ويكيبيديا:مصادر مستقلة

يساعد تحديد المصادر المستقلة المحررين على إنشاء مقالات تتناول المواد تناولاً موسوعياً من غير محتوى دعائي يركز تركيزاً مبالغاً فيه على مصادر أنتجتها المادة عن ذاتها، وهذا يساعد في حماية الموسوعة من الأشخاص الذين يرجون لأنفسهم أو لمصالحهم المادية الشخصية، ومن أي إساءات أخرى محتملة في هذا الصدد. يضمن الاعتماد على المصادر المستقلة بأن مادة المقالة مكتوبة كتابة متوازنة وتعرض وجهة نظر محايدة قياساً بوجهة نظر صاحب العلاقة مباشرةً أو الأشخاص المرتبطين به أو الداعمين له.

عند ضبط نوع المصدر، يوجد ثلاث خصائص مستقلة بسيطة يلزم تحديدها:

يحتمل مصادفة أي تراكيب مثنى مثنى مما سبق عند توثيق المعلومات بمصادر في ويكيبيديا العربية. لذلك، فإن الإجابة عن الأسئلة السابقة تساعد في تحديد الكيفية المثلى لاستعمال المصدر.

يهتم هذا الملحق بالسؤال الثاني: هل المصدر المستعمل في المقالة مستقل عن مادة المقالة أم لا؟

ماهية المصادر المستقلة وأهميتها

عدل

المصدر المستقل عن موضوع مقالة ما[ا] هو مصدر لا يرتبط بأي مصلحة بتلك المادة، لذلك يتوقع أن يُغطيها من وجهة نظر محايدة. يسمح الاعتماد على المصادر المستقلة بالتأكد من أن المقالات ستكتب كتابة متوازنة من منظور شخص لا تربطه مصلحة بموضوع المقالة، وهذا يجعلها محصنة من الآراء الشخصية ومن الدعاية والمواد الترويجية. لتكون المصادر المنشورة مستقلة عن موضوع ما، يُلزم أن يتمتع محررو مادتها باستقلال تحريري، وهذا يعني:

  1. لا يتدخل المعلنون بالمنشور، أو الممولون له، بالمحتوى الذي ينشر فيه.
  2. لا يوجد تعارض مصالح محتمل على المستوى الشخصي أو المالي أو السياسي بين محرري المصدر والمادة التي يحررونها.

ينشأ تعارض المصالح عندما توجد علاقة قانونية أو مالية بين منتجي المصدر، من مؤلفين أو محررين أو ناشرين ...إلخ، والمادة التي يتناولها، تكون المصادر التي ينتجها أو يشارك بإعدادها أفراد من عائلة الشخص موضوع المقالة أو مديرو المنظمة التي تتناولها المقالة أو الموظفون فيها، أو الموظفون الحكوميون في بلد يرتبط بمادة المقالة على العموم غير مستقلة عن موضوع المقالة نفسه، ويظهر تعارض المصالح بالمدح أو بالذم. من الأمثلة على المدح كتابة الأشخاص عن أنفسهم أو عائلاتهم أو المنتجات التي يبيعونها، ومن الأمثلة عن الذم، تبخيس منتجات شركة منافسة في مقالة تتناول مقارنة بين المنتجات. يسبب وجود تعارض المصالح السابق إعطاء أهمية مبالغ بها للمادة الموصوفة، أو تبخيسها تبخيساً مفرطاً، بدلاً عن تناولها تناولاً موسوعياً معرفياً.

المصادر المستقلة عنصر رئيس مطلوب في كل مقالة. لا بد أن يكون محتوى ويكيبيديا موثقاً بالكامل بمصادر موثوقة، خاصة المقاطع التي يُعتمد عليها لإظهار أهمية موضوع المقالة أو ملحوظيته. لا تعتمد على آراء المحررين حول مادة المقالة ولا حول أهميتها، لذلك لا بد من الاعتماد على مصادر مستقلة عن موضوع المقالة، لأن المصادر المرتبطة بموضوع المقالة أو التي وضعها مقربون منه قد تحوي تعارض مصالح محتمل، وتبتعد عن عرض وجهة نظر محايدة يُلتزم محررو الموسوعة بها.

