إمارة المنتفق

حلف عشائري أبان العهد العثماني، صار له نفوذ واسع في جنوب العراق
(بالتحويل من المنتفك)

إمارة المنتفق (1530 م - 1918 م) هي إمارة عشائرية مارست نفوذًا عسكريًا وسياسيًا واسعًا على مناطق جنوب العراق أبان العصر العثماني ودولة مماليك العراق، بلغ ذروته أن أمر سعيد بن سليمان الكبير، حاكم بغداد صار بيد حمود شيخ المنتفق كالطفل في يد وصيّه عام 1813م.[1]

إمارة المنتفق
1530 – 1918
إمارة المنتفق
إمارة المنتفق
علم إمارة المنتفق مابين 1530 م - 1918 م
عاصمة سوق الشيوخ والناصرية
نظام الحكم وراثي
اللغة الرسمية اللغة العربية
الديانة الاسلام
الأمير
التاريخ
التأسيس 1530  تعديل قيمة خاصية (P571) في ويكي بيانات
التأسيس 1530
الزوال 1918
إمارة المنتفق في أقصى اتساع تاريخي لها في عهد حاكمها الأمير مانع بن شبيب في الربع الأخير من القرن السابع عشر.

شمل نفوذ الإمارة معظم مناطق وقبائل وعشائر جنوب ووسط العراق، حضر وبادية، السُنة وشيعة، المسلمين وغير المسلمين (ويشمل ذلك اليهود والصابئة والمسيحيين في جنوب العراق). ولقد أسسها عام 1530م الشريف حسن بن مانع (جد أسرة آل شبيب التي عرفت لاحقا بـآل السعدون نسبة لحفيده الأمير سعدون بن محمد، وكانت أسرة آل السعدون على المذهب المالكي ويرجع نسبهم إلى الامام الحسين بن علي بن أبي طالب.[2])، ثم دخلت هذه الدولة بصراع عسكري وسياسي واقتصادي مع الدولة العثمانية على مدى أربعة قرون. ودخلت أيضا في صراع عسكري مع كل الأطراف التي حاولت غزو العراق تاريخيا، فقد دخلت في صراع عسكري مع الدولة الصفوية وصراعات عسكرية مع دول إقليمية أصغر (مثل الدول العربية المتعاقبة في منطقة عربستان ودولة بني خالد والدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة ودولة آل رشيد في نجد... وغيرها) وأخيرا سقطت في الحرب العالمية الأولى على يد بريطانيا العظمى بعد أربع سنوات من القتال المباشر، ولقد أسس حكام هذه الدولة (آل شبيب ولاحقا عرفوا بـ آل سعدون) العديد من المدن في العراق مثل سوق الشيوخ والناصرية والشطرة... وغيرها، وانتزعوا العديد من المدن من الدولة العثمانية حسب مصادر تاريخية مثل مدينة البصرة (في عهد الأمير مانع بن شبيب في عام 1694م، والأمير مغامس بن مانع في عام 1705م، والأمير ثويني بن عبد الله في عام 1787م).

