سبط إفرايم، وفق الكتاب المقدس، هو أحد أسباط بني إسرائيل. ويشكل مع سبط مانيسا بن يوسف. وهو أحد الأسباط العشرة المفقودة. ويُختلف حول أصل التسمية.[1]

رواية الكتاب المقدس عدل

انحدر سبط إفرايم من إفرايم ابن يوسف ابن يعقوب، وأسينات بنت بوتيفار.[2] وشكل ابنا يوسف سبطان من أسباط بني إسرائيل، في حين كان أبناء يعقوب الآخرين آباء لأسباط لكل منهم.

دخل سبط إفرايم أرض كنعان خلال غزوها على يد يوشع بن نون، المنحدر من سبط إفرايم نفسه.[3] لكن العديد من علماء الآثار يرفضون فكرة أن يوشع نفذ غزو كنعان بالطريقة التي صورها به الكتاب المقدس، ويرون بدلا من ذلك أن اليهود كانوا من سكان كنعان الأصليين، وطوروا دينهم الخاص عبر الزمن.

ومن يوشع بن نون وحتى قيام مملكة إسرائيل، كان سبط إفرايم جزءا من تحالف أسباط إسرائيل. ولم توجد حكومة مركزية، وكان يقود الشعب في أوقات الأزمات قادة يسمون «قضاة» (انظر سفر القضاة).

ومع ازدياد تهديد الغارة الفيليستينية، قررت أسباط إسرائيل أن يشكلوا مملكة مركزية ليواجهوا تلك التحديات. وانضم سبط إفرايم إلى المملكة الجديدة وعلى رأسها شاؤول كأول ملك. ويرجح أن تاريخ تتويج شاؤول هو بين عامي 1005 و1025.

وبعد موت شاؤول يروى الكتاب المقدس أن كل الأسباط بخلاف يهودا بقيت وفية لبيت شاؤول. وبعد موت إشبوشيت ابن شاؤول وخليفته على عرش إسرائيل، شارك سبط إفرايم مع أسباط مملكة إسرائيل (الشمالية) في تنصيب داود ملك يهودا، ليكون الملك الموحد لمملكة إسرائيل.

وبعد تتويج رحبعام بن سليمان (حفيد داود) في حوالي 930 قبل الميلاد، انشقت أسباط الشمال عن بيت داود وشكلوا مملكة إسرائيل الشمالية. وأول ملك للمملكة الشمالية هو يربعام والذي حكم بين عام 931 و909 قبل الميلاد.

كان سبط إفرايم جزءا من المملكة الشمالية إلى حين غزاها الأشوريون في حوالي 723 قبل الميلاد، وترحيلهم. ومن ذلك التاريخ يعتبر سبط إفرايم من بين الأسباط العشرة المفقودة.

وأحيانا يوصف سبط إفرايم بأنه تجسيد لمملكة الشمال والبيت الملكي الذي سكن أراضي ذلك السبط (مثلما يجسد سبط يهوذا مملكة يهوذا وبيتها الملكي).

أراضي السبط عدل

وفق الرواية التوراتية فبعد اكتمال غزو كنعان على يد الإسرائيلي يوشع بن نون، فقد منحهم الأرض التي تتوسط أراضي الإثني عشر سبطا. وكان غرب نهر الأردن، جنوب أراضي سبط مانيسا، وشمال سبط بنيامين. أما الأراضي التي عرفت لاحقا باسم السامرة (كتمييز لها عن مناطق يهودا والجليل) فكانت تتكون في معظمها من أراضي سبط إفرايم. وكانت المنطقة جبلية مما شكل حاجزا دفاعيا لها، وعالية الخصوبة مما منحها الازدهار.

وشملت أراضي سبط إفرايم مراكز الدين الإسرائيلي مدن شكيم وشيلوه. وساهمت هذه العوامل في جعل إفرايم أكبر الأسباط تأثيرا في مملكة إسرائيل، وقادت إفرايم إلى أن تكون رمزا للمملكة كلها.

ويحدد سفر يوشع حدود تلك الأراضي المعطاة إلى «أبناء يوسف» إفرايم ومانيسا معا. ومنح يوشع مدينة بيتئيل (بيت إيل) إلى سبط بنيامين. لكن مع مرور السنوات وفي زمن الكاهنة ديبوراه توصف بيتئيل على أنها من ضمن أراضي سبط إفرايم. وبعد عشرين سنة من انهيار المملكة المتحدة، يهزم أبيجاه ثاني ملوك يهوذا، يربعام ملك إسرائيل ويستولي على مدن بيتئيل وجاشاناه وعفرون، مع كل القرى المحيطة بها. ويعتقد أن مدينة عفرون هي مدينة عفرة التي منحها يوشع لسبط بنيامين.

وكانت نهر غولتش يفصل بين إقليم إفرايم في الجنوب وإقليم مانيسا في الشمال.  وقد بنيت مدينة قرنيه شمرون الحالية بقرب ذلك النهر، والذي يجري من الشرق إلى الغرب.

امتدت حدود إقليم إفرايم من نهر الأردن في الشمال حتى البحر المتوسط في الغرب، وشملت مدن بيتئيل وعتاروت وبيت حورون السفلى (بالقرب من بيت عور التحتا[4] وكذلك غيزير (تل الجزر بالقرب من أبو شوشة حاليا) والبحر المتوسط.

مراجع عدل

  1. ^ Eerdmans Dictionary of the Bible - ed FREEDMAN, David Noel Freedman - Google Books نسخة محفوظة 2021-02-02 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ A Companion to Samaritan Studies - Google Books نسخة محفوظة 2021-02-02 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ Numbers 13:8 NIV | Biblica نسخة محفوظة 9 فبراير 2021 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ "بيت حُورُون — مكتبة برج المراقبة الإلكترونية". مؤرشف من الأصل في 2021-10-13. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-12.