استقلالية المصادر مسألة نسبية، ترتبط بعلاقتها بموضوع المقالة حصراً. مثلاً قد تكون وكالة أنباء حكومية مصدراً مستقلاً للمعلومات الإخبارية عن دوري كرة القدم في ذلك البلد، مثل قائمة اللاعبين ومواعيد المباريات ونحو ذلك، ولكنها مصدر غير مستقل لو وجدت اتهامات للاتحاد المحلي بالفساد مثلاً، فالجهات الحكومية تتبع سياسسات الحكومة التي قد تميل لإنكار وجود المشكلة أو التستر عليها.

لو تناولت منشورات موثوقة مستقلة متعددة موضوعاً ما وناقشته، فإن هذا يزيد من احتمال أن يكون للموضوع مقالة في ويكيبيديا لأن هذا:

  1. يساعد على إثبات ملحوظية الموضوع.
  2. يزود المحررين بمعلومات قيمة عن مادة المقالة فتصبح الكتابة الموسوعية عنها ممكنة.

لا حرج في استعمال المصادر غير المستقلة: المنشورة ذاتياً أو الأولية أو المنحازة بسبب وجود تعارض مصالح في مقالات الموسوعة، لكن هذا الاستعمال مقيد بشروط يلزم أن تتحقق كلها:

  1. ألا تعرض معلومات هذه المصادر بصفتها حقائق مطلقة، بل توضع بسياقها الصحيح وتنسب إلى أصحابها نسبة واضحة باعتبارها وجهة نظر في موضوع حمَّال أوجه.
  2. ألا تكون المصادر الوحيدة الموجودة في المقالة.
  3. ألا تستعمل لإثبات الملحوظية.

أمثلة

عدل

يلزم أن تبنى كل مقالة باستعمال عبارات منسوبة إلى مصادر موثوقة مستقلة يمكن التحقق منها نشرتها جهات ذات سمعة جيدة في الدقة وتقصي الحقائق. يُقصد بالمصدر المستقل أن مؤلفه لا يرتبط على الإطلاق بأي طريقة فيها تعارض مصالح مع المادة المدروسة.

لو كانت مقالة ويكيبيديا عن موقع وب مثلاً، فإن المصادر المستقلة ممكن أن تشمل مقالة في صحيفة تصف الموقع، أما الموقع نفسه فلا يمكن الاستشهاد به في المقالة بصفة مصدر مستقل، أي أنه لا يصلح لتحديد الملحوظية مثلاً، ولكن يمكن استعماله ضمن المقالة في مواضع متعددة، نحو الحديث عن ألوان الموقع أو اسم نطاقه، ويجوز عندها الاستشهاد بالموقع نفسه بصفته مصدراً أولياً.

أمثلة عن مصادر مستقلة وغير مستقلة لمواضيع متنوعة
المحرر يكتب عن يُحتمل أن يكون مستقلاً غير مستقل
شركة وسائل إعلام، وكالات حكومية مالك الشركة، موظفون فيها، بيانات صحفية صادرة عنها، منشورات دعائية صادرة عنها، مواقع وب المنافسين
شخص وسائل إعلام، كتب تراجم، كتب أبحاث الشخص نفسه، أفراد العائلة، الأصدقاء، الموظفون عنده، رؤساؤه في العمل
مدينة وسائل إعلام على المستوى الوطني، كتاب، موسوعة، أعمال مرجعية منشورة موقع العمدة، موقع غرفة التجارة، موقع مكتب السياحة
كتاب، تسجيل موسيقى، لعبة فيديو جريدة فنية، صحيفة عامة، كتاب أعده نقاد موقع الشركة المنتجة، شركة إعلان وعلاقات عامة، بيان صادر عن دار النشر
حدث تاريخي معاصر
حرب بين بلدين أو
اتفاقية سلام
دراسات تاريخية، كتب أعدها مختصون، مقالات محكمة مواد دعائية، مواقع حكومية رسمية أو مواقع وب شبه رسمية، مدونات نصية، شبكات التواصل الاجتماعي
محتوى على الإنترنت وسائل إعلام الموقع الذي يستضيف المحتوى، صفحات وسائل التواصل الاجتماعي لمنشئ المحتوى

