مستخدم:Hoor9876776/ملعب

الطِّبُّ (باللاتينية: ars medicina)، بمعنى فن العلاج؛ هو العلم الذي يجمع الخبرات الإنسانية في الإهتمام بالإنسان، وما يعتريه من اعتلال وأمراض وإصابات تنال من بدنه أو نفسيته أو المحيط الذي يعيش فيه، ويحاول إيجاد العلاج بشقيه الدوائي والجراحي وإجرائه على المريض. كما يتناول الطب الظروف التي تشجع على حدوث الأمراض وطرق تفاديها والوقاية منها، ومن جوانب هذا العلم الاهتمام بالظروف والأوضاع الصحية، ومحاولة التحسين منها.

والطب هو علم تطبيقي وعملي يستفيد من التجارب البشرية على مدى التاريخ. وفي العصر الحديث يقوم الطب على الدراسات العلمية الموثقة بالتجارب المخبرية والسريرية والتشريحية.


يعتبر الحفاظ على الصحة هدفاً يتقاسمه سكان العالم في الماضي وحتى وقتنا هذا، وقد بدأ تاريخ الطب بتجارب بدأ فيها الأجداد للمحافظة على الصحة وتعلم طرق الشفاء. ويعرف الطب على أنه المجال الذي يهتم بالصحة والشفاء، ويشمل العلاج، والوقاية من الأمراض، والبحوث الطبية. وقد استمر تطور الطب من عصور ما قبل التاريخ والعصور القديمة حتى القرن 21.

قدمت منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: WHO) تعريفاً للصحة عام 1948 والذي نص على أن الصحة هي حالة من المعافاة البدنية والعقلية والاجتماعية التامة، وليس فقط غياب المرض أو العجز. طور ذلك التعريف بعد ذلك عدة مرات ليشمل الصحة النفسية أيضاً.

امتدت مساهمة العلماء المسلمين في مختلف مجالات العلم والطب من القرن الثامن إلى القرن السادس عشر حيث سمي هذا العصر بالعصر الذهبي الإسلامي، كان الطب جزءاً أساسياً من الثقافة الإسلامية في العصور الوسطى، وتم الاستفادة من المعرفة التي تركها الأطباء والعلماء اليونانيون والرومان ورائهم. وقد قام الغرب بترجمة الكثير من كتب الطب كموسوعة الطب لابن سينا التي قدمت ملخصاً واضحاً ومنظماً لكل المعرفة الطبية في ذلك الوقت. وبالإضافة إلى ابن سينا فقد اشتهر الكثير من العلماء الذين عملوا في عدد كبير من مختلف المجالات كالرازي وابن النفيس فقد كتبوا في علم وظائف الأعضاء، وطب العيون، وعلم الأجنة، وعلم النفس، والفلسفة والقانون. وأسس العرب والمسلمين الكثير من المؤسسات والمدارس العلمية التي عمل بها باحثون لجمع المعلومات وتطويرها.

الطب في بدايات العصر الحديث

بدأ اكتشاف نظريات علمية هامة بذلك الوقت، مثل اكتشاف ويليام هارفي للدورة الدموية عام 1628، وملاحظات وتدوينات أنتون فان عن البكتيريا عام 1683، لكن رغم ذلك مازال الأطباء لا يعلمون شيئاً عن الجراثيم وكونها سبب الأمراض. ألقى الأطباء اللوم على الرائحة الكريهة (عرض للتسمم)، وذلك حتى منتصف القرن التاسع عشر، ووقف الأطباء عاجزين عن التصرف أمام وباء مثل الطاعون عام 1665.

كانت هناك بعض تجارب الجراحة المتواضعة والتي اعتمدت على التجربة والخطأ، أما فيما يتعلق بالصحة العامة، فكانت متدنية للغاية، حيث امتلأت الطرقات بالقمامة والمخلفات البشرية.

الطب في القرن التاسع عشر

بدأت الأمور في التحسن مع بداية القرن 19، حتى وصل متوسط عمر الفرد الغني والمرفه إلى 52 عاماً، ولكن مازال متوسط عمر العامل بالمدن منخفضاً جداً حتى أنه يصل إلى 15 عاماً.

تاريخ الطب

عدل

الطب هو مهنة قديمة قدم الإنسان ذاته حيث ارتبطت في بدايتها بأعمال السحر والشعوذة والدجل وذلك في العصور القديمة والمجتمعات البدائية حيث مارسها الكهنة والسحرة ثم تقدمت نوعاً ما مع الحضارات القديمة في بلاد الرافدين ومصر (الفراعنة الذين برعوا في تحنيط الأموات) والهند والصين (الوخز بالابر الصينية) إلى أن حدثت النقلة النوعية في زمن الإغريق واليونان وظهور أبقراط (أحد أشهر الأطباء عبر التاريخ وصاحب القسم المعروف باسمه والملتزم بأخلاق المهنة) وجالينوس وغيرهم ومع ظهور الحضارة العربية والإسلامية وتطور الممارسة العلمية التجريبية بدأ الطب يأخذ شكله المعروف اليوم من خلال أعمال علماء وأطباء كبار أمثال ابن سينا (الشيخ الرئيس الذي عرف بأنه أول الباحثين في مجال الطب النفسي وأول من أعطى الدواء عن طريق المحقن وغير ذلك الكثير) وابن النفيس (مكتشف الدورة الدموية الصغرى) والزهراوي والرازي وغيرهم الكثير ممن ظلت كتبهم وأعمالهم تدرس في مختلف أنحاء العالم حتى القرن السابع عشر.

