معركة تونديبي

(بالتحويل من معركة تونبيدي)

معركة تونبيدي كانت المواجهة الحاسمة أثناء غزو الدولة السعدية لإمبراطورية السونغاي في القرن 16 (الحرب المغربية السونغية).[1][2][3] رغم الفرق العددي الكبير لصالح جيش السونغاي، القوات السعدية تحت قيادة جودر باشا استطاعت هزم حاكم إمبراطورية سونغاي أسكيا إسحاق الثاني، مما أدى إلى انهيار الإمبراطورية.

معركة تونديبي
جزء من الحرب المغربية السونغية
 
معلومات عامة
التاريخ 13 مارس 1591
البلد سلطنة صنغاي  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
الموقع تونديبي، مالي
النتيجة انتصار الدولة السعدية
المتحاربون
الدولة السعدية إمبراطورية سونغاي
القادة
جودر باشا أسكيا إسحاق الثاني
القوة
2,500 مشاة مسلحين بالقربينة

500 مشاة مسلحين بالأقواس، الرماح والسيوف
1,500 خيالة خفيفة
6 مدافع إنجليزية

9,700 مشاة

12,500 خيالة
1,000 رأس ماشية

الخسائر
غير معروف غير معروف

خلفية عدل

 
أضرحة أباطرة سونغاي في غاو (مالي) بشكلها الهرمي المميز، وتتواجد في محاذاة الجنوب الشرقي / الشمال الغربي في جميع أنحاء غرب أفريقيا حتى شمال زيندر (النيجر).

كانت سونغاي القوة المهيمنة في غرب إفريقيا لأكثر من قرن، حيث كانت تتحكم في غرب السودان من منابع نهر السنغال وحتى المناطق التي تقع داخل النيجر حاليا؛ لكن التنافس على الخلافة بعد وفاة أسكيا داوود في عام 1583 ترك الإمبراطورية في حالة ضعف.

في هذه الأثناء وباتجاه الشمال، كانت الدولة المغربية تحت حكم السعديين في أوج قوتها. في عام 1578، نجح المغرب في صد محاولة قامت بها البرتغال لغزوها وكان ذلك في معركة القصر الكبير، حيث قضت قواته على جيش برتغالي كبير. لكن ومع ذلك، أفرزت النفقات الدفاعية التي خصصت لصد البرتغاليين ضغطا كبيرا على المغرب حيث استنزفت خزائن البلاد وكان المغرب على وشك الإفلاس.

وهكذا وبحثا عن موارد جديدة لمملكته، وجّه السلطان أحمد المنصور السعدي انتباهه إلى إمبراطورية سونغاي، حيث اعتقد خطأً أن مناجم الذهب التي أدت إلى ثراء سونغاي كانت تقع داخل حدود أراضيها.

عبور الصحراء عدل

 
لوحة إرشادية في زاكورة الواقعة بالجنوب الشرقي للمغرب، كتب عليها «تمبوكتو 52 يوما».

على الرغم من أن العديد من مستشاري السلطان حذروه قائلين أنه من غير الشرعي شن حرب ضد أمة مسلمة أخرى، إلا أنه تجاهل اعتراضاتهم. في أكتوبر من سنة 1590، قام بإرسال قوة مكونة من 1500 عنصرا من سلاح الفرسان (الخيالة الخفيفة) و2500 عنصرا من المشاة والذي تم تزويد العديد منهم بسلاح القربينة، تحت قيادة جودار باشا وهو إسباني مخصي تم أسره وهو طفل.

سافر الجيش في قافلة مكونة من 8000 جمل و1000 أحصنة نقل و1000 فرد من سائسي الخيل و600 فرد من العمال؛ كما نقلوا ثمانية مدافع إنجليزية.

بعد رحلة استمرت أربعة أشهر، وصل جودار إلى منطقة سونغاي بقواته سليمة إلى حد كبير. قامت قواته بعملية استيلاء، نهب ثم تدمير لمناجم الملح في تاغزة. بعد ذلك تقدم المغاربة نحو غاو عاصمة سونغاي.

المعركة عدل

 
سير الأحداث خلال معركة تونديبي.

اجتمعت الجيوش يوم 13 مارس 1591.[4] سار الجيش المغربي من تغازة باتجاه غاو. كان جيش سونغاي في انتظار قوات جودار بالقرب من تونديبي، وهي مرعى للماشية شمال غاو. بالرغم من أن سونغاي كان لديها سلاح فرسان قوي، إلا أنهم كانوا يفتقرون إلى أسلحة البارود المغربية، والتي من شأنها أن تقلب مجرى المعركة.[5]

لم تكن استراتيجية سونغاي في المعركة مدروسة على نحو جيد، حيث فشلت خطة لإرسال 1000 رأس من قطيع الماشية المذعور باتجاه المغاربة في تدمير خطوط دفاعاتهم، حيث تم صد هجوم الماشية بأصوات طلقات البارود وضجيج المدافع، مما أدى بقطيع الماشية الهائج إلى الارتداد والعودة باتجاه الخطوط الدفاعية لجيش سونغاي.

بعد ذلك قام جيش سونغاي بإرسال سلاح الفرسان لمهاجمة الخطوط المغربية. بعد مناوشة أولية لسلاح الفرسان، قام جودار بدفع الأفراد المسلحين بالقربينة تحت إمرته إلى عين المكان ثم أمر بإطلاق النار من القربينات والمدافع. بعد ذلك قام من تبقى من سلاح الفرسان السونغيين بالفرار من الميدان أو تم القضاء عليهم بنيران مغربية. في النهاية لم يتبقى سوى ساقة الجيش، وحدة من الرجال الشجعان والحازمين، الذين دخلوا في قتال بالأيادي ضد المغاربة إلى أن لاقوا حتفهم.

