مملكة الأنباط

الأنباط (النبط) (169 ق.م - 106م) هي مملكة عربية[1][2][3][4][5] قديمة قامت في شمال شبه الجزيرة العربية. كانت عاصمتهم مدينة البتراء ، وكانت محطة إستراتيجية واقعة على طريق البخور؛ إذ إنها تقع على مفترق طرق القوافل القادمة من جنوب شبه جزيرة العرب، إلى الهلال الخصيب وأفريقيا.

الأنباط
المملكة النبطية
→
القرن الرابع ق.م – 106 م ←
المملكة النبطية في أقصى اتساعها.

عاصمة البتراء
نظام الحكم ملكية
اللغة الرسمية لغة عربية نبطية،  والآرامية  تعديل قيمة خاصية (P37) في ويكي بيانات
اللغة آرامية نبطية
عربية نبطية
الديانة الوثنية
الحاكم
حارثة الأول 169–120 ق.م
حارثة الثاني 120-95 ق.م
عبادة الأول 95-88 ق.م
حارثة الرابع 9 ق.م-40 م
مالك الثاني 40-70
رب إيل الثاني 70-106
التاريخ
التأسيس القرن الرابع ق.م
الزوال 106 م
المساحة
المساحة 200000 كيلومتر مربع  تعديل قيمة خاصية (P2046) في ويكي بيانات
بيانات أخرى
العملة عملة نبطية

اليوم جزء من
الخزنة في مدينة البتراء في الأردن
ذو الشرى. منحوتة نبطية وجدت جنوب سوريا ومحفوظة في متحف دمشق الوطني

اعتمد الأنباط على تجارة القوافل، واغتنوا وأسسوا مملكة عربية مهمة، وكتبوا بالآرامية التي أخذوها غالبًا عن الأدوميين، وكانت الآرامية لغة التجارة في غربي آسيا منذ مطلع الألف الأول قبل الميلاد، كما أنها أصبحت لغة بلاط الفرس الأخمينيين. ولا شك في أن الأنباط كانوا يتكلمون العربية فيما بينهم، ويذكر جان كانتينو أن لغة الكلام لديهم أخذت تؤثر تدريجيًّا في آرامية اللغة المكتوبة حتى آلت فيما بعد إلى عربية شبه كاملة في نص النمارة (شرق شهبا) للملك المعروف امرؤ القيس.

كان اهتمامهم قليلًا بسلسلة الواحات المنتشرة التي كانت ضمن مملكتهم، ومارسوا الزراعة بشكل محدود، ولم تكن حدودهم مع الصحراء مؤمنة بشكل فعال؛ فقدت استقلالها في عهد الإمبراطور الروماني تراجان.
تمكّن الأنباط من استغلال موقع بلادهم لمرور شرايين التجارة بين الشام واليمن، وكذلك قاموا بالوساطة في نقل التجارة بين «مصر والشام وأماكن أخرى من شبه الجزيرة العربية»، ففرضوا ضرائب على التجارة والتجار. وقد كان ميناء غزة هو المفضل لدى الأنباط لقربه من البتراء. بالإضافة إلى أنهم شقوا قنوات الري واهتموا بالزراعة واستغلال أرضهم وما فيها من موارد طبيعية، وتعلموا وأتقنوا استغلال مناجم النحاس والحديد، كما ضربوا النقود على الطريقة الشامية، وجمعوا ثروات عظيمة نتيجة لازدهارهم الاقتصادي.

فئات المجتمع عدل

عرف المجتمع العربي النبطي نوعاً من التباين في فئاته وشرائحه الاجتماعية، فالفئة العليا هي الأرستقراطية العربية صاحبة رأس المال التجاري والتي بيدها السلطة لتحكم الشعب كما نجد ذلك في جنوب الجزيرة العربية وكل الدول التجارية الأخرى. غير أنه لا يجود نصوصاً واضحة وصريحة عن طبيعة المجتمع ولكن يمكن تصور أن في هذا المجتمع فئة زراعية واسعة فيها العمال العبيد والعبيد الخدم والعمال الزراعيون والفلاحون ولا بد من وجود فئة أشبه بالمتوسطة تتحمل دفع الضرائب، كما عرف المجتمع النبطي فئة أخرى تدعى فئة الأجانب.[6]

