الغارة الجوية الأمريكية على سوريا (فبراير 2021)

الغارة الجوية الأمريكية على سوريا (فبراير 2021) هي غارة جوية نفذها سلاح الجو الأمريكي على موقع اعتقد أن بعض الجماعات المسلحة العراقية المدعومة من إيران احتلتها في المنطقة الحدودية الواقعة في شرق سوريا.[1][2] جاءت العملية أحادية الجانب التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية ردًا على الهجمات الصاروخية المتعددة التي استهدفت القوات الأمريكية في العراق قبل عشرة أيام،[3] وكانت أول عملية عسكرية هجومية معروفة تُنفّذ في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن.[4][5]

الغارة الجوية الأمريكية على سوريا (فبراير 2021)
الغارة الجوية الأمريكية على سوريا (فبراير 2021)
الغارة الجوية الأمريكية على سوريا (فبراير 2021)
النوع ضربة جوية
المكان قاعدة الإمام علي الإيرانية، قرية الحري، البوكمال،  سوريا
المخطط جو بايدن
الهدف
التاريخ 25 فبراير 2021
نفذت من قبل القوات الجوية الأمريكية
الخسائر 1-22 قتيلًا قتلى

الخلفية التاريخية عدل

تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية عسكريًا في العراق في عام 2014 كجزء من عملية العزم الصلب، وهي التحالف العسكري الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية بهدف بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). ثُم تدخلت إيران في البلاد أيضًا لدعم الفصائل الشيعية المشاركة في الصراع، والتي كان العديد منها معاديًا للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية. ازدادت وتيرة الهجمات الصاروخية التي استهدفت القوات الأمريكية في البلاد خلال أزمة الخليج العربي في الفترة ما بين عامي 2019-2021. انخرطت إيران في الحرب الأهلية في سوريا منذ بداية الصراع في عام 2011، حيث قدمت في البداية المشورة للعناصر الموالية للحكومة السورية هناك، بينما لعبت الولايات المتحدة دورًا نشطًا في الصراع منذ عام 2012، ولكنها لم تتدخل بصورة رسميًة سوى في عام 2014 كحزء من عملية العزم الصلب. وفي 15 فبراير (شباط) 2021، وقبل عشرة أيام من الغارة الجوية الأمريكية، أدى هجوم صاروخي وقع في مدينة أربيل العراقية إلى مقتل مقاول مدني تابع لتحالف عملية العزم الصلب من الفلبين وإصابة ستة آخرين، من بينهم جندي أمريكي.[6][7] في 20 فبراير (شباط) 2021، ثُمّ استهدف هجوم صاروخي آخر قاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين بالعراق، مما أدى إلى إصابة مقاول مدني من جنوب إفريقيا كان يعمل لدى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.[8]

الغارة الجوية عدل

استهدفت الغارة الجوية التي نفذها سلاح الجو الأمريكي مجموعة من المباني الواقعة في قرية الحري بالقرب من مدينة البوكمال،[9] التي اعتقدت وزارة الدفاع الأمريكية أنها كانت معقلًا لأعضاء من كتائب حزب الله العراقية وكتائب سيد الشهداء.[3][7][10] أسقط سلاح الجو الأمريكي على المنطقة خلال الغارة الجوية سبع قنابل تزن 500 رطل مزودة بأجهزة معدات توجيه من طائرتين مقاتلتين أمريكيتين من طراز إف-15 إي،[3][11] مما أدى إلى تدمير تسع منشآت وجعل اثنتين أخريين غير صالحتين للسكن.[12] أكد مسؤولو وزارة الدفاع الأميركية وإدارة بايدن علنَا على الطبيعة "المحدودة" للعملية، زاعمين إن الضربة كانت تهدف إلى إعاقة الجماعات المسلحة العراقية ومنعها من شن هجمات مستقبلية.[13] وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في وقت لاحق أن بايدن ألغى تنفيذ ضربة جوية ثانية، بعدما رصد سلاح الجو الأمريكي وجود "امرأة وطفلين" في المنطقة.[14] كانت هذه الغارة الجوية هي أول عملية عسكرية هجومية تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذها علنًا في عهد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.[4]

الخسائر البشرية عدل

أفادت وكالة رويترز استنادًا إلى تقارير محلية بمقتل 17 شخصا على الأقل نتيجة الغارة الجوية الأمريكية على منطقة البوكمال. في حين أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 22 شخصًا نتيجة الغارات الجوية الأمريكية في المنطقة، ومن جانبها كشفت كتائب حزب الله العراقية أن شخصا واحدا فقط قتل خلال غارة بينما أصيب أربعة آخرون.

