مستخدم:Sayed.Mohamed1/ملعب

آوغوستو سيزار ساندينو
آوغوستو سيزار ساندينو

معلومات شخصية
الميلاد 18 مايو 1895(1895-05-18)
نيكارجوا, مقاطعة مسايا, نيكارجوا
الوفاة 21 فبراير 1934 (عن عمر ناهز 38 عاماً)
ماناغوانيكارجوا
سبب الوفاة إغتيال
مكان الدفن غير معروف
مواطنة  نيكاراغوا
الجنسية  نيكاراغوا
الزوج/الزوجة بلانكا أريزو
الحياة العملية
سنوات النشاط 1927-1934
سبب الشهرة زعيم ثوري في نيكاراغوا
التيار جيش التحرير الوطني في نيكارجوا , او ما يعرف أختصاراً بـ EDSN)
الخصوم حكومة نيكارجوا, الولايات المتحدة
التوقيع


آوغوستو سيزار ساندينو

آوغوستو نيكولاس كالديرون ساندينو بالإسبانية :[ Augusto Nicolás de Sandino y Calderón ] (١٨ مايو١٨٩٥- ٢١ فبراير ١٩٣٤) , المعروف أيضًا باسم آوغستو سيزار ساندينو، كان متزعمًا لثورة نيكاراغوا ضد الاحتلال العسكري الأمريكي وزعيمًا للتمرد بين عامي ١٩٢٧ و ١٩٣٣. كانت حكومة الولايات المتحدة تعتبرآوغستو “ قاطع طريق” لكن مآثره جعلت منه بطلًا في أنحاء كثيرة من أميركا اللاتينية حيث أصبح رمزًا لمقاومة هيمنة الولايات المتحدة.و مع أنه استدرج وحدات من مشاة البحرية الأمريكية إلى حرب عصابات غير معلنة إلا أن مسلحيهم لم يهزمواالأمريكيين في معركة قط. انسحبت قوات الولايات المتحدة من البلاد عام ١٩٣٣ بعد الإشراف على الانتخابات وتنصيب الرئيس خوان باوتيستا ساكاسا الذي كان قد عاد من المنفى،وقد كان السبب الأكبر لإعادة إستدعاء القوات البحرية هو الكساد العظيم. تم اغتيال ساندينو عام ١٩٣٤ من قِبل قوات الحرس الوطني التابعة للجنرال أناستاسيو سوموزا غارسيا الذي قام بالاستيلاء على السلطة بعد تعرضه لانقلاب عسكري بعد عامين من انتخابه رئيسًا للبلاد بأغلبية ساحقة عام ١٩٣٦،وقد استعاد سوموزا غارسيا السيطرة على الحرس الوطني وأقام ديكتاتورية وسلالة حاكمة والتي ستحكم قبضتها على نيكاراغوا لأكثر من ٤٠ عاماً،وقد تمكنت جبهة التحريرالوطني الساندينية والتى تدعى أنها الإرث السياسى لساندينو من الإطاحه بحكومة سوموزا عام 1979. لقى ساندينو احترامًا وتبجيلًا في نيكاراغوا حيث أجمع الكونجرس في 2010 على تسمية ساندينو بطلًا قوميًّا. لطالما ساعدت سياسة ساندينو و أثرت كتاباته خلال سنوات الحرب ضد مشاة البحرية الأمريكية في تشكيل الهوية الوطنية لنيكاراغوا و كان رمزًا تاريخيًّا بقبعته الواسعه وحذائه المميز.

في وقت مبكر من حياته عدل

ولد آوغوستو ساندينو كالديرون في ١٨ ايار ١٨٩٥ في "نيكوينوهومو". و هو ابن غير شرعي لـ "غريغوريو ساندينو" أحد ملاك الأراضي الأثرياء، ووالدته "مارغريتا كالديرون" التي كانت خادمة لدى عائلة ساندينو.عاش ساندينو مع والدته حتى سن التاسعة، حيث اخذه والده إلى منزله و قام بتدبير أمر تعليمه. في يوليو عام ١٩١٢ عندما كان عمره ١٧ عاماً شهد ساندينو التدخل الاول للولايات المتحدة في نيكاراغوا لاخماد الانتفاضة ضد الرئيس أدولفو دياز الذي يعتبره الكثيرون دمية الولايات المتحدة.توفي في ذلك العام الجنرال الليبرالي "بنيامين زيليدون" في 4 أكتوبر خلال معركة "تلّ كويوتيب" عندما استردّت القوات الأمريكية حصن "كويوتيب" ومدينة "مسايا" من المتمردين. حُملت جثة زيليدون على عربة يجرها ثور من مشاة البحرية ليدفن في كاتارينا. احتفظ ساندينو بذكرى مشرقة لوجه زيليدون.

