زناتة (قبيلة)

مجموعة عرقية أمازيغية
(بالتحويل من الزناتيين)


زناتة (بالأمازيغية: ⵉⵣⵏⴰⵜⵏ) قبيلة أمازيغية من قبائل البتر تستوطن مناطق متفرقة من شمال إفريقيا، مواطنها الأصلية ما بين بلاد غدامس بغرب ليبيا إلى بلاد سوس مرورا بجبال طرابلس والأوراس وضواحي افريقية والمغرب الأقصى والأوسط. برزت زناتة في العهد الاسلامي بحيث لعبت دوراً هاماً في تاريخ بلاد المغرب. ورغم أن طريقتهم في الحياة تعتمد أساساً على الترحال، إلا أنهم أسسوا التجارب الأولى للإمارات الإسلامية المحلية كإمارة مغراوة وبني يفرن، وهم أصل العديد من السلالات الحاكمة الكبرى في بلاد المغرب، مثل المرينيين، والزيانيون والوطاسيون. يتميز أفراد القبيلة عن باقي قبائل الأمازيغ بلهجتهم الزناتية الفريدة، وهي فرع من اللغات الأمازيغية الشمالية.

زناتة
زناتة (قبيلة)
زناتة (قبيلة)
معلومات القبيلة
البلد  الجزائر،  المغرب،  تونس،  ليبيا،  مصر
العرقية أمازيغ
الديانة الإسلام
النسبة جانا بن يحيى بن صولات بن ورتناج بن ضريس بن سقفو بن جنذواذ بن غيلان بن مادغيس بن هرك بن هرسك بن كراد بن مازيغ

تسمية

أصل تسمية زناتة من جانا الذي هو اسم سلف القبيلة. ولتحويل الاسم السليم إلى اسم عام، يضيفون «ت» في النهاية، والذي يشكل جانات في المفرد وجاناتن في الجمع. ونطق هذه الجيم ليس من مخرج الجيم في اللغة العربية بل تنطق بين الجيم والشين وأميل إلى السين، ويقرب للسمع منها بعض الصفير فأبدلوها ب الزاي، والذي يعطي زانات. ثم من خلال الاستخدام المتكرر، يتم إضافة «ة» في النهاية وآخر في البداية لتسهيل النطق، وبالتالي الحصول على زناتة.[1] وقد خصص ابن خلدون فقرة من كتابه العبر وديوان المبتدأ والخبر حول الفصل في في تسمية زناتة ومبنى هذه الكلمة :[2]

أصل هذه اللفظة التي هي زناتة من صيغة جانا التي هي اسم أبي الجيل كله، وهو جانا بن يحيى المذكور في نسبهم. وهم إذا أرادوا الجنس في التعميم الحقوا بالاسم المفرد تاء فقالوا جانات. وإذا أرادوا التعميم زادوا مع التاء نونا فصار جاناتن، ونطقهم بهذه الجيم ليس من مخرج الجيم عند العرب بل ينطقون بها بين الجيم والشين وأميل إلى السين، ويقرب للسمع منها بعض الصفير فأبدلوها زايا محضة لاتصال مخرج الزاي بالسين، فصارت زانات لفظا مفردا دالا على الجنس. ثم الحقوا به هاء النسبة وحذفوا الألف التي بعد الزاي تخفيفا لكثرة دورانه على الألسنة والله أعلم.

نسب

يتفق النسابة والمؤرخون على أن قبائل زناتة من ولد جانا وإليه نسبهم، وأمّا جانا فقال أبو محمد بن حزم أنه ينتسب الى مادغيس، ويذكرهذا النسب بالتفصيل نقلا عن محمد بن يوسف الوراق ويقول:[3]

ورأيت لبعض نسّابى البربر أن زناتة هو شانا بن يحيى بن صولات بن ورتنّاج بن ضريس بن سقفو بن جنذواذ بن يملا بن مادغيس بن هرك بن هرسق بن كراد بن مازيغ بن هراك بن هريك بن بدا بن بديان بن كنعان بن حام بن نوح النبى صلى الله عليه وسلّم: ذكر ذلك يوسف الورّاق، عن أيوب ابن أبي يزيد.

