اليزيد بن محمد

سلطان المغرب من سلالة العلويين

المولى محمد المهدي اليزيد سلطان المغرب بين سنتي 1790م و1792م. ينتمي لسلالة العلويين الفلاليين. عينه والده السلطان محمد الثالث على رأس قبيلة كروان، وتمرد وثار على والده، فتم نفيه للمشرق، وعاد واحتمى في جبل العلم، حتى توفي أبوه عام 1790، فبايعه المغاربة، واستمر حكم السلطان اليزيد حوالي سنتين حتى عام 1792م عندما كان يطارد أخاه المولى هشام فأصيب خلالها برصاصة اخترقت خده، فتوفي بسببها ليلة الجمعة 23 جمادى الآخرة 1206هـ.[1]

سلطان المغرب
مولاي اليزيد
مولاي اليزيد
سلطان المغرب
فترة الحكم
1790 - 1792م
تاريخ التتويج 18 شعبان 1204هـ
معلومات شخصية
الاسم الكامل اليزيد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن الشريف
الميلاد 1750م
فاس  تعديل قيمة خاصية (P19) في ويكي بيانات
الوفاة 23 جمادى الثانية 1206هـ
16 يناير 1792م.
بالقرب من زكورة على حاشية واد تانسيفت.
مكان الدفن ضريح السعديين
مواطنة المغرب تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الديانة الإسلام
الأب محمد الثالث بن عبد الله  تعديل قيمة خاصية (P22) في ويكي بيانات
إخوة وأخوات هشام بن محمد، وسليمان بن محمد  تعديل قيمة خاصية (P3373) في ويكي بيانات
عائلة سلالة العلويين الفيلاليين الحاكمة  تعديل قيمة خاصية (P53) في ويكي بيانات
سلالة السلالة العلوية
الحياة العملية
المهنة عاهل  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغة الأم العربية  تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات
اللغات العربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات

نشأته

عدل

ولد مولاي اليزيد بمدينة مراكش، بالقبة الخضراء من دار البديع من أم علجة إيرلاندية إسمها شهرزاد،[2] أو من كورسيكية اسمها الضاوية ( Davia Franceschini‏)،[3]. فتربى مولاي اليزيد تربية الأمراء ووجد كل الظروف الملائمة للتهذيب والتعلم. فأسند له والده مسؤوليات عديدة منها تمثيله لدى قناصل الدول الأجنبية المرابطة بالمراسي المغربية، سواء من حيث استقبالهم وتنظيم شؤونهم والتطرق معهم لشتى المباحثات ذات الصلة بالقضايا السياسية والاقتصادية والإدارية وغيرها، ولم يكن سن الأمير حينئذ يتجاوز العشرين إلا بقليل.

تمرده على أبيه

عدل

وفي سنة 1182هـ ولاه والده على إكروان، أحد فروع مسوفة الصنهاجية، أحد أقوى وأعتد قبائل البربر وقتئذ، وربط مع أبناء أعيانهم صلات وثيقة. فظهرت فكرة الانقلاب على والده والخروج عن طاعته، فزينوا له الطريق بتوفير بيت مال قبة الخياطين في يده، ووعدوه باستعداد قبيلة آيت أومالو لخدمته. فوصل خبر هذا التمرد قبل وقوعه إلى والده السلطان عن طريق قائد قبيلة الأودايا أبي محمد عبد القادر بن الخضر، فأرسل السلطان قائده العباس البخاري على رأس مائة من الخيل لقبيلة كروان، بغية القبض على ولده اليزيد وأصحابه. وعندما علم اليزيد بذلك فر مع رفاقه إلى جبال آيت أومالو، ومنها إلى زاوية آيت إسحاق، فبعث له والده الأمان عن طريق كاتبه أبي عثمان الشليح، فاصطحبه إلى مراكش لملاقاته، فشمله عفو والده سنة 1184هـ / 1770م، الذي أعطى في الوقت نفسه أوامره بترحيل قبيلة كروان عقابا لها على هذا التمرد.

