بوابة:مصر/شخصية مختارة/21

عبلة محمد مرسي عبد اللطيف الكحلاوي (1948-2021) داعية إسلامية مصرية وإحدى رائدات العمل الخيري في مصر، وُلدت في 15 ديسمبر 1948 بحي الزمالك بالقاهرة، وأطلق عليها ماما عبلة أو أيقونة الداعيات السيدات. كانت أستاذة للفقه في كلية الدراسات الإسلامية والعربية-بنات بجامعة الأزهر، كما شغلت منصب عمادة الكلية ذاتها. قدمت العديد من البرامج الدينية والمُحاضرات الدعوية في القنوات الفضائية المصرية والعربية حيث تركت بصمة مُميزة لدى الكثيرين، واتسم أسلوبها بالبساطة والبعد عن التعقيد في توجيه النصيحة بهدف حل مشاكل الآلاف بما يتوافق مع التعاليم الإسلامية، ولذلك عُدت إحدى أكبر الدُعاة في الوسط الدعوي النسائي. وعندما تقدم بها العمر وأعياها المرض لجأت إلى مواقع التواصل الاجتماعي لمُواصلة نشاطها الدعوي. قال عنها أحمد عمر هاشم عُضو هيئة كبار العلماء: «هي إحدى السيدات الفُضليات في هيئة التدريس بجامعة الأزهر وعميد كلية البنات ببورسعيد سابقًا وإحدى الداعيات الصالحات إلى الله، نحسبها كذلك أنها كانت من الصالحات القانتات على هدى وبصيرة. خدمت طالباتها بجامعة الأزهر، فأدت رسالتها على أعظم ما يكون الأداء، وأسهمت في الدعوة الإسلامية بتوجيه النصح للسيدات، ونسأل الله أن يكافئها جزاء ما قدمته». ألفت عدة كتب وإصدارات تتناول عددًا من القضايا الفقهية والدينية منها: «مسافر بلا طريق»، «البنوة والأبوة»، «بنوك اللبن: شبهات حول بنوك اللبن»، «الخلع دواء ما لا دواء له: دراسة فقهية مقارنة»، «سلسلة كتب فقه النساء: قضايا المرأة في الحج والعمرة». تفرغت عبلة الكحلاوي في سنواتها الأخيرة للعمل الخيري، وأسست جمعية الباقيات الصالحات في المقطم، إحدى أكبر الجمعيات الخيرية الموجودة في مصر والتي تُقدم العديد من الخدمات الاجتماعية بكافة المُحافظات لرعاية الأطفال الأيتام ومرضى السرطان وكبار السن من مرضى آلزهايمر، كما دشنت دارًا أخرى للأسرة ودعم الأمهات والبنات. وقبل أسابيع من وفاتها كثفت من حملاتها لتوفير الأكسجين لمرضى كورونا الذين ترعاهم في مُؤسستها الخيرية وطالبت الجهات المَسئولة بسرعة التدخل، وتدخلت وزارة الصحة المصرية بالفعل، وقامت بنقل المُصابين وقدمت الرعاية الصحية لهم. في 2020 كرمتها رابطة المرأة العربية والإفريقية في اليوم العالمي للمرأة واختيرت أمًّا مثالية بالإجماع في ذلك العام على مستوى الجمهورية لما تُقدمه للمجتمع من دور تثقيفي وتنويري. وتُوفيت في 24 يناير 2021 عن عمر ناهز اثنين وسبعين عامًا مُتأثرة بإصابتها بفيروس كورونا المُستجد وتدهور حالتها الصحية، وبقائها بالعناية المُركزة حيث كانت تُعاني من ضيق في التنفس، حتى فارقت الحياة.


...أرشيف للمزيد...