ثافسوث هو عبارة عن مجموعة من الطقوس والعادات التي تعود إلى أزمنة غابرة وتقام احتفاء بقدوم الربيع، متداولة وبدرجة متفاوتة في مختلف جهات الجزائر.

أصل التسمية

عدل

هي كلمة أمازيغية تعني «الإوراق»، وفِعلها هو «ثَفْسَ»، أي أورَق، دلالة على إوراق النباتات وتفتّح الأزهار وزهور الأشجار المُثمرة في الربيع.

فترة الاحتفال

عدل

يبدا الاحتفال بمهرجان من 28 فيفري الى 14مارس

النشاطات

عدل

مهرجان الكرة

عدل

هي رياضة تقليدية خاصة بمنطقة منعة بولاية باتنة تشبه لعبة الهوكي، حيث تخرج النساء (كعادتهن منذ أزمان طويلة) إلى المروج في مجموعات لإحضار حُزم من الحلفاء والأعشاب التي تصنع منها كرة تسمى”ثاكورث”، وهي عبارة عن كرة مشكلة من حشائش مختلفة وضفائر الحلفاء وشمع العسل، وتنظم اللعبة النساء وتتشارك فيها الفتيات أيضا.

الأقوال الشعبية

عدل

يتداول سكان الشرق الجزائري أقوالا شعبية ورثوها عن أجدادهم تتيمّن بالفصل وتدعو إلى الكدّ فيه ونبذ الكسل حتى يكون الحصاد وفيرا في قادم الفصول، ومن بين أهم الأقوال الشعبية[1]:

  • “إذا روات في مغرس (شهر مارس) هيئ الخيل على ماه تدرس”، بمعنى “إذا ارتوت الأرض في شهر مارس فهيئ الخيل لموسم العمل”.
  • “إذا روات في أبرير (أبريل) هيئ المطامر فاه وهي تدير” أي”إذا ارتوت الأرض في شهر أبريل فافتح المطامر لتضع فيها الغلة المُنتظرة في الصيف”
  • “إذا روات في مايو هزّوا المناجل وهياوا” بمعنى “إذا ارتوت الأرض في شهر مايو فاحملوا المناجل وهيا إلى الحصاد، لأن فصل الصيف سيكون وفير الخير”

المأكولات التقليدية

عدل

المبرجة أو "لبراج"

عدل

عبارة عن “كسرة” (قطعة) خبز بمعجون التمر أو ما يسمى شعبيا “الغرس”. وسميت “المبرجة” بهذا الاسم، لأنها تُطبخ في شكل دائري ثم تُبرّج إلى أبراج صغيرة (قطع صغيرة).

الكسرة والمطلوع

عدل

هو خبز تقليدي جزائري يطلق عليه أيضا "الكسرة" وفيه أنواع كثيرة تختلف حسب المنطقة.

الرفيس

عدل

عبارة عن دقيق مُحلّى بمعجون التمر يُتناول مرفوقا باللبن.

بالشاوية "ثيغريفين".

تاقفلت

عدل

هو كسكسي (أكلة شعبية تشتهر بها دول المغرب العربي) بالخضر الطازجة ويطلق عليه تاقفلت في بلاد القبائل.

تِكربابين

عدل

خاصة بمنطقة القبائل بالجزائر و يطلق عليها أيضا العصبان وهي مصنوعة من الدقيق المعطر بالنعناع واللحم وتطبخ في المرق على شكل كريات صغيرة.

الرفيس والخفاف

عدل

مظاهر الاحتفال

عدل

الأوراس

عدل

يحتفل سكان المنطقة أو “إيشاوين” بفصل الربيع بمهرجان في مدينة “منعة”، وهي مدينة صغيرة تقع في قلب الأوراس، تابعة إدرايا لولاية باتنة، وهو مهرجان يقام طيلة شهر مارس من كل عام، أو كما يسمى باللهجة الشَّاوية “مغرس”.

يعتبر احتفال «ثافسوث» بمنعة والذي يمتد على مدار أسبوع كامل، فرصة لخروج العائلات إلى الحقول والمروج الخضراء للتمتع بجمال الطبيعة وزيارة الأقارب في إحدى أروع صور التكافل الاجتماعي.

