سبط نفتالي
سبط نفتالي ((بالعبرية: נַפְתָּלִי) معناه "نضالي") أحد أسباط بني إسرائيل الاثني عشر الذي كانت أراضيه في أقصى شمال أراضي بني إسرائيل، وهو أحد الأسباط العشرة المفقودة.
الرواية الكتابية
عدلفي الرواية الكتابية، بعد الانتهاء من غزو بني إسرائيل لأرض كنعان، قسّم يشوع الأرض بين الأسباط الاثني عشر. يؤرّخ كينيث كيتشن عالم آثار الكتاب المقدس المعروف هذا الحدث إلى ما بعد سنة 1200 ق.م. بقليل،[1] في حين يشكك علماء آخرون في تاريخية سفر يشوع.[2][3][4]
استقر سبط نفتالي في الجانب الشرقي من الجليل (إلى الغرب مباشرة من بحيرة طبريا)، في المناطق المعروفة الآن بالجليل الأسفل والجليل الأعلى، ويحدها من الغرب أراضي سبط أشير، ومن الشمال سبط دان، ومن الجنوب سبط زبولون ومن الشرق نهر الأردن، وأهم مدنهم كانت حاصور.(يشوع 19: 32-39) على حدود بحيرة طبريا، كان هناك سهل كنارة شديد الخصوبة الذي وصفه يوسيفوس بأنه "مطلب الطبيعة، والجنة الأرضية"،[5] ويمثل الجزء الجنوبي من المنطقة ممرًا طبيعيًا بين مرتفعات كنعان، وتمر عبره عدة طرق رئيسية (مثل تلك التي تصل بين دمشق وصور وعكا).[6] يبدو أن هذا الازدهار كان انعكاسًا لنبوءة بركة موسى،(التثنية 33: 23) على الرغم من أن علماء النقد النصي يعتقدون أنها نبوءة وضعت لاحقًا، ويؤرخون القصيدة بأنها كُتبت بعد فترة طويلة من استقرار سبط نفتالي في هذه الأرض.[7][8]
في الفترة من استقرارهم في الأرض حتى تأسيس مملكة إسرائيل الموحدة حوالي سنة 1050 ق.م.، كان سبط نفتالي جزءًا من اتحاد القبائل الإسرائيلية. لم تكن هناك حكومة مركزية، وفي أوقات الأزمات كان يقود الشعب قادة خاصون يعرفون باسم القضاة. مع تزايد التهديد من غارات الفلستيين، قررت الأسباط تشكيل مملكة مركزية قوية لمواجهة التحدي، وانضم سبط نفتالي إلى المملكة الجديدة التي كان أول ملوكها شاول. بعد وفاة شاول، ظلت جميع الأسباط باستثناء سبط يهوذا موالية لأبناء شاول، ولكن بعد وفاة إيشبوشث ابن شاول وخليفته على عرش إسرائيل، انضم سبط نفتالي إلى أسباط الشمال لتنصيب داود الذي كان آنذاك ملكًا على سبط يهوذا، ليكون ملكًا على مملكة إسرائيل الموحدة. ومع ذلك، مع اعتلاء رحبعام بن سليمان حفيد داود العرش حوالي سنة 930 ق.م.، انفصلت الأسباط الشمالية عن حكم سلالة داود، وشكّلوا مملكة جديدة في الشمال. وفي سنة 732 ق.م.، تحالف فقح ملك مملكة إسرائيل الشمالية مع رصين ملك الآراميين، وهدد القدس، فناشد آحاز ملك يهوذا، تغلث فلاسر الثالث ملك آشور للمساعدة. وبعد أن دفع آحاز الجزية لتغلث فلاسر،(الملوك الثاني 16: 7-9) نهب تغلث فلاسر دمشق ومملكة إسرائيل، وضم آرام[9] وجزءًا كبيرًا من مملكة إسرائيل "بما في ذلك كل أرض سبط نفتالي". وفقًا لسفر الملوك الثاني 16: 9 و15: 29، رحّل الآشوريون سكان آرام والجزء المضموم من مملكة إسرائيل إلى آشور. ذُكر هذا الترحيل أيضًا في سفر طوبيا والذي ينسبه لأمر الملك الآشوري شلمنأسر.(طوبيا 1: 1-2)
رغم ذلك، ظلت مملكة إسرائيل موجودة حتى حوالي سنة 723 ق.م.، عندما تعرضت للغزو مرة أخرى من قبل آشور ورُحّل بقية السكان.(الملوك الثاني 17: 6) ومنذ ذلك الوقت، يُعد سبط نفتالي واحدًا من أسباط بني إسرائيل العشرة المفقودة.
