التنخيل العشوائي في المغرب

ظاهرة التنخيل العشوائي في المغرب تشير إلى زراعة أشجار النخيل خاصة نوع (الواشنطونية) دون تخطيط بيئي مناسب في المدن والمناطق الحضرية. هذه الظاهرة أثارت جدلاً واسعاً بين النشطاء البيئيين والمجتمع المدني بسبب تأثيراتها السلبية على البيئة والمجتمع، خاصة في مدن (الفقيه بن صالح، الدار البيضاء،[1] الجديدة ومراكش، أكادير[2][3]...)[4][5]

تشير دراسات عالمية، مثل دراسة "آثار التنخيل العشوائي على البيئات القاحلة" التي أجراها المعهد الدولي للبيئة والتنمية، إلى أن التنخيل العشوائي يمثل مخاطر جدية على البيئة في المغرب، من بينها زيادة معدلات التصحر والجفاف. تؤكد هذه الدراسات أن غرس أشجار النخيل بشكل غير مدروس يمكن أن يؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي، مما يساهم في استنزاف الموارد المائية. هذا الاستنزاف يمكن أن يؤدي إلى تقليص التنوع البيولوجي، حيث تتعرض الأنواع النباتية والحيوانية لخطر الانقراض. كما أن غرس النخيل في بيئات غير ملائمة يمكن أن يؤدي إلى موت الأشجار وفقدانها، مما يزيد من تفاقم مشكلات التصحر ويؤثر سلباً على المناظر الطبيعية. إضافة إلى ذلك، فإن هذه الممارسات غير المستدامة تساهم في تغيير التوازن البيئي، مما ينعكس سلباً على الصحة البيئية للمناطق المتضررة. بالتالي، فإن التنخيل العشوائي ليس مجرد مشكلة جمالية، بل يمثل تهديداً كارثياً للاستدامة البيئية في المغرب.[6][7][مرجع عام 1] ويطالب نشطاء بتصنيف غزو النخيل جريمة بيئية[8]

الأسباب

عدل

تنشأ ظاهرة التنخيل العشوائي من عدة عوامل:

  • الرغبة في تحسين المناظر الطبيعية: حيث تعتبر أشجار النخيل ذات طابع جمالي خاص، مثل
  • نقص التخطيط البيئي: غياب استراتيجيات تشجير مستدامة.
  • الرمزية الثقافية: ارتباط النخيل بالتراث والثقافة المحلية.[9][10]

المخاطر البيئية

عدل

يرى نشطاء بيئيون أن غرس نخيل التزيين خارج بيئته، وإغراق شوارع المدن خاصة الساحلية بالنخيل، ينطوي على مخاطر بيئىية وصحية على الانسان، كالاكتئاب، و ارتفاع ثاني أوكسيد الكاربون، ومشاكل مرتبطة بالتنفس وإنتفاخ الإمعاء، [11] لا تؤدي أشجار النخيل نفس الدور البيئي للأشجار العريضة الأوراق في امتصاص ثاني أكسيد الكربون، وتثبيت الغبار، وتوفير الظل. وتعتبر أشجار مثل "الألبيزيا" أكثر فاعلية في هذه الجوانب.[12][13] وقرر رئيس جماعة شيشاوة، "المنع الكلي لغرس النخلة الرومية من نوع الوشنطونية أو الفينيكس الكناري [ملاحظة 1] وبريتشارديا على جنبات الشوارع وكل الفضاءات العامة والخضراء، مع اعتماد الجماعة مخطط منظري ذكي وإيكولوجي مرافق بميثاق إيكولوجي للإقليم وبمنهجية تدبير وصيانة الفضاءات الخضراء الموجودة".[ملاحظة 2][14]

  1. تشويه الطابع البيئي للمدن: يؤدي غرس النخيل العشوائي إلى فقدان المدن لهويتها البيئية والبصرية، حيث تصبح المدن متشابهة ومنسوخة، مما يضر بالصحة النفسية للسكان ويقلل من جاذبية السياحة.[15]
  2. عدم التأقلم مع المناخ : تعاني بعض أنواع النخيل، مثل النخيل الكاليفورني، من صعوبة في التأقلم مع المناخ الساحلي في مدن مثل الدار البيضاء، مما يؤدي إلى ذبولها وموتها.[13]

المخاطر الاقتصادية

عدل
  • التكاليف العالية: تعتبر زراعة وصيانة أشجار النخيل مكلفة للغاية، مما يزيد من الأعباء المالية على ميزانيات البلديات.[12][15]
  • محدودية الفائدة الاقتصادية: بالرغم من الفوائد الجمالية للنخيل، إلا أن الفوائد الاقتصادية والبيئية لأنواع أخرى من الأشجار تعتبر أكبر بكثير.