الأستقراطية العربية عدل

وتتكون من أصحاب المعابد - رجال الدين - والأراضي الكبيرة وشيوخ القبائل وكبار التجار والموظفين الكبار ونواب الملك في المحطات التجارية. ويمكن تسميتها طبقة الحكام والكهنة والمشايخ، وهذه الفئة هي صاحبة الامتيازات الاقتصادية والسياسية، وتسمى أيضا فئة الأشراف وهي مالكة الأراضي، كما يدخل في ضمن هذه الفئة شيوخ العشائر الذين يملكون الإقطاعات الواسعة. [6] ومن المؤكد أن هذه الفئة كانت تشرف على طرق المواصلات كما أنها كانت تحتكر الأسواق وتتحكم بالأسعار، وهي التي تقرض الأموال إذ بلغ من قدرة هذه الفئة على الإقراض أنها أقرضت الدولة مبالغ من المال كما فعلت السيدة رومي النجرانية حيث أقرضت الدولة مبالغ من المال وتنازلت عنه وعن أرباحه.[6]

المواطنون الأحرار عدل

تتكون من الجند المسلح المعدين لحفظ النظام وحماية القلاع وحراسة القوافل، كماوتتكون من الفلاحين لزراعة الأرض واستغلالها وكذلك الصناع والتجار من متوسطي رؤوس الأموال ويذكر لنا "رودو كتاكيس أن هذه الفئة كانت تمنح بعض الإقطاعات الزراعية التي يقومون على استغلالها فتسد بذلك حاصلاتها رمقهم كما يذكر الدكتور منذر البكر أن هذه الفئة تخضع لفرض الضرائب من قبل الفئة الأولى وفي الأزمات الاقتصادية تتحول هذه الفئة إلى فئة العبيد وقد تأثرت هذه الفئة بالمجتمع الروماني لا سيما عندما أدخل الحارث الثالث مملكة الأنباط ضمن محور الحضارة الهلنستية.[7]

العبيد عدل

وهذه الشريحة فاقدة للحقوق السياسية والاقتصادية، إذ يذكر محمود الروسان أن هذه الفئة توجد عند الأنباط كما وجدت عند لحيان ومعين حيث عثر في نقوش الحجر ذكر لهذه الفئة أو الشريحة ونجد أن هؤلاء العبيد غير أحرار وإنما هم تابعون للأرض ويسمون عند عرب الجنوب" ادومت" ووصفتهم كتب الأدب بالصعاليك.[7]

الأجانب عدل

نستنتج وجود هذه الفئة في مدينة البتراء من كونها مركزاً تجارياً مهماً فلا بد لتجارة الأجانب من وجود مركز فيها فهناك الصيارفة والممثلين للتجار الأوروبيين وهذا يكثر في المدن التجارية كما هي الحال في دولة ميسان العربية. وكذلك دولة تدمر. [8]

الموقع الجغرافي عدل

نشأت مملكة الأنباط في المنطقة الشمالية الغربية من شبه الجزيرة العربية، في المكان الذي عرف باسم «بلاد العرب الحجرية أو الصخرية» "Arabia petraea" عند الإغريق والرومان.

كانت دولة الأنباط تمتد من حدود دمشق شمالًا إلى حدود العلا جنوبًا، ومن بادية الشام شرقًا مرورًا إلى صحراء النقب وشبه جزيرة سيناء غربًا.

وفي أوج اتساعها، امتدت دولة الأنباط من منطقة دمشق إلى شبه جزيرة سيناء، وشملت صحراء النقب وسهل البقاع وضمت الأجزاء الجنوبية والشرقية من فلسطين وأقاليم حوران وأدوم وردان وأجزاء من ساحل البحر الأحمر.

التاريخ عدل

 
لوحة للمقبرة النبطية (القصر الفريد)، تقع في مدائن صالح، الحجاز، المملكة العربية السعودية.
 
آثار مدينة عبدة النبطية على قمة جبل في النقب ترجع إلى القرن الأول قبل الميلاد.

لقد كان الأنباط يطلقون على أنفسهم اسم (النبط)، وهي قبيلة بدوية كانت تنتشر في سيناء والنقب منذ القرن السادس قبل الميلاد، وفي القرن الثاني قبل الميلاد احتلوا مناطق الإدوميين وأخضعوهم وأقاموا مملكة الأنباط وجعلوا سلع (الرقيم) عاصمتهم، وكذلك تمكنوا من إخضاع عدة شعوب أخرى كالآراميين والكنعانيين والقيداريين والعمونيين والمدينيين في المنطقة الممتدة بين دمشق وسيناء.[9] وتمددوا لمنطقة العلا واتخذوا من الحِجر مدائن صالح مدافن لأثريائهم وسادة القوم والمسؤولين النبطيين.

