ملوك الطوائف

ملوك حكموا الأندلس وأحد أكبر أسباب سقوطها

ملوك الطوائف هي فترة تاريخية في الأندلس؛ بدأت عام 422هـ، عندما أعلن الوزير أبو الحزم بن جهور سقوط الدولة الأموية في الأندلس، ما شجع أمراء الأندلس ببناء دويلات منفصلة، وتأسيس أسرة حاكمة من أهله وذويه.[1]

ملوك
شبه جزيرة
إيبيريا
الأندلس (بني أمية  · الطوائف)
أراغون
أستورياس
قشتالة
كاتالونيا
جليقية
غرناطة
ليون
مايوركا
نافارا
البرتغال
إسبانيا (العصور الوسطى · الحديث)
سويبي
بلنسية
بقيرة
القوط الغربيين
ممالك الطوائف 1031م
ممالك الطوائف 1080م
ممالك الطوائف في عام 1086م بعد سقوط طائفة طليطلة.

في العقدين 1020 و 1030م، بعد سقوط الخلافة، أنشأ ملوك الطوائف الذين قسموا الدولة إلى 22 دويلة؛ منها: غرناطة وإشبيلية، وألمرية وبلنسية، وطليطلة وسرقسطة، والبرازين والبداجوز، ودانية والبليار ومورور. وبينما ورثت تلك الدويلات ثراء الخلافة، كان فيها عدم استقرار الحكم، والتناحر المستمر فيما بينها، وهما سببان رئيسيان في جعلها فريسة لمسيحيي الشمال، ووصل الأمر إلى أن ملوك الطوائف كانوا يدفعون الجزية للملك ألفونسو السادس، وكانوا يستعينون به على بعضهم البعض.

ممالك الطوائف عدل

الفترة الأولى (القرن 11) عدل

الفترة الثانية (القرن 12) عدل

الفترة الثالثة (القرن 13م) عدل

بالإضافة إلى ذلك، ولكن لا تعتبر عادة من ملوك الطوائف، وهي:

من ملوك الطوائف عدل

موقف المتوكل على الله بن الأفطس عدل

كان كل ملوك الطوائف الموجودين في هذه الفترة يدفعون الجزية لألفونسو السادس ومن معه، إلا أمير مملكة بطليوس المتوكل بن الأفطس؛ فإنه كان لا يدفع جزية للنصارى، فأرسل له ألفونسو السادس رسالة شديدة اللهجة، يطالبه فيها بدفع الجزية، كما يدفعها أمراء الممالك الإسلامية المجاورة، فأرسل له رسالة يقول فيها:

«وصل إلينا من عظيم الروم كتاب مدع في المقادير وأحكام العزيز القدير، يرعد ويبرق، ويجمع تارة ثم يفرق، ويهدد بجنوده المتوافرة وأحواله المتظاهرة، ولو علم أن لله جنودًا أعز بهم الإسلام، وأظهر بهم دين نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، أعزة على الكافرين، يجاهدون في سبيل الله، ولا يخافون، بالتقوى يعرفون، وبالتوبة يتضرعون، ولئن لمعت من خلف الروم بارقة فبإذن الله، وليعلم المؤمنين، وليميز الله الخبيث من الطيب، ويعلم المنافقين. أما تعييرك للمسلمين فيما وهَى من أحوالهم، فبالذنوب المركومة، ولو اتفقت كلمتنا مع سائرنا من الأملاك لعلمت أي مصاب أذقناك؛ كما كانت آباؤك تتجرعه، وبالأمس كانت قطيعة المنصور على سلفك، لما أجبر أجدادك على دفع الجزية، حتى أهدى جدك إحدى بناته إليه. أما نحن؛ إن قلت أعدادنا، وعدم من المخلوقين استمدادنا، فما بيننا وبينك بحر نخوضه، ولا صعب نروده؛ ليس بيننا وبينك إلا السيوف، تشهد بحدها رقاب قومك، وجلاد تبصرها في ليلك ونهارك، وبالله وملائكته المسوِّمين نتقوى عليك ونستعين؛ ليس لنا سوى الله مطلب، ولا لنا إلى غيره مهرب، وما تتربصون بنا إلا إحدى الحسنيين: نصر عليكم؛ فيا لها من نعمة ومِنَّة، أو شهادة في سبيل الله؛ فيا لها من جنة، وفي الله العوض مما به هددت، وفرج يفرج بما نددت ويقطع بما أعددت».

