يُقسم القرآن إلى أربعة أقسام: السبع الطوال، المئين، المثاني، المُفَصَّل.

التسمية عدل

المعنى في اللغة والاصطلاح عدل

المفصل في اللغة: الفصل الحاجز بين شيئين، ومن قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَولٌ فَصْلٌ} [1] وفي اصطلاح علماء التفسير: هي السور التي يكثر الفصل بينها بالبسملة لقصرها، وهي ما يلي سور المثاني من سور القرآن.[2]

سبب تسميتها بالمفصل عدل

قيل لكثرة الفصول فيه، وقيل: لكثرة الفصل بين السور ببسم الله الرحمن الرحيم، وقيل: لقلة المنسوخ فيه.[3] كما روى البخاري عن سعيد بن جبير قال: «إن الذي تدعونه المفصّل هو المحكم»[4][5]

ويُسمى أيضًا:

  1. لباب القرآن: ورد ذلك عن ابن مسعود، قال: «لكل شيء سنام، وسنام القرآن البقرة، وإن لكل شيء لبابا، ولباب القرآن المفصل».[6]
  2. نظائر القرآن، لاشتباه بعضها بعضًا في الطول، وقد جاء رجل إلى ابن مسعود، فقال: قرأت المفصل الليلة في ركعة، فقال: «هذًّا كهذِّ الشعر، لقد عرفت النظائر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرن بينهن، فذكر عشرين سورة من المفصل، سورتين في كل ركعة».[7]،[8]
  3. وتسمى أيضًا: رياض القرآن.[9]

ذكر المفصّل في السنة عدل

  • قال رسول الله  : «أعطيتُ مكان التوراة السبعَ، وأعطيتُ مكان الزبور المِئِين، وأعطيتُ مكان الإنجيل المثاني، وفضِّلت بالمفصَّل[10]»
  • جاء في الحديث عن أبي هريرة قال: «ما صليت وراء أحد أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من فلان - قال سليمان راوي الحديث - كان يطيل الركعتين الأوليين من الظهر، ويخفف الأخريين، ويخفف العصر، ويقرأ في المغرب بقصار المفصل، ويقرأ في العشاء بوسط المفصل، ويقرأ في الصبح بطول المفصل».[11]

موضع سور المفصل في القرآن عدل

المفصل هو لفظ يطلق على السور بَدْءًا من سورة ق إلى آخر المصحف.
وقيل: إن أوله سورة الحجرات والمفصل ثلاثة أقسام: طوال، وأوساط، وقصار.

واختلف فيه على اثني عشر قولا، فقيل: من الجاثية، وقيل: محمد، وقيل: الحجرات، وقيل: ق، وقيل: الصافات، وقيل: الصف، وقيل: تبارك، وقيل: الفتح، وقيل: الرحمن، وقيل: الإنسان، وقيل: الأعلى، وقيل: الضحى. والأشهر: أنه من أول سورة ق، وهو الذي رجحه الزركشي في البرهان، والسيوطي في الإتقان.[13][14]

والدليل على هذا: حديث واثلة بن الأسقع، قال: قلنا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور وإحدى عشر سورة، وحزب المفصل فما بين قاف وأسفل.[15]

أصل ورود هذه القسمة عدل

ينقسم القرآن إلى أربعة أقسام: السبع الطوال، المئين، المثاني، المفصل، وقد وردت هذه القسمة في الحديث النبوي، فعن واثلة بن الأسقع، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، ومكان الزبور المئين، ومكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل). وفسر البيهقي هذه الأربع بأن جعل السبع في الحديث: السبع الطوال، والمئين: كل سورة بلغت مائة آية فصاعدا، والمثاني: كل سورة دون المئين وفوق المفصل، والمفصل ما دون ذلك.[16]

انظر أيضاً عدل

  1. مثاني (قرآن)
  2. سبع طوال
  3. مئون

مراجع عدل

  1. ^ الطارق: 13
  2. ^ لسان العرب، ابن منظور، دار صادر – بيروت، 1414هـ، (11/ 25)، وسياحة الوجدان في رياض القرآن، السيد إبراهيم أحمد، الألوكة، 2016م، (ص/ 26)
  3. ^ بدر الدين الزركشي (1958)، البرهان في علوم القرآن (دار إحياء الكتب العربية، 1958)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، ج. 1، ص. 245، OCLC:957028586، QID:Q120500637 – عبر المكتبة الشاملة
  4. ^ صحيح البخاري (4748) (4/1922)
  5. ^ معنى الطوال والمثاني والمفصَّل والمِئِين الإمتاع بفتاوى التلاوة والاستماع (22) نسخة محفوظة 31 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ المعجم الكبير، أبو القاسم الطبراني، مكتبة ابن تيمية – القاهرة، 1994م)
  7. ^ صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، دار طوق النجاة، 1422هـ، (1/155)
  8. ^ الوجوه والنظائر في القرآن الكريم، سليمان بن صالح القرعاوي، مكتبة الرشد د- الرياض، 1990م، (ص/ 10)
  9. ^ معجم علوم القرآن، إبراهيم محمد الجرمي، دار القلم - دمشق، 2001م، (ص/ 161)
  10. ^ حديث حسن: رواه الطبراني في الكبير (8003) (8/258)، (186) (22/75)، (187) (22/76)، وفي مسند الشاميين (2734) (4/62،63)، وأحمد (17023) (4/107)، والطيالسي في مسنده (1012) (1/136).
  11. ^ "ص167 - سنن النسائي - تخفيف القيام والقراءة - المكتبة الشاملة الحديثة". al-maktaba.org. مؤرشف من الأصل في 2022-07-04. اطلع عليه بتاريخ 2022-07-03.
  12. ^ البرهان للزركشي (1/244)، مناهل العرفان للزرقاني (1/243،244).
  13. ^ جلال الدين السيوطي (1974)، الإتقان في علوم القرآن، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، ج. 1، ص. 221، OCLC:4770017618، QID:Q115728353 – عبر المكتبة الشاملة
  14. ^ البرهان في علوم القرآن، بدر الدين الزركشي، دار إحياء الكتب العربية ودار المعرفة، 1957، (1/ 245 - 246)
  15. ^ شعب الإيمان، أبوبكر البيهقي، مكتبة الرشد، 2003م، (3/ 484)
  16. ^ شعب الإيمان، أبوبكر البيهقي، مكتبة الرشد، 2003م، (4/ 71 - 72)

مصادر عدل