مجزرة جسر الشغور 2023

مجزرة ارتكبها سلاح الجو الروسي حينما قصف في أواخر يونيو 2023 سوقًا شعبيًا في جسر الشغور ما أسفر عن مقتل 9 مدنيين على الأقل


مجزرة جسر الشغور 2023 هي مجزرةٌ نفذتها القوات الجوية الروسية يوم 25 حزيران/يونيو 2023 حينما قصفت أطراف مدينة جسر الشغور غربي إدلب بعددٍ من الصواريخ ما تسبَّبَ في مقتل 9 أشخاصٍ غالبيتهم من المدنيين وجرحِ 61 آخرين بينهم أطفال. استهدفَ القصفُ الروسي مكانًا يقعُ على مقربةٍ من سوق الخضراوات المتكتظ بالمدنيين وهو ما تسبّب في وقوعِ العدد الكبير من الجرحى، أما القتلى فكان أغلبهم من العمال والمزارعين.[2] نفت المصادر السورية الرسمية الأخبار التي تحدثت حول هويّة الضحايا وقالت إنّ الاستهداف طالَ قادة جماعاتٍ وصفتها بـ «الإرهابيّة» وهو الوصف الذي أطلقه ويُطلقه النظام السوري على كل الجماعات والفصائل المعارضة له منذُ بداية الانتفاضة السورية عام 2011 والتي تحوَّلت فيما بعدُ لحربٍ أهلية مع انخراطِ المزيد من القوى المحلية والدولية الفاعِلة وتعقّد الأزمة أكثر فأكثر.[3]

مجزرة جسر الشغور 2023
جزء من الحرب الأهلية السورية الحرب الأهلية السورية
المعلومات
البلد سوريا  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
الموقع جسر الشغور، سوريا
التاريخ 25 حزيران/يونيو 2023
نوع الهجوم ضربة جوية
الخسائر
الوفيات 9 مدنيين[1]
الإصابات 61 مدنيًا[1]
المنفذون روسيا سلاح الجو الروسي

خلفية عدل

صعَّدت روسيا وقوات النظام السوري ضد مناطق سيطرة فصائل المعارَضة في مدينةِ إدلب ومحيطها وذلك تزامنًا مع انطلاق مؤتمر أستانة، حيث شنَّت الطائرات في أقل من يومينِ أكثر من 15 غارة جوية استهدفت محاور القتال في الغسانية و‌جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، كما استهدفت منطقة بكفلا في ريف جسر الشغور وهي استهدافاتٌ خلَّفت هي الأخرى ضحايا.[4]

القصف عدل

المجزرة عدل

أغارت الطائرات الروسية في ساعات مبكّرة من صباحِ يوم الأحد الموافق للخامس والعشرين من حزيران/يونيو 2023 على عدة مناطق مختلفة ومتفرقة في محافظة إدلب، لكن القصف تركَّزَ على مكانٍ قريبٍ جدًا من سوقٍ للخضر والفواكه في مدينة جسر الشغور غربي إدلب وهو السوق الذي كان مكتظًا بالزوار والبائعين وغيرهم. نجمَ عن القصف الروسي مقتل 9 مدنيين وإصابة أكثر من 61 آخرين إصابات بعضهم خطيرة جدًا.[5]

تدخل الدفاع المدني عدل

وصلَ الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) لعينِ المكان ونقلَ جثت الضحايا للأماكن المختصة كما نقلَ المصابين للمستشفيات. بلغت الحصيلة الأولية للقصف بحسبِ الدفاع المدني 5 قتلى وأكثر من 20 جريحًا، لكنّ الحصيلة ارتفعت في وقتٍ لاحقٍ إلى 9 قتلى كلهم مدنيين.[6] بثَّ ناشطون سورين على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع مصورة أظهرت لحظة استهداف الطيران الروسي للسوق الشعبي وما بعدَ القصف، كما ناشدت المشافي السوريين في المنطقة للتوجه إليها والتبرع بالدم للمصابين.[7]

رد المعارضة عدل

استهدفت فصائل المعارضة في اليوم الموالي للمجزرة مواقع عسكرية لقوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية المساندة لها وذلك ردًا على الاستهدافِ الذي طالَ جسر الشغور. تركَّزَ القصفُ على ناعورة جورين ومعسكر جورين وهي مناطق تضمُّ تجمّعاتٍ للقوات النظامية.[8] زعمَ مسؤولون في المعارضة أنَّ استهدافاتهم نتج عنها وقوع قتلى وجرحى. على الجانب المُقابل، اعترفَت مصادر في صفوفِ النظام تعرض المناطق المعنية للقصف لكنها زعمت أنَّ الاستهداف تمَّ عبر قنابل أُلقيت من طائرات مُسيّرة أقلعت من مناطق سيطرة المعارضة في منطقة إدلب.[9]