أطلق العرب في العصر الإسلامي تسمية النبط على سكان جنوب العراق والمندائيين متحدثي اللغة الآرامية في العراق وعلى سريان سوريا، إضافة لاستعمال مصطلح السريان، بالرغم من أن السريان وسكان العراق لم يطلقوا على أنفسهم تسمية النبط، ولم تتواجد قبيلة النبط الأردنية في مناطقهم.

كان النبط (الأنباط) قبائل بدوية ينتشرون في النقب وسيناء بالأصل، واحتلوا مناطق الإدوميين في القرن الثاني قبل الميلاد؛ ذكروا في النصوص الآشورية أنهم يعيشون في بادية الشام، وأنهم تحالفوا مع قبيلة قيدار الإسماعيلية، وورد في النصوص الآشورية أن «ملك قمرو» «مالك قمرو» ابن «عميطع» سيد قبيلة «مسئا» الإسماعيلية غزا قبيلة «نبطي»، وقتل عددًا من أتباعها، وتطلق النصوص الآشورية تسمية «العرب» على القيداريين لكنها لا تطلق هذه التسمية على النبط.

امتدت دولة الأنباط في أوج ازدهارها من سيناء إلى النقب إلى جنوب سوريا، وكان حارثة أول ملك نبطي ذكرته النقوش سنة 169 ق.م، والأنباط أو النبط قبائل بدوية من سيناء والنقب تمكنت من الاستيلاء على سلع/ البتراء (مدينة الإدوميين) وجعلها عاصمه لهم.

كان أول اتصال بين الأنباط وروما سنة 65 ق.م حين زار القائد الروماني بومبي مدينة البتراء، منذ ذلك الحين نشأ تحالف بين الرومان والنبط، وأصبحت مملكة النبط الفاصل بين البلدان الخاضعة للحكم الروماني وبين القبائل البدوية القاطنة في شبة الجزيرة العربية.

من الحروب التي خاضها الأنباط لتوسيع نفوذهم وسلطانهم في الشرق الاشتباك الذي وقع بينهم وبين اليهود في فلسطين في عهد الملك النبطي عبادة الأول سنة 90 قبل الميلاد، فانتصر الأنباط واستولَوا على جنوب شرقي سوريا بما فيها حوران وجبل الدروز، ومن أشهر ملوك الأنباط الحارث الثالث، وقد تغلب في حملة قام بها على فلسطين، فتمكن من محاصرة القدس واحتلال دمشق، وقد حاول الرومان بقيادة بومبي احتلال بلاد الأنباط ولكن الملك الحارث الثالث استطاع الصمود في وجهه والاحتفاظ بنفوذه في جنوب فلسطين وشرقي الأردن وجنوب شرقي سورية وشمال الجزيرة، وقد ظلت العلاقات طيبة بين الأنباط والرومان، وظلت البتراء المحطة الرئيسية على طريق القوافل التجارية حتى تضاءلت أهميتها على إثر تحول طريق التجارة المار بغربي الجزيرة إلى العراق، مما أدى إلى أن تفقد البتراء أهميتها كمركز يعتمد على التجارة الغربية، وكانت مملكة النبط القاعدة الرئيسية التي انطلقت منها القوات الرومانية لغزو اليمن في العام 25 ق.م، مستهدفين مملكة معين، وقد أُبيد عشرة آلاف جندي من الجيش الروماني والقوات النبطية في تلك الحملة.[10]

وفي سنة 106م أرسل الإمبراطور تراجان حملة ضد الأنباط احتلت فيها البتراء دون مقاومة، وبسقوط البتراء بيد الرومان انتهت دولة الأنباط وجعلوها ولاية رومانية، وأصبحت جزءا من المقاطعة العربية التي أنشأها الرومان في الطرف الجنوبي من سورية للحماية من هجمات السراكين العرب البدو.

حل مكان مملكة الأنباط إمارات تابعة للروم من قبيلة نبطية جديدة وهي تنوخ التي منها اللخميون حكام الحيرة، والغساسنة حكام الأردن وجنوب سوريا.

