محمد التكرور السباعي

هو عالم وفقيه و مؤرخ مغربي عربي من قبيلة الشرفاء أولاد أبي السباع

محمد التكرور السباعي الحسني الهاشمي، هو فَقِيهٌ أُصوليٌّ ولُغَوي وَعالِمٌ ومؤرِّخ مَغربِي، وُلِد بِمدينة مراكش يَتَّصِل نَسبَه بِقبيلة أَولَاد أَبِي السِّبَاع الإدْريسيَّة مِن فَخذَة العبِيدَات.[1]

محمد التكرور السباعي
معلومات شخصية
الاسم الكامل محمد بن إبراهيم بن محمد السباعي الحسني
الميلاد 1829م
مراكش،  المغرب
الوفاة 1913م
مراكش
مواطنة المغرب  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الديانة الإسلام
المذهب الفقهي مالكي/ شافعي
الحياة العملية
اللقب التكرور المراكشي السباعي
المهنة عالم مسلم،  ولغوي،  ومؤرخ  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغات العربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
أعمال بارزة البستان الجامع لكل نوع حسن وخبر مستحسن في بعض مآثر السلطان مولانا الحسن

حياته

عدل

ولد في أواسط العشرة الخامسة من القرن الثالث عشر للهجرة بمدينة مراكش، ونسبه يتصل بقبيلة أولاد أبي السباع[2]

وتميز مساره العلمي بانقسامه إلى مرحلتين؛ مرحلة دراسته الأولى التي كانت بين مسقط رأسه وبين قبيلة دمسيرة التي حفظ بها القرآن الكريم وبعض المتون المتداولة، وكان من أبرز شيوخه في هذه المرحلة الفقيه العالم سعيد بولواح الدمسيري، ومولاي الصادق العلوي، وسيدي أحمد المرنيسي (ت. 1277 هـ)، ثم المرحلة الثانية وهي التي رحل فيها إلى فاس قصد استكمال أصناف العلوم العربية والإسلامية فأخذ بها عن عبد المالك الضرير العلوي، و سيدي المهدي ابن الحاج، ومَحمد بن عبد الرحمان العلوي، و الحاج عمر ابن سودة، و الفقيه محمد المكناسي وغيرهم.

وكانت نتيجة تحصله أن أصبح صدراً من صدور العلم في زمانه،[وفقًا لِمَن؟] موفور الحظ في علوم شتى؛ كالتفسير والحديث والأصول والفقه المالكي، وفي الأدب واللغة والعروض والتاريخ، وقد أهله هذا التكوين العلمي الرصين[معلومة أم رأي؟] لتولي مهام كثيرة منها: رئاسة الفتوى في مراكش مع كثرة من كان بها من الشيوخ إذ ذاك، بل وكانت ترد عليه الأسئلة من كافة أنحاء المغرب، كما كان دؤوباً على التدريس صيفاً وشتاء لأزيد من نحو نصف قرن بمدينة مراكش التي استقر بها بعد أن رجع إليها من فاس، فلاقى قبولا كبيراً، وأخذ عنه جل معاصريه، وكان يحرص على حض الطلبة وتحريك همهم على العلم والأخذ، وكثيراً ما ينشد في دروسه:

قات مسائل سحنون لقـارئها بالدرس يدرك مني كل ما استترال
لا يدرك العلم بطال ولا كسل ولا ملول  ولا مَن يألف البشـرا


وقد أكسبته المكانة المتميزة التي حظي بها بين أقرانه وعلماء بلده تقدير وثناء معاصريه من العلماء، منهم تلميذه العباس بن إبراهيم المراكشي الذي قال عنه في الإعلام: «… فالمترجم رحمه الله شيخنا الإمام سواه الله من طينة الشرف والحسب، وغرس دوحته الطيبة بمعدن العلم الزكي المحتد النسب، الفقيه العلامة الذي تمشي تحت علم فتياه العلماء الأعلام…».