وأما ابن خلدون فقد نقل عن ابن حزم الأندلسي وأكد على أن ما ذكره هو الأصح في نسب زناتة.[4] ونقل ابن عذاري عن أبو المجد المغيلي وعلي بن حزم وغيرهما في أن جانا ابن بن يحيى بن صولات بن ورتناج بن ضرى بن سفكو بن قيدواد بن شعبا بن مادغيس بن هود بن هرسق بن كداد مازيغ.[5] ويقول القلقشندي: هو جانا بن يحيى بن صولات بن ورسيك بن ضري بن زحيك بن مادغيس ابن بربر.[6] بينما يرى الادريسي وأبو عبد الله بن محمد التلمساني وابن أبي زرع أن جانا هذ هو ابن ضريس وضريس هو جالوت الذي قتله داود عليه السلام ابن لوى بن نفجا ابن لوى الأكبر بن برا بن قيس بن الياس بن مضر.[7][8] ويذكر ابن قتيبة في نسب زناتة أنهم من ولد يحيى بن ضريس بن جالوت، وجالوت هو ونور بن جرييل بن جديلان بن جاد بن رديلان بن حصي بن باد بن زحيك بن مادغيس الأبتر بن قيس بن عيلان.[9]


فروع

جانا
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ورسيكفرنيالديرت

ترجع شعوب زناتة إلى ثلاثة من ولد جانا وهم ورسيك وفرني والديرت، ومنهم تفرعت كل القبائل الزناتية وهي:[10]

 
الحجر زناتة، متحف الطبيعة والإنسان, (سانتا كروث دي تينيريفه، إسبانيا).

بني ورسيك

ومنهم بنو يصليتن وهم أبناء يصليتن بن مسر بن زكريا بن وارديرن بن ورسيك، وينقسمون الى عدة قبائل :

  1. مغراوة وجدهم مغراو بن يصلتين ومنهم بني يلنت، بني زنداك، بني ورى، الأغواط، ريغة، بني سعيد، بني ورميغان ورتزمير.
  2. بنو يفرن وجدهم يفرن بن يصليتن ومنهم مرنجيصة وبني واركوا.
  3. بنو يرنيان ومنهم بني وطاط.
  4. بنو واسين وينقسمون لقسمين
    1. بنو ورتاجن بن ماخوخ ومنهم بنو مرين
    2. بنو محمد ومنهم بنو يادين واليه ينتسب بنو عبد الواد وبنو توجين وبنو مصاب ومنهم بنو راشد.

ومنهم كذلك بنو دمر بن وارديرن بن ورسيك، وينتسب اليهم:

  1. بنو ورنيدين وهم بنو ورنيدين بن وانتن بن وارديرن بن دمّر، وشعوبهم بني ورتاتين وبني كزرول وبني تقورت.
  2. ورغمة

بنو انش بن وارديرن بن ورسيك، ودخلو مع بنو دمر وأخدوا نسبهم، ومنهم:

  1. بنو برزال
  2. بنو يطفت
  3. بنو سمغان
  4. وبنو يصدرين

بني فرني

ويتفرع منها خمسة فروع:

  1. ورقلا ومنهم بني واكين
  2. مجاصة
  3. نمالة
  4. صبرة
  5. يزمريتن

بني الديرت

ويتفرع منها ثلاتة فروع:

  1. جراوة
  2. تاجرت
  3. وانتن وهم بنو واسين وينقسمون لقسمين
    1. بنو ورتاجن بن ماخوخ ومنهم بنو مرين.
    2. بنو محمد ومنهم بنو يادين واليه ينتسب بنو عبد الواد وبنو توجين وبنو مصاب ومنهم بنو راشد.
  4. مسارة

ومن زناتة كذلك فروع اخرى لم يحدد نسبها كاملا ومنهم : بنو ورتنيص وينقسمون لقبيلتين غمرة وبني وجديجن،وكذلك منهم يجفش، بني تيسات، بني ورسيغن، بني تغرض وتحليلة.

شعب

هم رحل ومستقرين في نفس الوقت، وهم بناة المدن. يقول رشيد بيليل « أنه سيكون من الخطأ القول إن زناتة رحل فقط، لأنهم مؤسسو المدن »، والذي يؤكد ذلك كتابات ابن خلدون. لقد حقق هذا الشعب أكبر تغيير في بلاد المغرب، جزء كبير من زناتة يحدد ثقافيا مع العرب كما ذكر بويتيرون،

  إن اختفاء الزناتيون نحو القرن الثامن، والذين غطوا ربع شمال أفريقيا، هو واحدة من أكثر الأحداث استثنائية في بلاد المغرب. تشابه الحياة والمجال جعلهم يتعربون سريعا، تسارعه رغبة زناتة إلى ال لة، يبدور عرية  

