تاريخ تحديد نسل

تاريخ تحديد النسل والمعروف أيضاً بمنع الحمل أو تنظيم الخصوبة يصف الوسائل أو الأدوات التي استعملت في التاريخ لمنع الحمل.[1] ويسمى التخطيط وتوفير موانع الحمل بتنظيم الاسرة.[2] كان الإجهاض في بعض الازمنة والثقافات لا يعتبر كوصمة عار جاعلاً تحديد النسل أمراً ذو أهمية اقل؛ وكانت مزاولة الإجهاض تعتبر طريقة لتحديد النسل.[3][4] 

العالم القديم عدل

بلاد ما بين النهرين، مصر، اليونان، وروما عدل

كان تحديد النسل والإجهاض موثقا جيدا في بلاد ما بين النهرين ومصر القديمة. .وتضمنت بريدة إيبرس من عام1550 قبل الميلاد

وبريدة كاهُن من عام 1850 قبل الميلاد بعض أقدم الشروحات الموثقة عن تحديد النسل كوضع العسل واوراق السنط، والوبر في في المهبل لإعاقة الحيوان المنوي. كذلك تعتبر بريدة كاهُن لطب النساء من عام 1850 قبل الميلاد إحدى أقدم المستندات التي تصف بوضوح طرق تحديد النسل. تصف البريدة فرزجات متعددة لمنع الحمل مثل صمغ السنط الذي اثبت بحثٌ حديث انه يمتلك بعض الخصائص التي تستطيع قتل الحيوان المنوي وانه مازال مستعملاً في الهلام المانع للحمل. وبعض الطرق الآخرى المانعة للحمل التي تصفها البريدة تتضمن وضع مادة لزجة لتغطية فم الرحم أوعنق الرحم، ووضع خليط من العسل وكربونات الصوديوم داخل المهبل، وفرزجة مصنوعة من روث التمساح. كانت الرضاعة لثلاثة سنين كذلك تستعمل كطريقة لتحديد النسل في مصر القديمة.[5]  

يصف كتاب سفر التكوين الانسحاب والعزل كطريقة لمنع الحمل عندما قذف أونان منيه رافضاً ان ينجب طفلا مع زوجة أخيه الميت ثَامَار.[6]

 
عملة نقدية قديمة من العصرالقوريني منحوت عليها ساق السلفيوم

أٌستعملت النباتات ذات الخصائص المانعة للحمل في اليونان القديمة منذ القرن السابع قبل الميلاد ووثق ذلك عدة كتاب في طب النساء كان احدهم ابقراط. ووثق النباتي ثيوفراستوس استعمال نبته السيلفيوم المعروفة بمزاياها التي تسبب الإجهاض وتمنع الحمل وكانت هذه النبتة تنمو فقط في قطاع صغير بجانب مدينة القوريني الساحلية (التي تقع حاليا في ليبيا) وفشلت محاولات زراعاتها في أي مكان اخر. وبسبب الطلب العالي ارتفع سعر هذه النبتة لأكثر من وزنها من الفضة في القرن الأول قبل الميلاد.[7] وأدى الطلب العالي لهذه النبتة إلى انقراضها في القرن الثاني الثالث قبل الميلاد. واستعملت كذلك نبتة الحلتيت [التي تعتبر من فصيله قربية من نبتة السيلفيوم ] بمزاياها المانعة للحمل.ومن بعض النباتات التي كانت عادةً ما تستعمل لتحديد النسل في اليونان القديمة هي الجزر البري، والصفصاف، والنعناع، والشيح، والنخيل، والرمان، والسذاب، وشجر المر. تعتبر بعض هذه النباتات سامة وحددت المستندات اليونانية القدمية جرعات آمنة. وقد أكدت الدراسات الحديثة خصائص كثير من هذه النباتات التي تحدد النسل مثل ان لدى نبته الجزر البري خصائص مضادة للخصوبة بعد الجماع، وما زال الجزر البري يستعمل لتحديد النسل في الهند. مثل جيرانهم اليونانيون مارس الرومان طرق منع الحمل والإجهاض.  

