مستخدم:Elmoro/مرينيون

المرينيون، بنو مرين أو بنو عبد الحق هي سلالة سيطرت وحكمت بلاد المغرب الأقصى من القرن الثالث إلى القرن الخامس عشر ميلادي، وتوسعت حدود دولتهم في عهد السلطان أبي سعيد الأول، ويوسف بن يعقوب وخاصة أيام أبي الحسن المريني، الذي توحد فيه المغرب الكبير تحت رايته، حيث حكم من بلاد السوس إلى مصراته قرب الحدود المصرية شرقا، إلى رندة بالأندلس شمالا، ولم يستطع المرينيون بسط سيطرتهم على كامل الأراضي التي كانت تشكل الدولة الموحدية، غير أنهم استطاعوا توحيد المغرب الاقصى و العبور إلى الأندلس للجهاد ضد أطماع ممالك إسبانيا ومكافحة القرصنة المسيحية على سواحل المغرب. وتميزت دولة بنو مرين عن بقية الدول التي سبقتها في حكم المغرب كونها لم تصل إلى الحكم تحت شعار فكرة دينية كما فعل المرابطين والموحدين، فقد اعتمد بنو مرين على قوتهم العددية وتنظيماتهم القبلية، المكونة من قبائل زناتة، والمتحالفة لاحقا مع قبائل الخلط العربية، الذين شكلوا أساس جهاز مخزنها. ولغياب الشرعية الدينية في دعوتهم حاول المرينيون التقرب من الأشراف الأدارسة و إظهار المحبة لهم ي، بإعادة بناء ضريح مولاي إدريس) وإحياء الإحتفالات بالمولد النبوي.

ويرجع ظهورهم لوضعية بلاد المغرب الأقصى بعد كارثة معركة العُقاب سنة 609 هـ، حيث ضعف وتفتت كيان السلطة المركزية لدولة الموحدين، هذا بالإضافة لتفشي وباء الطاعون وهلاك الجند، فغاب الأمن في البلاد، فظهر بنو مرين على مسرح الأحداث السياسية واستطاعوا إلحاق الهزيمة بالجيش الموحدي الذي أعده والي فاس لحربهم في أول صدام لهم مع الموحدين،[1] ثم تفاقم خطرهم، وازدادت قوتهم، فاستطاعوا القضاء على الدولة الموحدية والجلوس في مكانها بعد قضائهم على الموحدين في مراكش سنة 668 هـ/ 1269 م ،[2][3] واتخذوا من مدينة فاس عاصمة لهم. وأول سلطان لهم هو يعقوب بن عبد الحق، وعرفت الدولة المرينية تطورا عمرانيا و ثقافيا.

حمل المرينيون مهمة الجهاد في الأندلس، وحازوا على مجموعة من المدن الأندلسية،[4] وعلى عهد السلطان يعقوب بن عبد الحق وصل عددها 53 ما بين مدن وحصون، زيادة على 300 من القرى والبروج، أبرزها الجزيرة الخضراء وطريف وملقة وقمارش ورندة،[5] تنازل ولده السلطان يوسف بن يعقوب عن الكثير منها مكتفياً بطريف والجزيرة الخضراء.[6]

وأطلق بنو مرين للناس حرية الاعتقاد والتمذهب، فعاد المذهب المالكي إلى الظهور قوياً كما كان أيام المرابطين، بعد أن نبذ وحارب الموحدون الفروع والتقليد، وقرَّبَ المرينيون العنصر اليهودي الفارّ من الأندلس. وكان عصر بني مرين عصر كبار الرحالة أمثال ابن بطوطة، وابن رشيد السبتي، والعبدري، والتجيبِي، والبلوي وأحمد زروق،[7] حيث حرص المرينيين على تمتين الوحدة الإسلامية مع المشرق عن طريق هذه الرحلات.[8]

تاريخ عدل

خلفية عدل

ينحدر المرينيون من قبيلة زناتة، واستقروا في المناطق الشرقية والجنوب الشرقي من المغرب الأقصى، وكانوا من البدو الرُحَّل في مطلع القرن السابع الهجري الثالث عشر ميلادي يرعون الغنم والإبل في القفار بين منطقة فكيك وملوية (الجهة الشرقية حاليا).[9] وكانوا يتعمقون في المغرب الأقصى ويصعدون إلى التلال والأرياف منذ أول دولة الموحدين وما قبلها، يصلون لجهات كرسيف إلى وطاط حيث بقايا قبيلة زناتة الأولى التي يأنسون إليها، مثل مكناسة بجبال تازة وبني يرنيان من مغراوة أعالي ملوية، فيتقلبون بتلك الجهات بين المربع والمصيف ويعودون بما امتاروه من الحبوب لأقواتهم.[10]

وخلال تزعم محيو بن أبي بكر لبني مرين، شهدوا معركة الأرك وقاتلوا في صفوف الموحدين في عهد السلطان أبو يوسف يعقوب بن يوسف المنصور، وأصيب زعيمهم محيو بن أبي بكر في تلك الغزوة وهلك على إثرها سنة 592هـ - 1195م.[11] وترك خلفه من الأولاد عبد الحق ووسناف ويحياتن. وكان عبد الحق أكبرهم فتزعم القبيلة، ويقول ابن خدلون في ذلك: «وكان خير أمير عليهم قياماً بمصالحهم وتعففاً عما في أيديهم وتقويماً لهم على الجادة ونظراً في العواقب واستمرت أيامهم».[12] كان الخلفاء الموحدين يعينون الأشياخ كعمال لتسيير المناطق البعيدة عن السلطة المركزية في مراكش، أبرزهم شيوخ تينمل بالأطلس وشيوخ هنتاتة بتونس. وكان هؤلاء الأشياخ معروفين بإتجاههم المحافظ والمتشبث بالمهدوية وفكرها التومرتي لمؤسس الدولة عبد المؤمن الموحدي، فعندما أقدم الخليفة إدريس المأمون بحركة إصلاحية تتبرأ بعقيدة المهدي، أعلن حاكم إفريقية أبو زكرياء يحيى إسقاط الدعاء بإسم الخليفة المأمون في خطب الصلاة، لأن شرعية السلطة السياسية وإمارة المؤمنين، حسب اعتقادهم، لا تستقيم إلا بالإنتماء إلى المهدوية التومرتية. ولما علم المرينيون بالتحالف بين الخليفة الحفصي الجديد والعبد الواديين حاكمي تلمسان ضد السلطة الموحدية بمراكش، أسرعوا إلى مبايعة الخليفة الحفصي.[13]

بعد تقلص الرقعة الجغرافية والسلطة الفعلية للإمبراطورية الموحدية على شمال أفريقيا والأندلس، شهد النصف الأول من القرن الثالث عشر ميلادي تقسيما جديدا للغرب الإسلامي، ظهرت أربع قوى إسلامية جديدة، وقد صار المغرب الأدنى وما إليه نصيب الحفصيين، واستولى بنو عبد الواد على المغرب الأوسط، وانتصب المرينيون بالمغرب الأقصى، بينما استقر الأمر فيما تبقى من الأندلس المسلمة لبني الأحمر، بعدما استولى على معظم الجزيرة الإيبيرية القشتاليون والكتلانيون والبرتغاليون.