أصولهم
عدلوفقًا للتوراة، ينحدر السبط من نسل نفتالي بن يعقوب من سريّته بلهة.
نفتالي | مريماه | ||||||||||||||||||||||||||||
يحصيئيل | جوني | يصر | شلوم | ||||||||||||||||||||||||||
السمات
عدلتظهر النزعة العسكرية في تاريخ سبط نفتالي. أثنت أغنية دبوره القديمة على سبطي نفتالي وزبولون لمخاطرتهم بالقتال ضد سيسرا؛(القضاة 5: 18) وفي الرواية النثرية للحدث التي يعتبرها آرثر بيك[10] بمثابة سرد أضيف لاحقًا بعد فترة طويلة على القصيدة حيث أضيف أن باراق قائد القوات المناهضة لسيسرا ينحدر من سبط نفتالي.(القضاة 4: 6) وفي قصة جدعون، كان سبط نفتالي أحد القبائل التي انضمت إلى الهجوم ضد الغزاة المديانيين، ومع ذلك يعتقد آرثر بيك أن قصة جدعون جُمعت من ثلاثة نصوص قديمة على الأقل، أقدمها يصف فقط انتقامًا شخصيًا من قبل جدعون و300 رجل من عشيرته، وليس معركة انضم إليها بقية القبائل الشمالية.[11] في بركة يعقوب، التي يرجعها علماء النصوص إلى الفترة من 700-600 ق.م. - وبالتالي فهي نبوءة صيغت بعد الحدث، يُقارن سبط نفتالي "بأيلة مسيبة، يعطي أقوالا حسنة".(التكوين 49: 21)
كانت الأرض المخصصة لسبط نفتالي في أقصي شمال أرض كنعان، يحدها نهر الليطاني شمالًا، ونهر الأردن شرقًا حتى جنوب بحيرة طبريا بحوالي 12 ميل (19 كـم)، ويحدها من الغرب أرض سبطي أشير وزبولون، ومن الجنوب سبط يساكر.[12] كان رمز القبيلة هو الأيل.
المصير
عدلكجزء من مملكة إسرائيل الشمالية، خلال واحدة من حروب عدة بين آسا ملك يهوذا وبعشا ملك إسرائيل، تعرض سبط نفتالي للتنكيل من قبل بن هدد الأول ملك آرام دمشق حليف آسا ملك يهوذا، ثم ذاقوا مرة أخرى في عهد فقح ملك إسرائيل مرارة الهزيمة والسبي على أيدي الآشوريين.(الملوك الأول 15: 20) وفي حوالي سنة 732 ق.م.، غزا الآشوريون أرض سبط نفتالي، ورحّل الملك تغلث فلاسر الثالث جميع السكان.(الملوك الثاني 15: 29) ومنذئذ، ضاع ذكرهم.
النسل
عدلبدءًا من القرن التاسع عشر الميلادي، شككت الدراسات الكتابية إلى حد كبير في تاريخية أسباط بني إسرائيل الاثني عشر، بما في ذلك الأسباط العشرة المفقودة.[13][14] ومع ذلك، لا يزال هناك من يزعمون ويتكهنون حول أصل هذه الأسباط. من بين من يزعمون انتمائهم إلى سبط نفتالي:
- يزعم اليهود الإثيوبيون، المعروفون أيضًا باسم بيتا إسرائيل، أنهم ينحدرون من سبط دان، الذي هاجر أفراده جنوبًا مع أفراد من أسباط جاد وأشير ونفتالي، إلى مملكة كوش، التي قامت على أجزاء من دولتي إثيوبيا والسودان المعاصرتين،[15] خلال فترة تدمير الهيكل الأول.
- يهود جبال القوقاز.