تاريخ الإمارة السياسي عدل

تأسيس اتحاد قبائل المنتفق عدل

وهذه المرحلة تعتبر أهم المراحل نظراً لتأثيرها في مجرى الأحداث في العراق والجزيرة العربية. قبل أن يقضي العثمانيون عام 1546 م على حكام البصرة آل شبيب (اختلف في نسبهم بين أنهم أجداد آل شبيب الذين عرفوا لاحقا بـ آل سعدون وبين أنهم من آل فضل) وقبل أن تتشت قبائلهم وخصوصا قبيلة المنتفق المنتمية للجد عامر بن صعصعة (لم يبقَ من قبيلة المنتفق القديمة لاحقا إلا فرع واحد يعرف بقبيلة بني سعيد). كان حسن بن مانع آل مهنا (من سلالة أمراء المدينة المنورة لأكثر من خمس قرون – عرفت ذريته بـ آل شبيب نسبة لابنه الأمير شبيب الأول ثم لاحقا عرفت بـ آل سعدون نسبة لحفيده الأمير سعدون بن محمد بن مانع آل شبيب)، قد حل ضيفا ومجاورا هو وبعض أتباعه (عام 1500 م) للشيخ شيحان آل خصيفة شيخ قبيلة بني مالك العقيلية والممتدة مساكنهم من وادي الباطن وحتى الصحراء المحاذية للفرات، وبعد وفاة الشيخ شيحان آل خصيفة تلاه في المشيخة الشيخ عبد الله آل خالد آل خصيفة وتزوج حسن من بنته (طليعة بنت عبد الله آل خالد آل خصيفة) عام 1505 م وأنجب منها عدة أبناء (محمد الوسيط، عبد الله، شبيب الأول)، وفي الفترة التالية اندلعت معارك عديدة بين قبيلة بني مالك وقبيلة الأجود واستمرت سنوات طويلة شكل الثأر وقودا لها، وفي عام 1530 م فقد حسن بن مانع ابنه عبد الله في أحد المعارك، وقد كان وقع ذلك على قبيلة بني مالك شديدا لكون حسن بن مانع ضيف عندهم، لذلك قام بني مالك بطلب ثأر ضيفهم وسلموه قيادتهم في معركتهم القادمة مع الأجود، والتي انتهت بانتصار كبير لبني مالك، تلاها طلب من حسن بن مانع أن يتم الصلح بين القبيلتين وأن تكون تلك هي آخر معركة، وقد استجاب الطرفين لطلبه وتم الصلح على شرط من بني مالك بتعويض ضيفهم عن خسارته لابنه، وقد رفض حسن قبول الدية عن ابنه واشترط عدة شروط أوصلته إلى ضم القبيلتين في اتحاد واحد والوصول إلى زعامة هذا الاتحاد (قيل إنه فرض على القبيلتين شروط منها أن لا يقف للقادم منهم في المجلس، تقدم له شاتين من كل بيت من القبيلتين سنويا واحدة تسمى الذبيحة والأخرى تسمى المنيحة.. وغيرها من الشروط)، استطاع حسن بن مانع بعد ذلك أن يصبح زعيما على القبيلتين والتي اشترطتا أن لا يكون زعيما على الاتحاد بينهما أحد من القبيلتين، يذكر مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي، قصة تأسيس إمارة المنتفق.

في النصف الأول من القرن 19 عدل

