الغارة الجوية الأمريكية في الباغوز 2019

في 18 مارس 2019، نفذت وحدة عمليات خاصة تسمى تالون أنفيل، التابعة للقوات المسلحة الأمريكية غارة جوية باستخدام طائرة هجومية من طراز F-15E في منطقة الباغوز فوقاني بسوريا، مما أدت إلى مقتل 80 شخصًا، من بينهم 64 مدنيًا. وكانت الضربة واحدة من أكبر الهجمات التي أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية. تم التستر على الحادث من قبل الجيش الأمريكي،[1] وقد تم الإبلاغ عنه لأول مرة من قبل صحيفة نيويورك تايمز في 14 نوفمبر 2021.[3]

الغارة الجوية الأمريكية في الباغوز 2019
جزء من التدخل بقيادة الولايات المتحدة في سوريا
المعلومات
الموقع الباغوز فوقاني، دير الزور، سوريا
الإحداثيات 34°26′52″N 40°58′22″E / 34.447777777778°N 40.972777777778°E / 34.447777777778; 40.972777777778  تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
التاريخ 18 مارس 2019
الهدف تنظيم الدولة الإسلامية
نوع الهجوم ضربة جوية
الأسلحة طائرة هجومية من طراز F-15E[1]
الخسائر
الوفيات ما يصل إلى 80 (64 مدنيا و 16 مقاتلا من داعش)[2]
المنفذون الولايات المتحدة القوات الجوية الأمريكية[1]
خريطة

الهجوم عدل

في 18 مارس 2019، ألقيت طائرة أمريكية من طراز "إف 15 إي" قنبلتين على حشد من الناس، معظمهم من النساء والأطفال، كانوا يحاولون الفرار من القتال على ضفاف نهر الفرات، بالقرب من الحدود السورية العراقية. وقد تم تحديدهم بصفتهم مدنيين بواسطة طائرة أميركية بدون طيار تم تشغيلها من قاعدة العديد الجوية بقطر. وفقًا لتقرير صحيفة نيويورك تايمز إن مشغلي الطائرات من دون طيار في قاعدة العديد الجوية أصيبوا بالدهشة عندما رأوا أول قنبلة تزن 500 رطل أسقطتها الطائرة، ثم أسقطت قنبلة ثانية 2000 رطل على الناجين". قتل 80 شخصا بينهم مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية.[2] استمر الهجوم 12 دقيقة.[1]

وقد تم تنفيذ الهجوم وتنسيقه من قبل مجموعة عمليات خاصة تابعة للقوات الجوية الأمريكية تسمى تالون أنفيل.[4]

ما بعد الهجوم عدل

وصف المراقبون المدنيون الذين جاؤوا إلى منطقة الضربة في اليوم التالي العثور على أكوام من النساء والأطفال القتلى. ونشرت منظمة حقوق الإنسان «الرقة تذبح بصمت» صوراً للجثث ووصفت الغارة بـأنها «مجزرة مروعة».[1] وأكدت الصحيفة أنه جرى التقليل من أعداد القتلى وتأخير التقارير والتخفيف من حدتها وإضفاء طابع السرية عليها، وقامت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بتجريف موقع الغارة.[5]

التستر من قبل الجيش عدل

تم التستر على الحادث من قبل الجيش الأمريكي.[1] وقد أوقف المفتش العام المستقل ومكتب التحقيقات الخاصة بالقوات الجوية التحقيق في القضية.[6] وفقًا لتحقيق نيويورك تايمز، لم يراجع كبار المسؤولين العسكريين في العراق وفلوريدا الضربة، وظل التحقيق مفتوحًا من الناحية الفنية حتى تم الإبلاغ عنها من قبل تايمز. وقال النائب آدم سميث، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، لنيويورك تايمز إن «كلا من الحادث والجهود المبذولة للتستر عليه مقلقة للغاية».[7] وقد تذكر الحصيلة العسكرية الرسمية لعام 2019 أن عدد القتلى المدنيين كان 22 مدنياً فقط، دون أن تتضمن حصيلة هجوم الباغوز 2019.[2]