وخلال إقامته بمدينة فاس دخل في نزاع مسلح مع أخيه المولى عبد الرحمان، فهلك في هذا الصراع خلق كثير، وكان السلطان وقتئذ بمراكش، فقدم على وجه السرعة لمكناس، ومنها بعث من أعوانه من يقبض على الأخوين معا.[4] فقبض على المولى عبد الرحمان وبعض أصحابه، بينما استطاع المولى اليزيد الفرار صوب ضريح المولى إدريس الأكبر بزرهون، فاستحرم[5] به مدة، ثم جاء به الأشراف بعد ذلك إلى مدينة مكناس، واستشفعوا له عند والده، فعفا عنه وسامحه. فأرسله للحج مع أخيه الشقيق مسلمة لإبعادهم عن المغرب، غير أنه بعد ذلك ظل على طبيعته في التمرد، حيث اعترض طريق وفد من الحجاج واستولى على الأموال التي كان السلطان يريد توجيهها إلى مكة، فغضب المولى محمد وتبرأ منه، ووزع منشورات يتبرأ فيها منه وعلقها بالكعبة والحجرة النبوية وبيت المقدس وضريح الحسين بمصر وضريح مولاي علي الشريف بتافيلالت وضريح المولى إدريس بزرهون، وبقي اليزيد فاراً في المشرق مدة من الزمن.

عاد مولاي اليزيد سنة 1203هـ إلى المغرب واحتمى مرة أخرى بجبل العلم في ضريح عبد السلام بن مشيش، واعتصم به، فلجأ والده أولا إلى الحيلة تجنبا للمزيد من المشاكل، فصار يكتب إليه ويستقدمه، ولكن اليزيد أبى أن يستجيب لأبيه، وأعلن الثورة، وكشف النقاب عن وجه العصيان، وصار يكتب لأبيه رسائل تدل على عقوقه، واشتغل ببناء دار ومسجد بجوار ضريح الشيخ عبد السلام مازالت أطلالها بادية للعيان حتى اليوم. فقرر السلطان أن يضع بالقوة حدا لتمرده وعصيانه، فبعث وحدتين عسكريتين أسند قيادة إحداهما للأمير مسلمة، ليختبر ولاءه، ويعرف هل تراجع عن مساندة اليزيد في وتمرده، لأنهما أخوان شقيقان من أم واحدة، وأسند قيادة الوحدة الأخرى للقائد العباس البخاري، لمحاصرة الثائر، ومنعه من أي تحرك أو اتصال. لكن محاصرة اليزيد لم تدم مدة طويلة، إذ سرعان ما توفي السلطان محمد بن عبد الله بعين عتيق قرب الرباط يوم الأحد 24 رجب عام 1204هـ / 9 أبريل 1790م.

بيعته

عدل

لما بلغه خبر وفاة والده في 18 شعبان 1204هـ/أبريل 1790م وهو بالحرم المشيشي، بايعه الأشراف وسائر أفراد جبل العلم، بجبالة كما بايعه أخوه مسلمة، والقائد العباس البخاري وجيشيهما اللذين كانا يحاصرانه، وذلك بعد جدال طويل، إذ أن فريقا من الجيش كان يخشى بطشه[6]. فتوجه لتطوان، فبايعه أهلها والقبائل المجاورة لها. فأطلق اليزيد يد جنده على اليهود فاستباحوا أحيائهم وسلبوا ممتلكاتهم. فتتالت عليه الوفود المبايعة من طنجة وآصيلا والعرائش، وأبرزهم وفد ضم أعيان فاس وأشرافها وعلمائها الذين خصهم بالإكرام والعناية وعين محمد الذيب واليا على المدينة. ثم انتقل على العرائش حيث بايعه رجالات دولة أبيه ووفد عليه أخوه سليمان مع وفود من أهل سجلماسة، وقبائل تافيلالت والصحراء عربها وبربرها. وكان من بينهم محمد واعزيز الذي احتمى بقبيلته خوفا من بطشه، لما كان بينهما من عداء، فصفح عنه اليزيد. ثم دخل لمكناسة، وبها تلقى بيعة أهل مراكش، وقبائل الحوز وقبائل الغرب من العرب والبربر، بما فيها القبيلة المتمردة آيت ومالو،[7] وفقهاء سلا ورؤسائهم وأشرافهم.[8] ويرجع الإجماع على مبايعته إلى أنه كان يعكس لتطلعات فئات واسعة من المجتمع، فقد كانت البلاد مستاءة من سياسة أبيه، ومتطلعة إلى التغيير، أو بالأحرى كانت تحن للعهد الإسماعيلي.[9]