استلم حمود الثامر مشيخة القبيلة لفترات متقطعة بدءًا من 1787م/1201هـ، ولكن بعد مقتل عمه الشيخ ثويني العبد الله سنة 1797 استلم الحكم لفترة ثلاثين عاما حتى سنة 1826م. ويعد حمود من أشهر وأقوى أمراء المنتفق ولقبه لونكريك ببطل الأساطير القبلية لشذوذ شخصيته[3]، وازدادت قوة الإمارة في عهده ووصل تأثيره إلى والي بغداد سعيد باشا الذي أعطاه البصرة التي تقدر ايراداتها بثلث إيرادات العراق. إلا أنه تمرد ضد الوالي الجديد داوود باشا، وبعد فشل تمرده عزله الوالي من مشيخة المنتفق سجنه بقلعة بغداد وذلك سنة 1826م وبقي في بغداد حتى وفاته بالطاعون سنة 1831.[4] لقب حمود بالأعمى بسبب فقد بصره في أواخر عمره.[5] وجاء بعده عجيل بن محمد الثامر الذي حكم القبيلة إلى سقوط الوالي داود باشا واستلام الوالي الجديد علي رضا باشا سنة 1247هـ / 1832م.[6] وقد توسعت الإمارة كثيرًا في عهده بعد أن دخل في معارك مع إمارة ربيعة ومشيخة الخزاعل.[7] وقد رفض الشيخ عجيل البيعة للوالي الجديد علي رضا باشا فأرسل إليه قوات بقيادة بكرآغا جليلي وسليمان الغنام شيخ العقيل ومعهم ماجد بن حمود الثامر وأخويه فيصل وعبد العزيز، وطلب الوالي من صفوق الجربا أن يرافقهم دعمًا لهم، وكان صفوق قد دعم عجيل سنة 1826م ولكنه الآن قد انقلب عليه ودعم أبناء حمود الثامر.[8] شعر عجيل ان أعدائه أكثر منه قوة فاستنجد بشيخ عشائر كعب وكذلك بشيخ الكويت جابر الصباح، إلا أنهما لم يقدما له مساعدة تذكر، فاضطر عجيل أن يخوض المعركة لوحده.[9] وقد دخل الطرفان في معركة غير متكافئة شمال الشطرة في مارس 1832م واستمرت أسبوعًا وسميت بمعركة الشطرة الثانية، وقد سقط العديد من فرسان المنتفق دون قتال، وكان أحدهم الشيخ عجيل السعدون مما سهل للقوات الغازية أن تحقق النصر على يد أبناء عمه حمود الثامر. واستلم مشيخة المنتفق من بعده «ماجد بن حمود الثامر» بدعم من والي بغداد.[9] ولكن ذلك لم يدم طويلا، لأن ماجد توفي بعد عام من استلامه الحكم، ولم يحدث في إمارته مايستحق الذكر، لأن عموم المنتفق قد ركنوا إلى الهدوء والسلام. وبعد وفاته خلفه أخوه فيصل، والذي أيضا لم تستمر إمارته اكثر من ستة أشهر وتوفي بعدها، فشغل مكانه عيسى بن محمد الثامر بعد ان كتب لوالي بغداد يطلب المشيخة مدعومًا من عموم أهل المنتفق، فجاءت الموافقة على ذلك أواخر 1833م/1249هـ.[10] وبعد ان استقرت الأوضاع لصالح عيسى دون منافسة تهدد مركزه، تطلع نحو مدينة الزبير ذات الاستقلال الذاتي ليدخلها ضمن دائرة نفوذه، وذلك بدفع من محمد بن ابراهيم الثاقب منافس «آل زهير» حكام الزبير وقتها. فتوجه بجيشه ليضرب حصارًا على الزبير دون سبب مقنع سوى انحيازه إلى طرف الثاقب لحكم الزبير، وساعده في ذلك الشيخ جابر بن عبد الله الصباح حاكم الكويت آنذاك، [11] واستمر الحصار لسبعة أشهر، وانتهى بدخول المدينة بعد نفاد الطعام والرصاص عند المدافعين في ذي القعدة 1249هـ/مارس 1834م، حيث شهدت المدينة مجزرة ضد آل زهير بعد رفض الشيخ عيسى عرض عبد الرزاق الزهير بتعويض دم عمه علي الثامر الذي قتل أثناء الحصار بذهب يدفعه آل زهير.[12][13]