لا تُفسَّر الأمثلة السابقة حرفياً، فاستقلالية المصادر نسبية، ويلزم أن تُدرس كل حالة على حدة، وأن تفسَّر الأمثلة السابقة باستعمال الحس السليم وبمراعاة المادة موضع الدراسة والظروف المحيطة بها. مثلاً قد الصحيفة التي تمول نفسها من الإعلانات، قد تكون غير مستقلة عندما تغطي أخبار الشركات المحليةالتي تمولها، في الوقت نفسه قد تكون الصحيفة مستقلة عندما تغطي أداء مؤسسات حكومية لا تعلن بها.

المصادر غير المستقلة

عدل

يمكن استعمال المصادر غير المستقلة لتوثيق المحتوى في ويكيبيديا، ولكن يلزم أن يُعرض سياقها الصحيح مع التركيز على وجود تعارض مصالح محتمل، ولا يجب أن تستعمل هذه المصادر أبداً لإثبات ملحوظية مقالة ما في الموسوعة.

البيانات الصحفية

عدل

البيانات الصحفية ليست مصادر مستقلة عن المنظمة أو الشركة التي تصدرها لأن الكاتب يعمل في تلك المنظمة أو الشركة التي أصدرت البيان، أو يتقاضى أجراً منها مقابل كتابة البيان، وهذا يعني وجود تعارض مصالح مباشر بين كاتب البيان والمادة التي يتناولها البيان.

بعض من مواقع الأخبار، التي قد يستعملها محررو ويكيبيديا في توثيق المعلومات، تَبْني مقالاتها على البيانات الصحفية وحدها من غير تحقق منها أو من غير أي إضافات ذات قيمة للتأكد من مصداقية الادعاءات فيها، تسمى هذه العملية (إعادة تدوير) للبيان ليبدو وكأنه صادر عن جهة مستقلة فتكون معلوماته ذات مصداقية أعلى، وهي عملية تلاعب بالمصادر. لذلك، لا يستشهد في الموسوعة بالمقالات التي تعيد تدوير البيانات الصحفية، ولو وجد لدى المحررين شك في أن مقالة ما في موقع خارجي مبنية بهذه الطريقة، فعليهم مراجعة مصادر المقالة والتحقق منها، وإن تعذر ذلك، فالأفضل عدم الاستشهاد بالمقالة والاعتماد مباشرةً على البيان الصحفي مع نسبه إلى مصدره ووضعه في سياقه الصحيح باعتباره وجهة نظر المادة المدروسة وليس حقيقة مطلقة عنها.

عادة ما يكتب على البيانات الصحفية صراحة عبارة بيان صحفي للتنبيه، ولكن هذا ليس قاعدة ملزمة دائماً. تميل لغة البيانات الصحفية إلى الثناء المفرط على مادة الموضوع أو الذم القبيح له، وعادة ما تفتقر إلى العبارات التي تتناول الحقائق تناولاً مجرداً. لذلك لا يمكن استعمال البيانات الصحفية لإثبات الملحوظية، ويلزم استعمالها بحذر في المواضع الأخرى، وخاصة لو استعملت لتوثيق ادعاءات خارقة أو مفرطة في السلبية أو الإيجابية.

القصص الدعائية

عدل

بعض من الشركات تنتح مقاطع مسجلة للترويج لنفسها مباشرة أو عبر دعاية مبطنة، ثم تبيعها أو تعرضها على وسائط البث. يمكن أن يُستعمل هذا النموذج نفسه في المنشورات وفي الوب، وعندها توفر الشركات مواد دعائية بصيغ مختلفة، مثلاً مقالات أخبارية طويلة وقصيرة، ومقاطع مسجلة للقصة نفسها، وتتفق هذه الدعايات، على اختلاف صيغها، بأنها تحوي الادعاءات نفسها، وبأن فريقاً واحداً حررها أو أنتجها.

قد تكون القصص الدعائية مستقلة عن موضوع المادة المدروسة، ولكنها غير مستقلة بعضها عن بعض. عند التعامل مع مسائل الملحوظية، أو تحديد أهمية الادعاءات، فإن المصادر المصنفة بأنها قصص دعائية أنتجتها شركة واحدة، تعامل باعتبارها مصدراً واحداً فقط، مهما اختلفت صيغتها.

