زلزال بلاد الشام 92 ق.م.

زلزال بلاد الشام 92 ق.م. هو زلزال ضرب منطقة بلاد الشام في عام 92 قبل الميلاد في، وبحسب ما ورد في عدد من المصادر التاريخية وفهارس الزلازل فقد حدث الزلزال متبوعًا بموجات تسونامي أثرت على أجزاء من الأراضي الواقعة في جزيرة قبرص ومصر وبلاد الشام.[1][2]

زلزال بلاد الشام 92 ق.م.
معلومات
التاريخ 92 قبل الميلاد
البلد بلاد الشام

المصادر التاريخية عدل

ورد ذكر زلزال عام 92 ق.م في مجيلة الصوم التي يعود تاريخ كتابتها إلى نهاية أيام الهيكل الثاني، حيث تحدّثت عن الزلزال الذي ضرب مدينة أفاميا الواقعة في مملكة فريجيا، ولكنها لم تذكر آثار هذا الزلزال على مناطق أوسع من بلاد الشام.[1] هُناك نقش يوناني آخر تكلّم عن زلزال أثر على مصر في الفترة ما بين عامي 97 قبل الميلاد و94 قبل الميلاد، غير أنّ البعض يرى تعبير «سيزموس» الذي جاء في ذلك النقش اليوناني، والذي يعني باليونانية «زلزال»، كان مُجرّد تعبير مجازيّ يصف اضطراب أو حدث سياسي ولا يُشير إلى زلزال بالمعنى الحرفيّ للكلمة.[1]

تُعتبر نصوص مجيلة الصوم اليهودية هي المصدر الرئيسي للروايات التاريخية المتوفّرة حتى الآن عن زلزال عام 92 قبل الميلاد في منطقة بلاد الشام. لخّصت هذه النصوص الروايات الشفهية اليهودية حول تواريخ 35 احتفالًا سنويًّا في التاريخ اليهودي، وسجّلت بشكل أساسي الأحداث التي تعود إلى عهد الدولة الحشمونية، والتي حكمت في الفترة ما بين عامي 167-37 قبل الميلاد.[1] وقد مُنع اليهود الحداد أو الصيام في هذه التواريخ.[1] كيُمكن القول بأن هذه النصوص كُتبت قبل حصار القدس وتدمير الهيكل الثاني،[1] أي قبل عام 70م، على الرغم من عدم معرفة التاريخ الدقيق لكتابتها، وركّزت النصوص على الاحتفال السنوي بالتواريخ، وليس على التأريخ، كما أنها سجلت تواريخ تلك الاحتفالات حسب ترتيبها في التقويم السنوي، وليس حسب ترتيبها الزمني في التاريخ.[1] ظلت تلك الاحتفالات تُقام سنويًا على مدار بضعة قرون فقط، قبل أن تُسجّل في الأدبيات اليهودية. تضمّنت مخطوطة الصوم سجلًّا موجزًا للاحتفالات بالإضافة إلى ثلاثة إصدارات من التكملات أو الجمارا أو التعليقات التي أضيفت إلى النص الأصلي كملاحق. ويعود تاريخ التفسير الذي أضيف إلى النص الأصلي إلى الفترة التلمودية التي امتدت ما بين القرنين الثاني والسادس وحتى أواخر العصور الوسطى.[1] لا يُعتدّ بالتعليقات عادةً كمصدار تاريخيّة واضحة، فقد تحتوي أحيانًا بعض التفسيرات الصحيحة تاريخيًا التي تعكس أن مؤلفها استخدم مصدرًا شفهيًا أو كتابيًا قيمًا لإجراء إضافاته،[1] بينما قد تحتوي في أحيان أخرى تفسيرات ذات قيمة ضعيفة تعكس الكفاءة المشكوك فيها لمؤلفها، كما أن الأخطاء الكتابية شائعة في هذه المخطوطات، مع وجود أخطاء متكررة في نسخ الأسماء الجغرافية والشخصية، وهذا ما يفسر معظم الاختلافات بين نسخ المخطوطة.[1]