انتشرت حالة من الهدوء في أراضي المنتفق زمن عيسى حيث لا حروب داخلية ولا غزوات خارجية، الأمر الذي وفر للجميع السلام والعيش الرغيد. ولكن ذلك لم يكن في باقي الأراضي العراقية، فبدءًا من 1834م والسنوات الثلاث التالية انقضت آخر الإمارات العراقية مثل آل جليلي في الموصل وإمارة بابان ثم لحقتها إمارة العمادية، وبدأت المشيخات القوية بالتراجع، مثل الخزاعل في الفرات الأوسط والعبيد في أعالي دجلة، وذلك تماشيا مع سياسة الدولة بفرض سيطرتها المركزية، وهذا أثر سلبًا على إمارة المنتفق التي عليها أن تواجه الدولة بمفردها دون مساعدة من قوى محلية اخرى. لذلك بدأت السلطة المركزية في بغداد بالتوجه نحو إمارة المنتفق، فاختلقت أزمة مع القبيلة سنة 1254هـ/1838م مردها الضرائب الواجب دفعها، فتأزم الموقف مما دفع الوزير اللاز بالتفكير بترشيح أمير جديد للمنتفق بدلا من الشيخ عيسى، فجرى ترشيح «فارس بن علي الثامر» لهذا المنصب. فأصدر أوامره إلى متسلم البصرة في 1839م بعزل الشيخ عيسى وتولية إمارة المنتفق للمرشح الجديد، فبادر «فارس بن علي» بالتحرك نحو مركز الحكم سوق الشيوخ بعد رفضه أي مساعدة عسكرية حكومية أو قبلية عرضها عليه الوزير اللاز، اعتقادا منه أنه لن يواجه أية متاعب أو مضايقات، إلا أن ذلك الاعتقاد بدده الأمير عيسى السعدون، الذي بادر إلى ملاقاته قرب النعمانية مع مفرزة خيالة، فأخذ من مرشح الوالي سلاحه وفرسه و«الكرك» -هو اللباس الخاص الذي يمنحه الوالي لشيخ مشايخ المنتفق تعبيرًا عن دعمه لهم-. ثم طلب من مرافقي فارس أن يعودوا إلى الوالي اللاز يخبرونه ماحدث.[14] في سنة 1257هـ/1841م لجأ عبد الله بن ثنيان آل سعود إلى الأمير عيسى هاربا من خالد بن سعود.[15] وقد مات الأمير عيسى بن محمد الثامر محترقًا في داره في سنة 1258هـ/1842م، [16] وقيل في سنة 1259هـ/1843م.[17] وتولى من بعده أخوه بندر بن محمد السعدون.[16] الذي تخاصم مع عمه راشد بن ثامر السعدون بعد مشيخته بعام واحد أي في 1260هـ/1844م، فاضطر راشد للهروب إلى الكويت والاحتماء بأميرها الشيخ جابر، فعزم بندر على مهاجمة الكويت، خصوصًا بعدما علم بانهيار أجزاء من سورها، مما أثار طمعه فخيل له سهولة نجاح مثل هذا الغزو، فلما علم الكويتيون بأمره قاموا بسرعة بإصلاح ماتهدم من السور، فلما قدم الأمير بندر وعلم بالاستعدادات التي جرت وصعوبة اقتحامها قرر العودة والانسحاب.[18][19] كان الأمير بندر متعاونًا مع علي رضا باشا (والي بغداد)، حيث ساهم مع رجال قبيلته في وضع السدود حول دجلة عندما فاض النهر وطلب اللاز النجدة من المنتفق.[20] ولكن مالبث أن عُزِلَ ذلك الوالي وجاء محمد نجيب باشا (والي بغداد) الجديد الذي عرف عنه الغطرسة والكبرياء، فحاول اضعاف شوكة المنتفق باقتطاع أجزاء من مناطقهم، فبعث إبنه أحمد لهذا الغرض، ولكن أحمد وجد صعوبة في تطبيق ذلك الأمر، ففضل التفاهم مع المنتفق على زيادة الضريبة السنوية من 100 ألف إلى 200 ألف شامي.[ملحوظة 1] ومع ذلك لم تستقر علاقات بندر مع نجيب باشا، فضرب لهم فنونًا متعددة في الضرائب، وكان آخرها ضريبة الرأس، واستخدمت في ذلك وسائل صارمة وقسرية لجبايتها، فلما ازدادت تلك المطالبات انضم الشيخ بندر إلى ثورة وادي شلفح شيخ قبيلة زبيد، ولم يستجب لدعوات الوالي المتكررة لمقابلته، ورفض إرسال أي ضرائب إلى الحكومة حتى وفاته سنة 1847م.[20] فحكم بعده أخوه فهد بن محمد السعدون الذي نال المشيخة بعد استحصال الموافقات من والي بغداد، ولكن أيامه لم تطل كثيرًا ولم تحفل بشيء استثنائي، فتوفي في ضواحي مدينة الزبير في شهر ذي الحجة 1265هـ/ 1849م.[16] وبانتهاء حكمه يكون حكم ابناء محمد بن ثامر للمنتفق قد انتهى وهم (عجيل وعيسى وبندر وفهد). وقد ترك الشيخ فهد بعد موته أوضاع المنتفق قلقة وغير مستقرة، فاستلم الحكم بعده الشيخ فارس ين عجيل بن محمد.[23]