العلاقة مع سياسات ويكيبيديا الأخرى

عدل

تعارض المصالح

عدل

الترويج هو أن تنشر جهة غير مستقلة عن موضوع ما منشورات عنه، وهو غير مرغوب في ويكيبيديا بسبب وجود تعارض مصالح. أحياناً، يكون كشف تعارض المصالح سهلاً، خاصةً لو كان الطرف المروج هو الطرف صاحب العلاقة نفسه، ولكن في حالات كثيرة يكون كشف تعارض المصالح صعباً، خاصة لو استعمل صاحب المصلحة شركات علاقات عامة أو أنشئ سلسلة من العلاقة التي تربط مجموعة من المؤسسات لإخفاء الرابط المباشر بين المادة المنشورة والموضوع.

يلزم التزام الحذر الشديد عند قبول المصادر على أنها مصادر مستقلة عن موضوع ما، خاصة لو كانت صادر عن منظمات غير ربحية. مع أن المنظمات غير الربحية لا تستهدف الربح وتعتمد على التبرعات في أغلب الأحيان، إلا أنها قد تُستعمل لبناء دعاية شعبية زائفة، وتحصل العملية من خلال تمويل شركة ما صاحبة مصلحة لمنظمة غير ربحية عن طريق التبرعات مجهولة المصدر، في المقابل تنشر المنظمة دراسات إيجابية عن الشركة تبدو مستقلة للوهلة الأولى. يتيح قانون الولايات المتحدة إخفاء هوية المتبرعين، وهذا يجعل التلاعب بهذه الطريقة ممكناً، لكن إخفاء الإعلانات بهذه الطريقة غير قانوني أو مقيد في بلدان أخرى.

لا تضمن مراجعة الأقران للمقالات المنشورة استقلالية المصدر. تتنوع سياسات الدوريات المحمكة عن التعامل مع تعارض المصالح. يلزم توخي الحذر في المواضيع المرتبطة بمصالح تجارية كبرى، فقد يكون الجدل حول المواد الخلافية مفتعلاً لا يعكس التوافق العلمي الحقيقي. عموماً، تُموَّل الشركات الكثير من الأبحاث العلمية، ويكون لها مصلحة مباشرة في نتائج التجارب، وهذه الأبحاث، بما فيها من تعارض مصالح، تجد طريقها إلى الدوريات العلمية المحكمة. قد تضغط الشركات أيضاً على الباحثين لديها للتخفيف من أثر النتائج السلبية، وربما يكون الضغط غير مباشراً، مثلاً عن طريق قطع تمويل البحث أو التضييق عليه. بالإضافة لذلك فإن مصادر تمويل الدوريات المحكمة نفسها قد لا تكون واضحة، كما أن بعضها قد يكون مجلات مفترسة تنشر أي أبحاث تصلها لغرض تحقيق الربح.

توفُّر دراسات مستقلة هي الحالة المثلى، ولكن لا مانع من وجود مصدر فيه تعارض مصالح محتمل مع موضوع المقالة إلى جانب مصادر مستقلة أخرى. من المهم في هذه الحالة أن يُشار إلى وجود رابط بين الموضوع والمصدر، مثلاً يذكر في النص صراحة :"حسب نتائج الدراسة الفلانية مولتها الجهة العلانية فإن ..."

من الأفضل افتراض وجود تعارض مصالح افتراضياً ما لم يثبت عكس ذلك في القطاعات التي تتفشى فيها هذه المشكلة. تساعد الشفافية وممارسات الإفصاح عن التمويل في بناء الثقة في الدورية المحكمة.