انتشار بني مرين عدل

بعد معركة العُقاب سنة 609 هـ ومهلك الخليفة محمد الناصر رابع خلفاء الموحدين سنة 610 هـ، تولى الأمر من بعده ابنه يوسف المستنصر، الذي كان لا يزال غلاماً لم يبلغ الحلم. فضعف نفوذ الموحّدين وضاعت معها الثغور. وفي سنة 610 هـ / 1213م أقبل بنو مرين على عادتهم ودخلوا المغرب فوجدوا أحواله قد تبدلت، فاغتنموا الفرصة فشرعت القبائل المرينيّة في التوسّع في الريف وفي الغرب، ووضعوا أنفسهم مؤقّتًا تحت السلطة الاسميّة للحفصيّين، فأرسل الخليفة المستنصر أبا علي بن وانودين على رأس الجيش الموحدي من مراكش إلى حيث تجتمع جيوش الموحدين بفاس. وأوعز إليه أن يخرج لغزو بني مرين وأمره أن يثخن ولا يستبقي، حسب قول ابن خلدون. فالتقى الجمعان بوادي نكور فانتصر بنو مرين تحت قيادة عبد الحق بن محيو وولّى الموحدين مُدْبِرِينَ إلى تازة وفاس، وانظمت للمرينيين القبائل القريبة لهم في النسب، فتحالفوا معهم من أجل قتال قبائل رياح من بني هلال، التي كانت تناصر الموحدين، للعهد الذي بينهم حيث وطنهم المنصور بذلك القطر. وجرت حروب دموية سنة 614 هـ / 1217م بين عرب رياح وبنو مرين، انتهت بسقوط زعيم بنو مرين الأمير عبد الحق محيو وكبير أولاده إدريس. فأقسم بنو مرين الأخذ بالثأر،[14] واستأنفوا القتال حتى انتصروا عليهم وشردوهم. وبايع بنو مرين موضع عبد الحق محيو ابنه الأمير أبا سعيد عثمان، وسار على رأس جيش فأخضع عدة مدن وحصون وفرض عليها عليها اتاوة سنوية. وفي العام 639 هـ / 1242م سيّر عبد الواحد الرشيد خليفة الموحِّدين جيشاً لقتال بني مرين، فهُزِم الموحِّدون هزيمة شنيعة، واستولى المرينيون على معسكرهم. وتوفي الرشيد في العام التالي، فخلفه أخوه أبو الحسن السعيد، الذي اعتزم القضاء على بني مرين، فسيّر جيشها كبيرا لقتالهم سنة 642 هـ - 1244 م، واشتبك مع بني مرين في موقعة هائلة، هُزِم فيها بنو مرين، وقُتِل أميرهم أبو معروف محمد بن عبد الحق، وشكلت ضربة شديدة هزّت عزائم المرينيين.

إنشاء الدولة عدل

تولّى إمارة بني مرين بعد مقتل أبي معروف، أخوه أبوبكر بن عبد الحق الملقّب بأبي يحيى، الذي رفع شأن بني مرين فأصبح لهم دولة منظمة، بجيش منظم وأصدر القوانين وقسم بلاد المغرب وقبائله وأقطع كلاً منهم ناحية. واستولى جنده على مكناسة سنة 643 هـ، ثم زحفوا على فاس واستولوا عليها بعد حصار شديد سنة 648 هـ - 1250م، وكان سقوط فاس أعظم ضربة أصابت دولة الموحِّدين. ولما رسخت قدم يعقوب بن عبد الحق بالمغرب واتسع سلطانه وقطع دعوة الحفصيين. واستمرّ التوسّع المرينيّ في عهد أبي يحيى بين 1244 - 1258م، وبشكل خاصّ في عهد أبي يوسف يعقوب، الذي نجح في استبعاد إدريس الواثق آخر خليفة موحّديّ، واحتلّ مرّاكش. وعرّف السلطان الجديد أبو يوسف عن نفسه بأنّه أمير المسلمين، وهو نفس اللقب الذي اعتمده المرابطون في السابق.[15]

وفي سنة 655هـ/1255م غدر عامل سجلماسة محمد القطراني بالموحدين وانحاز إلى الأمير أبا يحيى بن عبد الحق المريني وساعده على احتلال سجلماسة مقابل تعيينه واليا عليها.[16][17] فتعاظم أمر القطراني بعد ذلك وكثر أتباعه وازدادت قوته، وجاءه خبر موت الأمير أبي يحيى المريني سنة 656هـ/1256م، فثار القطراني على الدولة المرينية وانفرد بالحكم على سجلماسة، واعتذر من السلطان الموحدي المرتضى وقدم له طاعته وولائه بشرط استقلاله في سجلماسة فوافقه المرتضى، وأرسل له القاضي ابن حجاج، وعدد من الجند، وسيدا من الموحدين ليقيم في سجلماسة من غير أن يحكم. واتفق المرتضى مع القاضي ابن حجاج وقائد الجند على القطراني وقتلوه بالحيلة.

بعد أن تم للسلطان يعقوب بن عبد الحق إخضاع معظم أجزاء المغرب وأنهى دولة الموحدين، بقيت سبتة وطنجة وسجلماسة خارجة عن حكمه وسلطته، فقرر إخضاعهم قبل أن يبدأ بمهمة الجهاد في الأندلس. وبعد عودته من حصار تلمسان، توجه لحصار طنجة التي كانت تحت حكم العزفيين وحاصرهم مدة ثلاثة أشهر، واقتحموها سنة 672هـ/1273م بعد استسلام بعض جنودها بعد خلاف وقع بينهم.[18]

وبعد فك الحصار على طنجة أرسل ولده الأمير يوسف إلى سبتة فحاصرها، ولكنها استعصت وصمدت، فثم التوقيع على معاهدة صلح بين الأمير أبي العباس العزفي والسلطان المريني بشرط أن يحتفظ الأول بحكم سبتة واستقلال العزفيين فيها لقاء خراج سنوي يؤديه إلى السلطان المريني.[19]

الأندلس عدل

«إن الصّلات بين المغرب الأقصى والأندلس قديمة ترقى إلى التاريخ القديم، و هي صلات فرضتها طبيعة الجوار وأملتها المعطيات الجغرافية... فمن المعروف أن الأندلس بعد فترة الطوائف قد اندمجت في الإمبراطورية المرابطيّة والموحديّة، أي خلال أكثر من ثلاثة قرون، كما أن دولة بني نصْر في مملكة غرناطة لم يكن لها أن تكون لولا بنو مَرين. محمد بن شريفة.[20]»

حاول المرينيون بين سنتي 674 و741 هـ، إعادة تكرار التجربة الموحدية والمرابطية في الحضور المغربي بالأندلس، وتزامنت مساهمة المرينيين مع مرحلة انقلبت فيها موازين القوى بالبحر المتوسط الغربي لصالح المسيحيين منذ معركة العقاب، التي قال عنها ابن عذاري بأنها «كانت السبب في هلاك الأندلس».[21] حيث ساهم القشتاليون في إنشاء مملكة غرناطة كدولة تابعة لهم، ولم يعد المغرب الأقصى قادراً على تهديد الممالك المسيحية بالأندلس، بل إنه أصبح مهدداً في عقر داره عندما نجح القشتاليون، ولو لمدة قصيرة، في السيطرة على سلا سنة 658 هـ/ 1260 م.[22]