وفي العاشر من شعبان بعث اليزيد لأهل سلا والرباط على أن يخرجوا أباه من القبر، فيحملونه ويمرون به ليدفن بجبل العلم بضريح عبد السلام بن مشيش، فراجعه أهل الرباط مع الرحماني وطلبوا منه أن يتركه لكي يتبركوا به.[10]

تلقبه بالمهدي

عدل

و في اليوم الثامن من شعبان المذكور صعد اليزيد على المنبر وخطب بأهل تطوان وسمى نفسه محمد المهدي اليزيد. وبعد أن صلى بهم الجمعة أتوا بيهودي من تونس سب أحدا من الشرفاء، فأحرقه. وفي يوم السبت التاسع من شعبان خرج اليزيد من تطوان إلى طنجة.[11] ويرى حركات، أن اتخاده لذلك اللقب ليس لتبنيه المهدوية كمذهب، بل دليلا على رغبته العميقة في نصرة الإسلام ومواجهة غير المسلمين.[12]

التعامل مع قبيلة الصباح

عدل

في الحادي عشر من شعبان، نشب صراع بين قبيلتي الصباح وقبيلة زعير. وفي الثالث عشر من الشهر المذكور، وهو يوم الأربعاء، كانت الحرب بينهما بعد أن رحل الصباح من عين عتيق وكان القتال بين زعير والصباح على وادي كريفلة، فتكبدت القبيلتان خسائر كبيرة. ولم تتوقف الحرب حتى خرج لهم عبد الله الرحماني بالجيش الذي جاء من الحوز مع السلطان وبالمحلة التي كانت مارة بالقرب من سلا.[13]وفي يوم الخميس الثامن والعشرين من شعبان المذكور، استعرت الحرب شديدة بين قبائل الشاوية والصباح بقرب سلا بواد المقاز، و على مشرع منصور و ذلك أن الشاوية حركوا بنحو عشرين ألفا و اجتمعت كلمتهم، فحاصرهم الصباح على الوادي بمشرع منصور، وقتلوا من الشاوية نحو المائتين.[14] وما لبتث أن تطورت تلك الحرب المحلية لتشمل قبائل عربية وبربرية أخرى، فتدخل اليزيد لتأديب قبيلة الصباح، فأمر بنهب ممتلكات القبيلة بين سبو وبهت، فحلت مذبحة كبيرة بالقبيلة أجبرت أفرادها على الفرار والاعتصام بجبال الأطلس ومنطقتي زمور وزعير.[15]

التنكيل برجالات أبيه واليهود

عدل

و في الحادي عشر من شعبان ورد أمر اليزيد بالقبض على البعض من دائرة أبيه المحصورين بالرباط، فقبض على كاتب أبيه المأمون النميس واحتمى ولد أزريون بالزاوية التهامية هربا من بطشه.كما أمر السلطان عبد الله بركاش القائد المحلي بتوزيع الرواتب على الجيش المخزني بالرباط، ونهب ملاح الرباط وسلا، وهكذا أجبر اليهود على بيع حوائجهم كالصناديق والنحاس وغير ذلك، ودفعوا للسلطان نحو الخمسمائة مثقال، فنهبت ديار بعض اليهود ونكل ببعضهم. ثم أمر اليزيد بذهب اليهود فانتهب ملاح مكناس، الذي نهبه الودايا وفتكوا بأبكارهم ثم نهب ملاح القصر الكبير والعرائش وطنجة وتطوان، وعلق رؤوس ثلاثة من اليهود بمكناس أحدهم والد فتاة يهودية كان السلطان محمد الثالث قد أمر بإرجاعها لوالدها وانتزعها من اليزيد.[16]