سياسة المصادر الموثوق بها

عدل

موثوقية المصادر

عدل

كون المصدر موثوقاً ومستقلاً لا يضمن أنه موضوعي أو دقيق أو مُحصَّن من الأخطاء. يوجد دائماً احتمال لوجود انحيازات قي الأعمال المنشورة، أسواء كانت صحفية أو بحثية، وحتى الأعمال المراجعة من الأقران قد لا تخلو من هذه الانحيازات. لا تُشجع سياسات ويكيبيديا على تصحيح الأخطاء الواردة في المراجع، ويستحسن في حالة كهذه البحث عن مصدر آخر نقد المصدر الأول وقومه.[ب]

من المشكلات المرتبطة بموثوقية المصادر المستقلة:

  • التقادم: بعض المصادر مستقلة ولكنها متقادمة لدرجة يصبح الاستشهاد بها غير ممكناً. مثلاً لا يصح الاستشهاد في مقالة تتحدث عن تركيبة سكان بلد بالوقت الحالي بالمصادر التي تتناول التركيبة السكانية سنة 1950م، حتى لو كان المصدر الذي أعد الدراسة مستقلاً عن الحكومة. بسبب المدة الزمنية الفاصلة بين تاريخ النشر وتاريخ الاستعمال، أصبح المصدر متقادماً لا يصح استعماله.[ج]
  • النشر الذاتي: قد يكون المصدر مستقلاً عن موضوع المقالة، ولكنه منشور ذاتياً، وهذا قد يعني أن مادته لم تخضع لتدقيق مستقل ولا لإشراف تحريري، فالمشكلة هنا تكمن في دقة المصدر وليس في استقلاليته.
  • الأخطاء: قد تحتوي المصادر على أخطاء لأسباب عديدة، منها مثلاً أخطاء الطباعة، والتي قد يكون لها تأثير كبير في المعنى خاصة في الأرقام، نحو إضافة '0' أو حذفها من الرقم 1000. من الأخطاء أيضاً ما يرتبط بتطور العلوم والتقانة، مثلاً قد تحصل اكتشافات جديدة علمية جديدة أو قد يعاد تصنيف كائن حي في مكان آخر من شجرة التصنيف أو قد يحصل قياس جديد أكثر دقة لظاهرة ما، لذلك تكون المعلومات الواردة في المصدر عندها خاطئة. لذلك يستحسن دائماً أن تستعمل أحدث نسخة متاحة من المصادر، ما لم يكن السياق التاريخي مهماً.
  • سمعة غير جيدة في التحقق من المعلومات: بعض المصادر تفتقر لمنهجية عمل سليمة تشمل التحقق من المعلومات قبل نشرها، مثلاً تعتمد على هواة غير مختصين في الصحافة، أو قد تكون صحافة صفراء تتعمد نشر أخبار غير دقيقة لإثارة الجمهور وحصد المتابعات. يمكن تبين ذلك من متابعة الموقع الذي ينشر الخبر ومدى اهتمامه بتدقيق الكلمات أو بذكر معلومات المصدر الذي اعتمد عليه وتاريخ النشر وغير ذلك من المعلومات التي تساعد في التحقق من دقة المعلومات الواردة في المصدر.

تراتبية المصادر: الأولية والثانوية

عدل

كون المصدر ثانوياً لا يعني أنه مصدر مستقل، وكونه أولياً لا يعني أنه غير مستقل.

  • المصدر الأولي للمعرفة هو مصدر عايش الحدث المرتبط بموضوع المقالة وكان قريباً من موقع وزمن حدوثه، مثل عالم يجري تجربة في مخبر أو شاهد عيان على حدث تاريخي، أو نحو ذلك.
  • المصدر الثانوي هو مصدر جمعت مادته من مصادر أولية، ثم فحصت ودُرِست ورتبت بطريقة تختزل فيها المعلومات الأولية وتشذبها من الأخطاء والانحيازات وتعيد عرضها بطريقة ذات مغزى.
  • المصدر المستقل عن موضوع المقالة: هو مصدر لا تربطه أي مصلحة مادية أو معنوية بموضوع المقالة، أي لا يوجد تعارض مصالح بين مؤلف المصدر والمادة المدروسة.
أمثلة عن العلاقة بين تراتبية المصادر واستقلاليتها عن مادة المقالة
- مصدر مستقل مصدر غير مستقل
مصدر أولي مذكرات بحار هولندي على متن سفينة تجارية يصف طائر رآه على جزيرة نائية أخبار مأخوذة من مؤرخ ملك ما في العصور الوسطى، رافق الملك إلى المعارك التي خاضها
مصدر ثانوي دراسة نصية للمذاكرات تعيد ترجمتها وتفسير معانيها في ضوء اللسانيات والتقانات الحديثة موقع وب لجهة شبه رسمية تعيد نشر مذكرات المؤرخ مع تعليقات عليها

