مستخدم:ديالا عمر/ملعب9

تيسير قبعة (20 آب/أغسطس 1938 - 21 تموز/يوليو 2016[1]) هو مُناضلٌ وناشطٌ فلسطينيٌّ بارزٌ في الحركة الطلابيّة والوطنيّة وأحد القادة المؤسسّين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.[1]

السيرة الشخصيّة عدل

الحياة المبكرة عدل

وُلد المناضل تيسير قبعة في محافظة قلقيلية في الضفة الغربيّة في 20 آب/أغسطس عام 1938. درس المرحلة الأساسية في مدارس قلقيلية[2]، وتخرج من مدرسة قلقيلية الثانوية عام 1958.[1]

المسيرة الدراسيّة عدل

التحقَ بكليّةِ الحقوق في جامعةِ دمشق عام 1962[2]، وأثناء ذلك انتُخِبَ رئيسًا لرابطةِ الطّلبة الفلسطينيّين في سوريا. حصل على درجة البكالوريوس ثم الماجستير في التاريخ من كلية الآداب في جامعة القاهرة.[3][2]

نشاطه وحياته السياسيّة عدل

انتَسبَ قبعة إلى حركة القوميّين العرب في شبابه المبكر، وشارك في مؤتمرها التأسيسيّ في عام 1956. تدرّج في المناصب فيها حيث انتُخب عضوًا في لجنتها التنفيذيّة في عام 1959، ثم في مكتبها السياسي في عام 1964.[2]

نشط في العمل الطلابيّ والنقابيّ، حيث كان رئيسًا لرابطة الطلبة الفلسطينيين في سوريا عام 1958.[2]

اعتُقل في دمشق بعد الإنفصال عن مصر عام 1961، وتمّ إبعاده إلى القاهرة ليلتحق بكلية الآداب في جامعة القاهرة. انتُخب رئيسًا للاتحاد العام لطلبة فلسطين، وأصبح للاتحاد في عهده أكثر من أربعين فرعًا في مختلف دول العالم. وأثناء قيادته للاتحاد، قام بالعديد من الزيارات للدول العربيّة والأوروبيّة والاشتراكيّة لتنظيم الطلبة الفلسطينيّين وشرح عدالة القضيّة الفلسطينيّة. كما حضر العديد من المؤتمرات الطلابيّة في أوروبا الشرقيّة وأوروبا الغربيّة وإفريقيا. انتُخب عضوًا في العديد من اللّجان التنفيذيّة في الاتّحادات الدوليّة مثل: اللجنة التنفيذيّة لاتّحاد الطلبة العالمي، واللّجنة التنفيذيّة لاتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، ومجلس السلم العالمي، ومنظمة التضامن الآفرو-آسيوي.[2]

بقيَ رئيسًا للاتّحادِ حتى شهر حزيران/يونيو من عام 1967، حيث تركَ الجامعةَ والاتحاد للإنضمامِ إلى العديدِ من الطّلبةِ الفلسطينيّين لمقاومةِ الاحتلالِ الإسرائيلي في الضفةِ الغربيّةِ.[3]

اعتقَلَتْهُ سلطاتُ الاحتلالِ في القدسِ في تاريخ 20 كانون الأول/ديسمبر 1967، وبقيَ في السّجنِ لأكثرِ من ثلاثِ سنواتٍ. شُنَّت حَمْلةٌ عالميّةٌ لإطلاقِ سراحِه وزارَه في السّجن العديدُ من قادةِ الاتّحاداتِ الطلابيّةِ العالميّةِ. وتحتَ الضّغطِ العالميّ، أبعَدَتْهُ سلطاتُ الاحتلالِ الإسرائيليّ إلى الأردن عبر صحراء النقب في عام 1971.[4] كما تعرّضَ لعدّةِ محاولاتِ اغتيالٍ مِن قِبَلِ الموساد الصّهيونيّ.[2]

حَضَرَ المؤتمرَ الأولَ للمجلسِ الوطنيّ الفلسطينيّ في القدسِ عام 1964 والذي انبَثَقَتْ عنهُ منظمةُ التّحريرِ الفلسطينيّةِ، كممثلٍ عن الاتّحاد العام لطلبةِ فلسطين. شارَكَ في تأسيسِ الجبهةِ الشعبيّةِ لتحرير فلسطين عام 1967، وأصبح عضوًا في مكتبها السياسي ومسؤولًا عن تنظيمها في الخارج، ثم دخل إلى فلسطين سرًا وحاول تشكيلِ نواة لخلايا مسلحة تابعة للمقاومة الفلسطينية.[2] كما انتُخب عضوًا في اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التّحرير الفلسطينيّة، كأول ممثلٍ للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين فيها.[1]

بعد أحداث أيلول، انتقل من الأردن إلى لبنان. واصل تنقلاته بين لبنان وسوريا والعراق وتونس والجزائر. التقى بالعديد من الرؤساء والحكّام العرب، وحضر العديد من مؤتمرات الأحزاب القوميّة والعماليّة في أوروبا الشرقيّة وإفريقيا وأمريكا اللاتينيّة.[4]