وبعد اشتداد الضغط الذي فرضته مملكة قشتالة على مملكة غرانطة لجأ حكامها إلى الاستنجاد بسلاطين المغرب المرينيين، وكان أولهم السلطان المريني أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق الذي جهز جيشا سنة 673 هـ / 1275م وعبر به البحر وهزم القشتاليين قرب مدينة إستجة في موقعة الدونونية، ثم عبر البحر ثلاث مرات بعدها لوقف القشتاليين عند حدود غرناطة. وباستمرار دخول المجاهدين من المغرب إلى الأندلس قرر قادة الجيش المغربي إنشاء مراكز للمرابطة فيها، ليكون العسكر على أهبة الاستعداد لمجاهدة الممالك الإسبانية، فعُرفت هذه المجموعة بـ"مشيخة الغزاة" ورئيسها باسم شيخ الغزاة، فأصبح الحضور المريني بالأندلس يمر عبر هذه المشيخة والتي كانت تشكل اللعبة السياسية القائمة آنذاك بين المرينيين وبني الأحمر.[23][24][25] ومن الأمور التي عرقلت التواجد المريني بالأندلس غياب ولاة تابعين مباشرة لحكم فاس، حيث كان المرينيون يسارعون إلى العودة نحو المغرب الأقصى حتى وإن حققوا مكاسب مهمة بالأندلس. بسبب القنط بين صفوف الجند وتشوقهم إلى أولادهم وديارهم. [26]

وضع ملوك بنو الاحمر خطة للسيطرة على جزيرة طريف لإبعاد المرينيين عن شؤون غرناطة، فتعهد محمد الثاني لسانشو الرابع ملك قشتالة بالإنفاق على جيشه مدة حصاره لمدينة طريفة لقاء أن يسلمها إليه بعد سقوطها. وبعد أربعة أشهر من الحصار المفروض عليها والذي اشترك فيه الملك خايمي الثاني ملك أراغون بموجب الاتفاق القائم مع قشتالة آنذاك ضد المرينيين، سقطت في شوال سنة 691 هـ/ 1291 م ، وجاءت مصيبة الغرناطيين عندما رفض ملك قشتالة التنازل عن جزيرة طريف بالرغم من استلامه ستة حصون من ابن الأحمر لقاء تعاونه.[27] فذهبت طريف من يد السلطان المغربي، وهي المعبر الستراتيجي الذي يتم منه جواز المغاربة، والقاعدة التي تشكل عيناً على من يفقدها من الاثنين المغاربة والغرناطيين.[28] فعبر الملك الغرناطي محمد الفقيه إلى المغرب ليعتذر للسلطان المغربي عما حدث وليعيد المياه إلى مجاريها. وفعلا تحقق له ما أراد.[29]

سنة 705 هـ/ 1305م أقدمت غرناطة على تحريض شيخ الغزاة القائد عثمان بن أبي العلاء على السيطرة على سبتة، ودعمتها في معارك مباشرة خاضها ضد أبناء عمومته حكام المغرب في شمال العدوة المغربية، فأرسل السلطان أبو يعقوب يوسف جيشا بقيادة ابنه الأمير أبي سالم من أجل استرداد سبتة، لكنه فشل في مهمته؛[30] وتوجه بعدها أبو ثابت عامر سنة 707هـ/1307م، قاصدا سبتة وقام في محرم سنة 708هـ/1308م بإرسال غارات على نواحي سبتة، وأمر بناء مدينة تطاوين من أجل اتخاذها قاعدة لجيشه المعد لمهاجمة سبتة.[31] وفي الوقت نفسه أرسل كبير الفقهاء أبا يحيى بن أبي الصبر إلى ابن الأحمر يفاوضه في أمر التخلي عن سبتة، وبينما كان ينتظر الجواب مرض السلطان أبو ثابت وتوفي في طنجة في شهر صفر 708هـ/1308م، وتولى الحكم من بعده أخوه أبو الربيع سليمان الذي جهز جيشا كبيرا بقيادة تاشفين يعقوب الوطاسي، لاسترداد سبتة، التي لم يتحمل أهلها حكم بني الأحمر، فانتهز بنو مرين فرصة غياب الوالي عثمان بن أبي العلاء وعبوره إلى الأندلس بقصد الجهاد. ولما علم أهل سبتة بقدوم الجيش المريني ثاروا على من كان بسبتة من جنود حامية ابن الأحمر وأخرجوهم منها، فتمكن المرينيون من تحرير سبتة في 10 صفر 709 هـ/ 1309م،[32] وقد ساند الأسطول الأراغوني تحت إمرة الفيسكوندوي كاستلنو المرينينن في حصارهم لسبتة.[33] وعندما وصل خبر سقوط سبتة إلى ملك بني الأحمر أبي الجيوش نصر بن محمد خشي من بني مرين وأرسل وفدا إلى السلطان أبي الربيع يطلب منه الصلح، فتنازل للمرينيين عن الجزيرة الخضراء ورندة وحصونها، وقد وافق أبو الربيع على الصلح ووطد علاقته بابن الأحمر بزواجه من أخته، وأرسل السلطان المغربي المدد والمساعدة لبني الأحمر وجهز جيشا وأرسله للأندلس.[34]

الخروج من الأندلس عدل

في يوم 7 جمادى الثانية 741 هـ / 28 نوفمبر 1340م، جرت أحداث معركة طريف عند ريو سالادو أسفرت عن مذبحة للمسلمين، وأسر عدد من الجنود، ومن بينهم أحد أبناء السلطان أبي الحسن، ووفاة زوجة السلطان الحفصية التي قتلت مع زوجة أخرى، وهروب السلطان بنفسه نحو سبتة، ووصف ابن الخطيب هذا الحدث: «فهذه الواقعة من الدواهي المعضلة الداء والأرزاء، التي تضعضع لها ركن الدين بالمغرب، وقرت بذلك عيون الأعداء» وتعتبر آخر معركة يشارك فيها المغاربة بشكل رسمي ومباشر في الأندلس. واكتفى السلطان المريني بمساعدة الأندلسيين من بعيد. فعند حصار الجزيرة الخضراء بداية سنة 743 هـ/ يوليوز 1342م اكتفى أبو الحسن بمساعدة المحاصرين من مدينة سبتة، وأرسل المؤونة لهم بحراً. وبعد سقوط الجزيرة الخضراء في بداية شوال 743 هـ/ مارس 1343 م فقد المغرب المريني نقطة هامة للعمليات العسكرية ولانتقال الجيوش، وأصبح ألفونسو الحادي عشر سيد بحر الزقاق بدون منازع.

وبقي موقعان تحت الإدارة المغربية على أرض الأندلس، وهما رندة، التي تنازلوا عنها للنصريين سنة 1361م، وجبل طارق الذي تنازلوا عنه سنة 1374 م، وبذلك لم يعد هناك وجود مريني بأرض الأندلس. ودخل المغرب مرحلة الانحلال والضعف، ولم يسلم بعدها من تدخل ودسائس بنو الأحمر في شؤونه الداخلية.[35] وأدى انقطاع العبور المغربي إلى الأندلس لترك الأندلسيين يواجهون لوحدهم زحف حركة الاسترداد. كانت هزيمة طريف منعطفاً فاصلاً في تاريخ الحضور المغربي بالأندلس وبالمضيق، رغم محاولة أبو عنان في التدخل بالمنطقة، التي وصفها مؤرخون معاصرون له، مثل ابن بطوطة وابن الحاج النميري، فلا يبدو أنه أضاف مكاسب حاسمة للحضور المغربي بالأندلس وبالمضيق. لأن اهتمامات أبي عنان كانت مركزة على السودان الغربي وبلاد المغرب في المقام الأول، أما الشؤون الأندلسية، فكانت تأتي في مرتبة ثانوية ضمن اهتماماته.[36] وقد استطاع السلطان أبو فارس عبد العزيز استرجع الجزيرة الخضراء سنة 770 هـ ولو مؤقتاً، فإن المرينيين فيما بعد أبي عنان، لم يتمكنوا من تهديد الممالك المسيحية الأوربية بالأندلس وبالمضيق. وقد تأكد ضعف الحضور المغربي بهذه المنطقة بعد أن سقطت سبتة بيد البرتغاليين سنة 818 ه/ 1415 م. وتقلص التدخل المريني بالأندلس تم انقطاعه نهائيا[37] كان سببه عدة عوامل، أبرزها الحروب مع جيرانهم بني عبد الواد، والفتن الداخلية بالمغرب، والصراع على السلطة، والاختلافات والصدامات المستمرة بين سلاطين بنو مرين وحكام مملكة غرناطة، وعدم توفر المرينيين على أسطول كبير، واختلال التوازن بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط بصفة عامة. ورغم استطاع المغرب المريني «أن يؤخر كارثة الأندلس بنحو قرنين من الزمن،[38] كما يعتبر بعض الباحثين سقوط سبتة 1415 م هو الحدث الأنسب لبداية التحول إلى العصر الحديث، عوض تاريخ سقوط القسطنطينية سنة 1453 م.[39][40]