الاعتداء والمنفى في المكسيك عدل

في عام ١٩٢١ وفي سن ٢٦ هاجم ساندينو داغوبيرتو ريفاس وحاول قتله وهو ابن رجل المدينة المحافظ الشهير الذي كان قد أدلى بتعليقات مسيئة لأم ساندينو. فرّ ساندينو لهندوراس مرورا بغواتيمالا انتهاءً بالمكسيك حيث وجد عملا في مصفاة "ستاندرد أويل" بالقرب من ميناء "تامبيكو". في هذه الاثناء كانت المرحلة العسكرية من الثورة المكسيكية في طريقها للنهاية، بينما بدأت "الثورة المؤسسية" في التشكل بقيادة مجموعة واسعة من الحركات الشعبية لتنفيذ احكام دستور عام ١٩١٧ . وقد شارك ساندينو مع السبتيين وروحانيى غورو ومناهضى الامبريالية الأناركية والشيوعيين والثوار. وقد اتخذ موقفًا معاديًا لرجال الدين في الثورة المكسيكية وايديولوجية "انديغينيسمو" التي تمجد تراث السكان الأصليين في أمريكا اللاتينية. عاد سانديو إلى نيكاراغوا في عام ١٩٢٦ بعد ان سقطت التهم المقدمة اليه بالتقادم ووجد عملًا كموظف في منجم الذهب

سان ألبينو والذي يقع في جبالسيغوفيا بالقرب من الحدود الشمالية مع هندوراس.

ظهوره كزعيم لحروب العصابات عدل

 
ساندينو (في الوسط) في طريقه إلى المكسيك

بعد فترةٍ وجيزةٍمن عودة ساندينو إلى نيكاراغوا بدأت الحرب الدستورية عندما ثار الجنود الأحرار (الليبراليين) في ميناء "بويرتو كابيزاس" في منطقة البحر الكاريبي ضد الرئيس المحافظ أدولفو دياز الّذي كان قد تم تنصيبه مؤخرًا بعد الانقلاب نتيجة لضغوط الولايات المتحدة. كان زعيم هذه الثورة الجنرال خوسيه ماريا مونكادا ، الذي أعلن أنه يؤيد ادِّعاء المنفي الليبرالي نائب الرئيس "خوان باوتيسيا ساكاسا عاد "ساكاسا" إلى نيكاراغوا و وصل إلى "بويرتو كابيزاس" في ديسمبر وأعلن نفسه رئيسًا للحكومة الدستورية والتي تم الاعتراف بها من قِبل المكسيك. قام ساندينو بتجميع جيش مؤقت يتألف معظمه من عمال مناجم الذهب وقاد هجومًا فاشلًا على ثكنة المحافظين قرب منجم سان ألبينو. سافر ساندينو بعد ذلك إلى "بويرتو كابيزاس"للقاء "مونكادا". بسبب الكر والفر وعمليات حرب العصابات ضد القوى المحافظة التي أجريت بشكل مستقل عن الجيش الليبرالي؛ لم يثق "مونكادا" بساندينو وأخبر "ساكاسا" عن مشاعره تلك. رفض "ساكاسا" طلبات ساندينو–المجهول-من الأسلحة و التفويض العسكري؛ ولكن بعد استيلاء المتمردين على بعض البنادق من الجنود الفارين من القوات المُحافِظة، وافق القادة الليبراليون الآخرون على منح ساندينو تفويضًا. بحلول عام 1927عاد ساندينو إلى "سيغوفياس" حيث قام بتجنيد الفلاحين المحليين في جيشه وهاجم قوات الحكومة بنجاح متزايد. و في أبريل لعبت قوات ساندينو دورًا حيويًا في مساعدة الكتيبة الرئيسية من الجيش الليبرالي، و التي كانت مُتوغِّلة في "ماناغوا". بمساعدة الأسلحة والتمويل الذين كان يتلقاهما من المكسيك، كان الجيش الليبرالي للجنرال "مونكادا" على وشك الاستيلاء على العاصمة، ولكن الولايات المتحدة هددت بالتدخل العسكري؛ مما اضطر الجنرالات الليبرالية إلى الموافقة على وقف إطلاق النار . في4 مايو1927وقًع ممثلون من الفصيلين المتحاربين اتفاقية "اسبينو نيغرو" التي تم التفاوض عليهاعن طريق هنري ستيمسون، الّذي أرسله الرئيس الأمريكي "كالفين كوليدج" كمبعوث خاص إلى نيكارغوا. بموجب شروط الاتفاقية، اتفق كلا الجانبين على نزع سلاحهما والسماح لـ "دياز" بإنهاء فترة ولايته وإنشاء جيش وطني جديد يُدعى بالحرس الوطني. و كان على الجنود الأمريكيين البقاء في البلاد للإشراف على الانتخابات الرئاسية المقبلة في شهر نوفمبر. لاحقًا، وصلت كتيبة من المشاة البحرية الأمريكية تحت قيادة الجنرال "لوغان"لفرض اتفاقية"اسبينو نيغرو" بعد توقيعها.غير أن ساندينوقد رفض أن يأمر أتباعه بتسليم أسلحتهم و عاد معهم إلى سيغوفياس.

