فيثاغورس
كان فيثاغورس الساموسي (570- 495 ق.م بوجه التقريب) فيلسوفًا يونانيًا إيونيًا قديمًا،[7] ومؤسس الفيثاغورية التي سُميت باسمه.[8] كانت تعاليمه السياسية والدينية منتشرة في ماجنا غراسيا وألهمت الفلاسفة أفلاطون وأرسطو والغرب عمومًا عن طريقهم. تغطى الأسطورة معرفة حياته، لكن يظهر أنه كان ابن منيساركوس، وهو نقاش أحجار كريمة في جزيرة ساموس.[9] يختلف الباحثون المعاصرون فيما يتعلق بتعليم فيثاغورس وملهميه، لكنهم يتفقون على أنه سافر في نحو عام 530 ق.م إلى كروتون في جنوب إيطاليا، حيث أسس مدرسة كان يقسم المبتدئون فيها على السرية ويعيشون حياة مشتركة زاهدة. فرض نمط الحياة هذا عددًا من المحظورات المتعلقة بالنظام الغذائي، ويقال تقليديًا إنه تضمن النباتية، وإن شك الباحثون المعاصرون في أنه دعا يومًا إلى النباتية الكاملة.
فيثاغورس الساموسي | |
---|---|
(بالإغريقية: Πυθαγόρας ὁ Σάμιος) | |
تمثال فيثاغورس الساموسي في متاحف كابيتولين، روما
| |
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | (بالإغريقية: Πυθαγόρας)[1] |
الميلاد | حوالي 570 ق م ساموس (اليونان حاليّا) |
الوفاة | حوالي 495 ق م إما كروتوني أو ميتابونتوم [الإنجليزية] (إيطاليا حاليّا) |
مكان الاعتقال | بابل (525 ق.م–520 ق.م)[2] |
الإقامة | كروتوني |
الأولاد | |
الحياة العملية | |
تعلم لدى | أناكسيماندر[3]، وثيميستوكليا [4]، وفيريسيدس السيروسي[2]، وطاليس[2] |
التلامذة المشهورون | فيلولاوس، وإيمبيدوكليس[5] |
المهنة | رياضياتي، وفيلسوف، وسياسي، وكاتب[6]، وعالم موسيقى، ومُنظر موسيقى |
اللغات | الإغريقية |
مجال العمل | هندسة رياضية، ورياضيات، وأخلاقيات، والسياسة، وفلسفة، وعلم الفلك، وموسيقى، وما وراء الطبيعة |
أعمال بارزة | مبرهنة فيثاغورس، وثلاثية فيثاغورس، ومجسم أفلاطوني[2] |
التيار | فيثاغورية، وفلسفة غربية |
تعديل مصدري - تعديل |
أكثر التعاليم المرتبطة بفيثاغورس ثباتًا هو التقمص، أو «انتقال الأرواح»، والذي يقتضي أن كل الأرواح خالدة، وأنها بعد الموت تدخل جسدًا جديدًا. ربما ابتكر كذلك اعتقاد الموسيقى الكونية، والذي يرى أن الكواكب تتحرك وفق معادلات رياضية وبالتالي ترنّ مصدرة سمفونية خافتة من الموسيقى.[10][11][12] يجادل الباحثون فيما إن كان فيثاغورس قد طور التعاليم العددية والموسيقية المنسوبة له، أم أنها طُورت على أيدي أتباعه اللاحقين، وبالتحديد فيلولاوس الكروتوني. بعد انتصار كروتون الحاسم على سيباريس في نحو 510 ق.م، تنازع أتباع فيثاغورس مع داعمي الديمقراطية وأُحرقت بيوت الاجتماعات الفيثاغورية. ربما قُتل فيثاغورس في خلال هذا الاضطهاد، أو فر إلى ميتابونتوم، حيث توفي في آخر الأمر.[13][14][15][16]
في العصور القديمة، نُسب العديد من الاكتشافات الرياضية والعلمية لفيثاغورس، بما في ذلك مبرهنة فيثاغورس، والتناغم الفيثاغوري، والمجسم الأفلاطوني، ونظرية التناسب، وكروية الأرض، وتحديد نجوم الصباح والمساء وكوكب الزهرة. يقال إنه كان أول شخص يدعو نفسه فيلسوفًا («محبًا للحكمة») وكان أول من قسم الكرة الأرضية إلى خمس مناطق مناخية. يتجادل المؤرخون الكلاسيكيون فيما إن كان فيثاغورس قد حقق هذه الاكتشافات، ويُرجح أن العديد من الإنجازات المنسوبة له نشأت في وقت أسبق أو أنجزها زملاؤه أو خلفاؤه. تذكر بعض الروايات أن الفلسفة المرتبطة بفيثاغورس كانت متعلقة بالرياضيات وأن الأعداد مهمة، لكن ثمة جدل حول مدى مساهمته، إن كان قد ساهم أصلًا، في الرياضيات أو الفلسفة الطبيعية.[17][18][19]