الحرب ضد إسبانيا

عدل

توتر العلاقات مع إسبانيا

عدل

حسب الناصري، أظهر اليزيد معاداته لإسبانيا منذ توليه العرش، عازما على نقض هدنة أبيه معها، فرغم إرسال ملك إسبانيا قنصله بطنجة لتهنأة السلطان والتملق إليه، إلا أن هذا الأخير رفض هداياه ولم يحفل به. بل ما كان منه إلا اعتقال كل تجار الإسبان وجرهم بالسلاسل وحبسهم بطنجة.[17]

أما حركات، فيبرز أن اليزيد في بداية عهده، خص الممثلين الدبلوماسيين الإسبان بعناية فائقة، وأغدق الهدايا على كارلوس الرابع، كما طلب تعيين سفير من طرف إسبانيا ساعيا لمفاوضات سلمية بخصوص سبتة. إلا أن اكتشف بالمقابل أنشطة مشبوهة للقنصل الإسباني بالدار البيضاء فقد استولى على سفينتين للسلطنة الشريفة وقام بأنشطة زراعية غير مصرح بها، ودون دفع أيه رسوم جمركية. كما اكتشف السلطان تواطئ الإسبان مع كل من الوزير قادوس وعامل طنجة عبد الملك، والقائد عباس أحد كبار الضباط. فأغضب العاهل تصرف المبعوث الإسباني.[18]

نكبة قادوس

عدل

بعث السلطان لوزير أبيه القائد الصدر الأعظم بن العربي أفندي قادوس من الرباط، فقام من حينه و أسرع إلى أن وصل فاسا فالتقى بالسلطان، وأمره بمواصلة الخدمة لديه كما كان الحال في عهد أبيه. وكانت بين محمد العربي قادوس وبين الأيبيريين مكاتبات و رسائل و هدايا وكانت له دار بادخة بمراكش. وأنفق عليها أكثر من خمسين قنطارا[19]. كما أنه حذر الدبلوماسيين الإسبان من أن السلطان الجديد ليس كوالده محمد الثالث، لكونه أكثر صرامة، ونصحهم بمضاعفة الهدايا للتقرب إليه.[20]

فلما علم اليزيد بتواطئه مع النصارى، أراد أن يمكر به و يعجل بقتله، فأعطاه خمسة آلاف مثقال لينفقها في عرس أبنائه، ففعل الوزير، إلا أن السلطان كان في الحقيقية أمر أحد خدامه هو محمد واعزيز بقطع يديه. فدخل عليه محمد من حيث لا يشعر فقطع يديه و بعث واحدة لوجدة والأخرى لطنجة تعلق بباب دار قنصل إسبانيا كما بعث السلطان محمد ولد سعيد بن العياشي مع مائة فارس و أمرهم بنهب داره و بحفرها. ثم قُبض عليه في يوم السبت الثالث من ذي القعدة و خرجوا به يوم الاثنين الخامس من ذي الحجة مع إبراهيم بن محمد، فلما وصلوا عين العرمة سمعوا بأن السلطان بعث وراء قادوس ليقدم عليه من مكناسة لفاس. فلما قدم عليه سجنه بحبس داره، ثم قدم إليه فرج فسجنه مع قادوس، ثم وجه السلطان لهما الأمناء من أهل فاس و العدول و محمد بن العتابي على أن يستخلصوا من قادوس ما أبيه، فبرأ صاحبه وقال أن المال عنده. فبعث له ثانيا، فأقسم قادوس على أن لا يعطيه فلسا واحدا، فلو أراد منه اليزيد المال ما قطع يديه. فاغتاظ عليه السلطان وبعث له بالليل علي أخاه مع العبيد فأخرجوه وقطعوا رأسه،[21] وأمر أن يعلق رأسه على باب دير المبشرين الفرنسيسكان بمكناس وأن تبعث يداه إلى وجدة وإلى مقر القنصل الإسباني بطنجة،[22] وكان ذلك إشارة لتغير السياسة الخارجية.