الشرق الأقصى عدل

في القرن السابع قبل الميلاد، وثق الطبيب الصيني السيد تونغ سهوان العزل والامتناع عن ممارسة الجماع اللذان يمنع السائل المنوي من الخروج في الجماع. ولكنه غير معروف إذا كانت هذه الوسائل تستعمل أساسيا كوسائل لتحديد النسل أو لحفظ يانغ الرجل. وفي نفس القرن وثق سن سسو مو«الف من وصفة منع الحمل الذهبية» للنساء اللاتي لا يردن إنجاب الأطفال. هذه الوصفة التي كانت من المفترض ان تؤدي إلى العقم تتكون عن طريق تسخين الزيت والزئبق لمدة يوم واحد وتأخذ عن طريق الفم.[8]

كان لدى الهنود وسائل عدة لمنع الحمل منذ القدم، مثل جرعة مصنوعة من بودرة سعفالنخل والطباشير الحمراء، وكذلك الفرزجات المصنوعة من العسل والسمن والملح الصخري أو حبوب شجرة البالاسا. وتوجد مجموعة كبيرة من وصفات تحديد النسل المكونة من النباتات والاعشاب في كتاب ريتريهاجا («اسرار الحب») من القرن الثاني عشر، وكتاب اناجا رانجا («مسرح اله الحب»).[8]

العصور الوسطى وبداية العصر الحديث عدل

صدر الإسلام عدل

في أواخر القرن التاسع وبداية القرن العاشر وثق الطبيب الفارسي محمد ابن زكريا الرازي العزل الذي يمنع قذف السائل المنوي، واستعمال الفرزجة لاغلاق عنق الرحم كوسائل لتحديد النسل. ووصف عدد من الفرزجات مثل روث الفيل، والملفوف، والقار التي يمكن استعملهم كلا على حدا أو كمجموعة. وفي نفس الحقبة وثق علي ابن عباس المجوسي استعمال الفرزجات المصنوعة من الملح الصخري للنساء اللاتي يمكن يكون الحمل لديهم خطيراً. وفي بداية القرن العاشر ضم الموسوعي الفارسي ابو علي الحسين ابن عبدالله ابن سينا فصلا عن تحديد النسل في موسوعته الطبية قانون الطب واضعاً 20 طريقة مختلفة لمنع الحمل.

أوروبا عدل

أثناء القرون الوسطى في أوروبا الغربية، كانت أي محاولة لوقف أو منع الحمل تعتبر غير اخلاقية في نظر الكنيسة الكاثوليكية. ومع ذلك كانوا نساء تلك الحقبة يستعملون عدد من الطرق لتحديد النسل منها العزل، وادخال السذاب وجذر الزنبق في المهبل، والوأد بعد الولادة.[9]

 تلاشى العلم بالمجهضات وموانع الحمل النباتية في بداية العصر الحديث - نسب جون م. ريدل[10] ذلك إلى محاولات الولايات الأوربية لاعادة اعمار أوروبا بالسكان بعد الخسائر الناتجة عن وباء الطاعون الذي بدأ عام 1348 [11][12][10]

في الخامس من ديسيمبر لعام 1484 اصدر البابا إنوسنت الثامن نشرة بابوية تسمى بمشاعر عاطفية من الحنين اقر فيها بوجود الساحرات وأعطى الموافقة البابوية الكاملة لاقامة المحاكم التفتيشية عن الساحرات ثم«تقويمهن، وسجنهن، وومعاقبتهن، وضربهن، بناءً على عملهن». في النشرة التي كانت تسمى«نشرة ساحرات عام 1484» تم اتهامهم بكل وضوح«بذبح الأطفال في رحم الام» [الإجهاض] و «بإعاقة الرجال من ممارسة الجماع والنساء من الحمل» [منع الحمل ].[13] من أشهر الكتب التي استعملت كدليل لإصطياد الساحرات وتوجيه القضاة لكيفية اصطياد الساحرات وإدانتهم: كتاب مطرقة الساحرات، وكتاب جان بودان على شيطان الهوى من السحرة وقد كتب كتاب مطرقة الساحرات القس ج. سبرنجر (ولد فيرهيينفيلدين، وهي اليوم سويسرا) الذي عينه البابا انوسنت الثامن المفتش العام لألمانيا في عام 1475، وهـ. استيتوريس كان في ذلك الوقت المفتش في تيرول، سالزبورغ، بوهيميا ومورافيا. أتهم الكتاب الساحرات بالوأد وامتلاك القدرة على سرقة الأعضاء التناسلية للذكور.[14]


