الأخلاق الطبية الإسلامية

أخلاقيات ممارسة الطلب في الإسلام

أخلاقيات علم الأحياء أو البيولوجيا الإسلامية، أو أخلاقيات مهنة الطب الإسلامية،(بالعربية: الأخلاق الطبية) تشير إلى الإرشاد الإسلامي على الأخلاق المعنوية للقضايا المتعلقة بالمجالات الطبية والعلمية، ولا سيما تلك التي تتعامل مع حياة الإنسان.[1] [2]

مقدمة عدل

في الإسلام، تُعتبر الحياة البشرية هبة من الله لا تقدر بثمن، وبالتالي يجب احترامها وحمايتها.[3] [4] هذا واضح في العديد من الآيات القرآنية أو الآيات ، واحدة من أهمها:

مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ(سورة المائدة آدة 32، القرآن)

هذه الآية هي التي غذت في نهاية المطاف الاهتمام بأخلاقيات الطب الإسلامية وضمنها مبدأان أساسيان يضمنان قدسية الحياة البشرية:

  1. إنقاذ الحياة إلزامي.
  2. يُصنف القتل غير المبرر للحياة باعتباره جريمة قتل، وبالتالي فهو محظور.

على الرغم من أن المسلمين يدركون ويؤكدون أن الله هو المصدر الأسمى للحياة (القرآن 2: 258)، فإن القرآن يوضح أن الله قد غرس فيهم العقل والإرادة الحرة والقدرة على التمييز بين ما هو مقبول أخلاقياً وما هو غير مقبول (القرآن 91: 8) مع توفير أحكام الطبيعة (القرآن 45:13). [1] مع هذه الأشياء، يتحمل المسلمون مسؤولية الحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض. في حالة حدوث المرض، فإن المسلمين ملزمون بالتماس العلاج الطبي بطريقة مناسبة ومطابقة للتعاليم الإسلامية. [4]

مصادرالتشريع الأسلامي عدل

المبدأ الأساسي لأخلاقيات الطب الإسلامية هو أن جميع الأحكام والإجراءات يجب أن تتوافق مع الشريعة الإسلامية والأخلاق الإسلامية. من خلال تقييم القضايا الأخلاقية الحيوية من الناحية الأخلاقية والقانونية، يمكن للقانونيين إصدار مراسيم أو فتاوى بشأن جواز الموضوع ذي الصلة من عدمه. ويشار إلى أي قاعدة لم يتم تحديدها بشكل صريح في النصوص الدينية أو صيغت واشتقت منها من قبل الفقهاء باسم البدعة، وبالتالي فمن الممكن أن تحمل أحكما الحرمة أو الكراهة (غير مقبولة).[5] لهذا السبب، يجب إضفاء الشرعية على جميع الإجراءات والعلاجات الطبية، وكذلك السلوك بين المريض والمهني الطبي من قبل مصادر الشريعة الإسلامية

تاريخ أخلاقيات الطب الأسلامية عدل

ينظر إلاسلام لمفهوم الصحة على انها تكامل بين الصحة النفسية والصحة الاجتماعية والصحة الجسمية وليست مجرد الخلو من المرض أو العجز، ويربط الإسلام بين صحة الفرد والمجتمع، لذلك وجدت كثير جدا من الأحاديث النبوية، وفي مؤلفات الأطباء المسلمين الأوائل الإسلام تقدير للصحة وما يحض عليها وتقدير حتى لممارسي المهن الطبية، قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه «المؤمن القوي خير واحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير».حديث.

كتب ابن الطبيب البغدادي علي بن علي بن عبد المنعم في كتابه «المختار في الطب»، اجزاء عن كيفية معاملة المرضى، وكانت أخلاقه نموذج حي من اخلاق الطب الأسلامية التي منحته منزلة رفيعة في البلاد التي عاش فيها.[6] وحفلت المكتبة الإسلامية بالكثير من المؤلفات عن أخلاقيات الطب الإسلامية ومبادئها.

 
المؤلفات عن أخلاقيات الطبيب كانت كثيرة في المكمتبة الإسلامية قديما وحديثا


المبادئ عدل

تم تطوير مبادئ الأخلاقيات الطبية في العالم الغربي وتوضيحها من قبل اثنين من الفلاسفة وعلماء الأخلاقيات الحيوية الأميركيين، توم بوشامب وجيمس تشيلدريس، في كتابهما «مبادئ أخلاقيات الطب الحيوي» . ومنذ ذلك الحين، يُنظر إلى مفهوم المبادئ الأخلاقية الحيوية على أنه ابتكار «غربي» محض غائب عن نظام الرعاية الصحية الإسلامية.[7] هذه المبادئ الأخلاقية الحيوية: التحكم الذاتي والإحسان وعدم الإجحاف والعدالة قد تم إضفاء الشرعية عليها من قبل فقهاء المسلمين على أنها تندرج في نطاق الشريعة الإسلامية وقد دعمتها أيضًا الآيات القرآنية (القرآن 3: 104، 16: 90 و 17:70)، وأصبحت تلك المبادئ فيما بعد الروح والأساس لقسم الطبيب المسلم [1] ، وبالتالي، تؤطر أخلاقيات السلوك بين الطبيب المسلم ومريضه.[8]

