حملة تلمسان (1551)

عملية عسكرية قادتها إيالة الجزائر بقيادة حسن باشا وحليفه عبد العزيز أموقران، بعد استيلاء الدولة السعدية على مدينة تلمسان في يونيو عام 1550

حملة تلمسان هي عملية عسكرية قادتها إيالة الجزائر بقيادة حسن باشا وحليفه عبد العزيز أموقران، بعد استيلاء الدولة السعدية على مدينة تلمسان في يونيو عام 1551.

حملة تلمسان
جزء من صراعات بين إيالة الجزائر والإمبراطورية الشريفة
موقع حملة تلمسان عام 1551
معلومات عامة
التاريخ يناير 1551
البلد  الجزائر
الموقع تلمسان،  الجزائر
34°52′58″N 01°19′00″W / 34.88278°N 1.31667°W / 34.88278; -1.31667
النتيجة انتصار إيالة الجزائر
المتحاربون
الدولة السعدية

 الإمبراطورية الإسبانيةالإمبراطورية الإسبانية

إيالة الجزائر


Flag of Kingdom of ait abbas سلطنة بني عباس

القادة
محمد الشيخ

مولاي عبد القادر مولاي عبد الله  الإمبراطورية الإسبانيةالإمبراطورية الإسبانية الكونت الكوادت

حسن قورصو


Flag of Kingdom of ait abbas حسن باشا بن خير الدين بربروس

القوة
  • 32000-40000 جندي
إيالة الجزائر


Flag of Kingdom of ait abbas سلطنة بني عباس 20000

الخسائر
غير معروف إيالة الجزائر غير معروف


Flag of Kingdom of ait abbas سلطنة بني عباس غير معروف

خريطة

الخلفية التاريخية

عدل

تحالف السعديون مع الإسبان في عام 1545، مما أدى إلى هزيمة الإنكشاريين على أيدي الإسبان بعد دخول الكونت ألكوادت المدينة، والذين قاموا بتنصيب حاكم دمية، ومن ثمّ استولى السعديون على مدينة تلمسان بدون معركة في عام 1550 وقرروا السير من هناك إلى الجزائر العاصمة.[1][2][3] أبرم بييلربي الجزائر وسلطان بني عباس في نفس الوقت ميثاق أجيمون الخيار.[4]

ناشد سكان تلمسان الذين اشتكوا من الأتراك والإسبان الشريف في فاس الذي استجاب لهم بالإيجاب حين كتب أهل تلمسان أن ملكهم الحالي كان ظالمًا للمسلمين لأنه فرض عليهم ضرائب باهظة لدفع الجزية لملك إسبانيا.[5][6] حاول باشا الجزائر أن يثنيه عن ذلك عن طريق الدعوة إلى مسيرة ضد الإسبان في وهران فقاد حسن قورصو جيشًا مكون من 5000 فارس و1000 من السباه و 8000 قبايل أحضرهم عبد العزيز.[5] كما أرسل محمد الشيخ ابنيه عبد القادر ومحمد الحراني على رأس 21 ألف فارس و10 آلاف مشاة.[5] دخل محمد الحراني تلمسان في يونيو 1551 بينما لجأ أمير تلمسان إلى وهران. ثم أرسل أمير السعديين قواته لإخضاع قبائل سهول وهران،[5] إلا أن مجموعة من بني عامر كانوا المغاربة يلاحقونهم فوصلوا إلى معسكر في ولاية الجزائر وطلبوا المساعدة.[5] تقدم حسن قورصو إلى وادي الشلف حيث طارد الجنرال الشريف ثم هزمه وقتله.[5] طلب قائد تلمسان المساعدة بعد ذلك فأرسل له الشيخ أبنائه الثلاثة.[5] تمثل هذه الحادثة بداية الخصومة بين إيالة الجزائر ودولة السعديين، والتي لن يتوقف إلا في عام 1585 بعد تدخل من الدولة العثمانية.[7]

المعركة

عدل

وصفت قوات السعديين بأنها كبيرة، فقد كانت تتألف من 12.000 فارس و10.000 جندي مشاة (بما في ذلك 5000 منشق) وفقًا لكتابات هيدو. ووفقًا لكتابات إرنست مرسييه، فقد كان جيش السعديين يتألف من 21000 فارس، وبحسب وثيقة إسبانية أخرى، فقد كان الجيش المغربي خلال المعركة يتألف مما مجموعه 40 ألف مقاتل.[8]

كان من المقرر أن تقوم الحملة بشن هجومين رئيسيين. تولى جيش قوامه 10000 مقاتل من بينهم 5000 منشق و 2000 أمازيغي من منطقة القبائل الصغيرة، بقيادة عبد العزيز مسؤولية حماية مدينة مستغانم من السعديين الذين كانوا مدعمين من الإسبان.[9] كما اضطروا إلى تضخيم صفوفهم من خلال حشد قبيلة بني عامر العربية المحلية.[8] كان عليهم هزيمة قوات السعديين في طريقها من تلمسان إلى مستغانم. وكان الغرض من العملية الأولى هو منع أي تحرك إلى الوراء، وحماية حركة حملة الاستعادة حتى تلمسان.[10]

تراجعت قوات السعديين أثناء قيامهم بحملات في الغرب الجزائري في مواجهة تقدم القوات القادمة من الجزائر، إلا أن قوات حسن قورصو تمكنت من هزيمتهم.[8]

بوغتت قوات السعديين وهُزمت في مكان يُدعى نهر أبو عزون (أو ريو سالادو) على يد كتائب حسن باشا.[8] وكان عبد العزيز العباس قد قتل الأمير السعدي مولاي عبد القادر وقطع رأسه التي نُقلت لاحقًا إلى الجزائر العاصمة على سبيل التذكار، وتم عرضها في قفص حديدي فوق بوابة باب عزون.[6][11] كان اغتنام الفرصة لشن هذا الهجوم المفاجئ هو ما قرره حسن باشا.[12]