هروب القنصل الإسباني

عدل

في يوم الاثنين ثالث المحرم من عام 1205ه، جاء القنصل الإسباني بهدية من الملك كارلوس لليزيد المتوجه إلى العرائش، فلم يلتفت إليه السلطان. بل وفي الخامس من محرم المذكور أمر السلطان ابن عمه و هو علي بن أحمد مع مائتين من المشاة بالتوجه إلى سبتة كما وجه أخاه عبد الله عرفة لتطاون وفي الرابع عشر من المحرم وردت على الرباط عبيد أزمور بخمسمائة بعير لهم لمكناسة. فرجع الإسباني لطنجة خائفا إذ كانت زوجته تقطن بها، وقد كان معه هدية كبيرة، لكن لم يهدها، فبقيت عنده بطنجة، فأخذ يتحيل في الهرب، فبعث للحدراني كاتب السلطان و بونافع و أغواهما بالمال فبعث له الكتاب بطابع السلطان، على أن يركب في البحر بغير إذن السلطان، فركب في البحر بزوجته و هديته و هرب في الحادي عشر من المحرم، و أتى في البحر للعرائش متوجها لليزيد فوجد مركبا للمسلمين من أهل تطاون فأخذه على مرأى ومسمع من السلطان الذي لم يستطع إيقافه عن فعلته تلك. فغضب اليزيد لذلك و أمر بالقبض على قائد طنجة و هو ملوك الريفي، وبونافع العلج فأوقع السلطان بهما في العرائش و الحدراني المذكور من آيت يمور، و بونافع من أولاد العلوج، ثم قطع رأسهما فوجد في خزانة الحدراني أربعة آلاف مثقال ذهبا فنهب ممتلكاتهما ومثل بجثثهم واستولى على بغالهم وجواريهم.[23]

حصار سبتة

عدل

حسب الضعيف، بشر اليزيد بعض المتفقرين والكهان المتمردين وأخبروه أنه هو من سيحرر سبتة بدليل أقوال الولي الصالح عبد الرحمان المجذوب. فكان ذلك حافزا له لحصار المدينة[24].

وفي 19 محرم 1205ه/25 سبتمبر 1790، بعث اليزيد للقبائل والمدن والقرى وأمر إياهم بالجهاد بسبتة، فأسرع الناس إليها من كل ناحية وبلد[25]. هدف إحداث ثغرة في أسوارها تمهيدًا لاقتحامها. وتمركزت القوات السلطانية في سراي [ا] خارج أسوار المدينة. كما نصبت هناك 14 بطارية.[26] لم يتمكن اليزيد من فرض حصار بحري على المدينة لافتقار البلاد لأسطول بحري كبير، فما كان أمامهم سوى تفجير الأسوار على أمل إحداث ثغرة في مكان ما في أسوار المدينة من أجل اختراقها.[27] لم يكن القصف مستمرًا نظرًا لوجود مفاوضات سلام جارية بين البلدين.