وختم رسالته وأرسلها إلى ألفونسو السادس، الذي لم يستطع أن يرد، وما استطاع أن يرسل له جيشًا ليحاربه.[بحاجة لمصدر]

موقف المعتمد بن عباد عدل

كان المعتمد بن عباد يحكم أشبيلية، وكان يدفع الجزية لألفونسو السادس ملك قشتالة، وعندما جاءه ذات يوم وزير ألفونسو لأخذ الجزية، أساء الأدب مع المعتمد، وطلب بكل وقاحة، أن يسمح لزوجة ألفونسو الحامل أن تضع مولودها في أكبر مساجد المسلمين؛ لأنه تم التنبؤ لها أنها إذا ولدت هناك سيَدِينُ المسلمون بالولاء لولدها، فغضب المعتمد، وقتل الوزير، وعندما علم ألفونسو السادس بقتل وزيره، غضب وسار إلى أشبيلية وحاصرها بجيشه، وبعث إلى المعتمد بن عباد يخبره أنه سيمكث هنا، ولا يوجد ما يضايقه سوى الذباب، ويأمره أن يبعث له بمروحة ليروح بها الذباب، فلما وصلت هذه الرسالة إلى المعتمد قلبها، وكتب على ظهرها: «والله؛ لئن لم ترجع لأروحنَّ لك بمروحة من المرابطين»؛ هدد المعتمد بالاستعانة بدولة المرابطين، فخاف ألفونسو، وجمع جيشه وانصرف.

اجتماع ملوك الطوائف عدل

فكر ملوك الطوائف في الكارثة التي توشك أن تعصف بهم، وهي سقوط دولة الأندلس، فقاموا بعقد اجتماع يضم كافة أمراء الأندلس وعلماء الأندلس، وأشار العلماء في ذلك الاجتماع بالجهاد، وطبعا عارض الأمراء ذلك الرأي بشدة، بحجة عدم قدرتهم على الوقوف وحدهم في مواجهة القشتاليين، فاقترح العلماء مرة أخرى الاستعانة بالمرابطين، فتخوف الأمراء من ذلك الأمر؛ لأن المرابطين دولة قوية، ولو هزمت النصارى لأخذت دولة الأندلس، ولضمتها إلى دولة المرابطين، فتجادلوا كثيرا حتى قام المعتمد على الله بن عباد وقال خطبة كان آخرها مقولته الشهيرة: «والله لا يُسمَعُ عني أبدًا أنني أعدت الأندلس دار كفر ولا تركتها للنصارى، فتقوم علي اللعنة في منابر الإسلام مثلما قامت على غيري، تالله؛ إنني لأوثر أن أرعى الجمال لسلطان مراكش على أن أغدو تابعًا لملك النصارى وأن أؤدي له الجزية، والله لَأَنْ أرعى الإبل في المغرب خيرٌ لي من أن أرعى الخنازير في أوروبا»، فلما انتهى من خُطبته تشجع كلٌّ من المتوكل على الله بن الأفطس وعبد الله بن بلقين، ووافقا على طلب العون من المرابطين لمحاربة قشتالة، وقام هؤلاء الأمراء الثلاثة بإرسال وفد مهيب من الوزراء والعلماء إلى دولة المرابطين في المغرب.

الاستنجاد بيوسف بن تاشفين عدل

عندما وصل الوفد إلى يوسف بن تاشفين فرح بهذه الفرصة، للجهاد في سبيل الله، وجهز سبعة آلاف رجل، وجهز السفن، وعبر مضيق جبل طارق في الخميس من منتصف ربيع الأول 479هـ / 30 يونيو 1086م، ولكن في وسط المضيق ترتفع الأمواج، ويهيج البحر، وتكاد السفن أن تغرق، فيقف ذليلا خاشعا يدعو ربه، والناس تدعو معه؛ يقول: «اللهم إن كنت تعلم في عبورنا هذا البحرَ خيرا لنا وللمسلمين فسهل علينا عبوره، وإن كنت تعلم غير ذلك فصعبه علينا حتى لا نعبره»، فتسكُن الريح ويعبر الجيش، ويدخل يوسف بن تاشفين أرض الأندلس، ويستقبله الناس استقبال الفاتحين، ويدخل إلى قرطبة، ويدخل إلى أشبيلية، ثم يعبر إلى اتجاه الشمال في اتجاه مملكة قشتالة، حتى وصل إلى الزلاقة شمال الأندلس، وقد انضم إليه من أهل الأندلس حتى وصل جيشه إلى حوالي ثلاثين ألف رجل، وهناك وقعت معركة الزلاقة.

