القادر بن ذي النون

آخر حكام طائفة طليطلة من بني ذي النون في عصر ممالك الطوائف

القادر بالله يحيى بن ذي النون هو آخر حكام بني ذي النون وآخر أمير مسلمٍ يحكم مدينة طليطلة في الأندلس، خسر طليطلة مرة لبني الأفطس لعشرة أشهر عام 472 هـ ثم استعادها، لكنها عادت فسقطت في عهده بيد ألفونسو السادس ملك ليون وقشتالة ولم يستعدها منذئذ المسلمون قطّ. أعانه ألفونسو بعدئذ على استعادة حكم بلنسية التي كان قد استقل بها نائبه أبو بكر بن عبد العزيز، وقتل أثناء حكمه لها.

القادر بالله
يحيى بن هشام بن ذي النون
نوع الحكم ملكي
حاكم طائفة طليطلة
فترة الحكم
ذو القعدة 467 هـ - صفر 478 هـ
المأمون بن ذي النون
لا أحد
(استولت عليها مملكة قشتالة)
حاكم طائفة بلنسية
فترة الحكم
شوال 478 هـ - رمضان 485 هـ
أبو عمرو عثمان بن عبد العزيز
ابن جحاف
معلومات شخصية
الاسم الكامل يحيى بن هشام بن يحيى بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن المطرف بن ذي النون
تاريخ الميلاد سنة 1038   تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
الوفاة 23 رمضان 485 هـ
بلنسية
مواطنة الأندلس  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
اللقب القادر بالله
الديانة مسلم سني
الأب هشام بن المأمون بن ذي النون
أقرباء المأمون بن ذي النون (جد)  تعديل قيمة خاصية (P1038) في ويكي بيانات
عائلة بنو ذي النون

تاريخه

عدل

حكمه لطليطلة

عدل

خلف يحيى بن ذى النون المتلقب بالقادر بالله جده المأمون بن ذي النون في حكم طائفة طليطلة[1] في ذي القعدة 467 هـ،[2] وهو ما زال فتى صغير، وكان المأمون قد أوصاه قبيل وفاته، بالأخذ بنصح وزيره ابن الحديدي. ولكن بعد فترة قصيرة، نجح الواشون في الإيقاع بين القادر ووزيره. وفي أوائل المحرم 468 هـ، اغتيل ابن الحديدي بعلم القادر، دون اعتراض منه على ذلك،[3] ومنذ ذلك الحين توالت الثورات ضدَّ القادر.[4]

استغلت الدويلات المجاورة ضعف القادر، فانتزع المقتدر بن هود صاحب سرقسطة مدينة شنت برية، كما استقل أبو بكر بن عبد العزيز نائب القادر على بلنسية بالمدينة.[3] كما حاصر سانشو راميرث ملك أراغون قونقة، فاضطر أهلها لافتدائها بالمال ليفك الحصار. وأمام كل تلك التهديدات، اضطر القادر لطلب عون وحماية ألفونسو السادس ملك قشتالة، فاشترط ألفونسو قدرًا من المال وتسليم عدد من القلاع مقابل ذلك. وفي عام 472 هـ، ثار أهل طليطلة على القادر، ففر إلى وبذة، واستدعى الطليطليون المتوكل بن الأفطس صاحب بطليوس لحكم المدينة. استنجد القادر بألفونسو السادس، فسار معه إلى طليطلة، إلا أن المتوكل فرّ بما استطاع حمله من أموال القادر قبل وصول القادر وحليفه بعد أن حكم طليطلة لنحو 10 أشهر.[5][6] واستطاع القادر دخول طليطلة بالقوة عام 474 هـ، ونكّل بخصومه.[7]

رغم هذا التعاون بين القادر وألفونسو، إلا أن ألفونسو أمضى الأعوام التالية في غارات متواصلة على أراضي طليطلة، مطمئنًا لعدم وجود قوة قادرة على ردعه،[8] واستطاع انتزاع مدينة قورية من أراضي طليطلة. وفي عام 477 هـ، ضرب ألفونسو الحصار حول طليطلة، فحاول أهل طليطلة مفاوضته على الصلح، فرفض.[9] حاصر ألفونسو المدينة لتسعة أشهر قبل أن تستسلم المدينة، في غرة صفر 478 هـ/26 مايو 1085 م.[10] أما القادر فقد اتفق مع ألفونسو، على مغادرة المدينة بأهله وأمواله على أن يعاونه ألفونسو على الاستيلاء على بلنسية تحت حماية ألفونسو.[11]