نظام الحكم عدل

اتخذ المرينيون من مدينة فاس مركزا لهم، وانتقلوا منها بعد بناء مدينة البيضاء بفاس الجديد، واتخذت منذ عهد حكم يعقوب بن عبد الحق مقرا للنظام المركزي. واتسمت سلطة المرينيين بحكم فردي وراثي وكان الأولون منهم يتسمون بأمراء المسلمين، على نفس نهج المرابطين، حتى جاء السلطان أبو عنان الذي غير التسمية إلى أمير المؤمنين. وكان السلاطين المرينيين يسيرون شؤون الدولة بأنفسهم في مجالس خاصة حسب القضايا التي كانت تباشر فيها، ومن هذه المجالس «مجلس الفصل» الذي يترأسه السلطان للنظر في القضايا المهمة وسماع الشكايات، «ومجلس الخاصة وأهل الشورى» وفيه يجتمع السلطان بأهل المشورة من أجل استشارتهم في القضايا الكبرى. و«مجلس العرض» الذي يترأسه كذلك السلطان، وكان يعقد يومي الخميس والإثنين لعرض الجيوش والفصل بين الناس، وتقدم له الهدايا ويستقبل سفراء الملوك. وأنشأ أبو الحسن «مجلس العدل» بسبتة وتلمسان لسماع الشكايات حينما يكون بإحدى المدينتين. وكانت السلطة المركزية تتكون من الوزير الذي تتوزع صلاحياته في ترأس الجيش والمحافظة على الأمن وله سلطة على الولاة و الجباة ويرفع الشكايات إلى السلطان وينظر في بعضها. ومنصب «المزوار» أو صاحب الشرطة العليا كان يرأس الحرس السلطاني وينفذ عقوبات السلطان وينظم المقابلات السلطانية، ووصف ابن خلدون ومنصب لمزوار كأنه وزارة صغرى, وقد تقلد عدد من اليهود هذا المنصب. وكان منصب «صاحب العلامة» هو الكاتب الخاص الذي يكتب نيابة عن السلطان، وفي الغالب يختار من العائلات الأندلسية، يكتب قضايا الجند والمالية، ومن أهم الكتاب هو «كاتب السرد» الذي يوقع المراسيم.

«وأما زناتة بالمغرب وأعظمها دولة بني مرين فلا أثر لاسم الحاجب عندهم وأما رآسة الحرب والعساكر فهي للوزير ورتبة القلم في الحسان والرسائل راجعة إلى من يحسنها من أهلها وإن اختصت ببعض آلبيوت المصطنعين في دولتهم وأما باب السلطان وحجبه عن العامة فهي رتبة عندهم يسمى صاحبها الزوار ومعناه المقدم في تنفيذ أوامره وتصريف عقوباته وإنزال سطوا ته وحفظ المعتقلين في سجونه والعريف عليهم غي ذلك.مقدمة ابن خلدون[41]»

وفي تسيير الشؤون الجهوية اعتمد السلاطين المرينيون على جهاز مخزني، الذي كان يتكون من «صاحب القصبة» وهو الذي يشرف على السلطة المحلية وهو الواسطة بينها و بين السلطة العليا، ومنصب «صاحب الشرطة» أو «القائد» الذي يحارب الجريمة ويقيم الحد. ومنصب الوالي المختص بجباية الضرائب ويشرف على الحرس المحلي بالتعاون مع صاحب القصبة. والقاضي يفصل بين الخصوم وينظر في أموال المحجور عليهم ويحكم في مصالح الأوقاف والأبنية. ومنصب المحتسب الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويراقب الغش في الأسواق. وتميزت سياسية المرينيين عند تعيين المناصب الإدارية بإستشارة السكان بخصوص منصب إمام الصلاة والخطبة والقاضي والمحتسب.

الجيش عدل

خَلَّفَ انكسار الموحدين حالة من الضعف في البر والبحر، فقام بنو مرين بإعادة بناء الأسطول على عهد السلطان أبي الحسن، ووصل عدد قطعه نحو 600 سفينة حربية. لم يستطع المرينيون أن يستعيدوا عظمة القوة البحرية، فكان الأسطول المريني – بعد تجديده – في موقف الدفاع أكثر منه في موقف الهجوم، خصوصا ضد أعمال القرصنة المسيحية التي نشطت في تلك المدة على طول السواحل المغربية، الأمر الذي دفع المرينيين إلى إقامة الأربطة والمحارس من آسفي حتى تونس، فكانت بمثابة مراكز دائمة للمراقبة ضد القراصنة المسيحيين الذين اعتادوا الهجوم على شواطئ شمال أفريقيا لسلب ما تصل إليه أيديهم وبخاصة اختطاف أطفال البدو ونسائهم ليبيعوهم أرقاء في أوروبا.

تميزت هذه المحارس البحرية بطريقة الإشعار السريع والاستنفار عند ظهور العدو، ففي كل محرس رجال مرتبون في أبراج لاستطلاع البحر، فما أن تظهر سفينة غريبة تقترب من الشواطئ المغربية حتى يوقدوا النار في أعلى البرج فيراها البرج القريب ويوقد النار بدوره وهكذا فيتم الإنذار بالخطر في ليلة أو في بعضها في مسافة تسير فيها القوافل شهرين، وبذلك يتأهب الجيش ولا يؤخذ على غرة.[42]

العلاقات الخارجية عدل

الدين عدل

لم تتأسس دولة بني مرين في بدايتها على مشروع سياسي واضح يقوم على مذهب من المذاهب، فأطلقوا للناس حرية الاعتقاد والتمذهب. حيث لم تتدخل السلطة المرينية في توجيه الفكر المغربي توجيهاً معاكساً، فكان لهذا الموقف أثره في نهضة الفقه المالكي.[43][44] لكن السلطة وجدت في المالكية الدعم المعنوي، لأن التجربة التاريخية السابقة برهنت أن مصلحة البلاد في ذلك سواء على المستوى السياسي والديني، فالمرابطون انطلقوا من الوحدة المذهبية من أجل تحقيق وحدة سياسية واقتصادية، فسارع المرينيون إلى تقريب فقهاء المالكية وإلى دعم جهودهم، فراجت من جديد المدونات المالكية، وأقبل الطلبة عليها.[45] فتوطد مذهب أهل السنة منذ هذا العصر في المغرب.[46] فكان قيام دولة بني مرين في القرن السابع الهجري انتصاراً للمالكية على سائر الفرق والطوائف في الغرب الإسلامي، فلم تقم لفرقة أو مذهب قائمة في المنطقة كلها منذ أن بسط حكم المرينيون على بلدان المغرب وعلى قسم من الأندلس.

