النَيزَك معرب من (الفارسية: نیزه)[1] جسيم يوجد في النظام الشمسي ويتكون من حطام الصخور وقد يكون في حجم حبيبات الرمل الصغيرة أو في حجم صخرة كبيرة. إن المسار المرئي للنيزك الذي يدخل الغلاف الجوي الخاص بكوكب الأرض (أو بأي جسم آخر) يعرف باسم الشهاب، كما أن الاسم الشائع له هو «الشهاب الساقط». أما إذا وصل النيزك إلى سطح الأرض، فإنه في هذه الحالة يعرف باسم الحجر النيزكي. وهناك العديد من الشهب التي تعد جزءًا من زخات الشهب. وكلمة نيزك في الإنجليزية تعني "meteoroid" وأصلها "meteor" وهي كلمة مشتقة من الكلمة (اليونانية "meteōros") وتعني «مرتفع في الهواء».

نيزك ويلاميت وجد في ولاية أوريجون بأمريكا.
صورة فوتوغرافية لجزء من السماء أثناء وابل شهبي استمر لفترة ممتدة من الوقت. تظهر الشهب في الواقع لثوانٍ معدودة، وقد تستمر حتى عدة دقائق وذلك بشكل متقطع.

نبذة تاريخية

على الرغم من أن الشهب الساقطة كانت تعرف منذ أزمنة بعيدة، فإن هذه الظاهرة لم تعتبر ظاهرة فلكية إلا في أوائل القرن التاسع عشر.

قبل ذلك، كانت تتم رؤيتها في الغرب على أنها ظاهرة طبيعية مثل البرق والرعد. إلا أنه لم يتم الربط بينها وبين القصص الغريبة عن الصخور المتساقطة من السماء. ولقد كتب توماس جيفرسون قائلاً: «لقد بدأت أعتقد بشكل أكثر سهولة أن الأستاذ يانكي سوف يزعم أن هذه الأحجار تسقط من السماء». وهو هنا يشير إلى البحث الذي أجراه بنيامين سيليمان وهو أحد أساتذة الكيمياء في جامعة يال، على الشهاب الذي وقع في مدينة وينستون عام 1807 بولاية كونيكتيكات. فلقد اعتقد سيليمان أن الشهب ظاهرة لها أصل كوني، إلا أن دراسة الشهب لم تجذب انتباه علماء الفلك حتى ظهور «عاصفة الشهب الهائلة في نوفمبر 1833». ففي ذلك الوقت، شاهد جميع الأشخاص في شرق الولايات المتحدة الأمريكية آلاف الشهب التي كانت تنطلق من نقطة واحدة في السماء. ولقد لاحظ المراقبون الأذكياء أن نقطة تلاقي النيازك، وذلك كما يتم تسميتها الآن، تتحرك مع مجموعة النجوم المكونة لبرج الأسد.

لقد قام عالم الفلك دينسون أولمستيد بعمل دراسة موسعة على هذه العاصفة، وقد خلص من هذه الدراسة إلى أن هذه الظاهرة لها أصل كوني. كما أن العالم هاينريش أولبرز قد توقع تكرار هذه العاصفة مرة أخرى في عام 1876 وذلك بعد مراجعة السجلات التاريخية، الأمر الذي جذب انتباه علماء الفلك الآخرين. ولكن العمل التاريخي الذي قام به العالم هربرت نيوتن والذي اتصف بأنه أكثر شمولية، قد أدى إلى تعديل التنبؤ السابق ليصبح في عام 1866، الأمر الذي ثبتت صحته فيما بعد. إلى أن نجح جيوفاني سكيابارلي في الربط بين شهب الأسديات (تيار دوري من الشهب مركزه برج الأسد) ومذنب تمبل تتل (Tempel-Tuttle)، أصبح وجود أصل كوني للشهب من الأمور المؤكدة والمثبتة الآن. ولكن لا تزال هذه الشهب والنيازك مجرد ظاهرة جوية، حتى أن كلمة شهاب في اللغة الإنجليزية تعني "meteor" وهي كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية التي تعني بالإنجليزية "atmospheric".

