الهِجاء هو نوع من الشعر نقيض المديح يُكتب عندما يريد الشاعر أن يعبر عن سخطه واشمئزازه من شخص آخر وهو عكس المديح فالمديح يقوم على عاطفة الإعجاب والتقدير وذكر المناقب أما الهجاء يقوم على ذكر السُخط والاشمئزاز وذكر المثالب.[1][2] والهدف المشترك المتمثل في هجاء هو أن الأفراد العار، والمجتمع نفسه، في تحسن. عادة ما يعني أن يكون مضحكا، ولكن الغرض منه هو أكبر كثيرا لانتقادات بناءة الاجتماعية، وذلك باستخدام الطرافة كسلاح.وكذلك يستعمل عندما نريد ذكر مساوئ المواقف.

أنواع الهجاء عدل

الهجاء الفردي : يوجه إلى فرد ينقم عليه الشاعر فيحاول إظهار مثالبه ويدعو إلى احتقاره.

الهجاء الجماعي : يوجه إلى جماعة من الناس قد تكون هذه الجماعة قبيلة أو مجتمعاً أو أمة ويقوم الشاعر بإظهار مثالبهم وسلب فضائلهم وبرز هذا النوع في العصر الجاهلي فكان قبلياً وسطع نجمه مرة أخرى في العصر العباسي لكنه كان قومياً بعد ظهور الشعوبية.

الهجاء الخَلقي : يتناول العيوب الجسدية والعاهات البارزة كقصر القامة أو العرج أو طول الأنف........إلخ ومثال على هذا بعض من هجاء المتنبي لكافور الأخشيدي إذ أنه تعرض للون بشرته في بعض أبياته:

من علم الأسود المخصي مكرمةً
أقومه البيض أم أجداده الصيدُ
أم أذنيه بيد النخاس دامية
أم قدره وهو بالفلسين مردودُ
هذا وإن الفحول البيض عاجزةٌ
عن الجميل فكيف الخصيةُ السودُ

وهجاء ابن الرومي لأحدهم فقد تعرض لشكل وجهه:

وجهك ياعمرو فيه طولٌ
وفي وجه الكلاب طولُ
مقابح الكلب فيك طراً
يزول عنها وعنك لا تزولُ

الهجاء الخُلقي يتناول العيوب النفسية كالغدر والخيانة والبخل والكذب كقول أحدهم يهجو البخيل:

يجوع ضيف أبا نوحٍ بكرةً وعشيةْ
أجاع بطني حتى ذقتُ طعمَ المنيةْ
فأتاني برغيفٍ قد أدرك الجاهليةْ
فقمت عليه بفأس كيما أدق منهُ شظيةْ

الهجاء الفاحش يتناول إعراض الناس بألفاظ بذيئة بعيدة عن الأخلاق وهذا النوع يجعل القارئ يشمئز منه.

الهجاء الكاريكاتوري يضخم المساوئ بأسلوب فكاهي ويسخر من الشخص المهجو وهذا النوع يحمل القارئ على الضحك كقول أبي بكر اليكي يهجو أحدهم:

أعد الوضوء إِن نطقت بهِ
متذكراً من قبل أَن تنسى
واحفظ ثيابك إن مررت بهِ
فالظل منه ينجس الشمسا

الهجاء العفيف يتناول العيوب بشكل يثير الإشفاق ولا يخلو من الفكاهة.

الهجاء السياسي يتناول القضايا السياسية في الدولة وهو يمزج ما بين النقد والسخرية في آن واحد.

الهجاء في العصر الجاهلي عدل

كان الهجاء في العصر الجاهلي فرديا وقبليا وكان الهجاء الفردي يعمل على تجريد المهجو من الفضائل التي كانت سائدة وهي الكرم والشجاعة وذلك بسبب أذية وجهها المهجو إلى الشاعر، أما الهجاء القبلي كان يقوم على ذم قبيلة معينة وإبراز مثالبها ويمدح بنفس الوقت قبيلته ويظهر مناقبها، وكان للهجاء بعض الجوانب السياسية فعندما يقوم الشاعر بهجو قبيلة معينة يدعو بنفس الوقت القبائل الأخرى إلى عدم التحالف معها ومن أشهرهم في هذا العصر النابغة الذبياني وأوس بن حجر وزهير بن أبي سلمى والحطيئة الذي لم يسلم أحد من هجائه حتى أمهُ وأبيه وزوجته بل وحتى نفسه حين قال:

أبت شفتاي اليوم إلا تكلماً
بشرٍ فما أدري لمن أنا قائلهْ
أرى لي وجهاً شوه الله خلقهُ
فقُبحَ من وجهٍ وقُبح حاملهْ

الهجاء في عصر صدر الإسلام عدل

هذّب الإسلام الشعر بكل أنواعه ومنه الهجاء لكنهُ ظل سائداً خصوصاً للدفاع عن النبي محمد وأشهرهم حسان بن ثابت وكعب بن زهير وعبد الله بن رواحة.

الهجاء في العصر الأموي عدل

في العهد الأموي ازدهر هذا الفن بسبب كُثرة الجماعات المناوئة لحكم الأمويين من الخوارج أو الأنصار فبدأت كل جماعة بهجاء الأخرى ومن أهم شعراء هذه الفترة الأخطل والفرزدق وجرير وقد عرفت قصائد هؤلاء بالنقائض.

الهجاء في العصر العباسي عدل

كان الهجاء له طابع آخر تمثل باختفاء النزعة القبلية وظهور النزعة القومية وذلك بسبب ظهور الحركات الشعوبية كما أن الهجاء الفردي ظل سائد خصوصاً عند ابن الرومي والمتنبي.

الهجاء في العصر الحديث عدل

في العصر الحديث ظهر الهجاء في عدة مجالات إلى جانب الشعر فقد بدأت تظهر أنواع جديدة من الهجاء من خلال إظهاره عن طريق المسرحيات والأفلام وبرامج الهجاء السياسي على التلفزيون والإنترنت .

انظر أيضًا عدل

مراجع عدل

  1. ^ "معلومات عن هجاء (شعر) على موقع thes.bncf.firenze.sbn.it". thes.bncf.firenze.sbn.it. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15.
  2. ^ "معلومات عن هجاء (شعر) على موقع bigenc.ru". bigenc.ru. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15.