التبعات عدل

 
قصر البديع في مراكش تم بناؤه في عهد السلاطين السعديين وبشكل خاص من طرف أحمد المنصور.

واصلت قوات جودار طريقها باتجاه غاو وقامت بنهب المدينة، التي كان سكانها قد غادروها بالفعل.[6] ثم قامت بعد ذلك بقليل بالتوجه نحو المراكز التجارية في تمبكتو وجني بما أن لا شيء كان يقف في طريقها لتحصيل الثروات.

كان نهب المدن الثلاث بمثابة النهاية لإمبراطورية سونغاي كقوة فاعلة في المنطقة؛ لكن ومع بالتوازي مع ذلك، أثبت المغرب عدم قدرته على تثبيت سلطة قوية في المنطقة بسبب اتساع رقعة إمبراطورية سونغاي والصعوبات المتعلقة بالاتصال ووصول الإمدادات المغربية عبر الطرق التجارية الصحراوية، وبدأ قتال متقطع استمر عقدا من الزمن.

انقسمت المنطقة في النهاية إلى العشرات من الممالك الأصغر، وقام السونغيون نفسهم بتأسيس مملكة ديندي [الإنجليزية].

بالرجوع إلى المغرب كانت هناك أيضا مشاكل داخلية سنة 1603 عندما مات السلطان (بسبب الطاعون الذي انتشر في المغرب حسب البعض، أو على يد أحد أبنائه حسب البعض الآخر) حينها اندلع صراع على العرش المغربي. في النهاية كل بقايا هذا الإرث ظلت في مدينة مراكش، بينما استولى على الباقي أمراء الحرب المحليون والبرتغاليون والإسبان.

الانعكاسات عدل

   
الإمبراطورية المغربية[7] ومنطقة غرب أفريقيا أواخر القرن 16 (يمين) وخلال القرن 18 (يسار).

الأرما أو «الرماة» هم مجموعة عرقية معاصرة في غرب أفريقيا تنحدر من المستوطنين المغاربة الذين قدموا لأول مرة خلال القرن 16 وأسسوا مستعمرة في تمبكتو. يعيشون حاليا في منتصف وادي نهر النيجر.

انظر أيضًا عدل

وصلات خارجية عدل

  • ذكر مجيء الباشا جودر إلى بلاد السودان. عبد الرحمان بن عبد الله بن عمران بن عامر السعدي.
  • (بالإنجليزية)Jonathan Michel (1995). جامعة بنسلفانيا, Ali B. Ali-Dinar (المحرر). "The Invasion of Morocco in1591 and the Saadian Dynasty". مؤرشف من الأصل في 2019-05-13.

مراجع عدل

  1. ^ Cissoko (1987) [1985]. "Les Songhaï du قالب:S mini- au XVI{{{2}}} قرن". Histoire Générale de l'Afrique. Paris: UNESCO / Nouvelles éditions africaines. ص. 815. ISBN:2-7236-0991-X. page 226 {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |bnf= تم تجاهله (مساعدةالوسيط غير المعروف |numéro chapitre= تم تجاهله (مساعدةالوسيط غير المعروف |préface= تم تجاهله (مساعدةالوسيط غير المعروف |réimpression= تم تجاهله (مساعدةالوسيط غير المعروف |titre volume= تم تجاهله (مساعدة)، والوسيط غير المعروف |tome= تم تجاهله (مساعدة)
  2. ^ Lombard (Maurice)Catégorie:Utilisation du paramètre auteur dans le modèle article, « "Les bases monétaires d'une suprématie économique: l'or musulman du VIIe au XIe siècle." », في Annales. Économie, sociétés, civilisations, no volume 2, numéro 2, 1947 
  3. ^ Michel (2000 (Réédition)) [1999]. "La fin de l'Empire songhay". Histoire générale de l'Afrique. Paris: UNESCO / Présence africaine. ج. V. ص. 604. ISBN:978-2708706460. page 343, le souverain du Kanem-Bornou signa un bay'a, un acte d'allégeance rédigé et signé. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |السنة= (مساعدةالوسيط |author1= و|الأخير= تكرر أكثر من مرة (مساعدةالوسيط غير المعروف |directeur1= تم تجاهله (مساعدةالوسيط غير المعروف |numéro chapitre= تم تجاهله (مساعدةالوسيط غير المعروف |préface= تم تجاهله (مساعدة)، والوسيط غير المعروف |titre volume= تم تجاهله (مساعدة)
  4. ^ Kaba، Lansiné (1981). "Archers, Musketeers, and Mosquitoes: The Moroccan Invasion of the Sudan and the Songhay Resistance (1591-1612)". The Journal of African History. ج. 22 ع. 4: 457–475. DOI:10.1017/S0021853700019861. ISSN:0021-8537. JSTOR:181298. PMID:11632225. مؤرشف من الأصل في 2022-04-11.
  5. ^ David، Saul (2012). The Illustrated Encyclopedia of Warfare: From Ancient Egypt to Iraq. دورلينج كيندرسلي. ص. 402. ISBN:978-1-4654-0373-5. مؤرشف من الأصل في 2020-08-08.
  6. ^ UNESCO General History of Africa, Vol. V., pg. 303
  7. ^ "Timbuktu". Ancient History Encyclopedia. 22 فبراير 2019. مؤرشف من الأصل في 2020-10-20. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-13.