لوحقت قوات السعديين حتى الملوية، إلا أن القوات الجزائرية لم تحقق نجاحا أكثر من ذلك.[8] كان انتصار الجزائريين في الغالب بسبب شجاعة عبد العزيز وقبائله،[13] وأقامت إيالة الجزائر حكمًا مباشرًا على مدينة تلمسان.[14]

التداعيات

عدل

نظم الشيخ على الرغم من الهزيمة، حملة استطلاعية أخرى قاد فيها أبنائه الثلاثة جيشًا قوامه 17000 مقاتل لمحاولة ضم أراضي إيالة الجزائر مرة أخرى. كان الشيخ يعتقد أن الظروف مواتية له لتوسيع أراضيه على حساب الإيالة لأن العثمانيين كانوا مشغولين حيث يقاتلون على جبهتين. إلا أن خططه باءت بالفشل، وهُزمت الحملة التي أرسلها الشيخ هزيمة نكراء ولوحقت حتى ملوية.[15] استقبل الشيخ بعد هزيمته محمد الخريبي سفير صالح ريس باحترام، والذي تفاوض على إنهاء النزاع وتثبيت الحدود على أنها نهر ملوية.[15]

المراجع

عدل
  1. ^ History of Islam: Classical period, 1206-1900 C.E Masudul Hasan نسخة محفوظة 2023-05-23 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ The Emperor Roger Bigelow Merriman نسخة محفوظة 2023-05-23 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ History of North Africa: Tunisia, Algeria, Morocco, from the Arab Conquest to 1830, Volume 2 Charles André Julien Routledge & K. Paul نسخة محفوظة 2023-05-23 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ Aissani، Djamil (2015). La Qal'at n'Ath Abbas. University of Béjaïa. مؤرشف من الأصل في 2023-05-23.
  5. ^ ا ب ج د ه و ز Hamet, Ismaël. Histoire du Maghreb: cours professé à l'Institut des hautes études marocaines. E. Leroux, 1923. Pages 278-279: “Or un groupe de Beni Amer poursuivis par les Marocains, étaient venus au camp des Turcs demander leur assistance; Hassan Corso s'avança dans la vallée du Chélif où opérait le général chérifien, le poursuivit, le battit et le tua. Le commandant de Tlemcen demanda du secours à Fez et le chérif lui envoya ses trois fils Moulay Ab delkader de Marrakech, Moulay Abdallah et Moulay Abderrahmane avec 20.000 lanciers. Moulay Abdel kader lança ses troupes contre les Turcs, mais ceux-ci, armés de mousquets les décimèrent et les mirent on déroute; tandis qu'il essayait de les rallier, Moulay Abdelkader fut tué et les Algériens lui tranchèrent la této. Le lendemain Moulay Abdallah ayant commandó la retraite, fut poursuivi jusqu'à la Molouïa. Hassan Corso revenu à Tlemcen y laissa le caïd Seffah avec 500 janissaires et rentra à Alger omportant la tête du chérif”
  6. ^ ا ب de Haëdo, Diego, and Henri-Delmas de Grammont. "Hassan, pacha et roi." Histoire du Maghreb (1998): 86-94. نسخة محفوظة 2023-05-25 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ Boyer، Pierre (1966). "Contribution à l'étude de la politique religieuse des Turcs dans la Régence d'Alger (XVIe-XIXe siècles)". Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée. ج. 1 ع. 1: 11–49. DOI:10.3406/remmm.1966.910. مؤرشف من الأصل في 2023-05-31.
  8. ^ ا ب ج د ه Ruff, Paul (1900). La domination espagnole à Oran sous le gouvernement du comte d'Alcaudete 1534-1558: avec un appendice contenant six documents inédits (بالفرنسية). E. Leroux. pp. 143–144. Archived from the original on 2023-05-23.
  9. ^ Gaïd, Mouloud (1975). L'Algérie sous les Turcs (بالفرنسية). Maison tunisienne de l'édition. Archived from the original on 2023-05-23.
  10. ^ Roberts, Hugh (19 Aug 2014). Berber Government: The Kabyle Polity in Pre-colonial Algeria (بالإنجليزية). I.B.Tauris. ISBN:978-0-85773-689-5. Archived from the original on 2023-05-23.
  11. ^ Les époques militaires de la Grande Kabilie By Adrien Berbrugger نسخة محفوظة 2023-05-23 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ III, Comer Plummer (9 Sep 2015). Roads to Ruin: The War for Morocco In the Sixteenth Century (بالإنجليزية). Lulu Press, Inc. ISBN:978-1-4834-3104-8. Archived from the original on 2022-12-12.
  13. ^ Grammont, H.D. de. "Histoire d'Alger sous la domination turque (1515-1830)." 1887. نسخة محفوظة 2023-05-23 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ Abun-Nasr, Jamil M.; al-Naṣr, Ǧamīl M. Abū; Abun-Nasr, Abun-Nasr, Jamil Mirʻi (20 Aug 1987). A History of the Maghrib in the Islamic Period (بالإنجليزية). Cambridge University Press. ISBN:978-0-521-33767-0. Archived from the original on 2023-05-26.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  15. ^ ا ب Recherches sur l'Algérie à l'époque ottomane: La course, mythes et réalités Lemnouar Merouche Bouchene, “Muhammad al-Kharrúbi, venu négocier la fin du conflit et la confirmation de la ligne de frontière entre les deux pays , qui traditionnellement suivait le cours de la Moulouya” نسخة محفوظة 2023-05-24 على موقع واي باك مشين.