رد الحورية على الراعي

«رد حورية على الراعي» (بالإنجليزية: The Nymph's Reply to the Shepherd)‏ (1600) بقلم والتر رالي، هي قصيدة كُتِبَت بمثابة رد ساخر على قصيدة كريستوفر مارلو «الراعي العاشق إلى حبيبته» (1599). في إطار هذا التبادل الشعري، ترفض الحورية ببلاغة تقدم الراعي من أجل الحياة الرعوية.[1] كلتا القصيدتين كُتُبِتا بتقاليد الشعر الرعوي الشعر الرعوي الكلاسيكي وتتبعان بنية ستة مقاطع من أربعة خطوط توظف مخططًا للقافية AABB.[2]

شاعر العصر الإليزابيثي السير والتر رالي عام 1588.

نُظِمَت كل قصيدة بإيقاع خاص من المقاطع المشددة، وذلك باستخدام أزواج من المربع الشعري في كل مجموعة،[3] يحتوي كل سطر على أربع إيقاعات، مما ساعد على وجود التشبيه والاستعارة في القصيدة.[4]

تظهر الحورية في سجلات الشعر الإنجليزي كشخصية جوهرية، ويعود ذلك من نسيج التقاليد اليونانية؛ إذ تجسد جوهر الطبيعة وعوالم الوجود والشباب والحب، وذلك ما تشرح الحورية للراعي في التأليف المتبادل «رد الحورية على الراعي»، حيث تنخرط الحورية في خطاب مباشر مع الراعي.[3] تفكر الحورية في البداية في العيش مع الراعي في عالم شاعري، لكنها تتدخل بسرعة بتذكير مؤثر بزوال الحياة، مغلفة في الجمال العابر للأزهار سريعة الزوال،[4] ترمز الزهور عبر أبيات مارلو في «الراعي العاشق إلى حبيبته» إلى الشباب، وهو موضوع تربطه الحورية بذكاء مع الموت.

في سياق الأدب الإليزابيثي اللامع الذي يمتد عبر العصر الذهبي للقرن السادس عشر، لا يمثل «رد الحورية على الراعي» الرد الشعري الوحيد على أبيات مارلو، حيث نظم ويليام كارلوس ويليامز في القرن العشرين قصيدة عنوانها «رالي كان على حق» في عام 1940، وانحاز إلى رأي والتر رالي في معارضة أبيات كريستوفر مارلو.

كلمات القصيدة عدل

هذه كلمات القصيدة باللغة الانجليزية:


The Nymph's Reply to the Shepherd

If all the world and love were young,
And truth in every shepherd's tongue,
These pretty pleasures might me move
To live with thee and be thy love.

Time drives the flocks from field to fold
When Rivers rage and Rocks grow cold,
And Philomel becometh dumb;
The rest complains of cares to come.

The flowers do fade, and wanton fields
To wayward winter reckoning yields;
A honey tongue, a heart of gall,
Is fancy's spring, but sorrow's fall.

Thy gowns, thy shoes, thy beds of roses,
Thy cap, thy kirtle, and thy posies
Soon break, soon wither, soon forgotten:
In folly ripe, in reason rotten.

Thy belt of straw and Ivy buds,
Thy coral clasps and amber studs,
All these in me no means can move
To come to thee and be thy love.

But could youth last and love still breed,
Had joys no date nor age no need,
Then these delights my mind might move
To live with thee and be thy love.