لا تزال هناك ثلاث مخطوطات رئيسية باقية من مخطوطات الصوم، وهي مخطوطة بارما التي تعود إلى القرن الرابع عشر الميلادي، ومخطوطة أكسفورد التي تعود إلى القرن الخامس عشر الميلادي، بالإضافة إلى النسخة الشائعة المعروفة باسم مخطوطة فولجاتا. تستمد مخطوطة بارما معلوماتها من التلمود البابلي، بينما تستمد مخطوطة أكسفورد معلوماتها من التلمود المقدسي، أما الإصدار المشترك فهو الأخير من حيث التسلسل الزمني، وقد تم فيه نسخ المعلومات من كلا الإصدارين السابقين، ويبدو أن مزج المعلومات هو من تقاليد المخطوطات التي بدأت قبل القرن الحادي عشر الميلادي. كان الإصدار المشترك قد اكتمل بحلول الوقت الذي نُشرت فيه النسخة المطبوعة الأولى من النص في منتوة خلال عام 1519.[1]

الروايات التاريخية عدل

لم يرد ذكر زلزال عام 92 قبل الميلاد صراحةً في النص الأصلي من مخطوطة الصوم ولا في مخطوطة بارما، ولكن وُصف الزلزال في مخطوطة أكسفورد، ويبدو أن النسخة الشائعة كانت تصف تسونامي وتنسبه إلى زلزال. تحدثت مخطوطة أكسفورد عن كارثة أرسلها الله لانقاذ الكتبة اليهود. كان الحاخام هيدكا الذي يُنسب إليه وصف تسونامي للنُسخة المُشتركة حكيمًا تاريخيًا عاش في القرن الثاني الميلادي. ويُشير المعنى الضمني لما جاء في النُسخة المُشتركة من مخطوطة الصوم إلى أن التسونامي تدخل لحماية الكتبة اليهود من هجوم السكان الأصليين.

ورد في مخطوطات الصوم معلومات عن كارثة متزامنة مع احتفال يعود تاريخه إلى اليوم السابع عشر من شهر آذار في التقويم العبري، وكان هذا الاحتفال هو الاحتفال الثالث والثلاثون من بين الاحتفالات التي سجّلتها نصوص المخطوطة.[1] وبحسب ما جاء في المخطوطة الأصلية لميجلة الصوم، فقد هاجم السكان الأصليون في ذلك التاريخ فلول من الكتبة في بلاد بيلكوس وبيت زبداي، وجاء الخلاص إلى بيت إسرائيل. تقول مخطوطة بارما أن السكان الأصليين أرادوا قتل كتبة إسرائيل، فهرب الكتبة إلى بيت زبدي، وتحول تاريخ هروبهم إلى عيد سنوي. كما روت مخطوطة أكسفورد أن ألكسندر جانيوس، ملك يهودا (حكم 103-76 قبل الميلاد) أراد قتل الأخوين بوكينوس وبوكيوس، اللذين هربا منه وانتقلا إلى سوريا، فاجتمع أهل بلد بليكوس لقتل الإخوين، ولكن رعش عظيم أرسله الشداي (أي الله عز وجل) ضرب البلدة وأنقذ الإخوة. ويُروى في النُسخة المُشتركة أن ألكسندر يانيوس أراد قتل الكتبة، فهربوا منه وتوجهوا إلى بلاد كوسيليكوس، وكان السكان الأصليون لتلك البلاد من الجنتايل فقاموا على الكتبة وأرادوا قتلهم، ولكن تمكن الكتبة من إبعاد مهاجميهم ثم فروا إلى بيت زبدي. وفي هذا الإصدار، يسجل تعليق الحاخام هيدكا أن البحر نفسه ارتفع ودمر ثلثه في الأرض المستقرة.

استمدت مخطوطة أكسفورد والمخطوطة المُشتركة وصفهما للزلزال والتسونامي من الروايات المحلية المنقرضة، وربما استمدوا وصفهم أيضًا من سجلات الزلازل من خارج الأدبيات اليهودية. اختلفت روايات تلك المصادر حول المناطق التي تأثرت بالزلزال، فالبعض قال أنها مدينة بيليكوس، بينما ذكر البعض الآخر مدن بليكوت وشلبوس وشولبوس وشاليكوس وكوسيليكوس وكاليكوس وبيت زبدين أو بيت زبداي أو بيت زبدي، وغير هذه الأخطاء الإملائية. وقد حدد العلماء المعاصرون الموقع الأول على أنّه مدينة خالكيذا والتي تقع حاليًا في مدينة قنسرين في سوريا، بينما حددوا الموقع الثاني على أنه بلدة زبديا الواقعة في لبنان-سوريا.