نيازك النظام الشمسي

 
شهاب في السماء (وربما شهابان !) وخلفية درب التبانة.

إن التعريف الرسمي الحالي الذي وضعه الإتحاد الفلكي الدولي لمصطلح النيزك يوضح أنه جسم صلب يسبح في الفضاء بين الكواكب السيارة الأخرى، وقد يكون حجمه أصغر إلى حد كبير من حجم الكويكب (قطر نحو 250 متر) ولكنه أكبر إلى حد كبير أيضًا من حجم الذرة.[2] ولقد قدمت الجمعية الملكية للفلك تعريفًا جديدًا تصف فيه النيزك بأن عرضه يتراوح ما بين 100 ميكرومتر و10 أمتار. والتعريف الجديد يدخل في هذا التصنيف أجسام أكبر حجمًا قد يصل قطرها إلى 50 متر.

الأجسام الأقل حجماً يتم تصنيفها على انها النيازك الدقيقة أو تصنف كـغبار كوني.

تتحرك النيازك حول الشمس في مجموعة متنوعة من المدارات كما أنها تدور بسرعات مختلفة. وأسرع هذه النيازك يتحرك بسرعة ما يقرب من 26 ميل في الثانية (42 كيلومتر في الثانية). أما الأرض فتدور بسرعة ما يقرب من 18 ميل في الثانية (29 كيلومتر في الثانية). لذا، عندما تدخل النيازك في الغلاف الجوي للأرض رأسيًا، فإن السرعة المشتركة لها جميعًا تصل إلى ما يقرب من 44 ميل في الثانية (71 كيلومتر في الثانية).

وفي وقت قريب تمكن فريق من العلماء من العثور في قشرة الأرض على تركيز من مادة الإيريديوم الموجودة عادة في المواد الفضائية، وتشكل دليلا على آثار مذنبات أو نيازك. وهذا الاكتشاف يعزز فرضية اصطدام لمذنب أو نيزك منذ مائتي مليون سنة تلاها بسرعة نسبيا ظهور الديناصورات في الحقبة الجوراسية على حساب أصناف أخرى انقرضت أو ضعفت. واكتشف العلماء أن الديناصورات العملاقة بدأت تحتل مكانة كبيرة بعد بدء الحقبة الجوراسية منذ حوالي 250 مليون سنة والانتقال بين آثار ديناصورات من الحقبتين الترياسية والجوراسية تم في فترة قصيرة نسبيا تمتد حوالي خمسين ألف سنة، وتتسم بانقراض أصناف أخرى بأعداد كبيرة. وتتسم هذه الحقبة بكثرة مادة الإيريديوم، وهذا ما يشير إلى تأثير من الفضاء.

مكونات النيازك

1- النيازك الحديدية Iron Meteorites : ومتكونة من أكثر من 98% من الحديد والنيكل.

2- النيازك الحديدية الحجرية Stony-Iron Meteorites: نصفها مكوّن تقريباً من الحديد والنيكل والنصف الآخر من نوع الصخر المعروف باسم الـ«أوليفين».

3- النيازك الحجرية Stony Meteorites: التي تشمل على حجارة، وتقسم حجارتها إلى عدة أنواع.

يمكن تحديد مكونات النيازك عندما تمر من الغلاف الجوي للأرض، وذلك عن طريق المسار المنحني الذي تسلكه والطيف الضوئي للشهب الناتجة. ويساعد تأثير هذه الظواهر على الموجات اللاسلكية في توفير المعلومات التي تكون مفيدة بشكل خاص في حالة الشهب التي تحدث بالنهار والتي يكون من الصعب ملاحظتها إذا لم يحدث ذلك. فمن خلال قياس المسارات المنحنية، تم اكتشاف أن النيازك لها العديد من المدارات المختلفة، فبعضها يتجمع في شكل سيل عادة ما يكون مصحوبًا بالمذنب الأم، ولكن هناك نيازك أخرى تظهر وحيدة بشكل واضح. إن الطيف الضوئي بجانب القياسات الخاصة بكل من المسار المنحني الذي تسلكه النيازك ومنحنى الضوء، كل هذا يزودنا بمعلومات عن التركيبات والكثافات المختلفة والتي تتراوح ما بين أجسام هشة مثل كرات الثلج وتصل كثافتها إلى ربع كثافة الثلج [3] وبين صخور أخرى كثيفة وغنية بحديد النيكل.