التصوف عدل

كان المغرب الأقصى في العصر المريني مالكي المذهب، أشعري العقيدة متخذاً من التصوف السني شعاراً له. واشتهرت في الفترة المرينية مدرستان صوفيتان أساسيتان ، الأولى طريقة أبي مدين شعيب، والثانية طريقة أبي الحسن الشاذلي، وتفرعت عن طريقة أبي مدين طريقتان مغربيتان: طريقة الشيخ أبي محمد صالح الماجري بآسفي، التي وصل عدد زواياها ستاً وأربعين انتشرت فيما بين المغرب ومصر، لتيسير رحلة الحجاج إلى مكة.[47] وطريقة أبي زكريا الحاحي الذي كان يعرف أتباعها بالحاحيين.

كما ظهر التصوف الشعبي المتغدي بالشعوذة والأساطير، لكن انتشاره كان محدودا نظرا للحملات التي شنها عليها الفقهاء، ويقول ابن الحاج العبدري حول ذلك وهو الذي عايش تلك الفترة:[48]

««وبسبب وجودهم (أي العلماء) وتصرفهم بالسنة المطهرة على ما تقدم ذكره ارتدع كثير من أهل البدع وقل ظهورها وأهلها، ونزلت البركات وجاءت الخيرات وبقي الناس [...] في أرغد عيش».»

وفي سنة 691 هـ/ 1291 م قام السلطان يوسف بن يعقوب بتعميم ظاهرة الاحتفالات بالمولد النبوي في جميع أنحاء البلاد،[49] وبدأت مراسيم الاحتفالات في نفس تلك السنة بإشراف خطيب جامع القرويين في فاس محمد بن أيوب بن أبي الصبر. فتحول يوم 12 ربيع الأول إلى عيد مولد رسمي بالمغرب.[50][51] وكانت تربط في عصر الدولة المرينية مسألة الجهاد دائماً بمناسبة المولد النبوي.[52][53]

اقتصاد عدل

بعد أن فرض المرينيون سيطرتهم على مدن وقبائل بلاد المغرب، تم فرض ضريبة الخراج على القبائل وعين عليها الجباة.[54][55] كما كانت تؤخذ ضريبة الجزية من أهل الذمة.[56][57] وفرضت الدولة ضرائب محلية على سكان المدن والبوادي،[58] فضلاً عن ضريبة العشر التي كانت تفرض على بضائع التجار القادمين إلى المغرب.[59] بالإضافة لضريبة الخمس التي استعملت في بدايات ظهور بني مرين عندما انتصروا في معاركهم، خيث أخرجوا الخمس من غنائم الحرب لبيت المال وقسموا الباقي على المجاهدين.[60] كما خصصت ضريبة المكوس التي كانت تُنفق على فرقة الروم القشتاليين الذين كانوا ضمن صفوف الجند المغربي.[61] وأنفقت الدولة ميزانيتها في المجالات الاقتصادية والدينية والثقافية والاجتماعية، خصوصا أثناء الأزمات الاقتصادية، كالقحط والمجاعة والوباء، حيث كانت توزع الأموال على المتضرِّرين وترمم المساجد والجوامع وبناء الأسواق وتجديدها.[62] ومولت الدولة المؤسسات الصحية وشيدت مراكزها وتكفلت بمصاريف الأطباء والأدوية وخصصت رواتب للعاملين عليها.[63] كما كان يُصرف جزء كبير من الميزانية على الجيش وتقديم المساعدات العسكرية للدول الإسلامية المجاورة،[64][65] خصوصا في الأندلس حيث أسست الدولة مشيخة الغزاة وهي قواعد عسكرية لصد هجمات القشتاليين. وكل هذه الأموال المصروفة كان لها أبوابُها الشرعية، وكانت تخضع للتدقيق.[66][67][68]

اتخذ المرينيون سياسة توزيع الأراضي على القبائل الموالية لهم وتسهيل استغلالهم لهذه الأراضي والسكن فيها، بالإضافة إلى اهتمامهم بالمشاريع الإروائية كبناء القناطر والرحى الصناعية؛ وتنوعت في فاس عدة صناعات نتيجة توافر المواد الأولية، وخصوصاً تلك التي تعتمد على بعض المحاصيل الزراعية، وكان هذا التطور الذي شهده العصر المريني في بعض الصناعات هو الخبرة المتوارثة والمتراكمة عن العهود التي سبقتهم. وتم استدعاء الصناع والمهندسين من الأقاليم المجاورة، كما هو حال ديوان السلطان يعقوب بن عبد الحق عندما استدعى مهندسا من الأندلس وهو محمد بن علي بن الحاج الإشبيليّ (ت. 714 هـ/ 1314 م) لإنشاء دار الصناعة في مدينة سلا وكانت هذه الصناعة ترتكز على صناعة القوارب والسفن الصغيرة؛ كما اعتنت الدولة المرينية بالصناعات اليدوية وأصحاب المهن، فأنشأت لهم المحلات والأسواق الخاصة. ففي عهد السلطان أبو سعيد عثمان بن يعقوب جددت الأسواق والحوانيت بعد أن أصابها الحريق، ومنها سوق الصباغين وسوق العطارين والرصيف. كما اشتهرت بعض مناطق المغرب الأقصى، خاصة مدينة فاس، بوجود ثروة معدنية كالمعادن والأملاح، كما اشتهرت بالحمامات كـحمة خولان.

عرفت الحواضر الكبرى حركة تجارية مهمة، فكثرت الفنادق المخصصة والمعدة للتجار والمسافرين والغرباء حتى وصل عددها 467 في حاضرة فاس وحدها. وأبرمت الدولة المرينية عدة اتفاقيات تجارية مع الدول المجاورة، كالاتفاقية التجارية القائمة بين السلطان يعقوب بن عبد الحق وسانشو الرابع ملك قشتالة، التي أعطت الحق للمغاربة الاتجار في أرض قشتالة:[69][70]

«وأن يكون المسلمون يسيرون في بلادك لتجارتهم وطلب معاشهم بالليل والنهار لا يتعرض لهم بشر ولا يلزمهم درهم ولا دينار.»

المجتمع عدل

انتهج المرينيون نفس السياسة الموحدية في نشر الجموع القبلية العربية في جميع تراب المغرب وخاصة ضواحي المدن المعروفة آنذاك في الوسط والجنوب والشرق، وبهذه العملية تم "تعريب المغرب الأقصى" تعريبا سلاليا ولغويا وحضاريا.[71][72][73] خصوصا بعد أن انظمت معظم القبائل العربية حول السلطان يعقوب بن عبد الحق، فأصبح العرب ضلع في تركيز الحياة السياسة والاجتماعية، والسيطرة على الكتل الأمازيغية الخارجة عن ناطق بني مرين، فأصبحوا عماد جهاز المخزن.

