تاريخ سبأ

عدل

استقرت بعض الأراء الفقهية في علم التاريخ على أن النبي نوح هو أبو البشر الثاني وأن له من الولد أربعة فثلاثة هم : سام (وهو أبو العرب) ويافث وحام والرابع غرق مع من غرق في حادثة الطوفان التي كانت على جميع الأرض . وكان من ذرية سام بن نوح النبي هود وله ولدان هما : فالج و قحطان

ومن ذرية قحطان بن هود بن شالح بن أرفكشار بن سام بن نوح كانت ثمود ونبيهم صالح وكذلك من نسل قحطان بن هود قبائل حضرموت .

وهناك نظرية تقول بأن سكان العربية الجنوبية من نسل قحطان بن هود أتوا من أرض بابل (العراق) واستقروا في العربية الجنوبية و اليمن اسم حديث للعربية الجنوبية ظهر في القرن الأول ميلادي تقريباً في القرن السادس أو الخامس قبل الهجرة وذلك بعد تولي حمير الحكم في اليمن . ومن ذرية فالج بن هود التي كانت في أرض بابل (العراق) النبي إبراهيم حيث هاجر من تلك الأرض إلى الشام (سوريا) ومن ثم إلى مصر ثم عاد إلى الشام وكان له من زوجته هاجر النبي إسماعيل حيث انتقل إبراهيم الخليل بزوجته هاجر القبطية وابنه إسماعيل إلى مكة المكرمة من أرض الحجاز بجوار الكعبة المشرفة التي لم يكن لها بناءٌ ظاهرٌ محددٌ يُميز مكانها . ومن ذرية إسماعيل بن إبراهيم بن تارح بن ناحور بن سروج بن رعو بن فالج بن هود كان سبأ وموطنه الحجاز من أرض الجزيرة العربية ومن سبأ كانت القبائل والشعوب العشرة وهي: الأزد وحمير وكندة ومذحج والاشاعرة وانمار والغساسنة وعاملة ولخم وجذام وأما (كهلان) الوارد اسمه في كتب النسابة العرب فهو اسم لرجل من حمير تنتسب اليه مجموعة من قبائل حمير وأما (همدان) فهو اسم يجمع عدد من قبائل حمير يعود نسبها إلى أوسلة بن مالك والذي يعود نسبه إلى حمير. فالموطن الأصلي لسبأ وذريته العشرة وهم: الأزد و حمير و كندة و مذحج والاشاعرة و انمار والغساسنة وعاملة و لخم و جذام هو أرض الحجاز وجنوب الحجاز حتى الحدود الجغرافية لما يعرف بالعربية الجنوبية (اليمن). وقد أكد كثيرون من فقهاء التاريخ انه لا يوجد في النصوص العربية الجنوبية شيء عن نسب سبأ وعن هويته الشخصية وليس فيها شيء عن اسمه أو عن لقبه وكل ما ورد فيها أن سبأ اسم شعب كانت له مملكة في العربية الجنوبية وترك عدد كبيراً من الكتابات , والسبب في ذلك بسيط وهو أن سبأ لم يكن من سكان العربية الجنوبية (اليمن) بل كان موطنه الأصلي الحجاز وجنوب الجزيرة العربية أي ما دون الحدود الجغرافية لما يعرف بالعربية الجنوبية (اليمن) وكذلك ذريته كانت في الحجاز وجنوب الجزيرة العربية , وانتقل بعد ذلك ستة من شعوب وقبائل سبأ في الحجاز وجنوب الجزيرة العربية بقيادة الأزد وهم : الأزد و حمير و كندة ومذحج والاشاعرة وانمار إلى العربية الجنوبية في عام 1200ق . م ومنهم من قال في عام 1500ق . م وتكونت مملكة سبأ وقد كانت هناك ممالك ومنها مملكة معين في أرض العربية الجنوبية ثم في عام 115ق . م هاجرت قبائل سبأ المذكورة إلى المناطق التي أتت منها قبل ألف عام تقريباً وهي الحجاز وجنوب الجزيرة العربية واستمرت هجرتها حتى عام 109ق . م وبقي جزء كبيرٌ من قبائل حمير التي أسست مملكة حمير في عام 109ق . م تقريباً ونشأ اسم اليمن (يمنت) للعربية الجنوبية منذ ذلك التاريخ . وذهب (هومل) إلى ان السبئيين هم من اهل العربية الشمالية في الأصل غير أنهم تركوا مواطنهم هذه وارتحلوا في القرن الثامن قبل الميلاد إلى العربية الجنوبية حيث استقروا في منطقة صرواح ومأرب وفي الأماكن السبئية الأخرى ويؤيد رايه بما جاء في النص 1155 Glaser من تعرض السبئيين لقافلة معينية في موضع يقع بين معان ورجمت الواقع على مقربة من نجران وعنده أن هذا النص يشير إلى أن السبئيين كانوا يقيمون في أيام ازدهار حكومة معين في أراضين شمالية بالنسبة إلى اليمن ثم انتقلوا إلى اليمن ويرى في اختلاف لهجتهم عن لهجة بقية شعوب العربية الجنوبية دليلاً أخر على أن السبئيين كانوا في الأصل من سكان المواطن الشمالية من جزيرة العرب ثم هاجروا إلى العربية الجنوبية . وذهب "مونتكومري" إلى أن السبئيين المذكورين في النصوص السومرية كانوا من سكان العربية الصحراوية وهي موطنهم الأصلي ومنها ارتحلوا إلى اليمن وأما متى ارتحلوا فليس لدى هذا المستشرق علم بذلك [1]. وهذا ما يؤيد فهمنا لحديث النبي محمد عندما سُئل عن سبأ فقال : رجل ولد عشرة فتشاءم أربعة و تيامن ستة , تشاءم لخم وجذام وعاملة وغسان و تيامن حمير ومذحج والأزد وكندة والاشعريون وانمار , فلوا كانوا من سكان اليمن لما وردت في الحديث تيامن منهم ستة ولكان قال: بقوا ستة وتشاءم أربعة . وذلك من أنهم في الأصل من سكان أرض الحجاز فتيامن أي انتقل إلى جهة اليمن ستة منهم وذهب إلى الشام أو اقصى شمال الجزيرة العربية الأربعة الباقون .

  1. ^ المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام للمؤرخ جواد علي