مستخدم:Mohammed 2123121/ملعب

لحُوت الأزْرَق أو المَنَارَة

لحُوت الأزْرَق أو المَنَارَة (الإسم العلمي: Balaenoptera musculus) هو حيوان ثديي بحري ينتمي إلى تحت رتبة الحيتان البالينية، وبسبب طوله البالغ 30 متراً (98 قدماً) ووزنه البالغ 170 طناً أو أكثر، فإنه يُعد أكبر الحيوانات المعروفة على الإطلاق.

جسم الحوت الأزرق طويل ونحيل، وهو ملوّن بعدة ألوان متدرجة، فهو رمادي مزرقّ عند الظهر وأفتح لوناً في الجانب السفلي. للحوت الأزرق خمس سلالات مختلفة هي: ب. م. مَسكيولَس (B. m. musculus) ويعيش في شمال المحيط الأطلسي وشمال المحيط الهادئ، وب. م. إنترميديا (B. m. intermedia) ويعيش في المحيط المتجمد الجنوبي، وب. م. بريفيكودا (B. m. brevicauda) المعروف أيضاً باسم الحوت الأزرق القزم، ويعيش في المحيط الهندي وجنوب المحيط الهادئ، وحوت أزرق شمالي المحيط الهندي ب. م. إينديكا (B. m. indica) الذي يعيش في شمال المحيط الهندي ، والحوت الأزرق التشيلي ب. م. تشيلنسيس (B. m. chilensis) ، والذي تم تسميته علمياً في العام 2020 ، ويعيش قبالة سواحل تشيلي وجنوب شرق المحيط الهادي. يتألف غذاء الحيتان الزرقاء كغيرها من الحيتان البالينية بشكل حصري تقريباً من القشريات الصغيرة المعروفة باسم الإيفوزيات.

كانت الحيتان الزرقاء وفيرة في كل محيطات الأرض تقريباً حتى بداية القرن العشرين، إذ كان صيادو الحيتان يصيدونها لأكثر من قرن من الزمن حتى صارت على وشك الإنقراض، ولكن المجتمع الدولي قام بحمايتها سنة 1966 مما أدى إلى تحسن أوضاعها، وقد قدّر تقرير صدر عام 2002 عدد الحيتان الزرقاء بما يقارب 5,000 إلى 12,000 حوت أزرق في جميع أنحاء العالم، وتوجد في خمس مجموعات على الأقل، وأشار تقرير أحدث أُجري على سلالة الحيتان القزمة إلى أن ذلك التقدير قد يكون أقل من الواقع، وأما القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض فإنها تصنف الحوت الأزرق ضمن الحيوانات المهددة بالانقراض. كان أكبر تجمع للحيتان الزرقاء قبل عمليات صيد الحيتان في المنطقة القطبية الجنوبية، إذ بلغ عددها قرابة 239,000 حوت (من 202,000 إلى 311,000 حوت)، إلا أنه لم يتبق هناك إلا مجموعات أصغر من تلك بكثير تتكون كل مجموعة من ألفي حوت تقريباً، وتوجد في كل من شمال شرقي المحيط الهادئ والقارة القطبية الجنوبية والمحيط الهندي، وهناك مجموعتان أيضاً في شمال المحيط الأطلسي، ومجموعتان على الأقل في نصف الأرض الجنوبي.


التصنيف

تُصنَّف الحيتان الزرقاء ضمن فصيلة الركوليات (Balaenopteridae)، وهي الفصيلة التي تضم الحيتان السنامية، والحيتان الزعنفية، وحيتان بريدي، وحيتان ساي، وحيتان المنك. ويعتقد العلماء المؤيدون لنظرية التطور أن فصيلة الركوليات قد تطورت من تحت رتبة الحيتان البالينية قبل فترة طويلة تعود إلى عصر الأوليجوسين الأوسط، ولكنهم لم يعرفوا متى انفصلت أنواع هذه الفصيلة عن بعضها البعض.