في النصف الثاني من القرن 19 عدل

أثلاث اتحاد قبائل المنتفق عدل

اتحاد قبائل المنتفق هو أكبر اتحاد للقبائل والعشائر مختلفة الأصول شهده العراق والصحراء الممتدة في شمال الجزيرة العربية تاريخيا وتحت مشيخة شيخ مشايخ فعلي من أسرة واحدة هي أسرة آل سعدون التي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب، وهو اتحاد شمل معظم القبائل والعشائر في جنوب ووسط العراق، وعلى الرغم من السياسات العثمانية مثل مرحلة الإفراز والتي أجبرت فيها الدولة العثمانية آل سعدون حكام إمارة المنتفق ومنذ عام 1853 م على التنازل عن مناطق بكامل قبائلها وعشائرها للعثمانيين أو الحركات العسكرية العثمانية التي أجبرت العديد من قبائل وعشائر المنتفق على الهجرة إلى الحويزة (حيث شكّلوا ثقلا عدديا كبيرا هناك) أو إلى مناطق شمال العراق العثمانية، فإن اتحاد المنتفق حافظ على كونه أكبر وأقوى اتحاد للقبائل في العراق.

أماكن سكن قبائل وعشائر اتحاد المنتفق عدل

تنتشر قبائل اتحاد المنتفق في مملكة المنتفق في مناطق مختلفة من الناحية البيئية، فهنالك القبائل التي تقيم على الأنهار (جانبي شط العرب والفرات ودجلة ونهر الغراف) وهنالك القبائل التي تقيم في البادية الممتدة من شمال الجزيرة العربية مرورا بالبادية الجنوبية للعراق ووصولا إلى البادية الممتدة شمال السماوة، وهنالك القبائل التي تقيم في منطقة الجزيرة بين ثلاثة أنهار (الفرات ودجلة والغراف) أو شمالها، وهنالك القبائل التي تعيش في منطقة الأهوار (الجزائر)، وأخيرا هنالك سكان المدن والبلدات والقرى في مملكة المنتفق وأشهرها عاصمة مملكة المنتفق مدينة سوق الشيوخ، حيث كان يقيم فيها وحولها (عام 1820 م)عشرون ألف بيت معظمهم من قبائل اتحاد المنتفق.

هجرات القبائل والعشائر والحواضر إلى مملكة المنتفق وأسبابها عدل

تتنوع أصول قبائل المنتفق بشكل يثير الدهشة بحيث أنه يوجد في هذا الاتحاد قبائل وعشائر من معظم الأصول العربية، ويرجع السبب في ذلك إلى تشجيع الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق (آل سعدون والتي كانت تعرف بـ آل شبيب) لسياسة الهجرة للقبائل والعشائر العربية إلى دولتهم، يصف مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي كثرة الأصول التي ترجع لها قبائل وعشائر المنتفق وكأنه جزيرة العرب مالت إلى العراق بكل تنوع أصول قبائلها.

هجرات قبائل اتحاد المنتفق من مملكة المنتفق وأسبابها عدل

ان السياسات العثمانية (السياسية والاقتصادية) والحروب المتوالية بين مملكة المنتفق والعثمانيين، قد أجبرت العديد من قبائل وعشائر المنتفق على الهجرة خارج أراضيها وخصوصا في القرن التاسع عشر، وقد كان هنالك وجهتين رئيسيتين لهذه الهجرات، الوجهة الأولى كانت منطقة عربستان (حيث شكلت قبائل وعشائر المنتفق ثقلا عدديا كبيرا هناك، لكنها فقدت وحدتها في أراضيها الجديدة).

علم مملكة المنتفق عدل

في بداية ترؤس آل شبيب (الاسم القديم لـ آل سعدون) على المنتفق كانت راية (بني مالك) هي المستعملة لكن فيما بعد جرى تطريز علم خاص بالمنتفق عموما وهو المعروف بـ (وارد)، وهذه الراية عبارة عن قاعدة حمراء طولها (3 * 2 متر) يتوسطها هلال وثلاثة أنجم، فالهلال يرمز لآل شبيب والأنجم الثلاثة يرمز للقبائل الثلاث الرئيسية في المنتفق (بني مالك، والأجود، وبني سعيد) والتي تحولت فيما بعد إلى ثلاث تجمعات ضخمة تسمى الأثلاث وكل ثلث يضم الكثير من القبائل والعشائر مختلفة الأصول.[بحاجة لمصدر]

لواء المنتفق عدل

 
ولاية البصرة الكبرى التي استطاع الأمير ناصر السعدون (حاكم المنتفق ووالي البصرة) أن يفصلها عن ولاية بغداد بعد تثبيته للحكم العثماني على الأحساء ومن ثم مقابلته للخليفة العثماني، وقد أصبح الأمير ناصر السعدون (ناصر باشا) أول والي لها، وتشمل: لواء البصرة ولواء العمارة ولواء المنتفق ولواء نجد - الأحساء.

لواء المنتفق هو الجزء المتبقي من مملكة المنتفق بعد مرحلة الإفراز تاريخيا وقد تأسس عام 1869 م. ويعود سبب تأسيسه إلى اقتناع الدولة العثمانية بعدم جدوى محاولة القضاء على مملكة المنتفق بالحل العسكري فقط، لذلك اتجهت إلى سياسات أخرى كان أخطرها والأكثر تأثيرا هي مرحلة الإفراز منذ عام 1853 م وحتى عام 1869 م والتي تعني التنازل عن مناطق بكامل عشائرها وقبائلها للعثمانيين بموجب وثائق يتم توقيعها رسميا، وتم خلال هذه المرحلة التنازل عن أكثر من نصف مساحة مملكة المنتفق للعثمانيين وتتلخص هذه المرحلة بدعم أحد أفراد الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق (آل سعدون) ضد الحاكم الفعلي من أبناء عمه، وهذا الدعم يكون بالقوات العسكرية العثمانية والسلاح والاعتراف السياسي بحكمه، وذلك مقابل تخلي الحاكم الجديد عن أراضي من دولته بكافة قبائلها وعشائرها للدولة العثمانية، وكان أول إفراز هو إفراز لواء السماوة كاملا بكل عشائره وقبائله والتنازل عنه للدولة العثمانية وذلك عام 1853 م من قبل الأمير منصور السعدون. يذكر الشيخ والمؤرخ علي الشرقي عام 1929 م، في كتابه ذكرى السعدون، مرحلة الإفراز.