على الجانب الآخر، دافع عن المدينة ستة آلاف جندي مشاة إسباني، مزودين بمئة وأربعين مدفع.[28] عزز حاكم المدينة خوسيه دي سوتومايور إيتشيفاريا دفاعات المدينة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعزيزات كبيرة من المشاة والمدفعية والمهندسين تحت القيادة العامة للويس دي أوربينا وصلت سنة 1791 بين وقفٍ لإطلاق النار والعودة إلى الأعمال العسكرية. وكانت القوات البحرية حاضرة أيضًا في سبتة، مما وفر اتصالاً مستمرًا بين سبتة وشبه الجزيرة الإسبانية؛ كانت الزوارق الحربية التي اخترعها أنطونيو بارسيلو  [لغات أخرى]‏ فعالة بشكل خاص، كما تمركز سرب من البحرية الإسبانية في خليج الجزيرة الخضراء لاعتراض أي مساعدات خارجية للسلطنة الشريفة.[29]

اعتبارًا من 25 سبتمبر 1790[27] بدأ الجيش المخزني الهجوم العسكري ببضع طلقات من المدفعية.[30] [31] منذ 4 أكتوبر ، كثف الجيش المخزني نيرانه، واستمر في تكديس المدفعية والذخائر والمواد الغذائية حول سبتة. لكن الهجمات ظلت أضعف من أن تتمكن من اختراق سبتة، وصمدت الدفاعات الإسبانية.[30]

اندلاع الحرب

عدل

سرعان ما جرت محاولات للمفاوضات بين البلدين مع مواجهات عسكرية حتى 14 أكتوبر 1790، عندما توصلوا إلى وقف لإطلاق النار.[32] وأعاد الإسبان السفينتين المحتجزتين بينما حرر مولاي يزيد السجناء الإسبان الذين يحتجزهم.[33]

اقترح السلطان وقف الأعمال العسكرية للتفاوض مع الحكومة الإسبانية في مدريد. فوافق الإسبان. واستمر وقف إطلاق النار من أكتوبر 1790 إلى 15 أغسطس 1791. وخلال هذه المفاوضات، استغل كلا الجانبين وقف إطلاق النار لإعادة تنظيم صفوفهم وضمان خطوط إمدادها.[29] طلب السلطان من الملك الإسباني كارلوس الرابع أن يسحب جيشه ويخلي مواقعه بكل من سبتة ومليلية وجزيرة بادس وجزيرة الحسيمة ويسلمها للسلطنة الشريفة، وإن أراد الاحتفاظ بها فما أمامه إلا أن يدفع الجزية عنها. فرفض العاهل الإسباني تلك المطالب رفضا قاطعا وطالبه بسحب قواته من سبتة.[34] فرفض السلطان ذلك فانهارت المفاوضات،فأعلنت إسبانيا الحرب رسميًا على المغرب في 15 أغسطس 1791.[L 1] وأمر كارلوس الرابع بقصف طنجة.[35][34]

ثم عاد اليزيد إلى سبتة في 19 أغسطس ودعا حاكمها الإسباني إلى الاستسلام. وفي 25 أغسطس ، لاحظ الإسبان أن البطاريات المحاصرة للمدينة كانت حراستها ضعيفة، خاصة وأن المدفعية المغربية بدت غير نشطة في ذلك الوقت لقلة قصفها للمدينة. نفذ الإسبان هجومًا مشتركًا مع القوات البحرية التي ترافق القوات البرية إلى خارج المدينة بهدف استهداف البطاريات المغربية. كان الهجوم ناجحًا، حيث فاجأ الإسبان الجيش المرابط بالمدينة وألحقوا أضرارًا جسيمة بالمدفعية. وشن الجيش المخزني هجوما مضادا واسع النطاق بعد أيام قليلة، يوم 30 أغسطس. حاول ثمانية آلاف رجل مدعومين بالبطاريات اختراق سبتة دون جدوى. إلا أن القصف المدفعي استمر.[36]

الاضطرابات الداخلية

عدل

قامت إسبانيا بتشجيع التمرد في الجزء الجنوبي من المغرب، اذ قام قائد آسفي وقبيلة عبدة عبد الرحمن بن ناصر العبدي وقبيلة ولد الدليمي وبدعم مالي وعسكري اسباني بتحريض قبائل عبده ودكاله والحوز ضد السلطان اليزيد ومبايعة اخيه هشام.