وكان من آثاره: «شرح الأربعين النووية»، ومنها تاريخه المسمى: «البستان الجامع لكل نوع حسن وخبر مستحسن في بعض مآثر السلطان مولانا الحسن»، وتأليفه عن الحماية سماه: «كشف الستور عن حقيقة كفر أهل بسبور»، ومن مؤلفاته أيضا: «شرح خطبة الخرشي لمختصر الشيخ خليل»، و«تقييد في ختمة المختصر»، «رسالة في مدح القلم والحض على الكتب الخطية والاعتناء بها»، ومنها «سيف النصر لدفع الإيهام، وذكر موجب محبة ذرية مولانا هشام» إلى غير ذلك من تصانيفه التي تتجاوز 300 مخطوط .[3][4]

كان يكتب أجوبته وفتاويه ويدفعها لسائلها، فتفرقت أيادي سبا (أي تشتت) ولو جمعت لزادت عدتها على مجلدات المعيار لكونه كان يفتي نحواً من ستين سنة، وقد اشتملت على تحرير مسائل فقهية وتطبيقها على قواعد أصولية قل نظيرها.[5][بحاجة لمصدر أفضل]

يقول عنه القاضي الفاسي الفهري:

«كان متبحراً في أيام العرب ومعرفة وقائعهم، حافظاً لأمثالهم وحكمهم وأشعارهم وأشعار المولدين مع تاريخ دول الإسلام، وكل ذا دين متين، وسنن مستقيم، عظيم النزاهة متباعداً عن الرياء والسمعة والمداهنة والنفاق، ذا لسان وقلم كالسيف لا يبقي ولا يذر، شديد الشكيمة على المبتدعين والمخالفين للشرع المطهر، فإذا رفعت إليه فتوى لبعض معاصريه ووجد فيها تحريفاً أو تساهلاً بالغ في فضيحة صاحبها نصرة للحق، ويقول : كان يقول : كذب عدو الله ويأتي بحديث إلا أن تنتهك حرمة الله فلا يقوم لغضبه شيء، ولم يقتصر في الإنكار على العلماء بل تصدى للإنكار على الولاة في وقته وتشهير أحوال العمال والوزراء الملتفين حول السلطان، وبيان ما هم عليه من سوء السيرة ونهب أموال الرعية، ومع ذلك كان معظماً محترماً مرموق الجناب مسموع الكلمة، مقبول الشفاعة، يقول الفاسي الفهري : توجه إلى السلطان مولانا الحسن يوماً، مستشفعاً في بعض أقاربه كانوا بسجنه فلما حضر ببابه رفع إليه كتاباً جاء  من جملة  فصوله : إن الله تعالى لم يقدر أن يكون في وقتك مثل ابن أبي زيد، وعدد جماعة من العلماء وإنما خلقك في وقت فيه مثل محمد بن إبراهيم السباعي، ومن العار أن يسمع الناس أنك ترد شفاعة علماء وقتك وقد جئتك مستشفعاً، فلما إطلع عليه قبل شفاعته، وأجزل صلته وكان رفيع الهمة، كريم النفس، زكي الأخلاق مسعود الحظ، ميمون النقيبة، صاحب ثروة عظيمة ونعمة جسيمة . وبالجملة لم يكن في وقته من يشابهه في كل أحواله ولم يخلف بعده مثله رحمه الله تعالى.[5]»

أما الدكتور خالد الصقلي فيقول عنه « وأصبح عالما متمكنا، وكان له باع طويل في عدة علوم، منها: الحديث والتفسير والعربية والتاريخ، والفقه، وكان العلامة محمد السباعي  يعد شيخ الجماعة في زمانه، وكان مشاركا ومدرسا، انتهت إليه خطة الفتوى. والجدير بالذكر أن العلامة محمد بن إبراهيم السباعي كان  قد ختم  كتاب (الشفا…) للعلامة الفذ القاضي عياض ليلة الخميس 19 شعبان عام 1299هـ/6 يوليوز1882م. كما ختم صحيح البخاري عام 1308هـ/(1890-1891م) بحضرة السلطان المولى الحسن الأول، وختمه أيضا 4 مرات بشرح الخرشي تارة، وبشرح الزرقاني وحاشية البناني والرهوني رحمهم الله تارة أخرى. وتولى العلامة السباعي وظيفة التدريس أزيد من نصف قرن، وعاصر أربعة من السلاطين العلويين وهم: المولى الحسن الأول، والمولى عبد العزيز، والمولى عبد الحفيظ وأوائل فترة حكم المولى يوسف رحمهم الله. وجاء أجله يوم الاثنين6  رجب عام 1332/ 31 ماي  1914 ودفن بحي القصور داخل قبة العلامة الصوفي السني الكبير الشيخ سيدي أبي محمد عبد الله الغزواني أحد رجالات مراكش السبعة رحمهم الله'»[6]


مؤلفاته

عدل

لديه أكثر من 300 كتاب ومخطوط في مختلف العلوم والفنون:[3]

