مأمون مريش (أبو بشار، 1948-1983) وُلد السياسي والعسكري الفلسطيني مأمون شكري عبد العزيز مريش الزغير في مدينة الخليل، وتلقّى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارسها، وتخرّج في مدرسة الحسين الثانوية في مدينة الخليل حاصلًا على الشهادة الثانوية.

حياته الوطنية

عدل

انتقل مريش إلى الأردن، بعد الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية في حزيران 1967، وهناك انخرط في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية، فانضم إلى حركة فتح في العام ذاته.

وبعدها انتقل إلى مدينة دمشق، وتلقّى تدريبًا عسكريًا في معسكر الهامة الواقع على أطراف المدينة، ثم أوفدته قيادة الحركة لتلقّي دورة عسكرية في جمهورية الصين الشعبية، ليعود بعدها إلى الأردن، وينخرط في صفوف القاطع الجنوبي التابع لحركة فتح.

كما وشارك في عمليات عسكرية نفّذتها الحركة داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، فقد شارك في حوادث أيلول في عام 1970، وعلى إثر ذلك؛ اعتقلته السلطات الأردنية في عام 1970، ومكث في السجن مدة أربع سنوات أي حتى عام 1974، حيث أبعدته السلطات الأردنية إلى الخارج، فذهب إلى مدينة دمشق.

ثم انتقل إلى مدينة بيروت، فعمل فيها تحت إمرة خليل الوزير (أبو جهاد) في القطاع الغربي التابع لحركة فتح منذ عام 1975. وعُيّن قائدًا عسكريًّا لمخيم الضبيّة في مدينة بيروت بين عامي 1975 و1976، وخلال تلك الفترة شارك في التصدّي لقوات الكتائب اللبنانية التي استهدفت مخيمات اللجوء الفلسطينية، وعلى إثرها وقع في قبضة قوات الكتائب، ومكث في السجن لفترة قصيرة. بعد خروجه من السجن، أوفدته قيادة الحركة لتلقّي دورة دروع في باكستان، وبعد تخرجه فيها، عاد إلى لبنان، ليُعيّن مسؤولًا عن منطقة برج أبي حيدر (منطقة بيروت) في مركز عمليات رقم (3)، ومارس من خلالها نشاطًا سريًّا بغية إعداد الكوادر والعناصر المدرّبة والمسلّحة لتنفيذ عمليات عسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

إذ شارك مريش في معارك التصدي لاجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان في عام 1982. لكن عقب الاجتياح الكبير غادر مريش إلى مدينة دمشق، وتولّى هناك مسؤوليّات العمليات الخارجية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولعب دورًا في الإعداد والتخطيط للعملية التي نفّذتها دلال المغربي، كما كُلّف من قبل قيادته بالسفر إلى اليونان لمهمة حركية عسكريّة، فسافر إليها.[1]

اغتياله

عدل

تعرض مريش في عام 1982 أثناء وجوده في مهمة خاصة في إيطاليا لمحاولة اغتيال حيث قامت شاحنة ضخمة بصدم سيارته عمداً ، ولكن عملية الاغتيال فشلت، وأدى الحادث إلى تعرضه لإصابة خطيرة[2]. وبعد الفشل الأول قام جهاز الموساد الإسرائيلي باغتيال مأمون مريش بتاريخ 20 أغسطس 1983 في مدينة أثينا في اليونان[3]، خلال قيامه بمهامه الحركية التي كُلّف بها في عام 1983، ودُفن في مدينة عمّان.

فقد بدأت عملية الاغتيال في ذلك الصيف، عندما كان مأمون مريش برفقة ابنائه على متن السيارة عندها وقع الهجوم، وإلى جانب استشهاد القيادي الفلسطيني البارز، تواترت أنباء عن استشهاد ابنه بشير، ونُشرت صوره على أنه قتل مع والده، لكن الطفل نجا بأعجوبة من رصاص الموساد. في ذلك الوقت كانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني هي المسؤولة عن عمليات الموساد الخاصة بأوروبا، حيث كانت تتنقل عبر بلدان القارة العجوز من مقرها في باريس لملاحقة وقتل المناضلين الفلسطينيين.

بعد نحو ثلاثة عقود على الاغتيال، اختلفت المصائر وتعددت المسارات، فعائلة الراحل مريش عادت إلى الأردن، حيث عملت أم الأطفال في قطاع االتعليم مدرّسة ثم مديرة، وتلقى الأطفال تعليمهم واختار بشير مأمون دراسة العلوم السياسية، فقد كبر الطفل ليروي قصة الوالد الشهيد، أما من أشرفت على عملية الاغتيال فتم تداول اسمها بقوة -قبل فترة- لشغل منصب رفيع في منظمة الأمم المتحدة.

إذ أنه قد تم تصوير فيلم بعنوان "صورتي عندما كنت ميتا"، يروي بشير مريش -ابن الشهيد مأمون مريش- قصة اغتيال والده أحد كبار مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية، الذي أطلقت فرقة اغتيالات تابعة لجهاز لموساد الإسرائيلي النار عليه وأردته قتيلاً[4].

المراجع

عدل
  1. ^ "ذاكرة فلسطين Author Details". palestine-memory.org. اطلع عليه بتاريخ 2024-06-15.
  2. ^ Younis، Karim (19 أغسطس 2023). "مأمون مريش". مركز الناطور للدراسات والأبحاث. اطلع عليه بتاريخ 2024-06-15.
  3. ^ "20/8/1983: اغتيال المناضل مأمون مريش وهو احد مساعدي الشهيد القائد خليل الوزير (أبو جهاد) على يد الموساد الإسرائيلي في اليونان .-منظمة التحرير الفلسطينية". www.plo.ps. اطلع عليه بتاريخ 2024-06-15.
  4. ^ "مامون مريش". النجاح. اطلع عليه بتاريخ 2024-06-15.