— Walter Raleigh

تحليل عدل

نسق رالي من خلال تقليد أسلوب مارلو ومعجمه هجاءً يدقق في التقاليد الرعوية ويقلبها رأسًا على عقب. يمكن ملاحظة هذا الهجاء في تبني رالي للصور المشابهة والتعهدات التي قدمها راعي مارلو، تقدم حورية رالي وجهة نظر مخالفة، وترفض مفهوم الراعي المثالي للحب والطبيعة.[5]

تكمن فكرة الزمن والاضمحلال في قلب خطاب رالي، إذ يصور رالي الاعتقاد الذي لا مفر منه وزوال الوقت من خلال الصور والرموز النابضة بالحياة، توضح الحورية كيف أن الظواهر الطبيعية مثل ذبول الأزهار والحقول المقفرة في الشتاء بمثابة تحذيرات من الجاذبية العابرة للجمال والمودة.[3]

انظر إلى الجمال العابر للنباتات
وهي تستسلم لموسم الحصاد
جاذبية اللسان الحلو
تخفي قلبًا مثقلًا للبلاد
يعكس الجوهر العابر للربيع الخيالي
والهبوط الحتمي أحضان الحداد

كما يؤكد رالي على الجوهر العابر للمشاعر والعلاقات الإنسانية من خلال إبراز إيقاع التحلل والتجدد في الطبيعة.

يستخدم رالي مجموعة من الأدوات الخطابية لنقل قصيدته؛ إذ يستخدم الجناس والسجع والاتساق لإثراء إيقاع القصيدة المتناغم، وعلاوة على ذلك، يسخر رالي الاستعارات والتلميحات إلى الأساطير الكلاسيكية لتعميق عمق القصيدة وإثارة الشعور بالرنين الأبدي.[6]

ترتدي الحورية عباءة الخطابة، مجسدة الحكمة والفطنة على النقيض من مثالية الراعي الشابة، على الرغم من أن مكان القصيدة لا يزال غير موضح، إلا أنه يُستحضَر من خلال الصور الرعوية والإشارات إلى العناصر الطبيعية.[7]

في الثقافة الشعبية عدل

في التصوير السينمائي لـ«الحياة الخاصة لإليزابيث وإسيكس» في فيلم عام 1939، غُنِّيَت القصيدتين من قبل نانيت فبراي (السيدة مارجريت رادكليف في الفيلم) حيث غنت كلمات مارلو الأصلية، وأخذت أوليفيا دي هافيلاند التي لعبت دور السيدة بينيلوب جراي رد رالي. أثار هذا الأداء مشاعر الحسرة والإحباط للملكة إليزابيث، ألا وهي بيت ديفيس في الفيلم، حيث وقعت عاطفتها بحب غير متبادل مع إيرول فلين الذي مثّل دور روبرت ديفيروكس، إيرل إسكس الثاني.[8]

طالع أيضاً عدل

مراجع عدل

  1. ^ Pastoral poetry. The Penguin Dictionary of Literary Terms and Literary Theory, Third Edition. J.A. Cuddon, Ed. (1991) p. 686.
  2. ^ "Notes for The Passionate Shepherd to His Love". Dr. Bruce Magee, جامعة لويزيانا التقنية. مؤرشف من الأصل في 2020-06-23. اطلع عليه بتاريخ 2012-10-29.
  3. ^ أ ب ت "LitCharts". LitCharts (بالإنجليزية). Archived from the original on 2023-08-10. Retrieved 2023-03-24.
  4. ^ أ ب Baldwin, Emma (4 Jul 2020). "The Nymph's Reply to the Shepherd by Sir Walter Raleigh". Poem Analysis (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2023-08-10. Retrieved 2023-03-24.
  5. ^ JourneyHolm (29 Oct 2023). "Poem Analysis: "The Nymph's Reply to the Shepherd" by Sir Walter Raleigh". Owlcation (بالإنجليزية). Archived from the original on 2023-05-24. Retrieved 2024-03-29.
  6. ^ "The Nymph's Reply to the Shepherd Full Text and Analysis - Owl Eyes". www.owleyes.org (بالإنجليزية). Archived from the original on 2024-03-30. Retrieved 2024-03-29.
  7. ^ "The Nymph's Reply to the Shepherd Analysis - Literary devices and Poetic devices" (بالإنجليزية الأمريكية). 1 Feb 2023. Archived from the original on 2023-09-28. Retrieved 2024-03-29.
  8. ^ Anderson، Maxwell (1930). Elizabeth the Queen : a play in three acts. Internet Archive. London : Longmans, Green.