السلطة عدل

تصاغ الأحكام المتعلقة بالقضايا الأخلاقية الطبية في السياق الإسلامي عمومًا بسبب بعض أشكال المداولات بين المهنيين الطبيين والسلطة الدينية التي ينظر لأفرادها كمؤهلين لتقييم ما يستجد كل في زمانه ومكانه.[9] فبعد إقرار أي أمر طبي من مسؤولي الرعاية الصحية، يقوم من هو عارف بالأحكام الدينية (المفتي) باختبار النصوص الدينية لتحديد ما إذا كانت قضية ما مباح أو محايد mubah دون إشكالات، أو هي فريضة (wajib / فرض)، أو (مستحب)، أو (مكروه) أو ممنوع (حرام).[10]

في العصر الحديث عدل

بمرورالزمن ومع تقدم الرعاية الصحية والعلوم، وازدياد أعداد السكان المسلمين الذي وصل أتباعه إلى أكثر من مليار في كل قارات العالم، وجدت ظروف ومتغيرات بشكل متصاعد منها دخول التطبيقات التكنولوجية التي فرضت إعادة تقييم الطرح الأخلاقي وملائمته لأحكام الشريعة الإسلامية. ونتيجة لذلك، تم تشكيل هيئات أكبر من اللجان الإسلامية لمعالجة القضايا المستحدثة المطروحة. لذلك تم تشكيل لجان وطنية لأخلاقيات ممارسي مهنة الطب في العديد من الدول الإسلامية التي تتعامل مع علماء الدين لإصدار فتاوى تضمن عدم عرقلة تقدم العلوم الطبية وتضمن أيضاً الحفاظ على الأخلاقيات التي تحفظ حقوق الأفراد والمجتمع.[11] تُعتبر الشريعة الإسلامية موضع أهمية لدرجة أن كل قضية يتم النظر إليها بشكل مستقل ومن ثم تعتبر مقبولة أو غير مقبولة. من بين القضايا المحددة التي يتم تناولها في العصر العلمي الحديث، الإجهاض، علاجات الخصوبة، تنظيم الأسرة، القتل الرحيم، الأبحاث الوراثية، الاستنساخ، أبحاث الخلايا الجذعية من بين العديد من القضايا الأخرى.[12] [13] [14] وذلك لأرتباط تلك القاضايا بأمور أخلاقية معينة ترى الشريعة أنها تمس أحترام الأنسان، أو تمس أمن المجتمعات على المدى القصير أو الطويل

مشروع الأخلاقيات الطبية والعلمية الإسلامية عدل

مشروع الأخلاقيات الطبية والعلمية الإسلامية (IMSE) هو جهد متعدد الجنسيات لإنتاج مجموعة شاملة من موارد أخلاقيات الإسلامية لممارسي مهنة الطب.[15] موظفي المشروع في مكتبتي جامعة جورج تاون، ومكتبة أبحاث الأخلاقيات الحيوية في واشنطن، وكلية الخدمة الخارجية - مكتبة قطر (الدوحة)، يقوم المشروع بجمع ما يزيد عن 1000 عمل مكتوب ذي صلة في المجموعة الخاصة بـ IMSE وبعدها يصار لإدخال تلك الأعمال في قاعدة بيانات IMSE القابلة للبحث. يتم تمويل مشروع IMSE من صندوق قطر الوطني للبحوث (QNRF)، وهو عضو في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.

مراجع عدل

  1. ^ أ ب Shomali, Mohammad Ali. "Islamic Bioethics: A General Scheme." Journal of Medical Ethics and History of Medicine. 1.1 (2008): 3.
  2. ^ Atighetchi, Darius. Islamic Bioethics: Problems and Perspectives. 31. Springer, 2007. 19.
  3. ^ Shomali, Mohammad Ali. "Islamic Bioethics: A General Scheme." Journal of Medical Ethics and History of Medicine. 1.1 (2008): 1-2.
  4. ^ أ ب Younis, Huda. "Islamic Bioethics." O&G Magazine Winter 2008: 24.
  5. ^ Atighetchi, Darius. Islamic Bioethics: Problems and Perspectives. 31. Springer, 2007. 14.
  6. ^ "مبادىء الأخلاق الطبية في الاسلام". www.med-ethics.com. مؤرشف من الأصل في 2017-04-29. اطلع عليه بتاريخ 2019-09-10.
  7. ^ Atighetchi, Darius. Islamic Bioethics: Problems and Perspectives. 31. Springer, 2007. 21.
  8. ^ Al-Hathery, Shabib. "The Muslim Doctor: Duties and Responsibilities." Islamic Medical Association Conference, Dammam, Saudi Arabia. Ed. Khan, Y. and H. Bouagada. 8.
  9. ^ Atighetchi, Darius. Islamic Bioethics: Problems and Perspectives. 31. Springer, 2007. 13-14.
  10. ^ Shomali, Mohammad Ali. "Islamic Bioethics: A General Scheme." Journal of Medical Ethics and History of Medicine. 1.1 (2008): 4.
  11. ^ Atighetchi, Darius. Islamic Bioethics: Problems and Perspectives. 31. Springer, 2007. 15-16.
  12. ^ Shomali, Mohammad Ali. "Islamic Bioethics: A General Scheme." Journal of Medical Ethics and History of Medicine. 1.1 (2008): 1-8.
  13. ^ Younis, Huda. "Islamic Bioethics." O&G Magazine Winter 2008: 24-26.
  14. ^ Atighetchi, Darius. Islamic Bioethics: Problems and Perspectives. 31. Springer, 2007. 13-29.
  15. ^ "Islamic Medical and Scientific Ethics - Bioethics Research Library". مؤرشف من الأصل في 2019-06-19.