مستخدم:هود/ملعب/3

مصحف القرآن الكريم برواية ورش عن نافع مطبوع في المطبعة الثعالبية في الجزائر.

فتوى تحريم الطباعة هي فتوى أُصدرت عام 1515م من قبل هيئة علماء في الدولة العثمانية. تبعاً لذلك، فرض سليم الأول حكم القصاص لأي من يستعمل ألات الطباعة. ينسبُ كتابٌ إلى هذه الفتوى سبب تأخر المعرفة، والاختراع والابتكار في العالم الإسلامي عندما كانت أوروبا وسط عصر النهضة.[1][2]

التاريخ عدل

مع بداية القرن الخامس عشر، ظهرت المحاولات الأولى لاستعمال الحرف العربي ضمن مؤلفات لاتينية. كان ذلك مع صدور كتابين هما “الحج إلى قبر المسيح” لبرنارد دي برينباخ، وكتاب عن النحو العربي لبيدرو دي ألكالا. طُبعت كتب عربية بارزة مثل ”القانون الثاني” لابن سينا و”نزهة المشتاق” للإدريسي و”كنز اللغة العربية” للفيروز آبادي. كانت تُتدَاولُ هذه الطبعات داخل العالم الإسلامي بفضل حركة التجارة القائمة حينئذٍ.

ظهرت المطابعُ العربية لأول مرة من طرف العرب المسيحيين في الشام. ومن ذلك مطبعة قوزحية، بلبنان، التي تُعتبر الأولى من نوعها والتي يعود تاريخ تأسيسها إلى بداية القرن الـ17. رغم التعرف المبكر على تقنيات الطباعة وتداول إصداراتها داخل دول العالم الإسلامي، ظلت البنية الدينية المحافظة تُشهر رفضها لدخول الطباعة عبر فتاوى صدرت من عدة بلاد.[3]

ظهور فتاوى التحريم عدل

أصدر السلطان العثماني بايزيد الثاني فرماناً يحرم الطباعة على رعاياه المسلمين، إلا أنه سمح لليهود والمسيحيين إنشاء مطابعهم داخل الدولة العثمانية شريطة عدم استعمال الحروف العربية. أصدر علماء الأزهر بعضهم فتوى بتحريم طباعة الكتب الشرعية، بدعوى كونها تحرف العلوم. وإلى ذلك ذهبت فتاوى فردية، ومنها فتوى الفقيه المغربي محمد بن إبراهيم السباعي، الذي خط وثيقة سماها “رسالة في الترغيب في المؤلفات الخطية، والتحذير من الكتب المطبوعة، وبيان أنها سبب في تقليل الهمم وهدم حفظ العلم ونسيانه”.

أُصدرت أول مطبعة بإسطنبول بعد قرنين ونصف عن صدور فرمان تحريمها. وكان وراءها المجري إبراهيم متفرقة، الذي استطاع استصدار فتوى من شيخ الإسلام وأمراً جديداً من السلطان أحمد الثالث بجواز طباعة الكتب. غير أنه بعد ثلاث سنوات من ذلك، أُحرقت مطابع متفرقة في خضم ثورة الضابط خليل باتروني التي انتهت بعزل السلطان.[3]

طباعة القرآن عدل

كان النسّاخون والخطاطون يكتبون النص القرآني على الأوراق ويجمعوها في الكتب إلى حين شيوع الطباعة والمطابع في جميع أنحاء العالم خلال القرن التاسع عشر. وفي بعض الأماكن، كان النص القرآني يُطبع على ألواح خشبية، وقد شاعت هذه الوسيلة خلال القرون الوسطى عند مسلمي الصين خصوصًا. غير أنه لم يصل المؤرخين والباحثين أي مصحف كامل مكتوب بهذا الشكل، ولعلّ سبب ذلك هو التكلفة العالية التي تتطلبها طباعة هكذا كتاب.[4] كذلك شاع خلال القرن التاسع عشر طباعة النصوص القرآنية على الأحجار في أمكنة أخرى.[5]

أقدم نسخ المصحف المطبوعة بأسلوب الطباعة المنقولة، أو تجميع الحروف، والتي لا تزال باقية حتى اليوم، هي نسخة أنتجت بالبندقية سنة 1537 أو 1538، ويظهر بأنها كانت تُحضّر للبيع في الدولة العثمانية، حيث مُنعت الطباعة بهذا الأسلوب منذ سنة 1485. رُفع حظر الطباعة المنقولة في سنة 1588، لكن الرأي العام استمر يرفض استخدام الطباعة لإصدار الكتب غير الدينية، فكان من الطبيعي أن لا يوافق الناس على استخدامها لإصدار المصاحف، واستمر الأمر على هذا المنوال حتى أواخر القرن التاسع عشر. يظهر أن هذه المعارضة كان سببها النسّأخ الذين خافوا من انقطاع مورد رزقهم، وكذلك لأسباب جمالية وخوفًا من وقوع أخطاء عند طباعة النص، مما قد يُغيّر من معناه.[6] رعت كاثرين الثانية قيصرة روسيا أوّل طباعة حديثة للمصحف في سنة 1787، وسرعان ما حذت الدولة العثمانية وفارس حذوها، فظهرت نسخة مطبوعة من قازان في سنة 1828، ومن بلاد فارس سنة 1833، ومن الآستانة سنة 1877.[7]

انظر أيضًا عدل

مراجع عدل

  1. ^ Jafar، Iqbal (19 يونيو 2015). "Origins of Islam's crises". The Friday Times. مؤرشف من الأصل في 2020-11-28.
  2. ^ "The Fatwa That Destroyed an Empire". New Age Islam. سبتمبر 2016. مؤرشف من الأصل في 2021-02-25. اطلع عليه بتاريخ 2020-10-11.
  3. ^ أ ب العرب، Al Arab (يوليو 23, 2016 01:00). "تحريم الطباعة | حسن الوزاني". صحيفة العرب. مؤرشف من الأصل في 2021-05-02. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-02. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  4. ^ طباعة المسلمين قبل گوتنبيرغ نسخة محفوظة 03 نوفمبر 2013 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  5. ^ بيتر جـ. ريدل، طوني ستريت، أنطوني هارلي جونز، block printing&as_brr=3&ei=QTncS9WLKp2WyAS2yPnGCQ&cd=1#v=onepage&q&f=false إسلام: مقالات عن الكتاب المقدس، الفكر، والمجتمع: كتاب تذكاري مُهدى إلى أنطوني هـ. جونز، صفحة. 170–174، BRILL، 1997, ISBN 978-90-04-10692-5، 9789004106925 نسخة محفوظة 25 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ ثريا فاروقي، Qu'ran&ei=v5jbS8qMBo-GzgSw8eGcCQ&cd=7#v=onepage&q=printing%20Qu'ran&f=false رعايا السلطان: الثقافة والحياة اليومية في الدولة العثمانية، صفحة، 134–136، إ.ب.طوريس، 2005، ISBN 978-1-85043-760-4، 9781850437604؛ block printing&as_brr=3&ei=QTncS9WLKp2WyAS2yPnGCQ&cd=7#v=onepage&q&f=false موسوعة الإسلام: الكتيبات 111–112: مسرح المولد، كلفورد أدموند بوسورث نسخة محفوظة 25 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ القرآن في المخطوطات والمطبوعات. "النص القرآني". مؤرشف من الأصل في 2008-03-09. اطلع عليه بتاريخ 2007-06-05.

وصلات خارجية عدل