وللمرأة المنعاوية دورها البارز في إعطاء التظاهرة بعدها الإنساني وبريقها من خلال خياطة أزياء تقليدية بالحاف وصناعة أشهى المأكولات التقليدية التي تتميز بها المنطقة «كـالشخشوخة»، «الرخساس»، «الرفيس»، «الزيراوي»و«البراج»، لاستقبال الضيوف الذين قدموا من عدة ولايات لمشاركة سكان المنطقة فرحتهم بخروج "ينار" ودخول «ثافسوث» حيث يطلقون على هذه المرحلة الانتقالية بـ«هيفسوين».

وقد تزينت كل منازل منعة من مداخلها إلى خارجها بروائع الأغطية التقليدية كالحنبل والزربية التي أعادت للمنطقة هبتها وعراقتها.

ثاقلعيث
عدل

يلتصق إحياء عيد «ثافسوث» في منعة بزيارة عديد المعالم التاريخية والدينية والثقافية والطبيعية المتواجدة بالمنطقة، على غرار مدينة «ثاقلعيث» التي تعود إلى10 قرون خلت، شيدت من مواد بناء تقليدية تتمثل أساسا في الطين وهو ما جعلها تبدو وكأنها امتدادا للطبيعة. بها 5 أبواب التي تفتح كل صباح وتغلق ليلا في وجه الغرباء.، كانت أيام الاستعمار أزقتها الضيقة ومنازلها العتيقة وأبوابها الصغيرة حصنا منيعا للمجاهدين، والتي ما تزال شاهدة على حقب تاريخية كثيرة لحضارات عديدة مرّت من هناك.

تتشكل ثاقليعث من أكثر من 400 منزل تبدأ من القاعدة وترتفع لتشكل هرما قمته مسجد، وهي تحفة غاية في الروعة والجمال، مصنفة كتراث إنساني وطني.[2]

ثاسريفث
عدل

هي عبارة عن ينابيع وسواقي مائية طبيعية متفجرة من الصخور الجبلية والتي يفوق عددها الـ100 عين، حيث تتشكل «ثاسريفث» ومعناها بالعربية المنخفض العميق من مجموعة جبال صخرية متقاطعة لونها يميل للأرجواني وفي وسطها تمر مياه واد منعة. وتعتبر منطقة ثاسريفت مزار لكل عائلات الأوراس خاصة في فصلي الربيع والصيف، وحتى خلال شهر رمضان الكريم فلا أحد يستطيع مقاومة الجمال الخلاب والطبيعة العذراء لها، ولا يمكن حسب سكان المنطقة الاستغناء عن مياهه العذبة للشرب والسباحة.[2]

الزاوية القادرية (بن عباس)
عدل

يزور المتظاهرون المعالم الدينية أيضا في منعة كالزاوية القادرية التي تعتبر من بين أقدم المعالم الدينية بالجزائر وتوجد بها مخطوطات نادرة وأضرحة لأولياء صالحين على غرار قبري نجلي زعيم المقاومة الشعبية أحمد باي، حيث مرّ على مدينة منعة الكثير من الشخصيات التي صنعت تاريخ الجزائر الحديث على غرار أحمد باي، العلامة عبد الحميد بن باديس، عيسى الجرموني وغيرهم كثير.[2]

الجزائر العاصمة

عدل

فمظاهر الاحتفال بالربيع في بعض المدن الكبرى التي غزا الاسمنت مساحاتها الخضراء المخصصة للترويح، اقتصرت في تحضير بعض الأطباق والأكلات الخاصة التي تقدم ابتهاجا بقدوم الربيع، بينما كانت الاحتفالات التي مازالت راسخة في الذكريات تتميز بخروج الأسر في جموع من المدن مكتسحات الحقول والمساحات الخضراء لاستقبال الربيع. ففي منطقة جيجل، كانت مظاهر هذا الاحتفال تبدأ مبكرا مع صياح الديك، حيث ترسل الأبقار والثيران إلى المنحدرات الخضراء "لبن قايد" قبيل رحلات العائلات لزيارة أضرحة ومقامات الأولياء الصالحين الذين عملوا في القرون الماضية على توحيد شمل القبائل للتصدي للقوى الأجنبية التي كانت أطماعها في احتلال منطقة المغرب الكبير، تصادف في الغالب موسم الربيع. وتشهد الجزائر العاصمة نفس الحرص على احترام عادة الاهتمام بالأضرحة، حيث تجتمع الأسر بالمناسبة حول ضريح سيدي يحيى وتبدأ مظاهر الاحتفال التي تمتزج فيها الأدعية والتراتيل، مع الاستحمام بالمياه الباردة الموجودة من المكان نفسه. نفس الاحتفاء يحظى به في هذه المناسبة ضريح سيدي عبد الرحمان الثعالبي وسيدي امحمد.