الاقتصاد عدل

تأسيس المدن التجارية عدل

أسست أسرة السعدون تاريخيا عدة مدن تجارية وكانت تتحكم بها في اقتصاد القبائل والحواضر في المنطقة. وكانت أول مدينة أسست لهدف تجاري في المنطقة في القرون المتأخرة هي مدينة سوق الشيوخ التي أسسها حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبد الله، وهي توضح التطور في الفكر الاقتصادي والسياسي الذي وصل له حكام مملكة المنتفق في تلك الفترة، بالإضافة إلى توضيح امتلاكهم للقدرة السياسية والاقتصادية لإنجاح مثل تلك المدينة، ثم استمرت أسرة السعدون بتأسيس مثل هذه المدن في القرن التاسع عشر.

الآثار العمرانية والاجتماعية بإمارة المنتفق عدل

حواضر المنتفق عدل

1-الشبيبية:

قرية شيدها حسن بن مانع بن مالك جد آل شبيب عند نزوحه إلى القصيم قادماً من المدينة المنورة، وكانت في الأصل مزرعة سماها بهذا الاسم نسبة إلى ولده الوحيد وقتئذ، وقد قضى فيها عدة سنوات ثم هجرها إلى العراق، وما تزال الشبيبية موجودة بمنطقة القصيم السعودية ضمن محافظة البدائع.

2- العرجاء:

عاصمة المنتفق الأولى أسسها مانع بن شبيب الأول بن حسن سنة 1641 م وهي من المدن المندثرة الآن ويمكن مشاهدة خرابها على الضفة اليمنى لنهر الفرات، وتبعد عن مدينة الناصرية 5 كيلو.

3- كويبدة:

وهي تقع في الصحراء الغربية للبصرة شمال الزبير، وفي نفس الفترة كانت العرجاء القريبة من الناصرية تعد عاصمة لآل شبيب (الاسم القديم لأسرة آل سعدون)، وذكرت غير مرة في أحداثهم الأولى وكويبدة التي تقع قرب الزبير بقيت حتى دمرها وأحرقها حاكم البصرة علي باشا أفراسياب سنة 1034 هـ.

العلماء والقضاة في إمارة المنتفق عدل

حرص حكام مملكة المنتفق أسرة آل سعدون (التي كانت تعرف بـ آل شبيب سابقا) على منصب القضاء في عواصم دولتهم سواء في مدينة سوق الشيوخ التي أسسها حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها الأمير ثويني بن عبد الله أو مدينة البصرة حينما انتزعوها من العثمانيين وجعلوها عاصمة لمملكة المنتفق، وفي هذا القسم نذكر العلماء والقضاة الذين عينهم آل سعدون والذين وصلنا ذكرهم في كتب ومراجع التاريخ.

في مدينة البصرة:

وصلنا ذكر اثنين من القضاة الذين عينهم آل سعدون فيها، عندما انتزعوها من العثمانيين في فترتين مختلفتين وجعلوها عاصمة لدولتهم (مملكة المنتفق).