علق يوسف أشباخ في كتابه تاريخ الأندلس على عهد المرابطين والموحدين على موقعة الزلاقة بقوله:

  إن يوسف بن تاشفين لو أراد استغلال انتصاره في موقعة الزلاقة، لربما كانت أوروبا الآن تدين بالإسلام، ولدرس القرآن في جامعات موسكو، وبرلين، ولندن، وباريس.  

والحقيقة أن المؤرخين جميعا يقفون حيارى أمام هذا الحدث التاريخي الهائل الذي وقع في سهل الزلاقة، ولم يتطور إلى أن تتقدم الجيوش الإسلامية لاسترداد طليطلة من أيدي النصارى، خاصة أن الملك الإسباني كان قد فقد زهرة جيشه في هذه المعركة، ولا يختلف أحد في الرأي بأن الطريق كان مفتوحا تماما، وممهدا لكي يقوم المرابطون والأندلسيون بهذه الخطوة.

ملوك الطوائف بعد الزلاقة عدل

بعد أن عاد يوسف بن تاشفين إلى أرض المغرب، حدثت الصراعات بين أمراء المؤمنين الموجودين في بلاد الأندلس على غنائم معركة الزلاقة، وحدثت الصراعات على البلاد المحررة، فضج العلماء، وذهبوا إلى يوسف بن تاشفين يطلبون منه الدخول مرة أخرى إلى الأندلس لتخليص الشعب من هؤلاء الأمراء، فتورع يوسف بن تاشفين من محاربة المسلمين، فأتته الفتاوى من كل بلاد المسلمين، حتى جاءته من بلاد الشام من أبي حامد الغزالي صاحب الإحياء، وكان معاصرا له، وجاءته الفتاوى من أبي بكر الطرطوشي عالم مصر، وجاءته الفتاوى من كل علماء المالكية في شمال إفريقية؛ جاءته الفتاوى أنه عليه أن يدخل البلاد، ويضمها إلى دولة المرابطين، حتى ينجد المسلمين مما هم فيه، ففعل ودخل الأندلس سنة 483هـ بعد موقعة الزلاقة سنة 479هـ بأربع سنوات، وهناك حاربه أمراء المؤمنين، وممن حاربه المعتمد بن عباد. استطاع يوسف بن تاشفين أن يضم كل بلاد الأندلس، وأيضا تحرير سرقسطة، وضمها إلى بلاد المسلمين، وأصبح يوسف بن تاشفين أميرا على دولة تصل من شمال الأندلس بالقرب من فرنسا إلى وسط أفريقيا. وبهذا انتهى عصر ملوك الطوائف، الذي امتد لسبع وخمسين سنة من 422هـ إلى سنة 479هـ.

الأندلس في القرن الخامس الهجري عدل

الوضعية السياسية بالأندلس خلال القرن الخامس الهجري عدل

منذ نهاية القرن الرابع الهجري، استبد الحجاب بالسلطة الفعلية في الأندلس، وتعاقب على العرش مجموعة من الخلفاء الأمويين العاجزين عن توحيدها والمتصارعين فيما بينهم، فضعف الحكم المركزي بقرطبة، وانتهى بسقوط الخلافة الأموية سنة 422هـ / 1031م.

ونتيجة لذلك؛ انقسمت الأندلس إلى مجموعة من الإمارات الصغيرة المتطاحنة، سميت بمماليك الطوائف، فشجع هذا الوضع على توحد بعض المماليك المسيحية، وشرعت في التوسع على حساب بلاد المسلمين، وتمثل ذلك في احتلالها لطليطلة عام 478هـ / 1085م.