المصادر المنشورة ذاتياً

عدل

ليس بالضرورة أن تكون المصادر المنشورة ذاتياً غير مستقلة عن موضوع المقالة، ولا بالضرورة أن تكون المصادر مستقلة عن موضوع المقالة إذا نشرتها جهة ثالثة. ببساطة لا يوجد صلة مباشرة بين كون المصدر مستقلاً عن موضوع المقالة وبين كونه منشور ذاتياً، لذلك الأصل أن تُدرس كل حالة على حدتها.

على سبيل المثال التعليقات التي يكتبها مدونو الوب حول استهلاكهم لمنتج محدد هي مصادر مستقلة عن المنتج.[د] في حين أن مقالة محكمة أعدها باحثون في شركة أدوية حول دواء جديد طُوِّر في الشركة ونشرت في مجلة مراجعة من الأقراها، ليست مصدراً مستقلاً عن الشركة، لأن المؤلفين مرتبطين بمصلحة واضحة في الشركة التي يعملون بها.

انحياز المصادر

عدل
 
الرأي الشخصي لا يكون مهماً طالما لا يوجد مصلحة شخصية! مثلاً الرأي الشخصي في حب القهوة أو كرهها مستقل عن القهوة طالما أن صاحبه لا يجني أرباحاً من استهلاك الناس للقهوة أو عزوفهم عنها.

تميل المصادر غير المستقلة لأن تكون منحازة، بسبب وجود تعارض مصالح، لكن لا يوجد علاقة مباشرة بين انحياز المصدر لموضوع المقالة واستقلاليته عنها. بعض المصادر تكون منحازة ولكنها مستقلة، وبعضها قد تكون غير مستقلة، ولكنها غير منحازة، لذلك الأصل أن تدرس مسألة انحياز المصدر بمعزل عن استقلاليته.

قد توصف المجلات المحكمة أحياناً بأنها "منحازة" لموضوعها، ولكن هذا لا يعني أنها غير مستقلة. مثلاً تهتم المجلات العلمية الطبية بعرض مواد مرتبطة بالطب حصراً، ومثلها المجلات المرتبطة بالتعليم، فلا تعرض مواد خارج هذا الإطار، ومع أن هذا العمل يمكن تفسيره على أنه انحياز للموضوع دون سائر المواضيع، ولكنه لا يعني أن المواد المنشورة في المجلة غير مستقلة أو منحازة. ببساطة، ما يهم في تحديد كون المصدر مستقلاً أو لا هو وجود مصلحة مادية أو معنوية تربط بين مؤلف المقالة وموضوعها. مثلاً لو كتب باحث يعمل في شركة أدوية خاصة عن أدوية شركته في مجلة بحثية، فإن هذه المقالةغير مستقلة، لأن الباحث يعمل في الشركة ويتقاضى أجراً منها. أما لو كتب باحث آخر يعمل في دائرة حكومية مثلاً عن أدوية هذه الشركة، فإن المقالة التي سينشرها ستكون مستقلة، فلا يوجد ربح مادي أو معنوي سيحصل عليه من شركة الأدوية.

مصطلحا (الطرف الثالث) و(المصدر المستقل)

عدل
 
A هي المصادر المستقلة، وB هي المصدر من إعداد طرف ثالث. مع أن المصادر إعداد طرف ثالث ليست كلها مستقلة، ولكن يُستعمل المصطلحان تبادلاً للإشارة إلى المصادر المستقلة.

يستعمل مصطلح (مصدر من إعداد طرف ثالث) في سياق تصنيف المصادر أيضاً.[ه]، ويوجد فرق تقني بين مصطلح (المصدر المستقل عن موضوع مقالة) وما يُسمى (مصدر من إعداد طرف ثالث):

  • المصدر المستقل عن موضوع مقالة هو مصدر لا يرتبط مؤلفه بمصلحة مباشرة مع موضوع المقالة، أي أن المؤلف لن يكسب أموالاً أو يفوز بمناصب لو أقنع القارئ بوجهة نظره.
  • المصدر من إعداد طرف ثالث هو مصدر لا يرتبط مباشرةً بموضوع المقالة، ولكن لا يوجد ما يمنعه من أن يحقق ربحاً مادياً من وراء ذلك.