يُصنَّف الحوت الأزرق عادة على أنه نوع من الأنواع الثمانية التابعة لجنس الهركوليات، وهناك دراسة تصنفه ضمن جنس مستقل يُسمى سيبالدوس (Sibbaldus)، إلا أن هذا التصنيف غير مقبول في أي مكان آخر. وقد أشار تحليل الحمض النووي المتسلسل للحوت الأزرق إلى أنه أقرب عرقياً لحوت ساي وحوت بريدي من أنواع الهركوليات الأخرى، وأقرب إلى الحوت السنامي والحوت الرمادي من حيتان المنك، ويُعتقد أنه إذا وُجدت أبحاث أخرى تؤكد هذه العلاقات فإنه سيكون من الضروري إعادة تصنيف الركوليات.


لقد وُجد في البرية ما لا يقل عن إحدى عشرة حالة موثقة من الحيتان الهجينة الناتجة عن تزاوج حيتان زرقاء مع حيتان زعنفية، وقد أشار بعض العلماء إلى أن القرابة الجينية بين الحيتان الزرقاء والحيتان الزعنفية هي كتلك القرابة التي بين الإنسان والغوريلا. إضافة إلى ذلك، فإن بعض الباحثين العاملين عند جزيرة فيجي ادّعوا أنهم التقطوا صوراً لهجين ناتج عن تزاوج حوت سنامي مع حوت أزرق.


إن أول من قام بوصف الحوت الأزرق وصفاً منشوراً هو الطبيب الإسكتلندي روبرت سيبالد سنة 1694، وذلك في كتابه «Phalainologia Nova»، ففي شهر سبتمبر سنة 1692 عثر روبرت سيبالد على حوت أزرق في مصب نهر فورث، وقد كان ذلك الحوت ذكراً طوله 24 متراً تقريباً (78 قدماً)، وكان لديه «صفائح سوداء صلبة» و«ثقبان كبيران يشبهان الأهرام في شكليهما».


اسم الحوت الأزرق العلمي مستمد من الكلمة اللاتينية مسكيولس (musculus) التي تعني «عضلة»، ولكن يمكن أن تكون أيضاً بمعنى «الفأر الصغير»، ولا بد أن كارل لينيوس الذي قام بتسمية هذا الحيوان في كتابه «نظام الطبيعة» سنة 1758، لا بد أنه كان يعرف هذا، وربما كان يقصد بهذه التسمية ذات المعنيين السخرية. لقد قام هرمان ملفيل بتسمية هذا الحوت باسم «كبريتي القاع» في روايته موبي ديك بسبب وجود بقعة لونها برتقالي بني أو أصفر على جزئه السفلي، وسببها هو وجود الطحالب التي تسمى دياتومات على جلده. وهناك أسماء شائعة أخرى للحوت الأزرق منها: ركولي سيبالد نسبة إلى الطبيب روبرت سيبالد الذي كان أول من وصف هذا الحوت، والحوت الأزرق الكبير والركولي الشمالي الكبير، إلا أن هذه الأسماء هُجرت ولم تعد مستعملة. أول استخدام معروف لمصطلح الحوت الأزرق كان في رواية موبي ديك، وقد ذكر المؤلف هرمان ملفيل هذا المصطلح مجازاً فقط ولم يجعله الاسم الخاص لهذا الحوت، وقد اشتق الاسم الإنجليزي «blue whale» من الكلمة النرويجية «blåhval» التي صاغها صياد الحيتان النرويجي سفيند فوين، وقد تبنى العالم النرويجي جورج أوشيان سارس هذا الاسم ليصير الاسم النرويجي الشائع للحوت الأزرق، وذلك سنة 1874.