كان هناك العديد من المواقع التي يُشار إليها باسم خالكيذا في العصور القديمة، وكان اثنان منها يقعان في سوريا، إحداهما هي مدينة خالكيسيا الواقعة في جنوب لبنان، والتي تم حُددت باعتبارها جزء من أراضي بلدة عنجر الحديثة في لبنان، والتي تقع أيضًا في وادي البقاع على بعد حوالي 10 كم (6.2 ميل) جنوب شرق مدينة بعلبك بالقرب من بلدة الزبدية، والتي تُعتبر جزء من سهل ضيق يقع حاليًا في بلدة الزبداني الحديثة، والتي تقع على بعد 25 كم (16 ميل) إلى الشمال الشمالي الغربي من دمشق حيث تقع مدينة كبراز آباديون القديمة المعروفة حاليًا باسم بلدة قفر زبد الواقعة على بعد 25 كم (16 ميل) جنوب غرب خالكيذا.

أما الثانية فكانت باسم خالكيذا بيلوم التي تم تمثّل حاليًا مدينة قنسرين الحديثة الواقعة في شمال سوريا. تقع هذه المدينة على بعد أقل من 100 كيلومتر (62 ميل) في جنوب شرق مدينة أنطاكية. وفي هذه الحالة يُمكن تحديد موقع مدينة زبديا بمواقع محتملة مثل بلدة زبد، وبلدة زبدي الواقعتان على نهر العاصي، وبلدة زبودة على الرغم من أن هذه المواقع الثلاثة ذُكرت لأول مرة في النصوص التي يرجع تاريخها إلى ما بعد نهاية التاريخ القديم. لم تكن أي من الجزيرتين تقع بالقرب من سواحل بلاد الشام، ومن غير المرجح أن تتأثرا بشكل مباشر بموجات التسونامي، وقد يكون وصف التسونامي قد تم بناءًا على حدوث غمر كارثي على طول المنطقة الساحلية، مما أدى إلى تشتيت انتباه المهاجمين من السكان المحليين. لا يزال السياق التاريخي لذلك الحدث غير واضح، فربما كان الكتبة الهاربون يحاولون الفرار من ألكسندر جانيوس الذي وصفه المؤرخ اليهودي يوسيفوس فلافيوس بأنه كان ملكًا ظالمًا وقاسيًا بشدة. ومن المعروف أن ألكسندر جانيوس اضطهد الفريسيين الذين عارضوا حكمه، غير أن النص الأصلي لم يرد فيه يذكر ألكسندر جانيوس صراحة، وربما جاءت إضافة اسمه إلى النص على يد أحد المترجمين اللاحقين. من المُحتمل أيضًا أن يكون الكتبة قد فروا من القمع والذبح في سياق الاضطرابات السياسية العديدة التي وقعت في بلاد الشام خلال القرن الثاني قبل الميلاد. فقد كان يعيش في بلاد الشام في ذلك الوقت سكان متعددو الثقافات، وشهدت المنطقة عددًا من التحولات السياسية المتعاقبة والتحالفات قصيرة الأمد.

أشير إلى الكتبة اليهود في نسخة أكسفورد باسماء بوكيوس وبوكينوس، ولكن قد لا يكون هؤلاء أشخاصًا حقيقيين، بل مجرد أسماء عامة للإشارة إلى مجموعة غير مسماة. ويرى المؤرخون أن الحدث وقع في سياق الحملات المظفّرة التي قادها يوناثان المكابي، الذي حكم خلال الفترة ما بين عامي 161-142 قبل الميلاد، ضد عدوه ديمتريوس الثاني، والذي حكم في الفترة ما بين عامي 145-138 قبل الميلاد. وقد ورد في سفر المكابيين الأول أن يوناثان هاجم الزبديين، وتمكن من سحق أعداءه في المعركة، ونهب أراضيهم.