أسماء حكام إمارة المنتفق عدل

أسماء حكام إمارة المنتفق
1-حسن بن مانع (مؤسس اتحاد قبائل المنتفق وإمارة المنتفق)
2-الأمير شبيب (الأول) بن حسن
3-الأمير مانع بن محمد الوسيط
4-الأمير حسن بن مانع بن محمد الوسيط
5-الأمير مانع بن شبيب (الأول)
6-الأمير شبيب (الثاني) بن مانع
7-الأمير مغامس (الأول) بن مانع
8-الأمير راشد بن مغامس بن مانع
9-الأمير عثمان بن صالح (الأطرش) بن شبيب الأول
10-الأمير مانع بن شبيب (مانع السخاء)
11-الأمير مغامس (الثاني) بن مانع
12-الأمير محمد بن مانع بن شبيب
13-الأمير منيخر بن ناصر بن صقر بن مانع
14-الأمير سعدون بن محمد بن مانع، والملقب بسعدون الكبير
15-الأمير بندر بن عبد العزيز بن مغامس
16-الأمير عبد الله بن محمد بن مانع
17-الأمير ثامر بن سعدون الكبير بن محمد
18-الأمير ثويني بن عبد الله بن محمد
19- الأمير حمود بن ثامر بن سعدون الكبير (حمود الأعمى)
20-الأمير عجيل بن محمد بن ثامر بن سعدون الكبير، والملقب (أخو سعدى)
21-الأمير ماجد بن حمود بن ثامر
22-الأمير فيصل بن حمود بن ثامر
23-الأمير عيسى بن محمد بن ثامر
24-الأمير بندر بن محمد بن ثامر
25-الأمير فهد بن محمد بن ثامر
26-الأمير فارس بن عجيل بن محمد
27-الأمير منصور (باشا) بن راشد بن ثامر
28-الأمير صالح بن عيسى بن محمد
29-الأمير بندر بن ناصر بن ثامر
30-الأمير فهد بن علي بن ثامر
31-الأمير ناصر (باشا) بن راشد بن ثامر
32-الأمير فالح (باشا) بن ناصر (باشا) بن راشد
33-الأمير سعدون (باشا) بن منصور (باشا) بن راشد
34-الأمير عجمي (باشا) بن سعدون (باشا) بن منصور (باشا)
35-الأمير عبد الله (بيك) بن فالح (باشا) بن ناصر (باشا)
36- الأمير يوسف (بيك) بن عبد الله (بيك) بن منصور (باشا)

نفوذ الإمارة وحروبها عدل

تزايدت قوة مملكة المنتفق ونفوذها بشكل سريع منذ تأسيسها عام 1530 م حتى أصبحت الأكثر تأثيرا في تاريخ العراق وصحراء شمال الجزيرة العربية، ولاعبا رئيسيا في تاريخ الجزيرة العربية.

انظر أيضًا عدل

الملاحظات عدل

  1. ^ الشامي هو القرش قبل ضرب الليرة العثمانية الذهبية زمن محمد رشاد ويقال له القرش الرومي وبقي إسم الشامي شائعا في البصرة وأنحائها، ويعادل الشامي 9 قروش ونصف حتى سنة 1914،[21] ويساوي في ذلك الوقت شلنًا إنجليزيا واحدًا وستة بنسات.[22]

المراجع عدل

  1. ^ أ ب الوردي، الدكتور علي. لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث 1-8 ج1. DMC. ص. 223. مؤرشف من الأصل في 2023-07-06.
  2. ^ تاريخ ال السعدون للدكتور خالد السعدون - الشارقة ص 43
  3. ^ لونكريك 2004، صفحة 246.
  4. ^ لونكريك 2004، صفحة 247.
  5. ^ السعدون 2010، صفحة 26.
  6. ^ باش أعيان 2019، صفحة 490.
  7. ^ السعدون 2010، صفحة 137.
  8. ^ ثائر حامد خضر، (2002). تاريخ آل محمد الجربا وقبيلة شمر العربية في إقليم نجد والجزيرة 1500-1921 (ط. 1). بيروت: الدار العربية للموسوعات. ص:151
  9. ^ أ ب نوار 1968، صفحة 163.
  10. ^ السعدون 1999، صفحة 180.
  11. ^ خزعل 1962، صفحة 102.
  12. ^ السعدون 1999، صفحات 180-181.
  13. ^ خزعل 1962، صفحات 102-103.
  14. ^ السعدون 1999، صفحات 181-182.
  15. ^ ابن بشر، عنوان المجد في تاريخ نجد، ج2، ص191.
  16. ^ أ ب ت السعدون 1999، صفحة 183.
  17. ^ ابن بشر ج2، ص:227-228.
  18. ^ خزعل 1962، صفحة 119.
  19. ^ السعدون 1999، صفحة 184.
  20. ^ أ ب المنتفق في ذاكرة التاريخ. سعد سلطان السعدون. دار جداول. ط:الأولى 2014. ص:118
  21. ^ النصرة في اخبار البصرة. أحمد نوري الأنصاري، ص:305
  22. ^ السعدون 1999، صفحة 187.
  23. ^ المنتفق في ذاكرة التاريخ. ص:122

المصادر عدل