هم على حد سواء العربية والبربرية المتحدثين.قيل فيهم أنهم بنو: زناتة واسمه جانا بن يحيى بن صلوات بن ورتناج بن ضرى بن سفكو بن قيدواد بن شعبا بن مادغيس بن هود بن هرسق بن كداد بن مازيغ،[11] وقيل أنهم بنو:[12]

  جانا أبن يحيى بن ضريس بن ونور بن جرييل بن جديلان بن جالد بن ديلان بن حصى بن باد بن رحيك بن مادغيس الابتر، وقيل أنهم بنو: جانا بن يحيى بن صولات بن ورساك بن ضرى بن مقبو بن قروال بن يملا بن مادغيس بن رحيك بن همر حق بن كراد بن مازيغ بن هراك بن هرك بن برا بن بربر  

وقيل:[13]

  جانا بن يحيى بن ضريس بن جالوت بن هريك بن جديلات بن جالود بن ريلات بن عصى بن بادين بن رحيك بن مادغش الأبتر بن قيس عيلان بن مضر، فيكون من العرب المستعربة  

وقال في العبر:[13]

  ونسابة زناتة تزعم الآن أنهم من حمير ومن التبابعة. وبعضهم يقول: إنهم من العمالقة، وإن جالوت من العماليق  

الموقع الحالي

في المنطقة المغاربية، تتركز أصول زناتة من طرابلس إلى طنجة. بالإضافة إلى المغرب الكبير، والتي تمثل كتلة بشرية كبيرة على نطاق سكان المغرب الكبير.

مصادر

  1. ^ Ibn Khaldoun, Histoire des Berbères et des dynasties musulmanes de l'Afrique septentrionale, éd. et trad. partielle par William McGuckin de Slane, Alger, 1852-1856
  2. ^ ابن خلدون (1981)، العبر وديوان المُبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، مراجعة: سهيل زكار. تحقيق: خليل شحادة (ط. 1)، بيروت: دار الفكر، ج. 7، ص. 10، OCLC:236018229، QID:Q114684142 – عبر المكتبة الشاملة
  3. ^ ابن حزم الأندلسي (2010)، جمهرة أنساب العرب، تحقيق: عبد السلام هارون (ط. 7)، القاهرة: دار المعارف، ص. 495، OCLC:22896260، QID:Q114955882 – عبر المكتبة الشاملة
  4. ^ ابن خلدون (1981)، العبر وديوان المُبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، مراجعة: سهيل زكار. تحقيق: خليل شحادة (ط. 1)، بيروت: دار الفكر، ج. 7، ص. 4، OCLC:236018229، QID:Q114684142 – عبر المكتبة الشاملة
  5. ^ ابن عذاري (1983)، البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب، مراجعة: جورج سيرافان كولان، إفاريست ليفي بروفنسال (ط. 3)، دار الثقافة، ج. 1، ص. 65، OCLC:1158791196، QID:Q115774925 – عبر المكتبة الشاملة
  6. ^ أبو العباس القلقشندي (1982)، قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان، تحقيق: إبراهيم الإبياري، القاهرة: دار الكتاب المصري، ص. 176، QID:Q124614024 – عبر المكتبة الشاملة
  7. ^ الإدريسي (1989)، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، بيروت: عالم الكتب، ج. 1، ص. 257، QID:Q120648765 – عبر المكتبة الشاملة
  8. ^ التلمساني (1401هـ 1981م). المسند الصحيح. محمود بو عياد. الشركة الوطنية للنشر والتوزيع. ص. 107 _ 110. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  9. ^ خلدون، عبد الرحمن بن محمد الحضرمي/ابن (1 يناير 2012). تاريخ الأمازيغ والهجرة الهلالية (مقتطف من كتاب العبر) مع دراسة قبائل البافور الغامضة 1-2 ج2. Dar Al Kotob Al Ilmiyah دار الكتب العلمية. مؤرشف من الأصل في 2024-03-02.
  10. ^ ابن خلدون (1981)، العبر وديوان المُبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، مراجعة: سهيل زكار. تحقيق: خليل شحادة (ط. 1)، بيروت: دار الفكر، ج. 6، ص. 3، OCLC:236018229، QID:Q114684142 – عبر المكتبة الشاملة
  11. ^ البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب (ابن عذاري) الصفحة 26
  12. ^ تاريخ ابن خلدون ابن خلدون الجزء 7 الصفحة 3
  13. ^ ا ب القلقشندي، قلائد الجمان، ص179.