الأصل عدل

كان الأنباط إحدى القبائل البدوية العديدة التي تترحل في الصحراء العربية، وانتقلت مع قطعانها إلى أي مكان يمكن أن يجدوا فيه المراعي والمياه.[11] أصبحوا على دراية بمنطقتهم مع مرور الفصول، وكافحوا من أجل البقاء على قيد الحياة خلال السنوات السيئة، عند تضاؤل هطول الأمطار الموسمية.[11] على الرغم من أن الأنباط قد اندمجوا في البداية مع الثقافة الآرامية ، إلا أن النظريات المتعلقة بجذورهم الآرامية مرفوضة من قبل العلماء المعاصرين.[12] ويقال إنهم أحفاد نبط (أو نابت) بن إسماعيل.[13]

الاقتصاد عدل

 
الطرق التجارية النبطية القديمة.

بدأ الأنباط حماة للقوافل التجارية، ثم وكلاء محليين للتجارة، ثم وسطاء في التجارة، إلى أن أصبحوا أصحاب تجارة وسيطروا على الطرق التجارية في العالم؛ حيث كانت قوافلهم المكونة من مئات الجمال تحمل البخور والتوابل والعطور واللبان والمر من شواطئ عُمان واليمن ومرورًا بمكة والمدينة والحِجر ووادي رم إلى البتراء (الرقيم) عاصمة القوافل، ثم تتفرع الطريق بها إلى دمشق شمالًا أو عبر النقب وسيناء غربًا للتجارة مع المصريين. هذا وتظهر النقوش والآثار التي خلفها التجار الأنباط أماكن بعيدة عن مقرهم حتى بلغت مصر وإيطاليا واليمن.

الدين عدل

عبد الأنباط الاصنام العربية المعروفة: ذو الشرى، الذي مثلوه على هيئة حجر أسود، بالإضافة إلى اللات، والعزى، ومناة، وهبل.

لغة النبط عدل

كانت لغة الأنباط الرسمية هي اللغة الآرامية (بلهجة نبطية) لكنهم كانوا يتحدثون اللغة العربية في حياتهم اليومية، وهو ما يستدل عليه من النقوش والواجهات الخاصة بالمدافن الخاصة بالأنباط في مدائن صالح وجنوب الأردن؛ إذ كتبوا النقوش بلهجة عربية بحرف آرامي. ويرى بعض اللغويين أن الفارق اللغوي بين لغة النبط ولغة قبيلة قريش فارق شديد؛ حيث يستحيل أن تنحدر اللغة العربية من اللغة النبطية، ويرون أن اللغة العبرية واللغة السبئية المتأخرة أقرب إلى اللغة العربية.

استخدم النبط في البداية اللغة الآرامية للأغراض الرسمية وبخاصة في الكتابة. ولم تكن العربية بعد لغة مكتوبة.[14] وحيث شكل متحدثو اللغة الآرامية نسبة كبيرة من السكان.

من الجدير بالملاحظة أن جميع النقوش النبطية على واجهات المقابر الخاصة بالنبط (الأنباط) وقبيلة السلاميين في مدائن صالح هي باللغة العربية بالخط النبطي وليس باللغة النبطية.

مدن مملكة الأنباط عدل

مدينة البتراء عدل

 
مبنى المحكمة أو قبر الجرة بالبتراء

سلع أو البتراء أو الرقيم كانت عاصمة مملكة الأنباط؛ تقع في محافظة معان في جنوب المملكة الأردنية الهاشمية. اسمها القديم «سلع» أي «الشَّق» بسبب تصميمها المخفي في الوديان الصخرية العميقة التي لا يمكن الدخول إليها إلا لمن يعرف دروبها. سماها الرومان Petra التي تعني في اللغة اللاتينية «الصخرة» (كما سموا الإقليم الذي ضم المنطقة Arabia Petra أي «بلاد العرب الصخرية») ويبدو أن الأنباط قد عرفوا المدينة باسم «الرقيم» بسبب كثرة النقوش على جدران وديانها وعماراتها. ازدهرت في القرن الأول ق.م. في عهد ملكها الحارث الثالث. احتلها الرومان وأسموا الأراضي التي قامت عليها مملكة الأنباط «بالولاية العربية» وظلت مزدهرة حتى القرن 3 الميلادي. تضم آثارًا عِمرانية منحوتة في الصخر نادرة المثال، وهي مدينة محفورة في الصخر، ومختبئة خلف حاجز منيع من الجبال المتراصة التي بالكاد يسهل اختراقها، تحظى بسحر غامض. إن المرور بالسيق، وهو ممر طريق ضيق ذو جوانب شاهقة العلو، التي بالكاد تسمح بمرور أشعة الشمس مما يضفي تباينًا دراماتيكيًّا مع السحر القادم. وفجأة يفتح الشق على ميدان طبيعي يضم الخزنة الشهيرة للبتراء المنحوتة في الصخر، والتي تتوهج تحت أشعة الشمس الذهبية.[15]