الزواج والأسرة عدل

خلال هذه الفترة، تزوج ساندينو من"بلانكا اروز"، وهي عاملة تلغراف شابة من قريةسان رافائيل ديا نورت ، و كانت قريبة لـ "امبروسيا اوبيدا" من القرية نفسها.

إعلان الحرب على الولايات المتحدة عدل

في بداية شهر يوليو من عام 1927 أصدر ساندينو بيانًا يُدين فيه خيانة"فينداباتريا"للثورة الليبرالية في "موناكادا". أعلن ساندينو الحرب على الولايات المتحدة التي وصفها بأنها "عملاق الشمال" و "عدو جنسنا". وفي ذروة حرب عصابات ساندينو، ادًّعى أنه يملك قرابة3000 جندي في جيشه. وفي سنوات لاحقة قدّر المسئولون عددهمحوالي 300 جندي. لاحقًا في ذلك الشهر، و تحديدًا في السابع و العشرين من شهر يوليو، هاجم أتباع "ساندينو" دورية من مُشاة البحرية الأمريكية و الحرس الوطني النيكاراغوي والتي كانت قد أُرسلت لاعتقاله في قرية "أوكوتال"، متسلحين بالمناجل و بنادق تعود إلى القرن التاسع عشر. حاول أتباع "ساندينو" مُحاصرة جنود المارينز؛ و لكن سُرعان ما تم صدَّهم بسهولة بمساعدة واحدة من أولى هجمات القصف الجوي في التاريخ، والتي قام بتنفيذها خمس مقاتلات تابعة للمارينز من فئةدي هافيلاند. قدّر قائد القوّات البحرية وقتها أن 300 من أتباع "ساندينو" قد لقوا حتفهم (كان العدد في الحقيقة حوالي80)، بينما كان نصيب المارينز من الخسائر ضحيّتان فقط: قتيل و جريح، و قُتل ثلاثة من الحرس الوطني و تم أسر أربعة آخرين. و على الرغم من خسائرهم الثقيلة، و برغم طبيعة المعركة غير المتكافئة؛ إلا أن الثوار قاموا بمحاولات أخرى لمهاجمة مَخفَر صغيرٍ كان يحرسه 21جنديًا من جنود المارينز و 25 حارسًا في "تيلبانيكا". وصلت خسائر المهاجمين من أتباع "ساندينو" إلى 25 قتيلًا و 50 جريحًا، بينما نجحوا في قتل جندي مارينز واحد و جُرِح آخر و ثالث من الحُرّاس قد أصيب بإصاباتٍ خطيرة. لاحقًا اتخذ ساندينو لقبه الرّسمي "آوجوستو سيزار ساندينو" و أطلق على أتباعه المسلحين اسم "جيش الدفاع عن السيادة الوطنية في نيكاراغوا". و قد باءت جهود المارينز في محاولات قتل أو اعتقال ساندينو خلال الصيف بالفشل. في نوفمبر 1927، نجحت الطائرات الأمريكية في تحديد " الشيبوتى" مقرّ ساندينو الجبليّ النائي في اتجاه الشرق من منجم "سان آلبينو"، و لكن عندما وصل جنود المارينز إلى المقر وجدوا أنه مهجور و تتم حراسته بدُمى مصنوعة من القشّ؛ بينما تمكَّن "ساندينو" و أتباعه من الهرب منذ فترة طويلة. في يناير 1928 نجحت قوات المارينز الأمريكية في تحديد مركز قيادة معارك "ساندينو" في "كويلالي"، و بالرغم من تعرضها لكمين في طريقها إلا أن القوات الأمريكية و النيكاراغويّة لم تعاني من أية مشكلة في هزيمة الـ 400 ثائر تحت قيادة فرانسيسكو استرادا ، خسر المارينز رجلًا واحدًا بينما قتلوا عشرين. كانت طبيعة ساندينو المبالغة واضحةً في تقريره الشخصيّ للأحداث، ادّعى "ساندينو" أنه ربح المعركة في ثلاث ساعات و أنه قد قُتل سبعة و تسعين جنديًا أمريكيًّا إلى جانب إصابة ستين آخرين؛ بينما في الواقع لم يكن في هذه العملية سوى 66 جندي مارينز فقط. بل إنه بمزيد من الفخر ادّعى الفوز بـستة رشاشات من نوع لويس ، ثلاثة "إم1إيه1" تومسون، و ستة و أربعين بندقية آلية من نوع لويس؛ أيضًا كان من ضمن هذه الغنائم كتاب شفرات للتواصل مع الطائرات.