هناك عدد صغير نسبيًا من النيازك تستطيع أن تخترق الغلاف الجوي للأرض ثم تخرج منه مرة أخرى ويطلق على هذه النيازك مصطلح Earth-grazing fireball [الإنجليزية] (مثال ذلك: الكرات النارية الهائلة التي تساقطت في وضح النهار عام 1972). وجدير بالذكر أن الملايين من الشهب تنشأ يوميًا في الغلاف الجوي للأرض. والملاحظ أن معظم النيازك المسئولة عن تكون الشهب يبلغ حجمها حجم الحصاة. وتصبح هذه الشهب مرئية عندما تكون على بعد ما يقرب من 40 إلى 75 ميل (65 إلى 120 كيلومتر) فوق سطح الأرض. ولكن تتحطم هذه الشهب عندما تكون على ارتفاع 30 إلى 60 ميل (50 إلى 95 كيلومتر).

مصادر النيازك

1) حزام الكويكبات: وهو يعد من أهم مصادر النيازك التي قد تصل إلى الأرض، ويوجد ما بين مداري المريخ والمشتري مسافة شاسعة تحتوي العديد من الكتل الصخرية التي تكون أحجامها ما بين حجم الحصى إلى عدة مئات من الأميال عرضاً، وكتلة جميع هذه الصخور لا تزيد عن 5% من كتلة القمر، ويسمى الكبير منها بـالكويكبات، ومن حين لآخر تنطلق بعض الكتل الصخرية من مدارها وتدخل جو الأرض.

2) حزام كيوبر: ويضم عدداً كبيراً من الأجسام، ولكن خطرها أقل نظراً لوجود كوكب المشتري ذي الجاذبية الرهيبة، والذي يقلل من احتمال وصولها إلينا، ويقع حزام كيوبر بعد مدار كوكب نبتون.

3) الأجرام الناتجة عن اصطدام جسم ما بأحد الكواكب، وهذه الأجسام تسبح بشكل متواصل في المجموعة الشمسية، ويمكن أن تشكل خطراً عند اصطدامها بكوكب الأرض.

الحجر النيزكي

يعد الحجر النيزكي جزءًا من النيزك أو الكويكب الذي نجح في مواصلة رحلته خلال الغلاف الجوي حتى اصطدم بسطح الأرض دون أن يتدمر.[4][4][5] إن الأحجار النيزكية قد تكون أحيانًا وليس دائمًا مصحوبة بفوهات صدمية (فوهة صدمية) ذات سرعة فائقة، فأثناء التصادم القوي، يمكن أن يتبخر الجسم المتصادم كله دون أن يترك وراءه أية أحجار نيزكية.

التكتيت

 
جسمين من التكتيت

إن المادة الأرضية المنصهرة الناتجة عن تأثير الحجر النيزكي من الممكن أن تبرد وتتصلب في شكل جسم يعرف باسم التكتيت tektite الذي عادة مايتم الخلط بينه وبين الأحجار النيزكية.

الغبار النيزكي

معظم النيازك تتدمر عندما تدخل الغلاف الجوي. وعندما يحدث ذلك، فإن الحطام المتخلف يعرف باسم الغبار النيزكي أو غبار الشهب. ومن الممكن أن تظل جسيمات الغبار النيزكي ثابتة في الغلاف الجوي لما يزيد عن عدة شهور. كما أن هذه الجسيمات قد تؤثر على المناخ عن طريق كل من الإشعاع الكهرومغناطيسي المشتت والتفاعلات الكيميائية المحفزة في الجزء العلوي من الغلاف الجوي.