ردود الأفعال عدل

حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن إيران في أعقاب الضربات الجوية، قائلاً: "لا يمكنكم الاستمرار في التصرف بهذا الشكل مع الإفلات من العقاب، لذا كونوا حذرين".[9] ووصف المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي الضربات الجوية بأنها "رد عسكري متناسب" على الهجمات الصاروخية السابقة. وفي الوقت نفسه، صرح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنه أوصى بايدن بتنفيذ هذه العملية.[2] ومن جانبها أدانت إيران الضربة الجوية الأمريكية في سوريا ووصفتها بأنها "انتهاك لسيادة سوريا" ونفت مسؤوليتها عن الهجمات الصاروخية التي استهدفت القوات الأمريكية في العراق.[15] اعتبر الممثل الأمريكي مايكل ماكول الضربة الجوية بمثابة "رادع ضروري" وقال إن الإضرار بالمصالح الأمريكية " هي أفعال لن يتم التسامح معها". في حين انتقد بعض الأعضاء في الكونجرس الأمريكي العملية بسبب احتمال عدم دستوريتها. ودعا عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي تيم كين وكريس مورفي إلى تقديم طلب إحاطة في الكونجرس حول شرعية الضربات الجوية، وقال النائب رو خانا إنه "لا يوجد مبرر يدفع الرئيس للسماح بضربة عسكرية ليست دفاعًا عن النفس ضد تهديد وشيك دون الحصول على إذن من الكونجرس". مضيفًا أن الغارة الجوية جعلت بايدن "الرئيس الأمريكي السابع على التوالي الذي يأمر بشن ضربات جوية على منطقة الشرق الأوسط".[9][16] أفاد مجلس الأمن القومي إنه أخطر الكونجرس مسبقًا، كما دافع بايدن عن العملية في رسالة وجهها إلى الكونجرس في 27 فبراير (شباط) 2021، زاعمًا دستوريتها استنادًا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وقال إنه أمر بتنفيذ الغارات الجوية "لحماية الأفراد الأمريكيين وشركائهم والدفاع عنهم ضد الهجمات الصاروخية المستقبلية".[17] ذكر نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأوسط، ميك ملروي، أن الضربات نُفذت على الأرجح في سوريا بدلًا من العراق لتجنب الوقوع في مشكلة مع الحكومة العراقية.[13]

المراجع عدل

  1. ^ De Luce، Dan؛ Gains، Mosheh؛ Gubash، Charlene؛ Welker، Kristen (26 فبراير 2021). "U.S. bombs facilities in Syria used by Iran-backed militia". NBC News. مؤرشف من الأصل في 2023-05-28. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-26.
  2. ^ أ ب Romo، Vanessa (25 فبراير 2021). "U.S. Launches Military Airstrikes Against Iranian-Backed Militants In Syria". NPR. مؤرشف من الأصل في 2023-11-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-26.
  3. ^ أ ب ت Starr، Barbara؛ Liebermann، Oren (26 فبراير 2021). "US carries out air strikes in Syria targeting Iranian backed militia structures". CNN. مؤرشف من الأصل في 2023-11-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-26.
  4. ^ أ ب "Joe Biden orders airstrike against Iranian-backed militia in Syria". ABC News. 26 فبراير 2021. مؤرشف من الأصل في 2023-04-14. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-26.
  5. ^ "U.S. targets Iranian-backed militias in Syria with airstrikes". CBS News. 26 فبراير 2021. مؤرشف من الأصل في 2021-02-26. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-27.
  6. ^ Gains، Mosheh؛ Williams، Abigail؛ Smith، Saphora (16 فبراير 2021). "Iraq rocket attack kills contractor, wounds U.S. service member". NBC News. مؤرشف من الأصل في 2023-11-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-26.
  7. ^ أ ب Cooper، Helene؛ Schmitt، Eric (26 فبراير 2021). "U.S. Airstrikes in Syria Target Iran-Backed Militias That Rocketed U.S. Troops in Iraq". The New York Times. ISSN:0362-4331. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-26.
  8. ^ Abdul-Zahra، Qassim (20 فبراير 2021). "Iraqi officials: Rockets strike north air base, one injured". Associated Press News. مؤرشف من الأصل في 2023-11-12.
  9. ^ أ ب ت Judd، Donald؛ Kelly، Caroline (26 فبراير 2021). "Biden's message to Iran with missile strikes: 'You can't act with impunity, be careful'". CNN. مؤرشف من الأصل في 2023-11-12.
  10. ^ "U.S. Conducts Defensive Airstrikes Against Iranian-backed Militia in Syria". U.S. DEPARTMENT OF DEFENSE (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2023-11-12. Retrieved 2021-03-01.
  11. ^ Roblin, Sebastien. "Biden's Retaliatory Strike In Syria Is A Double-Edged Message To Tehran". Forbes (بالإنجليزية). Archived from the original on 2023-11-12. Retrieved 2021-03-07.
  12. ^ Baldor، Lolita؛ Burns، Robert؛ Abdul-Zahra، Qassim (26 فبراير 2021). "US strike, first under Biden, kills Iran-backed militiaman". Associated Press. مؤرشف من الأصل في 2023-11-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-02-26.
  13. ^ أ ب Seligman، Lara (25 فبراير 2021). "U.S. carries out airstrike in Syria after rocket attacks". Politico. مؤرشف من الأصل في 2023-11-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-03.
  14. ^ Youssef, Nancy A.; Lubold, Gordon; Gordon, Michael R. (4 Mar 2021). "WSJ News Exclusive | Biden Called Off Strike on a Second Military Target in Syria Last Week". [The Wall Street Journal (بالإنجليزية الأمريكية). ISSN:0099-9660. Archived from the original on 2023-11-12. Retrieved 2021-03-05.
  15. ^ "Iran condemns U.S. strikes in Syria, denies attacks in Iraq". Reuters. 27 فبراير 2021. مؤرشف من الأصل في 2023-04-11. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-03.
  16. ^ González، Oriana (26 فبراير 2021). "Democrats call for briefing on legal justification for Biden's Syria strike". Axios. مؤرشف من الأصل في 2023-11-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-03.
  17. ^ "Biden explains justification for Syria strike in letter to Congress". Axios. 27 فبراير 2021. مؤرشف من الأصل في 2023-11-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-03-03.