بعد وصوله إلى جبال "نويفيا سيغوفيا" هرَّب ساندينو رسالة سرًّا إلى ميكسيكو سيتي يقول فيها: "إنني لن أتخلّى عن المقاومة حتى يتم طرد القراصنة الغزاة قتلة الشعوب الضعيفة من بلدي... سأجعلهم يدركون أن جرائمهم ستكلفهم الكثير.... سيكون الصراع بيننا داميًا! إن نيكاراجوا لا يمكن أن تصبح إرثًا للإمبرياليين... إنني سأحارب في سبيل هدفي ما دام قلبي ينبض... إذا كان قدري هو الهزيمة فإن لديّ في ترسانتي خمسة أطنان من الديناميت سأفجرها بيديّ؛ و سيُسمع دَوِيُّ الانفجار من بُعد 250 ميلًا –كناية عن شدة الانفجار- ؛ و سيشهد جميع من يسمع دَوِيَّ الانفجار موتَ ساندينو.. لا يُمكن أن تُدنِّس أيدي الخونة أو الغزاة رُفات ساندينو.

استطاع ساندينو مفاجأة المارينز متخفيًا عن الأنظار عن طريق التوجه جنوبًا و مداهمة مزارع البُنّ في "ماتاغالبا و جينوتيجا. في شهر فبراير من عام 1928 أجرى معه الصحفيُّ كارلتون بيلز حوارً صحفيًا في مدينة "سان رايفايل ديل نورت" ، كان ذلك الحوار الصحفيّ الذي نُشر في جريدة الأمة – ذا نيشَن هو الحوار الصحفي الوحيد الذي منحه ساندينو لصُحفيّ من أمريكا الشمالية.بحاجة لمصدر بعد ذلك انتقل ساندينو و قواته إلى الشرق متجهين إلى ساحل موسكيتو.

في أبريل دمّر أتباع ساندينو معدات منجمي "بونانزا" و "لا لوز" ، أكبر منجمي ذهب في البلد؛ و اللذان كانا ضمن أملاك ثلاثة إخوة أمريكيين: جيمس جيلمور، جي فريد، و دي واتسون فليتشر، جميعهم من ولاية مانهاتن و هم أشقاء السفير الأميريكيّ في إيطاليا هنري براذر فليتشر. بعد تدمير منجمي الإخوة "فليتشر" كتب ساندينو أنه لا يستهدف فقط المارينز؛ و إنما أيضًا الأمريكان الشماليين داخل "نيكاراجوا" و الذين "يدعمون موقفكوليدج".