الشهب

 
المذنب 17P/Holmes وGeminid.

الشهاب هو شعاع ضوئي مرئي يتكون عندما يخترق النيزك الغلاف الجوي للأرض. والشهب تتكون في المتكور الأوسط ومعظمها يتراوح ارتفاعه ما بين 75 كيلومتر و100 كيلومتر.[6]

وفيما يخص الأجسام التي يكون مقياس الحجم فيها أكبر من متوسط المسار الحر في الغلاف الجوي (والذي يتراوح بين 10 سم والعديد من المترات)[بحاجة لتوضيح]، تحدث الرؤية نتيجة احتكاك الهواء الذي يتولد عنه ارتفاع درجة حرارة النيزك، الأمر الذي يجعل النيزك يتوهج وينشأ عنه ذيل مضيء من الغازات وجسيمات النيزك المنصهرة. وتشتمل الغازات على مواد نيزكية متبخرة وغازات من الغلاف الجوي والتي ترتفع حراراتها بشدة عندما يمر النيزك من خلال الغلاف الجوي. وجدير بالذكر أن معظم الشهب تستمر مدة توهجها لما يقرب من الثانية.

ومن الممكن أن تحدث الشهب أيضًا في شكل وابل عندما تمر الأرض عبر مجموعة من الكتل الحجرية المتخلفة عن أحد المذنبات، ومن الممكن أن يحدث الشهاب أيضًا كشهاب وحيد (شهاب لا يترافق مع وابل الشهب أو سيلها المتكرر بانتظام) دون أن يرتبط حدوث ذلك بسبب معين. ولكن تتم رؤية الشهب بوضوح شديد عندما تحدث في شكل وابل شهبي.

الكرة النارية

الكرة النارية هي أحد الشهب التي تكون متوهجة بشكل أكثر من العادي. ولقد قام الاتحاد الفلكي الدولي بتعريف الكرة النارية على أنها شهاب متوهج أكثر من أية كواكب أخرى (حيث تصل في الحجم إلى 4 أضعاف أو أكثر). ولقد وضعت منظمة الشهب الدولية (إحدى المنظمات غير المتخصصة التي تقوم بدراسة الشهب) تعريفًا أكثر تحديدًا للكرة النارية؛ حيث عرَّفت هذه المنظمة الكرة النارية على أنها شهاب تبلغ درجة سطوعه ثلاثة ضعف أو أكثر إذا تمت رؤيته من سمت الرأس (النقطة التي تقع فوق رأس الراصد مباشرة). لقد وضع هذا التعريف في الاعتبار زيادة المسافة بين الراصد والشهاب القريب من الأفق. فعلى سبيل المثال، الشهاب الذي تبلغ درجة 1- ويقع عند 5 درجات من الأفق يمكن تصنيفه على أنه كرة نارية لأنه إذا كان الراصد يقف تحت الشهاب مباشرة، فستبلغ درجة سطوع الشهاب 6-.

الشهاب المتفجر

يعني الشهاب المتفجر في اللغة الإنجليزية كلمة "bolide" وهي كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية "βολις" والتي يمكن أن تعني القذيفة أو الوهج. وجدير بالذكر أن الاتحاد الدولي للفلك لم يضع أي تعريف رسمي للشهاب المتفجر، وذلك لأنه يعد أن هذا المصطلح يعد بشكل عام مرادفًا لمصطلح كرة النار. ويعد هذا المصطلح أكثر استخدامًا بين الجيولوجيين من علماء الفلك حيث يعني هذا المصطلح بالنسبة لهم المتصادم الكبير. فعلى سبيل المثال، تستخدم هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية المصطلح ليعني القذيفة المحدثة للفوهات الكبيرة وذلك ليشير إلى أننا لا نعرف طبيعة الجسم المؤثر بشكل دقيق، سواء أكان هذا الجسم كويكبًا معدنيًا أم صخريًا أم مذنبًا ثلجيًا. يميل علماء الفلك إلى استخدام المصطلح ليعني كرات النار المتوهجة على نحو غير عادي، وخاصة تلك الكرات التي تنفجر (والتي أحيانًا ما تعرف باسم متفجرة).