« وَأما لهَذَا الْعَهْد وَهُوَ آخر الْمِائَة الثَّامِنَة فقد انقلبت أَحْوَال الْمغرب الَّذِي نَحن شاهدوه وتبدلت بِالْجُمْلَةِ واعتاض من أجيال البربر أَهله على الْقدَم بِمن طَرَأَ فِيهِ من لدن الْمِائَة الْخَامِسَة من أجيال الْعَرَب بِمَا كثروهم وغلبوهم وانتزعوا مِنْهُم عَامَّة الأوطان وشاركوهم فِيمَا بَقِي من الْبلدَانِ بملكتهم وبأسهم. ابن خلدون.[74]»

اليهود عدل

حافظ يهود المغرب على مكانتهم ضمن الجهاز المخزني المريني، إذ قربهم وأجلهم المرينيون،[75] نظرا إلى المصلحة المشتركة التي كانت تجمع بين الطرفين؛ حيث كان يرغب حكام بني مرين تنشيط القطاعات الاقتصادية؛ كقطاع الأسلحة النارية والمعادن النفيسة وضرب السكة،[76] في حين كان اليهود من جهتهم يطمحون في المزيد من الانتشار والتغلغل داخل الأجهزة المخزنية لإثبات وجودهم ودعم نفوذهم اقتصاديا واجتماعيا وحماية مصالحهم سياسيا.[77] فأصبح اليهود سفراء للدولة المرينية لدى الدول الأجنبية، فربطوا العديد من المناطق المغربية بالعالم الخارجي وأعادوها إلى واجهة الأحداث؛ خصوصا إقليم سجلماسة ومدينته الأثرية في القرن الرابع عشر الميلادي / الثامن الهجري، والتي كانت ستفقد بريقها التجاري نهائيا لولا العنصر اليهودي النشيط، الذي جعل لها علاقات متميزة داخليا مع المناطق القبائلية المجاورة؛ مثل تلمسان، وخارجيا مع المدن الإسبانية والأندلسية كبرشلونة ومايوركا وقرطبة وغرناطة وغيرها.[78]

العمارة عدل

اهتم السلطان يعقوب بن عبد الحق بتشييد الأبنية كالمدارس والمارستانات للمرضى والمجانين.[79] ومن إنجازاته الأخرى بناء دار للصناعة الحربية في سلا، وشروعه ببناء فاس الجديد سنة 674 هـ/ 1275م. وشرع السلطان يوسف سنة 696 هـ/ 1299 م بإعادة بناء مدينة وجدة حيث بنى قصبة وداراً للإمارة وجامعا وحماماً،يحيى بن أبي بكر ابن خلدون، بغية الرواد في ذكر ملوك بني عبد الواد، تحقيق ألفريد بل، الجزائر، 1903، ج 1، ص. 15. وفي سنة 701 هـ/ 1301 م، بنى تلمسان الجديدة وبنى بها حمامات وفنادق ومارستانات وجامعاً كبيراً وغيرها. وفي عهد السلطان سليمان أبي الربيع تطور البناء واهتم بالأناقة والرقي، فأدخل الرخام والنقوش فيه؛ فوصلت أسعار الدور إلى مبالغ كبيرة؛ وقد قدر سعر الدار الواحدة بألف دينار من الذهب.

الصحة عدل

ساهمت السلطات المرينية في إحداث مؤسسات خيرية متعددة، استفادت منها جميع طبقات المجتمع من فقراء ومعوقين وحتى الأجانب، ويصف علي الجزنائي كيف خُصص للمرضى مستشفى خارج باب الخوخة لإبعاد ضرر الماء المستعمل، وكانت توفر للمرضى الأغذية والأشربة، ووظف الاطباء لتفقد أحوالهم مرتين كل يوم.[80][81] ويذكر ابن جزي تشييد السلطان أبو عنان للمارستانات في كل أقاليمه،[82] كتازة ومكناس وسلا وآسفي وفاس ومراكش والرباط وغيرها، خصصت لها أوقاف لتغطية مؤن المرضى، ويعد مارستان سيدي فرج أهم مارستان في تاريخ المغرب، أمر ببنائه السلطان المريني أبو يعقوب يوسف، سنة 685هـ / 1286م وجدده السلطان أبو عنان عام 766هـ وأدخل عليه زيادات مهمة،[83] واستمر في أداء دوره إلى حدود منتصف القرن العشرين وبالتحديد سنة 1364هـ / 1944م،[84][85] ويصفه الكتاني في سلوة الأنفاس:

«بالقرب من سوق العطارين وسوق الحناء بفاس، مكان يقيم به المرضى الذين بعقولهم مرض وهم المجانين ويسمى ذلك المكان سيدي فرج، على أنه لم يدفن به أي شخص كان يسمى بهذا الاسم، وليس به قبر وإنما بنى هذا المكان أحد السلاطين ليضم مرضى المسلمين الذين لا ملجأ لهم أو مأوى يأوون إليه، وسمي باب الفرج لأن المرضى كانوا يجدون فيه ما يفرج كربهم وقد حبست عليه الحبوس التي كانت تصرف غلتها عليه.»

وعرفت هذه المستشفيات انتكاسة حقيقية على عهد السلطان المريني أبي سعيد الثاني،[86] إذ استصدر فتوى تجيز له اقتراض أموال أوقاف المارستانات بفاس لتغطية نفقات الحرب وإدارة باقي شؤون الدولة، وقد عرفت هذه الفتوى معارضة شديدة داخل الأوساط الفاسية، وتوفي أبي سعيد قبل أداء السلف فتراجع دور هذه المستشفيات. وبلغ الرقي الحضاري في هذا العصر في مجال التعاطي مع ذوي الاحتياجات الخاصة بل وفي العناية بالحيوانات كذلك، حيث كانت هذه المستشفيات ملجأ للطيور، خصوصا اللقلاق، الذي كانت تعالجه إذا انكسر أو أصيب بأذى. وذكر الحسن الوزان عند وصفه لمدينة فاس:[87]

«توجد مستشفيات ومدارس نهاية في الرونق والإتقان وكل غريب دخل المدينة له أن يقيم بهذه المستشفيات مدة ثلاثة أيام، وتوجد خارج المدينة عدة مستشفيات لا تقل إتقانا عن التي بداخلها، وكانت لها قبل مداخيل قارة»

. كما بادر السلطان أبو الحسن، ببناء محكم يستر المستحمين بحمة خولان (حمة سيدي حرازم)، لا يزال محتفظا به في قبو ينفصل فيه مغتسل الرجال عن النساء.[88]

الثقافة عدل

الأدب عدل

عرفت حركة التأليف نشاطاً كبيرا في ميدان الفروع، وظلت كتب النحو الأساسية التي ألفت في عهد المرينيين تدرس حتى القرن العشرين.

من العوامل التي ساعدت على التلاقح الثقافي مع المشرق حرص المرينيين أكثر من الموحدين على تمتين الوحدة الإسلامية مع المشرق حيث تضاعف الاتصال بهذا القطاع عن طريق السفارات، وبواسطة ركب الحجاج، مما كان له دخل - إلى حد ما - في التمهيد لأدب الرحلات إلى الحج.

التعليم عدل

اهتمت الدولة المرينية منذ عهد مؤسسها السلطان يعقوب بن عبد الحق بالحركة العلمية من خلال بناء المدارس وتخصيص الرواتب والمؤن للمدرسين؛[89][90] [91] فضلاً عن وضع الوقف لهذه المنشآت العلمية لغرض استمراريتها،[92] كما كان السلطان يحتضن الأدباء.[93] ويظهر اهتمام بنو مرين بالكتب في الاتفاقيات والمعاهدات التي أبرموها مع الإسبان، ويذكر المؤرخ ابن أبي زرع كيف اشترط يعقوب بن عبد الحق على وفد حاكم قشتالة سانشو الرابع:[94]

«أن يبعث إليه ما يجده في بلاده بأيدي النصارى واليهود من كتب المسلمين ومصاحفهم، فبعث إليه منها ثلاثة عشر حملاً، ككتب الحديث والأصول والأدب واللغة العربية وغيرها.»