بدعم جوِّيٍّ، و أثناء ذروة مَوسِم الأمطار احتاج مشاة البحرية في الكثير من الأحيان إلى استخدام القوارب المحليّة المصنوعة من جذوع الأشجار من أجل تأدية العديد من الدوريّات النهرية ابتداءً من الساحل الشرقي لنيكاراغوا و وصولًا إلى نهر ريو كوكو؛ و بالرغم من أنّ هذه الدوريات قد حدَّت من تحركات قوات ساندينو و أمّنت سيطرةً ضعيفةً على النهر الرئيسيّ في شمال نيكاراغوا إلا أنّ قوات المارينز قد فشلت في تحديد موقع ساندينو و عجزت عن إحراز انتصارٍ حازم. بحلول شهر أبريل من عام 1928 كانت تقارير المارينز تفيد بأنّ أمر ساندينو قد انتهى و أنّه يحاول تجَنُّب إلقاء القبض عليه. و لكن بعد شهر من ذلك هاجم جيشُ سايندينو مخفرًا آخر تابعًا للمارينز و قاموا بقتل خمسة جنود. في ديسمبر 1928 استطاع المارينز العثور على والدة ساندينو و أجبروها على كتابة خطاب لساندينو تطالبُه فيه بالاستسلام؛ غير أن ساندينو أعلن أنّه سيستمر بالقتال حتى جلاء قوات المارينز الأمريكية عن نيكاراغوا.

التضامن مع الدول الأخرى عدل

 
علم استولت عليها قوات مشاة البحرية الأمريكية من ساندينو

بينما أخذت نجاحات ساندينو في الازدهار بدأ بتلقي إيماءات رمزية بالدعم من الاتحاد السوفييتي والكومنترنالشيوعية الدولية. كذلك فإن الرابطة العمومية الأمريكية المناهضة للإمبريالية و التي يشرف عليها مكتب "الكومنترن" في أمريكا الجنوبية قد أصدرت عددًا من البيانات الداعمة لساندينو. و في داخل الولايات المتحدة الأمريكية كذلك أعلن فرع الرابطة المناهضة للإمبريالية عن معارضته لأعمال الحكومة الأمريكية في نيكاراغوا. الأخ غير الشقيق لساندينو المدعُو "سُقراط - سوكراتس" و الذي كان مقيمًا في ولاية نيويورك تم إعلانُه كمتحدثٍ في العديد من التجمهُرات التي نظمتها الرابطة والحزب الشيوعي الأمريكي ضد التدخل الأمريكي في نيكاراغوا. في صيف 1928 أصدر المؤتمر العالمي السادس للكومنترن المُنعقد في موسكو بيانا يعرب فيه عن "التضامن مع العمال و الفلاحين من نيكاراغوا و بطولة جيش التحرير الوطني بقيادة الجنيرال ساندينو". و في الصين، كانت فرقة من جيش كومينتانغ.التي استولت على بكين عام 1928 تُدعى "لواء ساندينو". [14]

في يونيو التالي، أَرسَل ساندينو مبعوثًا ليمثله في المؤتمر الثاني للرابطة العالمية المناهضة للإمبريالية المُنعقد في فرانكفورت، و الذي حضره أيضًا جواهرلال نهرو من الهند، و مدام صن يات سين من الصين.

عام المنفى في المكسيك عدل

تدهورت علاقات "ساندينو" مع "تورشيوس" عندما رفض "تورشيوس" اقتراح مجلس الثورة. انتقده ساندينو لوقوفه بجانب هندوراس في نزاع على الحدود مع "جواتيمالا"؛ و الذي اعتبره ساندينو بمثابة إلهاء عن هدف توحيد أمريكا الوسطى. أدّى الصراع بين الرجلين إلى استقالة "تورشيوس" في يناير 1929، مما أدّى إلى قطع تدفق السلاح إلى قوات ساندينو و تركهم في عزلة متزايدة عن أي تأييد خارجي محتمل. في فبراير 1929 عانى جيش ساندينو من ضربة كبيرة جرّاء اعتقال المارينز للجنرال "مانويل ماريا جيرون" العقل المدبر للغارات التي كان يشنها جيش سانينو. [15] بعد ذلك بفترة قصيرة أخذت الهزائم تتوالى على جيش ساندينو على يد قوات المارينز. [16] في محاولة لتأمين الدّعم العسكريّ و الماليّ كتب ساندينو رسائل مناشدة لمختلف زعماء أمريكا اللاتينية. كما تطلّع ساندينو لتلقّي الدعم من المكسيك الثورية؛ غير أن البلاد كانت قد اتخذت موقفًا مضادًّا للشيوعية تحت قيادة الحاكم الفعليّ بلوتاركو إلياس كاليس .