وجدت الوسائل العازلة مثل المانع الذكري منذ القدم، ولكن كان ينظر اليها على انها وسيلة تمنع انتقال الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، وليس كوسيلة لمنع الحمل. وكان كاسانوفا في القرن الثامن عشر أول من استعمل«الوسائل العازلة» ليمنع ان تحمل شريكته.[15][16] وفي عام 1909 م طور ريتشارد ريتشتر أول لولب رحمي من الخيط المعوي الحريري وطوره ايرنست جريفنبيرغ بعده وسوقه في ألمانيا عام 1920 م.

حركة تحديد النسل الحديثة  عدل

 
" ومازال المجرم يلاحقها "، ملصق بريدي ساخر من العصر الفيكتوري.

تحول تحديد النسل إلى موضوع سياسي متنازع عليه في بريطانيا في القرن التاسع عشر. وناقش الاقتصادي ثوماس مالثوس في كتابه مقال عن مبدأ السكان (1798) ان النمو السكاني ازداد في مناطق وازمنه معينه حتى انه أصبح عدد السكان النسبي للموارد الرئسية يسبب محنة. ووضح ان هنالك نوعان من الضوابط التي يمكن ان تجعل عدد السكان ضمن حدود الموارد. أولا: الضوابط الايجابية التي ترفع معدل الوفاة مثل الجوع والمرض والحروب ثم الضوابط المانعة التي تقلل معدل الولادة مثل الإجهاض، وتحديد النسل، والبغاء، والامتناع عن الزواج أو تأجيله.[17] ثم وضح مالثوس أنه إذا اعتمد المجتمع على مصادر البؤس البشري مثل المجاعة والامراض والحروب للحد من النمو السكاني فسوف تبلي هذه المصادر المجتمع بطريقة لا مفر منها مثل دورات الاقتصاد المتقلبة. لكن الضوابط المانعة يمكن ان تضمن مستوى معيشي عالي للجميع، يمكن كذلك ان تحفز الاستقرار الاقتصادي.[18]   

أصبحت أفكار مالثيوس ذات وزن مؤثر في النقاشات السياسية البريطانية في القرن التاسع عشر، قامت تلك الأفكار أيضا بالتأثير كثيرًا على تبني فكرة لاسي- فير العلمانية الرأسمالية. يؤيد متبعو تيار مالثيوس، المعروفون أيضا بالمالثيوسيون فكرة الحد من الازدياد السكاني. فقاموا بناء على ذلك بنشر تلك الأفكار خلال الجماعات المتنوعة. خلالها أصبح المصطلح (الامومة الارادية) هو الواجهة التي ينادي بها دعاة نصرة المرأة خلال سبعينات القرن التاسع عشر. كان ذلك كرد سياسي نقدي لـ (الامومة الغير ارادية) التي غرضها تحرير المرأة.[19][20] رفض مناصرو (الامومة الارادية) استعمال موانع الحمل، بزعم انه يجب للمرأة ان تمارس بالجنس بغرض الـتكاثر. من جهة أخرى ايدوا ان المرأة لها الحق في ان تمتنع عن ممارسة الجنس مؤقتا أو بصفة دائمة[21]

