معركة فارنا: الفرق بين النسختين

[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 701:
 
== نشر القوات العثمانية==
اتّخَذَ السلطان [[مراد الثاني]] ثلاثة استراتيجيات أساسية انعكست على توزيع ونشر القوات على ميدان القتال:
 
# استراتيجية المداهمة للاستفادة من تضاريس أرض المعركة، فأخذ بعين الاعتبار مستنقعات [[بحيرة ڤارنا]] في الجنوب ووضع لها في [[شمال|الشمال]] قوة من 15,000 من المحاربين الأشداء كي يسدّ منفذ هروب الصليبيين إلى مدينة [[فارنا|ڤارنا]]، ويقطع عليهم بالأساس فرصة الالتفاف على الجيش العثماني، وكان الشَمال هو المنفذ الوحيد للصليبيين وسط المسطحات المائية المحيطة بهم.
سطر 709:
=== توزيع قلب الجيش العثماني ===
[[ملف:Kronika Polska Marcina Bielskiego-378.png|تصغير|صورة مقر السلطان [[مراد الثاني]] في "'''معركة''' '''ڤارنا'''" منشورة في "تاريخ الحروب" (chronicle) للجندي والمؤرخ البولوني "مارسين بيلسكي" (1495م-1575م)، طبعة 1597م، صفحة 378.|بديل=|345x345px]]
تشكّلتَشَكّل قلب الجيش العثماني من جنود [[إنكشارية|الإنكشارية]] وجابيو الرسوم من [[روملي|الروملي]]، موزعونمُوّزَّعِينَ حول تَلَّين مرتفعين بهما مدافن قديمة للسكان المحليين [[تراقيون|التراقيين]].
 
اتخذ السلطان [[مراد الثاني]] موقعه فوق أحد هذين التلّين ليُدير ويراقب سير المعركة.
اتخذ السلطان [[مراد الثاني]] موقعه فوق أحد هذين التلّين ليُدير ويراقب سير المعركة، وبالقرب من خيمة السلطان غُرز رمح في الأرض مرفوع عليه معاهدة السلام التي انتهكها الصليبيون بشكل خطير وذلك على الرغم من اليمين التي أقسمها ملكهم على الإنجيل باحترام وتنفيذ المعاهدة مدة 10 سنوات،{{Sfn|Hammer-Purgstall|1840}} وقبل غرز الرمح في الأرض، حُمل بين صفوف الجنود العثمانيين كدليل على خيانة الكفار، وعُلِّق نص معاهدة [[أدرنة]]-[[سيجد|سكدين]] بحيث تكون مواجهة لجبهة الحرب.
 
أُنشئ مقر السلطان وفقًا للممارسة العثمانية الحربية المعتادة؛ فحفرت جنود [[إنكشارية|الإنكشارية]] مجموعة من الخنادق الخلفية العميقة من جميع الجوانب، ثم إعادةأعادوا استخدام تراب الأرض المحفورة لإنشاء حاجزين كالسدّمثل السدّ بالقرب من الخنادق، وعند الحافة وضعوا دعامات حديدية ووضعوا دروعًا، ليمكن إطلاق السهام منها.
 
لم يكنيتركوا هناكفي المقر الرئيسي للسلطان سوى نقطتي دخول وخروج في المقر الرئيسي للسلطان، وكانت عليهعليهما حراسة مشددة.{{Sfn|Jefferson|2012}}
 
كان السلطان [[مراد الثاني]] في المقر الرئيسي مُحاطاً بجنود [[إنكشارية|الإنكشارية]]، وكان علىوعلى قيادة ميمنة الجيش [[بكلربك]] [[الأناضول]]، وعلى قيادة الميسرة [[بكلربك]] [[روملي|الروملي]].<ref name=":4" />
 
=== نشر المعاهدة أمام الجيش ===
وُضعتحُملت معاهدة سكدين،[[أدرنة]]-[[سيجد|سكدين]] التي خرقها المسيحيون،المسيحيون ووُضعت على رُمح وحُملطافوا خلالبه بين صفوف الجنود العثمانيين ليشاهده جميع الجنود العثمانيون قبل بدء المعركة كدليل الخيانة،على ثمخيانة غُرزالكفار الرمحبعد فيأن الأرضأقسم بجانبملكهم خيمةعلى السلطانالإنجيل بمواجهةبوقف الصليبيينالحرب مدة 10 سنوات.{{Sfn|Hammer-Purgstall|1840}}
 
ثم بجانب خيمة السلطان غُرز رمح في الأرض ورُفعت عليه المعاهدة التي انتهكها الصليبيون بشكل خطير وعُلِّقت بحيث يكون نص المعاهدة مواجِهاً لجبهة الحرب.
 
=== توزيع ميمنة العثمانيين ===
السطر 737 ⟵ 739:
#وجنود النخبة من قوات القصر واسمهم "'''خادمي الباب العالي'''" ([[لغة تركية عثمانية|باللغة العثمانية]]: قپوقولى اوجاغی){{تر|Kapıkulu Ocağı}} الذين يتكونون من جنود مشاة وفرسان:
##'''جنود [[إنكشارية|الإنكشارية]]'''، وهم الرَكِيزَة الأساسية للجيش العثماني (أُنشئ هذا الجيش عام 1326م).
## فرسان "'''الكتائب الست'''" {{تر|Altı Bölük Halkı}} ويُسمون أيضاً "'''فرسان خدمة الباب العالي'''" {{تر|Kapıkulu Süvarileri}}، وهم نخبة [[سلاح الفرسان]] العثماني الذي أُنشئ حديثاً في الجيش العثماني؛الجيش؛ ويتكونون من أربع [[فرقة (وحدة عسكرية)|فِرَق]] فرسانفرسانٍ بالإضافة إلى وحدتي فرسان فرعيتين اسمهما: الغرباء، <ref>{{مرجع ويب
| url = https://islamansiklopedisi.org.tr/alti-boluk
| title = ALTI BÖLÜK - TDV İslâm Ansiklopedisi
السطر 758 ⟵ 760:
=== توزيع ميسرة العثمانيين ===
[[ملف:Varna 1444 Polski Kronika from 1564.jpg|تصغير|مشهد من '''معركة ڤارنا''' 1444م، نُشر على "'''وقائع كل العالم'''" {{بولندية|Kronika wszystkiego świata}} عام 1564م، للجندي والمؤرخ البولوني "مارسين بيلسكي" (1495-1575م).|بديل=|300x300px]]
كان قائد الجناح الأيسر للجيش العثماني هو [[بكلربك]] الروملي "[[شهاب الدين شاهين باشا الخادم|'''شهاب الدين شاهين باشا الخادم''']]" {{تر|Hadım Şehabettin Paşa}}، ونظَّم قوَّاته على شكل 7 صفوف.
 
كانوكان العدد الإجمالي لقوات الجناح الأيسر تحت قيادة "[[شهاب الدين شاهين باشا الخادم|'''شهاب الدين''']]" حوالي 19,000 من سلاح الفرسانفارس.{{Sfn|Jefferson|2012}}{{Sfn|Uzunçarşılı|1988}}{{Sfn|Emecen|2012}}
 
تكون الجناح الأيسر من [[آقنجي|الآقنجية]] (سلاح الفرسان الخفيفة)،<ref>{{مرجع ويب|مسار=https://www.youtube.com/watch?v=NWYhzCJ2Aq8|عنوان=Türk Akıncıları Hakkında İlginç Bilgiler - معلومات مثيرة للاهتمام حول "الآقنجي" الأتراك|تاريخ=Dec 22, 2015|تاريخ الوصول=|ناشر=|الأخير=|الأول=|موقع=| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190831100638/https://www.youtube.com/watch?v=NWYhzCJ2Aq8 | تاريخ أرشيف = 31 أغسطس 2019 }}</ref><ref>{{مرجع ويب|مسار=https://www.youtube.com/watch?v=K1fBxhTCkko|عنوان=AVRUPANIN KORKULU RÜYASI - AKINCILAR - الآقنجيلار، كابوس أوروپا|تاريخ=|تاريخ الوصول=|ناشر=|الأخير=|الأول=|موقع=| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20191215113044/https://www.youtube.com/watch?v=K1fBxhTCkko | تاريخ الأرشيف = 15 ديسمبر 2019 }}</ref> وفرسان [[سباهية|السپاهية]] (سلاح الفرسان الثقيلة المدرعة) من [[الأناضول]]، وقوات أخرى.
 
نُشِرَت رماة [[إنكشارية|الإنكشارية]] وسلاح الفرسان الخفيفة "[[آقنجي|الآقنجية]]" على '''هضبة فرانغا''' {{إنج|Franga}}.
 
كان ترتيب مواضع [[لواء (وحدة عسكرية)|الألوية]] بحسب قادتها على الترتيب التالي:
# قوات "[[شهاب الدين شاهين باشا الخادم]]"، [[بكلربك]] [[روملي|الروملي]].
# على يساره: "محمد بك" ابن "فريد بك" {{تر|Ferizbeyoğlu}}، [[سنجق بكي|أمير سنجق]] [[نيقوبوليس (بلغاريا)|نيقوپوليس]].
# على يساره: "خضر بك"، قاضي مدينة "[https://www.google.com/maps/place/8400+Karnobat,+Bulgaria/@42.6564741,26.9591193,14z/data=!3m1!4b1!4m5!3m4!1s0x40a6689181aad755:0x5cf322b6c0d1912a!8m2!3d42.6511052!4d26.9803527 قارنوباط]" {{تر|Karnobat}} البلغارية.
# على يساره: "عيسى بك"، ابن "حسن بك" {{تر|Hasanbeyoğlu}}.
# على يساره: "مراد مالقوجمالقوچ أوغلي" {{تر|malkoçoğlu}}، [[سنجق بكي|أمير سنجق]] "[[بلوفديف|پلوفديف]]" و"[[أورمينيو|تشيرمن]]" {{تر|Çirmen Sancağı}} (حالياً: [[أورمينيو]] في اليونان).
# على يساره: [[سنجق بكي|أمير سنجق]] [[بريشتينا|پريشتينا]] "داود بك".{{Sfn|Jefferson|2012}}{{Sfn|Emecen|2012}}{{Sfn|Uzunçarşılı|1988}}
 
كانتوكانت مهمة الأخير، "داود بك" [[سنجق بكي|أمير سنجق]] [[بريشتينا|پريشتينا]] الموجود في أقصى يسار الجناح الأيسر للجيش العثماني، هو أن يتجاوز العدو من ميمنتهم ليلتف عليهم.
 
== تقديرات أعداد الجيوش ==
السطر 1٬005 ⟵ 1٬007:
| accessdate = 2019-11-23
| مسار الأرشيف = https://web.archive.org/web/20191106122603/https://islamansiklopedisi.org.tr/ | تاريخ الأرشيف = 6 نوفمبر 2019 }}</ref> أنه بعد أن بدأت قوات [[روملي|الروملي]] بالتفكك، حشد السلطان [[مراد الثاني]] قواته الخاصة ولكنهم لم يكونوا فاعلين وكانوا متفككين للغاية ولم يكن هناك سوى عدد قليل جدًا من رجال [[إنكشارية|الإنكشارية]] و<nowiki/>[[عزب|العزب]] بالقرب من السلطان. وفي مواجهة هذا الوضع، بدا وكأن السلطان [[مراد الثاني]] قد يقبل عرض الانسحاب إلا أنه ظل في ساحة المعركة وخاصةً بتشجيع [[داماد|الداماد]] "'''قراجة باشا'''"، فغيّرت هذه الخطوة مسار التصادمات. وبينما ظل السلطان تحت الحماية وسط رجال [[إنكشارية|الإنكشارية]]؛ هاجمهم في هذه اللحظة ملك المجر [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]] مع 500 فرسانه ولكنه لم يستطع التغلب على المعسكر العثماني الخاضع لحراسة جيدة، ولأنه لم يستطع رؤية الخندق هناك، سقط حصانه، وأدى هذا إلى حالة من الذعر العام في الجيش المجري.<ref name=":10" />
 
 
=== ذبح الملك [[فلاديسلاف الثالث|ڤلاديسلاڤ الثالث]]===
[[ملف:Murad II and Władysław III of Poland.jpg|تصغير|مُنمنمة عُثمانيَّة تُصوِّرُ جُثَّة ملك بولونيا والمجر الشاب "[[فلاديسلاف الثالث|'''ڤلاديسلاڤ الثالث''']]" مقطوعة الرأس، مُلقاة أمام [[مراد الثاني|السُلطان مُراد الثاني]] بعد أن ذبحه الجندي [[إنكشارية|الإنكشاري]] العثماني "'''قراجة خِضر'''" في "معركة ڤارنا". وُصفت الجُثَّة الظاهرة في الرسم - خطئاً - بأنها جثة القائد العسكري [[يوحنا هونياد|يُوحنَّا هونياد]] الذي نجح في الفرار من معركة ڤارنا وقُتل بعدها بفارق 12 عاماً أثناء حملة عسكرية ضد [[الدولة العثمانية|القوات العثمانية]] في 11 أغسطس 1456م.|بديل=|يمين|287x287بك]]
سطر 1٬182:
 
وكان اختياره موضعاً شمال [[بحيرة ڤارنا]] على بُعد حوالي 4000 أو 5000 خطوة من جيوش الصليبيين، في الجهة الغربية منهم تكتيكاً يهدف لحصرهم في وضع ضعيف عسكرياً وسط المسطحات المائية.{{Sfn|Bánlaky|1929}}
 
تكتيك الحرب النفسية للإقتناع بقضية المعركة، فالحرب يمكن أن تكون مُقنعة جدا ولكن القتال ليس مقنعًا إلا إذا كان يحمل رسالة مُقنعة للمحاربين. ولهذا حُملت معاهدة [[أدرنة]]-[[سيجد|سكدين]] بين صفوف الجنود العثمانيين ليشاهدوها جميعاً فرداً فرداً قبل بدء المعركة لتركيز فكرة "خيانة العدو" لديهم، أما رفع المعاهدة بعدها على رُمح بحيث يكون نص المعاهدة مواجِهاً لجبهة للصليبيين فكان تكتيكاً لبيان وتذكير الصليبيين بضعف القضية التي يحاربون من أجلها.
 
خلال تلك المعركة وما تبعها من المعارك في [[البلقان]]، حصل العثمانيون بشكل غير متوقع على أفضل سلاح لدى أعدائهم: المدفع والبندقية، وتعلموا أسلوب وتكتيك حصار معسكرات العدو من الجهات الأربع بواسطة العربات التي تجرها الخيول، وتكتيك المناورة الذي كان يطبقه [[يوحنا هونياد|هونياد]] بنجاح، وقد استخدم العثمانيون البنادق لأول مرة في معركة ڤارنا وهو ما ساعد على تحديث [[القوات المسلحة العثمانية|الجيش العثماني]].<ref name=":14" />