أثر فيثاغورس على أفلاطون، الذي تظهر حواراته، ولا سيما طيماوس، التعاليم الفيثاغورية. أثرت الأفكار الفيثاغورية في الكمال الرياضي على الفن اليوناني القديم أيضًا. خضعت تعاليمه لصحوة كبرى في القرن الأول ق.م بين الأفلاطونيين الأواسط، ما تزامن مع بزوغ الفيثاغورية الجديدة.[20] استمر اعتبار فيثاغورس فيلسوفًا عظيمًا عبر القرون الوسطى وكان لفلسفته أثر كبير على علماء مثل نيكولاوس كوبرنيكوس ويوهانس كيبلر وإسحاق نيوتن. استُخدمت الرمزية الفيثاغورية في الباطنية الأوروبية المعاصرة المبكرة، وأثرت تعاليمه كما صورها كتاب التحولات لأوفيد في الحركة النباتية المعاصرة.[21]
المصادر السيَرية
عدللم يبق أي كتابات أصلية لفيثاغورس، وتقريبًا لا شيء معروف على وجه اليقين عن حياته. أقدم المصادر عن حياة فيثاغورس وجيزة ومبهمة وغالبًا هجائية. أقدم مصدر عن تعاليم فيثاغورس قصيدة هجائية كتبها غالبًا بعد وفاته كزينوفانيس الكولوفوني، الذي كان أحد معاصريه.[22] في القصيدة، يصف كزينوفانيس توسط فيثاغورس عن كلب يتعرض للضرب، مدعيًا أنه تعرف في صيحاته على صوت صديق راحل. أدرج ألكمايون الكروتوني، وهو طبيب عاش في كروتون في نفس فترة معيشة فيثاغورس فيها تقريبًا، العديد من التعاليم الفيثاغورية في كتاباته، وادعى إمكانية أنه قد عرف فيثاغورس شخصيًا. سخر هرقليطس الإفسُسي، الذي وُلد على بُعد بضعة أميال بحرية من ساموس وربما عاش في حياة فيثاغورس، من فيثاغورس باعتباره محتالًا ذكيًا، معلقًا بأن «فيثاغورس، ابن منيساركوس، قد مارس التحري أكثر من أي شخص آخر، وفي اختيار حكمةٍ لنفسه من هذه الكتابات التي لفّقها، كثير من التعلم، وخداع ماكر».[23][24][25]
عبر كل من الشاعرين إيون الخيوسي (480- 421 ق.م تقريبًا) وأمبادوقليس الأكراغاسي (493- 432 ق.م تقريبًا) عن إعجابهما بفيثاغورس في قصائدهما. جاء أول وصف مقتضب لفيثاغورس من المؤرخ هيرودوت (484- 420 ق.م تقريبًا)، الذي يصفه بأنه «ليس الأقل أهمية» بين الحكماء اليونانيين ويقول إن فيثاغورس علم أتباعه طريقة إدراك الخلود. دقة أعمال هيرودوت محط جدل. الكتابات المنسوبة للفيلسوف الفيثاغوري فيلولاوس الكروتوني، الذي عاش في أواخر القرن الخامس ق.م، هي أول النصوص التي وصفت النظريات الموسيقية والعددية التي نُسبت لاحقًا إلى فيثاغورس.[26][27] كان الخطيب الأثيني إيسقراط (436- 338 ق.م) أول من قال عن فيثاغورس إنه زار مصر. كتب أرسطو دراسة عن الفيثاغوريين، والتي لم تعد موجودة. قد يكون بعضها محفوظًا في بروتريبتيكوس. كتب أتباع أرسطو ديكاياركوس وأرسطكاس وهرقليدس بونتيكوس عن الموضوع نفسه.[28]
ترجع معظم المصادر الرئيسة عن حياة فيثاغورس إلى الفترة الرومانية، وفي هذه المرحلة، وفقًا للكاتب الكلاسيكي الألماني والتر بوركيرت: «كان تاريخ فيثاغورس بالفعل.. إعادة بناء مرهقة لشيء ضاع واختفى». ظلت ثلاث سير ذاتية قديمة لفيثاغورس موجودة من العصور القديمة، وكلها تعج بصورة أساسية بالخرافات والأساطير. أقدم هذه السير وأكثرها جدارة بالاحترام هي إحدى سير كتاب ديوجينيس اللايرتي حيوات وآراء الفلاسفة المرموقين.[29][30] كتب السيرتين اللاحقتين الفيلسوفان الأفلاطونيان المحدثان بورفيري ولامبليكوس وكان جزء من غايتها أن تكون مجادلات ضد قيام المسيحية. المصادر اللاحقة أكثر استفاضة من سابقاتها، وأكثر أسطورية حتى في وصف إنجازات فيثاغورس. استخدم بروفيري ولامبليكوس محتوى من الكتابات الضائعة لأتباع أرسطو والمحتوى المأخوذ من هذه المصادر يعتبر عمومًا الأكثر موثوقية.[31][32]
وفاته
عدلمبرهنة فيثاغورس
عدلمراجع
عدل- فيثاغورس على موقع الموسوعة البريطانية (الإنجليزية)
- فيثاغورس على موقع ميوزك برينز (الإنجليزية)
- فيثاغورس على موقع إن إن دي بي (الإنجليزية)
- ^ ملف استنادي دولي افتراضي (باللغات المتعددة), دبلن: مركز المكتبة الرقمية على الإنترنت, OCLC:609410106, QID:Q54919
- ^ ا ب ج تاريخ ماكتوتور لأرشيف الرياضيات، QID:Q547473
- ^ "Dictionnaire des philosophes antiques". Dictionnaire des philosophes antiques (بالفرنسية): 192. 1994. QID:Q18603571.
