فلسطين المحتلة

فلسطين المحتلة أو فلسطين التاريخية أو الأراضي المحتلة (يمكن أن يشمل الوصف الأخير أيضًا هضبة الجولان حسب السياق)[ا] هو الوصف الذي تطلقه بعض دول العالم على الأرض الفلسطينية بالحدود التي كانت تعرف بها فلسطين أيام الانتداب البريطاني، وهو يشمل ما يعرف بالأراضي الفلسطينية المحتلة من طرف الكيان الإسرائيلي، بالإضافة إلى الأراضي التي تقع فيها دولة إسرائيل الحالية. هذا المصطلح (فلسطين المحتلة) يستخدمه من لا يعترف بإسرائيل أو لا يعترف بشرعية حكمها على منطقة فلسطين، إنهم يعتبرون أن فلسطين احتلت على مرحلتين: الأولى في عام 1948 والثانية في 1967 وهو الأحق دوليًا.

الأراضي الفلسطينية من (1947 - 2019)

يحاجج المؤرخ إيلان بابي بأن استخدام مصطلح «احتلال» هو استخدام يؤثر على قراءَتِنا للوضع جاعلًا منه قراءةً خاطئةً، وأن ما قامت وتقوم به إسرائيل سواءً في حدود الضفة الغربية وقطاع غزة،أو في المناطق التي استولت عليها عام 1948 يجب تسميته «استعمار».[1]

الوجود العربي في فلسطين

عدل

إن أول شعب معروف استوطن أرض فلسطين التاريخية هم الكنعانيون، وثمة من يشكك في أصول هذه القبائل على أنها ليست سامية بل حامية، وقد سميت هذه المنطقة بأرض كنعان حتى سنة 1,200 قبل الميلاد، عندما استوطنت المناطق الساحلية من قبل الفلستيين المهاجرين من جزيرة كريت في اليونان الحالية، ومن اسم هذه الشعوب عرفت هذه المنطقة منذ ذلك الوقت إلى الآن باسم فلسطين، غير أن هذه الشعوب الكريتية الأصل اندمجت بالشعوب الكنعانية في المصاهرة وطرق العيش وحتى في الشؤون الدينية والآلهة.[2]
جدير بالذكر أن لغة القبائل الكنعانية تنتمي لعائلة اللغات السامية مثلها في ذلك مثال لغات شبة الجزيرة العربية القديمة والحديثة كاللغات السامية الجنوبية الغربية والسامية الجنوبية الشرقية بالإضافة للغة العربية.[3]
هاجر الغساسنة العرب من اليمن إلى سوريا في القرن الثالث الميلادي. وقد تبنوا الديانة المسيحية وتعاونوا مع الإمبراطورية البيزنطية خصوصًا في حروبها ضد الفرس، وتوسعت مملكتهم في القرنين الخامس والسادس للميلاد. وبعد انتصار العرب المسلمين على الروم في معركة اليرموك عام 636م ضمت فلسطين والبلدان المجاورة لها إلى الخلافة الإسلامية. وقد كتب الخليفة عمر بن الخطاب -الذي شَرَطَ بطريرك القدس ألا يسلم المدينة إلا له- عهداً لسكانها وكانوا من المسيحيين (كتاب صلح) يمنحهم بموجبه الأمان لأنفسهم (الحماية والحرية)، وقضى -بناءً على طلبهم- بعدم إسكان اليهود بالقدس.[4]
وبقيت فلسطين أرضاً عربيةً حتى الانتداب البريطاني ومن ثم الوعد الذي أطلقه وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور للحركة الصهيونية وقضى بأن تسهل بريطانيا عملية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.[5] وترافق هذا مع جهود بعض المفكرين اليهود في أوروبا الذين كانوا ينتمون إلى الحركة الصهيونية التي أسسها تيودور هرتسل عام 1897م. بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين -و خصوصـاً القدس- تزداد كثافة، حيث وصلت إلى أكثر من 34 ألف مهاجرٍ في عام 1925،[6] وأقاموا بها مستوطنات زارعية،[7] بعضها على أراضٍ اشتراها اليهود من الإقطاعيين غير الفلسطينيين أو منحها لهم الانتداب البريطاني أو كانت أصلاً مسجلةً بأسمائهم من قبل.[8]
في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 1947م قررت هيئة الأمم المتحدة إلغاء الانتداب وتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية ما أدى إلى نشوب أعمال العنف في فلسطين. وفي 14 مايو (أيار) 1948 انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين وأعلنت الوكالة اليهودية إنشاء دولة إسرائيل على أراضى فلسطين التي منحتها إياها الأمم المتحدة بموجب قرار التقسيم.[9] انتهت -التي اندلعت بين إسرائيل والدول العربية المجاورة- باستيلاء إسرائيل على 78% من مساحة فلسطين الكلية وتهجير 85% من السكان الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون على أراضيهم. أما باقي فلسطين؛ الضفة الغربية فضمتها الأردن إلى أراضيها، وقطاع غزة أضحى تحت حكم إداري مصري. رفضت إسرائيل السماح للاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم رغم قرارات الأمم المتحدة. بعدئذٍ في 1967 احتلت إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة بالإضافة إلي أراضٍ أخرى من مصر (سيناء) وسوريا (هضبة الجولان).