بعد تقرير نيويورك تايمز عدل

قال مسؤول قانوني أن الهجوم الجوي الذي نتج عنه قتل المدنيين السوريين قد يمثل «جريمة حرب محتملة».[1] في 15 نوفمبر 2021، أمر وزير الدفاع لويد أوستن بإحاطة إعلامية عن الضربة وإدارتها.[8] ووعد لويد أوستن بـ«تعديل» الإجراءات العسكرية وتحميل كبار الضباط المسؤولية عن إلحاق الضرر بالمدنيين، لكنه لم يناقش أي مشاكل منهجية سمحت باستمرار سقوط ضحايا مدنيين في ساحات القتال في سوريا وأفغانستان. كما أنه لم يذكر ما إذا كان«كبار الضباط سيحاسبون».[7] وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن الهجوم كان مبررا لأنه قتل مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.[2]

دعت جماعات حقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق مستقل من قبل الكونغرس.[8]

وغرد الرئيس السابق للمعهد العربي الأميركي جيمس زغبي ساخرا من بدء البنتاغون تحقيقه حول المجزرة، وقال «رئيس البنتاغون يأمر بإجراء تحقيق جديد في الغارة الجوية الأميركية التي قتلت العشرات في سوريا! كيف يكون الجاني هو ذاته المحقق؟».[9]

مراجع عدل

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ Philipps، Dave؛ Schmitt، Eric (13 نوفمبر 2021). "How the U.S. Hid an Airstrike That Killed Dozens of Civilians in Syria". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2021-12-14. اطلع عليه بتاريخ 2021-11-14.
  2. ^ أ ب ت ث Borger, Julian (14 Nov 2021). "US claims 2019 airstrike that hit Syrian women and children was justified". the Guardian (بالإنجليزية). Archived from the original on 2021-12-05. Retrieved 2021-11-14.
  3. ^ "U.S. military hid airstrikes that killed dozens of civilians in Syria -NYT". Reuters (بالإنجليزية). 13 Nov 2021. Archived from the original on 2021-11-14. Retrieved 2021-11-14.
  4. ^ "Civilian Deaths Mounted as Secret U.S. Unit Pounded Islamic State", Dave Philipps, Eric Schmitt and Mark Mazzetti, December 12, 2021, New York Times, https://www.nytimes.com/2021/12/12/us/civilian-deaths-war-isis.html نسخة محفوظة 2021-12-14 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ بعد تحقيق لـ"نيويورك تايمز".. واشنطن تشدد على "مشروعية" غارة نُفّذت في سوريا، يورونيوز، 15/11/2021 نسخة محفوظة 2021-11-15 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ Aaronson، Trevor (18 نوفمبر 2021). "The U.S.-Led Bombings That Ended the ISIS "Caliphate" Killed Scores of Civilians". The Intercept. مؤرشف من الأصل في 2021-11-25. اطلع عليه بتاريخ 2021-11-24.
  7. ^ أ ب Schmitt، Eric؛ Philipps، Dave (17 نوفمبر 2021). "Pentagon Chief Says More Must Be Done to Prevent Civilian Harm". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2021-12-05. اطلع عليه بتاريخ 2021-11-18.
  8. ^ أ ب "Pentagon Chief Orders Briefing on 2019 Syria Airstrike That Killed Dozens". The New York Times. 15 نوفمبر 2021. مؤرشف من الأصل في 2021-12-14. اطلع عليه بتاريخ 2021-11-16.
  9. ^ محمد المنشاوي، دعوات للكونغرس للتحقيق في مجزرة أميركية بحق مدنيين سوريين، الجزيرة، 2/12/2021. نسخة محفوظة 2021-12-13 على موقع واي باك مشين.