق يعود للقرن 11هـ

تُعتَبر منطقة بارق المعاصرة جزءاً من الإقليم الذي عرف تاريخياً باسم "اليمن"، ومن هذا المنطلق فإن تاريخها المعاصر يدخل في إطار التاريخ اليماني الذي يعود الى الألفية الثانية ق.م. تأسَّست بارق بشكل فعلي في عام 220م وسكنتها قبيلة مهاجرة من جنوب اليمن اسمها بارق، حيث كانت قبيلة أزدية، وعُرِفَت قبل ظهور الإسلام بديار بارق، وهي ديار يَمرُّ بها طريق التجارة القديمة من اليمن إلى مكة المكرمة ثم بلاد الشام التي تعرف برحلة الشتاء والصيف. كان يُقَام فيها سوق حباشة في أول شهر رجب ثمانية أيام، وقيل 3 أيام، وكان السوق وقوافله في حماية بلاد بارق، وهو سوق للأزد كان من أعظم أسواق العرب على الإطلاق وكان آخر سوقٍ خربت من أسواق الجاهلية. وفي أواسط القرن السابع الميلادي دخلت قبائل بارق في الإسلام، ولعبت دوراً مفصلياً ورئيسياً في الفتوحات الإسلامية، وقد استوطن الكثير من أفرادها في البلاد المفتوحة خلال تلك العصور. بعد انقضاء دولة الخلفاء الراشدين باتّفاقٍ بين الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان تنازل الحسن عن الخلافة إلى معاوية حقناً لدماء المسلمين، فأصبح معاوية خليفة المسلمين وبدأت الدولة الأموية ودخلت بذلك بارق في خلافة الأمويين (41 - 132 هـ/662 - 750م). تخللها بيعة أهل بارق إلى عبد الله بن الزبير بعد مقتل الإمام الحسين حيث أرسل إلى قبائل تهامة بالبيعة وبويع من الجميع. لكنَّ الجميع اجتمعوا على نبذ الدولة الأموية، ومن هنا تلاشى تدريجياً دور أهل بارق لعداوتهم للدولة الأموية بعكس دورهم الفعال في عهد الخلفاء الراشدين. ومن بعدها دخلت المنطقة تحت سيطرة الدولة العباسية (132 هـ- 656هـ)، وبعد ضعف الدولة العباسية في العصر العباسي الثاني ظهرت الدويلات الإسلامية المتفرّقة، ومنها الدولة الطولونية التي بسطت نفوذها على الحجاز والجزء الغربي والشمالي من اليمن بما في ذلك منطقة بارق، ودامت سيطرتها من عام 274 هـ إلى 293 هـ، إلا أن الدولة العباسية استطاعت استرجاع هذه المنطقة عام 293 هـ، وظلَّت تحت سيطرتها حتى عام 330 هـ.

تابع القراءة