ترأس الوفد الفلسطيني لمؤتمر الشباب العالمي في برلين وكوبا في عامي 1973 و 1978. دعا إلى قيام دولة فلسطينيّة مستقلّة على أي جزء يتم تحريره من أرض فلسطين، كخطوة أولى لتحرير الأراضي الفلسطينيّة.[4]

خلال مسيرته النضاليّة والسياسيّة، حضر تيسير قبعة عددًا من مؤتمرات القمّة العربيّة والقمة الإفريقيّة ودورات الجمعيّة العامّة للأممِ المتّحدة. كما شارك في العديد من المؤتمرات البرلمانيّة للاتحاد البرلماني الدوليّ والعربيّ.[4]

زار الصين لأول مرة في عام 1964 على رأس وفد من الاتّحاد العام لطلبة فلسطين. كما زارَ الصين ثلاثَ مرّات على رأس وفد من الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، وزارها على رأس وفد المجلس الوطني الفلسطيني أثناء انعقاده المؤتمر الدولي لاتحاد البرلمان العالمي.[4]

عاد إلى الأراضي الفلسطينية المحتّلة في شهر نيسان/أبريل عام 1996 لحضور اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني في غزة في دورته الحادية والعشرين، حيث أُعيد انتخابه نائبًا لرئيس المجلس الوطني الفلسطيني.[4]

وفي كانون الأول/ديسمبر من عام 2005، انتُخب نائبًا لرئيس البرلمان الإنتقالي. كما انتُخب نائبًا لرئيس الجمعيّة البرلمانيّة الأورومتوسطية في آذار/مارس من عام 2006.[4]

الحياة الخاصة عدل

من حيث الحياة الأسريّة، تزوج تيسير قبعة من السيدة ابتسام نويهض في عام 1974. أنجب منها ثلاث بنات وابنًا وحيدًا اسمه فارس.[3]

الجوائز عدل

كانت قد منحت الجمعية البرلمانية للبحر المتوسط المناضل تيسير قبعة جائزة المتوسط، ذلك بسبب جهوده لتعزيز الحوار والسلام بين فلسطين وإسرائيل أثناء عمله ونشاطه في الجمعية البرلمانية للبحر المتوسط.[5]

وتُقدَّم هذه الجائزة، منذ عام 1996، لمجموعةٍ من كبارِ الشّخصيات في عالمِ السياسة والدبلوماسية والثقافة والتربية والعلوم، وذلك اعترافًا بمساهمتهم في تعزيز الحوار والسلام في منطقة الشّرق الأوسط الكبرى، وتُمنح الجائزةُ من قِبل هيئةِ تحكيمٍ تَضُم 300 عضو من 43 دولة، وتُعد واحدة من أهم الجوائز في العالم.[5]

وفاته عدل

تُوفّيَ في العاصمةِ الأردنيّة عمّان صباحَ الخميس الموافق 21 تموز/يوليو من عام 2016 عن عمرٍ يناهز 78 عامًا.[3]

وصَفَهُ الرئيس محمود عباس في بيانِ النّعي بـ"القائد والوطني الكبير" و"رفيق الدّرب الطويل" وأحدِ القادةِ التاريخيّين المؤسّسين للجبهةِ الشّعبية لتحريرِ فلسطين. كما نَعَتهُ حركة فتح قائلةً في بيانها: "أننا ونحن نودع هامة وطنية أخرى، وقائدا فلسطينيًا، ظل متمسكًا بالثوابت والوحدة الوطنية والقرار المستقل؛ فإننا على يقين أنه قد ترك أثرًا ونموذجًا في العطاء والتضحية من أجل القضية والوطن".[3]

كما أصدَرَ الرئيسُ الفلسطينيّ محمود عباس مرسومًا بمنحِ المناضِل الوطنيّ الراحلِ تيسير قبعة نجمة القدس من وسام القدس تقديرًا لمسيرتِه الوطنيّة والنضاليّة المشرّفة.[3][6]

المراجع عدل

  1. ^ أ ب ت ث "المناضل تيسير قبعة-منظمة التحرير الفلسطينية". www.plo.ps. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-14.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "تيسير قبعة". 22 يوليو 2020. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-15.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "وفا وكالة للأنباء والمعلومات الفلسطينية". اطلع عليه بتاريخ 2024-03-15.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ "المناضل تيسير قبعة-منظمة التحرير الفلسطينية". www.plo.ps. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-14.
  5. ^ أ ب "تيسير قبعة... تاريخ مناضل فلسطيني حافل بالعمل". العربي الجديد. 23 يوليو 2016. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-15.
  6. ^ "فتح تنعى المناضل القائد الوطني تيسير قبعة". وكـالـة مـعـا الاخـبـارية. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-15.