بدأ عصر ملوك الطوائف بالأندلس عام 422هـ، عندما أعلن الوزير أبو الحزم بن جهور سقوط الدولة الأموية بالأندلس، وكان هذا الإعلان بمثابة إشارة البدء لكل أمير من أمراء الأندلس ليتجه كل واحد منهم إلى بناء دويلة صغيرة على أملاكه ومقاطعاته، ويؤسس أسرة حاكمة من أهله وذويه، وبلغت هذه الأسر الحاكمة أكثر من عشرين أسرة؛ أهمها:

فصار كل منهم، (ملوكَ الطوائف)، يشن الغارة على جاره إلى أن ضعفوا عن لقاء عدو في الدين، حتى لم يبق في أيديهم إلا ما هو ضمان إتَاوةٌ في كل عام مقررة.[2]

الحياة الاقتصادية بالأندلس خلال القرن الخامس الهجري عدل

ظل اقتصاد الإمارات الأندلسية منتعشا، رغم التجزئة السياسية. فقد أقيمت مزروعات متنوعة وغنية، كالزعفران وقصب السكر. كما نشطت صناعة المواد الاستهلاكية والمصدرة، وتوسعت تجارة الموانئ الأندلسية عبر البحر المتوسط؛ بل شملت أيضا سواحل الهند والصين وشرق أفريقيا.

الحياة الثقافية بالأندلس في القرن الخامس الهجري عدل

رغم الانقسام السياسي؛ بلغت النهضة الثقافية ذروتها بالأندلس مع ملوك الطوائف في القرن 5هـ/11م، وشملت الميادين الأدبية والعلمية، وحفل العصر بالعديد من رجال الفكر والعلم والأدب. كان من عوامل هذه النهضة، رعاية الملوك لهذه الحركة الثقافية، ومشاركة بعضهم فيها، وتنافسهم في اقتناء الكتب، وتأسيس المكتبات والمدارس، ثم دخول صناعة الورق للأندلس في هذا القرن. وقد أسهمت الأندلس في عصر الطوائف المفكك سياسيا في إثراء الثقافة والفكر العربي، وإغناء التراث الحضاري الإسلامي.

أبرز رجال الثقافة بالأندلس في القرن 5 الهجري/11 الميلادي :

فقه

الأسماء تاريخ الوفاة المهام أهم مؤلفاته
ابن حزم 456هـ / 1064م وزير للخلفاء الأمويين الأواخر طوق الحمامة كان يدعو للتوحيد، وله عدة مؤلفات أخرى
أبو الوليد الباجي 474هـ / 1081م قاض ومدرس في عهد بني الأفطس شرح الموطأ (في الفقه المالكي)، كان يدعو للتوحيد

شعر

الأسماء تاريخ الوفاة المهام أهم مؤلفاته
المعتمد بن عباد 489هـ / 1095م ثالث ملوك بني عباد ترك مجموعة من أروع القصائد
ابن زيدون 463هـ / 1070م وزير لبني جَهْورٍ ثم لبني عباد أمير شعراء الأندلس
ولادة بنت المستكفي 484هـ / 1091م بنت الخليفة الأموي المستكفي شاعرة

تاريخ

الأسماء تاريخ الوفاة المهام أهم مؤلفاته
ابن حيان 469هـ / 1076م وزير بني جَهْورٍ لمقتبس في تاريخ أهل الأندلس

جغرافيا

الأسماء تاريخ الوفاة المهام أهم مؤلفاته
أبو عبيد البكري 487هـ / 1094م ابن أحد أمراء الطوائف المسالك والممالك وهو موسوعة جغرافية

حساب وفلك

الأسماء تاريخ الوفاة المهام أهم مؤلفاته
الزرقالي 480هـ / 1087م كاتب بني هود كتاب أفق الدنيا كما أنه اخترع أجهزة دقيقة

طب

الأسماء تاريخ الوفاة المهام أهم مؤلفاته
أبو القاسم الزهراوي 403هـ / 1013م - التصريف لمن عجز عن التأليف وهو موسوعة طبية

علم النبات

الأسماء تاريخ الوفاة المهام أهم مؤلفاته
ابن العوام عاش في القرن 11م - كتاب الفلاحة وهو أشبه بدائرة معارف

مراجع عدل

  1. ^ Tolan، John (2013). Europe and the Islamic World: A History. Princeton: Princeton University press. ص. 40, 39-40. مؤرشف من الأصل في 2022-06-27.
  2. ^ كتاب : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، لمؤلفه : المقري التلمساني.

وصلات خارجية عدل

انظر أيضا عدل