الحلول المقترحة

عدل

أطلقت حركة "مغرب البيئة 2050" حملة في سنة 2021 للمطالبة بوقف غرس النخيل الرومي في المدن المغربية، في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الاستدامة البيئية والحفاظ على التنوع النباتي بالمملكة، وتقترح تبني مجموعة من الحلول[16]

  • خطط تشجير مستدامة: بحيث ينبغي على البلديات وضع استراتيجيات تشجير تراعي الظروف المناخية المحلية وتستخدم أنواع الأشجار المناسبة.
  • تعزيز التوعية البيئية: نشر الوعي بين المواطنين والمسؤولين حول أهمية اختيار أنواع الأشجار التي تقدم فوائد بيئية متعددة وتحافظ على الهوية البيئية للمدن
  • إجراء دراسات بيئية: قبل تنفيذ مشاريع التشجير، يجب إجراء دراسات بيئية شاملة لضمان توافق الأنواع المزروعة مع المناخ المحلي ومتطلبات البيئة.[17][18]

انظر ايضا

عدل

المصادر

عدل
  1. ^ شريد، انس (26 أكتوبر 2023). "ملف تنخيل الشوارع يجر انتقادات على جماعة البيضاء". الجريدة 24. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-24.
  2. ^ Mohamed، ESSAFI (1 أغسطس 2023). "حركة بيئية تتهم جماعة أكادير بخرق مقتضيات دستور البيئة". الأسبوع الصحفي. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-24.
  3. ^ التأثيرات البيئية للتنخيل العشوائي في المناطق القاحلة". الطبعة الأولى،
  4. ^ mouhcine (1 أغسطس 2023). "حملة بيئية تنتقد "التنخيل العشوائي" وتطالب المدن باعتماد التشجير المنهجي". Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-24.
  5. ^ ""أوقفوا غرس النخيل".. تحذيرات من انتشار ظاهرة مقلقة بالمغرب". سكاي نيوز عربية. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-24.
  6. ^ "حركة بيئية تنجح في إقناع رئيس جماعة بمنع "التنخيل العشوائي"". تيل كيل عربي. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-24.
  7. ^ "لا للتنخيل العشوائي, نعم لحماية الهوية الإكولوجية لمجالاتنا الترابية". المغربية المستقلة. 12 أغسطس 2022. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-24.
  8. ^ ""جريمة بيئية".. مطالب بإيقاف "غزو النخيل" لشوارع المغرب | الحرة". www.alhurra.com. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-24.
  9. ^ الخروبي، رشيد (14 مايو 2023). "عريضة ضد "التنخيل العشوائي" تواصل جمع التوقيعات وبلمقدم: راسلنا الرميلي والمنصوري لإنقاذ المدن". مدار21. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-24.
  10. ^ براون، روبروت. "التأثيرات البيئية للتشجير العشوائي". الطبعة الأولى، الناشر: دار الأبحاث البيئية، 1997، الصفحات 78-89.
  11. ^ admin (8 أغسطس 2022). "المغرب. ألف مناهض للتنخيل العشوائي وهذه مخاطر غرس النخيل في مدن الساحل". Le12.ma. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-24.
  12. ^ ا ب حملة بيئية تنتقد "التنخيل العشوائي" وتطالب المدن باعتماد التشجير المنهجي
  13. ^ ا ب أوقفوا غرس النخيل.. تحذيرات من انتشار ظاهرة مقلقة بالمغرب
  14. ^ "جماعة شيشاوة تمنع التنخيل وتعتمد مخططا منظريا وإيكولوجيا ذكيا". 2M.ma. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-24.
  15. ^ ا ب المغرب. ألف مناهض للتنخيل العشوائي وهذه مخاطر غرس النخيل في مدن الساحل
  16. ^ "مطالب بوقف "التنخيل" العشوائي واعتماد سياسة التشجير خصوصاً مع إقبال المغرب على تنظيم كأس العالم". 18 أكتوبر 2023. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-24.
  17. ^ chouaib (16 أكتوبر 2023). "حملة مدنية تدعو إلى وقف "التنخيل العشوائي" واستقبال "المونديال" بالأشجار". Hespress - هسبريس جريدة إلكترونية مغربية. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-24.
  18. ^ "Kech24: Maroc News ; كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية". كِشـ24 / Kech24. 5 مايو 2023. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-24.

مراجع

عدل
  1. ^ المعهد الدولي للبيئة والتنمية. "آثار التنخيل العشوائي على البيئات القاحلة". وريب لان، البيئة العالمية، 2012، الصفحات 45-56. ISBN 978-1-23456-789-0
  1. ^ (الاسم العلمي:Phoenix canariensis)
  2. ^ توصيات المجلس الأعلى للماء والمناخ والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، حول إدماج مقتضيات التغيرات المناخية في السياسات الترابية العمومية، علاوة على الشراكات المحلية بين الوزارات المعنية والجماعات الترابية في ظل الحكامة البيئية والمحلية، ثم مجموعة من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بشأن المناخ والتغيرات المناخية والتنمية المستدامة