- يهود بخارى في آسيا الوسطى.[16]
- تُحدّد جماعة "نورديك إسرائيل" سبط نفتالي اليوم بأنه النرويج.[17]
- سكان جزر المحيط الهادئ (ساموا، هاواي، تونجا، فيجي، إلخ.).[18]
المراجع
عدل- ^ Kitchen, Kenneth A. (2003), On the Reliability of the Old Testament (Grand Rapids, Michigan. William B. Eerdmans Publishing Company)((ردمك 0-8028-4960-1))
- ^ “Besides the rejection of the Albrightian ‘conquest' model, the general consensus among OT scholars is that the Book of Joshua has no value in the historical reconstruction. They see the book as an ideological retrojection from a later period — either as early as the reign of Josiah or as late as the Hasmonean period.” K. Lawson Younger Jr. (1 أكتوبر 2004). "Early Israel in Recent Biblical Scholarship". في David W. Baker؛ Bill T. Arnold (المحررون). The Face of Old Testament Studies: A Survey of Contemporary Approaches. Baker Academic. ص. 200. ISBN:978-0-8010-2871-7.
- ^ ”It behooves us to ask, in spite of the fact that the overwhelming consensus of modern scholarship is that Joshua is a pious fiction composed by the deuteronomistic school, how does and how has the Jewish community dealt with these foundational narratives, saturated as they are with acts of violence against others?" Carl S. Ehrlich (1999). "Joshua, Judaism and Genocide". Jewish Studies at the Turn of the Twentieth Century, Volume 1: Biblical, Rabbinical, and Medieval Studies. BRILL. ص. 117. ISBN:978-90-04-11554-5.
- ^ ”Recent decades, for example, have seen a remarkable reevaluation of evidence concerning the conquest of the land of Canaan by Joshua. As more sites have been excavated, there has been a growing consensus that the main story of Joshua, that of a speedy and complete conquest (e.g. Josh. 11.23: 'Thus Joshua conquered the whole country, just as the Lord had promised Moses') is contradicted by the archaeological record, though there are indications of some destruction and conquest at the appropriate time.Adele Berlin؛ Marc Zvi Brettler (17 أكتوبر 2014). The Jewish Study Bible: Second Edition. Oxford University Press. ص. 951. ISBN:978-0-19-939387-9. مؤرشف من الأصل في 2023-02-13.
- ^ Singer, Isidore; et al., eds. (1901–1906). "Naphtali, Tribe of". The Jewish Encyclopedia. New York: Funk & Wagnalls. نسخة محفوظة 2022-11-27 على موقع واي باك مشين.
- ^ G. A. Smith, "The Historical Geography of the Holy Land,"
- ^ Richard Elliott Friedman, Who Wrote the Bible? (Harper San Francisco) (1987) (ردمك 0-06-063035-3)
- ^ Peake's commentary on the Bible
- ^ Lester L. Grabbe, Ancient Israel: What Do We Know and How Do We Know It? (New York: T&T Clark, 2007): 134
- ^ Peake's commentary on the Bible
- ^ Jewish Encyclopedia, Gideon نسخة محفوظة 2024-04-18 على موقع واي باك مشين.
- ^ Joshua 19:33-34 quoted in "Nephtali". الموسوعة الكاثوليكية. نيويورك: شركة روبرت أبيلتون. 1913.
- ^ "In any case, it is now widely agreed that the so-called 'patriarchal/ancestral period' is a later 'literary' construct, not a period in the actual history of the ancient world. The same is the case for the ‘exodus’ and the 'wilderness period,' and more and more widely for the 'period of the Judges.'" Paula M. McNutt (1 يناير 1999). Reconstructing the Society of Ancient Israel. Westminster John Knox Press. ص. 42. ISBN:978-0-664-22265-9.
- ^ "Did Israel Always Have Twelve Tribes?". www.thetorah.com. مؤرشف من الأصل في 2024-04-25.
- ^ "From tragedy to triumph: the politics behind the rescue of Ethiopian Jewry", Mitchell Geoffrey Bard. Greenwood Publishing Group, 2002. (ردمك 0-275-97000-0), (ردمك 978-0-275-97000-0). p. 2 نسخة محفوظة 2024-05-12 على موقع واي باك مشين.
- ^ Ehrlich, M. Avrum Encyclopedia of the Jewish Diaspora: Origins, Experiences, and Culture ABL-CIO October 2008 (ردمك 978-1-85109-873-6) p.84 [1] نسخة محفوظة 2024-05-12 على موقع واي باك مشين.
- ^ Stjernholm Kragh، Mikkel. Norway, Iceland, and the Faroe Islands being the tribe of Naphtali.
- ^ Simba, Black (6 May 2019). "The (Scattered) Hebrews: Tribe of Naphtali". Medium (بالإنجليزية). Archived from the original on 2022-11-27. Retrieved 2020-05-07.