في المقابل، ايدت (حركة تحديد النسل) استخدام موانع الحمل لتخفيض فرصة الحمل عند الجماع.[22] ايضاً جادلت تلك الحركة بأنه يجب على النساء ان يسيطرن على انجابهن – هذه الحركة كان قريبة من الاندماج مع مناصري المرأة. في عام 1877، تأسست عصبة المالثيوسيون. كانت تلك العصبة تنادي في المجتمع بأهمية تنظيم الاسرة وازالة العقوبات تجاه من ينادي بفكرة تحديد النسل.[23] تأسست تلك العصبة في البداية أثناء (محاكمة نولتون) لأني بيسانت وتشارلز برادله في يوليو 1877.[24] هذان الشخصان تمت محاكمتهما لاصدار كتاب تشارلز نولتون المعنون بـ (فاكهة الفلسفة) الذي شرح عدة طرق لتحديد النسل. كتب كل منهما انه«منع الحمل يعتبر طريقة اخلاقية أكثر من قتلهم بعد ولادتهم بسبب الاحتياج للطعام والهواء والماء».[25] اطلقت تلك المحاكمة موجة اهتمام من العامة تجاه موانع الحمل، وزادت مبيعات كتاب نولتون حينذاك.[26]

 
هذه الصفحة من كتاب سانجر ( حدود الاسرة ) . طبعة عام 1917 تصف فيها غطاء عنق الرحم.

بدأت معدلات الولادة في ثمانينات القرن التاسع عشر بالانخفاض بثبات في الدول الصناعية. حيث كانت النساء تتزوج في مراحل متأخرة أكثر من حياتهن واصبحت العائلات القاطنة في القرى والضواحي تفضل عدد أطفال اقل في عائلاتها في تزايد. هذه الاتجاهات سرعان ماظهرت في المملكة المتحدة. حيث انخفض معدل الولادة من 35.5 ولادة كل 1000 في سبعينات 1800 إلى 29 ولادة في 1000 في مطلع القرن العشرين. في حين ان المسبب غير معروف. نسبة الانخفاض الـ 29% خلال جيل واحد اظهر ان طرق تحديد النسل الاتي استخدمنها نساء العصر الفيكتوري كانت فعالة. العديد من النساء تم تعليمهن كيفية استخدام موانع الحمل وطرق تجنب الحمل. في حين ان طريقة التجانس غير مفهومة بشكل واضح، كانت الواقيات الذكرية والانثوية المصنوعة من المطاط المفلكن يعتمد عليها ورخيصة الثمن.[27]

في الولايات المتحدة، كان استخدام موانع الحمل قانونيا خلال جميع فترات القرن التاسع عشر. لكن في سبعينات ذلك القرن، وجود قانون كومستوك منع نشر أي معلومات عن العاب الجنس الامنة وموانع الحمل ومعلومات كيفية استخدامها. كانت مارغريت سانغر واتو بوبسين هما من قاما بالترويج لمصطلح (تحديد النسل) في عام 1914.[28][29] كانت سانجر أكثر نشاطا في الولايات المتحدة، لكنها اكتسبت سمعة دولية في ثلاثينات القرن العشرين. قامت سانجر في 1916 [30] بتأسيس عيادة تحديد نسل صغيرة سرعان ما اغلقت بعد افتتاحها بتسعة أيام. اعتقلت سانجر بتهمة توزيع موانع الحمل وتمت محاكمتها.[31] اشعلت الدعاية التي تصاحب احداث الاعتقال والمحاكمة والاستئناف النار داخل الناشطين في جميع انحاء الولايات المتحدة، اكتسبت سانجر مؤيدين لها ومتبرعين عديدون الذين عرضوا عليها التمويل والدعم خلال النتائج.[32] استمرت سانجر إلى ان اسست أول رابطة لتحديد النسل في أمريكا في عام 1921.

 
صفحة الغلاف لكتاب ماري ستوبز الناجح ( الحب المتزوج )

