ارتفاع ضغط الدم والدماغ

ارتفاع ضغط الدم هي حالة تتميز بارتفاع ضغط الدم وتشمل توابعها الطويلة المدى أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى وأورام الغدة الكظرية وضعف البصر وفقدان الذاكرة والمتلازمة الأيضية والسكتة الدماغية والخرف.[1]

رسم ارتفاع ضغط الدم

نبذة عدل

يصاب ما يقرب من 1 من كل 2 أمريكيين بهذه الحالة وتظل سببًا مساهمًا في الوفاة في الولايات المتحدة.[2] هناك العديد من العوامل الوراثية والبيئية المرتبطة بتطور ارتفاع ضغط الدم بما في ذلك العوامل الوراثية والنظام الغذائي والإجهاد.

 
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم

يعد الدماغ أحد الأعضاء الرئيسية التي تتأثر بارتفاع ضغط الدم. وقد ربطت النتائج الحديثة بين ارتفاع ضغط الدم وبين أشكال مختلفة من التدهور المعرفي. فلا يؤثر ارتفاع ضغط الدم على التركيب الخلوي والتركيب الجزيئي للأوعية الدموية (الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية) وحسب، وإنما يطال تأثيره أيضًا على قدرتها على تنظيم الوظائف الحيوية الضرورية لتأدية الدماغ لوظائفه بصورة صحية التي تتمثل في توصيل الأكسجين والجلوكوز والتحكم في البيئة الدماغية عبر الحاجز الدموي الدماغي، ونقل الخلايا المناعية والمنتجات الأيضية الثانوية.[3] وتؤدي هذه التأثيرات الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم في النهاية إلى آفات المادة البيضاء، التي تشكل الأساس المرضي لارتفاع ضغط الدم الناجم عن الضعف الإدراكي.[4] كما أظهرت الدراسة التي أجراها المعهد الوطني للشيخوخة (NIA) التي قامت بقياس القدرات الإدراكية في عينة الدراسة بعد 20 عامًا من قياس ضغط دمهم، أن هناك زيادة بنسبة 9 ٪ في خطر التدهور المعرفي لكل زيادة بمقدار 10 ملم زئبقي في ضغط الدم الانقباضي.[5] إضافة إلى ذلك، تظهر دراسة مخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات المعرفية أن أولئك الذين يعانون من سوابق ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع ضغط الدم لم يكن أداؤهم مرضيا في سرعة المعالجة للبيانات وفيما يتعلق بالذاكرة قصيرة المدى وفي الاختبارات للوظائف التنفيذية. ويعتبرارتفاع ضغط الدم عامل خطر بارز لاثنين من أمراض الدماغ الرئيسية هما: السكتة الدماغية والخرف حيث يمثل ما يقرب من 50 ٪ من الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية أو أمراض القلب وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO).

ارتفاع ضغط الدم عدل

ارتفاع ضغط الدم الأساسي والثانوي عدل

ارتفاع ضغط الدم الأساسي ، الذي يعرف أيضًا باسم ارتفاع ضغط الدم الضروري، ينتج نتيجة للارتفاع المستمر في قوة الدم التي يتم ضخه إلى جميع أنحاء الجسم، في حين أن ارتفاع ضغط الدم الثانوي ينتج نتيجة لارتفاع ضغط الدم بسبب حالة طبية أخرى.[6] ومن الأمراض التي يمكن أن تسبب ارتفاع ضغط الدم الثانوي: اعتلال الكلى السكري ، ومرض الكبيبات، ومرض الكلى المتعدد الكيسات ، ومتلازمة كوشينغ ، وورم القواتم، وفرط الألدوستيرونية، وانقطاع النفس النومي ، والسمنة ، والحمل . في أغلب الأحيان لا توجد أعراض محددة لهذا المرض. وهناك بعض العلامات التي يمكن للمرء أن يستدل بها على الإصابة بارتفاع ضغط الدم الثانوي وليس الأساسي مثل: الظهور المفاجئ لارتفاع ضغط الدم قبل سن 30 أو بعد 55 ، وعدم وجود تاريخ عائلي لارتفاع ضغط الدم، عدم استجابة ارتفاع ضغط الدم للأدوية (ارتفاع ضغط الدم المقاوم) ، عدم وجود أي علامات للسمنة.[7]

