عبد السلام بن مشيش

أحد أقطاب الصوفية

عبد السلام بن مشيش[2] عالم متصوف عاش في زمن الخلافة الموحدية ويعد أحد أعلام الصوفية وأستاذ المتصوف أبي الحسن الشاذلي صاحب الطريقة الشاذلية.

عبد السلام بن مشيش
معلومات شخصية
الميلاد 559 هـ أو 563 هـ
الحصن (بني عروس)، المغرب
الوفاة 622 هـ أو 626 هـ
جبل العلم، المغرب
مواطنة الدولة الموحدية  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الديانة الإسلام
العقيدة أهل السنة والجماعة
عائلة الأدارسة
الحياة العملية
التلامذة المشهورون أبو الحسن الشاذلي  تعديل قيمة خاصية (P802) في ويكي بيانات
المهنة عالم عقيدة[1]،  ومرشد  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغة الأم العربية  تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات

نسبه

عدل

عبد السلام بن سليمان مشيش بن أبي بكر العلمي بن علي بن بوحرمة بن عيسى بن سلام العروس بن أحمد مزوار بن علي حيدرة بن محمد بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب، وعلي زوج فاطمة بنت محمد .[3]

مولده ونشأته

عدل

ولد بقرية الحصن في بني عروس بجهة طنجة شمال المغرب سنة 559 هـ أو في سنة 563 هـ، وتعلم في الكتّاب فحفظ القرآن الكريم وسنه لا يتجاوز الثانية عشر على شيخه سيدي سليم المدفون بقبيلة بني يوسف. وتلقى العلم على الحاج أحمد الملقب أقطران، الذي عرف بسيدي العسلاني دفين الأخماس، بقبيلة أبروج. ومن مشايخه عبد الرحمن بن حسن العطار المعروف بالزيات، لسكناه بحارة الزياتين من المدينة المنورة. كما تلقى العلم على أخيه موسى الرضا بن مشيش.[4]

مآثره

عدل

كان شديد الخفاء، ومن أدعيته «اللهم إني أسألك اعوجاج الخلق عليّ حتى لا يكون ملجئي إلا إليك». ومن مآثره العلمية التي وصلتنا عن طريق تلميذه أبو الحسن الشاذلي، وهي مجموعة من المرويات منها ما قال أبو الحسن: "أوصاني شيخي فقال: لا تنقل قدميك إلا حيث ترجو ثواب الله ولا تجلس إلا حيث تأمن غالبا من معصية الله، ولا تصحب إلا من تستعين به على طاعة الله". وقال مخاطبا تلميذه أبا الحسن: "التزم الطهارة من الشكوك، كلما أحدثت تطهرت، ومن دنس الدنيا كلما مِلت إلى الشهوة أصلحت بالتوبة ما أفسدت بالهوى أو كدت، وعليك بصحبة الله على التوقير والنزاهة".

زهده

عدل

كان ابن مشيش يعمل في فلاحة الأرض كباقي سكان المنطقة، ولم يكن متكلا على غيره في تدبير شؤون معاشه. وإن سبب زهده في الدنيا وخروجه عنها، أنه كان له زرع، ونظر يوما إلى زرعه فإذا أنعام تأكله، فنادى صاحبها وطلب منه إبعادها، فأبى الراعي، فدعا عليه، فهلكت ماشية الراعي، وقيل هلك الراعي، فرمى ابن مشيش من يده الماعون وهرب إلى الله، وطلق الدنيا ثلاثا، وطلع إلى جبل العلم، وأوطنه إلى أن مات الموتة الكبرى الموروثة عن أصحاب رسول الله. وهكذا انتهى الحال به إلى الخلوة في جبل العلم. وكان حين يمسه الجوع في خلوته يقتات من طعام غريب المصدر، تسميه بعض المناقب في سير الصالحين بطعام الكون.[5]

وينسب إلى ابن مشيش دعاء، يقال إنه دعا به، حينما غادر بلدته، وطلق الدنيا ثلاثا، متجها إلى جبل العلم، وصورته كالآتي: "اللهم الق عليّ من زينتك ومحبتك وكرامتك ما يبهر القلوب، وتذل له النفوس، وتخضع الرقاب، وتبرق له الأبصار، وتبرأ له الأفكار، ويخضع له كل متجبر ظلوم كفار، يا عزيز يا جبار، يا واحد يا أحد يا قهار، اللهم احفظني بما حفظت به نظام الموجودات، واكسني درا من كفايتك، وقلدني سيفا من نصرتك وحمايتك، وتوجني بتاج عزك وكرامتك، وركبني مركب النجاة في الحياة، وبعد الممات، وامددني بجيش من رفاق أسمائك القاهرات، تقهر بها عني من أرادني بسوء من جميع الموجودات". فكان مما أجابه به أخوه موسى: "الأولياء بالكرامات والأنبياء بالمعجزات". فطلب ابن مشيش من أخيه الدعاء فدعا له بقوله: "وفقك الله وأصلح بك البلاد والعباد آمين".[5]

ذريته

عدل

أعقب أربعة ذكور وبنتا من زوجته خديجة بنت عمه يونس بن أبي بكر العلمي. وأولاده هم: محمد، وعلال أو علي، وأحمد، وعبد الصمد، وفاطمة التي تزوجها ابن أخيه محمد بن يملح بن سليمان مشيش.[6]

وفاته

عدل

تصدى ابن مشيش لابن أبي الطواجن الكتامي الذي ادعى النبوة وأثر في بعض الناس من أبناء عصره، فحمل عليه وعلى أتباعه بالمنطق والأدلة الدينية قولاً وعملاً، حفزتهم على الكيد له وتدبير مؤامرة لقتله فكمنوا له حتى نزل من خلوته للوضوء والاستعداد لصلاة الصبح فقتلوه سنة 622 للهجرة أو سنة 626 هـ على اختلاف المصادر.[2]

المراجع

عدل
  1. ^ Emmanuel K. Akyeampong; Henry Louis Gates, Jr., eds. (2012), Dictionary of African Biography (بالإنجليزية), New York City: Oxford University Press, OL:24839793M, QID:Q46002746
  2. ^ ا ب خير الدين الزركلي (2002)، الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين (ط. 15)، بيروت: دار العلم للملايين، ج. الرابع، ص. 9، OCLC:1127653771، QID:Q113504685
  3. ^ الحاجي الواداني، أحمد المصطفى بن طوير الجنة (2013). رحلة المنى والمنة. بيروت، لبنان: دار الكتب العلمية. ص. 190.
  4. ^ الشباني الإدريسي، أحمد (1987). مصابيح البشرية في أبناء خير البرية (PDF). ص. 123.
  5. ^ ا ب الوارث، أحمد. "قطب المغرب في التصوف، مولاي عبد السلام بن مشيش: ولي شهير وسيرة بطابع شعبي". الثقافة الشعبية.
  6. ^ العمراني الخالدي، عبد السلام (2012). الجواهر الباهرة في النسب الشريف وما تفرع من آدم إلى أزمنتنا الحاضرة. بيروت، لبنان: دار الكتب العلمية. ص. 138.
  • العقد الفريد في تاريخ الشرفاء التليد - تأليف الدكتور أمل بن إدريس بن الحسن العلمي.
  • الفهرس في عمود نسب الادارسة للمرحوم المريني العياشي.
  • مراة المحاسن في أخبار الشيخ ابي المحاسن.
  • النسابة السيد التهامي برحمون.
  • تقييدة للعلامة الحاج علي بن محمد بركة التي كتبها في 1046 هجرية.