في عام 1981 ضمت إسرائيل القدس الشرقية وهضبة الجولان كجزءٍ من الدولة الإسرائيلية ضمّاً أحاديَ الجانب لم يعترف به المجتمع الدولي، أما بقية الضفة الغربية بالإضافة إلى كامل قطاع غزة فبقيت خاضعةً للحكم العسكري. في 1982 استعادت مصر سيطرتها علي سيناء بعد توقيع اتفاقية سلامٍ مع الكيان الإسرائيلي، حيث تنازلت مصر عن قطاع غزة التي اعتبرتها فلسطينية وليست مصرية. في 1994 أقيمت السلطة الوطنية الفلسطينية حسب اتفاقيات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل حيث تسلمت بعض الصلاحيات تدريجياً في بعض المدن والقرى في الضفة الغربية وقطاع غزة.

التطور الحديث لفلسطين
1916–1922 مقترحات مختلفة: ثلاثة مقترحات لإدارة فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى. الخط الأحمر هو "الإدارة الدولية" المقترحة في اتفاقية سايكس بيكو لعام 1916، والخط الأزرق المتقطع هو اقتراح المنظمة الصهيونية لعام 1919 في مؤتمر باريس للسلام، والخط الأزرق الرفيع يشير إلى الحدود النهائية لفلسطين الانتدابية 1923-48.
1937 اقتراح بريطاني: أول اقتراح رسمي للتقسيم نشرته لجنة بيل عام 1937. اقترح استمرار الانتداب البريطاني للحفاظ على "قدسية القدس وبيت لحم"، في شكل جيب يمتد من القدس إلى يافا، بما في ذلك اللد والرملة.
1947 اقتراح الأمم المتحدة: اقتراح حسب خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين (قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 (II)، 1947)، قبل حرب 1948. تضمن الاقتراح كيان القدس المستقل، مفترق طرق خارج الحدود الإقليمية بين المناطق غير المتجاورة، ويافا كمعزل عربي.
1947 ملكية الأراضي اليهودية الخاصة: الأراضي المملوكة لليهود في فلسطين الانتدابية اعتبارًا من عام 1947 باللون الأزرق، وتشكل 7.4% من إجمالي مساحة الأرض، والتي كان أكثر من نصفها مملوكًا من قبل JNF وPICA. الأبيض هو إما أراض عامة أو أراض مملوكة للفلسطينيين العرب بما في ذلك الصناديق الدينية ذات الصلة.
1949 خطوط الهدنة: الإدارة الأردنية للضفة الغربية (أخضر فاتح) وقطاع غزة الذي ضمته مصر (أخضر غامق)، بعد حرب 1948، تظهر خطوط الهدنة لعام 1949.
1967 التغييرات الإقليمية: خلال حرب 1967، استولت إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان، جنبًا إلى جنب مع شبه جزيرة سيناء (التي تداولت لاحقًا مقابل السلام بعد حرب أكتوبر). في 1980-1981 ضمت إسرائيل القدس الشرقية وهضبة الجولان. لم يحظ ضم إسرائيل ولا مطالبة منظمة التحرير الفلسطينية بالقدس الشرقية باعتراف دولي.
1995 اتفاقية أوسلو 2: بموجب اتفاقيات أوسلو، أنشئت السلطة الوطنية الفلسطينية لتوفير حكم ذاتي فلسطيني مؤقت في الضفة الغربية وداخل قطاع غزة. في المرحلة الثانية، تصورت "الجيوب (الكانتونات) الفلسطينية".
2005–الحاضر: بعد فك الارتباط الإسرائيلي عن غزة والاشتباكات بين الحزبين الفلسطينيين الرئيسيين في أعقاب فوز حماس في الانتخابات، سيطرت حكومتان تنفيذيتان منفصلتان على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
الأغلبية العرقية بالاستيطان (حاضر): تشير الخريطة إلى الأغلبية العرقية للمستوطنات (مدن وقرى وتجمعات أخرى).


انظر أيضًا

عدل

ملاحظات

عدل

المراجع

عدل
  1. ^ Robert Boudrias (28 مايو 2018)، Ilan Pappé Palestinian territories is not occupation it's colonisation، مؤرشف من الأصل في 2020-01-09، اطلع عليه بتاريخ 2018-05-30
  2. ^ المعرفة - ملفات خاصة 2001 - فلسطين عربية منذ استوطنها الكنعانيون نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2009 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ لغات سامية
  4. ^ العهدة العمرية - المعاهدة بين المسلمين وأهل القدس بعد الفتح الإسلامي نسخة محفوظة 10 ديسمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ نص وعد بلفور متاح على ويكي مصدر
  6. ^ العوائق البريطانية على الهجرة اليهودية، من موقع المكتبة اليهودية الافتراضية نسخة محفوظة 24 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ Jewish Immigration.html المستوطنات اليهودية - موقع الهيئة العامة للاستعلامات - فلسطين[وصلة مكسورة]
  8. ^ ملكية الأراضي في فلسطين قبل 1948 - موقع الهيئة العامة للاستعلامات - فلسطين نسخة محفوظة 13 ديسمبر 2007 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ مشروع التقسيم وانتهاء الانتداب البريطاني- الفصل الثاني من كتاب قضية فلسطين والأمم المتحدة - موقع الأمم المتحدة [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 15 أكتوبر 2011 على موقع واي باك مشين. نسخة محفوظة 25 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية

عدل