الاعتلالات الدماغية عدل

ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية عدل

يشكل ارتفاع ضغط الدم السبب الرئيسي للسكتات الدماغية، وقد بينت بعض الدراسات دوره في زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 220%.[8][9] تعتبر السكتة الدماغية السبب الرئيسي للإعاقات طويلة الأمد. يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إضعاف الشرايين (مرض الأوعية الدموية الدقيقة)، ويزيد احتمال انسداد الأوعية الدموية و/ أو تمزقها. يحدث الاحتشاء الفجوي عندما يصاب أحد الشرايين بالانسداد، بينما يحدث النزف الدماغي عندما يتمزق أحد الأوعية الدموية. يكون الدماغ أكثر عرضة للأذيات الإقفارية عندما يضطرب إمداده بالدم والأكسجين. يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى إلحاق الضرر بشرايين المقاومة الصغيرة التي تغذي المحفظة الداخلية وجذع الدماغ والمهاد والمخيخ والعقد القاعدية، ويسبب موت الخلايا وتآكل الأنسجة. تسرع الخثرات الدموية وتيرة تصلب الشرايين الذي يزيد سماكة الشرايين وتصلبها. يعتبر ارتفاع ضغط الدم أكبر عامل خطر للسكتة الدماغية، ويعتبر تلف الأنسجة الناجم عنها أحد عوامل الخطر الرئيسية للتدهور المعرفي. بناءً على ذلك، قد يلعب خطر الإصابة بالسكتة الدماغية دور الوسيط في العلاقة بين ضغط الدم والإدراك. يشكل ضبط ضغط الدم الخط العلاجي الأول للوقاية من السكتة الدماغية إلى جانب تعديلات نمط الحياة بالطبع. تظهر الأدوية الخافضة للضغط تأثيرًا وقائيًا ضد الإعاقات المعرفية المرتبطة بالسكتة الدماغية.[10]

ارتفاع ضغط الدم ← مرض الأوعية الدموية الصغيرة ← احتشاء فجوي & نزف دماغي ← تلف الأنسجة.

ارتفاع ضغط الدم والخرف الوعائي عدل

يتطور الخرف الوعائي عندما تتلف الأوعية الدموية في الدماغ؛ إذ يؤدي ذلك إلى توقف إمداد خلايا الدماغ بالعناصر الغذائية التي تحتاجها لتأدية وظائفها. ينخفض التدفق الدموي ويصبح غير كافٍ عند ارتفاع الضغط، وهذا يؤثر على الجملة الوعائية في الدماغ، مسببًا تغيرات في الحاجز الدموي الدماغي وتدفق الدم في المخ، ويؤدي في النهاية إلى إضعاف البنى الدماغية ووظائفها. يتسم الخرف الوعائي باحتشاءات إقفارية ونزوف دماغية وآفات في المادة البيضاء واضطراب وظيفة الحاجز الدموي الدماغي و/ أو تنكس في الأوعية الدموية الدقيقة.[11]

وفقًا للعديد من الدراسات الطولية والمستعرضة، يعتبر ارتفاع ضغط الدم عامل خطر شائع للإصابة بالخرف الوعائي لدى المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 58 ~ 90 عام. ووفقًا لتحليل تلوي للدراسات الطولية والمستعرضة،  يرتفع احتمال الإصابة بالخرف الوعائي لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم بنسبة 59% مقارنةً بالمرضى طبيعيي الضغط.[12]

ارتفاع ضغط الدم ومرض آلزهايمر عدل

لا يوجد ارتباط مباشر بين ارتفاع ضغط الدم ومرض آلزهايمر، ومع ذلك، يرتبط ارتفاع ضغط الدم المزمن بتشكل آفات في المادة البيضاء واحتشاءات فجوية ولويحات عصبية التهابية وتشابكات ليفية عصبية، وتعتبر جميعها من السمات المرضية لمرض آلزهايمر.[13]

وفقًا لدراسة فرامنغهام عام 1993، يرتبط ضغط الدم غير المعالج ارتباطًا عكسيًا بالوظيفة المعرفية أو الإدراكية لدى البالغين الذين لا يعانون من السكتة الدماغية والذين تتراوح أعمارهم بين 55 و88 عام. إضافةً إلى ذلك، تنخفض القدرات المعرفية المرتبطة بالفص الجبهي –كالتفكير والاستنتاج- لدى مرضى ارتفاع ضغط الدم بشكل أسرع من غيرهم، وذلك وفقًا لدراسة تجريبية سريرية طولية مقترنة بتحليل بيانات ثانوي لنتائج التدريب المعرفي المتقدم للمسنين المستقلين والمفعمين بالحيوية. وضحت العديد من الدراسات ارتباط ارتفاع ضغط الدم بالتدهور المعرفي، ومع ذلك، لم تجد دراسات أخرى نتائج مماثلة، وخلصت إلى عدم ارتباط الضغط الدموي بالوظيفة المعرفية، كدراسة مشروع شيكاغو للصحة والشيخوخة مثلًا.[14]

