خير الدين الزركلي
خير الدين الزِّرِكْلي [2](بكسر الزاي والراء) (من مواليد بيروت في 9 من ذي الحجة 1310 هـ /25 حزيران 1893م - توفي في 3 من ذي الحجة 1396 هـ / 25 نوفمبر 1976) كاتب ومؤرخ وشاعر وقومي سوري. كان والده تاجرًا دمشقيًا معروفًا. تنقل الزِّرِكْلي في عدد من البلاد العربية بين دمشق ومكة المكرّمة والرياض والمدينة المنورة وعمّان وبيروت والقاهرة، وغيرها. لقد كان شاعراً يهاجم الاستعمار الفرنسي بشعره البديع، ويتعاون مع المجاهدين في مقاومة الفرنسيين، فما كان من الفرنسيين المستعمرين إلا أن يحكموا عليهِ بالإعدام أكثر من مرّة، وكان يفلت من أيديهم في كل مرة، ويهجوهم هجاءً مرّاً في شعره.[3]
خير الدين الزِّرِكْلي | |
---|---|
خير الدين الزِّرِكْلي
| |
معلومات شخصية | |
الميلاد | 25 يونيو 1893م بيروت لبنان |
الوفاة | 25 نوفمبر 1976 (83 سنة) القاهرة، مصر |
الجنسية | سوريا / السعودية |
عضو في | مجمع اللغة العربية بدمشق |
أقرباء | سليم الزركلي (ابن خال من الدرجة الأولى) |
مناصب | |
سفير السعودية لدى مصر | |
في المنصب 1934 – 1946 |
|
الحياة العملية | |
النوع | شعر و آداب |
تعلم لدى | ابن بدران[1]، وجمال الدين القاسمي[1]، وطاهر الجزائري[1]، ومحمد كرد علي[1] |
المهنة | مؤرخ وشاعر وقومي وكاتب |
اللغة الأم | العربية |
اللغات | العربية |
أعمال بارزة | الأعلام[1] |
بوابة الأدب | |
تعديل مصدري - تعديل |
عمل في السلك الدبلوماسي السعودي، وشغل منصب وزير مفوض ومندوب للسعودية في جامعة الدول العربية، وفي عام 1957م عُيّن سفيراً للسعودية في المملكة المغربية، وكان هذا آخر ما شغل من المناصب.
أصدر للصحافة كلاً من صحيفة الحياة في القدس، صحيفة لسان العرب، مجلة الأصمعي، وصحيفة المُفيد في دمشق. وله في الطباعة والنشر المطبعة العربية التي أسسها في القاهرة، ومن أشهر مؤلفاته كتاب (الأعلام) وهو من أكبر كتب التراجم العربية في العصر الحديث، قضى في تأليفه وتجديده نحو 60 عاماً، إضافة إلى نحو 10 مؤلفات أخرى، منها (ديوان الزركلي) الذي جُمعت فيه قصائده ونُشرت بعد وفاته عام 1980م.[4]
مولده ونشأته
عدلاسمه الكامل هو خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزِرِكْلِيّ من أصل كردي. نشأ في دمشق وتعلم في مدارسها الأهلية وأخذ عن معلميها الكثير من العلوم خاصة الأدبية منها. كان مولعاً في صغره بكتب الأدب، وقال الشعر في صباه.
أتم دراسته (القسم العلمي) في المدرسة الهاشمية بدمشق، ثم عمل فيها مدرساً بعد التخرج، كما أصدر مجلة الأصمعي الأسبوعية فصادرتها الدولة العثمانية، وانتقل إلى بيروت لدراسة الآداب الفرنسية في الكلية العلمانية (اللاييك)، وبعد التخرج عُيّن في نفس الكلية أستاذاً للتاريخ والأدب العربي.
بعد الحرب العالمية الأولى، أصدر في دمشق جريدة يومية أسماها (لسان العرب) إلاّ أنها أُقفلت، ثم شارك في إصدار جريدة المفيد اليومية وكتب فيها الكثير من المقالات الأدبية والاجتماعية.
على أثر معركة ميسلون ودخول الفرنسيين إلى دمشق حُكم عليه من قبل السلطة الفرنسية بالإعدام غيابياً وحجز أملاكه إلاّ إنه كان مغادراً دمشق إلى فلسطين، ثم مصر فالحجاز.