وقد ذكر اسم الرقيم في القرآن الكريم:

  •   أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا     الكهف

الحجر (مدائن صالح) عدل

مدائن صالح أو الِحجر هي عبارة عن مدافن وقبور لأثرياء النبط والعرب، ومعظم الواجهات الصخرية عائدة إلى ما بين القرن الثاني قبل الميلاد والقرن الثاني بعد الميلاد، والكتابات المنقوشة على بعض المدافن هي باللغة العربية بالخط النبطي (ليس باللغة النبطية)، ومذكور بها اسم الراقد بالقبر واسم النحات واسم الملك النبطي حارثة وأيضا أسماء الأصنام والأوثان وتكلفة نحت المدفن واسم القبيلة.

 
أحد مقابر الحجر /مدائن صالح[16]

الحجر أو مدائن صالح هي ليست مدينة أو مستوطنة بشرية نبطية، وقد اتخذها الأنباط مقبرة لأثريائهم.

وتقع الحجر/ مدائن صالح في محافظة العلا شمال السعودية. وهي من أهم المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط وقارة آسيا

اتخذ الأنباط منطقة الحجر مقابر، وقد نسب الأنباط بناء بعض مقابر مدينة الحجر لنفسهم في النقوش التي نقشوها واجهات المقابر الخاصة بهم .

لا يعرف بالضبط من الذي نحت الواجهات الصخرية في الحجر (مدائن صالح)، النبط أم أناس محليون من منطقة العلا تابعون لمملكة النبط، لكن لا شك أنهم قوم جزريون يتبين حسب نقوشهم ولغتهم أنهم كانوا يتحدثون بإحدى اللغات العربية وليس باللغة النبطية العربية، وتذكر النقوش أسماء القبائل التي ينتمي لها المدفونون في الحجر.

يرجح أنه أُعيد نحت مدافن بيوت الحجر على فترات مختلفة من قبل عدة أقوام، واستعملت مدافن الحجر لأغراض متعددة، كمعابد وقبور، لكن الأنباط أو قبائل منطقة العلا التابعة لهم هم على الأغلب من نحتوا الواجهات الصخرية واستعملها النبط كمدافن.

وقد ذكر في القرآن أصحاب الحجر:

  •   وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ   وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ   وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ   فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ   فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ     الحجر

أصحاب الحجر هم مجموعة من النبط والله أعلم، وكانوا ينتحون بيوتًا من الجبال في الحجاز بشبه الجزيرة العربية، وكانوا أهل تجارة ومال (فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون).

كان المعينيون الشماليون (الددانيون/ اللحيانيون) يقطنون في مستوطنة ددان وتيماء، وقد كانوا مثل النبط ينحتون الجبال لاتخاذها مقابر وبيوت، وأهم مواقعهم المنحوتة هو موقع مدائن الأسود (مقابر الأسود)، وكانوا يجيدون النحت بالصخر بإتقان، وقد يكونون هم الذين نحتوا مقابر الحجر مقابل أموال، وتبعد الحجر (مدائن صالح) مسافة 14 كم عن ددن والفاصل الجغرافي هو سلسلة جبلية بين مستوطنة ددان والحجر؛ حيث تعمد المعينيون الشماليون إقامة مستوطنتهم بين الجبال تيمنا بمدنهم في اليمن، وللحماية من أية هجمات محتملة من الأعراب أو أقوام معادية، اكتشفت كمية كبيرة من التماثيل والكتابات المعينية والآثار التي تم تكسيرها بشكل متعمد وطمرها في بئر ماء في ددن، ولا يعرف من الذي قام بذلك، يحتمل أن القوات الرومانية والنبطية غزت أو حاولت غزو مدينة ددن وتخريبها وإبادة السكان قبل الانطلاق إلى اليمن، ويحتمل أيضا أن القوات الأكدية البابلية غزت أو حاولت غزو ددن؛ حيث اكتشفت نقوش آرامية تسجل مجازر ارتكبت بحق سكان تيماء التابعة لمقاطعة ددن في مملكة معين.