كان أول تأسيس لعيادة دائمة في برطانيا في عام 1921 على يد مؤيد تحديد النسل ماري ستوبز، كان ذلك بالتعاون مع عصبة مؤيدي مالثيوس. قامت ستوبز بتبادل الأفكار مع سانجر[33] ثم الفت كتابها (الحب المتزوج) المتحدث عن تحديد النسل في عام 1918. كان الكتاب قد طبع بخصوصية تامة نظرا لطبيعته المثيرة للجدل [34] لكنه اثار نجاحا سريعا ادى إلى إصدار خمسة طبعات في السنة الأولى [35] ومن ثم جعل ستوبز شخصية معلومة. ذلك النجاح تبعه كتاب اخر (الابوة الحكيمة: كتاب للمتزوجون) الذي هو عبارة عن كتيب ارشادات عن تحديد النسل طبع في وقت لاحق من نفس السنة.[36] كانت ستوبز في الاصل تروج لافكارها بتوزيع النشرات في احياء شرق لندن الفقيرة، لكن تلك الفكرة فشلت في مبتغاها لان الطبقة العاملة كانت عبارة عن اناس عديمو الثقة أو ذوو نية طيبة في ذلك الوقت.[36]

في عام 1921، قامت ستوبز وزوجها همفري فيردون روي بافتتاح أول عيادة امهات في هولواي –.[36] تلك العيادة التي يقوم بادارتها عدد من القابلات بزيارات من الأطباء [37] عرضت على الامهات نصائح عن طرق تحديد النسل وكيفية استخدام غطاء عنق الرحم. لاحقا في نفس السنة، قامت بتاسيس جمعية تحديد النسل والتقدم العرقي، التي هي عبارة عن منظمة تساند العيادة. جعلت العيادة استخدام مانع الحمل مقبولا في عشرينات القرن التاسع عشر عن طريق صياغته في اطار علمي حاز على انتباه وسمعة دولية. قامت عصبة المالثيوسيون بعد ذلك بفتح عيادة ثانية بعد عيادة ستوبز بفترة قليلة، لكنها اعترفت بان ستوبز كانت أول من أسس عيادة تحديد نسل في الامبراطورية البريطانية. بالرغم من العصبة شددت على ان عيادتهم التي افتتحت كانت أول عيادة علمية كان فيها طرق تحديد النسل تحت مراقبة طبية.[38] قامت هاتان العيادتان بفتح فترة جديدة في تاريخ الحركة استهدفت تحرير النساء من عبودية الانجاب.[39] بالرغم من العيادة قامت بمساعدة عدة أشخاص في عام 1921، كان هذا التاريخ من أهم التواريخ في سيرة تحديد النسل بسبب وجودها.[40]

خلال عشرينات القرن التاسع عشر، كانت ستوبز وغيرها من روادتحرير المرأة الذين من ضمنهم دورا راسل وستيلا براوني قد لعبوا دورا كبيرا في كسر حاجز الممنوعات في مجال الجنس وزيادة المعرفة والمتعة وتحسين صحة الانجاب. كانت ستوبز بالتحديد ذات الاثر في المساعدة في دمج حركات تحديد النسل في عدد من المستعمرات البريطانية.[41] خلال عام 1930 تم تأسيس مجلس تحديد السنل. حركات ستيلا براون الناشطة المبتدئة كانت محدودة إلى اعطاء محاضرات في انحاء البلاد لاعطاء معلومات كافية عن تحديد النسل ومشاكل المرأة الصحية والمتعلقة بالبلوغ والثقافة الجنسية.[42][43] في عام 1929 بدات بالتحدث بانفتاح أكثر والتحدث عن جعل الإجهاض قانوني خلال محاضرتها في كونغرس إعادة تشكيل الجنس العالمي في لندن.[44] في أبريل من عام 1930، جمع مؤتمر تحديد النسل أكثر من 700 شخص ساهموا في وضع موضوعي الإجهاض وتحديد النسل في الدائرة السياسية.[45] بعدها بثلاثة أشهر، قامت وزارة الصحة بالسماح للسلطات المحلية بعمل توعية عن تحديد النسل في أماكن التجمع.