مدارات النيازك والشهب

تدور النيازك حول الشمس في مدارات مختلفة بشكل كبير. بعض النيازك تدور معًا في مدارات متماثلة، وربما تكون هذه بقايا المذنبات التي تكون وابلاَ شهبيَا ينزل على الأرض. ومن الممكن أن ينتشر الحطام المتخلف عن الغازات الناتجة عن مرور الشهاب في النهاية في مدارات أخرى مختلفة. وهناك نيازك أخرى لا ترتبط بأي سيل من النيازك المشتركة في الاتجاه والسرعة (على الرغم من أن أغلبية النيازك تتحرك في الاتجاه نفسه وبالسرعة نفسها تقريبًا في مدارات لا تتداخل مع فلك الأرض حول الشمس أو مسار أي كوكب آخر).

وأسرع هذه الأجسام يتحرك تقريبًا بسرعة 42 كيلومتر في الثانية (26 ميل في الثانية) في الفضاء القريب من مدار الأرض. وبالربط بين حركة هذه الأجسام والحركة المدارية للأرض التي تصل سرعتها إلى 29 كيلومتر في الثانية (18 ميل في الثانية)، نجد أن سرعات التصادم يمكن أن تصل إلى 71 كيلومتر في الثانية (44 ميل في الثانية) وذلك أثناء التصادم المتقابل. وقد يحدث هذا فقط إذا كانت الشهب تسير في مدار ارتجاعي (عكسي الحركة). وتصل فرصة اصطدام الشهب بالأرض أثناء النهار (أو بالقرب من النهار) إلى 50 في المائة، حيث يميل اتجاه مدار الأرض تقريبًا ناحية الغرب في فترة الظهيرة. وعلى الرغم من ذلك، نجد أن معظم الشهب تتم ملاحظتها في الليل؛ حيث إن انخفاض الإضاءة في هذه الفترة يسمح بملاحظة الشهب الأكثر خفوتًا.

وهناك عدد من الشهب المعينة تتم ملاحظتها عن طريق عدد كبير من الأشخاص العاديين وغالبًا ما يكون ذلك بالصدفة، إلا أن ذلك يكون مصحوبًا بتفاصيل كافية للتعرف على مدارات الشهب التي تظهر والنيازك التي استطاعت الوصول إلى سطح الأرض. فجميعها جاءت من المدارات الموجودة في المنطقة المجاورة لحزام الكويكبات.

الغازات المنتشرة في مسار نيزك

أثناء دخول النيزك أو الكويكب داخل الغلاف الجوي العلوي، ينشأ باحتراق ذيل من الغازات المنتشرة في مسار النيزك، حيث تنتشر الجزيئات الموجودة في الغلاف الجوي العلوي عند مرور الشهاب. ومثل هذه الغازات من الممكن أن تستمر لمدة 54 دقيقة في كل مرة تظهر فيها. وجدير بالذكر، أن هناك العديد من النيازك التي تماثل في حجمها حجم حبيبات الرمل الصغيرة تدخل إلى الغلاف الجوي بشكل دائم، وبالتحديد كل بضعة دقائق في منطقة محددة.[بحاجة لتوضيح] ومن ثم فإن ذيول الغازات تتواجد تقريبًا في الغلاف الجوي العلوي بشكل دائم. وعندما تصطدم الموجات اللاسلكية بهذه الغازات، فإنها تعرف في هذه الحالة باسم الاتصالات باستخدام اثار النيزك عمليات الاتصال المعتمدة على إشارات لاسلكية يتم تشتيتها أو عكسها باستخدام ذيول من الغازات المشتتة والتي تحدث بفعل مرور شهاب. وعمليات الاتصال هذه عبارة عن شكل خاص من التشتت الذي يمكن استغلاله بنجاح في عمليات الاتصال اللاسلكية فوق مسارات تمتد حتى 15000 أو 2000 كم.

