سلالة بارامارا

كانت سلالة بارامارا سلالة هندية حكمت مالوا والمناطق المحيطة بها في وسط غرب الهند بين القرنين التاسع والرابع عشر. انتمت السلالة إلى عشيرة بارامارا من الراجبوت. تأسست في القرن التاسع أو العاشر، وربما حكموا بوصفهم توابع لسلالة راشتراكوتا في مانياخيتا.[1] عثر على أقدم نقوش بارامارا الموجودة حتى الآن، التي أصدرها الحاكم القرن العاشر سياكا، في ولاية غوجارات. نحو عام 927 ميلادية، دمر سياكا عاصمة راشتراكوتا، مانياخيتا، وأسس بارامارا بوصفها قوة سيادية. في عهد خلفه مونجا، أصبحت منطقة مالوا في ولاية ماديا براديش الحالية الأراضي الأساسية لبارامارا، فضلًا عن كون دهار عاصمة لها. وصلت السلالة إلى ذروتها تحت حكم ابن أخي مونجا «بوجا»، امتدت مملكته من قلعة شيتور في الشمال إلى كونكان في الجنوب، ومن نهر سابرماتي في الغرب إلى فيديشا في الشرق.

صعدت قوة السلالة وتراجعت مرات عدة نتيجة صراعاتهم مع تشاولوكيا من غوجارات، وتشالوكيا من كالياني، وكالاتشوريس من تريبوري، وشانديلاس من جيجاكابهوكتي وممالك جوار أخرى. نقل الحكام البارامارا اللاحقون عاصمتهم إلى مندابا-دورجا (الآن مندو) بعد أن دمرت دهارا عدة مرات على يد أعدائهم. هزم ماهالاكاديفا، آخر ملك معروف من البارامارا، وقتل على يد قوات علاء الدين الخلجي من دلهي في عام 1305 م، إلا أن الأدلة النقشية تشير إلى استمرار حكم البارامارا لبضع سنوات بعد وفاته.

تمتعت مالوا بمستوىً رفيع من الهيمنة السياسية والثقافية تحت حكم البارامارا. عرف البارامارا جيدًا بدعمهم للشعراء والعلماء السنسكريت، وكان بهوجا بنفسه عالمًا مشهورًا. كان معظم ملوك البارامارا من الشيفيين وقد أمروا ببناء عدة معابد شيفا، إلى جانب دعمهم كبار مفكري الجاينية.

الأصل عدل

السلف عدل

تذكر لوحات هارسولا النحاسية (949 م) التي أصدرها الملك البارامارا سياكا الثاني ملكًا يُدعى أكالافارشا، يليه مصطلح «في تلك العائلة»، ثم يليه اسم «فابايراجا» (الذي يُعتقد أنه ملك البارامارا فاكباتي الأول). بناءً على معرفة المؤرخين «بأكالافارشا» (وهو لقب راشتراكوتا) فضلًا عن الملك الراشتراكوتا كريشنا الثالث، افترض المؤرخ دي سي جانجولي أن البارامارا هم أحفاد الراشتراكوتا.[2] حاول جانجولي إيجاد دعم لنظريته في مستند «آين-آي-أكبري»، الذي يذكر أسطورة أجنيكولا بأن سلفًا للبارامارا قد أتى إلى مالوا من ديكان.[3] حسب آين-آي-أكبري، جاء رجل وُلد من تضحية بالنار يدعى دانجي من ديكان لتأسيس مملكة في مالوا؛ عندما توفي وريثه بوتراج بدون ورثة، وضع النبلاء أديتيا بونوار، سلف البارامارا، ملكًا جديدًا عليهم. لاحظ جانجولي أيضًا أن خليفة سياكا مونجا (فاكباتي الثاني) حمل ألقابًا مثل أموغافارشا، وسري-فالابها، وبريثفي-فالابها: وهي ألقاب مميزة تخص راشتراكوتا.[4]

إلا أن هناك فجوة قبل عبارة «في تلك العائلة» في نقش هارسولا، وبالتالي، فإن اقتراح جانجولي هو مجرد تخمين في غياب أي دليل ملموس.[5] فضلًا عن ذلك، حتى إذا كانت أسطورة آين-آي-أكبري دقيقة تاريخيًا، فإن أديتيا بونوار لم يكن نسلًا لدانجي: إنه على الأرجح كان شخصية مهمة محلية بدلًا من كونه من سكان ديكان. يجادل نقاد نظرية جانجولي أيضًا بأن الألقاب التي تخص الراشتراكوتا في هذه النقوش تشير إلى حكام بارامارا الذين افترضوا هذه الألقاب لتصوير أنفسهم كخلفاء شرعيين للراشتراكوتا في منطقة مالوا. اعتمد الراشتراكوتا أيضًا ألقابًا مثل بريثفي-فالابها، والتي استخدمها قبل حكام تشالوكيا السابقين.[6] يشير المؤرخ داشاراثا شارما إلى أن البارامارا ادعوا أصلهم الأجنيكولي الأسطوري بحلول القرن العاشر: لو كانوا حقًا أحفاد الراشتراكوتا، لم يكونوا لينسوا أصلهم الملكي الرفيع في جيل واحد.[7]

ادعى ملوك بارامارا لاحقًا أنهم أفراد في عشيرة الأجنيكولا أو الأجنيفانشا (عشيرة النار). تروي أسطورة الأجنيكولا للأصل، التي تظهر في عدة نقوش وأعمال أدبية لهم، القصة التالية: أقدم الحكيم فيشفاميترا على اختطاف بقرة تحقق الأمنيات من الحكيم الآخر فاشيشثا في جبل أربودا (جبل أبو). بعدها أحضر فاشيشثا بطلًا من حفرة النار المخصصة للتضحية (أجني-كوندا)، الذي هزم أعداء فيشفاميترا وأعاد البقرة. ثم أعطى فاشيشثا البطل لقب بارامارا (قاتل الأعداء). أقدم مصدر معروف يذكر هذه القصة هو «نافا-سهاسانكا-تشاريتا» للشاعر القاضي بادماغوبتا باريمالا، الذي كان شاعرًا في بلاط ملك بارامارا سندهوراجا (نحو 997-1010). لا تذكر الأسطورة في النقوش أو الأعمال الأدبية السابقة لفترة بارامارا. في ذلك الوقت، ادعت جميع السلالات المجاورة أصلًا إلهيًا أو بطوليًا، مما قد يكون دفع البارامارا إلى ابتكار أسطورة خاصة بهم.[8][9]

توسعت أسطورة ذكرت في نص منقح «بريثفيراج راسو» في أسطورة الأجنيكولا لوصف السلالات الأخرى بأنهم وُلدوا من النار من أصل راجبوت. لا تحتوي النسخ الموجودة حاليًا من «بريثفيراج راسو» على هذه الأسطورة؛ ربما ابتكرت هذه النسخة من قبل شعراء القرن السادس عشر الذين أرادوا تعزيز وحدة الراجبوت ضد الإمبراطور المغولي أكبر. فسر بعض المؤرخين في عصر الاستعمار هذه الرواية الأسطورية للإشارة إلى أصل أجنبي للبارامارا. حسب هذه النظرية، جاء أسلاف البارامارا وراجبوت آخرين من بلدان أخرى إلى الهند بعد انهيار إمبراطورية غوبتا حوالي القرن الخامس الميلادي، ثم قبلوا في نظام الطبقات الهندوسي بعد أداء طقوس النار. هذه النظرية ضعيفة بحقيقة أن الأسطورة لم تذكر في أقدم سجلات البارامارا، وحتى أن سجل البارامارا الأقدم لا يذكر السلالات الأخرى بأنهم أجنيفانشي.[10]

أثر بعض المؤرخين، مثل داشاراثا شارما وبراتيبال بهاتيا بأن البارامارا كانوا في الأصل براهمة من طائفة فاشيشثا. تعتمد هذه النظرية على حقيقة أن هالايودها، الذي كان راعيًا لمونجا، يصف الملك بأنه «براما-كشترا» في وثيقة بينجالا-سوترا-فريتي. حسب بهاتيا، يعني ذلك المصطلح «أن مونجا انتمى إلى عائلة من البراهمة التي أصبحت كشترا». بالإضافة إلى ذلك، يذكر نقش معبد باتانارايانا أن البارامارا انتموا إلى طائفة فاشيشثا، وهي طائفة من بين البراهمة الذين يدعون النسبة من الحكيم فاشيشثا. يشير المؤرخ آرويند كيه. سينغ إلى أن العديد من المصادر الأخرى تشير إلى نسبة السلالة إلى الكشترا. مثلًا، يذكر نقش بيبلياناجار لعام 1211 أن أسلاف البارامارا كانوا «جوهرة التاج للكشترا»، ويذكر مستند «برابا-فاكارا-تشاريتا» أن فاكباتي ولد في سلالة كشترا. حسب سينغ، فإن التعبير «براما-كشترا» يعني «كشترا متعلّم».[11]

يرى دينيششاندرا سيركار أن السلالة نسبت إلى المالافا. مع ذلك، لا توجد أدلة على أن حكام بارامارا الأوائل كانوا يلقبون بالمالافا؛ بدأت بارامارا تسمى مالافا فقط بعد أن بدأت تحكم منطقة مالوا.

الوطن الأصلي عدل

استنادًا إلى أسطورة الأجنيكولا، افترض بعض المفكرين مثل سيز في. فيديا وإف. إيه. سميث أن «جبل أبو» كان الموطن الأصلي للبارامارا. واعتمادًا على لوحات هارسولا النحاسية وآين-آي-أكبري، يرى دي. سي. جانجولي أنهم جاءوا من منطقة دكن.[7]

تم اكتشاف أقدم النقوش للبارامارا (نقشة سياكا الثاني) جميعها في ولاية غوجارات، وتتعلق بمنح الأراضي في تلك المنطقة. استنادًا إلى ذلك، افترض د. بي. ديسكالكار وإتش. إق. تريفيدي أن البارامارا ارتبطوا بولاية غوجارات خلال أيامهم الأولى. هناك احتمال آخر وهو أن حكام البارامارا الأوائل غادروا مؤقتًا عاصمتهم دهارا في مالوا إلى ولاية غوجارات بسبب غزو غورجارا-براتيهارا. تعتمد هذه النظرية على تحليل مشترك لمصدرين: «نافا-ساهاسانكا-تشاريتا»، الذي يذكر أن ملك البارامارا فايريسيمها طهر مدينة دهارا في مالوا من الأعداء؛ ونقش «براتابجاه» لعامي 945-946م لملك غورجارا-براتيهارا، ماهيندرابالا، الذي يذكر استعادته مالوا.

المراجع عدل

  1. ^ * Burjor Avari (2007). India: The Ancient Past: A History of the Indian Sub-Continent from C. 7000 BC to AD 1200 (بالإنجليزية). Routledge. p. 233. ISBN:978-1-134-25162-9. Archived from the original on 2022-10-21. Further west, there was another cluster of Rajput kingdoms, including those of the Chahamanas or the Chauhanas of eastern Rajasthan, the Tomaras of the Delhi region, the Parmaras of Malwa and western Madhya Pradesh, and the Chalukyas (not to be confused with the Deccan Chalukyas) or Solankis of Gujarat
    • Nandini Chatterjee (2020). Land and Law in Mughal India: A Family of Landlords across Three Indian Empires. Cambridge University Press. ص. 51. ISBN:978-1-108-48603-3. مؤرشف من الأصل في 2022-10-21. One such Rajput dynasty was that of the Paramaras of Malwa, established around the tenth century.
    • Brajadulal Chattopadhyaya (2006). Studying Early India: Archaeology, Texts and Historical Issues (بالإنجليزية). Anthem. p. 116. ISBN:978-1-84331-132-4. Archived from the original on 2022-10-21. The period between the seventh and the twelfth century witnessed gradual rise of a number of new royal-lineages in Rajasthan, Gujarat, Madhya Pradesh and Uttar Pradesh, which came to constitute a social-political category known as 'Rajput'. Some of the major lineages were the Pratiharas of Rajasthan, Uttar Pradesh and adjacent areas, the Guhilas and Chahamanas of Rajasthan, the Caulukyas or Solankis of Gujarat and Rajasthan and the Paramaras of Madhya Pradesh and Rajasthan.
    • David Ludden (2013). India and South Asia: A Short History. Oneworld Publications. ص. 88–. ISBN:978-1-78074-108-6. مؤرشف من الأصل في 2022-10-21. By contrast in Rajasthan a single warrior group evolved called Rajput (from Rajaputra-sons of kings): they rarely engaged in farming, even to supervise farm labour as farming was literally beneath them, farming was for their peasant subjects. In the ninth century separate clans of Rajputs Cahamanas (Chauhans), Paramaras (Pawars), Guhilas (Sisodias) and Caulukyas were splitting off from sprawling Gurjara Pratihara clans...
    • Satish Chandra (2007). History of Medieval India:800-1700 (بالإنجليزية). Orient Longman. p. 62. ISBN:978-81-250-3226-7. Archived from the original on 2023-03-10. The rise of a new section called the Rajputs and the controversy about their origins have already been mentioned. With the break-up of the Pratihara empire, a number of Rajput states camne into existence in north India. The most important of these were the Gahadavalas of Kanauj, the Paramaras of Malwa, and the Chauhans of Ajmer
  2. ^ Kailash Chand Jain 1972، صفحة 327.
  3. ^ Krishna Narain Seth 1978، صفحة 4.
  4. ^ Ganga Prasad Yadava 1982، صفحة 36.
  5. ^ R. B. Singh 1975، صفحة 225.
  6. ^ Pratipal Bhatia 1970، صفحة 18.
  7. ^ أ ب Arvind K. Singh 2012، صفحة 14.
  8. ^ Krishna Narain Seth 1978، صفحات 10-13.
  9. ^ Alf Hiltebeitel 2009، صفحة 444.
  10. ^ Krishna Narain Seth 1978، صفحة 16.
  11. ^ R. B. Singh 1964، صفحات 17-18.