المراجع عدل

  1. ^ "High blood pressure (hypertension) – Symptoms and causes". Mayo Clinic (بالإنجليزية). Archived from the original on 2021-05-18. Retrieved 2020-09-28.
  2. ^ CDC (8 Sep 2020). "Facts About Hypertension | cdc.gov". Centers for Disease Control and Prevention (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2021-05-19. Retrieved 2020-10-19.
  3. ^ Hypertension and the brain as an end-organ target. Girouard, Hélène. Cham. 12 يناير 2016. ISBN:978-3-319-25616-0. OCLC:935330699. مؤرشف من الأصل في 2020-10-20.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: آخرون (link) صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  4. ^ Sierra، Cristina؛ Coca، Antonio (21 أبريل 2006). "White Matter Lesions and Cognitive Impairment as Silent Cerebral Disease in Hypertension". The Scientific World Journal. ج. 6: 494–501. DOI:10.1100/tsw.2006.99. ISSN:2356-6140. PMC:5917262. PMID:16633699.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  5. ^ "High blood pressure is linked to cognitive decline". National Institute on Aging (بالإنجليزية). Archived from the original on 2021-03-18. Retrieved 2020-11-16.
  6. ^ "What You Need to Know About Essential Hypertension". Healthline (بالإنجليزية). 12 Jan 2018. Archived from the original on 2021-01-25. Retrieved 2020-11-16.
  7. ^ "Secondary hypertension – Symptoms and causes". Mayo Clinic (بالإنجليزية). Archived from the original on 2021-05-18. Retrieved 2020-11-16.
  8. ^ "Conditions That Increase Risk for Stroke | cdc.gov". www.cdc.gov (بالإنجليزية الأمريكية). 31 Jan 2020. Archived from the original on 2022-05-20. Retrieved 2020-10-19.
  9. ^ Publishing، Harvard Health. "Blood pressure and your brain". Harvard Health. مؤرشف من الأصل في 2022-04-21. اطلع عليه بتاريخ 2020-10-19.
  10. ^ "How High Blood Pressure Can Lead to Stroke". www.heart.org (بالإنجليزية). Archived from the original on 2022-06-14. Retrieved 2020-12-07.
  11. ^ Iadecola، Costantino (20 نوفمبر 2013). "The pathobiology of vascular dementia". Neuron. ج. 80 ع. 4: 844–866. DOI:10.1016/j.neuron.2013.10.008. ISSN:0896-6273. PMC:3842016. PMID:24267647.
  12. ^ Sharp, Sally I.; Aarsland, Dag; Day, Sarah; Sønnesyn, Hogne; Alzheimer's Society Vascular Dementia Systematic Review Group; Ballard, Clive (Jul 2011). "Hypertension is a potential risk factor for vascular dementia: systematic review". International Journal of Geriatric Psychiatry (بالإنجليزية). 26 (7): 661–669. DOI:10.1002/gps.2572. PMID:21495075. S2CID:23739169. Archived from the original on 2022-04-21.
  13. ^ Kuo، Hsu-Ko؛ Jones، Richard N.؛ Milberg، William P.؛ Tennstedt، Sharon؛ Talbot، Laura؛ Morris، John N.؛ Lipsitz، Lewis A. (يوليو 2005). "Effect of blood pressure and diabetes mellitus on cognitive and physical functions in older adults: a longitudinal analysis of the advanced cognitive training for independent and vital elderly cohort". Journal of the American Geriatrics Society. ج. 53 ع. 7: 1154–1161. DOI:10.1111/j.1532-5415.2005.53368.x. ISSN:0002-8614. PMC:2763096. PMID:16108933. مؤرشف من الأصل في 2022-06-20.
  14. ^ Hebert، L. E.؛ Scherr، P. A.؛ Bennett، D. A.؛ Bienias، J. L.؛ Wilson، R. S.؛ Morris، M. C.؛ Evans، D. A. (8 يونيو 2004). "Blood pressure and late-life cognitive function change: a biracial longitudinal population study". Neurology. ج. 62 ع. 11: 2021–2024. DOI:10.1212/01.wnl.0000129258.93137.4b. ISSN:1526-632X. PMID:15184608. S2CID:9005970. مؤرشف من الأصل في 2022-04-21.