وجدير بالذكر أن رادار الشهب من الممكن أن يقيس كثافة الغلاف الجوي والرياح عن طريق قياس نسبة الانحلال وإزاحة دوبلر للغازات المنتشرة أو المتشردة بسبب مرور شهاب.

نيازك المسلسلات

نيازك المسلسلات Andromides هي وابل من النيازك يظهر بين الثامن عشر والسادس والعشرون من نوفمبر ويبلغ درجته القصوى في 23 نوفمبر ويقع مركزه في كوكبة المرأة المسلسلة، وقد نشأ هذا الوابل من مذنب بيلي ونتج عنه في الأعوام 1872، 1885، 1892، 1899 سقوط شهب كثيرة، وأخيرا نقص تساقط الشهب من المذنب إلى 100 لكل ساعة ويستمر دائماً في النقصان، وحديثاً يسقط من المسلسلات فقط قليل من الشهب.

الأصوات المصاحبة لحدوث النيازك والشهب

العديد من الأشخاص يتداولون على مر السنين أن هناك أصواتًا يتم سماعها عندما تظهر الشهب المتوهجة في السماء. وقد يبدو ذلك مستحيلاً، عندما نضع في الاعتبار السرعة البطيئة نسبيًا للصوت. فأي صوت ناجم عن أحد الشهب الموجودة في الغلاف الجوي العلوي مثل صوت الطائرة وهي تخترق حاجز الصوت، لا يمكن أن يُسمع حتى يمر عدد كبير من الثواني بعد أن يختفي الشهاب من السماء. وعلى الرغم من ذلك، هناك حالات معينة مثل ما حدث أثناء وابل من شهب الأسد في عام 2001، حيث نقل الكثير من الناس أنهم قد سمعوا أصواتًا مثل الطقطقة أو الهسهسة أو الحفيف.[7] وقد كانت هذه الأصوات تحدث في الوقت نفسه الذي كان يتوهج فيه الشهاب. ولقد نقل أيضًا أنه كان يتم سماع أصوات متشابهة أثناء العروض المكثفة للشفق (أكثر الأضواء العديدة الصادرة من الطبقات العليا لجو الأرض شدة).

هناك العديد من الباحثين الذين يعتقدون أن هذه الأصوات متخيلة وليست حقيقية أي أن هذه المؤثرات الصوتية يضيفها العقل أثناء رؤية الضوء. ومع ذلك، فإن تردد هذه الأقاويل بشكل مستمر دون وجود أي تناقض فيها سبب الحيرة لبعض الباحثين الآخرين. فالتسجيلات الصوتية التي تم الحصول عليها تحت ظروف مشددة في منغوليا عام 1998 عن طريق فريق عمل قاده «سلافين جاراج» وهو أحد علماء الفيزياء في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان، تدعم الرأي القائل بأن هذه الأصوات حقيقية. ولكن السؤال الذي ظل يمثل بعض الغموض هو كيف تنشأ هذه الأصوات إذا كانت بالفعل حقيقية؟ افترض الباحثون أن ذيول الغازات التي تتحرك باضطراب والتي تحدث بسبب مرور الشهاب تتفاعل مع المجال المغناطيسي للأرض، الأمر الذي ينشأ عنه نبضات من الموجات اللاسلكية. وعندما تتلاشى هذه الغازات، تنطلق العديد من وحدات الميجاوات من الطاقة الكهرومغناطيسية، هذا بجانب الزيادة الهائلة في طيف التردد الخاص بالترددات السمعية. إن الذبذبات المادية الناجمة عن النبضات الكهرومغناطيسية يتم سماعها إذا كانت قوية بشكل يكفي لجعل الحشائش والنباتات وإطارات النظارات وغيرها من الوسائل المعدنية تهتز.[8] وهذه النظرية المقترحة على الرغم من أنها قد تكون مقبولة من ناحية العمل في المعمل، إلا أنها تظل غير مدعمة بالقياسات الملائمة في هذا المجال.