أنشأ سلاطين بنو مرين مؤسسات تعليمية، بها إقامات مخصصة لطلبة العلم ومركز تكوين نخبة الدولة الحاكمة، كما وظفوها في الدعاية السياسية ولتدعيم مشروعيتهم الدينية.[95] وانتشرت هذه المؤسسات بالأندلس تأكيداً لسيرورة «أسْلَمة» مملكة غرناطة النصريّة و«مَغْرَبَتها» خلال عهد السلطان محمد الخامس النَّصْري. ومن أبرز المعاهد التعليمية المرينية المدرسة الجديدة التي بناها السلطان أبو الحسن علي المريني سنة 747 هـ/ 1347 م بمدينة سبتة، وسُميت بالمدرسة الجديدة تمييزاً لها عن المدرسة القديمة أو المدرسة الشاريّة. وكانت سبتة أحد مراكز الثقافة العربية الإسلامية الكبرى في الغرب الإسلامي، وكان لهذه المدرسة تأثيرها المحتمل في تأسيس المدرسة اليوسفيّة بغرناطة. وتم تحويل »المدرسة الجديدة« عقب الاحتلال البرتغالي للمدينة إلى دير للرهبان الفرانسيسكيين، وظلت صامدة في مكانها حتى سنة 1891م،[96] عندما هدمها الاستعمار الأوروبي.[97]

الموسيقى عدل

نجم عن معركة طريف نزوح عدد كبير من الأندلسيين نحو عدوة المغرب، خاصة البلنسيون الذين هاجروا نحو فاس، فتلقى المغرب أولا أسلوب التأليف البلنسي، الذي ظل سائدا طيلة حكم المرينيين، وعقب سقوط غرناطة على عهد الوطاسيين حدث التمازج بين الأسلوبين البلنسي والغرناطي، وقد أصبح عماد المدرسة المغربية في طرب الآلة.

ومن علامات ازدهار الموسيقى في عهد المرينيين ، استخدام الموسيقى لعلاج الأمراض العقلية والنفسية، حيث كان يطلب الأطباء من الموسيقيين الحضور مرة أو مرتين في كل أسبوع، «لأن ذلك يفيد في انشراح الصدر وإنعاش الروح، فتقوى ضربات القلب، وتعود الأعضاء الجسمية لتأدية وظائفها». وسادت هذه الظاهرة في العديد من المدن، كمراكش وسلا وفاس، التي حبست فيها أملاك، خصصت مداخيلها لأداء أجرة جوق الموسيقى الأندلسية المغربية، عند عزفهم بالمستشفيات.[98][99]