تطلب التقبل من قبل المجتمع لتحديد النسل الفصل بين النشاط الجنسي عن الانجاب أو التكاثر، مما جعله موضوعا ذو جدل كبير في بعض البلدان في بعض الأحيان في القرن العشرين.[46] أصبح موضوع تحديد النسل هو الموضوع الاساسي عن منظمات مناصري المرأة. حيث انهم يزعمون ان الانجاب هو علامة لضعف المرأة وعدم ممارستها لحقها.[47] بداً من عام 1930 ومرورا في الفترات المشتدة في الستينات والسبعينات، حركة تحديد النسل دعت إلى السماح بالإجهاض عن طريق حملات توعوية على نطاق واسع عن موانع الحمل ممثلة في الحكومات.[46] على وجه العموم، أصبح تحديد النسل ملعبا للنزاع بين التيارين الليبرالي والمحافظ، الأمر اللذي رفع الاسئلة تخص العائلة، الحرية الشخصية والدين في السياسة، واخلاقيات الجنس والاقتصاد في المجتمع[47]

اواخر القرن العشرين عدل

كان غريغوري بينكوس وجون روك اللذان اخترعا حبوب منع الحمل بالمساعدة من تنظيم الاسرة الفيدرالية في امريكا في خمسينات الـقرن الماضي حيث أصبحت متاحة للعموم في ستينات القرن التاسع عشر.

أصبح الاجهاض الطبي حلا بديلا للإجهاض الجراحي مع توفر موجهات البروستاجلاندينات في السبعينات وتوفر الميفبراستون في الثمانينات.[48]

في عام 1965، قامت المحكمة العليا في الولايات المتحدة بالحكم في قضية جريسولد ضد ولاية كونيتيكيت في ان قانون الولاية في منع استخدام موانع الحمل اخترق حق خصوصية الحالة الاجتماعية. في عام 1972، وسعت قضية ايسنسادت ضد بايرد الحق في استخدام موانع الحمل للافراد غير المتزوجين.

في فرنسا، كانت قانون الولادة لعام 1920 يتضمن قسما يدين توزيع أو نشر أي متعلقات بتحديد النسل.[49] لكن هذا القانون سرعان ما تم الغاءه في عام 1967 عن طريق قانون نيورث، بالتالي السماح باستخدام موانع الحمل، الذي تبعه في عام 1975 بقانون فيل. محاربة النساء لحقوق الانجاب ساعد على رفع منع قانون تحديد النسل في عام 1965.[50] في عام 1994، كانت نسبة النساء المعرضون لفرصة الحمل الغير المتوقع اللاتي كانت اعمارهن بين 20 و 49 هو 5%.[51]

كان توافر موانع الحمل في جمهورية ايرلندا ممنوعا بين عامي 1935 إلى 1980، إلى ان تم السماح باستخدامها على نطاق ضيق ومن ثم على نطاق واسع. الأمر الذي انعكس على طرق التعليم الكاثوليكية عن اخلاقيات الجنس. تم اعطاء السماح للنساء باستخدام واخذ معلومات عن تحديد النسل في عام 1970.[50]

في الاتحاد السوفييتي، كانت اجهزة وطرق تحديد النسل متوافرة لدعم المساواة بين الذكور والإناث. كانت اليكساندرا كولونتاي التي روجت للتوعية بطرق تحديد النسل للبالغين . في دراسة حديثة لمنع تحديث النسل من قبل الحكومة من اجل زيادة معدل الولادة في رومانيا القيصرية.[52][53] كانت الزيادة في الولادة من اثر ذلك القانون أدت إلى صعوبات كثيرة من قبل الوالدين والأبناء، مرتبطة بعمليات الإجهاض الغير قانونية. في اوروبا الشرقية وروسيا، تراجعت نسبة المواليد فجأة بعد انحلال الاتحاد السوفييتي. 