تدمير سفن الفضاء

حتى الشهب ضئيلة الحجم من الممكن أن تتدمر في السفن الفضائية. فلقد رصد تلسكوب هابل الفضائي ما يقرب من 572 فوهة صغيرة ومناطق مليئة بالشظايا.

الشهب ونشأة الحياة

إن الشهب والنيازك التي سقطت على المحيطات البدائية من الممكن أن تكون قد ساهمت في تكوين مركبات الكربون التي مثلت اللبنة الأولي في بداية الحياة.[9]

أشهر النيازك التي وصلت إلى سطح الأرض

 
جزء من نيزك بيكسيكل بالمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي

.نيزك بيكسكيل 1992—Peekskill, New York، تم تصوير فيلم له في 9 من أكتوبر 1992 من قبل 16 شخصًا على الأقل من مصوري الفيديو الذي يعملون لحسابهم الخاص.

الأخبار التي نقلها شهود العيان توضح أن دخول الكرة النارية للحجر النيزكي بيكسكيل قد بدأ من غرب فيرجينيا في الساعة 23:48 بتوقيت جرينتش العالمي (± دقيقة واحدة). فلقد كانت الكرة النارية التي تتحرك في أحد الاتجاهات الشمالية الشرقية تتميز بلونها الأخضر الناطق، كما أن درجة سطوعها قد وصلت إلى أعلى درجاتها وهي 13-. وفي أثناء الوقت الذي استغرقته رحلة الضوء والتي تجاوزت 40 ثانية، استطاعت الكرة النارية أن تقطع طريقًا أرضيًا وصلت مساحته من 700 إلى 800 كيلومتر.[10]

إن الحجر النيزكي الذي تم استعادته في بيكسيكل في نيويورك (والذي ينتسب في الاسم إلى المكان الذي سقط فيه) (عند 41.28 deg.N, 81.92 deg. W) قد بلغت كتلته 12.4 كيلوجرام (27 رطل)، وقد تم تعريفه باسم الحجر النيزكي البريشي (أي الحجر المتكسر والذي يحتفظ بنوعه الأصلي ـ بمعنى أنه يقاوم الاصطدام دون امتزاج أو اختلاط بأي نوع آخر من الصخور يغير من تركيبه الكيمائي الأصلي) بدرجة H6،[11] لقد أوضح تسجيل الفيديو أن الحجر النيزكي بيكسكيل من الممكن أن يكون معه العديد من الأحجار النيزكية الأخرى التي كانت تصاحبه في رحلته فوق نطاق واسع من الأرض خاصة في المنطقة الواقعة بالقرب من بيكسكيل.

اهتمام ناسا

في عام 1990 قرر الكونغرس الأمريكي بتوكيل ناسا بتتبع مستمر للنيازك والكويكبات التي تقترب من الأرض وقد تضرها. ويقوم خبراء ناسا بتتبع تلك الأجرام من ثلاثة مراصد في ماوي تاكسون، وسوكورو نيومكسيكو. كما يتتبعها مرصد فضائي وايز الذي يقيس الأشعة تحت الحمراء، واستطاع حتى الآن تحديد 150 منها تقترب من الأرض. كما تقوم بعض الدول الأخرى بنشاطات في هذا المجال، كما يشارك فيه كثير من الهواة، إلا أن ناسا هي المنظمة الرئيسية في هذا المضمار.

يعد نيزك أو كويك قريب من الأرض إذا كان مروره بنا على بعد 3 و1 وحدة فلكية (أي 200 مليون كيلومتر من الأرض)، كما يعد اقترابا خطيرا إذا كان اقترابه من الأرض نحو 05 و0 وحدة فلكية (48 و7 مليون كيلومتر) ويبلغ حجمه نحو 100 متر على الأقل.