سنة 1921م تجنس الزركلي بالجنسية العربية في الحجاز، وانتدبه الملك حسين بن علي لمساعدة ابنه الأمير عبد الله بإنشاء الحكومة الأولى في عمّان، حيث كلّف بمنصب مفتش عام في وزارة المعارف ثم رئيساً لديوان الحكومة (1921ـ 1923). ولقد ألغت الحكومة الفرنسية قرار الإعدام على الزركلي فرجع إلى بلده سورية، وأنشأ المطبعة العربية في مصر حيث طبع فيها بعض كتبه وكتباً أخرى. أصدر في القدس مع رفيقين له جريدة (الحياة) اليومية، إلاّ أن الحكومة الإنجليزية عطّلتها فأنشأ جريدة يومية أخرى في يافا، واختير عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1930م.[5]
عينه الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود سنة 1934 مستشاراً للوكالة ثم (المفوضية) العربية السعودية بمصر، كما عُيّن مندوباً عن السعودية في مداولات إنشاء جامعة الدول العربية، ثم كان من الموقعين على ميثاقها. مثّل الأمير فيصل آل سعود في عدة مؤتمرات دولية، وشارك في الكثير من المؤتمرات الأدبية والاجتماعية، وفي عام 1946م عين وزيراً للخارجية في الحكومة السعودية متناوباً مع الشيخ يوسف ياسين، وكذلك متناوباً معه العمل في جامعة الدول العربية، واختير في نفس العام عضواً في مجمع اللغة العربية بمصر.
عام 1951م عُيّن وزيراً مفوضاً ومندوباً دائماً للسعودية لدى جامعة الدول العربية، وهناك باشر بطبع مؤلفه (الأعلام). من عام 1957م وحتى عام 1963، عين سفيراً ومندوباً بالمرتبة الممتازة (حسب التصنيف الرسمي) للحكومة السعودية في المغرب كما انتخب في المجمع العلمي العراقي سنة 1960م.
منحته الحكومة السعودية بسبب مرض ألمّ به إجازة للراحة والتداوي غير محدودة، فأقام في بيروت ودمشق يزورها بين الحين والآخر وعكف على إنجاز كتاب في سيرة عاهل الجزيرة الأول الملك عبد العزيز آل سعود وأخذ يقوم من حين لآخر برحلات إضافة لدمشق إلى موطنه الثاني السعودية والقاهرة وتركيا وإيطاليا وسويسرا. قام برحلات إلى الخارج يذكر أنها أفادته كثيراً:
- إلى إنجلترا سنة (1946) ومنها إلى فرنسا، ممثّلا للحكومة السعودية في اجتماعات المؤتمر الطبي الأول في باريس.
- إلى الولايات المتحدة الأمريكية سنة (1947) بمهمة رسمية غير سياسية، حضر خلالها بعض اجتماعات هيئة الأمم المتحدة.
- إلى أثينا العاصمة اليونانية سنة (1954) بصفة وزير مفوض ومندوب فوق العادة وجعل طريق عودته منها إلى إستنابول لزيارة بعض مكتباتها.
- إلى تونس سنة (1955) مندوباً لحضور مؤتمر أقامه الحزب الدستوري فيها، ومنها إلى إيطاليا لزيارة أهم مكتباتها.
كان شاعراً مجيداً، ومؤرخاً ثقة، ويكفيه أنه صاحب الأعلام. قام خير الدين الزركلي في مصر بدور مميز في تنفيذ المهمات القومية السياسية والإعلامية، وذلك من خلال اللقاءات والاجتماعات وكتابة المقالات ونشر الأشعار القومية والوطنية. وتناول الزركلي المستعمرين وأذنابهم بنبرة حادة خشيها الفرنسيون في سوريا كثيراً، فحكموا عليه غيابياً بالإعدام وبحجز أملاكه، وقد تلقى الزركلي النبأ برباطة جأش وقال:
عندما انطلقت الثورة السورية عام 1925م، انطلقت ثورة الزركلي الشعرية بكل لهيبها وروحيتها العربية، فأخذ ينظم القصائد ويرسلها إلى دمشق إماّ منشورة على صفحات الجرائد السورية والمصرية، وإماّ بوسائل النقل الأخرى، فأصبحت أبيات قصائده الوطنية على ألسنة الناس يتغنون بها في شوارع المدن السورية. كانت ردود الفعل الفرنسية أقوى من ردود فعلها عام 1920م فأذاعت حكماً عليه ثانياً غيابياً بالإعدام، وطالبت الحكومة المصرية بإسكاته أو طرده من مصر غير أن الزركلي لم يكترث وظل يرسل قصائده الوطنية من القاهرة سراً، شاحذاً همم العرب حتى لا يسكتوا على الاستعمار ولا يتوانى أحدهم عن النضال. يقول:
بنى الزركلي علاقات حميمة مع الكتاب والشعراء والمفكرين في مصر، من منطلق أهمية الكلمة التحضيرية في تعزيز الشعور الوطني والقومي في نفوس الجماهير العربية التي تعيش الهم القومي بكل جوانبه من هؤلاء الشاعر أحمد شوقي الذي ألقى قصيدته في حفل أقيم في القاهرة عام 1926، لإعانة المتضررين في سوريا حين قامت وانطلقت الثورة السورية الثورة ضد المستعمر الفرنسي والتي مطلعها:
يشخص الزركلي صورة الدأب العلمي المنتج في كتابه الأعلام الذي جمع فيه فأوعى فكان بحق أيسر وأشمل معجم عربي مختصر في تاريخ الرجال. فكان الزركلي في حياته مثالاً: للثائر والشاعر والباحث.