انظر أيضا عدل

المراجع عدل

  1. ^ "Definition of Birth control". نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ Oxford English Dictionary. نسخة محفوظة 2022-11-22 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ Dr Dag Stenvoll, "Contraception, Abortion and State Socialism," http://paperroom.ipsa.org/papers/paper_5428.pdf نسخة محفوظة 2018-04-17 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ Libor Stloukal, "Understanding the 'Abortion Culture' in Central and Eastern Europe," in From Abortion to Contraception: A Resource to Public Policies and Reproductive Behavior in Central and Eastern Europe from 1917 to the Present, ed.
  5. ^ Lipsey، Richard G.؛ Carlaw، Kenneth؛ Bekar، Clifford (2005). "Historical Record on the Control of Family Size". Economic Transformations: General Purpose Technologies and Long-Term Economic Growth. Oxford University Press. ص. 335–40. ISBN:978-0-19-928564-8.
  6. ^ Cuomo, Amy (2010).
  7. ^ unspecified (2001).
  8. ^ أ ب Middleberg, Maurice I. (2003).
  9. ^ McTavish, Lianne (2007).
  10. ^ أ ب Riddle 1999, Chapter 6: "The Broken Chain of Knowledge", pp. 169–207 نسخة محفوظة 29 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ Heinsohn G, Steiger O (1999).
  12. ^ Heinsohn, Gunnar; Steiger, Otto (2004).
  13. ^ The Bull of Innocent VIII as published in the Malleus Maleficarum translated by Montague Summers نسخة محفوظة 13 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ Broedel, Hans Peter (2004).
  15. ^ Fryer, Peter (1965).
  16. ^ Dingwall EJ (January 1953).
  17. ^ Geoffrey Gilbert, introduction to Malthus T.R. 1798.
  18. ^ Essay (1826), I:2.
  19. ^ Gordon 2002, p. 55
  20. ^ Gordon 2002, p. 56
  21. ^ Gordon 2002, p. 57
  22. ^ Gordon 2002, p. 59
  23. ^ Simms, Madeleine (27 January 1977).
  24. ^ F. D'arcy (Nov 1977).
  25. ^ "Women’s History Month: Marie Stopes".  نسخة محفوظة 24 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  26. ^ McLaren, Angus (1978).
  27. ^ Draznin, Yaffa Claire (2001).
  28. ^ Wilkinson Meyer, Jimmy Elaine (2004).
  29. ^ Galvin, Rachel.
  30. ^ Selected Papers, vol 1, p 199
    Baker, p 115
  31. ^ Lepore, Jill (November 14, 2011).
  32. ^ McCann 2010, p 751
  33. ^ Greer, Germaine (1984).
  34. ^ Rose, June (1992).
  35. ^ Burke, Lucy, "In Pursuit of an Erogamic Life" in Ardis, Ann L., and Leslie W. Lewis, eds. (2003).
  36. ^ أ ب ت Hall, Ruth (1977).
  37. ^ Marie Stopes (1925).
  38. ^ Diana Wyndham (2012) "Norman Haire and the Study of Sex".
  39. ^ Himes Norman, Himes Vera C (1929).
  40. ^ Clive Wood and Beryl Suitters (1970) "The Fight for Acceptance: A History of Contraception", Aylesbury, Buckinghamshire: Medical and Technical Publishing Co Ltd, p. 161.
  41. ^ Blue, Gregory; Bunton, Martin P.; Croizier, Ralph C. (2002).
  42. ^ Hall, Lesley (2011). pp. 142–143. 
  43. ^ Rowbotham, Sheila (1977). p. 39. 
  44. ^ Hall, Lesley (2011). p. 144. 
  45. ^ Hall, Lesley (2011). p. 173. 
  46. ^ أ ب Gordon, Linda (2002).
  47. ^ أ ب Gordon 2002, pp. 295–6
  48. ^ Kulier, Regina; Kapp, Nathalie; Gülmezoglu, A. Metin; Hofmeyr, G. Justus; Cheng, Linan; Campana, Aldo (November 9, 2011).
  49. ^ Soubiran, Andre (1969).
  50. ^ أ ب Hunt, Lynn, Thomas R. Martin, Barbara H. Rosenwein, R. Po-chia Hsia, and Bonnie G. Smith.
  51. ^ Laurent Toulemon and Henri Leridon (1998).
  52. ^ Gail Kligman (6 July 1998).
  53. ^ Lataianu, M. (2001)"The 1966 Law Concerning Prohibition of Abortion in Romania and Its Consequences: The Fate of One Generation" Proceedings of the Euroconference on Family and Fertility Change in Modern European Societies: Explorations and Explanations of Recent Developments (Rostok, Germany: Max Planck Institute for Demographic Research) نسخة محفوظة 30 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.