مراجع عدل

  1. ^ الناصري، أحمد: الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، تحقيق جعفر الناصري ومحمد الناصري، دار الكتاب، الدار البيضاء، 1954 م. ج 2، ص. صص. 226 ـ 227
  2. ^ العبر وديوان المبتدإ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، بيروت، 1959، ج 6، صص، صص. 542 ـ 551
  3. ^ عبد الواحد المراكشي ، المعجب في تلخيص أخبار المغرب، ضبط وتحقيق وتعليق محمد سعيد العريان ومحمد العربي العلمي، ط 7، الدار البيضاء، 1978، صص.، 476 ـ 477.
  4. ^ العلاقات السياسية والاقتصادية بين غرناطة وأرغون 695 هـ/ 1296 م ـ 726 هـ/ 1326 م دراسة في وثائق قصر التاج ببرشلونة، الدكتورة أحلام حسن مصطفى النقيب والدكتور مزاحم علاوي الشاهري، كلية التربية ـ جامعة الموصل ـ العراق
  5. ^ ابن أبي زرع، الذخيرة السنيـة في تاريخ الدولـة المرينيـة، دار المنصور للطباعة، الرباط، 1972، ص. 90.
  6. ^ عبد الرحمن بن خلدون، العبر وديوان المبتدإ والخبر، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، 1959، ج 7، ص. 217.
  7. ^ رحلات الشيخ أحمد زروق إلى مكة، وأثرها في تدعيم النهضة الثقافية للمغرب في عصر بني مرين ، محمد الصمدي، جامعة القرويين.
  8. ^ محمد المنوني، ورقات عن الحضارة المغربية في عصر بني مرين، ص. 194.
  9. ^ إطلالة على الحضارة المرينية الميثاق، تاريخ الولوج 7 ديسمبر 2012
  10. ^ الخبر عن إمارة عبد الحق بن محيو المستقرة في بنيه وإمارة ابنه عثمان من بعده ثم أخيه محمد بن عبد الحق بعدهما وما كان فيها من الأحداث ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون
  11. ^ الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى جزء 3 ص. 4
  12. ^ الخبر عن إمارة عبد الحق بن محيو المستقرة في بنيه ، تاريخ ابن خلدون.
  13. ^ أمير المسلمين وشرعية المرينيين
  14. ^ بنو مرين العالم الإسلامي - الفصل الخامس - الدول الإسلامية في المغرب
  15. ^ المرينيون والوطاسيون (1196 - 1549)، قنطرة ، تاريخ الولوج 26 يوليو 2014
  16. ^ ابن عذاري، ج3، صص.416-417
  17. ^ الاستقصا، ج3، صص.18-19.
  18. ^ عبد الرحمن بن خلدون، "العبر وديوان المبتدإ والخبر"، بيروت، منشورات الأعلمي للمطبوعات، 1971، ج7، ص.187
  19. ^ أبو العباس أحمد بن خالد الناصري، "الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى"، تحقيق جعفر الناصري، محمد الناصري، الدار البيضاء، دار الكاتب، 1954، ج3، ص.35.
  20. ^ تطوان: "بنت غرناطة" الحاضنة للحضارة الأندلسية بالمغرب، الدكتور محمد الشريف، جامعة عبد الملك السعدي - كلية الآداب
  21. ^ ابن عذاري، البيان المغرب، قسم الموحدين، ص. 236.
  22. ^ ابن أبي زرع، القرطاس، ص. 301.
  23. ^ الإحاطة، ج 1، ص. 381
  24. ^ الإحاطة، ج 2، ص. 16
  25. ^ الإحاطة، ج 4، ص. 321
  26. ^ ابن أبي زرع، القرطاس، ص. 321.
  27. ^ ابن أبي الزرع، الأنيس المطرب بروض القرطاس، دار المنصور للطباعة، الرباط، 1973، ص ص. 380 ـ 381.
  28. ^ ابن خلدون، العبر، ج 4، ص. 173.
  29. ^ ابن أبي الزرع، الأنيس المطرب بروض القرطاس، دار المنصور للطباعة، الرباط، 1973، ص. 384 ـ 384.
  30. ^ أبو العباس أحمد بن خالد الناصري، "الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى"، تحقيق جعفر الناصري، محمد الناصري، الدار البيضاء، دار الكاتب، 1954، ج3، ص.82.
  31. ^ أبو العباس أحمد بن خالد الناصري، "الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى"، تحقيق جعفر الناصري، محمد الناصري، الدار البيضاء، دار الكاتب، 1954، ، ج3، ص.96
  32. ^ ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص ص. 387 ـ 393.
  33. ^ عبد الهادي التازي، التاريخ الدبلوماسي للمغرب من أقدم العصور إلى اليوم، مطبعة فضالة، المحمدية، 1986، ج 2، ص. 285.
  34. ^ أبو العباس أحمد بن خالد الناصري، "الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى"، تحقيق جعفر الناصري، محمد الناصري، الدار البيضاء، دار الكاتب، 1954، ، ج3، صص.95-97
  35. ^ بعض إشكاليات حروب الاسترداد في الأندلس، الدكتور محمد الشريف جامعة عبد الملك السعدي كلية الآداب - تطوان
  36. ^ Kably (M), Société, pouvoir et religion au Maroc à la fin du Moyen âge, Paris, 1986, p. 162.
  37. ^ أمبروسيو هويثي ميراندا، التاريخ السياسي للإمبراطورية الموحدية، ترجمة عبد الواحد أكمير، منشورات الزمن، الدار البيضاء، 2004، ص. 422.
  38. ^ محمد المنوني، ورقات عن حضارة المرينيين، الرباط، 1996، ج 2، ص. 19.
  39. ^ De Caravaiho, La domination portugaise de 1414 à 1769, Lisbonne, 1936, p. 12.
  40. ^ مضيق جبل طارق في الرهانات المغربية ما بين سنتي 674 ه و741 ه الأستاذ مصطفى نشاط، كلية الآداب - وجدة
  41. ^ ابن خلدون، المقدمة، دار الفكر ، ط 1، 2004، ص. 255.
  42. ^ الأسطول المغربي أيام العلويين دعوة الحق، العدد 116
  43. ^ محمد المنوني، ورقات عن الحضارة المغربية في عصر بني مرين، ص. 194.
  44. ^ عبد الله گنون، النبوغ المغربي، ج 1، ص. 215.
  45. ^ الشعر المغرب في عصر بني مرين قضاياه وظواهره، ص. 31 إلى ص. 53.
  46. ^ عبد الله گنون، النبوغ المغربي، ج 1، ص. 195.
  47. ^ محمد حجي، الزاوية الدلائية، ص. 25.
  48. ^ ابن الحاج، المدخل، الإسكندرية، ج 1، ص. 392.
  49. ^ عبد الهادي التازي، »لماذا المولد النبوي في المغرب الإسلامي«، مجلة دعوة الحق، عدد 277، ص. 49.
  50. ^ حركات، المغرب عبر التاريخ، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، ط. 1، 1978، صص. 27 - 48
  51. ^ الشاهري، »المولد النبوي بالمغرب«، مجلة الرسالة الإسلامية، العدد 6، حزيران، 2000، ص. 66 وما بعدها.
  52. ^ ابن أبي زرع، الأنيس المطرب ، ص. 314، 348، 383، 393
  53. ^ ابن خلدون، العبر، ، ج 7، صص. 210 - 211.
  54. ^ أبو الوليد إسماعيل ابن الأحمر، روضة النسرين في دولة بني مرين، مطبوعات القصر الملكي، الرباط، ط. 2، 1962، ص. 160
  55. ^ عبد الرحمن بن محمد الجيلالي، تاريخ الجزائر العام، دار الثقافة، بيروت، ط. 4، 1980؛ ج 2، ص. 98.
  56. ^ ابن أبي زرع، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، 1972، ص. 150
  57. ^ الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، 1972، ص. 91.
  58. ^ عبد العزيز بنعبد الله، مظاهر الحضارة المغربية، دار سلبي للتأليف والطباعة والتوزيع، الدار البيضاء، 1957، صص. 78 - 79.
  59. ^ محمد المنوني، ورقات عن الحضارة المغربية في عصر بني مرين، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، مطابع الأطلس، الرباط، 1979، ص. 89.
  60. ^ الشاهري، كتاب الأنيس المطرب وأهميته في دراسة التاريخ الاقتصادي للعهد المريني، البحث في حوزة المؤلف، ص. 7.
  61. ^ محمد بن أحمد ابن مرزوق، المسند الصحيح في مآثر مولانا أبي الحسن، تحقيق ماريا خيسوس، تقديم محمد بوعياد، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1981، ص. 117.
  62. ^ جني زهرة الآس في بناء مدينة فاس، تحقيق عبد الوهاب بن منصور، المطبعة الملكية، الرباط، 1967، ص. 69
  63. ^ عبد العزيز بنعبد الله، مظاهر الحضارة، ص. 106.
  64. ^ ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص. 298، 411 - 412
  65. ^ الجزنائي، جني زهرة الآس، ص. 81.
  66. ^ ابن أبي زرع، الأنيس المطرب ، صص. 68 - 69
  67. ^ الجزنائي، جني زهرة الآس، ص. 51
  68. ^ ابن خلدون، العبر، ج 4، ص. 54.
  69. ^ ابن أبي زرع، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، دار المنصور للطباعة والوراقة، الرباط، 1972، ص. 359
  70. ^ ابن خلدون،تاريخ العرب وديوان المبتدإ والخبر، بيروت، 1979، ج 7، ص. 209.
  71. ^ المجتمع والسلطة وامتداداتهما في الصحراء جنوب المغرب خلال العصر المرابطي وما بعده
  72. ^ تاريخ المغرب لهنري طيراس ج ص 28
  73. ^ تاريخ المغرب لأستاذ عبد العزيز بنعبد الله ج 1 ص 136-137
  74. ^ تاريخ ابن خلدون 1 - 230
  75. ^ اليهود في المغرب قراءة سوسيو– تاريخية في المورفولوجيا الاجتماعية منطقة الريصاني نموذجا. عبد الله استيتيتو.
  76. ^ علي ين يوسف الحكيم:" الدوحة المشتبكة في ضوابط دار السكة "، م. س. ص. 178.
  77. ^ علي ين يوسف الحكيم:" الدوحة المشتبكة في ضوابط دار السكة "، م. س. ص. 177.
  78. ^ Dufourcg ( Ch.E ) ,L’Espagne catalane au XIII et XIV siècle , Paris , 1966 , P.141.
  79. ^ محمد بن أحمد شقرون، مظاهر الثقافة المغربية من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر، مطبعة الرسالة، الرباط، 1982، ص. 225.
  80. ^ روض القرطاس، ط في 1305، ص 214
  81. ^ «الذخيرة السنية»، المطبعة الملكية، ص 91.
  82. ^ «تحفة النظار» نشر المكتبة التجارية الكبرى بمصر، 2/184.
  83. ^ «المسند الصحيح الحسن» لابن مرزوق، ط الشركة الوطنية للنشر والتوزيع بالجزائر ص 415.
  84. ^ جريدة العلم، عدد 11 جمادى الأولى 1466 ـ 3 أبريل 1947
  85. ^ جريدة السعادة، عدد 3 رجب 1366 ـ 24 مايو 1947.
  86. ^ دور الأوقاف المغربية في عصر بني مرين محمد بن عبد الهادي المنوني العدد 230 شوال-ذو القعدة 1403/ يوليوز-غشت 1983
  87. ^ «وصف أفريقيا»، الترجمة المغربية، مطبعة وراقة البلاد بالرباط، 1/180.
  88. ^ جني زهرة الآس، للجزنائي، المطبعة الملكية، ص 36.
  89. ^ الناصري، الاستقصا، ج 3، ص. 24.
  90. ^ ابن الأحمر، روضة النسرين، ص. 23
  91. ^ الناصري، الاستقصا، ج 3، صص. 103 - 104.
  92. ^ ابن خلدون، العبر، ، ج 7، ص. 42.
  93. ^ محمد بن أحمد شقرون، مظاهر الثقافة المغربية من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر، مطبعة الرسالة، الرباط، 1982، صص. 67 - 68.
  94. ^ الناصري، الاستقصا، ج 3، صص. 63 - 64.
  95. ^ Virgilio Enamorado Martinez, Epigrafia y poder. Inscripciones árabes de la Madrasa al Yadida de Ceuta, Ceuta, 1998, p. 17.
  96. ^ Museo Arqueológico de Sevilla - Madraza Al-yadida, Ceuta = Madinat Sabta
  97. ^ "النقوش الكتابية والسلطة: الكتابات العربية بالمدرسة الجديدة بسبتة"، لبرخيليو مارتنيث إينامورادو، الدكتور محمد الشريف، جامعة تطوان ـ المغرب
  98. ^ مارستان «سيدي فرج» أصبح نموذجا لبناء أول مستشفى للأمراض النفسية في العالم نشر في المساء يوم 08 - 01 - 2013
  99. ^ مستشفى بفاس يعالج المرضى والطيور والموسيقيون يرفهون عن المرضى نشر في التجديد يوم 11 - 05 - 2012

قالب:تصفح بوابة المغرب