مؤلفاته
عدل- كتاب الوَجيز في سِيرَة الملك عَبد العزيز: يعد من أوفى المصادر وأدقها في تاريخ الملك عبد العزيز وتاريخ المملكة العربية السعودية في عهده.
- كتاب الأعلام للزركلي، وهو قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين يقع في ثمانية مجلدات. ويعد من أفضل الكتب العربية المؤلفة في مجال التراجم في العصر الحديث، وقضى الزركلي في تأليفه قرابة الستين عامًا، وتمتاز تراجمه ببساطة الأسلوب اللغوي وسلامته، والدقة في الكتابة والإحالة إلى مراجع الترجمة.[6]
- كتاب (ما رأيت وما سمعت)، سجل فيه أحداث رحلته من دمشق إلى فلسطين فمصر فالحجاز.
- الجزء الأول من ديوان أشعاره، وفيه بعض ما نظم من شعر إلى سنة صدوره (1925).
- كتاب (عامان في عمّان)، مذكرات الزركلي أثناء إقامته في عمّان وهو في جزأين.
- ماجدولين والشاعر، قصة شعرية قصيرة.
- كتاب شبه الجزيرة في عهد الملك بن عبد العزيز.
- الملك عبد العزيز في ذمة التاريخ.
- صفحة مجهولة من تاريخ سوريا في العهد الفيصلي.
- الجزء الثاني من ديوان أشعاره (1925ـ 1970).
- قصة تمثيلية نثرية أسماها (وفاء العرب).
شعره
عدلصدر لهُ ديوان، قال في شعره:
- ولهُ من قصيدة يحث فيها الأمير عبد الله على نجدة سوريا التي احتلها الفرنسيون يقول فيها:
انظر أيضًا
عدلوصلات خارجية
عدلمصادر
عدل- خير الدين الزركلي 1309-1396هـ/1893-1976م: المؤرخ الأديب الشاعر صاحب كتاب الأعلام، أحمد العلاونة، دار القلم، دمشق، 1423هـ/2002م.
- علم الأعلام: خير الدين الزركلي، (د.ن)، دمشق، 1398هـ/1978م.
- خير الدين الزركلي: دراسة وتوثيق، أحمد إبراهيم العلاونة، دارة الملك عبد العزيز، الرياض، 1433هـ/2013م.
المراجع
عدلخير الدين الزركلي في المشاريع الشقيقة: | |
|
- ^ ا ب İslâm Ansiklopedisi (بالتركية), 1988, QID:Q344106
- ^ كامل سلمان الجبوري (2003). معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002م. بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الثاني. ص. 339. ISBN:978-2-7451-3694-7. OCLC:54614801. OL:21012293M. QID:Q111309344.
- ^ خير الدين الزِّرِكْلي في مجلة الفاتح نسخة محفوظة 30 سبتمبر 2013 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- ^ قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية، دارة الملك عبدالعزيز، الرياض، 1435هـ، ص651-652، دارة الملك عبد العزيز، ص651
- ^ أبو زيد، أحمد (2008). "خير الدين الزركلي.. الدبلوماسي، المؤرخ، الشاعر". مدونة ديماشقيات. مؤرشف من الأصل في 2013-04-27.[وصلة مكسورة]
- ^ قاموس الأدب والأدباء: مرجع سابق، ص652
المصادر
عدل- خير الدين الزركلي (2002)، الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين (ط. 15)، بيروت: دار العلم للملايين، ج. 8، ص. 267- 270، OCLC:1127653771، QID:Q113504685
- معجم أعلام المورد، منير البعلبكي، دار العلم للملايين، بيروت، طبعة أولى 1992، ص(220).
- ترجمته - مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية