المسيحية في العراق: الفرق بين النسختين

[مراجعة غير مفحوصة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
وسم: تعديلات المحتوى المختار
الرجوع عن تعديل معلق واحد من هارون الرشيد العربي إلى نسخة 29527188 من Jobas1.
سطر 39:
=== الفترة العربية الإسلامية ===
[[ملف:ArabicDiatessaron.jpg|يسار|250بك|thumb|صورة للصفحتين الأولتين من «[[مكتبة الفاتيكان|المخطوط الفاتيكاني]] عدد 250»، وهو عبارة عن ترجمة عربية لإنجيل الدياسطرون، ويرقى للعصر العباسي.]]
عندما [[فتح العراق|فتحت الجيوش العربية الإسلامية العراق]] في [[القرن السابع]]، وجدت أمامها حوالي سبعة ملايين [[عراقيون|عراقي]]{{محل شك}}، لغتهم الثقافية والدينية هي [[السريانية]]، بمن فيهم الجماعات [[العرب|العربية]] في إمارة المناذرة في [[الحيرة]]. أما من الناحية الدينية فقد كانت غالبيتهم الساحقة تابعة للكنيسة [[نسطورية|النسطورية]]، وهنالك أقليات من أتباع [[الكنيسة السريانية الأرثوذكسية|الكنيسة اليعقوبية]] وكذلك [[اليهود]] و[[مندائية|المندائية]]. لقد رحب [[المسيحيون]] [[عراقيون|العراقيون]] بالفاتحين [[المسلمين]]، إذ كان للصراع الدائر بين الروم والفرس تأثير سلبي كبير على حياتهم المادية والدينية، وهذا ما أدى إلى كره [[آشوريون/سريان/كلدان|السريان]] ويأسهم من كلتا الدولتين، فكانوا يطمحون إلى التخلص من هذا الاستبداد بأية وسيلة كانت، لذا عندما جاءت الجيوش العربية الإسلامية عام [[637]] إلى [[بلاد النهرين]] رحب بهم العراقيون أملًا في التخلص من واقع الظلم والاستبداد الذي ذاقوه من قبل الفرس والروم مئات السنين، وقد حصلوا فعلًا على عهود بالأمان من قادة جيوش المسلمين ومن [[الخلفاء]].
 
خلال عصر القوة والازدهار العباسي كانت العلاقة بين الدولة ومواطنيها غير المسلمين تصنف على أنها في أحسن الأوضاع خصوصًا خلال خلافتي [[أبو جعفر المنصور|المنصور]] و[[هارون الرشيد|الرشيد]]، وقد جاء في «المنتجب العاني» لمؤلفه أسعد علي أن الخلفاء كانوا يحتلفون بالأعياد المسيحية [[عيد الميلاد|كعيد الميلاد]] وأحد الشعانين حتى في قصر الخليفة، فيضع الخليفة وحاشيته أكللة من زيتون ويرتدون الملابس الفاخرة، وقد بنيت في [[بغداد]] [[كاتدرائية|كاتدرائيتان]] مع تشييد المدينة.<ref>سوريا صنع دولة، مرجع سابق، ص.147</ref> ولعلّ أبرز الدلائل والشواهد عن التعايش الديني والعيش المشترك أشعار أبي زيد الطائي والأخطل التغلبي كذلك ما رواه ابن فضل العمري بكتابه «مسالك الأبصار» وما جاء في كتاب «مسالك الممالك» من وصف للحياة بين [[مسلمون|المسلمين]] و[[مسيحيون|المسيحيين]] في البلاد التي زارها، وقد نقل في كتابه ذاته أنه [[الرها]] العباسية وجوارها كان هناك ثلاثمائة دير.<ref>حضارة وادي الفرات، مرجع سابق، ص.408</ref> كذلك فإن كتابات المؤرخين السريان كالتلمحري وميخائيل الكبير وغيرهما تدلّ عل ذلك، ومراسلات [[طيموثاوس الأول]] بطريرك [[كنيسة المشرق]] الذي جمعته صداقة مع [[أبي جعفر المنصور]] حتى لقبه «أبي النصارى»، ويذكر أيضًا عددًا من الخلفاء والأمراء والولاة كانوا يقيمون خلال تنقلاتهم في الأديرة وقد سجلت أديرة الرصافة ودير [[زكا]] ودير القائم قرب [[البوكمال]] زيارات لخلفاء عباسيين.<ref>حضارة وادي الفرات، مرج سابق، ص.408</ref> كما أنّ العباسيين لم يجبروا القبائل المسيحية العربية [[تغلب|كتغلب]] ونمر و[[قبيلة طيء|طيء]] و[[بني شيبان]] و[[قبيلة إياد]] على الإسلام، وإنما الأسلمة جاءت في القرون اللاحقة التي شهدت اضطهاد الأقليات خصوصًا [[القرن العاشر]].<ref>حضارة وادي الفرات، مرجع سابق، ص.405</ref> وقد استعان العرب المسلمون [[آشوريون/سريان/كلدان|بالسريان]] وبالأخص الشرقيين منهم مثل سمعان بن الطباخين وغيره في ترتيب أمور الدولة وتنظيم الأجهزة الإدارية وتنظيم الحياة الاجتماعية و[[ثقافة|الثقافية]] و[[علم|العلمية]]، ومن أشهر علماء السريان [[يوحنا بن ماسويه]] و[[حنين بن إسحق]] وأبو بشير ويوحنا بن جلاد و[[يحيى بن عدي]] و[[عبد المسيح الكندي]] وآل [[بختيشوع]] وغيرهم، الذين ألفوا وترجموا ونقلوا مختلف العلوم الطبية والفلكية ومن اللغات [[لغة سريانية|السريانية]] و[[لغة يونانية|اليونانية]] و[[لغة فارسية|الفارسية]] إلى اللغة [[لغة عربية|العربية]] أتحفوا المكتبة العباسية بمصنفاتهم وعلومهم، كما أدار السريان الشرقيون [[بيت الحكمة]]، وكان أطباء الخلفاء دائمًا من السريان. لكن لم يدم هذا الازدهار الثقافي بسبب فقدان العرب السلطة وسيطرة الأجانب عليهم.<ref name="ic"/><ref>كتاب ميزبوتاميا ~ خمسة آلاف عام من التدين العراقي ~ أكبر موسوعة عن العقائد الدينية العراقية</ref>