  • (هو (الملك الأكدي) شق طريقا بعيدا وحالة وصوله قتل بتر ملك مدينة تيماء وأراق (دماء) أنعام أهل المدينة (تيماء) وأنعام أهالي المناطق المحيطة بها، أما هو نفسه فأقام في تيماء ومعه أقامت القوات الأكدية وجمل المدينة (تيماء) وبنى قصرا مشابها لقصر بابل وبنى.... وأودع ثروة المدينة (تيماء) وثروة المنطقة المحيطة بها في .... والحرس يحيطون به..... ويتحسرون بصوت عالٍ (الأسرى).......جعلهم (الأسرى) يحملون الطوب والسلال من جزاء العمل.....)
  • (شهرين...... قتل الناس ..... رجالا و ..... نساء وصغارا وكبارا..... أضاع مملكتهم.....الشعير الذي فيها (تيماء))

لا يعرف بالضبط الأسباب التي جعلت البابليين ولاحقا الرومان والنبط والأحباش واللخميين يشنون حملات عسكرية متكررة على مماليك اليمن والمقاطعات الفيدرالية والمدن التابعة لهم في العلا ونجد ونجران؛ قد يكون السبب دينيًّا حيث تخلى قسم من سكان ددن واليمن عن الوثنية، وظهرت الديانة اليهودية بشبة الجزيرة العربية في تلك الفترة.

ملوك الأنباط عدل

الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم
1 حارثة الأول 169 ق.م-120 ق.م
2 حارثة الثاني 120 ق.م-95 ق.م
3 عبادة الأول 95 ق.م-88 ق.م
4 رب إيل الأول 88 ق.م-87 ق.م
5 حارثة الثالث 87 ق.م-62 ق.م
6 عبادة الثاني 62 ق.م-59 ق.م
7 مالك الأول 59 ق.م-30 ق.م
8 عبادة الثالث 30 ق.م-9 ق.م
9 حارثة الرابع 9 ق.م-40
10 مالك الثاني 40-70
11 رب إيل الثاني 70-106

انظر أيضًا عدل

المصادر عدل

  1. ^ Dan (1998). Israel, Past & Present (بالإنجليزية). Getty Publications. ISBN:978-88-8162-083-8. Archived from the original on 2020-10-24.
  2. ^ Harald; Ditters, Everhard (15 Oct 2007). Approaches to Arabic Linguistics: Presented to Kees Versteegh on the Occasion of his Sixtieth Birthday (بالإنجليزية). BRILL. ISBN:978-90-474-2213-6. Archived from the original on 2020-10-24.
  3. ^ John F. (8 May 2005). The MacArthur Bible Commentary (بالإنجليزية). Thomas Nelson. ISBN:978-1-4185-6224-3. Archived from the original on 2020-10-24.
  4. ^ عبد الحميد حسين (1 يناير 2006). تاريخ العرب قبل الإسلام. ktab INC. ISBN:978-977-339-191-1. مؤرشف من الأصل في 2020-10-24.
  5. ^ هاشم يحيى الملاح ،الأستاذ (1 يناير 2011). الوسيط في تاريخ العرب قبل الإسلام. Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية. ISBN:978-2-7451-5844-4. مؤرشف من الأصل في 2020-10-24.
  6. ^ أ ب ت خالد الحموري. مملكة الأنباط. دراسة في الأحوال الاجتماعية والاقتصادية. ص. 30.
  7. ^ أ ب خالد الحموري. مملكة الأنباط. دراسة في الأحوال الاجتماعية والاقتصادية. ص. 29.
  8. ^ خالد الحموري. مملكة الأنباط. دراسة في الأحوال الاجتماعية والاقتصادية. ص. 31.
  9. ^ مملكة الانباط[وصلة مكسورة]
  10. ^ ^ Hârun Yahya Perished Nations p.115 Global Yayincilik, 1999 ISBN 1-
  11. ^ أ ب Jane (2001). Petra and the Lost Kingdom of the Nabataeans (بالإنجليزية). I.B. Tauris. ISBN:978-1-86064-508-2. Archived from the original on 2020-08-06.
  12. ^ Tony. Arabs in the Shadow of Israel: The Unfolding of God's Prophetic Plan for Ishmael's Line (بالإنجليزية). Kregel Academic. ISBN:978-0-8254-9363-8. Archived from the original on 2020-08-06.
  13. ^ Frederick A. Tatford (1970). Five Minutes to Midnight (بالإنجليزي). Victory Press. p. 77.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  14. ^ Bait Alanbat | بيت الأنباط نسخة محفوظة 5 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ Seeger، Josh (1996). Retrieving the Past: Essays on Archaeological Research and Methodolog. Eisenbrauns. ص. 56. ISBN:978-1575060125. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)
  16. ^ Ancient Arabs - قدماء العرب: تماثيل لحيانية - Lihyanite Statues نسخة محفوظة 05 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.