و بعد فشل المفاوضات بشأن استسلامه في مقابل انسحاب القوات الأمريكية؛ عرضالرئيس المكسيكي إيميليو بورتيس على ساندينو اللجوء السياسيّ. في يونيو 1929 غادرت العصابات المسلحة الرائدة نيكاراغوا. في ظل المناخ السياسي في فترة الماكسيماتو فإن تطرُّف ساندينو كان غير مرحب به، من أجل استرضاء الولايات المتحدة فإن الحكومة المكسيكية حصرت إقامة ساندينو في مدينة ميريدا. أثناء إقامته في الفندق كان ساندينو ما يزال على اتصال بمؤيديه. [17] سافر ساندينو إلى مدينة مكسيكو و قابل بورتيس جيل غير أن طلبه للدعم قد قوبِل بالرفض السريع. لاحقًا عرض الحزب الشيوعي المكسيكي على ساندينو أن يتكفل بتكاليف سفره إلى أوروبا؛ إلا أن ذلك العرض تمّ سحبه بعد أن رفض ساندينو إصدار بيان يدين فيه الحكومة المكسيكية. في أبريل 1930 و عندما نمت علاقات ساندينو مع الشيوعيين على نحوٍ جيد، تمّ تسريب معلومات تفيد بأن ساندينو أصبح يشكّل خطرًا على حكومة بورتيس جيل ؛ مما أصبح يشكل تهديدًا لحياة ساندينو، فاضطر إلى مغادرة البلاد و العودة إلى نيكاراغوا.

إيميكو عدل

خلال فترة بقائه في المكسيك أصبح ساندينو عضوًا في مدرسة المغناطيسية الروحانية للاشتراكية العالمية( إيميكو) ؛ تأسست في بوينس آيرس عاصمة الأرجنتين عام 1911 على يد يواكين ترينكادو كهربائي من إقليم الباسك، جمعت الإيميكو بين المُثل العليا للأناركية و علم الكونيّات و الذي كان توليفًا مميزًا بين الزرادشتية والكابالا والروحانيات . رافضًا كلًا من الرأسمالية والبلشفية؛ أسس "ترينكادو" شيوعيته على أساس "روحانية النور و الحقيقة" و التي آمن أنها قادرة على "محو" الأديان المتواجدة حتى تلك المرحلة من التاريخ البشريّ؛ تلك المرحلة التي ستنشأ من صراعات القرن العشرين، و التي ستكون الوقت المناسب لتأسيس "الاشتراكية العالمية" التي سيتم فيها إلغاء الملكية الخاصة و الدولة، كذلك ستختفي الكراهية الناتجة عن الأديان الخاطئة، و تنتمي البشرية جمعاء إلى عِرق واحدالأسباني و تتكلم لغةً واحدة الأسبانية .

انسحاب الولايات المتحدة عدل

على الرغم من عدم استطاعة ساندينو تأمين أي دعم خارجي لرجاله فإن الأزمة الإقتصادية جعلت الحملات البحرية مكلفة جدًّا لحكومة الولايات المتحدة، و في يناير من عام 1931 أعلن وزير خارجية الحكومة الأمريكية آن ذاك هنري ستيمسون أن كل جنود الولايات المتحدة في نيكاراغوا سينسحبون بعد الانتخابات في نيكاراغوا عام 1932. استلم الحرس الوطني النيكاراغوي -الذي تم تأسيسه حديثًا- مسؤولية السيطرة على التمرد، وكان الحرس الوطني يأخذ أوامره من ضباط الولايات المتحدة.

دمر زلزال في مايو 1931 مدينة ماناغواو قتل أكثر من ألفي شخص، و أضعفت البلبلة والخسائر الناجمة عن هذا الزلزال الحكومة المركزية و أعطت دفعًا معنويا لساندينو لإحياء قتاله ضد الأميركيين.

نشطت عصابات الساندينيستا خلال صيف عام 1931، و غطى نشاطها كل قطاعات شمال "مانغوا" وكانوا ينفذون غارات على الأجزاء الجنوبية والغربية من البلاد و قطاعات إيستيلي ، ليون و كونتالس، وعلى الرغم من سيطرتهم على عدة بلدات على طول السكة الحديد الوطنية الواصلة بين "مانغوا" و ميناء كورينتو على ساحل المحيط الهادئ، إلا أنهم لم يحاولوا أن يسيطروا على أي من المدن الهامة، و سيطروا بشكل مؤقت على بعض المدن الصغيرة مثل مدينة تشينانديغا.