يُقسّم العُلماء الحوت الأزرق إلى خمس سلالات وهي: ب. م. مَسكيولَس (B. m. musculus) وهو الحوت الأزرق الشمالي الذي يضم المجموعات التي تعيش في شمال المحيط الأطلسي وشمال المحيط الهادئ، وب. م. إنترميديا (B. m. intermedia) وهو الحوت الأزرق الجنوبي الذي يعيش في المحيط المتجمد الجنوبي، وب. م. بريفيكودا (B. m. brevicauda) وهو الحوت الأزرق القزم الذي يعيش في المحيط الهندي وجنوب المحيط الهادئ، والحوت الهندي الكبير ب. م. إينديكا (B. m. indica) الذي يعيش في شمال المحيط الهندي، والحوت الأزرق التشيلي ب. م. تشيلنسيس (B. m. chilensis) ، والذي تم تسميته علمياً في العام 2020 ، ويعيش قبالة سواحل تشيلي وجنوب شرق المحيط الهادي

الوضع الحالي عدل

حوت أزرق قرب جزر الأزور ذيل حوت أزرق فوق الماء، وتظهر في الخلف جزر القناة في كاليفورنيا

منذ بدء حظر صيد الحيتان، فشلت الدراسات في معرفة ما إذا كانت أعداد الحيتان الزرقاء عالمياً في تزايد أم في استقرار، ففي المنطقة القطبية الجنوبية تُظهر أحسنُ التقديرات أن هناك زيادة كبيرة نسبتها 7.3% سنوياً منذ انتهاء صيد الحيتان السوفيتي غير القانوني، ومع ذلك فإن عددها لا يزال أقل من 1% من تعدادها الأصلي. كما يُعتقد أيضاً أن أعداد الحيتان الزرقاء قرب آيسلندا وكاليفورنيا في تزايد، إلا أن هذا التزايد ليس كبيراً من الناحية الإحصائية. وقد قُدّر عدد الحيتان الزرقاء في جميع أنحاء العالم بما يتراوح بين 5.000 و 12.000 سنة 2002، إلا أن هذا التقدير ليس مؤكداً جداً.

تصنف القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الحوت الأزرق ضمن الحيوانات المهددة بالانقراض، ولم يتغير هذا التصنيف منذ ابتداء عمل هذه القائمة. وتصنف خدمة المصائد البحرية الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية الحيتان الزقاء على أنها مهددة بالانقراض بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض. ويتكون أكبر تركيز معروف للحيتان الزرقاء من حوالي 2.800 فرد، ويوجد في شمال شرقي المحيط الهادئ، ويتكون من سلالة ب. م. مَسكيولَس التي تنتشر من ألاسكا إلى كوستاريكا، ولكنها غالباً ما تُشاهد من ولاية كاليفورنيا في الصيف، ونادراً ما تزور هذه المجموعة من الحيتان شمال غربي المحيط الهادئ بين شبه جزيرة كامشاتكا والطرف الشمالي من اليابان.

توجد مجموعتان مميزتان من سلالة ب. م. مَسكيولَس في شمال المحيط الأطلسي، إذ توجد المجموعة الأولى قبالة جرينلاند ونيوفاوندلاند ونوفا سكوشا وخليج سانت لورنس، ويُقدر عدد هذه المجموعة بحوالي 500 فرد. وأما المجموعة الثانية فهي توجد شرقاً من ذلك، وقد رصدت بالقرب من جزر الأزور في فصل الربيع وآيسلندا في شهري يوليو وأغسطس، ومن المفترض أن الحيتان تسير على أعراف منتصف الأطلسي بين تلك الجزيرتين البركانيتين. كما رصدت الحيتان الزرقاء في مناطق أبعد من آيسلندا، فقد شوهدت في الشمال الأقصى حتى سبيتسبيرجين ويان ماين، وإن كانت تلك المُشاهدات نادرة، ولا يَعرف العلماء أين تقضي هذه الحيتان شتاءها. يُقدّر عدد الحيتان الزرقاء الإجمالي في شمال المحيط الأطلسي بما بين 600 و1.500 فرد.

شكرا ل قرائتك عدل