السقوط

عدل

ولكن سرعان ما نقض أهل الحوز بيعته لما رأوا من تجافيه عنهم لما وفدوا عليه بمكناس، وبسبب تفضيله للودايا والبربر عليها، فاتفقوا مع أهل مراكش وعبدة وقبائل الحوز فبايعوا أخاه المولى هشام مكانه.[37] لكن تم اعتبار هذه البيعة غير شرعية بحكم وجود سلطان شرعي غيره (السلطان مولاي اليزيد).

معركة زكورة

عدل

نهض مولاي اليزيد لحربهم، فدخل مراكش واستباحها جيشه. فجمع المولى هشام جيشا من قبائل دكالة وعبدة تحت قيادة عبد الرحمن بن ناصر العبدي، وقصده بمراكش، فخرج اليزيد للقائه، وجرت بين الأخوين معركة بالمكان المسمى زكورة الواقع على حاشية وادي نسيفة، وانهزم فيها المولى هشام، فطاردهم المولى اليزيد، أصيب خلالها برصاصة اخترقت خده، لقي فيها حتفه يوم الخميس 23 جمادى الثانية عام 1206هـ (16 يبراير سنة 1792م)، فنقل شلوه إلى مراكش، حيث دفن بمقابر الملوك السعديين. وكانت وفاته مفاجئة للجميع وغير متوقعة، مما جعل الارتباك والاضطراب ينتشران في البلاد، سواء بين خصومه أو أنصاره، فخصومه بادروا إلى بعث خبر موته إلى حلفائهم في الداخل والخارج وخاصة كارلوس الرابع ملك إسبانيا، أما أنصاره فقد سيطر عليهم الخوف والارتباك فتفرقوا إلى مجموعات، منهم من انضم إلى مولاي هشام ومنهم من بايع المولى مسلمة ومنهم من انضم إلى أنصار المولى سليمان.

شخصيته وصفاته

عدل

ووصفه الضعيف الرباطي أنه كان «أبيضا طويلا، حسن الصورة والوجه، أقنأ الأنف، أكحل العينين، بياضهما يميل إلى الصفرة».[38]

العلاقات الخارجية في عهده

عدل

مع الدولة العثمانية

عدل

مع الدول الأوروبية

عدل

استقبل اليزيد بطنجة في 20 أبريل 1790 قناصل الدول الأوروبية، وأعلن أمامهم أنه سيعلن الحرب على دولهم إذا لم يوفوا ببعض التزاماتهم، ولكنه سرعان ما راسل عدداً من ملوك الدول الأوروبية يطلب إليها أن تبعث بسفراء لتجديد بنود الصلح التي وقع التوصل إليها في عهد سلفه. كما حاول أن يحافظ على علاقات حسنة مع إسبانيا مدة قبل أن يهاجم سبتة.[39]

الدولة في عهده

عدل

الجيش

عدل

التنظيم الإداري

عدل

الاقتصاد

عدل

و في التاسع من شعبان، كتب اليزيد لفاس ومكناس ولسلا وللرباط ومراكش وغيرها بترك المكس من الأسواق، والعمل على ما كان عليه جده إسماعيل بن الشريف.[40]