- ^ Διογένης Λαέρτιος (3 century), Βίοι καὶ γνῶμαι τῶν ἐν φιλοσοφίᾳ εὐδοκιμησάντων (بالإغريقية), QID:Q1282359
{{استشهاد}}
: تحقق من التاريخ في:|publication-date=
(help) - ^ "Empedocles". Реальный словарь классических древностей по Любкеру, 1885 (بالروسية): 468. 1885. QID:Q45270574.
- ^ Charles Dudley Warner, ed. (1897), Library of the World's Best Literature (بالإنجليزية), QID:Q19098835
- ^ American: Pythagoras، Collins Dictionary، n.d.، مؤرشف من الأصل في 2022-03-09، اطلع عليه بتاريخ 2014-09-25
- ^ British: Pythagoras، Collins Dictionary، n.d.، مؤرشف من الأصل في 2018-08-09، اطلع عليه بتاريخ 2014-09-25
- ^ William Keith Chambers Guthrie, (1978), A history of Greek philosophy, Volume 1: The earlier Presocratics and the Pythagoreans, p. 173. Cambridge University Press
- ^ Ferguson 2008، صفحات 3–5.
- ^ Gregory 2015، صفحات 21–23.
- ^ Copleston 2003، صفحة 29.
- ^ Burkert 1985، صفحة 299.
- ^ Joost-Gaugier 2006، صفحة 12.
- ^ Diogenes Laërtius, viii. 36
- ^ Copleston 2003، صفحة 31.
- ^ Marincola (2001), p. 59
- ^ Roberts (2011), p. 2
- ^ Sparks (1998), p. 58
- ^ Burkert 1972، صفحة 109.
- ^ He alludes to it himself, Met. i. 5. p. 986. 12, ed. Bekker.
- ^ هيرودوت، Histories, 4.95 (in Greek original text and English transtations: [1] [2]) نسخة محفوظة 2022-09-15 على موقع واي باك مشين.
- ^ Porphyry, Vita Pythagorae, Leipzig, 1886; Porphyry, Life of Pythogoras in M. Hadas and M. Smith, Heroes and Gods, London, 1965.
- ^ Clemens von Alexandria: Stromata I 62, 2–3, cit. Eugene V. Afonasin؛ John M. Dillon؛ John Finamore، المحررون (2012)، Iamblichus and the Foundations of Late Platonism، Leiden and Boston: Brill، ص. 15، ISBN:978-90-04-23011-8، مؤرشف من الأصل في 2019-07-30
- ^ Joost-Gaugier 2006، صفحة 21.
- ^ Riedweg 2005، صفحة 7.
- ^ Porphyry, Vit. Pyth. 6.
- ^ Riedweg 2005، صفحات 44–45.
- ^ Diogenes Laërtius, viii. 1, 3.
- ^ Riedweg 2005، صفحة 8.
- ^ Riedweg 2005، صفحات 7–8.
- ^ cf. Antiphon. ap. Porphyry, Vit. Pyth. 7; Isocrates, Busiris, 28–9; Cicero, de Finibus, v. 29; Strabo, 14.1.16.
- ^ البحوث | الموسوعة العربية نسخة محفوظة 2020-06-27 على موقع واي باك مشين.
- ^ صانعو التاريخ - سمير شيخاني .