  • البستان الجامع لكل نوع حسن وخبر مستحسن في بعض مآثر السلطان مولانا الحسن[7]
  • شرح الأربعين النووية
  • شرح خطبة الخرشي لمختصر الشيخ خليل
  • تقييد في ختمة المختصر
  • رسالة في مدح القلم والحض على الكتب الخطية والاعتناء بها
  • سيف النصر لدفع الإيهام، وذكر موجب محبة ذرية مولانا هشام
  • كشف الستور عن حقيقة كفر أهل بسبور
  • إقامة الحجة في واضح المحجة، وهو عبارة عن تقييد علق فيه على قصيدة قدمها للسلطان المولى الحسن الأول. وشرح فيه وقائع حركاته إلى قبائل ما بين فاس ووجدة، وقبائل بني مطير وسوس وبني مكليد، وتوجد نسخة منه مخطوطة بالخزانة الحسنية بالرباط تحت رقم: 464
  •   تقييد المقول بصريح الشرع المنقول، وهي عبارة عن رسالة في بيان حرمة آل البيت النبوي، وتوجد منه نسخة بخزانة مكتبة الملك عبد العزيز بالدار البيضاء، وتقع في 89 صفحة
  • اختصار كتاب (زهرة الأكم) للفقيه الحسن بن مسعود  اليوسي
  • رسالة في مدح القلم والحض على الكتب الخطية والاعتناء بها. أجهل مصيرها
  • تقريظ على كتاب "إظهار الكمال"

وفاته

عدل

أدركته المنية ليلة الإثنين سادس رجب عام اثنين وثلاثين وثلاثمائة وألف (1332هجرية)، حيث دفن بضريح الشيخ أبي محمد عبد الله الغزواني عند رجليه على يمين الداخل، وكانت له جنازة حافلة قدم العهد بمثلها في مراكش حضرها كافة الناس حتى الخليفة السلطاني وعظم مصاب الناس بموته لما له من العلم والدين المتين.[8][9]

مراجع

عدل
  1. ^ عباس بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد السملالي المراكشي (المحرر). كتاب الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام الجزء السابع (PDF). 1977. ص. 190-191-192-193-194-195-196. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2022-03-30.
  2. ^ "(محمد بن إبراهيم السباعي (ت1332هـ – بوابة الرابطة المحمدية للعلماء". مؤرشف من الأصل في 2021-08-21. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-29.
  3. ^ ا ب التحرير، هيئة (24 أغسطس 2019). "لمحات من حياة العلامة محمد بن ابراهيم السباعي تكرور موضوع ندوة بشيشاوة". مراكش اليوم جريدة إلكترونية مغربية مستقلة. مؤرشف من الأصل في 2022-03-30. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-29.
  4. ^ "دعوة الحق - مع المؤرخ السباعي في مخطوطه (البستان الجامع)". habous.gov.ma. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب. 1991. مؤرشف من الأصل في 2020-01-22. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-29.
  5. ^ ا ب ياسين التويجرات السباعي / عمر البكاري السباعي، المحرر (2022). كتاب قبيلة أولاد أبي السباع بين العلم والجهاد دراسة على ضوء التاريخ (ط. الأولى). مطبعة الإقتصاد. ص. 112-113.
  6. ^ "تقييد في ختم صحيح البخاري لمحمد بن إبراهيم السباعي (من أجل الإفادة)اخترت هذا الموضوع حول العلامة محمد بن ابراهيم السباعي وهو للدكتور خالد صقلي من إعداد الأستاذ حامد الزيدوحي ". bayane marrakech. 23 أغسطس 2019. مؤرشف من الأصل في 2022-03-30. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-29.
  7. ^ رابحي، محمد أمين. "مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية — الدار البيضاء". fondation.org.ma. مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية — الدار البيضاء. مؤرشف من الأصل في 2022-02-05. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-29.
  8. ^ حكم ابن عطاء الله السكندري هو كتاب جمع فيه أراء الطائفة الشادلية وذكر فيه كثيرا من المواعظ والدعوات الصالحات وقد اعتبر من المؤلفات الأساسية في التصوف واستمرت دراسته عبر العصور فتعددت تحقيقاته وطبعاته، وانظر: يوسف سركيس، (معجم المطبوعات)، مطبعة سركيس،القاهرة، 1346-1928.
  9. ^ بكار، سباعي، صالح بن (2000). الانس والامتاع في اعلام الاشراف اولاد ابي السباع. دار وليلي للطباعة والنشر،. مؤرشف من الأصل في 2021-08-02.