كما كان للمفاهيم المسيحية من الرعاية ومساعدة المرضى دور في تطوير الأخلاق الطبية. المسيحيون النساطرة أنشؤوا مدارس للمترجمين وألحق بها مستشفيات، ولعبوا أدورًا هاما في نقل المعارف الطبية إلى اللغة العربية. ومن المدارس التي أنشأها النساطرة مدارس مسيحية في الرها ونصيبين وجند يسابور وإنطاكية والإسكندرية والتي خرجت هناك فلاسفة وأطبّاء وعلماء ومشرّعون ومؤرّخون وفلكيّون واحتوت على مستشفى، مختبر، دار ترجمة، مكتبة ومرصد. خلال ظهور عصر النهضة في أوروبا تطورت تحت قيادة الكنيسة مختلف أنواع العلوم خصوصًا الطب، التشريح.

خلال عصر النهضة تطورت الأبحاث الطبية والتشريح في عام 1543، نشر أندرياس فيساليوس (1514-64) كتاب تشريح مصور ، وكان بروفسورًا في جامعة بادوا. ومع ثقافته المبنية على التشريح المكثف للجثث البشرية، قدم أول وصف دقيق للجسم البشري. ومن علماء التشريح في بادوا كان غابرييلي فالوبيو (1523-1562) الذي وصف الأعضاء التناسلية الأنثوية، مانحًا اسمه لقناة فالوب، وجيرالمو فابريزيو (1537-1619)، الذي عرّف صمامات القلب. مورست الجراحة بواسطة الحلاقين معظم الأحيان، الذين استخدموا نفس الأدوات لكلا المهنتين. بقيت الجراحة بدائية وعملا مؤلما جدا في هذه الحقبة. واستمر الجدل حول التعامل مع الجروح وقد بقي كي الجرح لسدّه الطريقة الرئيسية لإيقاف النزيف. بدأ جراح فرنسي من القرن السادس عشر، هو أمبروز باري (تقريبًا 1510-1590) بترسيخ بعض النظم. فقام بترجمة أعمال فيساليوس إلى الفرنسية لإتاحة المعرفة التشريحية الجديّة لجراحي ساحات المعارك. من خلال الخبرة المكثفة التي اكتسبها في ساحة القتال، قام بتخييط الجروح بدلًا من كيها لوقف النزيف أثناء البتر . وقام باستبدال الزيت المغلي لكيّ جروح الطلقات النارية بمرهم من صفار البيض، زيت الزهور والتربنتين. لم تكن طرق علاجه أكثر فعالية فقط بل أكثر إنسانية من التي استخدمت سابقا. من الشخصيات البارزة الأخرى في هذه الحقبة أيضًا كان باراسيلسوس (1493-1541)، وهو كيميائي وطبيب سويسري. اعتقد أن أمراضًا معينة نتجت عن عوامل خارجية محددة وهكذا دعا لعلاجات معينة. ابتكر استخدام العلاجات المعدنية والكيميائية ومنها الزئبق لمعالجة السفلس. كما ألّف أقدم الأعمال الخاصة بالطب المهني وهو مرض عمّال المناجم وأمراض أخرى يصاب بها عمّال المناجم. تطور علم الطب وقفز قفزة ذات نوعية خلال الثورة الصناعية وصولًا إلى الأزمنة الحاضرة والتي أدت إلى تطورات كبرى في كافة العلوم ومنها الطب والفلسفة.

خطوات العملية الطبية

عدل

[عدل] تتألف خطوات الإجراء الطبي من:

  • سوابق المريض.
  • الأسباب: هي دراسة أسباب المرض.
  • المرضية: هو دراسة آلية حدوث المرض (المسبب).
  • الفيسيولوجية المرضية: هو دراسة التغيرات في الوظائف الرئيسية عند المرض.
  • دراسة الأعراض : هي دراسة جميع الدلائل الظاهرة، وهي ما نسميه أيضًا الدراسة السريرية. عكس الدراسة الشبه العيادية التي هي نتاج الاختبارات التكميلية. نظرًا لتطور تقنيات التصوير الإشعاعي، ظهر علم دراسة الأعراض الشبه العيادي.
  • التشخيص : هو تحديد المرض.
  • التشخيص التفريقي: هو وصف الأمراض التي تحمل أعراض مشابهة والتي يمكن أن تختلط بالمرض قيد التشخيص.
  • العلاج : هو علاج هذا المرض وارجاع المصاب بهذا المرض لحالته الصحية الطبيعية.
  • التوقع: هو دراسة احتمالات تطور المرض.
  • علم النفس: سيكولوجية المريض هو عنصر هام في نجاح العملية الطبية. اعتبارا من عام 1963 قال مؤرخ الطب جان ستاروبينسكي "عملية طبية كاملة حقا لا تقتصر على هذا الجانب التقني، إذا أراد الطبيب أن يؤدي وظيفته بشكل كامل، فانه يحدد علاقة مع المريض التي من شأنها تلبية الاحتياجات العاطفية للأخير."

العملية الطبية إذًا ليست فقط جسم يعطى دواءَ بل حالة نفسية بحاجة إلى المساندة.