غرداية

عدل

تعرف الاحتفالية منطقة واد ميزاب المظاهر نفسها، ويقوم السكان في "موسم الربيع" بزيارات لبعض الأماكن ومازال هؤلاء إلى يومنا يقومون بتكريم ذكرى "الفتاة ذات الثلاث أمنيات" بالمكان المسمى "احباس انتزويت" (سد الفتاة) بغرداية، كما تقام الاحتفالات أيضا ببونورة ومليكة وكذا زيارة مقام بابا سعد (غرداية) - الذي يقال إن قوة إيمانه حوّلت واد ميزاب- وأيضا الاحتفاء بالشيخ حمو اولحاج مخترع نظام الري الذي يميز منطقة ميزاب في القرن الـ17.

قسنطينة

عدل

في قسنطينة، فتبدأ الاحتفالات بالربيع بعد الانتهاء من صوم 10 أيام تسمى "نشرة"، إذ تتوجه نساء المدينة القديمة إلى مقام سيدي محمد لغراب أحد الأولياء الذي جاء من المغرب في القرن الـ15. فبعد القيام بإطعام سلاحف حوض "بورما" بـ"الطمينة"، تذبح الأضاحي في جبل بولحبل ثم يقدم الطعام لأتباع الشيخ القادمين من مختلف مناطق البلاد، وتتبع هذه الزيارات الجماعية بألعاب وسباقات الخيل والإبل، إلى جانب الغناء وإلقاء الأشعار من فوق الأرجحات، كما هو الحال في جيجل وتلمسان.

طقوس الاحتفال بالثافسوت

عدل

يختص هذا العيد كغيره من الأعياد بعادات وطقوس معينة يمارسها المحتفلون للتعبير عن فرحتهم وابتهاجهم بقدوم العيد، ومن طقوس الاحتفال بعيد الثافسوت[3]:

  • يخرج الناس إلى المنتزهات والشوارع والساحات لمشاهدة العروض الفلكلورية التي تقام بمناسبة هذا العيد.
  • يتم تقديم معارض عن الحرف اليدوية المميزة، التي تنقش عليها رسومات الربيع واللغة الأمازيغية.
  • يتم تنظيم مسابقات لاختيار ملكة الجمال الأمازيغية في المنطقة المقام فيها الاحتفال.
  • يتناول الأمازيغ الأطعمة الشهية إلى جانب الأعشاب الخضراء من أوراق النعناع والزيتون، دلالة على اللون الأخضر الثي يمثل فصل الربيع.
  • إقامة سهرات للتجمعات الشعبية، يبدأ فيها المشاركون بالرقص والغناء على أصوات قرع الطبول.
  • إقامة سباقات الخيل والهجن، دلالة على الحياة الصحراوية التي عاشها الشعب الأمازيغي قديماً.

التاريخ

عدل

من الطقوس والعادات التي تناقلتها بعض الشعوب عبر التاريخ هو تقليد الاحتفال بقدوم فصل الربيع، لما لهذا الفصل من خيرات تعم الأرض وتأتي بمواسم الحصاد والخلاص من برودة فصل الشتاء وقساوته. على مر السنين نال هذا الاحتفال ألقاباً عدة تختلف من شعب إلى آخر فالإيرانيون أطلقوا عليه "عيد النوروز"، والعراقيون لقبوه بـ "عيد الدخول"، أما عند المصريين فقد نال اسم "عيد شم النسيم"، واذا توسعنا جغرافياً أكثر سنصل إلى الأمازيغ التي لقبته بـ "عيد الثافسوت"[3]

المراجع

عدل
  1. ^ العرب، Al Arab (مايو 12, 2014 01:00). "أزهار "ثافسوث" تتفتح في الجزائر استعدادا لموسم الحصاد |". صحيفة العرب. اطلع عليه بتاريخ 2020-08-14. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  2. ^ ا ب ج "يومية الشعب الجزائرية - استحضار للتاريخ وحفاظ على الذاكرة الجماعية لسكان الأوراس". www.ech-chaab.com (بar-aa). Retrieved 2020-08-14.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  3. ^ ا ب بابونج. "ما هو عيد الثافسوت؟". ليالينا. اطلع عليه بتاريخ 2020-08-14.