وُصف زلزال عام 92 قبل الميلاد باعتباره واحدًا من بين الزلازل المعروفة التي دمرت أفاميا وفريجيا أو ما كان يُعرف آنذالك بمدينة سيلايناي الواقعة على نهر مندريس قبل عام 90 قبل الميلاد. وصف المؤرخ اليوناني أثينايوس الزلزال في كتابه الشهير عشاء السفسطائيين الذي كتبه في بدايات القرن الثالث الميلادي، واستند فيه إلى كتابات نقولا الدمشقي كمصدر له في هذا الموضوع. ووفقًا لرواية أثينايوس، فقد صاحب الزلزال فيضانات أدت إلى تغير مجاري الأنهار وظهور واختفاء البحيرات ودخول مياه البحر. كما ذكر المؤرخ والجغرافي اليوناني سترابو نفس الزلزال، ووفقًا لرواية سترابو، فقد عرض ميثريداتس السادس ملك البونطس الذي استمر في الحكم بدءًا من عام 120 قبل الميلاد وحتى عام 63 قبل الميلاد إعادة بناء مدينة أفاميا المدمرة. كانت أفاميا تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر (62 ميل) من ساحل البحر الأبيض المتوسط، وكانت محاطة بالتلال. ومن غير المرجح أن تكون قد تأثرت بتسونامي. ومن الأرجح أن نهري مندريس ونهر مارسياس غمرا المياه، وحدثت تغيرات في مستويات سطح البحيرات القريبة. لم تكن الفيضانات غير شائعة في المنطقة المجاورة لها، ويربط الفولكلور المحلي المنطقة تلك الفيضانات بسفينة نوح وقصة الطوفان التي ورد ذكرها في سفر التكوين.

ارتبطت الزلازل أيضًا بعهد يوناثان المكابي، حيث سجّل كل من أثيناوس وسترابو حدوث عدد من تلك الزلازل في عهده، واستند أثيناوس في رواياته عن تلك الزلازل إلى كتابات الفيلسوف اليوناني بوسيدونيوس كمصدر له. ووفقا لهذه الروايات، فقد ضربت الشاطئ موجة محيطية ذات ارتفاع غير عادي تسببت في غمر وغرق جميع الناس في طريقها، وكان موقع هذا الحدث في مكان يقع ما بين مدينة صور التي تقع بلبنان حاليًا، ومدينة سانت جون داكر في فينيقيا، وهو الاسم القديم لمدينة عكا الحديثة. جاء الزلزال والتسونامي وفقًا لهذه الروايات في أعقاب معركة شارك فيها ديودوتوس تريفون (حكم من 142 إلى 138 قبل الميلاد) وجيش الإمبراطورية السلوقية، وهو ما من شأنه أن يضع الحدث بين بداية تمرد تريفون عام 145 قبل الميلاد وانتحار تريفون عام 138 قبل الميلاد. حدثت حملة يوناثان ضد الزبديين بينما كان يوناثان وتريفون متحالفين مع بعضهما البعض، وهو ما من شأنه أن يُرجع تاريخ وقوع هذا الزلزال إلى ما قبل عام 143 قبل الميلاد.

يمكن أيضًا ربط الزلزال بالكارثة التي وصفها بوسيدونيوس في موضع آخر، والتي وقعت على طول ساحل المشرق وتسببت في انهيار مدينة مجهولة فوق صيدا وغرقها في البحر. وفي صيدا نفسها، اجتاحت المياه ما يقرب من ثلثي المدينة. أثرت تلك الكارثة على سوريا كلها. ومع ذلك، فقد ارتبطت هذه الكارثة بظهور جزيرة هييرا البركانية التي تقع حاليًا في باليا كاميني الحديثة، في عام 198 قبل الميلاد. ورد ذكر زلزال صيدا أيضًا في قصيدة في طبيعة الأشياء التي كتبها الشاعر والفيلسوف الروماني لوكريتيوس الذي عاش ما بين عاميّ 99 قبل الميلاد - 55 قبل الميلاد، وكذلك في كتاب أسئلة طبيعية الذي ألفه الفيلسوف سينيكا الأصغر قرابة عام 65 بعد الميلاد، ولكن لم يربط أي من النصين الزلزال بتاريخ محدد أو سياق تاريخي محدد.