مع وجود هذا الفرق، فإن المصطلحين يستعملان تبادلاً للإشارة إلى المعنى الأول. لذلك، ما لم يُشر لخلاف ذلك، تستعمِل سياسات ويكيبيديا العربية وإرشاداتها هذين المصطلحين تبادلاً للدلالة على المعنى نفسه، ويُفضل استعمال مصطلح "المصدر المستقل" تجنباً للبس.

الملحوظية

عدل

لا تستعمل المصادر غير المستقلة عن موضوع المقالة لإثبات ملحوظية المقالة. تنص سياسة المحلوظية على ما يأتي:

  يُفترض أن يكون الموضوع مُستحقًا لمقال أو قائمة مُسْتقِلَّة، عندما يكون قد حصل على تغطية مهمة ومستقلة من مصادر ثانوية وموثوقة.  

ثمَّ تُفصَّل في شرح المصادر المستقلة فتذكر:

  التغطية المُستقلة أي الّتي تستثني الأعمال التي أنتجها موضوع المقالة أو أي كيان يُنسب إليها أو لديه تعارض مصالح معها. على سبيل المثال، لا تُعتبر الإعلانات والبيانات الصحفية والسير الذاتية والموقع الإلكتروني للمادة تغطية مُستقلة عنها. يشمل هذا البند أيضًا آراء المستخدمين بموضوع المقالة، فيجب أن لا يقحم المستخدم رأيه الشخصي بمادة المقالة، بل عليه أن يكون محايدًا ومستقلاً عن موضوع المقالة.  

أي أن وجود المصادر المستقلة عن موضوع المقالة هو شرط أساس للتحقق من ملحوظيتها.

يلزم الانتباه إلى أن مجرد الذكر في المصادر المستقلة لا يعني الملحوظية، بل يلزم أن تكون التغطية مهمة تتناول الموضوع تناولاً مباشراً. على سبيل المثال:

  • تذكر أدلة السفر[و] كل مطعم وفندق موجود في المنطقة لتساعد السياح على الوصول إليها، ولكن مجرد ذكر المكان في دليل سفر لا يعني أنه ملحوظ، حتى لو كان هذا الدليل مستقلاً.
  • قد تذكر الصحف المحلية في بلدة صغيرة أخباراً عن افتتاح كل شركة في فيها من منطلق تغطية الأحداث المحلية. حتى لو كانت الصحيفة مستقلة عن الشركة، فإن مجرد ذكر حدث الافتتاح ضمن التغطية لا يعني أن الشركة ملحوظة.

تسمى هذه المصادر بالمصادر غير المميِّزة (بالإنجليزية: Indiscriminate sources)‏، لأنها تذكر كل المواد المرتبطة بمسألة ما لغرض ذكرها وليس لغرض تمييزها، ولا يصح استعمال هذه المصادر لإثبات الملحوظية حتى لو كانت مصادر مستقلة.

التعامل مع المصادر المستقلة في ويكيبيديا

عدل

ما الذي تذكره سياسات ويكيبيديا وإرشاداتها؟

عدل

تذكر سياسات ويكيبيديا وإرشادتها الحاجة إلى الاعتماد على المصادر المستقلة عن موضوع المقالة في أكثر من موقع وتشدد على ذلك، من هذه المواقع:

  • تذكر سياسة ويكيبيديا ليست ما يأتي: "يجب أن تلتزم مقالات ويكيبيديا جميعها بوجهة النظر المحايدة، ويلزم أن ترتكز على مصادر موثوق بها ومستقلة عن موضوع المقالة وأن تعرض وجهات النظر المختلفة عرضاً متكافئاً".
  • تذكر سياسة إمكانية التحقق ما يأتي:"تُبنى المقالات اعتماداً على المصادر الموثوق بها والمستقلة عن موضوع المقالة والمنشورة مسبقاً في وسائط معروفة بسمعتها الطيبة في مجالها وفي تحريها الدقة في نقل الحقائق".
  • تذكر سياسة لا أبحاث أصيلة ما يأتي: تُبنى مقالات ويكيبيديا اعتماداً على المصادر الثانوية المستقلة والموثوقة والمنشورة بطريقة يُمكن التحقق منها، وبدرجة أقل اعتماداً على المصادر الأولية والثالثية.
  • تذكر سياسة مصادر موثوق بها ما يأتي: "يجب أن تكون مقالات ويكيبيديا مبنية على مصادر موثوقة ومنشورة ومستقلة تعرض بصورة محايدة وجهات النظر المقبولة على نطاق واسع بالإضافة لذكر النظريات الهامشية."
  • تذكر سياسة الملحوظية ما يأتي: "يُفترض أن يكون الموضوع مُستحقًا لمقال أو قائمة مُسْتقِلَّة، عندما يكون قد حصل على تغطية مهمة ومستقلة من مصادر ثانوية وموثوقة."

كيف أتعامل مع المقالات التي لا تحوي مصادر مستقلة عنها؟

عدل

ليس بالضرورة أن تُحذَف مباشرةً كل مقالة ليس فيها مصادر مستقلة عن موضوعها. قد تكون المشكلة أن المقالة تحتاج إلى التطوير فقط، خاصة زيادة مصادر موثوقة ومستقلة ومناسبة لموضوع المقالة تسمح بالتحقق من ملحوظيتها، يلزم على المحررين هنا إعمال الحس السليم لتقرير الخطوات التالية. يمكن في هذه الحالة وسم المقالة باستعمال قالب {{لا مصدر}} أو قالب {{مصدر مستقل}}، كما يُستحسن الإشارة في صفحة النقاش لمطور المقالة ولبعض الزملاء المهتمين بالمواضيع ذات الصلة للفت النظر إلى وجود مشكلة.

لو بقيت المقالة لفترة من غير مصادر، فيمكن عندها التفكير بدمج محتواها في مقالة أخرى ذات موضوع مماثل أعم، ويمكن إضافة قالب {{دمج}} لأجل ذلك.

لو أخفق كل ما سبق أو لو كانت المقالة تستوجب الحذف، فعندها:

  • لو توافقت المقالة مع أحد معايير الحذف السريع، فيمكن عندها ترشيح المقالة للحذف السريع أصولاً.
  • افتح نقاشاً لحذف المقالة لو كانت لا تحقق أي من معايير الحذف السريع، ولكنها مع ذلك مرشحة للحذف لأنها لا تتوافق مع سياسات محتوى الموسوعة أو إرشاداتها.

ملاحظات

عدل
  1. ^ يُسمى بالإنجليزية (بالإنجليزية: Independent source)‏، وتستعمل عبارة (بالإنجليزية: Third-Party source)‏، وترجمتها الحرفية: مصدر من طرف ثالث، تبادلاً مع الاسم السابق للدلالة على المفهوم نفسه. في هذا الملحق يُستعمل مصطلح المصدر الموثوق استعمالاً موحداً لتجنب أي لبس
  2. ^ يمكن في حالة الأخطاء الواضحة ذكر المعلومة كما وردت في الأصل والإشارة بهامش إلى الصواب مع إرفاقه بمصدر (إن توفر)، كما يمكن حذف المعلومة الخاطئة، ويستحسن أن يتشاور مجموعة من المحررين فيما بينهم قبل عمل تعديل مماثل.
  3. ^ عبارة الوقت الحالي مهمة جداً في هذا السياق، فلو كانت المقالة تتحدث عن تركيبة السكان سنة 1950م لكان استعمال المصدر صحيحاً لا مشكلة فيه.
  4. ^ بشرط أن تكون المادة المنشورة مبنية على التجربة الشخصية وألا تكون دعاية منظمة بالتعاون من الشركة المنتجة.
  5. ^ ميز عن مصدر ثالثي.
  6. ^ يوجد افتراض هنا بأن الدليل لا يتقاضى أجراً مقابل ذكر المكان، فإن تقاضى لم يعد مستقلاً.

انظر أيضاً

عدل

صفحات ويكيبيديا ذات الصلة

قوالب ذات صلة