تم إجلاء آخر جندي أمريكي من نيكاراغوا في يناير من عام 1933 وذلك تطبيقا لسياسة حسن الجوار؛ و كانذلك بعد تنصيب خوان باتيستا ساكاسا رئيسا لـ نيكاراغوا. . خسر المارينز خلال مهمتهم في نيكاراغوا 130 قتيلًا؛ و بعد رحيلهم عن البلاد قال ساندينو: "أُحَيِّي الشعب الأميركي"، و أَقسمَ أنه لن يهاجم أي أميركي من الطبقة العاملة يزور نيكاراغوا. . اجتمع ساندينو في فبراير 1934 مع "ساكاسا" في "مانغوا" حيث تعهد ساندينو بالولاء للرئيس ووافق على أن يأمر قواته أن يسلموا سلاحهم خلال ثلاث شهور، و وافق ساكاسا بالمقابل على أن يعطي الجنود الذين يسلمون سلاحهم حقوق تملك الأراضي في وادي نهر الكاكاو و أن تحرس المنطقة من قبل مئة مقاتل من الساندينيستا يتلقون أوامرهم من الحكومة، و أعطيت الأولوية في التوظيف في الأعمال العامة في شمال نيكاراغوا لـ الساندينيستا.

بقي ساندينو معاديًا للحرس الوطني و اعتبره غير شرعي بسبب ارتباطه بالجيش الأميركي و أصر على حل الحرس الوطني. . لم يكن ساندينو محبوبًا بين جنود الحرس الوطني بسبب موقفه من قائدهم الجنرال أنستازيو سوموزا غارسيا وضباطه. . أمر الجنرال "سوموزا غارسيا" رجاله أن يغتالوا ساندينو على أمل أن ينال ولاء الضباط الكبار في الحرس الوطني .

موت ساندينو عدل

 
صورة ظلية لساندينو طولها حوالي 59 قدم لاجون تيسكابا في ماناغوا تمييزه على الفور من قبل قبعته الرمزية الواسعة

تمت مباغتة ساندينو في الحادي والعشرين من فبراير عام 1934 هو و أبيه و أخيه "سقراط" و اثنين من جنرالاته "أيستراندا" و "أومانزور" و الشاعر "سوفونيوس سالفاتيرا" الذي كان يشغل منصب وزير الزراعة عند ساكاسا بينما كانوا يغادرون قصر ساكاسا الرئاسي بعد جولة جديدة من المحادثات مع ساكاسا. . أوقف رجال الحرس الوطني السيارة التي تقل الرجال الستة عند البوابة الرئيسية و أمروهم أن يغادروها، ثم قام رجال الحرس الوطني باستبعاد والد ساندينو و سالفاتيرا، و أخذوا ساندينو و أخاه و الجنرالين إلى تقاطع طرق في لاريناغا وأعدموهم هناك. . دفنت بقايا ساندينو من قبل كتيبة من الحرس الوطني في "لاريناغا" في مانغوا، و ذلك حسب أوامر أحد ضباط "سوموزا" المقربين الرائد ريغوبيرتو دورات و هو والد "روبيرتو دورات سوليس" وزير التواصل الإجتماعي خلال ولاية الرئيس أرنولدو أليمانز.

في اليوم التالي هاجم الحرس الوطني جيش ساندينو بقوة كبيرة و خلال شهر من هذا الهجوم دمروا جيش ساندينو تمامًا؛ وبعد سنتين من هذه الحادثة أجبر الجنرال "سوموزا" الرئيس "ساكاسا" على الإستقالة و نصب نفسه رئيسًا لـ نيكاراغوا و أسس دكتاتورية وسلالة حاكمة سيطرت على نيكاراغوا لأربعة عقود.

مازالت تفاصيل اغتيال ساندينو و ما حصل لبقاياه من أكثر ألغاز نيكاراغوا بقاءً حتى الآن . بعد إعدام ساندينو ادّعى بعض الأشخاص أنهم شاهدوا الحراس يركلون ساندينو و المحتجزين الثلاثة على الأرض ثم رشقوهم بعدة رصاصات قبل أن يدفنوهم. ويدّعي بعض أتباع ساندينو أنهم وجدوا الجثة ونقلوها إلى مكان آخر ثم أعادوا دفنها؛ وحسب معرفة الساندينيستا فإن سفاحي الجنرال "سوموزا" قطعوا رأس و أطراف ساندينو قبل أن يسلموا رأسه لحكومة الولايات المتحدة كعربون على ولائهم لها.

أنظر أيضاً عدل