سجل جون مالاس أيضًا في كتاباته التي تعود لى القرن السادس الميلادي زلزالًا ارتبط بعهد يوناثان المكابي. ووفقًا لهذه الرواية فقد وقع الزلزال في عهد أنطيوخس حفيد جريبوس، إلا أن النصوص لم توضح من هو هذا الملك، ولكنها قد تُشير إلى عهد أنطيوخس السابع سيدتس الذي حكم في الفترة ما بين عامي 138 قبل الميلاد و129 قبل الميلاد. تقول هذه الرواية أنه في السنة الملكية الثامنة لأنطيوخس، عانت مدينة أنطاكية من غضب إلهي (زلزال) وكان لا بد من إعادة بنائها. قدم جون مالاس في كتاباته تواريخًا متضاربة لوقوع هذا الحدث فوضعه بعد 152 عامًا من إنشاء سلوقس الأول الفاتح (حكم من 305 إلى 281 قبل الميلاد) للمدينة، وهو ما من شأنه أن يضع الحدث بعد عام 148 قبل الميلاد، أي قبل عقد كامل من اعتلاء أنطيوخس السابع للعرش. من المُحتمل أن يكون مالاس خلط في كتاباته بين روايات زلزالين مختلفين، الأول حدث في عام 148 قبل الميلاد، والآخر في عام 130 قبل الميلاد أي في سنة الحكم الثامنة لأنطبوخوس السابع. استند مالاس في كتاباته إلى تاريخ دومنينوس ومصادر أخرى غير معروفة. ومع هذا فقد تم تأريخ الزلزال الذي ارتبط بعهد يوناثان المكابي إلى ما بعد عام 142 ق.م.، أي بعد 8 سنوات من وفاة ديمتريوس الأول المخلص الذي حكم في الفترة من عام 161 قبل الميلاد وحتى عام 150 قبل الميلاد، ومن غير الواضح ما إذا كان الزلزال الذي ضرب أنطاكية هو نفس الزلزال الذي ضرب خالكيذا أم لا.

لا تزال الأدلة النصية توفّر روايات متضاربة حول زلزال عام 92 قبل الميلاد، وربما أساء جامعو تعليقات مجيلة تعنيت فهم الطبيعة الحقيقية لأحداث السابع عشر من آذار. مثلًا إذا كان الزلزال قد أثر على الأراضي المقدسة، فمن غير الواضح لماذا يعتبر اليهود هذا الحدث يومًا بهيجًا. ومن الأرجح أن يُنظر إليه على أنه يوم حداد وصوم، ولكن إذا كان الزلزال قد أثر على منطقة بعيدة من سوريا ولم يلحق الضرر بالمجتمعات اليهودية المضطهدة في سوريا، فمن المرجح أن ينظر إليه اليهود باعتباره غضب إلهي. أما فيما يتعلق بما إذا كان الزلزال قد حدث في عهد يوناثان المكابي أو في عهد ألكسندر جانيوس، فيبدو أن هناك المزيد من المصادر الأولية التي رجحت التاريخ الأقدم لوقوع الزلزال عن التاريخ الأحدث. لم يُعثر حتى الآن على أي دليل على أن الزلزال أثر على مصر التي كانت تقع على بعد 750 كم (470 ميل) من أفاميا. حدثت موجة المد المبلغ عنها بين مدينتي صور وسانت جون داكر على بعد 75 كيلومترًا (47 ميلًا) من منطقة خالكيذا الواقعة حاليا في جنوب لبنان. أما زلزال صيدا فقد وقع وأغرقها في مكان قريب، ووقع زلزال أنطاكية على بعد 250 كيلومترًا (160 ميلًا)، ويمكن تأريخ الأحداث الثلاثة جميعها إلى أنها تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، ربما في عهد يوناثان المكابي. لا توجد أدلة كافية لعزو جميع الأحداث المبلغ عنها إلى زلزال واحد، وليس سلسلة كاملة من الهزات الزلزالية. ومع ذلك، تشير الدراسة الزلزالية القديمة لصدع سرغايا إلى أن حدثًا زلزاليًا واحدًا فقط وقع هناك خلال الفترة ما بين عامي 170 قبل الميلاد و20 ميلاديًا.

المراجع عدل

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س Karcz, 2004, pp. 765–770
  2. ^ Avner Rabban؛ Kenneth G. Holum، المحررون (1996). Caesarea Maritima: A retrospective after two millennia. Documenta et Monumenta Orientis Antiqui, V. 21 (Book 21). Brill. ص. 23. ISBN:9789004103788. مؤرشف من الأصل في 2023-07-03.