القائد الضرورة

القائد الضرورة هو لقب للرئيس صدام حسين، ومعناه القائد التاريخي، وصفه به سكرتيره الصحفي عبد الجبار محسن ثم ندم على وصفه بعد أَمَدٍ بعيد[1]، وشاع اللقب لصدام في الثمانينيات والتسعينيات في الإعلام العراقي أولاً، ثم أصبح يقال لصدام ولغيره[2]، وصار يُُذكرُ اللقب أحياناً مدحاً وإقراراً[3][4][5]، وأحياناً للتهكم بالقائد الضرورة[6][7]، وأحياناً للاستغناء عنه بالديمقراطية التي هي المعنى البديل للقائد التاريخي،[8] يُترجم المصطلح إلى "The necessity-leader"، و"the one and only".[9][10][11]

لقب القائد الضرورة في مجلة التراث العربي عام 1990

سبب التلقيب عدل

اعتقد عبد الجبار محسن أنه كان أول من سمّى صدام حسين القائدَ الضرورة، فقال «بالاستناد إلى معطيات الواقع العراقي الراهن، لا أؤمن بدور للجماهير من دون رأس مدبر، من دون قيادة تاريخية، وفي علم السياسة، كما في علم الاجتماع وعلم الإدارة، وردت تعريفات كثيرة للقائد وجرى تعداد لمواصفات القائد... ولقد وجدت، أو خلت أني وجدت في صدام حسين المواصفات التي يحملها القائد التاريخي... وهكذا كان يبدو الرجل بالنسبة للكثيرين».

أصل الفكرة عدل

كان ميشيل عفلق مقتنعاً بالقائد الضرورة، القائد التاريخي المُرتقَب مجيؤهُ ليوحّد الأمّة، كما فعل بسمارك الذي وحّدَ ألمانيا، ورأى عفلق أنه حين تنشأ شخصية القائد الضرورة لا يعود للتاريخ سياق بذاته وإنما يصبح امتداداً لسيرة القائد،[12] وقال عن القائد إنه يظهر في لحظة عسيرة باصطفاء قدري كالاصطفاء الإلهي للأنبياء ليقود شعبه نحو الانتصارات الكبرى.[13] فقيلَ إن «القائد الضرورة» هو لقب كان صدام قد لقّب نفسه به اقتباسا من تنظيرات ميشيل عفلق[14][15]، وأمّا صدام حسين فقال بعد أن صار رئيساً «إنّ واجبنا هو إحقاق الحق ومعاداة الظلم..سأناضل لأكون راية بين الرايات وقائداً بين القادة، وليس القائد الأوحد».[16]

صفات القائد الضرورة عدل

ذكر عبد الجبار محسن سبب تلقيبه لصدام بهذا اللقب:

  • 1) عجز الجمهور عن تدبير أموره بغير قائد يفوقهم أجمعين.
  • 2) القائد الضرورة هو كل من تشابهت صفاته بصفات القادة التاريخيين الذين استحقوا أن يُذكروا بذكرى خاصة في التاريخ.
  • 3) توافق أكثرية المجتمع على استحقاق واحد منهم لأن يكون القائد الضرورة.
  • 4) ظنّ المجتمع أو الحزب أنّهُ ينهار إن مات قائدهم الضرورة.[17]

القائد الضرورة والديمقراطية عدل

في الفكر الديمقراطي، لا يبرز القائد الضرورة، إذ توجد مؤسسات الحكومة التي تساعد على البقاء والاستقرار.[18]

مصادر عدل

  1. ^ الگاردينيا - مجلة ثقافية عامة - اعترافات عبد الجبار محسن: سنوات المحنة.. صدام حسين نسخة محفوظة 02 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ جريدة الرياض | القائد الضرورة.. ضرورة نسخة محفوظة 30 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ "عبد ربه منصور هادي 'القائد الضرورة' للديمقراطية في اليمن". MEO. 17 مارس 2018. مؤرشف من الأصل في 2019-12-12. اطلع عليه بتاريخ 2019-04-22.
  4. ^ محمد بن سلمان.. ضرورة لا تَرَف ! - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ نسخة محفوظة 17 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ بشير العلاق،تنظيم وإدارة العلاقات العامة،ص123
  6. ^ "القائد الضرورة الذي بدّد ثروات العراق!". An-Nahar. 7 أكتوبر 2015. مؤرشف من الأصل في 2019-05-28. اطلع عليه بتاريخ 2019-08-22.
  7. ^ جاسم العبودي، أمام أنظار مجلس النواب العراقي الجديد،ص219
  8. ^ محمد عبد العزيز ربيع،القيادة وصنع التاريخ،ص111
  9. ^ (PDF) https://web.archive.org/web/20170701184726/http://files.eric.ed.gov/fulltext/EJ1127174.pdf. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2017-07-01. {{استشهاد ويب}}: الوسيط |title= غير موجود أو فارغ (مساعدة)
  10. ^ Shane (2008-02). Shooting Straight: How the American Led Coalition Is Winning the War in Iraq (بالإنجليزية). Tate Publishing. ISBN:9781604621280. Archived from the original on 2020-03-08. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (help)
  11. ^ Muhammed Al Da’mi,Caught in a Dream: Nine Paradoxes from Middle-Eastern Medievalism,p.60,62
  12. ^ بهاء أبو كروم. الممانعة وتحدي الربيع. دار الساقي. مؤرشف من الأصل في 2021-05-14.
  13. ^ سيد القمني. الفاشيون والوطن. ص. 111. مؤرشف من الأصل في 2021-01-31.
  14. ^ هانى (2002). الايديولوجيا والقضبان. مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان. مؤرشف من الأصل في 2020-12-22.
  15. ^ المحيط الثقافي, المجلدات 39-42، المجلس الأعلى للثقافة
  16. ^ أحمد علي فهمي،قيادات ومواقف،ص77
  17. ^ أردوغان... القائد الضرورة؟ نسخة محفوظة 3 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ نخبة من الباحثين، الاصلاح والنهضة، ص 225 نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2020 على موقع واي باك مشين.

وصلات خارجية عدل