ردود الفعل عدل

محليًا عدل

دوليًا عدل

  •   الاتحاد الأوروبي: أدانَ رئيس البعثة الأوروبية إلى سوريا دان ستوينسكو التصعيد العسكري الروسي في إدلب، ونشر بيانًا قالَ فيه: «مرة أخرى نشهد هجمات عشوائية على المدنيين السوريين. يجب أن يتوقف مثل هذا السلوك المارق!».[10]
  •   ألمانيا: أدانت ألمانيا على لسانِ مبعوثها إلى سوريا ستيفان شنيك الضربة الجوية على إدلب واصفةً إيّاها بـ «المروعة» مؤكّدةً أنها «قتلت وجرحت العديد من المدنيين الأبرياء».[11]
  •   فرنسا: أدانت الخارجية الفرنسية الهجوم الروسي على جسر الشغور والذي قالت إنه تسبب في وقوعِ ضحايا.[12]
  •   الأمم المتحدة: قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يشعرُ بقلقٍ عميقٍ إزاء الغارات الجوية التي استهدفت مناطق شمال غربي سوريا، لافتًا إلى أن غوتيريش يُندد بكافة أشكال العنف في سوريا، داعيًا جميع الأطراف فيها إلى الوفاء بالتزاماتهم وفق القانون الدولي.[13]

المراجع عدل

  1. ^ أ ب "مقتل 9 مدنيين بقصف روسي على مناطق خفض التصعيد في إدلب". DailySabah Arabic. 25 يونيو 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-06-25. اطلع عليه بتاريخ 2023-06-28.
  2. ^ وعالم، المدن - عرب (25 يونيو 2023). "مجزرة في جسر الشغور:11 قتيلاً في قصف جوي روسي". المدن. مؤرشف من الأصل في 2023-06-25. اطلع عليه بتاريخ 2023-06-28.
  3. ^ "ارتفاع حصيلة جرحى "مجزرة جسر الشغور" إلى 61 شخصاً بينهم أطفال". تلفزيون سوريا. 25 يونيو 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-06-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-06-28.
  4. ^ "منظمات سورية". شبكة بلدي الاعلامية. مؤرشف من الأصل في 2023-06-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-06-28.
  5. ^ هاتاي، مجد أمين ــ (26 يونيو 2023). "النظام يجدد القصف على إدلب وإدانة ألمانية لمجزرة جسر الشغور". العربي الجديد. مؤرشف من الأصل في 2023-06-26. اطلع عليه بتاريخ 2023-06-28.
  6. ^ "مراسل الجزيرة مباشر: 9 قتلى و21 مصابا على الأقل جراء قصف روسي استهدف سوقا شعبية في جسر الشغور شمالي سوريا - أخبار سياسة". الجزيرة مباشر. 25 يونيو 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-06-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-06-28.
  7. ^ Al-Aneezi، Mostafa (25 يونيو 2023). "الطيران الروسي يرتكب مجزرة هي الأكثر دموية هذا العام حصيلتها 13 قتيلاً مدنياً وعشرات الجرحى في ريف إدلب". القدس العربي. مؤرشف من الأصل في 2023-06-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-06-28.
  8. ^ "مُحمّلين "الهيئة" مجزرة جسر الشغور.. استمرار المظاهرات ضد الهيئة بعدة مناطق من إدلب وحلب". المرصد السوري لحقوق الإنسان. 25 يونيو 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-06-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-06-28.
  9. ^ عنتاب، محمد كركص ــ غازي (26 يونيو 2023). ""الفتح المبين" تستهدف مواقع للنظام السوري رداً على مجزرة جسر الشغور". العربي الجديد. مؤرشف من الأصل في 2023-06-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-06-28.
  10. ^ Ali Haj Suleiman، Husam Hezaber (25 يونيو 2023). "At least nine killed in Russian air strikes in Syria's Idlib - Conflict News". Al Jazeera. مؤرشف من الأصل في 2023-06-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-06-28.
  11. ^ "ألمانيا تدين القصف الروسي الذي استهدف سوقا في جسر الشغور". شبكة بلدي الاعلامية. مؤرشف من الأصل في 2023-06-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-06-28.
  12. ^ "الخارجية الفرنسية تدين القصف الروسي الذي استهدف سوقا شعبيا في منطقة جسر الشغور في ريف إدلب". عكس السير. 26 يونيو 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-06-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-06-28.
  13. ^ ""غوتيريش" يشعر بـ "قلق عميق" إزاء الغارات الجوية الروسية شمال غربي سوريا". شبكة شام. مؤرشف من الأصل في 2023-06-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-06-28.