كما يلعب تركيب النيزك أو الكويكب دورا هاما. فمعظم تلك الاجرام من السيليكا وتكون مسامية هشة، تتفتت وتحترق وتتلاشى بمجرد ملاقاتها جو الأرض. من هذا النوع كان نبزك تونغوسكا الذي سقط فوق سيبيريا. أما النيازك المعدنية فيندر وجودها وهي تتحمل اصتدامها بالجو تصل غلأى سطح الأرض. أحد تلك النيازك المعدنية كان بحجم 50 متر من الحديد والنيكل سقط في منطقة «فينسلو»، أريزونا، بأمريكا الشمالية قبل نحو 50.000 سنة وأحدث فيها فجوة هائلة يبلغ قطرها 1200 متر وعمق 170 متر واحدث دمار كبير في تلك المنطقة. يزور تلك الفجوة سياح كثيرون من جميع أنحاء العالم.

في نفس الوقت تهتم ناسا بدراسة تقنيات يمكن بها تفادي مصائب تلك النيازك والكويكبات، إلا أنها لا زالت في أول الطريق. من ضمن تقنيات ناسا محاولاتها في إرسال مركبات فضائية لزيارة كويكب فيستا من 2011 إلى 2012، ثم تنتقل كويكب سيريس لدراسته وصلت في عام 2015. كما أرسلت ناسا المركبة الفضائية «نير شوميكار» NEAR Schoemaker التي هبطت على الكويكب إيروس في عام 2001. وفي عام 2005 أرسلت ناسا المركبة الفضائية ديب إمباكت التي أسقطت على نيزك تمبل 1 شحنة مصمتة من النحاس تزن نحو 300 كيلوجرام، فأحدثت عليه اصتداما جعل جزء منه يتبخر في الفضاء، وقامت المركبة الفضائية بتحليل مواد الغبار المتصاعدة منه عن قرب، وذلك بغرض معرفة تركيبه الكيميائي ومدى صلابته أو هشاشته. كل تلك الدراسات تزيد من إمكانيات تقنيات ناسا الفضائية وبصفة خاصة الدقة في الوصول إلى أمثال تلك الأجرام والمناورة عليها. وقد تساعد تلك التطورات ناسا على تفادي ارتطام نيزك أو كويكب بالأرض إذا ثبت أنه سوف يشكل خطرا على سكان الأرض، فيمكن لناسا حينئذ -إذا كان لها متسعا من الوقت- أن ترسل مركبة فضاء إليه تعمل على انحراف خط سيره بحيث لا يرتطم بالأرض، فانحراف بسيط في الوقت المناسب تمنع اصتدامه بالأرض. أما فكرة تدمير النيزك أو الكويكب في الفضاء فهذا ليس حلا إذ أن فتاته وأجزاء منه ستصل حتما إلى الأرض وتلحق بها أضرارا لا يستطيع أحد تقدير شدتها.

بعض الصور

مواضيع ذات علاقة

الروابط الإضافية

انظر أيضًا

المراجع

  1. ^ شهاب الدين الخفاجي. شفاء الغليل فيما في كلام العرب من دخيل. ص.
  2. ^ Glossary | International Meteor Organization نسخة محفوظة 21 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ ,Povenmire, H.
  4. ^ أ ب The Oxford Illustrated Dictionary.
  5. ^ الطبعة الثانية.
  6. ^ فيليب جيه إريكسون (19 نوفمبر, 1998). "Millstone Hill UHF Meteor Observations: Preliminary Results". الولايات المتحدة الأمريكية. مؤرشف من الأصل في 3 يونيو 2016. اطلع عليه بتاريخ 2016-11-14. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة) والوسيط author-name-list parameters تكرر أكثر من مرة (مساعدة)
  7. ^ Psst! نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ Human Perception of Illumination with Pulsed Ultrahigh-Frequency Electromagnetic Energy نسخة محفوظة 29 يونيو 2011 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ "Help Page - ScienceDaily". مؤرشف من الأصل في 10 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ أكتوبر 2020. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  10. ^ Brown, P. et al, 1994. Nature, 367, 6524 - 626
  11. ^ Meteoritical Bull", by Wlotzka, F. published in "Meteoritics", # 75, 28, (5)