حكمه لبلنسية

عدل

وفي شوال 478 هـ، سار القادر إلى بلنسية بصحبة سرية من جنود ألفونسو السادس، وأرسل برسالة لأهلها يطالب فيها بحكم المدينة التي كانت من أملاكه قبل أن يستقل بها ابن عبد العزيز. لم يجد أهل بلنسية مفرًا من قبول مطالب القادر وخلع أبو عمر عثمان بن عبد العزيز من المدينة.[12]

استبد القادر بحكم بلنسية، وعاث الجنود القشتاليون في المدينة، قبل أن يضطر الجنود القشتاليون للانسحاب من المدينة بعد عبور المرابطون إلى الأندلس عام 479 هـ، للمشاركة في القتال المنتظر مع المرابطين،[13] فبدأت شرارة الثورة تشتعل ضد القادر في بلنسية، كما حاول المنذر بن هود صاحب لاردة وطرطوشة استغلال الموقف، وسار نحو بلنسية عام 481 هـ. بعث القادر لحليفه ألفونسو السادس وللمستعين بن هود صاحب سرقسطة خصيم عمه المنذر يستنجد بهما،[14] فأسرع المستعين بصحبة حليفه السيد الكمبيادور بقواتهما إلى بلنسية للاستفادة من الموقف.[15] ولما علم المنذر بتحركهما إلى بلنسية انسحب بقواته.[16] غير أن الكمبيادور لم يرجع بقواته، ونزل بها بأحد ضواحي المدينة. اضطربت بلنسية، واتفق قاضي المدينة أبي جعفر أحمد بن جحاف وبعض أعيان المدينة على مراسلة المرابطين لطرد القادر والكمبيادور من المدينة. ولما اقترب المرابطون من المدينة، ثار أهلها وقتلوا القادر، وطيف برأسه في المدينة في 23 رمضان 485 هـ. وفي اليوم التالي، اختارت الجماعة ابن جحاف حاكمًا للمدينة.[17][18][19]

المراجع

عدل
  1. ^ ابن خلدون ج4 1999، صفحة 347
  2. ^ عنان ج2 1997، صفحة 106
  3. ^ ا ب عنان ج2 1997، صفحة 107
  4. ^ راغب السرجاني (2011): القادر يحيى بن ذي النون. تاريخ الولوج 10-06-2013. نسخة محفوظة 10 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ عنان ج2 1997، صفحة 108
  6. ^ مركز المعلومات في الإذاعة السودانية (2011): القادر يحيى بن ذي النون. تاريخ الولوج 10-06-2013. نسخة محفوظة 21 مارس 2016 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  7. ^ عنان ج2 1997، صفحة 109
  8. ^ عنان ج2 1997، صفحة 110
  9. ^ عنان ج2 1997، صفحة 112
  10. ^ عنان ج2 1997، صفحة 113
  11. ^ عنان ج2 1997، صفحة 114
  12. ^ عنان ج2 1997، صفحة 227
  13. ^ عنان ج2 1997، صفحة 228
  14. ^ عنان ج2 1997، صفحة 229
  15. ^ عنان ج2 1997، صفحة 230
  16. ^ عنان ج2 1997، صفحة 235
  17. ^ عنان ج2 1997، صفحة 241
  18. ^ ابن عذاري ج3 1983، صفحة 305
  19. ^ مفكرة الإسلام (2011): مقتل ملك بلنسية يحيى القادر. تاريخ الولوج 10-06-2013. نسخة محفوظة 07 أبريل 2014 على موقع واي باك مشين.

مصادر

عدل
  • عنان، محمد عبد الله (1997). دولة الإسلام في الأندلس. مكتبة الخانجي، القاهرة. ISBN:977-505-082-4. {{استشهاد بكتاب}}: تأكد من صحة |isbn= القيمة: checksum (مساعدة)
  • ابن عذاري، أبو العباس أحمد بن محمد (1983). البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب. دار الثقافة، بيروت.
  • ابن خلدون، عبد الرحمن (1999). كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاونهم. دار الكتاب المصري، القاهرة - دار الكتاب اللبناني، بيروت. ISBN:977-238-034-1. {{استشهاد بكتاب}}: تأكد من صحة |isbn= القيمة: checksum (مساعدة)
سبقه
المأمون بن ذي النون
حاكم طائفة طليطلة

467 هـ - 478 هـ

تبعه
لا أحد
(ضمتها مملكة قشتالة)
سبقه
أبو عمرو عثمان بن عبد العزيز
حاكم طائفة بلنسية

478 هـ - 485 هـ

تبعه
أبو أحمد جعفر بن جحاف