الزيجات والمحظيات والبنين

عدل

زوجاته

عدل

جواريه

عدل

أبناؤه وبناته

عدل

مراجع

عدل

فهرس المنشورات

عدل
بالعربية
  1. ^ IslamKotob. موسوعة أعلام المغرب. كاملاً لمحمد حجي - 8. IslamKotob. مؤرشف من الأصل في 2019-12-09.
  2. ^ كتاب: بيعة أهل مراكش وما حولها للسلطان المولى اليزيد، ترجمة المولى اليزيد تاريخ الولوج 1 نوفمبر 2013 نسخة محفوظة 18 أغسطس 2014 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ Une Corse sultane du Maroc : Davia Franceschini et sa famille. Jacques Caillé... Publisher: Paris : A. Pedone, 1968 نسخة محفوظة 03 نوفمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ كتاب: بيعة أهل مراكش وما حولها للسلطان المولى اليزيد- 5 نسخة محفوظة 30 ديسمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ أصبحت بعض أضرحة الشرفاء أو الأولياء أماكن يستجار بها ،وتقصد من طرف كل فار من ثأر يلاحقه ،أو عقاب يهدده
  6. ^ حركات (1978)، ص. 122.
  7. ^ الناصري (1997)، ص. 76.
  8. ^ الضعيف (1986)، ص. 203.
  9. ^ المنصور (2006)، ص. 151.
  10. ^ الضعيف (1986)، ص. 206.
  11. ^ الضعيف (1986)، ص. 206.
  12. ^ حركات (1978)، ص. 122.
  13. ^ الضعيف (1986)، ص. 206.
  14. ^ الضعيف (1986)، ص. 210.
  15. ^ حركات (1978)، ص. 125.
  16. ^ الضعيف (1986)، ص. 207.
  17. ^ الناصري (1997)، ص. 81.
  18. ^ حركات (1978)، ص. 125-126.
  19. ^ الضعيف (1986)، ص. 217.
  20. ^ محمد، بوكبوط، (2004). سفارة محمد بن عثمان المكناسي ومشاهداته في أستانبول والشام والحجاز، 1786-1789. جامعة سيدي محمد بن عبد الله. مؤرشف من الأصل في 2019-12-09.
  21. ^ الضعيف (1986)، ص. 218.
  22. ^ djamel. مجلة هيسبيريس تمودا مرتبة حسب السنوات. مؤرشف من الأصل في 2011-12-30.
  23. ^ الضعيف (1986)، ص. 221.
  24. ^ الضعيف (1986)، ص. 223.
  25. ^ الضعيف (1986)، ص. 222.
  26. ^ Loureiro Souto 2015، صفحة 228.
  27. ^ ا ب Loureiro Souto 2015، صفحة 228
  28. ^ L'Afrique française 1925، صفحة 499
  29. ^ ا ب Carmona Portillo 2004، صفحة 146-151
  30. ^ ا ب Université Complutense 1826، صفحات 120-121
  31. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع Rézette 37
  32. ^ Carmona Portillo 2004، صفحات 146-151.
  33. ^ Nicolas Viton 1826، صفحة 262
  34. ^ ا ب Nicolas Viton 1826، صفحة 268
  35. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع Hamet 376-377
  36. ^ Carmona Portillo 2004، صفحة 297
  37. ^ الأمير مولاي مسلمة عبد الوهاب ابن منصور 296 العدد نسخة محفوظة 02 نوفمبر 2013 على موقع واي باك مشين.
  38. ^ الضعيف (1986)، ص. 204.
  39. ^ حركات (1978)، ص. 122.
  40. ^ الضعيف (1986)، ص. 207.
بالإنجليزية
بالإسبانية
بالفرنسية
بالبرتغالية

فهرس الويب

عدل
بالعربية
بالإنجليزية
بالفرنسية

معلومات المنشورات الكاملة

عدل

مرتبة حسب تاريخ النشر

المقالات
بالعربية
الكتب
بالعربية
بالفرنسية
بالإنجليزية
بالإسبانية

انظر أيضًا

عدل

وصلات خارجية

عدل
  • لا بيانات لهذه المقالة على ويكي بيانات تخص الفن
اليزيد بن محمد
ولد: 1750 توفي: 1792
ألقاب ملكية
سبقه
محمد الثالث بن عبد الله
أمير المؤمنين
سلطان المغرب الأقصى

1790 - 1792

تبعه
سليمان بن محمد


وسوم <ref> موجودة لمجموعة اسمها "arabic-abajed"، ولكن لم يتم العثور على وسم <references group="arabic-abajed"/> أو هناك وسم </ref> ناقص
وسوم <ref> موجودة لمجموعة اسمها "L"، ولكن لم يتم العثور على وسم <references group="L"/> أو هناك وسم </ref> ناقص